تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ١

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ١

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٨

لم يجز ، فإن قلت : «زيد أعطيتك إياه» لم يجز تقديم الغائب فلا تقول : «زيد أعطيته إياك» لأنه لا يعلم : هل زيد مأخوذ أو آخذ.

* * *

وفي اتحاد الرّتبة الزم فصلا

وقد يبيح الغيب فيه وصلا (١)

إذا اجتمع ضميران وكانا منصوبين واتحدا في الرتبة : كأن يكونا لمتكلّمين ، أو مخاطبين ، أو غائبين ، فإنه يلزم الفصل في أحدهما فتقول : «أعطيتني إياي ، وأعطيتك إياك ، وأعطيته إياه» (٢) ، ولا يجوز اتّصال الضميرين ، فلا تقول : «أعطيتنيني ، ولا أعطيتكك ، ولا أعطيتهوه» نعم إن كانا غائبين واختلف لفظهما فقد يتصلان نحو : «الزيدان الدرهم أعطيتهماه» (٣) ، وإليه أشار بقوله في الكافية :

مع اختلاف ما ، ونحو «ضمنت

إياهم الأرض» الضرورة اقتضت

وربما أثبت هذا البيت في بعض نسخ الألفيّة ، وليس منها. وأشار بقوله :

«ونحو ضمنت ... إلى آخر البيت» إلى أن الإتيان بالضمير منفصلا في موضع يجب فيه اتصاله ضرورة كقوله :

بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت

إياهم الأرض في دهر الدّهارير (٤)

وقد تقدم ذكر ذلك.

__________________

(١) في اتحاد : جار ومجرور متعلق ب : الزم.

(٢) إيا : ضمير منفصل في محل نصب مفعول ثان ، والياء حرف دال على المتكلم ، والكاف : حرف دال على المخاطب ، والهاء : حرف دال على الغائب.

(٣) ضمير الغيبة : هما ، والهاء ، والأول عائد إلى الزيدين ، والثاني عائد إلى الدرهم وهما مفعولان لأعطى في محل نصب ، والأصح أن نقول : أعطيته إياهما ، أو أعطيتهما إيّاه.

(٤) مرّ الشاهد برقم (١٤) ص ٩٧ فارجع إليه.

١٠١

حكام نون الوقاية :

وقبل «يا» النفس مع الفعل التزم

نون وقاية ، وليسي قد نظم

إذا اتّصل بالفعل ياء المتكلم لحقته لزوما نون تسمى «نون الوقاية» ، وسميت بذلك لأنها تقي الفعل من الكسر وذلك نحو : «أكرمني ، ويكرمني ، وأكرمني» ، وقد جاء حذفها مع «ليس» شذوذا كما قال الشاعر :

١٦ ـ عددت قومي كعديد الطّيس

إذ ذهب القوم الكرام ليسي (١)

واختلف في أفعل التعجب : هل تلزمه نون الوقاية أم لا؟ فتقول : «ما أفقرني إلى عفو الله (٢) ، وما أفقري إلى عفو الله (٣)» ، عند من لا يلتزمها

__________________

(١) من رجز لرؤبة بن العجاج العديد : العدد ، الطيس : الرمل الكثير ، ليسي : غيري.

المعنى : لقد عددت قومي فوجدتهم كالرمل كثرة ولكن الكرام منهم قد ارتحلوا سواي.

الإعراب : عددت : فعل وفاعل ، قومي : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء ، والياء : مضاف إليه في محل جر. إذ : ظرف لما مضى من الزمن مبني على السكون في في محل نصب على الظرفية متعلق بعددت. ليس : فعل ماض ناقص دال على الاستثناء ، واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره «هو» يعود على البعض المفهوم من القوم ، والياء : ضمير متصل في محل نصب خبرها.

الشاهد فيه : «ليسي» حيث حذف نون الوقاية مع اتصال ليس بالياء وذلك شاذ عند من قال بفعلية ليس ، وفي ليس شذوذ آخر وهو اتصال الضمير بالفعل الدال على الاستثناء وذلك غير جائز عند النحاة ، والصحيح : ليس إياى.

(٢) ما : تعجبية في محل رفع مبتدأ. أفقرني : فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود إلى «ما». والنون للوقاية ، والياء : مفعول به في محل نصب ، وجملة : أفقرني : في محل رفع خبر للمبتدأ «ما».

(٣) تجويز الكوفيين حذف نون الوقاية مبنيّ عندهم على أن صيغة «أفعل» التعجبية اسم وليست فعلا.

١٠٢

فيه ، والصحيح أنها تلزم.

وليتني فشا ، وليتي ندرا

ومع لعلّ اعكس ، وكن مخيّرا (١)

في الباقيات ، واضطرارا خفّفا

مني وعني بعض من قد سلفا (٢)

ذكر في هذين البيتين حكم نون الوقاية مع الحروف ، فذكر : «ليت» وأن نون الوقاية لا تحذف معها إلا ندورا كقوله :

١٧ ـ كمنية جابر إذ قال : ليتي

أصادفه وأفقد جلّ مالي (٣)

__________________

(١) «ليتني» (قصد لفظه) : مبتدأ ، وجملة فشا مع الفاعل المستتر : خبر المبتدأ في محل رفع ، مع : ظرف مكان متعلق بفعل اعكس. مخيرا : خبر كن منصوب بالفتحة الظاهرة.

(٢) في الباقيات : جار ومجرور متعلق بمخيرا في البيت السابق. اضطرارا : مفعول لأجله ، بعض : فاعل خفف مرفوع بالضمة. جملة : سلف صلة للموصول «من» لا محل لها من الإعراب.

(٣) البيت لزيد بن مهلهل الذي سماه الرسول عليه‌السلام زيد الخير ، وقبله قوله :

منى مزيد زيدا فلاقى

أخاثقة إذا اختلف العوالى

كمنية جابر إذ قال : ليتي

أصادفه وأفقد جلّ مالي

مزيد وجابر : رجلان تمنيا لقاء زيد لعداوة بينهما وبينه ، فلما لقياه طعنهما فهربا فقال ما قال يفتخر. العوالي : مفردها عالية ؛ وهي ما يلي السنان من الرمح ، وأراد بها هنا الرماح ، واختلاف العوالي : التطاعن بالرماح ، والمنية : الأمنية. وفي رواية : وأتلف جل مالي.

الإعراب : كمنية : جار ومجرور متعلق بفعل تمنى في البيت السابق. إذ : ظرف لما مضى من الزمن مبني على السكون في محل نصب على الظرفية متعلق ب تمنى. ليتي : ليت ، حرف تمن مشبه بالفعل والياء : ضمير متصل في محل نصب اسمها ، جملة أصادفه : في محل رفع خبر لليت : وجملة ليت مع معموليها : في محل نصب مقول القول ـ وجملة ليتى : في محل جر بإضافة الظرف ، وجملة : أفقد جلّ مالي : حالية في محل نصب باعتبار الواو حالية.

١٠٣

والكثير في لسان العرب ثبوتها ، وبه ورد القرآن ، قال الله تعالى : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ)(١).

وأما «لعلّ» فذكر أنها بعكس «ليت» ، فالفصيح تجريدها من النون كقوله تعالى حكاية عن فرعون : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ)(٢) ، ويقل ثبوت النون كقول الشاعر :

١٨ ـ فقلت : أعيراني القدوم لعلّني

أخطّ بها قبرا لأبيض ماجد (٣)

__________________

الشاهد فيه : ليتي : فقد حذف منها نون الوقاية مع اتصالها بياء المتكلم ، وكثير من النحاة على أن هذا جائز ولكنه قليل ، ومذهب سيبويه أنه قاصر على الضرورة الشعرية.

(١) قال تعالى : (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ ، فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ : قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً. وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ ، يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) النساء : (٧١ و ٧٢).

(٢) قال تعالى : (وَقالَ فِرْعَوْنُ : يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً ، وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ، وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ) غافر (المؤمن) الآيتان : (٣٦ و ٣٧).

(٣) لم ينسب هذا البيت إلى قائل معين. القدوم (بفتح القاف وتخفيف الدال) آلة للنحت ، قبرا : قيل : قرابا أو غمدا ، وقد يراد به القبر الحقيقي ، الأبيض الماجد : السيف أو الرجل الكريم الشريف ومعنى البيت واضح.

الإعراب : أعيراني : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بألف الاثنين ، والألف : ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والنون للوقاية ، والياء : ضمير متصل في محل نصب مفعول به أوّل. القدوم : مفعول به ثان ، لعلني : لعل : حرف مشبه بالفعل ، ينصب الاسم ويرفع الخبر والنون للوقاية ، والياء : في محل نصب اسمها. لأبيض : اللام حرف جر ، أبيض اسم مجرور باللام وعلامة جرّه الفتحة

١٠٤

ثم ذكر أنك بالخيار في الباقيات ، أي في باقي أخوات ليت ولعل وهي : إنّ وأنّ ولكنّ ، فتقول : «إنّي وإنني ، وأنّي وأنني ، وكأنّي وكأنني ، ولكنّي ولكنني».

ثم ذكر أنّ «من ، وعن» تلزمهما نون الوقاية فتقول : «منّي وعنّي» بالتشديد (١) ، ومنهم من يحذف النون فيقول : «مني وعني» بالتخفيف ، وهو شاذ ، قال الشاعر :

١٩ ـ أيّها السائل عنهم وعنى

لست من قيس ولا قيس منى (٢)

* * *

وفي لدنّى : لدنى قلّ ، وفى

قدنى وقطنى الحذف أيضا قد يفى (٣)

__________________

نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن الفعل ، متعلق بمحذوف صفة لقبرا ، وجملة : أخط : في محل رفع خبر للعل.

الشاهد فيه : لعلني ؛ فقد أتى فيها بنون الوقاية ، وحذفها هو الأكثر والأشهر.

(١) محافظة على بقاء السكون لأنه الأصل في البناء.

(٢) البيت غير معروف القائل. بل ذهب بعضهم إلى أنه من وضع النحاة.

المعنى : أيها السائل عني وعن قومي اعلم أنني أنكرت قبيلتي قيس فليست مني ولست منها.

الإعراب : أيها : أي منادى نكرة مقصودة بأداة نداء محذوفة مبني على الضم في محل نصب على النداء ، وها : حرف تنبيه ، السائل : نعت لأي على اللفظ مرفوع بالضمة الظاهرة. لست : فعل ماض ناقص مبني على السكون ، والتاء في محل رفع اسمها. من حرف جر. قيس : اسم مجرور بمن وعلامة جرّه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث (قيس قصد بها القبيلة) متعلق بمحذوف خبر ليس (ويروى مصروفا مرادا به أبو القبيلة).

الشاهد فيه : عني ومني : فقد حذفت منهما نون الوقاية شذوذا للضرورة ، وهي واجبة قبل ياء المتكلم التي في موضع جر بمن وعن.

(٣) في لدنّي : جار ومجرور متعلق بفعل قلّ ، لدني : مبتدأ وخبره جملة قلّ. وفي قدني : جار ومجرور متعلق بالفعل : يفي ، الحذف : مبتدأ وخبره جملة قد يفي.

١٠٥

أشار بهذا إلى أن الفصيح في «لدنّي» إثبات النون كقوله تعالى : (قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً)(١) ويقلّ حذفها كقراءة من قرأ (مِنْ لَدُنِّي) بالتخفيف. والكثير في «قد وقط» ثبوت النون نحو : «قدني وقطني» ، ويقل الحذف نحو : «قدي وقطي : أي حسبي» ، وقد اجتمع الحذف والإثبات في قوله :

٢٠ ـ قدني من نصر الخبيبين قدي

ليس الإمام بالشّحيح الملحد (٢)

__________________

(١) قال تعالى : (قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً) الكهف (٧٧).

(٢) البيت للشاعر الأموي حميد بن مالك الأرقط. قدني. حسبي أو يكفيني. الخبيبين (مثنى) أراد بهما أبا خبيب عبد الله بن الزبير وابنه خبيبا على التغليب. أو عبد الله وأخاه مصعبا. الإمام : عبد الملك بن مروان.

المعنى : حسبي ما أبليته في نصرة الزبيريين ، فإن الخليفة هنا منزه عما اتصف به ابن الزبير من الإلحاد وإمساك اليد.

الإعراب : قد : اسم بمعنى حسب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، والنون للوقاية ، والياء : ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، من نصر : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر للمبتدأ ، قدي : توكيد لفظي للأولى ، بالشحيح : الباء حرف جر زائد ، الشحيح خبر ليس مجرور لفظا منصوب تقديرا ، الملحد : صفة للشحيح على اللفظ مجرورة. (ويجوز أن نعرب : قد : اسم فعل ، قيل : مضارع بمعنى يكفي ، وقيل ماض بمعنى كفاني ، وقيل أمر بمعنى اكفني ، والياء في ذلك كله مفعول به ، ومن : زائدة ، ونصر : فاعل).

الشاهد فيه : (قدني وقدى) فقد أثبت نون الوقاية في الأولى وهو الكثير المشهور فيها ، وحذفها من الثانية وهو قليل ، وذهب جماعة إلى أنه شاذ خاص بضرورة الشعر.

١٠٦

اسئلة

١ ـ اذكر ضابط النكرة في ضوء قول الناظم :

«نكرة قابل أل مؤثرا

أو واقع موقع ما قد ذكرا»

٢ ـ ما المعرفة؟ وما أقسامها؟ فصل القول في ذلك مع التمثيل.

٣ ـ قال النحاة : (الضمير إما بارز وإما مستتر).

ما معنى هذا القول؟ وضح الإجابة بالمثال.

٤ ـ لما ذا كانت الضمائر مبنية؟ وما الذي يترتب على ذلك؟ هات أمثلة لضمائر متصلة خاصة بالرفع ـ وأخرى مشتركة بين الجر والنصب ـ وثالثة تقع المواقع الإعرابية المختلفة مع التمثيل والتوجيه.

٥ ـ قال ابن مالك : ـ

وألف والواو والنون لما

غاب وغيره كقاما واعلما

اشرح هذا البيت ومثل لما تقول بأمثلة من عندك .. ثم ناقش قوله : (لما غاب وغيره) ...

٦ ـ ما الضمير المستتر؟ اشرح مواضع استتاره وجوبا مع الأمثلة الموضحة.

٧ ـ اشرح متى يمتنع الإتيان بالضمير متصلا؟

٨ ـ ما الضمير المنفصل؟ وما المواقع الإعرابية له؟ عدّد ألفاظه في أمثلة تذكرها ..

٩ ـ بيّن مواضع جواز الانفصال مع إمكان الاتصال في الضمائر .. ووضح إجابتك بالأمثلة ...

١٠ ـ رتّب الضمائر حسب درجتها في الاختصاص .. ثم وضح متى يجب

١٠٧

تقديم الأخص؟ ومتى يجوز ذلك؟ وما شرط هذا الجواز؟ مثل لكل ما تقول.

١١ ـ إذا اتحد الضميران في الرتبة فمتى يجب الفصل؟ ومتى يجوز؟ مثل.

١٢ ـ علّل : لماذا يؤتى بنون الوقاية قبل ياء المتكلم؟ اذكر أحكام هذه النون بالتفصيل موضحا متى تجب؟ ومتى تجوز؟ ومتى تقل أو تكثر؟ ومثل لذلك.

١٠٨

تمرينات

١ ـ كوّن جملا ثلاثا تكون نون الوقاية فيها واجبة وجائزة وممتنعة على التوالي تم علل.

٢ ـ كوّن جملا أربع لضمائر مختلفة أولها خاص بالرفع ، وثانيها خاص بالنصب وثالثها مشترك بين الجر والنصب ورابعها يقع المواقع الإعرابية الثلاثة.

٣ ـ (أ) بيّن المستتر من الضمائر وجوبا والمستتر جوازا فيما يلي :

أتحنو عليك قلوب الورى

إذا دمع عينيك يوما جرى

إذا كنت ترجو كبار الأمور

فأعدد لها همة أكبرا

طريق العلا أبدا للأمام

فويلك هل ترجع القهقرى!

وكل البرية في يقظة

فويل لمن يستطيب الكرى!

(ب) عيّن من النص كلمتين نكرتين وكلمتين معرفتين مع ذكر السبب.

(ج) عيّن من النص ضميرين أحدهما بارز والآخر مستتر مع بيان موقعهما الإعرابي.

(د) عيّن من النص اسمين مقصورين مع بيان موقعهما الإعرابي.

(ه) أعرب ما تحته خط من النص.

٤ ـ اذكر حكم الفصل والوصل في الضمائر الآتية مع بيان السبب.

«منحت الفقير ثوبا وألبسته إياه ، حسبتك الناجح الأول فلم تكنه ، المعروف أو ليتكه ، والنجدة علمتك إياها ، كتب الطلاب القصيدة

١٠٩

بعد أن أسمعتهم إياها ـ وحفّظتهموها. إن الله ملككم إياهم ولو شاء لملكهم إياكم».

٥ ـ قال أبو الأسود الدؤلي ينهى غلامه عن شرب الخمر :

دع الخمر يشربها الغواة فإنني

رأيت أخاها مجزئا بمكانها

فإلّا تكنها أو تكنه فإنه

أخوها غذته أمه بلبانها

(أ) وضح ما ذا يعني أبا الأسود من بيتيه هذين :

(ب) لماذا اختلف إعراب (أخاها ـ أخوها) في البيتين.

(ج) ما حكم اتصال نون الوقاية بالحرف (إنني) في البيت الأول.

(د) ما حكم الضميرين (تكنها. تكنه) من حيث الوصل والفصل؟

(ه) أعرب ما تحته خط.

١١٠

٢ ـ العلم

اسم يعيّن المسمّى مطلقا

علمه : ك : «جعفر ، وخرنقا (١)

وقرن ، وعدن ، ولاحق

وشذقم ، وهيلة ، وواشق»

العلم هو الاسم الذي يعين مسماه مطلقا ، أي : بلا قيد التكلّم أو الخطاب أو الغيبة. «فالاسم» : جنس يشمل النكرة والمعرفة ، «يعين مسماه» فصل أخرج النكرة ، و «بلا قيد» : أخرج بقية المعارف كالمضمر فإنه يعيّن مسماه بقيد التكلم ك : «أنا» ، أو الخطاب ك : «أنت» ، أو الغيبة ك : «هو». ثم مثّل الشيخ بأعلام الأناسيّ وغيرهم تنبيها على أن مسميات الأعلام : العقلاء وغيرهم من المألوفات ؛ و «جعفر» : اسم رجل ، و «خرنق» : اسم امرأة من شعراء العرب (٢) وهي أخت طرفة بن العبد لأمّه ، و «قرن» اسم قبيلة ، و «عدن» : اسم مكان ، و «لاحق» : اسم فرس ، «وشذقم» اسم جمل (٣) ، و «هيلة» : اسم شاة ، و «واشق» : اسم كلب.

__________________

(١) اسم : خبر مقدّم ، يعيّن : فعل مضارع وفاعله مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى اسم. المسمى مفعول به ، والجملة صفة لاسم في محل رفع ، مطلقا : مفعول مطلق أو حال من فاعل يعين ، علمه ، مبتدأ مؤخر مرفوع وتقدير الكلام : علم المسمى : اسم يعين المسمى تعيينا مطلقا أو يعينه حال كونه مطلقا من القرائن الخارجية.

(٢) الصواب أن يقول : شواعر العرب ففاعلة (شاعرة) تجمع على فواعل.

(٣) لاحق : اسم فرس لمعاوية بن أبي سفيان ، وشذقم وقيل : شدقم اسم فحل للنعمان بن المنذر.

١١١

أقسام العلم :

واسما أتى ، وكنية ، ولقبا

وأخّرن ذا إن سواه صحبا (١)

ينقسم العلم إلى ثلاثة أقسام :

(أ) إلى اسم (ب) وكنية (ج) ولقب.

والمراد بالاسم هنا : ما ليس بكنية ولا لقب ك : «زيد وعمرو».

وبالكنية : ما كان في أوّله أب أو أم ك : «أبي عبد الله ، وأم الخير».

وباللقب : ما أشعر بمدح ك : «زين العابدين» ، أو ذم ك : «أنف الناقة». وأشار بقوله : «وأخّرن ذا ... الخ» إلى أن اللقب إذا صحب الاسم وجب تأخيره ك : «زيد أنف الناقة» ، ولا يجوز تقديمه على الاسم ، فلا تقول : «أنف الناقة زيد» إلا قليلا ، ومنه قوله :

٢١ ـ بأنّ ذا الكلب عمرا خيرهم حسبا

ببطن شريان يعوي حوله الذّيب (٢)

__________________

(١) اسما : حال من فاعل أتى ، أتى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى العلم. وكنية ولقبا : معطوفان على اسما ، أخرن : فعل أمر مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، والفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب ، ذا : اسم إشارة مفعول به مبني على السكون في محل نصب. إن : حرف شرط جازم ، سواه : سوى : مفعول به مقدم لصحب ، والهاء : ضمير مضاف إليه في محل جرّ ، صحبا : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، والفاعل مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى اللقب ، والألف للإطلاق ، وجواب الشرط محذوف وجوبا دلّ عليه ما قبله والتقدير : إن صحب اللقب سواه فأخّره.

(٢) البيت للشاعرة جنوب أخت عمرو ذي الكلب من قصيدة ترثي بها أخاها عمرا ، وقبل البيت قولها :

١١٢

وظاهر كلام المصنف أنه يجب تأخير اللقب إذا صحب سواه ، ويدخل تحت قوله : «سواه» الاسم والكنية ، وهو إنما يجب تأخيره مع الاسم ، فأما مع الكنية فأنت بالخيار بين أن تقدم الكنية على اللقب فتقول : «أبو عبد الله زين العابدين» ، وبين أن تقدم اللقب على الكنية فتقول : «زين العابدين أبو عبد الله».

ويوجد في بعض النسخ بدل قوله : «وأخّرن ذا إن سواه صحبا» : «وذا اجعل آخرا إذا اسما صحبا» ، وهو أحسن منه لسلامته مما ورد على هذا ، فإنه نص في أنه إنما يجب تأخير اللقب إذا صحب الاسم ، ومفهومه ، أنه لا يجب ذلك مع الكنية ، وهو كذلك كما تقدّم ، ولو قال : «واخّرن ذا إن سواها صحبا» لما ورد عليه شيء. إذ يصير التقدير : وأخّر اللقب إذا صحب سوى الكنية ، وهو الاسم ، فكأنه قال : وأخّر اللقب إن صحب الاسم.

__________________

أبلغ هذيلا وأبلغ من يبلّغهم

عني حديثا وبعض القول تكذيب

المعنى : أيها الناعي : أبلغ هذيلا بأن عمرا أكرمهم حسبا قد ألقي ميتا في وادي شريان تعوي الذئاب من حوله.

الإعراب : ذا : اسم أنّ منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، الكلب : مضاف إليه ، عمرا : بدل من ذا منصوب بالفتحة ، خير : صفة لعمرو منصوبة ، حسبا : تمييز منصوب بالفتحة ، ببطن : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لأن ، شريان مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون ، حوله : مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بيعوي ، والهاء مضاف إليه ، والجملة (يعوي حوله الذيب) في محل نصب حال ، (ويمكن أن نعلق ببطن بحال محذوفة ونجعل جملة يعوي : خبرا لأن وأن (في أول البيت) مع معموليها في تأويل مصدر مجرور بالباء والجار والمجرور متعلق بأبلغ في البيت السابق والتقدير : أبلغ هذيلا بعواء الذئاب حول عمرو أو بإلقائه ببطن شريان محاطا بالذئاب العاوية).

الشاهد فيه : قولها : «ذا الكلب عمرا» فقد قدّمت اللقب وأخّرت الاسم والقياس العكس وهذا التقديم قليل ؛ لأن اللقب يشبه النعت في إشعاره بالصفة فحمل عليه في التأخير عن الاسم كما يؤخر النعت عن المنعوت.

١١٣

أحوال إعراب الاسم واللقب :

وإن يكونا مفردين فأضف

حتما ، وإلّا أتبع الذي ردف (١)

إذا اجتمع الاسم واللقب : فإما أن يكونا مفردين ، أو مركبين ، أو الاسم مركبا واللقب مفردا ، أو الاسم مفردا واللقب مركبا.

فإن كانا مفردين وجب عند البصريين الإضافة (٢) نحو : «هذا سعيد كرز ، ورأيت سعيد كرز ، ومررت بسعيد كرز ، وأجاز الكوفيون الإتباع فتقول : «هذا سعيد كرز ، ورأيت سعيدا كرزا ، ومررت بسعيد كرز» (٣) ، ووافقهم المصنف على ذلك في غير هذا الكتاب.

وإن لم يكونا مفردين ـ بأن كانا مركبين نحو : «عبد الله أنف الناقة» ، أو مركبا ومفردا نحو : «عبد الله كرز ، وسعيد أنف الناقة» ـ وجب الإتباع. فتتبع الثاني للأوّل في إعرابه ، ويجوز القطع إلى الرفع أو النصب

__________________

(١) إن : حرف شرط جازم ، يكونا : فعل مضارع ناقص فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والألف ضمير متصل في محل رفع اسم يكون ، مفردين : خبر منصوب بالياء لأنه مثنى ، فأضف : الفاء رابطة للجواب ،. أضف : فعل أمر ، والفاعل : أنت ، والجملة : في محل جزم جواب للشرط. حتما : مفعول مطلق. إلا : إن : حرف شرط جازم أدغمت نونها في اللام ، ولا نافية ، وفعل الشرط محذوف لدلالة الكلام السابق عليه ، وجملة : أتبع الذي ردف : في محل جزم جواب الشرط وقد حذفت الفاء الرابطة للضرورة ، والتقدير : وإلا يكونا مفردين فأتبع.

(٢) على ألا يمنع من الإضافة مانع كأن يكون الاسم مقترنا (بأل) واللقب مجردا منها مثل : الحارث كرز فلا تجوز الإضافة هنا.

(٣) الإتباع على أن اللقب بدل أو عطف بيان من الاسم.

١١٤

نحو : «مررت بزيد أنف الناقة وأنف الناقة». فالرفع على إضمار مبتدأ ، التقدير : «هو أنف الناقة» ، والنصب على إضمار فعل ، التقدير : «أعني أنف الناقة». فيقطع مع المرفوع إلى النصب ، ومع المنصوب إلى الرفع ، ومع المجرور إلى النصب أو الرفع نحو : «هذا زيد أنف الناقة ، ورأيت زيدا أنف الناقة ، ومررت بزيد أنف الناقة وأنف الناقة» (١).

* * *

تقسيم العلم باعتبار أصله :

ومنه منقول ك : «فضل ، وأسد»

وذو ارتجال ك : «سعاد ، وأدد» (٢)

وجملة ، وما بمزج ركّبا

ذا : إن بغير «ويه» تمّ أعربا (٣)

__________________

(١) أي بعد الاسم المرفوع يأتي اللقب مرفوعا على أنه بدل أو عطف بيان ، أو منصوبا على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره : أعني ، وبعد الاسم المنصوب يأتي اللقب منصوبا على البدلية أو عطف البيان أو مرفوعا على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هو ، وبعد الاسم المجرور يأتي اللقب مجرورا على أنه بدل أو عطف بيان ، أو منصوبا على تقدير الفعل أو مرفوعا على تقدير المبتدأ المحذوف ، وتكون الجملة المقطوعة استئنافية لا محل لها من الإعراب. وهذه الوجوه واضحة في الأمثلة التي أتى بها الشارح.

(٢) أدد : اسم رجل وهو أبو قبيلة من اليمن. منقول : مبتدأ ، ذو ارتجال : معطوف على المبتدأ ، وخبر المبتدأ متعلق الجار والمجرور «منه».

(٣) جملة : وما ، الموصولة معطوفان على منقول في البيت السابق. ذا : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. إن : حرف شرط جازم. بغير : جار ومجرور متعلق بفعل «تمّ». ويه : مضاف إليه ، تم : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، وفاعله مستتر جوازا تقديره هو ، أعرب فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة في محل رفع خبر للمبتدأ. ذا : وجواب الشرط دل عليه خبر المبتدأ.

١١٥

وشاع في الأعلام ذو الإضافه

ك : «عبد شمس وأبي قحافه» (١)

ينقسم العلم إلى :

(أ) مرتجل. (ب) منقول.

فالمرتجل : هو ما لم يسبق له استعمال العلمية في غيرها ك : «سعاد ، وأدد».

والمنقول : ما سبق له استعمال في غير العلمية.

والنقل : إما من صفة ك : «حارث» ، أو من مصدر ك : «فضل» ، أو من اسم جنس ك : «أسد» ، وهذه تكون معربة ، أو من جملة ك : «قام زيد ، وزيد قائم» ، ، وحكمها أنها تحكى فتقول : «جاءني زيد قائم (٢) ورأيت زيد قائم ، ومررت بزيد قائم» ، وهذه الأعلام المركبة ، ومنها أيضا ما ركّب تركيب مزج ك : بعلبك ، ومعدي كرب ، وسيبويه».

وذكر المصنف أن المركب تركيب مزج إن ختم بغير «ويه» أعرب ، ومفهومه : أنه إن ختم ب : «ويه» لا يعرب بل يبنى ، وهو كما ذكره فتقول : «جاءني بعلبكّ» فتعربه إعراب ما لا ينصرف ، ويجوز فيه أيضا البناء على الفتح فتقول : «جاءني بعلبكّ ورأيت بعلبكّ ، ومررت ببعلبكّ (٣)». ويجوز أن يعرب أيضا إعراب المتضايفين فتقول : «جاءني ،

__________________

(١) ذو : فاعل شاع مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة.

(٢) جاء : فعل ماض ، والنون للوقاية ، والياء : ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، زيد قائم : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها حركة الحكاية ، وكذلك تعرب في حالتي النصب والجرّ. وقد سمع عن العرب النقل عن الجملة الفعلية كتأبط شرا ؛ وشاب قرناها ، ويزيد ، ويشكر ، دون الاسمية ، ولكنهم قاسوها على الجملة الفعلية.

(٣) منعه من الصرف للعلمية والتركيب المزجيّ هو أشهر الوجوه ويستحسن الأخذ به في الإعراب.

١١٦

حضرموت ، ورأيت حضرموت ، ومررت بحضرموت». وتقول (فيما ختم بويه) : «جاءني سيبويه ، ورأيت سيبويه ، ومررت بسيبويه» (١) فتبنيه على الكسر ، وأجاز بعضهم إعرابه إعراب ما لا ينصرف نحو : «جاءني سيبويه ، ورأيت سيبويه ، ومررت بسيبويه» (٢).

ومنها ما ركّب تركيب إضافة ك : «عبد شمس ، وأبي قحافة» ، وهو معرب ، فتقول : «جاءني عبد شمس وأبو قحافة ، ورأيت عبد شمس وأبا قحافة ، ومررت بعبد شمس وأبي قحافة» (٣) ، ونبّه بالمثالين على أنّ الجزء الأول يكون معربا بالحركات ك : «عبد» وبالحروف ك : «أبي» وأن الجزء الثاني يكون منصرفا ك : «شمس» ، وغير منصرف ك : «قحافة».

* * *

علم الجنس :

ووضعوا لبعض الاجناس علم

كعلم الأشخاص لفظا ، وهو عم (٤)

__________________

(١) سيبويه : اسم مبني على الكسر في محل رفع أو نصب أو جرّ.

(٢) بسيبويه : الباء حرف جر. سيبويه : مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعملية والعجمة ، متعلق بمررت.

(٣) مررت : فعل وفاعل ، بعبد : جار ومجرور متعلق بمررت. شمس : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، وأبي : الواو حرف عطف ، أبي معطوف على عبد مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، قحافة : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.

(٤) كعلم : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لعلم ، لفظا : اسم منصوب بنزع الخافض ، هو : ضمير منفصل مبتدأ في محل رفع ، عمّ : فعل ماض وفاعله هو يعود على المبتدأ ، وجملته خبر المبتدأ في محل رفع.

١١٧

من ذاك : أمّ عريط للعقرب

وهكذا ثعالة للثّعلب (١)

ومثله برّة للمبرّه

كذا فجار علم للفجره (٢)

العلم على قسمين :

(أ) علم شخص.

(ب) وعلم جنس.

فعلم الشخص له حكمان :

(أ) معنويّ : وهو أن يراد به واحد بعينه ك : «زيد ، وأحمد».

(ب) ولفظيّ : وهو صحة مجيء الحال متأخّرة عنه نحو : «جاء زيد ضاحكا». ومنعه من الصّرف مع سبب آخر غير العلمية نحو : «هذا أحمد» (٣) ، ومنع دخول الألف واللام عليه ، فلا تقول : «جاء العمرو» (٤).

__________________

(١) من : حرف جرّ ، ذا : اسم إشارة في محل جر بمن متعلق بمحذوف خبر مقدم ، والكاف حرف خطاب ، أمّ : مبتدأ مؤخر ، عريط : مضاف إليه مجرور ، للعقرب : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من المبتدأ ، والتقدير : «أم عريط» حال كونه مطلقا على العقرب كائن من العلم الجنسي. وهكذا : الواو : عاطفة ، الهاء : للتنبيه ، الكاف : حرف جر ، ذا : اسم إشارة في محل جر بالكاف ، متعلق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ ثعالة.

(٢) مثله : خبر مقدم وهو مضاف ، والهاء : ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، برّة : مبتدأ مؤخر ، كذا : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فجار ، فجار : مبتدأ مبنيّ على الكسر في محل رفع. علم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة والتقدير : فجار حال كونه كذا أي دالا على الجنس علم للفجرة.

(٣) المانع من الصرف العلمية ووزن الفعل.

(٤) المقصود هنا «ال» التعريف لأن الاسم معرف بالعملية ولا يجتمع فيه تعريفان ، واحترزنا بقولنا «للتعريف» من «ال» الزائدة التي تدخل على بعض الأعلام المنقولة إشارة إلى أصلها كالحارث والضحاك والعبّاس والفضل.

١١٨

وعلم الجنس (١) كعلم الشخص في حكمه اللفظيّ ، فتقول : هذا أسامة مقبلا» فتمنعه من الصرف ، وتأتي بالحال بعده ، ولا تدخل عليه الألف واللام ، فلا تقول : «هذا الأسامة» (٢).

وحكم علم الجنس في المعنى كحكم النكرة من جهة أنه لا يخصّ واحدا بعينه ، فكل أسد يصدق عليه «أسامة» ، وكل عقرب يصدق عليه «أمّ عريط» ، وكل ثعلب يصدق عليه «ثعالة».

وعلم الجنس يكون للشخص كما تقدم ، ويكون للمعنى كما مثل بقوله : «برّة : للمبرّة ، وفجار للفجرة».

__________________

وقد يتفق اسمان أو أكثر في العلم الدالّ عليهما فيكون هذا الاسم بمثابة اسم الجنس لأنه شاع في الاثنين أو الثلاثة وفي هذه الحالة تدخله «أل» والإضافة كقول الشاعر :

علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم

بأبيض ماضي الشفرتين يمان

وقول الآخر :

لشتّان ما بين اليزيدين في النّدى

يزيد سليم والأغرّ بن حاتم

أما في غير هذه الحالة فلا تدخل «أل» على العلم مطلقا.

(١) عرّف بقولهم : «العلم الجنسي» : اسم يعين مسماه بغير قيد تعيين ذي الأداة الجنسية أو الحضورية. فإذا قلت : أسامة أجرأ من ثعالة كان المعنى الأسد (أي جنسه) أجرأ من الثعلب ، وتقول : «هذا أسامة مقبلا» فيكون بمنزلة : هذا الأسد مقبلا (أل) (فيه للعهد الحضوري).

(٢) ويجوز الابتداء به ولا يوصف بنكرة.

١١٩

أسئلة

١ ـ اذكر تعريف العلم .. ثم اشرحه شرحا مفصلا ممثلا لما تقول.

٢ ـ قال النحاة : (العلم : إما منقول أو مرتجل).

اشرح هذه العبارة موضّحا أقسام المنقول وأحكامه الإعرابية ممثلا لكل ما تقول.

٣ ـ (الاسم ـ اللقب ـ الكنية).

عرّف كلّ مصطلح من المصطلحات السابقة ... ثم بيّن كيف ترتّبها لو اجتمعت؟ ومثل لما تقول.

٤ ـ ما وجوه الإعراب في الاسم واللقب إذا اجتمعا؟ مثّل لما تقول.

٥ ـ (المركب المزجى ـ المركب الإضافي ـ الجملة).

إذا كان العلم واحدا مما سبق فكيف تعربه؟ مثل لما تقول.

٦ ـ ناقش قول ابن مالك :

واسما أتى وكنية ولقبا

وأخّرن ذا إن سواه صحبا

وذلك في ضوء ما درست من قواعد.

٧ ـ افرق بين علم الشخص وعلم الجنس والنكرة ... ثم وضّح أحكام علم الجنس اللفظية والمعنوية ومثل لكل ما تقول.

١٢٠