إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

خبر الواحد : إنّ لقبوله شروطا رابعها أن لا يكون متروك المحاجة عند ظهور الاختلاف فإنهم إذا تركوا الاحتجاج به عنده فيما بينهم يكون مردودا عند بعض أصحابنا المتقدّمين وعامة المتأخرين ، وخالفهم في ذلك غيرهم من الأصوليين وأهل الحديث قائلين بأنّ الحديث إذا ثبت سنده فخلاف الصحابي إياه وترك العمل به والمحاجة لا يوجب ردّه ، لأنّ الخبر حجة على جميع الأنام ، فالصحابي محجوج به كغيره انتهى ، والذي يلوح عند التأمل أنّ تقديم هؤلاء الجهلاء على أمير المؤمنين عليه‌السلام غلط نشأ واشتهر حتى صار مذهبا بين الناس ، لعدم التمييز للبعض وعدم قوّة إظهار الحق للبعض الآخر ، أو لعروض الشبهة كما تقدّم ، وهذا كما قال (١) الفاضل التفتازاني في شرح التلخيص من أنّ التمليح بتقديم الميم على اللام مصدر ملّح الشعر إذا أتى بشيء مليح وهو هاهنا خطاء محض نشأ من قبل الشارح العلامة حيث سوّى بين التمليح والتلميح وفسرهما بأن يشار إلى قصة ومثل (٢) وشعر ثمّ صار الغلط مستمرا وأخذ مذهبا لعدم التمييز وكم مثله للعلماء المحققين كما وقع لابن الحاجب في بحث كلمة لو من الرّجوع إلى قول الحكماء وترك قول المتقدمين من أهل العربية فتأمل.

قال المصنف رفع الله درجته

الاية الثالثةقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣)

__________________

في شرح كتاب المنتخب للشيخ حسام الدين محمد بن محمد بن عمر الأخسيكثي الحنفي المتوفى سنة ٦٤٤ فراجع كشف الظنون ج ٢ طبع الآستانة ص ١٨٤٨.

(١) أورده في السرقات الشعرية خاتمة كتابه المطول (ص ٣٨٠ ط عبد الرحيم).

(٢) المثل بفتح الميم والثاء المثلثة : ما شبه مضربه بمورده.

(٣) الأحزاب. الآية ٣٣.

٥٠١

أجمع (١) المفسّرون وروى (٢) الجمهور كأحمد بن حنبل وغيره أنّها نزلت في عليّ عليه‌السلام فاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وروى أبو عبد الله بن محمّد بن عمران

__________________

(١) حيث ان شمول الآية الكريمة لعلى عليه‌السلام وفاطمة والسبطين متفق عليه بين الفريقين وانما الخلاف لو كان فهو في دخول زوجاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تمسكا بروايات ضعيفة الاسناد وغير ظاهرة الدلالة ، والذاهب الى دخولهن وعدم اختصاصها بآل العباء شر ذمة قليلة من العامة لا يعبأ بهم ، خالفوا الإجماع ممن سبقهم ولحقهم وقد صرح ابن حجر في الصواعق بهذا الإجماع ، وكذا المحدث الجليل السيد الدشتكي في روضة الأحباب وغيرهما.

(٢) لا يذهب عليك أيها القاري الكريم أن عدة تربو على المآت والألوف من حملة الأحاديث النبوية وحفاظها أوردوا ورووا في كتبهم الحديثية والتفسيرية والكلامية نزول الآية الكريمة في حق على وفاطمة والحسنين عليهم‌السلام خاصة ، ونقلوا في هذا الشأن أحاديث متينة الاسناد واضحة الدلالة لا ينكرها سندا ودلالة وجهة الا من كابر وجدانه ونازع فطرته السليمة وديعة الله سبحانه ، وحيث ان ذكر كلماتهم جمع يورث إطالة الكلام وسامة الناظر فلنكتف باليسير من الكثير ونحيل البقية الى تتبع البحاثة النقاب ثم انا قسمنا سردا سماء المدارك على أربعة اقسام.

القسم الاول

ما وقفنا عليه من المراجع وراجعناه بالبحث والتنقيب

فنقول ان ممن صرح بنزولها في حقهم واختصاصها بهم

الحافظ المحدث ابو داود الطيالسي ، وهو سليمان بن داود بن الجارود ،

الفارسي الأصل ، البصري المسكن ، من تلاميذ ابني عون ونابل والدستوائى ، توفى

٥٠٢

__________________

سنة ٢٤٠ في «كتاب المسند» (ج ٨ ص ٢٧٤ ط حيدرآباد) حيث قال ما لفظه : حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أنس عن النبي (ص) أنه كان يمر على باب فاطمة شهرا قبل صلاة الصبح ويقول : الصلاة يا أهل البيت ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ).

«ومنهم» العلامة الحافظ أبو عبد الله احمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي الأصل البغدادي المسكن امام الحنابلة المتوفى سنة ٢٤١ حيث أورد الحديث بسنده المنتهى الى عائشة ونقل نزولها في حقهم عليهم‌السلام خاصة (ج ١ ص ٣٣١ ط القاهرة).

وعن كتاب المباهلة نقل نزولها في حقهم عن المسند أيضا (ج ٣ ص ٢٥٩ وص ٢٨٥ ط القاهرة) وكذا (ج ٤ ص ١٠٧) وكذا (ج ٦ ص ٢٩٣) بعدة أسانيد وعن (ج ٦ ص ٢٩٦) وكذا (ج ٦ ص ٢٩٨) وكذا (ج ٦ ص ٣٠٤) بسندين وكذا (ج ٦ ص ٣١٣ انتهى ما رمنا نقله عن ذلك الكتاب.

«ومنهم» محمد بن عيسى ابن عيسى الحافظ الترمذي صاحب الصحيح المتوفى سنة ٢٧٩ على ما نقله ابن حجر في «الصواعق»

«ومنهم» الحافظ محمد بن عثمان بن ابى شيبة الكوفي المتوفى سنة ٢٩٨ فانه أخرج حديث الكساء في «مسنده» (على ما في كتاب فلك النجاة ص ٤٣ ط لاهور) «ومنهم» العلامة ابو عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة ٣٠٣ في كتاب «الخصائص» (ص ٤ ط مصر بمطبعة التقدم).

حيث قال ما لفظه : ولما نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي «انتهى» وكذا في (ص ١٦).

«ومنهم» الحافظ الطبري محمد بن جرير المتوفى سنة ٣١٠ في «تفسيره» (ج ٢٢ ص ٥ ، الطبع الاول بمصر)

٥٠٣

__________________

أورد عدة روايات في هذا الباب وأنهاها الى ابى سعيد وعائشة وابى الديلم وام سلمة وعمرو بن أبى سلمة وأنس وأبى الحمراء وواثلة ويونس بن أبى إسحاق وأبى عمار وأبى هريرة عن ام سلمة وسعد ، كلها دالة على اختصاص آية التطهير بالخمسة اصحاب الكساء وذلك يقرب من خمسة عشر طريقا.

«ومنهم» الحافظ عبد الرحمن بن ابى حاتم محمد الرازي المتوفى سنة ٣٢٧ فانه قد أخرج الحديث في كتابه كما في الفلك (ص ٤٣ طبع لاهور)

«ومنهم» سليمان بن أحمد بن أيوب الطبرانيّ المتوفى سنة ٣٦٠ في «معجمه» كما في الصواعق (ص ٨٥ ، الطبع الاول بمصر) «ومنهم» العلامة الجصاص المتوفى سنة ٣٧٠ على ما في كتاب المباهلة.

حيث أورد الحديث في كتابه «احكام القرآن» (ج ٣ ص ٤٤٣ ط القاهرة) بأسانيد عديدة وأنهاها الى ابى سعيد الخدري وقال : انهم المقصودون باهل البيت فيها.

«ومنهم» الحافظ الحاكم ابن البيع وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري المتوفى سنة ٤٠٥ في كتاب «المستدرك» على الصحيحين ج ٢ ص ٤١٦ حيث قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا عثمان ابن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، ثنا شريك بن أبى نمر ، عن عطاء بن يسار عن ام سلمة رضى الله عنها انها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) ، قالت : فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى على وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت ام سلمة يا رسول الله ما أنا من أهل البيت ، قال : انك أهلى الى خير وهؤلاء اهل بيتي اللهم أهلي أحق وكذا روى الحديث عن أبى العباس محمد بن يعقوب عن العباس بن وليد بن مزيد عن أبيه عن الأوزاعي عن أبى عمار عن واثلة بن الأسقع الى ان قال بعد ذكر الحديث هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

وكذا في (ج ٣ ص ١٤٦ من الكتاب طبع حيدرآباد) أورد الرواية بهذا السند ، حدثنا

٥٠٤

__________________

أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه ، وأبو العباس محمد بن يعقوب ، قالا : ثنا الحسن بن مكرم البزاز ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبى نمر عن عطاء بن يسار عن ام سلمة الحديث.

وكذا في ذلك الجزء (ص ١٤٧) أورد الحديث بهذا السند ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني ، قالا ثنا بشر بن بكر ، وثنا الأوزاعي ، حدثني أبو عمار ، حدثني واثلة بن الأسقع الحديث.

وكذا في تلك الصفحة أورد الخبر بهذا السند ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الربيع بن سليمان المراد وبحر بن نصر الخولاني ، قالا ثنا بشر بن أحمد المحبوبى بمرو ، ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى انا زكريا بن ابى زائدة ثنا مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة الحديث.

وكذا في تلك الصفحة ذكر الحديث بهذا السند ، كتب الى أبو اسماعيل محمد بن النحوي يذكر أن الحسن بن عرفة حدثني على بن ثابت الجزري ، ثنا بكير بن مسمار مولى عامر ابن سعد سمعت عامر بن سعد يقول الحديث.

وكذا في تلك الصفحة أورد الحديث بهذا السند حدثني أبو الحسن اسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ، ثنا جدي ، ثنا ابو بكر بن أبى شيبة الحزامي ، ثنا محمد بن اسماعيل ابن أبى فديك ، حدثني عبد الرحمن بن أبى بكر المليكي عن اسماعيل بن عبد الله بن جعفر ابن ابى طالب عن أبيه الحديث.

وكذا في ص ١٣٢ من ج ٣ أورد الحديث راويا عن أبى بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من اصل كتابه ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبى ، ثنا يحيى ابن حماد ، ثنا أبو عوانة ، ثنا أبو بلج ، ثنا عمرو بن ميمون الحديث.

وكذا في ج ٣ ص ١٥٩ من الكتاب ، روى الحديث عن أبى بكر محمد بن عبد الله الحفيد عن الحسين بن الفضل البجلي عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن حميد وعلى بن زيد عن أنس بن مالك الحديث.

٥٠٥

__________________

وكذا أورده في (ج ٣ ص ١٧٢) راويا عن أبى محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العقيقي الحسيني عن اسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن على ابن الحسين عن عمه على بن جعفر بن محمد عن الحسين بن زيد عن عمر بن على عن أبيه على بن الحسين والمتن هكذا : قال خطب الحسن بن على الناس حين قتل على فحمد الله واثنى عليه ثم قال لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد ان يبتاع بها خادما لأهله ، ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فانا الحسن بن على ، وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصي ، وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي الى الله باذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذي كان جبرئيل ينزل إلينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودّتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (قُلْ : لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) ، فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت ،

وكذا في (ص ١٥٠ من ج ٢) عن أبى عبد الله الحافظ وابى عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمى وأبى بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا حدثنا محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن مكرم ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبى نمر عن عطاء بن يسار من ام سلمة فإنها روت الحديث كما مر مرارا.

وكذا في (ص ١٥٢ من ذلك الجزء) عن أبي عبد الله الحافظ وابى بكر القاضي وابى عبد الله السوسي ، قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن الوليد أخبرنى أبى قال سمعت الأوزاعي قال حدثني ابو عمار رجل منا قال حدثني واثلة بن الأسقع الليثي الى آخر ما نقل من متن الحديث.

٥٠٦

__________________

«ومنهم» العلامة المحدث الفقيه المتكلم احمد المؤيد بالله ابن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن الأمير ابن زيد ابن الحسن السبط (ع) المتوفى سنة ٤١١ في كتاب «الأمالي» (ص ٢٣ طبع صنعاء) أورد الحديث.

ومما رأيت ذكره يناسب المقام ما وجدته في «تاريخ جرجان» لأبي القاسم حمزة بن يوسف بن ابراهيم السهمي الجرجاني المتوفى سنة ٤٢٧ قال (في ص ٤٦ من الكتاب طبع حيدرآباد) ما لفظه أخبرنا ابن عدى الحافظ حدثنا أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الرزاق الجرجاني بآمل ، حدثنا زريق بن محمد الكوفي ، حدثنا حماد ابن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن الله طهر قوما من الذنوب بالصلعة في رؤسهم وان عليا لأولهم.

«ومنهم» الحافظ البيهقي وهو أحمد بن الحسين بن على المتوفى سنة ٤٥٨ في كتاب «السنن الكبرى» (ج ٢ ص ١٤٩ ط حيدرآباد) نقل حديث الكساء عن أبي عبد الله محمد بن احمد الدقاق عن أحمد بن عثمان الأدمي عن محمد بن عثمان بن أبى شيبة عن أبيه عن محمد بن بشر العبدى عن زكريا بن أبى زائدة عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة ورواه أيضا المسلم في الصحيح.

«ومنهم» العلامة الحافظ أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة ٤٦٣ في «تاريخ بغداد» (ج ١٠ طبع أمين الخانجى بمصر) قال فيه ما لفظه : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبى بكرة قالا : أخبرنا اسماعيل ابن على الخطبي ، حدثنا عبد الرحمن بن على بن خشرم ، حدثني أبى ، حدثنا الفضل ابن موسى ، حدثنا عمران بن مسلم عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله تعالى: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، قال : جمع رسول الله (ص) عليا وفاطمة والحسن والحسين ، ثم أدار عليهم الكساء ، فقال : هؤلاء أهل بيتي ، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ،

٥٠٧

__________________

وام سلمة على الباب ، فقالت يا رسول الله : ألست منهم؟ فقال انك لعلى خير أو الى خير.

«ومنهم» العلامة حافظ الأندلس الشيخ ابو عمر ويوسف بن عبد الله بن محمد ابن عبد البر الأندلسي المحدث الشهير المتوفى سنة ٤٦٣ في كتاب «الاستيعاب» (ج ٢ ص ٤٦٠ ط حيدرآباد) قال ما لفظه : لما نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) دعا رسول الله (ص) فاطمة وعليّا وحسنا وحسينا في بيت ام سلمة وقال : اللهم هؤلاء اهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

«ومنهم» العلامة المحدث ، الشيخ ابو الحسن على بن أحمد الواحدي النيشابوري المتوفى سنة ٤٦٨ وقيل ٤٦٥ في كتاب «اسباب النزول» ص ٢٦٧ ط مصر).

قد أورد أحاديث في شأن نزول الآية الشريفة بسنده المنتهى الى عطية عن أبى سعيد والى ام سليم وهي بعينها ام سلمة وحكم بصحته.

«ومنهم» الحافظ الديلمي المتوفى سنة ٥٠٩ في كتاب «الفردوس» على ما في الصواعق.

«ومنهم» لحافظ البغوي وهو الحسين بن مسعود الشافعي المتوفى سنة ٥١٦ في كتاب «مصابيح السنة (ج ٢ ص ٢٠٤ ط القاهرة بمطبعة الخشاب) قال ما لفظه : من الصحاح عن عائشة (رض) ، قالت : خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرجل من شعر اسود موشى منقوش فجاء الحسن بن على فادخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فادخلها ، ثم جاء على فادخله ، ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

«ومنهم» جار الله العلامة محمود بن عمر الزمخشرىّ المتوفى سنة ٥٢٨ في «تفسير الكشاف» (ج ١ ص ١٩٣ ط مصر بمطبعة مصطفى محمد) روى عن عائشة رضى الله عنها ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج وعليه مرط مرجل الى آخر العبارة المذكورة في الكتاب السابق.

«ومنهم» العلامة القاضي ابو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله

٥٠٨

__________________

الإشبيلي المالكي المعافري المشتهر بابن العربي المتوفى سنة ٥٤٢.

«احكام القرآن» (ج ٢ ص ١٦٦ ، المطبوع بمصر على نفقة فخر الملوك السلطان عبد الحفيظ الحسنى ملك مراكش)

أورد رواية عمر بن ابى سلمة نزول الآية في حقهم عليهم‌السلام

«ومنهم» العلامة الحافظ المحدث الفقيه ابو الفضل القاضي عياض المغربي اليحصبى المتوفى سنة ٥٤٤ في كتابه «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» (ج ٢ ص ٤١ ط الآستانة بمطبعة العثمانية).

حيث قال ما لفظه : وعن عمر بن أبى سلمة لما نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) ، الآية وذلك في بيت ام سلمة دعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلى خلف ظهره ، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا «ومنهم» أبو المؤيد موفق بن أحمد أخطب خطباء خوارزم المتوفى سنة ٥٦٨ في كتاب المناقب (ص ٣٥).

«ومنهم» العلامة على بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي المعروف بابن عساكر المتوفى سنة ٥٧١ في تاريخ دمشق على ما في منتخبه المطبوع (ج ٤ ص ٢٠٤ ، الى ٢٠٦ ط مصر).

«ومنهم» العلامة فخر الدين محمد الرازي المشتهر بالإمام المتوفى سنة ٦٠٦ في «تفسيره» (ج ٢ ص ٧٠٠ ط الآستانة).

حيث قال ما لفظه : روى انه عليه‌السلام لما خرج في المرط الأسود فجاء الحسن فادخله ثم جاء الحسين فادخله ثم فاطمة ثم على ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ) إلخ.

«ومنهم» أبو السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري المتوفى سنة ٦٠٦ في كتاب جامع الأصول (ج ١ ص ١٠١ ط القاهرة)

رواه عن ام سلمة وأنس وعائشة وعمرو بن أبى سلمة «ومنهم» العلامة المحدث الفقيه الشيخ حسن بن الحسين بن على بن محمد بن

٥٠٩

__________________

بطريق الأسدي الحلي من علماء المائة السادسة بل السابعة صاحب كتاب نهج العلوم الى نفى المعدوم أورد عدة روايات رواها القوم ناصة صريحة في كتابه الذي سماه (العمدة ص ١٦ طبع تبريز) وينتهى سند بعضها الى الأوزاعي عن شداد بن عمارة عن واثلة ابن الأصقع ، وبعضها الى عبد الله بن أحمد بن حنبل بأسانيده الى ام سلمة ، وبعضها الى شداد بن عبد الله عن واثلة بن الأصقع وبعضها الى عمر بن ميمون عن أحمد بطرقه الى ابن عباس عنه وعن ام سلمة ، وبعضها الى الثعلبي صاحب التفسير بطرقه عن الصادق (ع) في تفسير(طه) وانه إشارة الى طهارة أهل بيت النبي وهم آله وعترته ، والى أبى سعيد الخدري والى عائشة والى اسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار عن أبيه والى زيد بن أرقم والى أبى الحمراء ونقل هذه الاخبار والآثار عن الصحيحين وتفسير الثعلبي والجمع بين الصحيحين للحميدي والمسند لأحمد ، وكتاب أبى عوانة صاحب المسند ، وتاريخ عبد الغافر الفارسي ، وكتاب الجمع بين الصحاح الستة لأبي الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي الأندلسي ، وغيرها من كتب الحديث والتفاسير التي ألفها أعيان الجمهور وهي من الكتب المعتبرة المعتمدة لديهم.

«ومنهم» العلامة البارع في الحديث والتفسير والكلام واللغة والأدب الشيخ عز الدين ابو الحسن على بن الأثير الجزري الموصلي المتوفى سنة ٦٣٠ في كتابه النفيس «اسد الغابة في معرفة الصحابة» (ج ٢ ص ١٢ طبع مصر) قال ما لفظه : عن عمر بن أبى سلمة ربيب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لما نزلت هذه على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية في بيت ام سلمة فدعى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة وحسنا وحسينا ، فجللهم بكساء وعلى خلف ظهره ، ثم قال هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت ام سلمة : وأنا معهم يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : أنت على مكانك أنت في خير.

وكذا في (ج ٢ ص ٢٠ ذاك الطبع) ما لفظه عن شداد بن عبد الله قال سمعت واثلة ابن الأسقع (الأصقع خ ل) وقد جيء برأس الحسين الى أن قال : وقال والله لا أزال

٥١٠

__________________

أحب عليّا والحسن والحسين وفاطمة بعد ما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : فيهم ما قال ، لقد رأيتنى ذات يوم وقد جئت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيت ام سلمة فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله ، ثم جاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ، ثم دعى بعلى ، ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية قلت لواثلة : ما الرجس ، قال الشك في الله عزوجل إلخ.

وكذا في (ج ٣ ص ٤١٣) في ترجمة عطية ، أورد الحديث وأسنده الى الإسماعيلي في كتاب الصحابة بسنده عن عمر أبى عرفجة عن عطية.

وكذا أورد في (ج ٣ ص ١١) في ترجمة صبيح بسنده الى ابراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولا ام سلمة عن جده صبيح ما عبارته : قال كنت بباب رسول الله (ص) ، فجاء على وفاطمة والحسن والحسين ، فجلسوا ناحية ، فخرج رسول الله (ص فقال : انكم على خير ، وعليه كساء خيبرى ، فجللهم به ، وقال : أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمكم ، الى أن قال : وقد رواه السدى عن صبيح عن زيد بن أرقم ، أخرجه أبو موسى ، وصبيح بضم الصاد وفتح الباء الموحدة.

وقال في (ج ٢ ص ٩) في مناقب الامام الحسن المجتبى ما لفظه : وهو خامس أصحاب الكساء إلخ.

وكذا عبر عن مولانا الامام الحسين الشهيد في (ج ٢ ص ١٨) إلخ.

«ومنهم» العلامة الجليل الشيخ أبو المظفر يوسف الواعظ بن عبد الله المشتهر بسبط بن الجوزي المتوفى سنة ٦٥٤ في «كتاب تذكرة الأئمة»

(الباب التاسع ص ٢٤٤ ط النجف الأشرف)

قال ما لفظه : عن واثلة بن الأسقع قال : أتيت فاطمة عليها‌السلام أسألها عن على ، فقالت توجه الى رسول الله ص ، فجلست انتظره فإذا برسول الله قد اقبل ومعه على والحسن والحسين قد أخذ بيد كل واحد منهم حتى دخل الحجرة فاجلس الحسن على فخذه اليمنى والحسين على فخذه اليسرى واجلس عليّا وفاطمة بين يديه ، ثم لف عليهم كساه

٥١١

__________________

أو ثوبه ، ثم قرء : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) ، الآية. ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي حقّا «انتهى» وكذا في (ص ٢٤٥) قد ذكر جملة يظهر منها تسلم الحديث «ومنهم» العلامة الكنجي الشافعي المحدث الشهير المتوفى سنة ٦٥٨ في كتاب «كفاية الطالب» (الباب المائة ص ٢٣٢ ط النجف الأشرف)

روى بإسناده عن أبى الحمراء ، قال صحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسعة أشهر ، وكان إذا أصبح أتى باب على وفاطمة وهو يقول : يرحمكم الله ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) ، الآية.

ثم روى بإسناده عن أبى سعيد الخدري قال حين نزلت (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) كان يجيء نبى الله الى باب على صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول : الصلاة رحمكما الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية.

وروى (ص ١٣) عن مسلم عن عائشة الحديث.

أخبرنا العلامة حجة العرب ابو البقاء يعيش بن على بحلب أخبرنا الخطيب ابو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي بالموصل أخبرنا ابو طاهر حيدر بن زيد بن محمد البخاري ببغداد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة قدم حاجا ، قيل له أخبرك ابو على حسن ابن محمد جوانشير حدثنا ابو زيد على بن محمد بن الحسين ، حدثنا ابو عمر بن مهدى حدثنا ابو العباس أحمد بن عقدة الحافظ حدثنا على بن الحسين بن عبيد حدثنا اسماعيل بن أبان عن سلام بن أبى عمرة عن معروف عن أبى الطفيل قال خطب الحسن بن على عليه‌السلام ومن كلامه عليه‌السلام في الخطبة أنا من أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا(ص ٣٢ الطبع المذكور) قد مر نقلها عن كتاب المستدرك للحاكم فليراجع.

«ومنهم» العلامة الجليل الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشامي الشافعي المتوفى سنة ٦٥٤ في كتابه «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) (ص ٨ ط طهران) حيث قال ما لفظه : وأما جعله أهل العباء فقد روى أئمة النقل والرواية (ج ٣٢)

٥١٢

__________________

فيما أسندوه واستفاض عند ذوى العلم والدراية ، فمما أوردوه ما صرح به الامام الواحدي في كتابه المسمى «بأسباب النزول» يرفعه بسنده الى ام سلمة زوج النبي (ص) ذكرت أن رسول الله كانت في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال لها ادعى لي زوجك وابنيك قال فجاء على والحسن والحسين فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على دكان وتحته كساء خيبرى قالت وأنا في الحجرة أصلي فانزل الله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم اخرج يديه قالوا بهما الى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت فأدخلت رأسى البيت فقلت : أنا معكم يا رسول الله قال : آئل الى خير آئل الى خير ونقل الترمذي في صحيحه ان رسول الله (ص) كان من وقت نزول هذه الآية الى قريب من ستة أشهر إذا خرج الى الصلاة يمر بباب فاطمة يقول : الصلاة أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ،) الآية. وصرح الأستاذ ان رسول الله خرج وعليه مرط مرجل اسود فجاء الحسن فادخله ثم جاء الحسين فادخله ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء على فأدخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الى ان قال : فهؤلاء أهل بيتي المرتقون بتطهيرهم الى ذروة أوج الكمال المستحقون لتوقيرهم مراتب الإعظام والإجلال الموفقون لتأييدهم لابتهاج مناهج الاستقامة والاعتدال الى أن قال : فهذه الأدلة من خصوص النصوص وصحاحها ووجوها في دلائلها من مصابيح صباحها قد أرضعت فاطمة درة الفضيلة والشرف بصراحها وصدعت ألفاظها الفصيحة ومعانيها البليغة الى ان قال :

يا رب بالخمسة أهل العبا

ذوى الهدى والعمل الصالح

ومن هم سفن نجاة ومن

والاهم ذو متجر رابح

ومن لهم مقعد صدق إذا

قام الورى في الموقف الفاضح

لا تخزني واغفر ذنوبي عسى

اسلم من حر لظى اللافح

فاننى أرجو بحبي لهم

تجاوزا عن ذنبي الفادح

٥١٣

__________________

فهم لمن والاهم جنة

تنجيه من طائرة البازح

وقد توسلت بهم راجيا

نجح سؤال المذنب الطالح

لعله يحظى بتوفيقه

فيهتدى بالمنهج الواضح ـ إلخ

«ومنهم» العلامة الشيخ ابو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي الأندلسي المتوفى سنة ٦٧١ في كتابه «الجامع لأحكام القرآن» (ج ١٤ ص ١٨٢) الطبعة الاولى بالقاهرة المحمية.

نقل نزول الآية الشريفة في حقهم عليهم‌السلام

«ومنهم» العلامة الشيخ يحيى بن شرف الدين الدمشقي النووي المتوفى سنة ٦٧٦ وقيل ٦٧٧ في كتاب «شرح المهذب» على ما نقله عنه في كتاب فلك النجاة (ص ٣٩ ط لاهور بمطبعة الامامية)

«ومنهم» العلامة القاضي البيضاوي المتوفى سنة ٦٨٢ وقيل غيرها في «تفسيره» (سورة الشورى ص ٣٨٧ ط مصر القديم)

«ومنهم» الحافظ الفقيه محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري في كتاب ذخائر العقبى المتوفى سنة ٦٩٤ (ص ٢١ ط مصر) قال ما لفظه : عن عمر بن أبى سلمة ربيب رسول الله (ص) قال : نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ). الآية) في بيت ام سلمة رضى الله عنها ، فدعا النبي (ص) فاطمة وحسنا وحسينا؟ فجللهم بكساء ، وعلى خلف ظهره ، ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت ام سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ، قال : أنت على مكانك وأنت على خير ، أخرجه الترمذي ، وفي رواية أنت على خير أنت من أزواج النبي وعن ام سلمة أن النبي (ص) جلل على الحسن والحسين وعلى وفاطمة كساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ؛ فقالت ام سلمة : أنا معهم يا رسول الله قال : انك على خير ، أخرجه الترمذي وقال حسن ، (شرح) الحامة : الخاصة ، يقال : جئناكم في الحامة ، لا في العامة ، ومنه الحميم ، وعنها أن رسول الله (ص) أخذ ثوبا وجلله

٥١٤

__________________

فاطمة وعليّا والحسن والحسين وهو معهم ، وقرء هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية ، قالت فجئت أدخل معهم ، فقال : مكانك ، انك على خير ، وعنها أن رسول الله (ص) قال لفاطمة : ائتى بزوجك وابنيك ، فجاءت بهم وأكفأ عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ؛ ثم قال : اللهم ان هؤلاء آل محمد ، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ، انك حميد مجيد ، قالت ام سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه رسول لله (ص وقال : انك على خير ، أخرجهما الدولابي في الذرية الطاهرة ،

الى أن قال (ص ٢٤) عن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه في قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية ، قال نزلت في خمسة ، في رسول الله (ص) وعلى وفاطمة والحسن والحسين ، أخرجه أحمد في المناقب ، وأخرجه الطيراني.

عن أنس بن مالك (رض) أن رسول الله (ص) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج الى صلاة الفجر ، ويقول : الصلاة يا أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية ، أخرجه أحمد.

وعن أبى الحمراء قال : صحبت رسول الله (ص) تسعة أشهر ، فكان إذا أصبح أتى على باب على وفاطمة وهو يقول : يرحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية ، أخرجه عبد بن حميد ، وكذا أورد في كتابه الرياض النضرة (ص ١٨٨ ج ٢ ط مصر) وص ٢٠٣.

«ومنهم» العلامة النسفي المتوفى سنة ٧٠١ في تفسيره «المدارك» المطبوع بهامش تفسير الخازن (ص ٩٥ و ٤٨).

ومنهم على ما في المباهلة الشيخ علاء الدين البغدادي الصوفي المشتهر بالخازن المتوفى سنة ٧٤١ في تفسيره المعروف (ج ٣ ص ٣٦٦ ط مصر) ما لفظه : وذهب أبو سعيد الخدري وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة الى أنهم على وفاطمة والحسن والحسين ، ويدل عليه ما روى عن عائشة ، ثم ساق الحديث ، ثم قال : وعن ام سلمة ، ثم ذكر الحديث ، ثم قال : أخرجه الترمذي وقال : حديث صحيح إلخ ، وكذا في (ج ٤ ص ٩٥٥)

«ومنهم» العلامة الشيخ ولى الدين محمد بن عبد الله الخطيب العمرى التبريزي من علماء القرن الثامن ، فانه نقل نزولها في كتاب «مشكاة المصابيح» في حقهم

٥١٥

__________________

عليهم‌السلام خاصة (ص ٥٦٨ ط لكهنو)

«ومنهم» العلامة الجليل الحافظ عماد الدين ، أبو الفداء ، اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة ٧٧٤ في تفسيره (ج ٣ ص ٤٨٣ ط مصر) أورد الحديث بطرق مختلفة وأسانيد متعددة بقوله :

قال ابن جرير : حدثنا وكيع ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا يونس عن أبى إسحاق ، أخبرنى أبو داود عن أبى الحمراء قال : رابطت المدينة سبعة أشهر إلخ.

وقال الامام أيضا : حدثنا محمد بن مصعب ، حدثنا الأوزاعي ، حدثنا شداد بن عمار ، قال : دخلت على واثلة بن الأسقع (رض) وعنده قوم فذكروا عليا رضى الله عنه إلخ.

رواه أيضا عن عبد الاعلى بن زامل ، عن الفضل بن دكين ، عن عبد السّلام بن حرب ، عن كلثوم المحاربي ، عن شداد بن أبى عمار ، قال : انى لجالس عند واثلة بن الأسقع (رض) إذ ذكروا عليا (رض) إلخ.

قال الامام أحمد ، حدثنا عبد الله بن نمير ، حدثنا عبد الملك بن أبى سليمان ، عن عطاء بن أبى رباح ، حدثني من سمع ام سلمة (رض) ، تذكر أن النبي (ص) كان في بيتها ، فأتته فاطمة (رض) ببرمة فيها خزيرة ؛ إلخ.

قال ابن جرير ؛ حدثنا أبو كريب ، حدثنا مصعب بن المقدام ؛ حدثنا سعيد بن زربي عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة عن أم سلمة رضى الله عنها قالت : جاءت فاطمة رضى الله عنها الى رسول الله (ص) ببرمة لها ؛ قد صنعت فيها عصيدة تحملها على طبق ، إلخ

قال ابن جرير ، حدثنا ابن حميد ، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ؛ عن حكيم ابن سعد ، قال : ذكرنا على بن أبي طالب (رض) عند ام سلمة (رض فقالت : في بيتي نزلت : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) إلخ.

قال الامام أحمد ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا عوف عن أبى المعدل ؛ عن عطية الطفاوي ، عن أبيه ، قال : ان ام سلمة (رض) حدثته قالت : بينما رسول الله ، إلخ.

رواها ابن جرير أيضا عن أبى كريب عن وكيع عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن

٥١٦

__________________

حوشب عن ام سلمة (رض) بنحوه.

قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثني موسى بن يعقوب ، حدثني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبى وقاص عن عبد الله بن وهب بن زمعة ، قال : أخبرتنى ام سلمة (رض) قالت : ان رسول الله ص جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين (رض) ، إلخ رواها ابن جرير أيضا عن أحمد بن محمد الطوسي عن عبد الرحمن بن صالح عن محمد ابن سليمان الاصبهانى عن يحيى بن عبيد المكي عن عطاء عن عمر بن أبى سلمة عن امه (رض) بنحو ذلك.

قال ابن جرير : حدثنا ابن وكيع ؛ حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة قال : قالت عائشة (رض): خرج النبي ص ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، إلخ قال ابن أبى حاتم : حدثنا أبى ، حدثنا شريح بن يونس أبو الحارث ، حدثنا محمد بن يزيد عن العوام يعنى ابن حوشب (رض) عن عم له قال : دخلت مع أبى على عائشة (رض) فسألتها عن على (رض) فقالت : تسألنى عن رجل كان من أحب الناس الى رسول الله ص كانت تحته ابنته وأحب الناس اليه ، لقد رأيت رسول الله ص دعا عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا (رض) إلخ.

قال ابن جرير : حدثنا ابن المثنى ، حدثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي ، حدثنا مندل عن الأعمش عن عطية عن أبى سعيد (رض) قال : قال رسول الله ص نزلت هذه الآية في خمسة ، إلخ.

قال ابن جرير : حدثنا ابن المثنى ، حدثنا أبو بكر الحنفي ، حدثنا بكير بن مسمار ، قال : سمعت عامر بن سعد (رض) قال : قال سعد (رض) قال رسول الله ص ، إلخ.

قال مسلم في صحيحه : حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد عن ابن عليه ، قال زهير : حدثنا اسماعيل بن ابراهيم حدثني أبو حيان ، حدثني يزيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين ابن سيرة وعمر بن مسلمة الى زيد بن أرقم (رض) فلما جلسنا اليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله ص ، قال يا ابن أخى والله كبرت

٥١٧

__________________

سنى وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعى من رسول الله ص ، وما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلفوا فيه إلخ.

«ومنهم» الحافظ نور الدين على بن ابى بكر الهيثمي المتوفى سنة ٨٠٧ في كتابه «مجمع الزوائد» (ج ٩ ص ١٦٦ وص ١٦٨ ط القاهرة) أورد روايات في نزولها في حقهم عليهم‌السلام خاصة وأنهاها الى ام سلمة وواثلة وأبى سعيد وأبى الحمراء وغيرهم.

«ومنهم» الشيخ الامام على بن محمد أحمد المالكي المكي الشهير بابن الصباغ المتوفى سنة ٨٥٥ قال في كتاب الفصول المهمة (ص ٧ ـ ٨ ط النجف الأشرف) ما لفظه : وروى الواحدي في كتابه المسمى بأسباب النزول يرفعه بسنده الى ام سلمة أنها قالت : كان النبي ص في بيتها يوما ، فأتته فاطمة عليها‌السلام ببرمة فيها عصيدة (خ ل خزيرة) فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعى لي زوجك وابنيك ، قالت : فجاء على والحسن والحسين ، فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة ، والنبي ص جالس على دكة وتحته كساء خيبرى (خ ل حبرى) قالت : وأنا في الحجرة قريبا منهم أصلي ، فأخذ النبي ص الكساء فغشاهم به ، ثم قال : اللهم أهل بيتي وخاصتي ، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : فأدخلت رأسى وقلت : وأنا معكم يا رسول الله ، قال : انك الى خير ثلاث مرات ، فانزل الله عزوجل (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية ، وذكر الترمذي في صحيحه : أن رسول الله ص كانت من وقت نزول هذه الآية الى قريب من ستة أشهر ، إذا خرج الى الصلاة يمر بباب فاطمة ثم يقول : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، وقال بعضهم في ذلك شعرا :

ان النبي محمدا ووصيه

وابنيه وابنته البتول الطاهرة

أهل العباء فاننى بولائهم

أرجو السلامة والنجا في الآخرة

«ومنهم» الحافظ شهاب الدين أحمد بن على بن محمد بن محمد بن على الكناني العسقلاني الشافعي المشتهر بابن حجر المتوفى سنة ٨٥٢ في كتاب

٥١٨

__________________

«الاصابة» (ج ٢ ص ٥٠٢ طبع مصر) فانه أورد رواية مسندة عن ابن عباس مشتملة على فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام وهي مفصلة طويلة مشتملة على جملات منها قوله : وأخذ ردائه صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوضعه على على وفاطمة والحسن والحسين وقال (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) الآية وذكر ايضا نظير ذلك عن ام سلمة.

وكذا في (ج ١ ص ٣٢٩) روى عن ام سلمة أيضا نزول الآية في حقهم عليهم‌السلام.

وكذا في (ج ٤ ص ٣٦٧) روى عن ام سلمة انها قالت : في بيتي نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية وكذا في (ج ٤ ص ٢٠٧) وأورد في كتاب «الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف» (ص ٢٦ الحديث ٢١٦ ط مصر) المطبوع في آخر الكشاف طبعة (مصطفى محمد) ما لفظه : عن عائشة رضى الله عنها : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج وعليه مرط مرجل من شعرا سود فجاءه الحسن فادخله ثم فاطمة ثم على ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية. ومسلم من طريق صفية بنت شيبة عنها وغفل الحاكم فاستدركه.

وقال أيضا في كتابه «فتح الباري شرح صحيح البخاري» (ج ٣ ص ٤٢٢ طبع مصر القديم) حيث قال ما لفظه : لما ثبت في تفسير قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ) الآية قالت ام سلمة لما نزلت دعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة وعليّا والحسنين فجللهم بكساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي الحديث أخرجه الترمذي وغيره.

«ومنهم» شمس الدين ابو عبد الله محمد بن احمد الذهبي المتوفى سنة ٨٨٤ في كتابه «تلخيص المستدرك» (المطبوع في ذيل المستدرك ص ٤١٦ ج ٣ ط حيدرآباد) حيث قال ما لفظه. عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، ثنا شريك بن أبى نمر عن عطاء بن يسار عن ام سلمه قالت : في بيتي نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الى على وفاطمة والحسن والحسين فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي قالت ام سلمة يا رسول الله ما أنا من أهل البيت ، قال انك الى خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلى أحق.

٥١٩

__________________

وكذا أورد الحديث في ذلك الكتاب (ج ٣ ص ١٤٦) وذكر السند هكذا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبى نمر عن عطاء بن يسار عن ام سلمة الحديث

وكذا أورد بسنده عن الأوزاعي عن ابى عمار عن واثلة فراجع ص ١٤٧ من ج ٣

وكذا في تلك الصفحة رواه بسنده عن زكريا بن أبى زائدة ثنا مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة.

وكذا في تلك الصفحة بسنده الى أبى اسماعيل النحوي يذكر ان الحسن بن عرفة حدثهم حدثني على بن ثابت ثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد الحديث

وكذا في تلك الصفحة أورده بسنده الى عبد الرحمن بن أبى بكر المليكي عن اسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه الحديث.

وكذا في ص ١٣١ أورده بهذا السند أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني بالكوفة من أصله ثنا عبيد بن كثير ثنا عبد الرحمن بن دبيس (ح) حدثنا السكوني ثنا مطين ثنا عبد الله ابن عمر عن أبان قالا ثنا ابراهيم بن ثابت القصار ثنا ثابت البناني الحديث ، وحكم بصحته وكذا أورده في (ج ٣ ص ١٥٨) راويا عن حماد بن سلمة عن حميد وعلى بن زيد عن أنس.

وكذا في تاريخ الإسلام (ج ٣ ص ٦ ط حسام الدين القدسي بالقاهرة)

«ومنهم» العلامة الجليل صاحب التصانيف الشهيرة في الحديث والتفسير والتاريخ والكلام الشيخ حميد بن أحمد المحلى اليماني في كتاب «الحدائق الوردية (المخطوط) قال ما لفظه : فمن ذلك ما رويناه عن الشيخ لعالم الورع الفاضل محيي الدين عمدة الموحدين أبى عبد الله محمد بن أحمد بن الوليد القرشي يرفعه الى السيد الامام الناطق بالحق أبي طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسنى عليه‌السلام بإسناده الى أبى الحمراء ، قال شهدت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أربعين صباحا ، فيجيء الى باب على وفاطمة فيأخذ بعضادتي الباب ويقول : السّلام عليكم أهل البيت ورحمة الله الصلاة يرحمكم الله ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

٥٢٠