النور المبين في شرح زيارة الأربعين

مهدي تاج الدين

النور المبين في شرح زيارة الأربعين

المؤلف:

مهدي تاج الدين


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الأنصار
المطبعة: باقري
الطبعة: ١
ISBN: 964-8956-16-2
الصفحات: ٢٤٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

صابِراً مُحْتَسِباً

________________________________________________

الصبر : حبس النفس عن الجزع عند المكروه ، وهو يمنع الباطل عن الاضطراب واللسان عن الشكاية والأعضاء عن الحركات غير المعتادة (١) .

قال المجلسي : إن الصبر على البلاء وعلى فعل الطاعة وعلى ترك المعصية وعلى سوء اخلاق الخلق بالفتح .

وفي الحديث الصبر صبران : صبر على ما تكره وصبر على ما تحب ، وقد ورد في القرآن ثمانون آية في الصبر .

نشير إلى بعض الروايات التي وردت عن الإمام الحسين عليه‌السلام التي تحرض المؤمنين على الصبر وأجر الصبر عند المصيبة .

عن فاطمة بنت الحسين عن الإمام الحسين عليه‌السلام قالت ، قال عليه‌السلام : « من أصابته مصيبة ، فقال إذا ذكرها « إنا لله وإنا إليه راجعون » جدّد الله له من أجرها مثل ما كان له يوم أصابته » (٢) .

قال عليه‌السلام : « اصبر على ما تكره فيما يلزمك الحق واصبر عما تحب فيما يدعوك إليه الهوى » (٣) .

ومن كتاب له إلى عبد الله بن عباس حين سيّره عبد الله بن الزبير إلى اليمن (٤) : « أما بعد ، بلغني أن ابن الزبير سيّرك إلى الطائف فرفع الله لك بذلك ذكراً وحطّ به عنك وزراً ، وإنما يُبتلى الصالحون ، ولو لم توجر إلّا فيما تحب لَقلَّ الأجر ، عزّم الله لنا ولك بالصّبر عند البلوى والشكر عند النُّعمى ولا اشمت بنا ولا بك عدوّاً حاسداً أبداً والسلام » (٤) .

__________________

(١) مرآة العقول ٨ : ١٢٠ .

(٢) موسوعة كلمات الإمام الحسين : ٧٧٠ .

(٣) و (٤) نفس المصدر .

١٦١

.......................................................................................

________________________________________________

الحسيب : الذي يفعل الأفعال الحسنة بماله وغير ماله ، وقيل لمن ينوي بعمله وجه الله ، في الحديث : مَن مات له ولد فاحتسبه أي احتسب الأجر بصبره على مصيبته به ، معناه : اعتد مصيبته به في جملة بلايا الله التي يثاب على الصبر عليها ، واحتسب بكذا اجراً عند الله تعالى .

وسوف نذكر كيفية جهاده عليه‌السلام في الله صابراً محتسباً في قول الإمام الصادق عليه‌السلام من هذه الزيارة في فقرة « وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ » .

١٦٢

حَتّىٰ سُفِكَ في طاعَتِكَ دَمُهُ

________________________________________________

سَفَكَ الدم : صبَّه وأهرقه ، ومنه قوله تعالى : ( لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ) أي تصبون ، والسفك الاراقة والاجراء لكل مائع . وفي الدعاء « وأمطرت بقدومك السوافك » أي التي تصب صبا وتهرق اهراقاً ، ورجل سفاك للدماء وسفاك للكلام : القادر على الكلام وبليغ .

الطاعة : اسم لما يكون مصدره الاطاعة وهو الانقياد .

فالإمام الحسين عليه‌السلام سُفِكَ دمه لاجل طاعة العباد لله تعالى وعبادته وحده ، كما مر في الفقرة الماضية « لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ » فالإمام الصادق عليه‌السلام استخدم كلمة « عبادك » وهي لاتخص الشيعة وحدهم بل جميع العباد .

ان الإمام الحسين عليه‌السلام بسفك دمه واستشهاده قد فتح مدرسة للجميع مدرسة الفكر والضمير للجميع ، ليقارعوا الظلم ويتحمّلوا الشدائد والمصاعب حتى يذوقوا طعم السعادة .

فالإمام عليه‌السلام أراد أن ينجي العباد من الجهالة والضلالة والتيه ، فمن أراد أن يتقرب إليه أكثر فعليه أن يبذل ما عنده وما يملك في خدمة هذه القضية حتى يركب في سفينة أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام سفينة الهداية والسعادة ، كما هو مكتوب في ساق العرش : « الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة » .

فالإمام الحسين عليه‌السلام سُفِكَ دمه من أجل ثلاثة أهداف : أُصول الدين والأحكام الشرعية والأخلاق الإسلامية ، فمن أراد أن يثبت ولائه لسيد الشهداء عليه‌السلام عليه أن يسعى لتحقيق هذه الأهداف الثلاثة التي استشهد من أجلها الإمام عليه‌السلام ، وأن يضعها على رأس أُولوياته لتقرّ عين الإمام الحسين عليه‌السلام والإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه .

١٦٣

وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ

________________________________________________

استباحه : أي انتهبه واستأصله واستباحوهم : استأصلوهم ، ومنه حديث الدعاء للمسلمين : لا تسلط عليهم عدواً من غيرهم فيستبيح بيضتهم ويستبيح ذراريهم أي : يسبيهم وينهبهم (١) .

الحرمه : ما لا يحل لك انتهاكه ، وجميع ما كلف الله به بهذه الصفة فمن خالف فقد انتهك الحرمة ، وحرم الرجل نساؤه وما يحمي . المحارم : ما لا يحل استحلاله .

فإن بني اُمية قد استباحوا كل شيء من الحسين عليه‌السلام بعد قتله حتى قال السيد بن طاووس : وتسابق القوم ـ بعد مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام ـ على نهب بيوت آل الرسول وقرة عين الزهراء البتول حتى جعلوا ينزعون ملحفة المرأة عن ظهرها ، وخرجن بنات آل الرسول وحريمه يتساعدن على البكاء ويندبن لفراق الحماة والأحبة ، ولله در القائل :

ولم ير حتى عينها ظل شخصها

إلى أن بدت في الغاضرية حسرا

قال حميد بن مسلم : رأيت امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في عسكر عمر بن سعد ، فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليه‌السلام وفسطاطهن ، وهم يسلبونهن اخذت سيفاً واقبلت نحو الفسطاط وقالت : يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله ، لا حكم إلّا لله ، يا لثارات رسول الله ، فأخذها زوجها وردّها إلى رحله (٢) .

وحائرات أطار القوم أعينها

رعباً غداة عليها خدرها هجموا

__________________

(١) مجمع البحرين .

(٢) معالي السبطين : ٥٠٢ .

١٦٤

اَللّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً

________________________________________________

اللهم : أصلها يا الله فحذف « يا » المنادى وعوضت عنها الميم المشدّد ، لأنهما لا يجتمعان وذلك لأن النحوي لم يجدوا ياء مع هذه الميم في كلمة واحدة ، ووجدوا اسم الله مستعملاً بياء إذا لم يذكروا الميم في آخر الكلمة فعلموا أن الميم في آخر الكلمة بمنزلة الياء في أولها ، والضمة التي هي في الهاء هي ضمة الاسم المنادىٰ المفرد ، وفتح الميم المشدّد لسكونها وسكون الميم قبلها والقاعدة تقول : إذا اجتمع الساكنان حرّك بالفتح وقال الفراء معنى اللهم : يا الله اُمَّ بخير .

اللعن : الطرد من الرحمة ، وقوله تعالى : ( لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ ) أي أبعدهم وطردهم من الرحمة .

وبيلا : قال تعالى : ( فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا ) أي شديداً في العقوبة .

ان العقل السليم يحكم ويدرك بأن كل من نصب العداء والحرب والقتل لمحمد وآله عليهم‌السلام يستحق اللعنة والعداء والبراءة منهم ، وإذا العقل لم يحكم بهذا الحكم فهو مشكوك به مختل أو ناقص ، وأما ما ورد من النقل فهو كثير منها ما عهد أمير المؤمنين عليه‌السلام لميثم التمار في حديث مفصل قال ميثم : وجبت لعنة الله على قتلة الحسين عليه‌السلام كما وجبت على اليهود والنصارى والمجوس (١) .

وأما ما ذكر بعض علماء العامة عن عدم جواز اللعن على قتلة الإمام الحسين وبالأخص يزيد بن معاوية فما هو إلّا عناد بحت وتسويل شيطاني لايصغى إليه بل إن كثير من علمائهم المنصفون لم يتوقفوا في كفر يزيد وزندقته ولعنه واجمعوا على لعنه ، منهم سعد الدين التفتازاني في شرح العقائد النسفية : ص ١٨١ ، قال : « ونحن لانتوقف في شأنه بل في إيمانه فلعنة الله عليه وعلى أنصاره وعلى أعوانه » .

__________________

(١) علل الشرائع ١ : ٢٦٧ .

١٦٥

.......................................................................................

________________________________________________

وقال صاحب كتاب شفاء الصدور : قد ردّ على الذين لم يجيزوا لعن يزيد كأبي حامد الغزالي صاحب كتاب إحياء علوم الدين فانشاء يقول :

قل لمن لا يجيز لعن يزيد

أنت ان فاتنا يزيد يزيد

زادك الله لعنة وعذابا

وله الله ضعف ذاك يزيد

وأما ورد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في لعن قاتل الإمام الحسين عليه‌السلام : ما ورد في البحار عن جعفر بن محمد الفزاري معنعناً عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال عليه‌السلام : كان الحسين عليه‌السلام مع اُمه تحمله فأخذه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال لعن الله قاتلك ولعن الله سالبك ، وأهلك الله المتوازرين عليك ، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك ، قالت فاطمة الزهراء عليها‌السلام : يا أبت أي شيء تقول ، قال : يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم ، والغدر والبغي ، وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل ، وكأني انظر إلى معسكرهم وإلى موضع رحالهم وتربتهم ، قالت : يا أبه وأين هذا الموضع الذي تصف ؟ قال : موضع يقال له كربلاء وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الاُمّة ، يخرج عليهم شرار اُمتي لو أن أحدهم شفع له من في السماوات والأرض ما شفّعوا فيه ، وهم المخلدون في النار ، قالت : يا أبه فيقتل قال نعم يا بنتاه وما قُتل أحد كان قبله ، ويبكيه السماوات والأرضون والملائكة والوحش والنباتات والبحار ولو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفس ، ويأتيه قوم من محبينا ليس في الأرض أعلم بالله ولا أقوم بحقّنا منهم ... الحديث (١) .

__________________

(١) بحار الأنوار ٤٤ : ٢٦٤ .

١٦٦

.......................................................................................

________________________________________________

وعن كامل الزيارات عن داود الرّقي قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذا استسقى الماء فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال لي : يا داود لعن الله قاتل الحسين فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين عليه‌السلام وقاتله إلّا كتب الله له مائة ألف حسنة ، وحط عنه مئة ألف سيئة ، ورفع له مائة ألف درجة ، وكأنما اعتق مائة ألف نسمة ، وحشره الله يوم القيامة ثلج الفؤاد (١) .

__________________

(١) بحار الأنوار ٦٣ : ٤٦٤ .

١٦٧

وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَليماً

________________________________________________

العذاب : النّكال والعقوبة وعذبته تعذيباً عاقبته ، وأصله في كلام العرب الضرب ثم استعمل في كل عقوبة مؤلمة واستعير للأُمور الشاقة فقيل السفر قطعه من العذاب .

أليم : ومنه قوله تعالى : ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي مؤلم موجع ، إذ لا ألم فوق ألم عذاب لا رجاء معه للخلاص إذ الرجاء يهون العذاب ، والعذاب الأليم : الذي يبلغ ايجاعه غاية البلوغ فالأليم هنا معنى مؤلم ، والتألم ، التوجع .

فقد ورد في زيارة عاشوراء « اللهم فضاعف عليهم اللعن منك والعذاب الأليم » ، فإن الإمام الصادق عليه‌السلام دعا عليهم بمضاعفة اللعن والعذاب ليكون عذابهم مثل عذاب جميع أهل النار ، كما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : « ان قاتل الحسين بن علي عليه‌السلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا ، وقد شدّ يداه ورجلاه بسلاسل من نار منكس في النار ، حتى يقع في قعر جهنم ، وله ريح يتعوّذ أهل النار إلى ربهم من شدّه نتنه وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم مع جميع من شايع على قتله ، كلّما نضجت جلودهم بدل الله عليهم الجلود حتى يذوقوا العذاب الأليم ، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم فالويل لهم من عذاب النار » (١) .

وفي رواية عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « ان في النار منزلة لم يكن يستحقها أحد من الناس إلّا بقتل الحسين بن علي ويحيى بن زكريا » (٢) .

__________________

(١) بحار الأنوار ٤٥ : ٣١٤ .

(٢) بحار الأنوار ٤٤ : ٣٠١ .

١٦٨

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ

________________________________________________

ان كون الإمام الحسين عليه‌السلام ابن رسول الله فهو من المسلمات عند الإمامية الاثني عشر ، وقد دل على ذلك جملة من الآيات والأخبار الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم‌السلام فمن الآيات التي يستدل بها على بنوّة الحسن والحسين عليهما‌السلام هي آية المباهلة في قوله تعالى : ( أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) وأيضاً استدل بها من العامة كالسيوطي في تفسيره الدر المنثور والطبري في تفسيره والقرطبي في تفسير الجامع لأحكام القرآن وكذلك من الآيات التي استدل بها آية ٨٤ من سورة الأنعام سوف نشير إليها في الحديث .

وأما ما ورد عن الأخبار على بنوتهما فعن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن كل بني اُم ينتمون إلى أبيهم إلّا أولاد فاطمة فإني أنا أبوهم (١) .

واحتجاج يحيى بن يعمر العامري وفي رواية سعيد بن جبير على الحجاج بن يوسف الثقفي وذلك ما رواه العلامة المجلسي (٢) قال : ذات يوم دخل الشعبي على الحجاج ـ وكان يوم عيد ـ فقال : بما يتقربون الناس بمثل هذا اليوم ؟ فقال الشعبي : بالاضحية ، فقال : الحجاج : ما تقول لو نتقرب برجل يقول : ان الحسن والحسين ولدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . يقول الشعبي : اطرقتُ وإذا برجل كبير مقيد بالحديد والأغلال وضعوه بين يديه ، فقال الحجاج للشيخ يحيى بن يعمر العامري من علماء الشيعة ـ وفي رواية كان سعيد بن جبير ـ : تقول : ان الحسن والحسين كانا ولدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لتأتيني بحجة من القرآن وإلّا لضربت عنقك ، يقول الشعبي : نظرت إلى الشيخ وإذا هو يحيى بن يعمر فحزنت له وقلت : كيف يجد حجة على ذلك من القرآن ؟

__________________

(١) السيوطي في احياء الميت : ٢٩ وغيره .

(٢) بحار الأنوار ٤٣ : ٢٢٩ والفخر الرازي في تفسيره ٢ : ١٩٤ .

١٦٩

.......................................................................................

________________________________________________

فقال الشيخ : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ) (١) .

فقال الشيخ : كيف يليق هنا عيسى عليه‌السلام إنه من ذرية إبراهيم ولم يكن له أب فقال : إنه ابن ابنته مريم عليه‌السلام فقال الشيخ : إذا كان عيسى بن إبراهيم عن طريق مريم فالحسن والحسين أُولى أن ينسبا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأنهم أقرب من عيسى إلى إبراهيم ، فطرق الحجاج ثم أمر له بعشرة آلاف دينار فدفعه إليه .

وفي رواية اُخرى عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال ، قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين عليهما‌السلام ، قلت ينكرون علينا انهما ابناء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : فأي شيء احتججتم عليهم ، قلت : احتججنا عليهم بقول الله عزّ وجل في عيسى بن مريم : ( وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ ) فجعل عيسى بن مريم من ذرية نوح عليه‌السلام ، فقال فأي شيء قالوا لكم ؟ قلت : قالوا قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصُّلب قال : فأي شيء احججتم عليهم ، قلت احججنا عليهم بقول الله تعالى لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) ، قال : فأي شيء قالوا ، قلت : قالوا قد يكون في كلام العرب أبناء رجل وآخر يقول ابناؤنا ، قال فقال أبو جعفر عليه‌السلام : يا أبا جارود لاعطينكها من كتاب الله إنهما من صلب

__________________

(١) سورة الأنعام : ٨٤ ـ ٨٥ .

١٧٠

.......................................................................................

________________________________________________

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يردها إلّا كافر ، قلت وأين ذلك جعلت فداك ، قال من حيث قال الله تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ ) الآية ، إلى أن انتهى إلى قوله تعالى : ( وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ ) فسلهم يا أبا جارود هل كان يحل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نكاح حليلتيهما فإن قالوا نعم : كذبوا وفجروا وإن قالوا لا ، فهما ابناه لصلبه (١) .

__________________

(١) الكافي ٨ : ٣١٧ .

١٧١

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْأَوْصِيآءِ

________________________________________________

الأوصياء : جمع وصي والوصية من وصى يصي إذا وصل الشيء بغيره ، لأن الموصي يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله . فكون الأئمة عليهم‌السلام أوصياء نبي الله أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أوصلهم إلى نفسه صلى‌الله‌عليه‌وآله في ماله التصرف الثابت من الله تعالى من الولاية الشرعية والتكوينية ومعلوم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كسائر الأنبياء إنما كان معظم وصيته صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى من بعده من الأئمة هو أمر الولاية المعهودة والتمسك بها وأما وصيته صلى‌الله‌عليه‌وآله أُمته فترجع إلى التمسك بولاية الأئمة عليهم‌السلام ومتابعتهم .

وعلى أي حال فإن الإمام الحسين عليه‌السلام هو أحد أوصياء الله ورسوله ـ وقد مرّ البحث عنه في فقرة « وجعلته حجة على خلفاؤك من الأوصياء » ـ فراجع .

وابن سيد الأوصياء وهو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه‌السلام ، فإن الوصاية لهم عليهم‌السلام أمر ثابت بالتواتر من طرق العامة والخاصة بل هو ثابت بالآيات القرآنية الدالة على ثبوت الولاية والوصاية لأمير المؤمنين والأئمة من بعده ، كآية التبليغ وآية الاطاعة ونحوهما فإنها تعطي مقام الخلافة والوصاية لهم عليهم‌السلام .

وأما ما ورد من الأخبار عن من لا يحضره الفقيه عن ابن عباس قال سمعت النبي يقول لعلي : يا علي أنت وصيي اوصيت إليك بأمر ربي وأنت خليفتي استخلفتك بأمر ربي .

وعن الإمام الكاظم عليه‌السلام عن أبيه قال : قال علي بن أبيطالب عليه‌السلام : إنه كان في وصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أوّلها :

« بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد محمد بن عبد الله وأوصى به وأسنده بأمر الله إلى وصيّه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام » .

١٧٢

.......................................................................................

________________________________________________

وكان في آخر الوصيّة :

« شهد جبرئيل وميكائل واسرافيل على ما أوصى به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وقَبَضَه وصيّه ، وضمانه على ما فيها على ما ضَمِن يوشع بن نون لموسى بن عمران عليه‌السلام وعلى ما ضمن وادّى وصي عيسى بن مريم ، وعلى ما ضمن الأوصياء قبلهم على أن محمد أفضل النبيين ، وعلياً أفضل الوصيين ، وأوصى محمد وسلّم إلى علي واقرّ علي وقبض الوصيّة على ما اوصى به الأنبياء وسلم محمد الأمر إلى علي بن أبي طالب وهذا أمر الله وطاعته وولّاه الأمر على أن لا نبوّة لعلي ولا لغيره بعد محمد وكفى بالله شهيدا » (١) .

__________________

(١) بحار الأنوار ٢٢ : ٤٨١ عن كتاب الطرف : ٢١ .

١٧٣

اَشْهَدُ اَنَّكَ اَمينُ اللهِ وَابْنُ اَمينِهِ

________________________________________________

الأمين : المؤتمن على الشيء ومنه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أمين الله على رسالته ، ورجل أمين أي له دين (١) .

ان الله تعالى جعل الإمام الحسين عليه‌السلام أميناً على دينه أي إنه تعالى ائتمنه على دينه في حفظه من التغيير والتبديل والتحريف عن مواضعه ، كما أراد يزيد ومعاوية لعنهم الله وأعوانهم تغيره وتحريفه ، فالإمام الحسين عليه‌السلام بسفك دمه وبذل مهجته ، احيىٰ دين جده رسول الله وحفظه عن التغيير ، ولذلك أدى الأمانة بأحسن صورها إلى من بعده من الاُمناء والأوصياء .

إذن معنى كون الإمام الحسين عليه‌السلام وأمير المؤمنين والأئمة عليهم‌السلام اُمناء على الخلق : أي مطهرون عما ينافي الأمانة من الخيانة ومبرّاون عنها لأن الله عصمهم من الزلل كما في زيارة الجامعة « عصمكم الله من الزلل » وفي حديث عن الإمام الباقر عليه‌السلام : « ... اختصهم لدينه وآتاهم ما لم يؤت احداً من العالمين وجعلهم عماداً لدينه ومستودعاً لمكنون سرّه واُمناء على وحيه » (٢) .

فإن الله تعالى علم منهم الوفاء بما اشترط عليهم فهم عليهم‌السلام مؤتمنون على أنفسهم فحبسوها على طاعته وحفظوها عن معصيته ، ثم إن الله تعالى جعل قلوبهم محل مشيّة الله تعالى وارادته ، وإنما جعلها محلاً لهما لما ائتمنهم عليها ، وعلم تعالى انهم لا يشاءون ولا يريدون إلّا ما شاء الله وأراد ، قال تعالى في حقهم ( عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) .

__________________

(١) مجمع البحرين ، مادة ( أمن ) .

(٢) كشف اليقين .

١٧٤

.......................................................................................

________________________________________________

فهم أول مصداق لأداء الأمانة حتى بالنسبة إلى الفاجر ، فهم اُمناء الله أي مؤتمنوه في ايصال الفيض إلى الفجار أيضاً بلا صدور شائبة خلاف أبداً .

ففي الحديث : ان علي بن الحسين عليه‌السلام قال : « لو أن قاتل أبي جعل عندي السيف الذي قتل به أبي آمانة لأديته له إذا طلبه » .

فهم ينظرون إلى الخلق بنظر الله إليهم حيث شملتهم الرحمة الواسعة منه تعالى فهم عليهم‌السلام بهذه الجهة والنظرة يتعاملون مع الخلق وهم اُمناؤه تعالى في ذلك ، ولذلك أمير المؤمنين يرفق بقاتله كما في الحديث : « ... ثم التفت إلى ولده الحسن عليه‌السلام وقال له : ارفق يا ولدي باسيرك وارحمه واحسن إليه واشفق عليه ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في اُم راسه ، وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً ، فقال الحسن عليه‌السلام : يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وافجعنا فيك ... قال : نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب الينا إلّا كرماً وعفواً ، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته ، بحقي عليك فاطعمه يا بُني مما تأكله » .

فالخلاصة ان الله تعالى لم يعرض ولايتهم على الخلق إلّا بعد ما ائتمنهم على جميع ما استوى به من رحمانيته على عرشه فهم عليهم‌السلام مؤتمنون عليها وأمرهم الله تعالى أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها فادوا الأمانة إلى انحاء الخلق بانحاء الأداء ، فادّوا إلى كل ذي حق حقه .

١٧٥

عِشْتَ سَعيداً وَمَضَيْتَ حَميداً

________________________________________________

السعادة : ضد الشقاوة معناه الرخاء واليسر في شؤونه في الدارين الدنيا والآخرة ، وبعبارة اُخرى : هي الحياة الطيبة فيهما .

ولذلك الإمام الحسين عليه‌السلام عاش سعيداً لأنه ادىٰ ما فرض الله تعالى عليه من الطاعة لله تعالى وهدى الاُمة المرحومة إلى الصراط المستقيم ، والأكثر من ذلك ان الذي سار على نهج الحسين عليه‌السلام وسار اثر مسيرته أيضاً يعيش سعيداً في الدنيا والآخرة ولذلك ورد في زيارة الجامعة « ... سعد من والاكم ، وهلك من عاداكم ... وفاز من تمسك بكم ، وأمن من لجأ إليكم » .

فالإمام الحسين عليه‌السلام عاش سعيداً واسعد من تولاه لأن السعادة في الدنيا هو أن يكون الإنسان على السمحة السهلة ، وإذا مرّ بقليل من البلايا من النقص في الأموال والأنفس والأمراض ، فمن كان على نهج الحسين وأهل البيت تكون كفارّة لذنوبه واعلاء لدرجته ومقامه في الآخرة .

ففي الحديث عن الإمام الصادق عليه‌السلام : إنه ليكون للعبد منزله عند الله تعالى فما ينالها إلّا باحدى خصلتين : إما بذهاب ماله أو بيلية في جسده (١) .

وعنه عليه‌السلام عن عبد الله بن أبي يعفور قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليه‌السلام مما القى من الأوجاع وكان مسقاماً : فقال لي : « يا عبد الله لو يعلم المؤمن ما له من الأجر في المصائب لتمنى أنه قرضى بالمقارين » (٢) .

والخلاصة فإن الانسان المؤمن الذي يوالي أهل البيت عليهم‌السلام يعيش سعيداً لأنه على الصراط القويم ، وإما ما يمر عليه من البلايا فما هي إلّا ليصلح بها حاله ويدفع بها ما هو أعظم منها من عذاب الآخرة أو الدنيا مع ما فيها من الأجر

__________________

(١) و (٢) الشافي عن الكافي .

١٧٦

.......................................................................................

________________________________________________

العظيم ، حيث إنها تكون من أعظم نعم الله تعالى عليه ، فيجب شكرها لأنه بها المنزلة والمقام عند الله تعالى .

ومضيت حميدا : الحميد من صفات الله تعالى بمعنى المحمود على كل حال وقد وردت هذه العبارة في زيارة سلمان الفارسي : اشهد انك عشت حميداً ومضيت سعيداً لم تنكث عهداً ولا حللت من الشرع عقدا (١) .

واحمد الرجل قال في كتاب العين أي فعل فعلاً يُحمد عليه فالإمام الحسين عليه‌السلام بشهادته فعل فعلاً حُمد عليه ومضى عليه حميداً في الدنيا والآخرة .

__________________

(١) بحار الأنوار ٩٩ : ٢٨٩ .

١٧٧

وَمُتَّ فَقيداً مَظْلُوماً شَهيداً

________________________________________________

الموت : ضد الحياة وهو خلق من خلق الله تعالى ، والموت يقع على أنواع بحسب أنواع الحياة فمنها ما هو بازاء القوة النامية الموجودة في الحيوان والنبات ، كقوله تعالى : ( يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) ، ومنها زوال القوة الحسيّة ، كقوله تعالى : ( يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا ) ، ومنها زوال القوّة العاقلة ، وهي الجهالة ، كقوله تعالى : ( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ) ومنها الحزن والخوف المكدّر للحياة ، كقوله تعالى : ( يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ) ومنها المنام كقوله تعالى : ( وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ) وقد قيل المنام هو الموت الخفيف ، والموت النوم الثقيل ، وقد يستعار الموت للأحوال الشاقة : كالفقر والذل والسؤال والهرم والمعصية ، وغير ذلك ومنه الحديث : اول من مات ابليس لانه اول من عصى (١) .

وقيل للإمام الصادق عليه‌السلام صف لنا الموت ؟ فقال : هو للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه ، فينقطع التعب والألم كله عنه ، وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب وأشد (٢) .

والموت والحياة خلقان من الله تعالى فإذا جاء الموت فدخل الإنسان لم يدخل في شيء إلّا وخرجت منه الحياة .

الفقد : فقدان الشيء يقال امرءة فاقدة أي مات ولدها أو حميمها والفقيد هو الذي يُكترث لفقده (٣) .

__________________

(١) لسان العرب ، مادة ( موت ) .

(٢) مجمع البحرين .

(٣) كتاب العين ، مادة ( فقد ) .

١٧٨

.......................................................................................

________________________________________________

مظلوماً : الظّلم وضع الشيء في غير موضعه ، وقد مر بحثه في فقرة « المظلوم الشهيد » ، فراجع .

الشهيد : من قتل مجاهداً في سبيل الله ثم اتسع فاطلق على غيره . وقال الأنباري : سمي الشهيد شهيداً لأن الله وملائكته شهود له بالجنة ، وهو أيضاً من أسماء الله تعالى الأمين في شهادته الذي لا يغيب عن علمه شيء ، والشهيد : الحاضر ، وقد مرّ البحث عنه مفصلاً في فقرة « المظلوم الشهيد » فراجع .

١٧٩

وَاَشْهَدُ اَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ

________________________________________________

أشهد : أي أقرُّ بلساني مذعنا بصميم جناني بأن الله تعالى منجز ما وعدك .

منجز : يقال : نجز الوعد وأنجزته أي : عجلت ووفيت به وقضيته .

الوعد : قال الجوهري يستعمل في الخير والشر ، وفي الخير الوعد والعدة ، وفي الشرّ الإيعاد والوعيد .

وفي الحديث : يا من إذا وعد وفى وإذا توعد عفا .

روي عن الصادق عليه‌السلام في قوله : ( وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ) ، وقال عليه‌السلام : قَتْلُ علي بن أبي طالب عليه‌السلام وطَعنُ الحسن عليه‌السلام ( وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ) ، وقال : قتل الحسين عليه‌السلام ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا ) إذا جاء نصر دم الحسين عليه‌السلام ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه‌السلام ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) خروج الحسين عليه‌السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهّب لكلّ بيضة وجهان المؤدّون إلى الناس ، إن هذا الحسين قد خرج حتّى لا يشك المؤمنون فيه ، وإنه ليس بدجال ولا شيطان والحجة القائم بين أظهرهم ، فإذا استقرّت المعرفة في قلوب المؤمنين انّه الحسين عليه‌السلام جاء الحجّة الموتَ فيكون ـ الإمام الحسين عليه‌السلام ـ الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي ولا يلي الوصي إلّا الوصي (١) .

وفي هذه الزيارة إشارة إلى كمال الإمام الحسين عليه‌السلام ووصوله إلى مقام مرضاة ربّه عزّ وجل وذلك بإنجاز ما وعده الله تعالى بالنّصر في الدنيا والآخرة ، امّا في الدنيا فقد نصره بالحجج والبينات والبراهين التي ظهرت على يده عليه‌السلام ،

__________________

(١) الكافي ٨ : ٢٠٦ .

١٨٠