نافذة على زيارة القبور

السيّد فاروق الموسوي

نافذة على زيارة القبور

المؤلف:

السيّد فاروق الموسوي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات دار العلم آية الله بهبهاني
المطبعة: البهبهاني
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-8300-11-6
الصفحات: ٢٧٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

روضة وحفرة

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « القبر إمّا روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النار » (١).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة » (٢).

عزيزي القارئ ، قل لي بربّك : لماذا يتسابق المؤمنون والمسلمون للصلاة في الروضة ، حيث تجدها عامرة ، خصوصاً أيام الحج ؟

١ ـ هل وجدتم منّا على مرّ التاريخ من يزور قبر أبي رُغال الذي دلّ إبرهة الأشرم على الكعبة ؟

٢ ـ هل وجدتم من يزور قبر الوليد وعُتبة وأبي جهل وأبي سفيان ، ومعاوية ويزيد ؟

إنّهم رمز الكفر والنفاق ، ومن غير شكّ أنّ قبورهم حفر من النار ، تتجلى أعمالهم في قبورهم ، فتأبى النفوس الأبية إلّا أن تنفر من الوقوف عليها وعدم الترحم عليها.

هل وجدتم منّا من يزور قبور الجبابرة ، مثل فرعون ونمرود ، ومن عاث في الأرض الفساد ، ومن أهلك الحرث والنسل ؟

___________________________________

١ ـ كنز العمال : ١٥ / ٦٤١ ، الحديث ٤٢٥٢٩ ، ٤٢٨٠٢ ، ص : ١ ـ ٧ : عن علي عليه‌السلام.

٢ ـ كنز العمال : ١٢ / ٢٦٠ ، الحديث ٣٤٩٤٧. وجاء في صحيحي البخاري : ١ / ٢٠٧ ، ومسلم : ٩ / ١٣٧ الحديث ١٣٩٠ ، « بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ».

٤١

نحن نزور الرياض ونقف عليها ، لنشمّ منها عبق الرياحين ، ريح الحق والحقيقة ، رائحة التحرر والعدل.

نحن نزور الرياض لنتزوّد منها عبراً ودروساً ، لتّحيي فينا الأمل وترفع بنا إلى أن ننهج منهج اُولئك العظام الذين أبَوا إلّا نصرة الحق ، فخلّدهم التاريخ.

ولن نفكّر يوماً ما أن نجيز لأنفسنا زيارة الحجارة ، أو الحديد والمعادن ، أو العظام وهي رميم.

نحن حين نزور مرقد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، نجدّد العهد معه على أننا على العهد ماضون ، وبما جاء به من عند الحق مؤمنون...

وحينما نزور ضريح علي بن أبي طالب عليه‌السلام فلِعِلمنا بأنّه ابن عمّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وزوج ابنته فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين عليها‌السلام ، وأبو ولده وسبطيه سيدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وأنه ما فارق الحقَّ ، ولا الحقُّ فارقه ، منذ أن ولد في الكعبة واستشهد في محراب مسجد الكوفة ، ضَرَبَ بالسيف ذاباً عن الدين وعن رسول ربِّ العالمين حتى أتاه اليقين.

واجه الأعداء بالكلمة الطيبة والحكمة البالغة ناصحاً ، كما قارعهم بالسيف القاطع منتصراً ، حيث قتل صناديدهم ، ومزّق شملهم ، ونكّس رؤوسهم التي رأت الآيات والبراهين ، والمعجزات وكيف كانت تنزل الآيات ، ولكنّهم لم يؤمنوا طرفة عين أبداً.

٤٢

نزور هذا البطل الشجاع الذي ما إنهزم أمام الباطل يوماً ، وهو الضحاك إذا اشتدّت الحرب ، لكي ننهل من معينه الصافي الذي استقى من تلك العين الآنية عبراً ودروساً في الإيمان والصمود. طمعاً في مرضاة الله تعالى واُسوة.

نحن نزور علياً ؛ لأنّه كتاب اسمه الإسلام ، والقرآن الناطق نقرأ في صفحاته ما أراده الله تعالى وبعث به الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله.

نحن نزور قبر إبن أبي طالب عليه‌السلام ؛ لتصافح قلوبنا وأرواحنا تلك الأرواح التي حلّت وتحلّ بفِناء الله تعالىٰ شأنه.

إنّ هذا البحر الخضمّ لن تضمه هذه الروضة البهية ، ولكن تأبى أرواحنا إلّا أن تمرّ بروحه الطاهرة الأبية ، فنسلّم عليه ، ونستذكر ما كان عليه ، وما استُودع من العلوم والحكم والمواعظ ، ومن الأسرار الإلٰهية التي لا تزال خافيةً علينا ، عند مقولته : « سَلوني... » !!

وفي عقيدتنا أنّ زيارتنا له عند قبره الشريف كزيارتنا له في داره المتواضعة ، وجلسته على منبره وهو يصدع بالحكمة والموعظة الحسنة ، أو عند دكّة القضاء وهو يحكم بالعدل والإنصاف...

أو حين راية الحق ، راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا يعود بها إلّا منتصراً على الأعداء ، يملأ المؤمنين غبطةً ويزيدهم إقداماً ، نزوره عارفين بحقّه مُقِرِّين أنّه لم يسجد لغير الله تعالى ، وليس في روحه ونفسه رواسب الكفر والجاهلية ، متأسّين به ، كما تأسّىٰ هو برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٤٣

نزور علياً عليه‌السلام لنستذكر سيرة اُولئك الذين حاربوه بلباس الإسلام في قلوب الذئاب ، ثائرين لدماء الكفرة الفجرة في بدر وخيبر ، ونعاهد الله تعالى أننا على العهد باقون ، وإن دارت بنا الدوائر ، كاد لنا أبناء الرجال ، بأحابيلهم ومكائدهم ومفترياتهم.

نحن نزور القبور حتى نتذكر الموت والآخرة ، ولا نطغى ، كما هو حال الطغاة ممن يرموننا بعبادة القبور ، وحاشا لله أن نعبد سواه.

نحن في زيارتنا للقبور لا نريد أن تنقطع العلائق بيننا وبين أهل القبور ، لعلمنا أنّهم يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا (١) ، كما نحن نفرح بفرحهم ونحزن لحزنهم.

ونحن لا نقول كما قال قائلهم : « إنّ عصاي هذه خير من محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله » !!

ولا نجوّز لأنفسنا أن نقول كما قال قائلهم وهو يشير إلى قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعصاه : « أما آن لهذه الجيفة أن تُرفع » ؟!

لأنّها قلّة أدب ، ونوع من الجسارة اللا أخلاقية إلىٰ قدسية من عظّمه الله وشرّفه و كرّمه ، و ختم به الأنبياء والمرسلين ، وهذه الاستهانة ليست للنبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله فحسب ، وإنّما للإسلام وسائر الأنبياء والرسل والأولياء والصالحين و لمقدّسات جميع المسلمين ، ومن كانت هذه أخلاقه فماذا

___________________________________

١ ـ الخصال : ٦٩٥ ضمن الحديث ١٠ ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، عنه البحار ١٠ / ١١٤ ح ٧ ، و ج ٤٤ / ٢٨٧ ح ٢٦ ، و ج ٦٥ / ١٨ ذيل حديث ٢٤.

٤٤

ترجو من أتباعه غير الكفر والجريمة والاعتداء علىٰ الآخرين وقلّة الأدب ؟!

نحن نزور وليد الكعبة وشهيد المحراب ، لأنّه رمز الفداء حين شرى نفسه ، وباهى به الله ملائكته حين بات في فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعد أن قرر كفّار قريش قتله في فراشه ، فبعثت من كل قبيلة من يحمل سيفه ليضربوه ضربة رجل واحد ، فيتفرق دمه بين القبائل ، وتتخلص منه.

ولكن أب الله إلّا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ؛ فبات في فراشه من فداه بنفسه ولما انكشف الأمر ، كان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله قد نجا من كيد الكائدين.

فنزل قوله تعالى :

( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) (١).

نحن نزور علياً عليه‌السلام ، لأنّه كان صادق اللهجة وراسخ الإيمان ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، سليم السريرة ، معجزة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكاشف الكرب عن وجهه ، وبسيفه استقام الدين وانهزم الكفر.

هو البكّاء في المحراب ، والضحاك إذا اشتدّ الضراب...

نزوره فنستذكر الآيات : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ) (٢).

___________________________________

١ ـ البقرة : ٢٠٧.

٢ ـ آل عمران : ١٤٤.

٤٥

نعم ، إنّ هؤلاء الناكثينَ والمارقينَ والقاسطينَ المذكورين أعلاه هم اُولئك الذينَ طغوا في البلادِ ، فأكثروا فيها الفسادَ ، وسفكوا فيها الدماءَ ، وأبادوا الحرث والنسلَ ، والتاريخ شاخص للعيان...

نزورهُ تكريماً وتعظيماً ، لأنّه عظيمٌ من عظماء البشريةِ.

نزورُ علياً عليه‌السلام لأنّه : ١ ـ كان أقضى الناس بعد الرسول ، حيث قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أقضاكم عليّ » (١).

وكان أشجع النّاس.

٢ ـ قد ذكر عليه‌السلام الحكمة ، ثم ذكر العلّة ، وما سمعنا أنّه عليه‌السلام دعا إلى مبارزة قطّ ، وإنّما كان يُدعى هو بعينِهِ ، أو يدعو من يبارز ، فخرج إليهِ فقتله.

دعا بنو ربيعة بن عبد شمس بني هاشم إلى البراز يوم بدرٍ ، فخرج عليه‌السلام فقتل الوليد ، وإشترك هو وحمزة عليه‌السلام في قتل عُتبة ، ودعا طلحة بن أبي طلحة إلى البراز يوم اُحدٍ فخرج إليه فقتله ، ودعا مرحبٌ إلى البراز يوم خيبر فخرج إليه فقتلهُ.

فأمّا مبارزته يوم الخندق عمرو بن عبد ودّ فإنّها أجل من أن يقال : جليلة ، وأعظمُ من أن يقالُ : عظيمة ، وما هي إلّا ما قال شيخنا أبوالهذيل وقد سأله سائلٌ : أيَّما أعظم منزلةً عند الله عليٌّ أم أبوبكر ؟ فقال : يا بن أخي ، والله لمبارزةُ عليٍّ عليه‌السلام عَمراً يوم الخندق تعدل أعمال المهاجرين

___________________________________

١ ـ مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٤١.

٤٦

والأنصار وطاعاتهم كلها وتربى عليها ، فضلاً عن أبي بكر وحده.

وقد روي عن حُذيفة بن اليمان ما يناسب هذا ، بل ما هو أبلغ منه ما رواه قيس بن الربيع ، عن أبي هارون العبدي ، عن ربيعة بن مالك السعدي ، قال : أتيت حذيفة بن اليمان فقلت : يا أبا عبدالله ، إنّ الناس يتحدثون عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ومناقبه ، فيقول لهم أهل البصيرة : إنّكم لتفرطون في تقريظ هذا الرجل ، فهل أنت محدّثي بحديثٍ عنه أذكره للناس ؟ فقال : يا ربيعة ، وما الذي تسألني عن علي عليه‌السلام ؟ وما الذي اُحدّثك عنه ؟

والذي نفس حُذيفة بيده لو وُضِعَ جميع أعمال اُمّة محمدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله في كفّة ميزان منذ بعث الله تعالىٰ محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يوم الناس هذا ، ووضع عملٌ واحد من أعمال عليٍّ عليه‌السلام في الكفّة الاُخرى لرجح على أعمالهم كلّها ، فقال ربيعة : هذا المدحُ الذي لا يُقام له ولا يقعد ولا يحمل ، إنّي لاُظنّه إسرافاً يا أباعبدالله !

فقال حذيفة : يا لُكَع ، وكيف لا يُحمل ؟! وأين كان المسلمون يوم الخندق وقد عبر عليهم عمرو وأصحابه ؟! فملكهم الهلع والجزع ، ودعا إلى المبارزة فأحجموا عنه ، حتى برز إليه عليّ عليه‌السلام فقتله ! والذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجراً من أعمال اُمّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى هذا اليوم وإلى أن تقوم الساعة (١).

___________________________________

١ ـ راجع لمزيد الاطّلاع شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد : ١٩ / ٦٠ ـ ٦٢ ، أعيان الشيعة : ٤ / ٥٩٨.

٤٧

٣ ـ لأنّه مؤمن آل محمدٍ واُمّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« برز الإيمان كلُّه إلى الشرك كلِّه » (١).

٤ ـ أولى الناس بالناس ، وبمصالح الناس ، وكيف لا وهو كنفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟!

( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (٢).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « عليّ منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي » ، كما في ينابيع المودة وصحيح مسلم (٣).

نعم ، من « احتاجه الكلّ ، واستغنى عن الكلّ دليل على أنّه أفضل الكلّ بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ».

نزور علياً عليه‌السلام لأنّ الله تعالى نصّ عليه ، وقد اعترف ذوو الضمائر الحيّة من العلماء وغيرهم بذلك في مؤلّفاتهم.

___________________________________

١ ـ شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٨٥ ، و ١٩ / ٦٠ ـ ٦٢.

٢ ـ آل عمران / ٦١.

٣ ـ صحيح مسلم : ٢ / ٤٤٨ ، كتاب الفضائل ح ٣٠ / ٢٤٠٤ ، وينابيع المودّة : ١ / ٧١.

٤٨

الحِجْرُ

الحجرُ الذي تطوفون به !

الحجر الذي إذا دخل وقت الصلاة توجّهتم إليه !

الحجر الذي تزورونه ما هو إلّا قبر هاجر وإسماعيل عليهما‌السلام وسبعين نبياً (١) ! ...

أيّها القوم المتغافلون والمتفيقهون ، أليس الحجر من ضمن الطواف ؟!

وإذا طاف أحدكم بالبيت ولم يدخل الحجر في طوافه فطوافه باطلٌ ، وبالتالي حجه باطل ؟

فما بالكم تعيبون علينا زيارة القبور ؟!

لا بل ما بالكم تحكمون علينا بالكفر ، وتُحلّون ما حرّم الله تعالى عليكم منّا ، وأنتم تطوفون بالقبور ، وتشدّون الرحال إليها من كلّ فجٍّ عميق ؟!

لا تَنهَ عَنْ خُلُقٍ وتأتيَ مِثلَهُ

عارٌ عليكَ إذا فَعَلْتَ عظيمُ (٢)

والخلاصة في هذا المقام :

١ ـ إمّا أنّه لم يحجَّ أحد منكم ، لأنّه طاف بالقبور ، وزار القبور ، وصلّى إلى القبور !

ومن غير شكٍّ ولا شبهة أنّ زائر القبور عندكم : كافر ، والمصلّي إلى القبور كافر ، والمُسرج على القبور كافر ، والمسطّح للقبور كافر !! فابتدعتم

___________________________________

١ ـ مؤسسة العتبات المقدسة ، قسم مكّة : ٣٥.

٢ ـ راجع ديوان أبي الأسود الدُؤلي.

٤٩

حديثاً مفاده : « خير القبور الدَوارس » !

وها هو الحِجر على مرأى ومسمع منكم ومن المسلمين ؛ مسطّح يعلو عن الأرض أكثر من مترٍ ونصف المتر ارتفاعاً ، ومبنيّ بالحجارة ، وقد مضى عليه مئات السنين ، وهو السرّ الذي من أجله كان... وعليه المصابيح الكبيرة مسرجة ليل نهار.

٢ ـ وإمّا أنّ الأحاديث التي وردت في القبور عندكم باطلة ، و هي من الموضوعات المفتريات ، وكان الغرض منها الإيقاع بين المسلمين لتحقيق الأهداف الشيطانية.

واُرجح هذا ، فهل إلى الاتّعاض من سبيل ؟

فإلى كتاب الله تعالى ندعوكم...

وإلى سنّة نبيّه المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله...

أ ـ إن كنتم مؤمنين ، وللحق والحقيقة تنشدون :

( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) (١).

ب ـ ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) (٢).

ج ـ ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) (٣).

___________________________________

١ ـ البقرة : ١٢٥.

٢ ـ الحجّ : ٢٦.

٣ ـ الحجّ : ٢٩.

٥٠

زيارة القبور على ضوء الكتاب والسنّة

لقد أفتى علماء الإسلام وفقهاء الشريعة بجواز زيارة القبور ـ وخاصّة قبور الأنبياء عليهم‌السلام والصالحين ـ استناداً إلىٰ مجموعة من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ، وبالإضافة إلىٰ الجواز فإنّهم أفتوا باستحبابها وفضيلتها.

وقد منع ابن تيمية من زيارة قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وحرّمها مطلقاً مع شدّ الرحال وبدونه ، فضلاً عن زيارة غيره ، حكى ذلك عنه القسطلاني في إرشاد الساري ، وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظّم ، وقال : بل زعم حرمة السفر لها إجماعاً ، وأنّه لا تُقصر فيه الصلاة ، وسيأتي نقل كلامهما.

وبعض الوهّابيين حرّم شدّ الرحال إليها ، وحينئذٍ فيقع الكلام فيها في أصل مشروعيتها ، وشدّ الرحال إليها.

أصل مشروعية زيارة القبور :

وفيه مقامان :

المقام الأوّل : في زيارة قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وتدلّ على مشروعيتها أدلّة الشرع الأربعة :

٥١

الأوّل : الكتاب العزيز :

قوله تعالىٰ : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّـهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّـهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) (١) ، فإنّ الزيارة هي الحضور الذي هو عبارة عن المجيء إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سواء كان لطلب الاستغفار أو بدونه ، والتسليم لا يدخل في معناها ، وإذا ثبت رجحان ذلك في حال حياته ثبت بعد مماته ؛ لِما دلّ على حياته البرزخية وسماعه تسليم من يسلِّم عليه ، وعرض الأعمال عليه ، كما مرّ في المقدّمات.

قال السبكي فيما حكاه عنه السمهودي في وفاء الوفا (٢).

والعلماء فهموا من الآية العموم لحالَتَي الموت والحياة ، واستحبّوا لِمن أتىٰ القبر أن يتلوها ، قال : وحكاية الأعرابي في ذلك نقلها جماعة من الأئمّة عن العتبي ، واسمه محمّد بن عبيد الله بن عمرو ، أدرك ابن عيينة وروي عنه وهي مشهورة حكاها المصنّفنون في المناسك من جميع المذاهب ، واستحسنوها ورأوها من أدب الزائر.

وذكرها ابن عساكر في تاريخه ، وابن الجوزي في « مثير الغرام الساكن » وغيرهما بأسانيدهم إلىٰ محمّد بن حرب الهلالي ، قال : دخلت المدينة فأتيت قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فزرته وجلست بحذائه ، فجاء أعرابي فزاره ،

___________________________________

١ ـ سورة النساء : آية ٦٤.

٢ ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٤١١.

٥٢

ثم قال : يا خير الرسل ، إنّ الله أنزل عليك كتاباً صادقاً قال فيه : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) الآية ، إلىٰ آخر ما في فصل التوسّل ، ثمّ ذكر السمهودي هذه القصة بطريقين آخرين عن عليٍّ عليه‌السلام لا نطيل بذكرهما ، فليطلبهما من أرادهما.

والدليل الثاني من الكتاب العزيز هو : أنّ الله تعالى ينهى حبيبه محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الصلاة على جنازة المنافق والقيام على قبره ، فيقول سبحانه :

( وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ) (١)

فالآية تسعى لهدم شخصية المنافق ، وهزّ العصا في وجوه حزبه ونظائره ، والنهي عن هذين الأمرين بالنسبة للمنافق و بيان انّ هذين من خصائص المؤمنين وليس للمنافقين.

والآن يجب أن ننظر في قوله تعالىٰ : ( وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ) ما معناه ؟

هل المعنى هو القيام وقت الدفن فقط حيث لا يجوز ذلك للمنافق و يستحبّ للمؤمن ، أو المعنى أعمّ من وقت الدفن و غيره ؟

الجواب : نظر بعض المفسّرين إلىٰ الآية نظرة ضيّقة فقال بالقول الأوّل ، ولكنّ البعض الآخر ـ كالبيضاوي وغيره ـ نظروا إليها نظرة واسعة فقالوا : إنّ النهي في ( وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ) هو عن الدفن والزيارة. والتدقيق

___________________________________

١ ـ التوبة : ٨٤.

٥٣

وإمعان النظر في الآية الكريمة يسوقنا إلىٰ هذا المعنى الأعم ، وذلك لأنّ الآية تتشكّل من جملتين :

الاُولىٰ : ( لَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا ).

إنّ لفظة « أحَدٍ » بحكم ورودها في سياق النفي تفيد العموم والاستغراق لجميع الأفراد ، ولفظة « أبداً » تفيد الاستغراق الزمني ، فيكون معناها : لا تُصلّ علىٰ أحدٍ من المنافقين في أي وقت كان.

فمع الانتباه إلىٰ هذين اللفظين نعرف ـ بوضوح ـ أنّ المراد من النهي عن الصلاة علىٰ الميّت المنافق ليس خصوص الصلاة على الميّت عند الدفن فقط ، لأنّها ليست قابلة للتكرار في أزمنة متعدّدة ، ولو اُريد ذلك لم تكن هناك حاجة إلىٰ لفظة « أبداً » بل المراد من الصلاة في الآية مطلق الدعاء والترحّم سواء أكان عند الدفن أم بعده.

فإنّ قال قائل : إنّ لفظة « أبداً » تأكيد للاستغراق الأفرادي لا الزماني.

فالجواب بوجهين.

الأوّل : أنّ لفظة « أحدٍ » أفادت الاستغفراق والشمول لجميع المنافقين.

والثاني : أنّ لفظة « أبداً » تُستعمل في اللغة العربية للاستغراق الزّماني ، كما في قوله تعالى : ( ... وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا... ) (١)

فالنتيجة : أنّ المقصود هو النهي عن الترحّم على المنافق وعن الاستغفار له ، سواء كان بالصلاة عليه أو بغيرها ، وسواء كان حين الدفن أم

___________________________________

١ ـ الأحزاب : ٥٣.

٥٤

بعده.

الثانية : ( لَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ).

إنّ مفهوم هذه الجملة ـ مع الانتباه إلىٰ أنّها معطوفة على الجملة السابقة ـ هو : لا تقم على قبر أحدٍ منهم أبداً ؛ لأنّ كلّ ما ثبت للمعطوف عليه من القيد ـ أعني « أبداً » ـ يثبّت للمعطوف أيضاً ، ففي هذه الحالة لا يمكن القول بأنّ المقصود من القيام علىٰ القبر هو وقت الدفن فقط ؛ لأنّ المفروض عدم إمكان تكرار القيام علىٰ القبر وقت الدفن ، ولفظة « أبداً » المقدَّرة في هذه الجملة الثانية تفيد إمكانية تكرار هذا العمل ، فهذا يدلّ علىٰ أنّ القيام علىٰ القبر لا يختصّ بوقت الدفن ، بل يعمّه وغيره ، فهو حرام في حقّ المنافق و جائز في حقّ المؤمن.

فيكون معنى الآية الكريمة : أنّ الله تعالى ينهى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عن مطلق الاستغفار والترحّم على المنافق ، سواء كان بالصلاة أم مطلق الدعاء ، وينهى عن مطلق القيام على القبر ، سواء كان عند الدفن أم بعده.

ومفهوم ذلك هو : أنّ هذين الأمرين يجوزان للمؤمن.

وبهذا ثبت أنّ جواز زيارة قبر المؤمن ، وجواز الصلاة والدعاء على روحه حتىٰ بعد مئات السنين.

٥٥

الثاني : السنّة النبويّة :

يستفاد من الأحاديث الشريفة ـ الّتي رواها أصحاب الصحاح والسُّنن ـ أنَّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن زيارة القبور نهياً مؤقّتاً لأسباب خاصّة ، ثمّ رفع النهي ورغّب في الزيارة.

ولعلّ علّة النهي المؤقّت هي أنّ الأموات كانوا مشركين وعبدة للأصنام ، وقد قطع الإسلام كلّ العلاقات مع الشرك وأهله ، فنهي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عن زيارة الأموات (١).

ويحتمل أن تكون العلّة شيئاً آخر ، وهو أنّ المسلمين كانوا حديثي العهد بالإسلام ، فكانوا ينوحون عل قبور موتاهم نياحة باطلة تُخرجهم عن نطاق الشريعة ، ولمّا تمركز الإسلام في قلوبهم وأَنِسُوا بالشريعة والأحكام ألغىٰ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بأمر الله تعالى النهي عن زيارة القبور ، لما فيها من الآثار الحسنة والنتائج الطيّبة ، والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة ، نقلها السمهودي في وفاء الوفا (٢) ، ونقلها غيره ، ونحن ننقلها منه ، وربّما نترك بعض أسانيدها ، وقد تكلّم هو علىٰ أسانيدها بما فيه كفاية ، ولهذا روىٰ اصحاب الصحاح والسنن عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإليك منها ما يلي :

___________________________________

١ ـ ويؤيّد هذا الإحتمال : ما كان يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله عند زيارته لأهل القبور : « دار قوم مؤمنين » ، كما سيأتي تفصيله.

٢ ـ وفاء الوفاء : ٢ / ٣٩٤ ـ ٤٠٢.

٥٦

١ ـ الدارقطني في السنن وغيرها ، والبيهقي ، وغيرهما بالأسانيد من طريق موسى بن هلال العبدي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من زار قبري وجبت له شفاعتي ».

٢ ـ البزّاز من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري ، عن عبد الرحمن بن زيد ، عن ابيه ، عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من زار قبري حلّت له شفاعتي ».

٣ ـ الطبراني في الكبير والأوسط والدارقطني في أماليه ، وأبوبكر بن المقرئ في معجمه من رواية مسلمة بن سالم الجهني ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن سالم ، عن ابن عمر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من جاءني زائراً لا تحمله حاجة إلّا زيارتي كان حقّاً عليَّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة ».

قال : والذي في معجم ابن المقرئ :

« من جاءني زائراً كان له حقّاً على الله عزّ وجلّ (١) أن أكون له شفيعاً يوم القيامة ».

قال : وأورد الحافظ ابن السكن هذا الحديث في باب ثواب من زار قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من كتابه السنن الصحاح المأثورة ، ومقتضى ما شرطه في خطبته أن يكون هذا الحديث ممّا اُجمع على صحته. انتهى. وهو بإطلاقه

___________________________________

١ ـ فيه ثبوت الحق للعبد على الله عز وجل الذي أنكره الوهابية.

٥٧

شامل للزيارة في الحياة وبعد الموت.

٤ ـ الدارقطني والطبراني في الكبير والأوسط وغيرهما من طريق حفص بن داود القاري ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عمر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من حجّ فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي ».

قال ورواه ابن الجوزي في : « مثير الغرام الساكن » بسنده ، وزاد : « وصحبني ».

ورواه ابن عدي في كامله بسنده بهذه الزيادة. ورواه أبو يعلى بسنده بدون الزيادة ، وفي بعض الروايات :

« من حجّ فزارني في حياتي ».

ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق عائشة بنت يونس امرأة الليث ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« من زار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي ».

أقول : ورواه بلفظه الأوّل السيوطي في الجامع الصغير عن أحمد في مسنده وأبي داود والترمذي والنسائي عن الحارث.

٥ ـ ابن عدي في الكامل من طريق محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن جدّه ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من حجّ البيت ولم يزرني فقد جفاني ».

٥٨

قال السبكي : وذكر ابن الجوزي له في الموضوعات سرف منه.

٦ ـ الدارقطني في السنن من طريق موسى بن هارون ، عن محمّد بن الحسن الجيلي ، عن عبدالرحمن بن المبارك ، عن عون بن موس ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من زارني إلى المدينة كنت له شهيداً وشفيعاً ».

٧ ـ أبو داود الطيالسي : عن سوار بن ميمون أبي الجرّاح العبدي ، عن رجل من آل عمر ، عن عمر : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « من زار قبري ـ أو قال : من زارني ـ كنت له شفيعاً أو شهيداً... » الحديث.

٨ ـ أبو جعفر العقيلي من رواية سوار بن ميمون ، عن رجل من آل الخطّاب ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من زارني متعمّداً كان في جواري يوم القيامة... » الحديث.

٩ ـ الدارقطني وغيره من طريق هارون بن قزعة ، عن رجل من آل حاطب ، عن حاطب : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من زارني بعد موتي فكأنّما زارني في حياتي... » الحديث.

١٠ ـ أبو الفتح الأزدي ، من طريق عمّار بن محمّد ، عن خاله سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبدالله : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من حجّ حجّة الإسلام وزار قبري وغزا غزوة وصلّى في بيت المقدس لم يسأله الله عزّ وجلّ فيما افترض عليه ».

١١ ـ أبو الفتوح بسنده من طريق خالد بن يزيد ، عن عبدالله بن عمر

٥٩

العمري ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من زارني بعد موتي فكأنّما زارني وأنا حيّ ، ومن زارني كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة ».

١٢ ـ ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن أبي فديك ، عن سليمان ابن يزيد الكعبي ، عن أنس بن مالك : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

« من زارني بالمدينة كنت له شفيعاً وشهيداً يوم القيامة ». وفي رواية :

« كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة ».

ورواه البيهقي بهذا الطريق ، ولفظه « من زارني محتسباً إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة ».

١٣ ـ ابن النجّار في : « أخبار المدينة » بسنده ، عن أنس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من زارني ميتاً فكأنّما زارني حيّاً ، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة ، وما من أحدٍ من اُمّتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر ».

١٤ ـ أبو جعفر العقيلي بسنده ، عن ابن عباس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي ، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيداً ، أو قال : شفيعاً ».

١٥ ـ بعض الحفّاظ في زمن ابن مندة بسنده ، عن ابن عباس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من حجّ إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كُتِبت له حجّتان مبرورتان ». قال : والحديث في مسند الفردوس.

١٦ ـ يحيى بن الحسن بن جعفر الحسيني في « أخبار المدينة » بسنده ، عن عليٍّ عليه‌السلام : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من زار قبري بعد موتي فكأنّما زارني

٦٠