نافذة على زيارة القبور

السيّد فاروق الموسوي

نافذة على زيارة القبور

المؤلف:

السيّد فاروق الموسوي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات دار العلم آية الله بهبهاني
المطبعة: البهبهاني
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-8300-11-6
الصفحات: ٢٧٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

والحال :

إمّا أن يكون الحديث صحيحاً وليس موضوعاً ، ورجاله ثقات ، فالصلاة جائزة إلى القبور ولا إشكال في ذلك.

وإمّا أن يكون الحديث موضوعاً ؛ فالصلاة إلى القبور باطلة ، ولا حَجَّ في الصلاة الباطلة.

وجاء في باب ( ما يقول إذا زار القبور أو مر بها ) : حدثنا القعنبي ، عن مالك ، عن العلاء بن عبد الرحمٰن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج إلى المقبرة فقال : « السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين ، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون » (١).

ما جاء في سنن ابن ماجة :

ما جاء في زيارة القبور : حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة ، ثنا محمد بن عبيد ، عن يزيد بن كيان عن حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « زوروا القبور ، فإنّها تذكّركم الآخرة » (٢).

وفيه أيضاً : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا روح ، ثنا بسطام بن مسلم قال ، سمعت أبا التياح قال : سمعت ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رخّص في زيارة القبور (٣).

___________________________________

١ ـ سنن أبي داود : ٣ / ١٢١٩ ، الحديث ٣٢٣٧.

٢ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٥٠٠ / ١٥٦٩.

٣ ـ المصدر السابق : ٥٠١ / ١٥٧٠.

١٨١

وفيه كذلك : حدثنا يونس بن عبيد الأعلى ، ثنا ابن وهب ، أنبأنا ابن جريح ، عن أيوب بن هاني ، عن مسروق بن الأجدع ، عن ابن مسعود : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

« كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها فإنّها تزهّد في الدنيا ، وتذكّر الآخرة » (١).

« زوروا القبور » أمر لا يقبل التأويل ، وفي الثاني : رخّص في زيارة القبور ، وفي الثالث : كان قد نهى عن زيارة القبور ، ثم أمر ، لأنّها تزهّد في الدنيا ، وتذكّر الآخرة.

تلك نصوص صريحة ، وصحيحة ، وبأسانيد حسنة ، رجالها ثقات ، وباقي رجالها على شرط مسلم.

وهل بعد الحقّ إلّا الضلال ؟

وهل بعد المعروف إلّا المنكر ؟

فأنتم بحكم هذه الأحاديث محكومون بأن لا حرمة في زيارة القبور ، ولا شيء من هذا القبيل يوجب التكفير والإخراج من ربقة الإسلام ، وأنتم بنهيكم تقطعون الصلة بأصحاب القبور ، وتندرس القبور وتندرس سيرة أصحابها ، ولكن أبىٰ الله تعالىٰ إلّا أن يتمّ نوره ، فهذا قبر اُمّنا حواء عليها‌السلام وهي صفحة من صفحات التاريخ ، هذا قبر آدم ونوح وهود وصالح عليهما‌السلام ، وبقيّة الأنبياء شاخصة هي الاُخرى صفحة من صفحات التاريخ.

___________________________________

١ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٥٠٠ ـ ٥٠١ / ١٥٧١.

١٨٢

أمّا تكفيركم لاُمّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ولأبيه فهذه زلّة كبيرة ، فهما عليهم‌السلام كانا على الحنيفية ، بل كان جميع آبائه موحّدين حيث كان صلى‌الله‌عليه‌وآله نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة.

والعجيب أنّ أصحاب الصحاح ينقلون أحاديث في حال السقط وأنّه يقال له :

« أدخل أبويك الجنّة ، فيجرّهما بسرره حتى يدخلهما الجنّة » ، وغير هذه الألفاظ التي وردت.

وسيد الأنبياء والمرسلين وحبيب ربّ العالمين صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يجرّ والديه إلى الجنّة لأنّهما كافران بحكمكم !!

وإنّ ما ورد في الحديث : « إنّ المؤمن يشفَّع في مثل مُضر وربيعة » ، عجباً !

ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يشفّع في والديه !

ولهذا الأمر كان موقفكم من الشفاعة !

فللّٰه درّكم ما بالكم كيف تحكمون ؟

ما جاء في سنن الترمذي :

جاء في سنن الترمذي الجامع الصحيح : حدثنا محمد بن بشار ومحمود بن غيلانة والحسن بن عليّ الخلّال ، قالوا : حدثنا عاصم النبيل ، حدثنا سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

١٨٣

« قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فقد اُذن لمحمد في زيارة قبر اُمّه ، فزوروها ، فإنّها تذكّر الآخرة ».

قال : وفي الباب ، عن أبي سعيد وإبن مسعود وأنس وأبي هريرة واُمّ سلمة قال أبو عيسى : حديث بريدة حديث حسن صحيح.

والعمل على هذا عند أهل العلم ، لا يرون بزيارة القبور بأساً.

وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق (١).

نعم ، فقد اُذن لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في زيارة قبر اُمّه !

إن كنتم تدّعون أنّه من أبوين مشركَين بالله تعالى فلِمَ الإذن بالزيارة ؟!

إنّ في الزيارة دعاءً وطلب استغفار ، وتصدّقاً وقراءات...

إنّ الولد الصالح الذي جاء في الحديث : هو النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أبعد الإذن يرد عمله فيهما ؟ كلّا ! وهو حبيب الله حاشا لله ! ثم جاء الأمر : فزوروها ، ولم يستثنِ ، لأنّها تذكّر بالآخرة.

فأبو سعيد ، وابن مسعود ، وأنس ، وأبو هريرة ، واُمّ سلمة ( وهي من أمّهات المؤمنين ) ثم أهل العلم ، هؤلاء جميعاً لا يرون لزيارة القبور بأساً ، وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق.

ألا تكفي هذه الشهادة والفتوى من أهل العلم ؟

وجاء في الخبر : حدّثنا الحسين بن حريث ، حدّثنا عيسى بن يونس ، عن ابن جريج ، عن عبدالله بن أبي مليكة ، قال : توفّي عبد الرحمٰن بن أبي بكر بحبشي. قال : فحُمل إلى مكة فدُفن فيها.

___________________________________

١ ـ سنن الترمذي ، الحديث ٣ / ٣٧٠ ح ١٠٥٤ ، ط دار أحياء التراث العربي ، بيروت.

١٨٤

فلمّا قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقالت :

وكنّا كَنَدمَانَي جَذيمةَ حِقبةً

من الدهر حتى قيل : لن يتصَدعا

فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالكاً

لطول اجتماعٍ ، لم نَبِتْ ليلةً مَعَا

ثم قالت : واللهِ لو حضرتُكَ ما دفنت إلّا حيث متّ ، ولو شهدتك ما زرتك (١).

« ... أين كنتِ ؟ قالت : عند قبر أخي عبد الرحمن ، فقال : ألم ينهَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن زيارة القبور ؟! فقالت : ثم أمر ».

فإمّا : أن يكون شيخ الإسلام الغزالي قد اشتبه ، وإمّا أن يكون الترمذي قد اشتبه ، وكلاهما واحد ! لأنّهما اجتهدا في أن يأتيا بالحديث هكذا ، فأخطأ أحدهما واشتبه الآخر ، ثم أمر.

فعائشة تزور قبر أخيها عبد الرحمن ولكنّها تقول : لو شهدتك ما زرتك.

فهي الاُخرى اجتهدت : « ولو شهدتك ما زرتك » مع أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقولها : « ثم أمر ».

فتأمّل الحديث :

حدثنا قتيبة ، حدثنا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن

___________________________________

١ ـ إحياء علوم الدين : ٤ / ٤٨٤ ، سنن الترمذي : ٣ / ٣٧١ ح ١٠٥٥.

١٨٥

أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لعن زوّارات القبور » (١).

هذا في حالة حلّيّة الزيارة بعد الترخيص يكون الأمر خلاف ذلك ، ومهما يكن من أمرٍ فإنّ زيارة القبور مرخّص ومأمور بها بعد النهي.

فعلامَ هذه الضجّة الكبرى ؟!

وعلامَ هذا التكفير لمن يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله ؟!

ما جاء في سنن النسائي :

وتأمّل عزيزي القارئ الكريم سنن النسائي ، وحكم زيارة القبور (٢) :

أخبرني محمد بن آدم ، عن ابن فضيل ، عن أبي سنان ، عن محارب بن دثار ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ».

و« نهيتكم عن زيارة القبور ، فمن أراد أن يزور فليزُر ، ولا تقولوا هجراً ».

إنّ مثل هذا الحديث قد تكرّر وأصبح في عداد المتواتر ، وما إيرادي له إلّا لأنّه في سنن النسائي وإكمالاً للحجة.

هذه صحاح القوم زاخرة بمثل هذا الحديث ، ومع هذا يكفِّرون من يزور القبور ، وهو خلاف ما ذكره أصحاب الصحاح ورجال الحديث !

___________________________________

١ ـ سنن الترمذي : ٣ / ٣٧١ ح ١٠٥٦.

٢ ـ سنن النسائي بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشية الإمام السندي : ٤ / ٨٩.

١٨٦

مع الغدير الذي لا ينضب

جاء في كتاب الغدير (١) للعلامة الشيخ أحمد الأميني النجفي رحمه‌الله زيارة مشاهد العترة الطاهرة والدعاء عندها ، والصلاة فيها ، والتوسل والتبرك بها :

قد جرت السيرة المطّردة في صدر الإسلام منذ عصر الصحابة الأوّلين والتابعين لهم بإحسان على زيارة قبور ضمنت في كنفها : إمّا نبيّاً مرسلاً ، أو إماماً طاهراً ، أو ولياً صالحاً ، أو عظيماً من عظماء الدين ، وفي مقدّمتها قبر النبيّ الأقدس صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وكانت الصلاة لديها ، والدعاء عندها ، والتبرك والتوسل بها إلى الله ، وابتغاء الزلفة لديه بإتيان تلك المشاهد من المتسالم عليه بين فرق المسلمين ، من دون أي نكير من آحادهم ، وأي غميزة من أحد منهم على اختلاف مذاهبهم.

حتى ولد الدهر ابن تيمية الحرّاني فجاء كالمغمور مستهتراً يهذي ولا يبالي فترة ، وأنكر تلكم السنّة الجارية ، سنّة الله التي لا تبديل لها ، ولن تجد لسنّة الله تحويلاً ، وخالف هاتيك السيرة المتّبعة ، وشذّ عن تلكم الآداب الإسلامية الحميدة ، وشدّد النكير عليها بلسانٍ بذيء ، وبيان تافه ، ووجوه خارجة عن نطاق العقل السليم ، بعيداً عن : أدب العلم ، أدب الدين ، أدب الكتابة ، أدب العفّة ، وأفتى بحرمة شدّ الرحال لزيارة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعَدّ السفر لأجل ذلك سفر معصية لا تقصر فيه الصلاة ، فخالفه أعلام عصره

___________________________________

١ ـ الغدير : ٥ / ١٣٣ ـ ١٣٥.

١٨٧

ورجالات قومه ، فقابلوه بالطعن والردّ الشديد ، فأفرد هذا بالوقيعة عليه تأليفاً حافلاً « كشف السقام في زيارة خير الأنام » لتقي الدين السبكي ، و« الدرّة المضيّة في الردّ على ابن تيمية » للسبكي أيضاً ، و« المقالة المرضية » لقاضي قضاة المالكية تقي الدين أبي عبدالله الإخنائي ، و« نجم المهتدي ورجم المقتدي » للفخر بن المعلّم القرشي ، و« دفع الشبهة » لتقي الدين الحصني ، و« التحفة المختارة في الردّ على منكر الزيارة » لتاج الدين الفاكهاني المتوفّىٰ ( ٨٣٤ هـ ) وتأليف بن عبدالله محمد بن عبد المجيد القاسي المتوفّىٰ ( ١٢٢٩ هـ ).

وجاء بعد ذلك من يزيّف آراءه ومعتقداته في طيّ تآليفه القيّمة « كالصواعق الإلهية في الردّ على الوهّابية » للشيخ سليمان بن عبد الوهاب في الردّ على أخيه محمد بن عبد الوهاب النجدي ، وتلاه « الفتاوى الحديثية » لإبن حجر ، و« المواهب اللدنّية » للقسطلاني ، و« شرح المواهب » للزرقاني ، وكتب اُخرى كثيرة ، وهناك ثالث يترجمه بعُجره وبُجره ، ويعرفه للملأ ببدعه وضلالاته.

وقد أصدر الشاميون فتياً ، وكتب عليها البرهان بن الفركاخ الفزاري نحو أربعين سطراً بأشياء ، إلى أن قال بتكفيره ، ووافقه على ذلك الشهاب ابن جهبل ، وكتب تحت خطّه كذلك المالكي ، ثم عرضت الفتيا لقاضي قضاة الشافعية بمصر البدر بن جماعة ، فكتب على ظاهر الفتوى :

الحمد لله ، هذا المنقول باطنها جواب على السؤال عن قوله : إنّ زيارة الأنبياء والصالحين بدعة ، وما ذكره من نحو ذلك ومن أنّه لا يرخّص بالسفر لزيارة الأنبياء باطل مردود عليه ، وقد نقل جماعة من العلماء أنّ

١٨٨

زيارة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فضيلة وسنّة مجمع عليها ، وهذا المفتي المذكور ـ يعني ابن تيمية ـ ينبغي أن يزجر من مثل هذه الفتاوى الباطلة عند أئمة العلماء ، ويمنع من الفتاوى القريبة ، ويحبس إذا لم يمتنع من ذلك ، ويشهَّر أمره ليتحفّظ الناس من الاقتداء به.

وكتبه محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي.

وكذلك يقول محمد بن الجريري الأنصاري الحنفي : لكن يحبس الآن جزماً مطلقاً.

وكذلك يقول محمد بن أبي بكر المالكي : ويبالغ في زجره حسب ما تندفع تلك المفسدة وغيرها من المفاسد.

وكذلك يقول أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي : راجع دفع الشبهة « ٤٥ ـ ٤٧ ». وهؤلاء الأربعة هم قضاة المذاهب الأربعة بمصر أيام تلك الفتنة في سنة (٧٢٦) (١).

أخي في الإسلام ، أيها القارئ العزيز :

الآن عرفت حقيقة الأمر ، وكيف أفتى قضاة المذاهب بما جاء بفتوى ابن تيمية ، فلا تكن ظالماً لنفسك ولغيرك ، وأعرض عن فكرة طعن زوّار القبور ، فإنّ أهل الإسلام لا يرون في زيارة القبور بأساً ، بل حثّ وأمر ، كما مرّ بنا سلفاً.

فراجع ما بعده ، فإنّ ماء الغدير نافع ، وإنّ على ضفاف الغدير أمر عظيم ، يفوتنّك ، فإنّ غداً لناظره قريب ، فأين الآباء والأجداد ؟ وأين المؤالف والمخالف ؟

___________________________________

١ ـ راجع تكملة السيف الصقيل للشيخ محمد زاهد الكوثري : ١٥٥.

١٨٩

فالكلّ شاخص بين يدي ربه ، بعد أن يزور القبر ، ويُسأَل فيه عمّا كسبت يداه ، ولفظ لسانه ، وجرى لسنانه وجوارحه ، وجنانه ، فإلى أين المفرّ ؟ ومن أين المهرَب ؟

فالقبر صندوق العمل ، وما سهل فيه من القيامة استقرّ.

وقد ذكر صاحب الغدير شطراً من الأحاديث التي وردت في الصحاح المسندة في باب زيارة قبر النبيّ الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله نذكر منها :

الأوّل : عن عبدالله بن عمر مرفوعاً : « من زار قبري وجبت له شفاعتي ».

أخرجته اُمّة من الحفّاظ وأئمة الحديث ، منهم :

١ ـ عبيد بن محمد أبو محمد الورّاق النيسابوري المتوفّىٰ ( ٢٢٥ هـ ).

٢ ـ إبن أبي الدنيا أبوبكر عبدالله بن محمد القرشي المتوفّىٰ ( ٢٨١ هـ ).

٣ ـ الدولابي أبو بشر محمد الرازي المتوفّىٰ (٣١٠) ، في « الكنى والأسماء » ٢ / ٢٦٤.

٤ ـ محمد بن إسحاق ، أبوبكر النيسابوري المتوفّىٰ (٣١١) ، الشهير بابن خزيمة ، أخرجه في صحيحه.

٥ ـ الحافظ محمد بن عمرو أبو جعفر العقيلي المتوفّىٰ (٣٢٢) ، في كتابه : « الضعفاء الكبير » : ٤ / ١٧٠ ، رقم ١٧٤٤.

٦ ـ الحافظ أبو أحمد بن عدي المتوفّىٰ (٣٦٥) ، في الكامل « الكامل في ضعفاء الرجال » : ٦ / ٣٥١ ، رقم ١٨٣٤.

٧ ـ الحافظ أبو الحسن عليّ بن عمر الدارقطني المتوفّىٰ (٣٨٥) ، في سننه « سنن الدارقطني » : ٢ / ٢٧٨ ، ج ١٩٤.

١٩٠

٨ ـ أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي المتوفّىٰ (٤٥٠) ، في « الأحكام السلطانية » ٢ / ١٠٩.

٩ ـ الحافظ أبو القاسم عليّ بن عساكر المتوفّىٰ (٥٧١) ، في تاريخه في باب من زار قبره صلى‌الله‌عليه‌وآله : « مختصر تاريخ دمشق » : ٢ ٤٠٦.

١٠ ـ الحافظ أبوبكر البيهقي المتوفّىٰ (٤٥٨) ، في السنن وغيره : « السنن الكبرى » : ٥ / ٢٤٥.

١١ ـ الحافظ إبن الديبع أبو محمد الشيباني المتوفّىٰ (٩٤٤) ، في « تمييز الطيّب من الخبيث » : ١٨٤ / ١٣٩٥.

١٢ ـ زين الدين عبد الرؤوف المنّاوي المتوفّىٰ (١٠٣١) ، في « كنوز الحقائق » : ١٤١ ، وشرح الجامع الصغير للسيوطي : ٦ / ١٤٠.

الثاني : عن عبدالله بن عمر مرفوعاً : « من جاءني زائراً لا تحمله إلّا زيارتي كان حقاً عليَّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة ».

وفي لفظ : « لا تحمله إلّا زيارتي » :

وفي آخر : « لم تنزعه حاجة إلّا زيارتي ».

وفي رابع : « لا ينزعه إلّا زيارتي كان حقاً على الله عزّ وجلّ ».

وفي خامس للغزالي : « لا يهمّه إلّا زيارتي » ، أخرجه جمع من الحفّاظ لا يستهان بهم وبعدّتهم ، منهم (١) :

١ ـ الحافظ الطبراني أبو القاسم المتوفّىٰ (٣٦٠) ، أخرجه في معجمه

___________________________________

١ ـ المعجم الكبير : ١٢ / ٢٢٥ ، ح ١٣١٤٩ ، إحياء علوم الدين : ١ / ٢٣١ ، مختصر تاريخ دمشق : ٢ / ٤٠٦ ، شفاء السقام : ١٦ ـ ٢٠ ، وفاء الوفا : ٤ / ١٣٤٠ ، المواهب اللدنّية : ٤ / ٥٧١ ، مُغني المحتاج : ١ / ٥١٢.

١٩١

الكبير.

٢ ـ الحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفّىٰ (٣٨٥) ، أخرجه في أماليه.

٣ ـ الحافظ ابن عساكر المتوفّىٰ (٥٧١) ، صاحب « تاريخ الشام ».

٤ ـ الحافظ يحيى بن علي القرشي الاُموي المالكي ، المتوفّىٰ (٦٢٢).

٥ ـ تقيّ الدين السبكيّ الشافعيّ المتوفّىٰ (٧٥٦) ، فَصَّل القول في طرق هذا الحديث ، وأخرجه من طرقٍ شتّىٰ ، وصحّحه في « شفاء السقام » : ١٣ ـ ١٦.

الثالث : عن عبدالله بن عمر مرفوعاً : « من حجّ فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي ».

وفي غير واحدٍ من طرقه زيادة : « وصحبني ».

أخرجه جمع من الحفّاظ ، منهم (١) :

١ ـ الحافظ عبد الرزاق أبوبكر الصنعاني المتوفّىٰ (٢١١).

٢ ـ الحافظ أبو العباس الحسن بن سفيان الشيباني المتوفّىٰ (٣٠٣).

٣ ـ الحافظ أبو أحمد بن عدي المتوفّىٰ (٣٦٥) ، في الكامل.

٤ ـ الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفّىٰ (٩١١) ، في الجامع الكبير كما في ترتيبه : ٨ / ٩٩.

٥ ـ قاضي القضاة شهاب الدين الخفاجي الحنفي ، المتوفّىٰ ( ١٠٦٩ )

___________________________________

١ ـ المعجم الكبير : ١٢ / ٣١٠ / ١٣٤٩٧ ، الكامل في ضعفاء الرجال : ٢ / ٣٨٢ ، رقم ٥٠٥ ، سنن الدارقطني : ٢ / ٢٧٨ ، ح ١٩٢ ، مختصر تاريخ دمشق : ٢ / ٤٠٦ ، الدرّة الثمينة : ٣٩٧ ، مشكاة المصابيح : ٢ / ١٢٨ / ٢٧٥٦ ، شفاء السقام : ٢٠ ـ ٢٧ ، الروض الفائق : ٣٨٠ ، وفاء الوفا : ٤ / ١٣٤٠ ، كنز العمال : ١٥ / ٦٥١ / ٤٢٥٨٢ ، نسيم الرياض : ٣ / ٥١١ ، نيل الأوطار : ٥ / ١٠٨.

١٩٢

في « شرح الشفا » للقاضي عياض : ٣ / ٥٦٧.

أخي القارئ العزيز :

أنت ترى هؤلاء الحفّاظ هم من عليّة العلماء ، ومن ذوي المؤلّفات القيّمة والمعتبرة ، وهم جميعاً من إخواننا ، ومن الصعب بمكان أن يوجَّه إليهم إصبع الاتّهام ؛ إذ لا مصلحة لهم في إيراد مثل هذه الأحاديث غير تثبيت الحق والتعريف بالحقيقة ليس إلّا ، أمّا أن يكون هناك من توسوس له النفس الأمّارة بالسوء على الوضع والحذف والتغيير ، فهذا ما لا اعتبار له ، وإنّ علماء الحديث والرجال ما تركوا شاردةً ولا واردةً في هذا الباب إلّا ورصدوها ، ونحن لا نقول كما قال الذهبي وهو يترجم أحد رجال الحديث بقوله : كان من رجال الصحاح ، وكان ثقة ، وكان صدوقاً ، وكان متديناً عفَّاً ورعاً ، يصوم النهار ويقوم الليل ، صادق اللسان ، ولكن يطرح قوله لأنّه شيعي (١).

الرابع : عن عبدالله بن عمر مرفوعاً : « من حجّ البيت ولم يزرني فقد جفاني ».

أخرجه جمع ، منهم :

١ ـ الحافظ أبو حاتم محمد بن حبّان التميمي البستي ، المتوفّىٰ (٣٥٤) ، في الضعفاء.

٢ ـ الحافظ الدارقطني المتوفّىٰ (٣٥٨) في كتابه « أحاديث مالك التي ليست في الموطّأ ».

___________________________________

١ ـ من محاضرات الشيخ أحمد الوائلي رحمه‌الله.

١٩٣

٣ ـ السيد نور الدين السمهودي (١) المتوفّىٰ (٩١١) ، في « وفاء الوفا » : ٢ / ٣٩٨.

٤ ـ أبو العباس شهاب الدين القسطلاني (٢) المتوفّىٰ (١١٦٢) ، في « المواهب اللدنّية » ، نقلاً عن ابن عدي ، وإبن حبّان ، والدارقطني.

٥ ـ الشيخ محمد الشوكاني المتوفّىٰ (١٢٥٠) ، في « نيل الأوطار » : ٤ / ٣٢٥.

عزيزي القارئ :

إقرع الحجّةَ بالحجّةِ ، والدليلَ بالدليلِ ، ولا تستسلم للنفس الأمّارة بالسوء ، ولا تتعصّب إلّا للحقّ وبالحقّ ، تجد راحةً في النفس واطمئناناً ، ودَعِ التعصّب للتعصّب ، ولا تجتهد مع النصّ فتكن من الظالمين.

نحن بأمسّ الحاجة إلى الاعتصام بحبل الله ؛ لأنّ العدوَّ يريد بنا السوء ، ويتربّص بنا الدوائر.

الخمس : عن عمر مرفوعاً : « من زار قبري ـ أو من زارني ـ كنت له شفيعاً ـ أو شهيداً ـ ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله عزّ وجلّ في الآمنين يوم القيامة ».

أخرجه (٣) :

١ ـ الحافظ أبو داود الطيالسي المتوفّىٰ (٢٠٤) ، في مسنده : ١ / ١٢.

٢ ـ الحافظ البيهقي المتوفّىٰ (٤٥٨) ، في « السنن الكبرى » : ٥ / ٢٤٥.

___________________________________

١ ـ نسبةً إلىٰ سمهود ، وهي قرية كبيرة أو ناحية في غربي النيل بمصر. ( معجم البلدان : ٣ / ٢٥٥ ).

٢ ـ وهي نسبة إلىٰ قسطلة ، بلدة بالأندلس. ( معجم البلدان : ٤ / ٣٤٧ ).

٣ ـ مختصر تاريخ دمشق : ٢ / ٤٠٧ ، شفاء السقام : ٦ / ٢٩ ، وفاء الوفا : ٤ / ١٣٤٣ ، المواهب اللدنّية : ٤ / ٥٧١ ، تمييز الطيب من الخبيث : ١٣٩٥ / ١٨٤ ، كنوز الحقائق : ٢ / ١٠٧ ، كشف الخفاء : ٢ / ٢٥١ / ٢٤٨٩.

١٩٤

٣ ـ الحافظ أبو الحجّاج يوسف بن خليل الدمشقي ، المتوفّىٰ (٦٤٨).

٤ ـ الحافظ ابن الديبع المتوفّىٰ (٩٤٤) : في تمييز الطيب : « ١٦٢ ».

٥ ـ زين الدين عبد الرؤوف المناوي المتوفّىٰ (١٠٣١) ، في « كنوز الحقائق » : ١٤١.

٦ ـ الشيخ إسماعيل العجلوني المتوفّىٰ (١١٦٢) ، في « كشف الخفاء » : ٢ / ٢٧٨.

السادس : عن حاطب بن أبي بلتعة مرفوعاً : « من زارني بعد موتي فكأنّما زارني في حياتي ، ومن مات في أحد الحرمين بعث يوم القيامة من الآمنين ».

أخرجه (١) :

١ ـ الحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفّىٰ (٣٨٥) ، في السنن.

٢ ـ الحافظ أبوبكر البيهقي المتوفّىٰ (٤٥٨).

٣ ـ الحافظ ابن عساكر الدمشقي المتوفّىٰ (٥٧١).

٤ ـ الحافظ أبو محمد عبد المؤمن الدمياطي المتوفّىٰ (٧٠٥).

٥ ـ أبو عبدالله العبدري المالكي ابن الحجّاج المتوفّىٰ (٧٣٧) ، في المدخل.

٦ ـ تقي الدين السبكي المتوفّىٰ (٧٥٦) ، في « شفاء السقام » : ٢٥.

٧ ـ نور الدين السمهودي المتوفّىٰ (٩١١) ، في « وفاء الوفا » : ٢ / ٣٩٩.

٨ ـ الجرّاحي العجلوني المتوفّىٰ (١١٦٢) ، في « كشف الخفاء » :

___________________________________

١ ـ سنن الدارقطني : ٢ / ٢٧٨ / ١٩٣ ، السنن الكبرى : ٥ / ٢٤٥ ، مختصر تاريخ دمشق : ٢ / ٤٠٦ ، المدخل : ١ / ٢٦١ ، شفاء السقام : ٨ / ٣٢ ـ ٣٣ ، الروض الفائق : ٣٨٠ ، وفاء الوفا : ٤ / ١٣٤٤ ، المواهب اللدنّية : ٤ / ٥٧١ ، كشف الخفاء : ٢ / ٢٨٠ / ٢٦١٩.

١٩٥

٢ / ٥٥١.

عن ابن عساكر والذهبي ، وحكي عن الأخير أنّه قال : إنّ هذا الحديث من أجود أحاديث الباب إسناداً.

السابع : عن أبي هريرة مرفوعاً : « من زارني بعد موتي فكأنّما زارني وأنا حيّ ، ومن زارني كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة ».

أخرجه (١) :

١ ـ الحافظ أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه المتوفّىٰ (٤١٦).

٢ ـ أبو الفتوح سعيد بن محمد اليعقوبي المتوفّىٰ (٥٥٢) ، في فوائده.

٣ ـ الحافظ أبو سعد عبد الكريم السمعاني الشافعي المتوفّىٰ (٥٦٢).

٤ ـ ابن الأغاطي إسماعيل بن عبدالله الأنصاري المالكي المتوفّىٰ (٦١٩).

٥ ـ السيد نور الدين السمهودي المتوفّىٰ (٩١١) ، في « وفاء الوفا » : ٢ / ٤٠٠.

عزيزي القارئ :

ما تقدّم ويأتي أحاديث من كتب إخواننا روته ثقاتهم ، وثبتت في مؤلفاتهم وصحاحهم ، نوردها لك لبيان الحقيقة.

الثامن : عن أنس بن مالك مرفوعاً : « من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شفيعاً ».

وفي رواية اُخرى عنه أيضاً : « من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة ، ومن زارني محتسباً إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة ».

___________________________________

١ ـ شفاء السقام : ٣٥ ، وفاء الوفا : ٤ / ١٣٤٥.

١٩٦

وفي لفظ ثالث له زيادة : « وكنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة » ، أخرجته اُمّة من الحفّاظ ، منهم (١) :

١ ـ ابن أبي فُديك محمد بن إسماعيل المتوفّىٰ (٢٠٠).

٢ ـ الحافظ ابن عبدالله الحاكم النيسابوري المتوفّىٰ (٤٠٥).

٣ ـ الحافظ أبوبكر البيهقي المتوفّىٰ (٤٥٨) ، عن « شعب الإيمان ».

٤ ـ الحافظ ابن الجوزي المتوفّىٰ (٥٩٧) ، في « مثير الغرام الساكن ».

٥ ـ شمس الدين أبو عبدالله الدمشقي الحنبلي المعروف بابن القيّم الجوزية ، المتوفّىٰ (٧٥١) ، في « زاد المعاد » : ٢ / ٤٧.

٦ ـ الشيخ منصور علي ناصيف في « التاج » : ٢ / ٢١٦.

عزيزي القارئ : وكذلك تجد بين يديك اُمّةً من المحدّثين ، منهم :

عمر بن الخطاب ، وعبدالله بن عمر ، وأبو هريرة ، وأنس بن مالك ، وهم من الصحابة ، وكل اُولئك يجوِّز ابن تيمية عليهم الوضع والكذب ، مع اُولئك العلماء الحفّاظ الذين نقلوا الأحاديث في زيارة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قال ابن تيمية : إنّ أغلب هذه الأحاديث موضوعة.

وهو بكلّ جهالةٍ يصدّق نفسه ، فيحرِّم زيارة القبور وهي حلال ، والعجب في الأمر أنّ ابن تيمية لا يورد ولو دليلاً واحداً نقلاً ولا عقلاً على صدق ما ادّعاه ، لا من الكتاب ولا من السنّة ، مع وجود هذا العدد الهائل من الأحاديث والرواة والصحابة والعلماء ، والعشرات من المؤلّفات

___________________________________

١ ـ شعب الإيمان : ٣ / ٤٩٠ / ٤١٥٨ ، الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله : ٢ / ١٩٥ ، مختصر تاريخ دمشق : ٢ / ٤٠٦ ، شفاء السقام : ٣١ ، وفاء الوفا : ٤ / ١٣٤٥ ، المواهب اللدنّية : ٤ / ٥٧٢ ، كنز العمال : ١٢ / ٢٧٢ / ٣٥٠٠ ، وج ١٥ / ٦٥٢ / ٤٢٥٨٤ ، نيل الأوطار : ٥ / ١٩٥ ، مختار الأحاديث النبويّة : ١٧٩ ، مصباح الظلام : ٢ / ٣٥ / ٦٣٠ ، التاج الجامع للاُصول : ٢ / ١٩٠.

١٩٧

والصحاح المعتبرة ! وإنّي لعلىٰ ثقةٍ أنّ ابن تيمية ومن سلك مسلكه من الأولين والآخِرِين يعلمون الحقيقة ، وأنّ ما ورد هو الصواب ، ولكن يغالطون أنفسهم ، ويغالطون الناس بدوافع خارجة عن إرادتهم ، وخير ما يمكن أن يقال : خالِفْ تُعرف.

نحن نزور القبور لأنّها تذكّرنا بالموت ، والموت حق ، وتذكرنا بالآخرة ، والآخرة حق.

ونقرأ من خلال زيارتنا للقبور صفحة الماضين ، فنتّعظ ؛ لئلّا نكون عوناً للجبابرة ، وهو حقّ ، والحقّ أحقّ أن يتبع.

بل لنا بالأنبياء والأولياء والصلحاء اُسوة حسنة ، تردّ عنّا الشرَّ والظلم.

التاسع : عن أنس بن مالك مرفوعاً : « من زارني ميّتاً فكأنّما زارني حيّاً ، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة ، وما من أحدٍ من اُمّتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر » أخرجه (١) كلّ من :

١ ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني المتوفّىٰ (٣٦٠).

٢ ـ الحافظ أبو الحسن الدارقطني المتوفّىٰ (٣٨٥).

٣ ـ الحافظ أبوبكر البيهقي المتوفّىٰ (٤٥٨).

٤ ـ القاضي عياض المالكي المتوفّىٰ (٥٤٤).

٥ ـ قاضي القضاة الخفاجي الحنفي المتوفّىٰ (١٠٦٢) ، في « شرح الشفا » : ٣ / ٥٦٥ ، ونقله عن البيهقي والدارقطني والطبراني وابن منصور.

٦ ـ زين الدين عبد الرؤوف المنّاوي المتوفّىٰ (١٠٣١) ، في « كنوز صلى‌الله‌عليه‌وآله

___________________________________

١ ـ الدرّة الثمينة : ٣٩٧ ، شفاء السقام : ٣٧ ، المواهب اللدنّية : ٤ / ٥٧٢ ، وفاء الوفا : ٤ / ١٣٤٦ ، كشف الخفاء : ٢ / ٢٥٠ / ٢٤٨٩.

١٩٨

الحقائق » : ١٤١ ، بلفظ : « من زار قبري بعد موتي ».

أيّها القارئ الكريم :

ها هي الأحاديث تنبئ عن حقيقة ، وهي : أنّ زيارة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد وفاته كزيارته ولقائه في حياته ، ولا يخفى أنّ الكثير ينتابهم الفخر بأنّهم رأوا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلّموا عليه وكلّموه... ولنا أن نفخر حين زيارة قبره صلى‌الله‌عليه‌وآله.

العاشر : عن ابن عباس مرفوعاً : « من حجّ إلى مكة ، ثم قصدني في مسجدي كتبت له حَجّتان مبرورتان ».

أخرجه الديلمي في مسنده ، كما في « وفاء الوفا » : ٤ / ١٣٧٤ ، و« نيل الأوطار » : ٥ / ١٠٩.

نحن نفهم من هذا الحديث أنّ زيارة قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله تعدل حجّتان مبرورتان ، كما هو النصّ فلا تصدّنّك نفسك أن لا تحصل على حجّتين مبرورتَين ، وكن على اُهبة الاستعداد ودع ما لا دليل عليه.

الحادي عشر : روي عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « من وجد سعةً ولم يَفِدْ ـ يغدُ ـ إليَّ فقد جفاني » (١).

ذكره إبن فرحون في مناسكه ، والغزالي في الإحياء : ١ / ٢٣١ ، والقسطلاني في « المواهب اللدنّية » : ٤ / ٥٧١ ، والعجلوني في « كشف الخفاء » : ٢ / ٢٧٨.

نعم ، ونحن نرى أنّ من يستطيع ولا يتشرّف لزيارة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد جفاه ، ومن استطاع وزاره فقد فاز فوزاً عظيماً ، أقلّها حجّة مبرورة.

أمّا شفاعته فعند الله تعالى حسابها.

___________________________________

١ ـ سنن الدارقطني : ٢ / ٢٧٨ / ١٩٤ ، وفاء الوفا : ٤ / ١٣٤٢.

١٩٩

الثاني عشر : عن أبي عبدالله محمد بن العلاء ، قال : دخلت المدينة وقد غلب عليَّ الجوع ، فزرت قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسلّمت عليه وعلى الشيخين رضي‌الله‌عنه ، وقلت : يا رسول الله جئتُ وبي من الفاقة والجوع ما لا يعلمه إلّا الله تعالى ، وأنا ضيفك في هذه الليلة ، ثمّ غلبني النوم فرأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام فأعطاني رغيفاً فأكلت نصفه ، ثم انتبهت من المنام وفي يدي نصفه الآخر ، فتحقق عندي قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« مَن رآني في المنام فقد رآني حقّاً ، فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي ».

ثمّ نوديت : « يا أبا عبدالله ، لا يزور قبري أحد إلّا غُفر له ونال شفاعتي غداً ».

ذكره الشيخ شعيب الحريفيش في « الروض الفائق » : ٢ / ٣٨١ ، فقال في المعنى :

مَن زارَ قبرَ محمدٍ

نالَ الشفاعةَ في غَدِ

باللهِ كرِّر ذِكرَهُ

وحديتَهُ يا مُنشِدي

واجعَلْ صلاتَكَ دائماً

جَهراً عليهِ تهتَدي

فهوَ الرسولُ المصطفى

ذو الجودِ والكفِّ الندي

وهو المشفَّعُ في الورى

مِن هَولِ يومِ الموعِدِ

والحوضُ مخصوصٌ بِهِ

في الحشرِ عذبُ المورِدِ

صلّى عليهِ ربّنا

ما لاحَ نَجمُ الفَرقَدِ (١)

___________________________________

١ ـ انظر الغدير في الكتاب والسنّة والأدب : ٥ / ١٦٤ ، طبع مركز الغدير للدراسات الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، ١٤١٦ هـ ( ١٩٩٥ م ).

٢٠٠