نافذة على زيارة القبور

السيّد فاروق الموسوي

نافذة على زيارة القبور

المؤلف:

السيّد فاروق الموسوي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات دار العلم آية الله بهبهاني
المطبعة: البهبهاني
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-8300-11-6
الصفحات: ٢٧٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

ألا هل من مجيب لهذا اللغز العجيب الغريب ؟ وكما قال الشاعر :

رمتني بدائها وانسلّت

وقالت : لمن هذا القَتيلُ

يا من تحرّم زيارة القبور هل فكرت يوماً أن تقول : لماذا تحرم زيارة قبور الأنبياء والأولياء والصلحاء ، وتحلّ زيارة النصب والتماثيل ، تماثيل القادة والملوك ، وغيرهم ؟!

هل هذا التحريم ورد في الكتاب أو في السنّة النبويّة ؟ وأين ؟ ولماذا حلال أن تشدّ الرحال للاُمم المتحدة والكرملن ، وعواصم الدول الاُوروبية لزيارة المتاحف ، وبرج إيفل ، وتاج محلّ ، والأهرام الفرعونية مقابر الفراعنة ؟

وحرام أن تشدّ الرحال للتعرّف على آثار أهل بيتٍ عليهم‌السلام الذين نزل فيهم الوحي ، وأنارت مبادئهم مشارق الأرض ومغاربها ، بحيث أنّ المجتمع البشري اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم مَدين للكثير الكثير منها ؟

لماذا تشدّ الرحال إلى مونتريال للاشتراك بالألعاب ، ولا تشدّ الرحال لزيارة قبور الأولياء ؟

لماذا لا تحرّمون تلك الزيارات ، ملوك ووزراء وبقية الناس لقبور الأقطاب وأئمة المذاهب في العراق وغير العراق... ولا تَسِمُون الزّوار بالكفر والشرك ؟!

أهذه الزيارة تختلف عن تلك ؟

أليست عظاماً ورفاتاً وأحجاراً في كلا الأمرين كما تقولون ؟!

ثم نحن هنا نتسائل ونقول :

أليست هناك مشكلة غير مشكلة زيارة القبور وهي مشكلة وجود الشيعة في هذا الكون الفسيح ؟

١٠١

أم أنّها الردّة إلى الجاهلية والارتداد عن الدين ومحاربة الإسلام ؟

( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ) (١).

أليست هناك موادّ لخطبة العيد غير الهدية المصنّعة التي تقدمونها للمسلمين ، وهي : « زوار القبور الكفرة المردة ؟ ».

أليست هناك موادّ تُدرج في الفصل الأول من بحوثكم غير زوار القبور الكفرة المردة المشركين الذين يشتمون الصحابة البررة ؟

أليست هناك فقرة تقول : « حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا ؟ ».

أليس هناك مجال لأنّ تقولوا :

( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) (٢) ؟!

إنّ العدوَّ يريد بنا جميعاً الموت ، أو أن نكون على دينه ، وأخلاقيته ، اللا أخلاقية ! فقد سلبنا قيمنا ! وغيّر عقائد الكثير منّا ! وبدّل أخلاقهم ؟

وزرع في نفوسهم الحقد والحسد ، والتقاتل بينهم ، قل لي بربك أيها القارئ العزيز : أي حزبٍ من الأحزاب في العالم العربي والإسلامي أخلص أفراده وقادته للإسلام والمسلمين ؟

أمّا الدماء التي سفكت ، والأراواح التي زهقت ، والأعراض التي هتكت ، والأموال التي سلبت فحدِّث ولا حرج !!

أنسيتم حرب السويس ، أم نسيتم حرب العرب واليهود ، أم نسيتم حرب اليمن وحرب الشمال والجنوب ؟ حرب السودان ، وحرب الصومال ،

___________________________________

١ ـ آل عمران : ١٤٤.

٢ ـ الزلزلة : ٧ ـ ٨.

١٠٢

وحرب المغرب والصحراء ، وتقاتل الإخوة في الجزائر ، وحرب العراق والجمهورية الإسلامية في إيران. وحرب العراق والكويت ، حرب الخليج حرب النفط ؟ وحرب المبادئ...

إنّها لعمري حربٌ مفتعلة ، الغرض منها إضعاف الإسلام والمسلمين ، وضرب البُنى التحتية للعالم الإسلامي ، وفتح الأسواق الأجنبية لتصريف السلع والبضائع الأمريكية والإسرائيلية ، والبناء من جديد على حساب الاُمّة الإسلامية ؛ لكي لا يكون اكتفاء ذاتي واستغناء عن الأجنبي الحاقد الطامع الكافر بالقيم والمبادئ السماوية والإنسانية !!

ولكي لا يكون التوجه إلى التصنيع العسكري ، والحصول على السلاح الاستراتيجي الذي يمكن الدفاع عن النفس والعرض والوطن به وحفظ ماء الوجه !

كل هذا يهون في نظركم ونظر الأسياد ، ولكنّ زيارة القبور لا تهون ، وليكن ما يكون !

تهديد إسرائيل للعرب والمسلمين ، وتهديم دور وقصور أهل فلسطين ، والتآمر ، و زرع الشقاق بين صفوف العرب والمسلمين ، كل ذلك يهون ، ولكن زيارة القبور شيء أعظم من هذا وذاك في دينكم ! فمتى تخلعون لجام العار والانقياد للأجنبي ؟

متى تخرجون على أسيادكم يا عبيد الدنيا والدولار والمناصب ؟!

نعم ، إن في زيارة القبور قواعد إطلاق الصواريخ ذات الرؤوس النووية الروحية...

إنّ فيها المبادئ التي دخلت المسجد الأقصى بها أول مرّة ، وستدخلها في آخر مرّة...

١٠٣

إنّ فيها الحرية الحقّة ، فيها الحق والعدل والإنصاف من الظالمين...

إنّ فيها كون الظالم يجب أن يُقتصَّ منه ، وإنّ المظلوم يجب أن يأخذ حقه بالعدل والقسط ، أو يؤخذ ويُقتصّ له... !

في زيارة القبور : دمار عروش الظالمين ، وبيان الحقيقة للمظلومين.

إنّ في زيارة القبور كشفاً لللتزوير والتحريف. إنّ في زيارة القبور مبادئ الحق الإلهي ، والمساواة ، وإنّ الميزان هو التقوى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ).

أنتم لا تحرّمون زيارة القبور كقبور ، ولكنّكم تُنكرون مبادئ أصحاب القبور ، يزعجكم مبدأ الثورة على الظالمين ، وتحرمون بقاء العلاقة الروحية بين الأحياء والشهداء أو الأموات في مبادئهم التي استشهدوا أو ماتوا عليها ومن أجلها ، كما صرخ بها مدوّياً قائد أحرار العالم ، وسيد الشهداء الإمام الحسين عليه‌السلام قائلاً :

« لا واللهِ ، لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل... » (١).

ومن أجل :

« ما خرجت أشراً ولا بطراً ، ولا ظالماً ولا مفسداً ، ولكنّي خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي محمدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله... » (٢).

من أجل هذا وغيره تحرّمون زيارة القبور لو كنتم تعلمون ، ولكن لماذا تزورون إمام باب المعظم والگيلاني وغيرهما ، وتحرّمون زيارة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة الهداة الميامين عليهم‌السلام والأبرار والصالحين من أتباعهم ؟

___________________________________

١ ـ تاريخ الطبري : ٤ / ٣٢٣.

٢ ـ ذكره المجلسي في بحاره : ٤٤ / ٣٢٩ ، و عبد الله البحراني في العوالم : ١٧ / ١٧٩.

١٠٤

أبو سفيان والقبر

أبو سفيان رأس الكفر ، رأس الشرك ، صاحب العِير والنَفير ، ما ترك شيئاً شَيناً إلّا فعله ضدّ النبيّ وآله ـ صلوات الله عليهم ـ وضدّ المسلمين من أتباعهم ، الطليق أبو الطلقاء ، الذي لم يذكر التاريخ نقلاً أنّه آمن وإن كان قد أسلم فبلسانه دون قلبه ، وفي إسلامه نظر ! وإلّا فما كان منه أن يقول : « فوالذي يحلف به أبو سفيان لا جنّة ولا نار » (١) !!

فمن كانت هذه حقيقته لا ريب في أوله ولا آخره أنّه منافق أظهر الإسلام ، كما قال أبو سفيان في أيام عثمان وقد مرَّ بقبر حمزة وضربه برجله ، وقال : « يا أبا عمارة ، إنَّ الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غلماننا اليوم يتلعبون به ! ثم آل الأمر إلى أن يفاخر معاوية علياً عليه‌السلام ، كما يتفاخر الأكفاء والنظراء » (٢).

نعم ، إذا كان ربّ بيتِ الكفر والنفاق هكذا ، فلماذا لا تروث الخيل والبغال الاُموية عند قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ولماذا لا يهجم أتباعه على النجف وكربلاء ؟

قال الواقدي : وكان حمزة بن عبد المطلّب أول من جيء به إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد انصراف قريش ـ أو كان أولهم ـ فصلّى عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ،

___________________________________

١ ـ تاج العروس : ٨ / ٢.

٢ ـ شرح نهج البلاغة : ١٦ / ١٣٦.

١٠٥

ثم قال : « رأيت الملائكة تغسّله ـ قالوا : لأنّ حمزة كان جُنباً ذلك اليوم ـ ولم يغسّل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الشهداء يومئذٍ » ، وقال :

« لُفّوهم بدمائهم وجراحهم فإنّه ليس أحد يخرج في سبيل الله إلّا جاء يوم القيامة لون جرحه لون الدم ، وريحه ريح المسك ».

ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ضعوهم فأنا الشهيد على هؤلاء يوم القيامة ».

وكان حمزة أول من كبّر عليه أربعاً ، ثم جمع إليه الشهداء ، فكان كلّما اُتي بشهيدٍ وُضِع إلى جنب حمزة فصلّى عليه وعلى الشهيد ، حتى صلّى عليه سبعين مرّة (١) ؛ لأنّهم كانوا سبعين شهيداً.

قال الواقدي : ويقال : كان يؤتى بتسعة وحمزة عاشرهم ، فيصلّي عليهم ، وترفع التسعة ، ويترك حمزة مكانه ، ويؤتى بتسعة آخرين فيوضعون إلى جنب حمزة فيصلّي عليه وعليهم ، حتى فعل ذلك سبع مرات. ويقال : إنّه كبّر عليه خمساً وسبعاً ، وتسعاً (٢).

قال الواقدي : وقد اختلفت الرواية في هذا ، وكان طلحة بن عبيدالله وابن عباس وجابر بن عبدالله يقولون : صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على قتلى اُحد ، وقال : « أنا شهيد على هؤلاء » ، فقال أبوبكر : ألسنا إخوانهم أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا ؟

قال : « بلى ، ولكنّ هؤلاء لم يأكلوا من اُجورهم شيئاً ، ولا أدري ما تحدثون

___________________________________

١ ـ إمتاع الأسماع : ١ / ١٧٣ ، وفي البحار : ٢٠ / ٦٣ ذكر فيه سبعين مرّة.

٢ ـ السيرة الحلبيّة : ٢ / ٥٣٦.

١٠٦

بعدي ! » ، فبكى أبوبكر وقال : إنا لكائنون بعدك (١) !

هذا مقام حمزة عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعند المسلمين ، ومقامه عند رأس الكفر والنفاق ومن تبعه من الأولين والآخرين هو أن يضرب قبره ، وهي الحقيقة التي تنبّأ بها ـ صلوات الله عليه وآله ـ بقوله :

« ولا أدري ما تحدثون بعدي » ؟

نعم ، يا رسول الله صلى الله عليك وعلى آلك ، لقد أحدثوا بعدك ما ليس في الدين ، وابتدعوا البدع ، وكتموا أحاديثك في فضل آل بيتك عليهم‌السلام ، وشتّتوا شملهم بين مقتول ومسموم وغريب وسبيٍّ ، ونكّلوا بأتباع ومريدي أهل بيتك وشيعتهم ، فقد إنقلبوا من بعدك على أعقابهم وفعلوا ما فعلوه ، ولا زالوا يضطهدون من لا يروق لهم وباسم الدين وبتهمة التشيّع ، وتكفير الشيعة وهي الفرقة الناجية. فإذا كان أبوسفيان يضرب قبر عم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أسد الله وأسد رسوله ، فلماذا لا يضرب صدام قبر علي بن أبي طالب والحسين بن علي وأبي الفضل عليهم‌السلام بالصواريخ والقنابل ، ولماذا لا يمطر قبورهم بوابل من قذائف المدفعية الثقيلة الّتي زوّدته أسياده بها...

ويترك إسرائيل تسرح وتمرح ، وتفعل ما تشاء في فلسطين والشعوب الإسلامية والعربية ، ومن خلفها الصهيونية العالمية المتمثّلة بأمريكا ودول اُوروبا والمؤسّسات الدولية ؟!

ومقامه عند رأس الكفر والنفاق ، ومن تبعه من الأولين والآخرين ،

___________________________________

١ ـ شرح نهج البلاغة : ١٥ / ٣٧ ـ ٣٨.

١٠٧

وهو أن يضرب قبره ويمثّل بجسده من قبل ، وهي الحقيقة التي أنبأ بها صلى‌الله‌عليه‌وآله :

« ولا أدري ما تُحدثون بعدي ! » فبكى أبوبكر وقال : إنّا لكائنون بعدك ! (١)

ولكنّ أبابكر قال في مرضه الذي مات فيه :

« وددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عليها‌السلام ». ولو كان أغلق على حرب » (٢) فندم ، والندم لا يكون إلّا عن ذنب.

هذا مقام حمزة عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكما قيل : ما في الآباء تجده في الأبناء ، ومن يشابه أباه فما ظلم !

فما بالكم يا إخوتنا في الدنيا الدنيّة التي لا شغل شاغل لكم فيها إلّا التحريف والتزوير والطعن ، والافتراء على اُمّة التزمت بما اُمرت به ؟

ماذا تقولون للذين ظُلموا ؟

وبماذا تُجيبون من افتريتم عليهم ؟

غداً تنشر الصحف ، وتوضع الموازين ، وكلّ نفسٍ بما كسبت رهينة.

نحن حين نزور القبور لا نزورها كحجارة أو حديد أو فضة وذهب ، ولا عظام ورفاة ، بل نحن نزور من هم أحياء عند ربهم يرزقون ، نحن نزور تلك الأرواح التي حلّت بفناء تلك القبور ، ..

___________________________________

١ ـ شرح نهج البلاغة : ١٥ / ٣٧ ـ ٣٨.

٢ ـ شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢٤ ، الخصال : ص ١٧١ ح ٢٨٨ ، ونقله المجلسي في البحار : ٣٠ / ١٢٣ ح ٢.

١٠٨

فنستلهم منها تلك الروحية الحقة التي قارعت الظلم والجور ، ونستذكر تلك الأخلاق الحميدة والمزايا الرشيدة ، نزور القبور لنجدّد العهد إنا على ما مضى أصحابها ماضون وبما إستشهدوا وماتوا عليه ، ..

أأنتم أعلم أم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ لقد زار قبر اُمّه ، وزار قبور الشهداء ، وزار بقيع الغرقد ، وسلّم عليهم ، وترحّم ، وأمر بزيارتهم بعد ما نهى ؛ لأنّه اُمر بها...

وزارت عائشة قبر أخيها عبد الرحمن ، فعلامَ هذه الضجة الكبرى ؟!

خطباء وعلماء وكتّاب ، وأموال طائلة تصرف على الطباعة ، والحفلات والمناسبات ، لشيءٍ وإنّما لتقولوا : كفرة فجرة زوّار القبور ، عبّاد القبور !!

تزورون صالات القمار في اُوروبا وأمريكا وبلاد الكفر ، وتغرقون في بحار الخمر والميسر ، وتعانقون الشقراوات ، لتأتوا بالإيدز إلى بلاد الإسلام ، حلال في دينكم ومذهبكم !!

وزيارة القبور التي أجازها الله ورسوله ؛ حرام وكفر يستوجب القتل والهتك ؟!

الله أكبر كيف تحكمون ؟! وبأيّ شريعة تدينون ؟ تضعون رؤوس الأموال في البنوك الاُوروبية والأمريكية ؛ لتتقوى بها إسرائيل فتعيث في الأرض الفساد ، وتساندون اُوروبا وأمريكا ، والشعوب العربية والإسلامية يتضورون جوعاً ويموتون مرضاً ، هذا في دينكم حلال ؟!

١٠٩

وزيارة المرء لقبر اُمّه وأبيه ، أو زيارة قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته عليهم‌السلام ولو في العمر مرّة حرام وكفر تستوجب القتل والهتك والضرب بمختلف الأسلحة الفتّاكة والمحرّمة دولياً ؟!

ثكلتكم اُمّهاتكم كيف تحكمون ؟ وبأي منظار لهذا الأمر تنظرون ؟

ترضون بالفاسق والفاجر والكافر حاكماً يعيث في الأرض الفساد ، يقتل رجالكم ويستحيي نساءكم ، ويسلب خيراتكم ، ويحرمكم منها ليدلي بها إلى أسياده الذين جاؤا به ؛ في شريعتكم حلال ، ..

ومن يزور القبور ، وقد اُجيز بها كفر وإلحاد ، وخروج عن الدين ؟!

ما بالكم كيف تحكمون ؟! نعم ، قولوا كما قال الأولون لعلي عليه‌السلام : « هو هكذا ».

أو كما قال الثاني وهو يضع النار على باب دار عليٍّ والزهراء عليهما‌السلام ، ليحرقها عليهم ، واعترضوا عليه فقالوا له : « إنّ في البيت فاطمة عليهما‌السلام » !! فقال : « وإن » (١) ؟!

المسلمون أضحوا يُباعون ويُشترون بسبب لقمة العيش ، تنصّروا وتهوّدوا من أجل لقمة العيش ، وأنتم تصرفون الملايين لأجل أن تقولوا : عبّاد القبور !

حسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم !

___________________________________

١ ـ الإمامة والسياسة : ١ / ١٢ ، أعلام النساء : ٤ / ١١٤ ، اعلموا أنّي فاطمة : ٩ / ١٢.

١١٠

الحجّاج بن يوسف الثَقفي وزيارة القبور

وخطب الحجاج بن يوسف الثقفي بالكوفة مخاطباً الذين يزورون قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة ، فقال : « تباً لهم ! إنّما يطوفون بأعواد ورِمّةٍ بالية ! هلّا طافوا بقبر أمير المؤمنين عبدالملك ! ألا يعلمون أنّ خليفة المرء خير من رسوله » (١) !

لا تعجب يا أخي ممّا ترى وتسمع إذا كان يأتيك من مثل الحجاج وأسياد الحجاج السفاك للدماء ، والقاتل للأبرياء ، والمحارب للأتقياء ، والمؤيد للأشقياء...

هادم الكعبة حجراً حجراً ، يقول : تبّاً لمن يزور قبر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟!

نعم ، يريد من المسلمين أن يزوروا قصر الفسق والفجور والظلم والكفر ، القصر الذي تُدار فيه الراح ، وتغنّي فيه الغيد الملاح ، ولا يريد زيارة روضة من رياض الجنّة ، لأنها تذكّرهم بالحلال والحرام ، وتعكّر عليهم صفوهم !

تذكّرهم بالحق والباطل ، وكيف زوّرت الحقائق ، وارتقت القرود المنابر ، فما ترجو من القرد أن يفعل غير الذي هو فاعل ؟!

في القبر أجساد وأرواح طيبة أحياناً جُبلت على الخير والصدق والوفاء ، ونفوس آمنة مطمئنة ، خصوصاً إذا كانت أجساد وأرواح

___________________________________

١ ـ شرح نهج البلاغة : ١٦ / ٢٤٢.

١١١

الأنبياء عليهما‌السلام والشهداء والصلحاء.

وفي القصور جيف متحركة ذابت في الخمر والمحرّمات ، ونفوس قبلت الظلم والجور والفساد ، والنفس يحلو لها ما يطيب...

طابت نفوسكم لدنياً فانيةٍ ومتاعٍ محرّم ، وطابت نفوسنا بأرواحٍ طيبة ونفوسٍ مطمئنة.

قال أبو العتاهية :

سَتُباشرُ التَّرباءُ خدَّكْ

وسَيَضَحكَ الباكُونَ بَعدَكْ

ولَينزلَنَّ بِكَ البِلى

ولَيخلُفَنَّ المَوتُ عَهدَكْ

ولَيَفنينَّكَ مِثلَ ما

أفنى أباكَ بلىً وجدّكْ

لَوْ قَدْ رَحلتَ عَن القُصو

رِ وطيبها وسَكَنتَ لَحدَكْ

لَمْ تَنتَفِعْ إلّا بِفِعـْ

ـلٍ صالِحِ قَدْ كانَ عِندَكْ

وَترى الذينَ قَسَمتَ ما

لكَ بَينَهُم حِصَصاً وَكدّكْ

يَتَلَذَّذونَ بِما جَمَعتَ

لَهُم ولا يَجِدونَ فَقدَكْ

يرى الحَجّاج أنّ عبدالملك خير من محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّ قصر عبدالملك خير من الروضة التي فيها خير خلق الله !!

هكذا تسقط البراقع ، وهكذا يعلو الحق ويزهق الباطل !

فوالذي يُعبَد ولا يُرىٰ ، ربّ السماوات والأرض وما فيهنّ وما بينهنّ ، لو أنّ أحداً ممّن يُشمُّ منه رائحة التشيّع قال مثل ما قاله الحجاج لكان ما كان ولكنّها جاءت من أهلها ، وجنت على نفسها براقش ؛ ..

فكيف يكون الكفر والارتداد ؟ وكيف يكون الانقلاب على الأعقاب ؟

١١٢

وكيف تكون الحرب ويكون العناد ؟ ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) (١).

غداً ستزورون القبور ، وستستيقظون من غفلتكم فيها وتُساءَلون ، فبأيِّ حديثٍ بعده أنتم تكذبون ؟ ولأيِّ حقيقةٍ تنكرون ؟

تعالَ معيَ الآن لنقرأ بعض ما في كتاب الله العزيز ؛ ولنتصفّح التاريخ ، وننظر ما جاء في بعض صفحاته ، ونبتهل إلى الله ، فنجعل لعنة الله على الظالم :

قال تعالى : ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (٢).

وجاء في الصحاح : حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدَورقي ، حدّثنا رَبعيّ ابن إبراهيم ، عبد الرحمن بن إسحاق ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « رَغِمَ أنفُ رجلٍ ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ » (٣).

عن بعض أهل العلم قال : إذا صلّى الرجل على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مرّة في المجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس.

وعن عبدالله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : البخيل الذي

___________________________________

١ ـ هود : ١١٣.

٢ ـ الأحزاب : ٥٦.

٣ ـ سنن الترمذي : ٥ / ٥١٤ وما بعدها ، باب ١٠١ ،

١١٣

من ذُكرت عنده فلم يُصلِّ عليَّ » (١).

وإليك أخي القارئ ما جاء في خلاصة الكلام : إنّ محمد بن عبدالوهّاب كان ينهى عن الإتيان بالصلاة عل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الجمعة ، وعن الجهر بها على المنائر ، وإنّه قتل رجلاً أعمى كان مؤذناً صالحاً ذا صوت حسن ، فنهاه عن الصلاة على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنارة بعد الأذان ، فلم ينتهِ ، فأمر بقتله ، فقتل ! ثم قال :

« إنّ الرُبابة في بيت الخاطئة أقلّ إثماً ممّن ينادي بالصلاة على النبيّ في المنائر ! ».

وقد حرّم هو زيارة القبور بعد أن أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بزيارتها.

فعن بعض الحكماء : رحم الله إمرءاً لا يغرّه ما يرى من كثرة الناس ، فإنّه يموت وحده ، ويقبر وحده ، ويحاسب وحده.

أنأخذ بقول صاحب الربابة ، أم نأخذ بقول الله تبارك و تعالىٰ : ( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (٢).

وأورد البخاري في صحيحه : حدّثنا إسماعيل ، حدّثني مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « لا تقوم الساعة حتى يمرَّ الرجل بقبر الرجل فيقول : ياليتني مكانه » (٣).

___________________________________

١ ـ معانى الأخبار : ٢٤٦ ، الحديث ٩ ، والبحار : ٩١ / ٥٥ ، الحديث ٢٦.

٢ ـ الأحزاب : ٥٦.

٣ ـ صحيح البخاري : ٨ / ١٠٤ ، ط. عالم الكتب.

١١٤

قبر النبيّ يوسف الصديق عليه‌السلام

جاء في علل الشرائع : عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : « إحتبس القمر عن بني إسرائيل ، فأوحى الله ـ جلّ جلاله ـ إلى موسى عليه‌السلام : أخرِج عظام يوسف من مصر ، ووعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه ، فسأل موسى عليه‌السلام عمّن يعلم موضعه ، فقيل له : ها هنا عجوز تعلم علمه ، فبعث إليها ، فاُتي بعجوز مقعدة عمياء ، فقال لها : أتعرفين موضع قبر يوسف عليه‌السلام ؟

قالت : نعم ، قال : فأخبريني به ، قالت : لا ، حتى تُعطيني أربعة خصال : تُطلق رِجليَّ ، وتُعيد لي شبابي ، وتُعيد لي بصري ، وتجعلني معك في الجنّة !

قال : فكبُر ذلك على موسى عليه‌السلام ، فأوحى الله ـ جلّ جلاله ـ إليه : يا موسى ، أعطِها ما سألت ، فإنّك إنّما تُعطي عليَّ.

ففعلَ ، فدلّت عليه ، فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر.

فلمّا أخرجه طلع القمر ، فحمله إلى الشام » (١).

فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام.

وهنا لنا وقفة أو أكثر :

١ ـ أخرج عظام يوسف عليه‌السلام من مصر بأمرٍ من الله تعالى ، يعني يجوز نقل الرفاة من مكان إلى آخر لمصلحة واُخرى ، فمثلاً تنقل من أرض غير

___________________________________

١ ـ النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين ، نعمة الله الجزائري : ٢٩١.

١١٥

مقدسة مغصوبة إلى اُخرى مقدسة ، أو إخراج الرفاة من مكان غير لائق يمسّ كرامة المتوفّىٰ ، ولا يخفى أنّ قبر يوسف الصدّيق عليه‌السلام كان في الماء ؛ لاعتزاز أهل مصر به ، لِما رأوا فيه من حسن الحال وتغيّر الأحوال.

٢ ـ فسأل عمّن يعلم موضعه ، وهذا يعني أنّ بعض القبور ينبغي أن تكون معلومه غير دارسة الأثر ، كقبور الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام والأولياء والصلحاء والشهداء ، وقبور الفراعنة والجبابرة ، وهي آية للناس ، وهو قوله تعالى : ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ).

ولكنّ العجب العجاب الذي نراه اليوم من ثلّة قليلة تحتقر القبور وتصغِّر أمرها ، لا بل تقتل أو تضطهد مَن يزورها ، وتَسِمُه بالكفر والإلحاد !

٣ ـ عجوز مقعدة عمياء تعلم موضع القبر ويجهله عليّة القوم ، وتطالب بأربع خصالٍ مقابل أن تخبر عن موضعه : إطلاق رجليها ، وإعادة شبابها لها ، وإعادة بصرها ، وأن تكون مع النبيّ موسى عليه‌السلام في الجنّة.

إنّ ما طلبته ليس بهيِّن ، طلبت الدنيا والآخرة والجنّة بدرجة كليم الله عليه‌السلام ، لا لشيءٍ ، وإنّما لتدلّه على قبر يوسف الصدّيق عليه‌السلام.

وفي يومنا يعتبر هذا الأمر من الإعجاز ، ويوجب الإنكار والاستصغار... عظام نخرة ، وقبر تحت الماء سواء كان فوق الأرض أم تحت الثرى لا يزيد ولا ينقص ، ولكن حين أوحى الله تعالى إلى موسى عليه‌السلام : « يا موسى أعطها ما سألت ، فإنّك إنّما تُعطي عليَّ » ، وقد وفىٰ لها

١١٦

شرطها فدلّت عليه.

وهكذا في قبر هاجر وإسماعيل عليهم‌السلام في الحِجر ، فمن جعل الحِجر خارج الطواف فطوافه وحجه باطل ، وإذا اُقيمت الصلاة وكان اتّجاهه لغير الحِجر فصلاته باطلة ، والصلاة عمود الدين ، فمن أقامها فقد أقام الدين ، من تركها فقد هدم الدين. نعم.

تزورون الحِجر وهو مقبرة لهاجر وإسماعيل كما أسلفنا ولسبعين نبياً ، وتحرّمون زيارة القبور ؟!

تصلّون إلى الحِجر وتحرّمون الصلاة عند القبور ، وتُسرجون على الحِجر ليل نهار وتحرمون الإسراج على القبور ؟!

إنكم تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.

فهل من دليل عقلي أو نقلي على حرمة زيارة القبور ؟

١١٧

مع التفاسير

جاء في تفسير روح المعاني : عن عمر بن عبد العزيز أنّه قال : لابد لمن زار أن يرجع إلى جنّة أو نار. وفيه أيضاً إشارة إلى قِصَر زمن اللبث في القبور ، والتعبير بالماضي لتحقّق الوقوع أو لتقليد من مات أولاً ، أو لجعل موت آبائهم بمنزلة موتهم.

وممّا يُقضى منه العجب قول أبي مسلم : إنّ الله عزّ وجلّ يتكلم بهذه السورة يوم القيامة تعبيراً للكفار ، وهم في ذلك الوقت قد تقدمت منهم زيارة القبور ، وقيل : هذا تأنيب على الإكثار من زيارة تكثراً بمن سلف ومباهاةً وتفاخراً به ، لا اتّعاظاً وتذكّراً للآخرة كما هو المشروع ، ويشير إليه خبر أبي داود : « نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّها تذكّركم الآخرة » (١).

إذن : اتفق صاحب روح المعاني مع ما نحن عليه من أنّ المشروع من الزيارة هو : الاتّعاظ والتذكير بالآخرة ، كما أشار إليه خبر أبي داود المذكور.

فما الفرق بين زيارتنا للقبور وزيارة عائشة زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لقبر أخيها عبد الرحمٰن ؟!

وهل عبد الرحمٰن هذا أعظم شأناً من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يجوز

___________________________________

١ ـ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، محمود الآلوسي البغدادي : ١٥ / ٤٢٥.

١١٨

زيارة قبره ، ولا يجوز زيارة قبر غيره لأنّه أخ لعائشة ، وهي أم المؤمنين ، أم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس بأب للمؤمنين ، أم أنّ هناك فرقاً بين هذا القبر وذاك !

والمسلمون كافة يزورون قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا يزورون قبر عبد الرحمن ، أم ماذا ؟

وهل أنّ هذه الأحكام نزلت في الشيعة فحسب ؟

وإذا كان كذلك فأين الدليل ؟ وأين إلى ذلك من سبيل ؟ وإلّا سقط ما في أيديكم.

وفي تفسير المُراغي : ( حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) : أي حتى هلكتم وصُيِّرتم من الموتى ، فأضعتم أعماركم في ما لا يجدي فائدة ، ولا يعود عليكم بعائدة في حياتكم الباقية الخالدة.

قال العلماء : إنّ زيارة القبور من أعظم الدواء للقلب القاسي ؛ لأنّها تذكّر بالموت والآخرة ، وذلك يحمل على قصر الأمل والزهد في الدنيا وترك الرغبة فيها. ومن ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، فإنّها تزّهد في الدنيا وتذكّركم الآخرة » (١).

نعود لنكرر قول العلماء : إنّ زيارة القبور من أعظم الدواء للقلب القاسي ؛ لأنّها تذكّر بالموت والآخرة ، وذلك يحمل على قصر الأمل والزهد في الدنيا وترك الرغبة فيها.

___________________________________

١ ـ تفسير المراغي : ٢٣١.

١١٩

ولكن ممّا يُؤسَف له أن تكون خلاصة السُنّة عندكم في خطبة العيد بعد أن حضر المسلمون ليستمعوا ما استُجدَّ من أحوال المسلمين ، ويقفوا على الحلول الناجعة لتقدّمهم ومعالجة اُمورهم ومشاكلهم هي : « لعن الله اليهود والنصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد » ، عبّاد القبور ، زوّار القبور. إنّها هدية العيد السعيد ، وحلوى لضيوف الرحمن !!

يا قوم اتّقوا الله ، ها أنتم تزورون القبور ، وتتّجهون إلى الحِجر إذا قال الإمام : قد قامت الصلاة.

فما بالكم كيف تحكمون ؟!

ذهبت بلاد العرب والإسلام طعمةً بيد الأجنبي الكافر ، وبِتُّم لا حول لكم ولا قوة ، كما ذهبت بلاد الأندُلس ، تحكّمت فيكم الشهوات ، وحبّ الدنيا ، فلا أنتم تصحون ، ولا أنتم تتركون الناس يشقّون الدرب إلى حيث يسعدون !

١٢٠