منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٥

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٥

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ملك محمد خياط
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٥٨١

من الأمير تمام الصر ، وقد جعل الباشا هذا الأمر دسيسة منه ، وأخفى (١) ما بيده من السند إلى هذا الوقت ، وأظهره. فكان من تدبير أمير الحاج أن ادعى عليه في المجلس بالوكالة من طرف الخواجة محمد الشبابي (٢) ، واستيفاء ما هو عليه من الديون.

فأقرّ الباشا به ، وطلبه ثبوت وكالته ، فأحضرها في الحال ، وحاسبه على كامل الدين ، فقطع العشرين كيسا وما بقي عليه / من الدين غلقه (٣) للأمير ، وانقضى (٤) المجلس على هذا ، وحصل التوفيق بينهما على أن الصنجق يعرض الأمر إلى السلطنة العلية :

«فإن جاءه (٥) الأمر بعودها ثانيا (٦) وإثباتها كما كانت ، فتكون عند الباشا دينا ، وإلا فلا».

وقرأوا (٧) الفاتحة على هذا ، وتوجه كل إلى محله ، وصلى أمير الحاج المصري الظهر في المدرسة.

فلما كان بين الظهر والعصر من يوم السبت المذكور (٨) : زعق نفيره وركب بالآلاي والموكب العظيم حكم قانونه القديم (٩) ، وركبت

__________________

(١) في (أ) «أطفى». والاثبات من (ج).

(٢) في (ج) «الشرابي».

(٣) في (ج) «علقه».

(٤) في (ج) «انقض».

(٥) في (ج) «جاءة».

(٦) سقطت من (ج).

(٧) في (ج) «فقوا».

(٨) السبت ٢٥ ذي الحجة ، والذي تم فيه عقد الاتفاق بين إبراهيم باشا صاحب جدة وبين أمير الحاج المصري إيواز بيك في بيت الشريف.

(٩) أي ما كان يعبر عنه السنجاري بقوله على جري العادة.

٥٠١

لركوبه بعض السادة الأشراف ، وأهل مكة ، ومر على باب الشريف.

وفي هذا الموسم : حج الوجيه الشيخ عبد الرحمن ، ابن صاحبنا الشيخ عباس المنوفي ، وتخلف بعد سفر الحاج ستة أيام ، والسبب لذلك :

أن حضرة الشريف أراد إرساله وصحبته الهدية إلى الدولة العلية ، ثم عرض له ، وهو أن مولانا الشريف استحسن كتابة محضر في نصوح باشا وما سلكه في هذا العام والذي قبله على [لسان](١) السادة الأشراف ، ومحضرا على لسان أهل (٢) مكة المشرفة ، وكتابة عرض من إبراهيم باشا ، وعرض من قاضي مكة ، وكتب من عنده كتبا صحبة المحاضر.

ومضمون الجميع :

«شكوى نصوح باشا ، ورفع أفعاله إلى الدولة العلية بجميع ما سلكه في الحرمين الشريفين».

فلما صار هذا الحال ترجح عنده إرسال هذه المحاضر والعروض والهدية صحبة رجل من الأروام (٣) ، فعين لإرسالها يوسف أفندي شيخ القراء. والتزم للشيخ (٤) عبد الرحمن بالتوجه في سنة غير هذه شفقة عليه ، وأنعم عليه مقابلة تخلفه وعدم إرساله مائتين ، وتم الأمر على ذلك.

فلما كان يوم غرة محرم الحرام : سافر يوسف أفندي بالهدية ، وكذلك الشيخ عبد الرحمن ، ومشوا صحبته إلى رابغ ، ومنها عين الشيخ

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج).

(٢) في (ج) «أهالي».

(٣) أي رجل من الأتراك أنفسهم.

(٤) في (أ) «الشيخ». والاثبات من (ج).

٥٠٢

عبد الرحمن رجلا من عربان حرب لأجل رفق الطريق ، وقصد زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١) ، وأخذ طريق القاحة (٢) ، وانعطف على [درب](٣) ركوبه ، ودخل المدينة المنورة صبح يوم الجمعة.

فكان مشيه من رابغ إلى المدينة المنورة في يومين ، وصبح يوم الثالث دخلها ، ووجد الحاج بها.

__________________

(١) كان الأولى أن يقول المؤلف زيارة مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأنه لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد كما في الحديث ، ويدخل في ذلك زيارة قبره صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٢) مدينة على ثلاث مراحل من المدينة ، قبل السقيا بنحو ميل. انظر عنها : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ٧٧ ـ ٧٨ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ـ على طريق الهجرة ٣٢٨ ـ ٢٤٠. والقاحة مشهورة في كتب السيرة. انظر : ابن هشام ـ السيرة النبوية ٢ / ٩٨.

(٣) ما بين حاصرتين من (ج).

٥٠٣
٥٠٤

ودخلت سنة ١١٢٣ ألف ومائة وثلاثة وعشرين :

وكان افتتاح غرة محرم الحرام بالخميس.

وفي اليوم الثاني منه : وصل مورق من ينبع يخبر :

أن عربان حرب جمعوا جموعا كثيرة ، وقصدوا لنصوح باشا في جبال خيف بني عمر (١) وقبل (٢) وصوله إلى ذلك المحل أرسل إليه مبارك (٣) ابن مضيان يعرفه :

«أن العرب اجتمعوا وجلسوا قدامك في الطريق ، والقصد أنك تطلق الجماعة الذين مسكتهم من بئر هبير ، وتسلم لهم دية المقتول منهم ، وترد عليهم ما أخذته من مال وجمال وأغنام ، وإن لم تفعل [ذلك](٤) وإلا فما لي قدرة على مدافعتهم».

فما التفت الباشا إلى هذا الكلام ، ونوى على قتالهم ، وأرسل من عسكره جماعة يكشفون له حقيقة الحال ، فلما وصلوا إلى محل العربان كمنوا لهم إلى أن تمكنوا منهم ، وغاروا عليهم فقتلوا غالبهم ، وما بقي رجع إلى (٥) الباشا وأخبره بالواقع ، فاشتد عليه الكرب ، وتعب غاية التعب.

__________________

(١) الخيف : ما انحدر من غلظ الجبل ، وارتفع عن مسبل الماء وهو الوادي. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٢ / ٤١٢. وخيف بني عمر وهو وادي الفرع. البلادي ـ على طريق الهجرة ٧٨ ـ ٧٩ ، ٨٨. وجبال بني عمر هي حرة الحجاز المعروفة قديما ، وبنو عمرو هم فرع من مسرح من حرب. انظر : البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٣٣٠.

(٢) في (ج) «فقيل».

(٣) في (ج) «امبارك». وهو شيخ قبيلة حرب. أحمد زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ١٦٣.

(٤) ما بين حاصرتين من (ج).

(٥) في (ج) «مع الباشا».

٥٠٥

فلما رأى الغلب ، وعدم الماء ، صالح على نفسه بخمسة وعشرين كيسا ، أرسلها إلى مبارك بن مضيان.

فأرسل مبارك إلى العرب وجمعهم ، وتعاهدوا هو وإياهم عن الكف عن الحرب ، ويفرق عليهم هذه الدراهم. فوافقوا على ذلك.

ثم أرسل إلى الباشا يعرفه بذلك ويقول له : «حال يصل إليك رسولي إرحل بالحج ، لأن العربان جمعتهم عندي ، وفرقت عليهم الدراهم».

فعند ذلك رحل الباشا بخزنته ، وصحبته أكابر الحج وأتباع الدولة ، وتأخرت عنه بعض الحجاج لورود الماء ، ولأمر أراده الله :

أن عرب عوف قبيلة من حرب (١) استقلوا ما أعطاهم / الشيخ مبارك من الدراهم لكثرتهم ، فحصل بينهم وبينه مواثقة (٢) فنكثوا عليه ، ولحقوا الحجاج الذين تخلفوا ، ولحقوهم وأخذوهم عن آخرهم. وحصل بذلك غاية المصيبة على المسلمين. ـ فإنا لله وإنا إليه راجعون ـ.

فحصل عند الشريف والمسلمين غاية الغمّ من هذا الفعل ، وأرسل [إلى](٣) مبارك بن مضيان يقبح فعله ، ويعرفه أن سيف السلطان طويل (٤).

وأما ما كان من نصوح باشا : فعند وصوله إلى المدينة المنورة طلب

__________________

(١) في (ج) «عرب قبيلة عوف من حرب». والاثبات من (ج).

(٢) في (ج) «مواقعة». والمواثقة : أي عهد واتفاق.

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من المحققة يقتضيها السياق.

(٤) كناية عن غضب الدولة العثمانية ، وأنها لن تسكت عن هذا العمل. انظر : أحمد زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ١٦٣.

٥٠٦

من أهلها محضرا مضمونه (١) :

«أن جميع ما صار علي وعلى الحجاج من نهب وتعب ، فكله بأمر من الشريف عبد الكريم».

فما وافقوه على ذلك ، وقالوا :

«ما عندنا علم بهذا ، فكيف نكتب بشيء ما شهدناه»؟!.

فلما أيس من [ذلك](٢) تكلم على شيخ الحرم ، وزربه ونسبه بالولس مع الشريف وحرب.

ثم أنه جمع أكابر حجابه ، وقاضي المدينة المنورة المتوجه صحبته وأمير الصرة ، وكتب حجة مضمونها :

«أن الشريف عبد الكريم أرسل اخوانه إلى عرب حرب ، وأمرهم بقتل الباشا ، ونهب الحجاج ، وأننا رأينا إخوة (٣) الشريف بأعيننا (٤) يقاتلون (٥) مع عرب حرب».

وكتب فيها جميع ما أراد ومن توقف عن الشهادة أرضى خاطره ، وكتب من عنده عرضا بما أراد ، وأرسله صحبة الحجة إلى الدولة العلية من أثناء الطريق ، وأرسل صحبتهم خليل كيخية (٦).

وفي يوم الجمعة رابع عشر صفر الخير : عزل الشريف أغاة

__________________

(١) في (أ) «مضمونها». والاثبات من (ج).

(٢) ما بين حاصرتين من (ج).

(٣) في (أ) «أخو». والاثبات من (ج).

(٤) في (ج) «بعيننا».

(٥) هكذا في النسختين «يقاتلوا». والصحيح ما أثبتناه.

(٦) أي وكيله.

٥٠٧

الإنقشارية موسى أغا ، ونصب عوضه الأوضة باشي (١) لأمر أوجب ذلك ، وبطلب (٢) من العسكر ، فإنه أفتن (٣) بينهم ، فطلعوا إلى الشريف وطلبوا منه هذا الأمر.

وفي ليلة ثاني عشر ربيع الأول : وصل مورق من جدة والشريف في المسجد ، فوصل إليه ، وبشره : «أن المراكب الهندية وصلت مرسى إبراهيم وفيها من الصدقة لأهالي الحرمين خمسة لكوك ربية».

فحصل بذلك للشريف والمسلمين غاية السرور التام للخاص والعام.

وفي يوم سابع عشر ربيع الأول : انتقل إلى رحمة الله الخواجة الوزير عثمان حميدان ، ـ تغمده الله بالرحمة والرضوان ـ (٤) ، وخلف من الذكور أولادا (٥) ثلاثة ، وبنتا واحدة.

فطلع أولاده للشريف وأخذ بخاطرهم ، ومنع القاضي آغاة الإنقشارية من الختم على بيته. وحصل لهم من الشريف غاية الرعاية ، لأن عثمان كان من أكبر أصدقائه خدمة مولانا الشريف.

وفي يوم الجمعة سادس عشر الشهر المذكور :

وصل السيد قطب الدين ، أمين الصدقة ، مكة ، وقد عين مولانا الشريف لسكنه بيت السيد زين العابدين سمره عند باب ابن عتيق ،

__________________

(١) بالتركية تعني غرفة ، حجرة. وأوضة باشي : رئيس الغرفة التي يسكنها الجنود. رينهارت دوزي ـ تكملة المعاجم العربية ١ / ٢١٣.

(٢) في (أ) «ويطلب». والاثبات من (ج).

(٣) افتن : أي أفسد. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ١٠٤٩.

(٤) انظر : محمد علي الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن ٢ / ١٧٧ ، أحمد زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ١٦٦.

(٥) في (أ) «أولاد». والاثبات من (ج).

٥٠٨

وأرسل إليه صحبة القاضي عيد زاده ، التخت إلى جدة ، ودخل مكة به ، وأرسل أيضا لملاقاته الشريف بعضا من (١) خيالته وعسكره يتلقونه (٢) من الطريق ، وأمر له بضيافة ، وأهدى إليه هدية ، وأكرمه غاية الإكرام.

وفي يوم السبت خامس شهر ربيع الثاني : وصل مستلم إسماعيل باشا متولي جدة ، وعزل إبراهيم باشا ، ودخل مكة المشرفة ظهر اليوم المذكور ، ونزل بيت السيد أحمد أفندي نائب الحرم. وبعد صلاة العصر طلع إلى الشريف ، وسلم عليه ، وأعطاه الكتب الواصلة صحبته من الآستانة (٣) ، ومن أمير الحاج إيواز بيك وإبراهيم بيك ، ومن أهل مصر ، ومضمونها :

«بعد السلام والدعاء ، أن حضرة السلطان أنعم علينا بولاية بندر جدة من غرة محرم / الحرام».

وألبس الشريف المستلم فورا قاقم. وكتب له كتبا ، وأمره بالنزول إلى جدة من ليلته بعد أن سجل صورة الأمر الوارد صحبة القاضي عيد ، ومضمون كتب الصناجق :

«بعد السلام والدعاء والثناء ، الأخبار بما وقع في مصر المحروسة من الفتن بين العساكر والصناجق ، وشدة ما صار من الحصار ، ورمي المدافع ، وإنها إلى تاريخه ما سكتت ، والمسئول منكم الدعاء أن الله يصلح أحوالنا والمسلمين أجمعين (٤)».

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) في (ج) «يلقونه».

(٣) في (ج) «أستاذه». والآستانة : هي استنبول عاصمة الدولة العثمانية.

(٤) انظر : محمد علي الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن ٢ / ١٧٧ ـ ٢٠٩.

٥٠٩

وفي يوم الاثنين حادي عشرين الشهر المذكور (١) : وصل إبراهيم باشا من جدة ، وسلم البندر لمستلم إسماعيل باشا ، ونزل بيت البلطجي (٢) ، وأنزل جماعته حواليه من البيوت ، وركب الشريف وسلم عليه.

وفي خامس جمادى الآخر : شرعوا في تقسمة الصدقة الهندية على أهل مكة المشرفة ، حسبما رتبه ووزعه الشيخ محمد أكرم (٣) بن الشيخ عبد الرحمن مفتي الهندية ، والسيد قطب الدين.

وفي يوم السبت ثاني عشرين الشهر المذكور : ورد نجاب من مصر المحروسة ، وأخبر بجميع ما صار في مصر من الفتن والحصار والقتال وهرب أيوب بيك ، وجمع من الأغوات والكواخي الكبار ونهب بيوتهم ، وحرقها ، وقتل جماعتهم وأتباعهم ، وبيع أملاكهم.

فحصل بهذا الخبر غاية الكرب والتعب على المسلمين.

وأخبر أيضا : أن يوسف بيك مملوك الأمير إيواز بيك بعد ما مات أستاذه أقام الحرب ثانيا ، وأخذ بثأر سيده ، وقتل خلقا كثيرا فيه ، وصار أميرا على الحاج عوض أستاذه ، وأن ابن المرحوم إيواز بيك جعل وكيلا

__________________

(١) ربيع الأول.

(٢) من البلطه جيه : وهي مشتقة من كلمة بلطه ، وهي كلمة عربية وتركية بمعنى الفأس الذي يستخدم في قطع سيقان الأشجار. أما معناها كمصطلح تاريخي : فهو فرقة عسكرية في الجيش العثماني تسمى بلطجي أو جاقي ، أي فرقة البلطجية. انظر : عبد العزيز الشناوي ـ الدولة العثمانية دولة مفترى عليها حاشية (٤) ، حسين المصري ـ معجم الدولة العثمانية ٤٩ ـ ٥٠.

(٣) هو ابن الشيخ عبد الرحمن الحنفي رئيس المحدثين ، وشيخ الإسلام في الهند ، جاور بمكة إلى أن توفي سنة ١١٢٢ ه‍. الدهلوي ـ أزهار البستان (مخطوط) ٢٢٨.

٥١٠

على وقف الخاصكية ـ والدة السلطان ـ عوض والده.

وكانت فتنة عظيمة تاريخها" الفتنة الصماء" (١) لم يسمع بمثلها في مصر ، واستمرت زهاء من سبعين يوما.

هذا ما وصل من الأخبار صحبة النجاب مختصرا ، وإلا فقد أفردت هذه الواقعة بالتصانيف (٢) ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ.

وفي يوم السبت ثاني عشر شهر شعبان : جلسوا وفرقوا على الناس بقية الصر الذي عند الشريف وهي ستة دفاتر بقيت من : الجديدة ، والمستجدة ، والحلبية ، ومحمد باشا ، والسليمانية ، وكرى حب سليمان.

ثم بعد ذلك سلم إبراهيم باشا بقية ما عنده من الصرّ ، وفرقوه أيضا على الناس. فجملة ما كان عند الشريف خمسة آلاف أحمر وخمسمائة ، والذي عند إبراهيم باشا ستة آلاف أحمر.

وفي يوم ثاني عشر رمضان : وصل إسماعيل باشا إلى جدة صحبة المراكب ، وأرسل خازنداره إلى مكة للقيام بخدمة ختم (٣) مولانا السلطان. فوصل وتوجه إلى حضرة الشريف ، وسلم عليه ، وأخذ في أسباب المولد (٤). فبعد أن تم رجع إلى جدة وأرسل إليه هدية ، وتوجه

__________________

(١) بحذف حرف الهمزة يكون حسابها بالجمل ١١٢٣ ه‍. وبإضافة الهمزة يكون ١١٢٤ ه‍ ، كما عند الجبرتي في تاريخه. انظر : الجبرتي ـ تاريخ عجائب الآثار ١ / ٨٦.

(٢) ومن التصانيف التي كتبت عن هذه الفتنة : محمد علي الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن ٢ / ١٧٧ ـ ٢٠٩. الجبرتي ـ تاريخ عجائب الآثار ١ / ٦٥ ـ ٨٦. وهذه الفتنة عرفت بفتنة إيواز بيك ، وسببها كما يذكر الحسد وحب الرئاسة بين المماليك. ومن أهم ضحاياها الأمير إيواز بيك الذي قتل في أثناء الفتنة.

(٣) أي ختم القرآن الكريم للسلطان.

(٤) أي الاستعدادات التي تسبق المولد.

٥١١

وسلم على الشريف. وعند خروجه أركبه حصانا مكمل العدة.

وفي ثالث عشرين رمضان : وصل نجاب من مصر آخر النهار ، وكان حضرة الشريف في طوى ، فتوجه إليه وأعطاه الكتب ، ومضمونها :

«أن الفتن سكنت ، وأن مصر الآن في غاية الأمن والأمان والسخاء والرخاء ـ لله الحمد والمنة ـ.

وأن المحضر الذي أرسلتموه (١) بسبب غلال الحرمين وصل ، ونحن في مزيد من الهمة والإجتهاد ، وكامل الإسيالة قد شحنت في الخشب (٢) ، وكذلك / الحب المنكسر وقدره خمسة الآف إردب [حب](٣) ، الجميع واصل إليكم وما عندنا تقصير ، وما طلبتم يتم على أحسن حال».

وفي ليلة الخميس سلخ رمضان : اتفق أن كان في السماء غيم ، فجاء بعض الناس وشهد عند القاضي فامتنع من قبولها.

ثم شاع عند الناس أن القاضي حكم برؤية الهلال ، فكبروا للعيد ، فسمع التكبير ، فأرسل ونادى في البلاد :

«أن الهلال ما ثبت عندي ، وأن غدا من رمضان».

ثم أصبح الصباح وجاء جماعة عند القاضي وشهدوا ، فقبل ، وحكم بموجب هذا. وشاع عند الناس أيضا ، فما صدقوا ، ووصلوا إلى القاضي ، ووقع القيل والقال ، فأخذ القاضي شربة ماء فشربها.

فلما شاهدوا فعله كبروا وأرسلوا إلى الخطيب ، وأمروه بالنزول

__________________

(١) هكذا في النسختين «ارسلتوه». والصحيح ما أثبتناه.

(٢) المقصود السفن.

(٣) ما بين حاصرتين من (ج).

٥١٢

للصلاة. فنزل وصلى ، وغالب الناس لم يدركوا صلاة العيد.

وفي يوم الأحد حادي عشر شوال : وقعت لطيفة وهي من كمال الغفلة (١) ، وسببها :

أن جارنا باكير جلبي دورلي ، ماتت عنده جارية (٢) ، فبعد تمام غسلها وتجهيزها طلبوا التابوت لوضع الميت فيه ، فأدخلوه (٣) مسترا وخرجوا ، ثم دخلوا لأخذ الميت ظنا بأنهم قد وضعوه فيه ، وشيّع (٤) الناس الجنازة إلى المسجد ، فعند وضعها تحت باب الكعبة ، ظهر لهم خفتها ، فنظر بعض الناس (٥) جوف التابوت ، فوجده خاليا ، فرجعوا بالنعش إلى البيت ، لوضع الميت فيه. وجلس الناس في المسجد ينتظرونهم ، حتى ظن بعض الناس بهذا الفعل أن الميت قد رجعت روحه ، ثم وصلوا به ثانيا إلى باب الكعبة ، وصلوا عليه بعد العصر ، ودفنوه (٦).

وفي يوم الجمعة ثالث وعشرين شوال : وصل مكة المشرفة محمد بيك بن حسين باشا ، المعين من طرف السلطان الغازي (٧) أحمد خان

__________________

(١) في (ج) «العقلة».

(٢) الجارية : الأمة ، وإن كانت عجوزا ، الفتية من النساء. إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ١١٩.

(٣) في (أ) «فأدخلوا». والاثبات من (ج).

(٤) في النسختين «شيعوا». والصحيح ما أثبتناه.

(٥) سقطت من (ج).

(٦) انظر : عبد الله غازي ـ افادة الأنام ٣ / ١٩٩.

(٧) الغازي : من الغزو ، وهو اسم للحرب التي كان يشترك فيها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وكانت حروبه تسمى المغازي. وهو من الألقاب الاسلامية السنية والتي تدل على روح الجهاد الاسلامي. انظر : محمد البقلي ـ التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ٢٥٤ ، حسن الباشا ـ الألقاب الإسلامية ٤١١ ـ ٤١٢. وهذا اللقب كان الخلفاء العثمانيون

٥١٣

لعمارة عين مكة ، وهو الذي قد جاء سابقا سنة ألف ومائة وثمانية بثمن (١) غلال أهل الحرمين المنكسر ، وكان وصوله صحبة المراكب إلى بندر جدة ، ومعه مهمات ما تحتاج إليه العمارة من خشب وحديد وغير ذلك.

وجاء بمعلمين من الآستانة ـ اصطنبول ـ صحبة أرباب الخبرة ، وأخذوا له جميع ما يحتاج إليه من مصر لأنه وصلها في السنة (٢) التي قبل هذه وأقام بها وقضى منها مصالحه ، وأتى من جدة إلى مكة ، ودخلها ليلة الجمعة ، وطاف وسعى وطلع لحضرة الشريف ، وسلم عليه ، ثم رجع إلى طوى ، وبات هناك.

وفي الصبح ركب إليه السيد يحيى بن بركات ، وصنوه السيد عبد الله ، وابراهيم باشا المنفصل عن جدة ، وصحبتهم خيالة الشريف وأتباعه ، أرسل إليه فرسا عربية مكملة العدة ، فركبها ، ودخلوا به من أعلا (٣) مكة ضحوة يوم الجمعة.

وقد عينوا لسكنته بيت إبراهيم بلطجي الكائن بسويقة.

وفي يوم الثلاثاء سابع عشرين الشهر المذكور (٤) : عزم مولانا الشريف بعد الظهر ، هو ومحمد بيك بن حسين باشا المعمار ، والسيد يحيى بن بركات ، وجمع من السادة الأشراف ، وقاضي مكة المشرفة ،

__________________

يحرصون عليه لأنه يدل على تمسكهم بالإسلام وبالجهاد في سبيل نشره.

(١) جاء ذكره باسم الآغا الواصل بثمن الحب.

(٢) ١١٢٢ ه‍.

(٣) في (ج) «أعلى».

(٤) شهر شوال.

٥١٤

والمفتيون وبعض العلماء ، وإبراهيم باشا ، ومحمد بيك صنو سليمان / باشا بطريق النيابة عن اسماعيل باشا متولي (١) جدة ، والشيخ محمد الشيي ، والسيد أحمد أفندي نائب الحرم الشريف ، والمهندسون ، وأرباب الخبرة ، لأجل الكشف على (٢) الخراب الذي بالعين ، وما تحتاج إليه من العمارة ، فوصلوا إلى عرفة.

وقد كان حضرة الشريف أمر بنصب الصيوان والخيام ، وجعل السماط بها ، وكذلك ما يحتاج إليه الأمر من عليق (٣) وعلف (٤) ، بحيث لا يتكلف أحد ممن تبعه من صغير وكبير إلى نقل طعام ولا غيره منذ غيبتهم ، وباتوا تلك الليلة بها.

وفي الصبح قريء الخط الشريف الوارد صحبة محمد بيك المعمار بسبب العمارة ، ومضمونه :

«إننا قد عيّنا فخر الأماجد والأعيان ، محمد بيك بن حسين باشا ، وزير جدة ، لعمارة عين مكة المشرفة ، وأصحبناه مائتي كيس ، منها خمسون [كيسا](٥) مهمات ، ومائة وخمسون كيسا من النقد العين.

وأمرناه بعد الكشف بنظركم ، ونظر قاضي مكة ، وشيخ الحرم متولي جدة ، أن يعمر عمارة ماكنة ، بحيث تبقى زمنا طويلا ، وإذا

__________________

(١) في (أ) «متول». والاثبات من (ج).

(٢) في (ج) «عن».

(٣) العليق : ما تعلفه الدابة من شعير ونحوه. إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ٢ / ٦٢٣.

(٤) العلف : طعام الحيوان. إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ٢ / ٢٦٢.

(٥) ما بين حاصرتين من (ج).

٥١٥

احتاجت العمارة إلى مهمات ودراهم تعرفونا بسرعة ، نرسل لكم (١) جميع ما يحتاج إليه الأمر منه».

فبعد (٢) تمام القراءة ، توجه الجميع إلى وادي نعمان ، وأشرفوا على الخراب الذي بالعين ، وتكلم المهندسون بأن :

«الأمر يحتاج إلى إصلاح خمس من الخرزات (٣) ، وإحداث عشر أخر مستجدة ، وتصليح بقية الدبول (٤) من نعمان إلى مكة».

فتكلم حضرة الشريف مع محمد بيك فيما قاله المهندسون.

فأجاب : «بأني مأمور بتعمير الخراب ، وأما إحداث شيء من الزوائد ، فيحتاج رفع ذلك بعرض إلى السلطان نصره الرحمن».

فاتفق الحضور جميعا أن الأمر يحتاج إلى ما قاله المهندسون من إحداث الخرزات ، وعمارة الدبول ، والعرض بذلك.

فبات الجميع ليلة الخميس بنعمان على أجل إكرام وأكمل نظام (٥) ، وصاروا منها يتبعون أثر العين ، ويكشفون ما بها من خراب ودمار ، إلى أن وصلوا المفجر ، وباتوا فيه ليلة الجمعة على أحسن حال.

وصبح يوم الجمعة سلخ شوال : ركبوا ودخلوا مكة ، واتفقوا في الشروع للعمارة بعد توجه الحج الشريف ، لأن الوقت قد ضاق. وتم

__________________

(١) في (ج) «نرسل جميع».

(٢) في (أ) «عند». والاثبات من (ج).

(٣) الخرزات : الخزنات أو الآبار التي تغطى. لأن الخرزة تعني الغطاء من الحجر أو الرخام الذي يغطي فوهة البئر. صالح لمعي مصطفى ـ التراث المعماري الإسلامي ٩٤.

(٤) الدبول : حياض الماء أو جداول الماء. إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ٢٧٠.

(٥) في (أ) «النظام». والاثبات من (ج).

٥١٦

الأمر على هذا.

وكتبوا محضرا إلى الدولة العلية بجميع ما وقع من الكشف ، وطلب ما يحتاج إليه الأمر من الزوائد وغيره بعد الحدس والتخمين اللائق بأهل الخبرة من المهندسين والحاضرين ، وقصدهم يرسلونه إلى الدولة العلية.

وضمن المهندسون أن قدر ما يصرف فيه من الدراهم على [تعمير](١) عمارة عين مكة على الوجه المطلوب نحوا من مائة ألف شريفي أحمر ، ومائتين وأربعين أحمر.

فكتبوا بذلك دفترا ، ووضعوا عليه خطوط العلماء والفقهاء والمشرفين على العمارة جميعهم.

وفي يوم الثلاثاء سابع عشرين شوال : وصل مورق من المدينة المنورة إلى الشريف ، وأخبر أن محمد ترجمان الشريف سعيد ـ الذي كان في مصر ، وحين هرب أيوب [بيك](٢) إلى الشام ، وتوجه صحبته ـ وصل المدينة المنورة ، ومعه صورة (٣) / الأمر بالشرافة للشريف سعيد. وكتب من نصوح باشا لشيخ الحرم أيوب آغا وللقاضي والأغوات الأسباهية وأغاة القلعة ، ومضمون الجميع :

«أن البلاد صارت للشريف سعيد ، والأمر بالنداء له».

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج).

(٢) ما بين حاصرتين من (ج). وفي سنة ١٢٢٢ ه‍ ورد أمر بإقامة أيوب بيك قائم مقام لخليل باشا (باشا مصر) وفي عهده حدثت فتنة عام ١١٢٣ ه‍ ، والتي فر بسببها أيوب بيك إلى الشام نجاة بحياته من أتباع الأمير إيواز بيك. الجبرتي ـ تاريخ عجائب الآثار ١ / ٦٥ ـ ٧٩ ، أحمد زيني دحلان ـ تاريخ الدول الإسلامية ١٠٧.

(٣) في (أ) «صورت». والاثبات من (ج).

٥١٧

فتوقف شيخ الحرم أياما ، ثم تغلب (١) عليه بعض أهالي المدينة المنورة والقاضي بواسطة بعض الناس ، ونادوا للشريف سعيد بالبلاد يوم الاثنين تاسع شوال ، وزينوا المدينة ، وأرسلوا صورة (٢) الأمر الوارد لإسماعيل باشا متولي جدة ، وطلبوا منه أن ينادي بجدة ، فامتنع من النداء خوفا على البلد والطريق ، لئلا يقع خلف بموجب ذلك (٣).

فبعد وصول هذا الخبر ، أرسل الشريف السيد زين العابدين بن إبراهيم إلى جدة لحفظ البندر وتسلم جميع ما يخص الشريف ، ولم يبق فيه شيئا ، واستمر فيه محافظا له ، إلى أن دخل الشريف سعيد مكة ، وأرسل الشريف عبد الكريم إلى جدة ، يعرفه بالواقع.

وقال : «أصل إلينا بالوادي».

فركب ، وأدركه به.

وفي يوم الأحد تاسع شهر القعدة : وصل جماعة من الطائف ، وأخبروا الشريف :

«أن الشريف سعيد وصل قرب الطائف ، ومعه بعض قوم».

فأمر الشريف عسكره الجبالية ، والسقمان (٤) يبرزوا إلى المعابدة.

وصبح يوم الاثنين برزوا عند أذان العصر إلى الأبطح.

وفي يوم الجمعة رابع عشر الشهر المذكور (٥) : تعرض للخطيب

__________________

(١) في الأصل «تغلبوا».

(٢) في (أ) «صورت». والاثبات من (ج).

(٣) انظر : محمد علي الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن ٢ / ٢١٠.

(٤) في النسختين «القمان». وقد تكون السقمان لأنه لا يوجد تعريفا للقمان. والسقمان سبق تعريفه.

(٥) شهر ذي القعدة.

٥١٨

رجل من السوقة ، وبيده جنبية مسلولة. فعند وصول الخطيب إلى المنبر ضربه بها ، فتلقى عنه المرقى (١) ، وفعل هكذا ثانيا وثالثا والمرقى يتلقاها. ثم هرب الخطيب ، وصعد الرجل المنبر والسكينة في يده يومىء بها على من طلع إليه. فطلع إليه رجلان ، تركي وعبد زنجي ، ومسكوه ، ونزلوه من المنبر. فوقعت فيه العامة ضربا ، وأخرجوه من المسجد ، وأثخنوه إلى أن مات (٢).

وفي ليلة الثلاثاء ثامن عشرين ذي القعدة : أرسل الشريف للسيد محمد بن عبد الكريم يأمره بالخروج من البلد ، ولزم عليه في ذلك. وخرج وتوجه إلى الشريف سعيد بالطائف. والسبب في هذا :

بلغ الشريف أن صورة الأمر الوارد الذي جاء إلى الشريف سعيد عنده ، وأن قصده يجد فرصة ويسجله عند القاضي بواسطة عسكر الإنقشارية ، فلزم عليه بالخروج بموجب ذلك.

وفي يوم الأربعاء تاسع عشر الشهر المذكور : عقد مولانا الشريف مجلسا في ديوانه ، وأحضر قاضي الشرع ومحمد بيك بن حسين باشا المعمار ، وإبراهيم باشا ، وأغوات السبع بلكات وقال لهم :

«بلغني أن الشريف سعيد يريد دخول مكة ، وقصدي أركب إليه وأخرج أدفعه عن بلد السلطان ، وقد أقمت السيد يحيى بن بركات قائمقامي في البلد ، فتجتهدون أنتم وإياه في حفظ البلد».

فأجابوه لذلك ، وامتثلوا أمره ، وانقضى المجلس على ذلك.

__________________

(١) في (أ) «المرق». والاثبات من (ج).

(٢) لم يذكر السنجاري أسباب هذه الحادثة ، وكذلك محمد علي الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن ٢ / ٢١٠.

٥١٩

وفي يوم الخميس عشرين ذي القعدة : برز الشريف إلى المنحنى ، بعسكره وعسكر مصر ، والسادة الأشراف ، وإبراهيم باشا في مخيمه ، وأرسل من يكشف له حقيقة (١) / قوم الشريف سعيد ، ويأتونه بالخبر.

وفي يوم السبت ثاني عشرين الشهر المذكور (٢) : وصل المراسيل وأخبروه أن الشريف سعيد وصل إلى شداد (٣).

فعند ذلك (٤) أمر بدق الزير ، وأصرف على العسكر جامكية نصف شهر ، واجتمع الأشراف والعساكر. وبعد الظهر ركب وتوجه إلى عرفة ، فوجد الشريف سعيد نازلا بها ، فبات كل منهما.

وعند الصباح وقع الرمي بين الفريقين بالبندق ، واستمرا في الحرب إلى آخر النهار ، ووقع الصواب في الجيشين ، وقتل البعض من العسكرين.

ثم إن الأشراف دخلوا بينهم بالكف عن الحرب يوم الاثنين والثلاثاء ، فانتقل الشريف سعيد إلى الشريعة (٥) ـ بلاد ذوي جازان ـ والشريف عبد الكريم جلس مقابلا له بينهما مسافة ساعة.

فركب السيد عبد المحسن بن أحمد إلى الشريف سعيد وقال له :

__________________

(١) في (أ) «حقيته». والاثبات من (ج).

(٢) شهر ذي القعدة.

(٣) شداد : بلدة زراعية في وادي نعمان يمر بها الطريق بين مكة والطائف على طريق كرا. عنها انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٥ / ٢٣.

(٤) سقطت من (ج).

(٥) الشريعة : يقصد بها الشرائع لأنها على لفظ جمع شريعه ، وهي عين بوادي حنين على مسافة ٢٨ كيلا من مكة المكرمة. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٥ / ٣٠.

٥٢٠