منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٥

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٥

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ملك محمد خياط
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٥٨١

فحصل عند السيد زين العابدين بهذا الخبر غاية السرور التام ، فكتب هو وأمير الحاج كتبا بموجب ذلك ، وأرسلوها مع نجاب لحضرة الشريف ، فكانت في غاية المطلوب.

ودخل (١) موسم هذه السنة (٢).

فلما كان يوم السبت غرة شهر ذي الحجة : وصل السيد زين العابدين مكة ، من عند (٣) الأمير ، وصحبته جوخدار الوزير ، وكتخذا الأمير ، والوجيه الشيخ عبد الرحمن ، ابن صاحبنا الشيخ عباس المنوفي ، وطلع إلى ملاقاتهم إلى طوى السيد يحيى بن بركات ، وصنوه السيد عبد الله وأولادهما ، وبعض السادة الأشراف ، وخيالة الشريف. ومشوا صحبته إلى أن وصلوا بيت مولانا الشريف ، وصحبتهم المكاتيب الواردة من الصدر الأعظم الوزير علي باشا صحبة الجوخدار ، ومضمونها :

«إبطال ما في نفس نصوح باشا من التصرف في الحرمين الشريفين».

فحصل بذلك تمام الفرح للمسلمين.

وفي ثالث الشهر (٤) المذكور : وصل نجاب من أمير الحاج إبراهيم بيك يخبر :

«أن نصوح باشا لحقنا في بندر بدر ، فعند نزوله شدّينا ، ونزلنا بندر رابغ ، فأخذنا مرحلتين في مرحلة ، لأجل السعة واكتفاء للشر ،

__________________

(١) في (ج) «ثم دخل».

(٢) ١١٢١ ه‍.

(٣) في (أ) «صحبة الأمير». والاثبات من (ج). ويؤيد ذلك سياق الأحداث.

(٤) ذي الحجة.

٤٨١

فشد عقبنا ، وجدّ في سيره إلى أن أدركنا ، وتقدم أمامنا ، وتعرض لنا في الطريق ، وطلب بذلك شرنا ، وأرسل بكلام فهمنا منه الهوى والغرض في الأمور. فأجبناه بجواب لائق بمقامه.

والقصد أنه إذا وصل إليكم تركبون إليه على جاري عادتكم ، وتلبسون القفطان الوارد صحبته ، فإنه عديم الحركة من طرف السلطنة العلية ، ولا عنده ما يطفيء [به](١) فتيلة».

فلما فهم حضرة الشريف من نصوح باشا الهوى والغرض بهذا الفعل ، وحزم أمره ، وجمع العربان ، واعتد لمدافعته ونزوله عما هو عليه.

وأراد كشف ما هو منطو عليه ، فكان تدبيره : أن أرسل إليه كتابا وجماعة من الأعيان إلى الوادي (٢) يردونه إلى الصواب ، ويعرفونه بالقواعد والقوانين (٣) ، وأخبروه بأن حضرة الشريف يقول لكم :

«التقدم في دخول مكة المشرفة لأمير المصري ثم الشامي».

فامتثل الأمر ، ووافق على ذلك ، وأزال ما كان في نفسه لعدم التمكن من مراده ، وألبس مولانا السيد يحيى بن بركات فرو سمور ، وقدم له فرسا مكملة العدة ، وألبس باقي الجماعة أصوافا ، وأرسلهم إلى أمير المصري يخبرونه بذلك المجلس. وربما أرسل إليه حضرة الشريف ، وأنه يتقدم على جاري عادته.

وكان أمير المصري في ذلك اليوم نزل الوادي ، فتوجهوا إليه

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج).

(٢) وادي مر الظهران.

(٣) هي القواعد والقوانين التي كانت تراعى في دخول مكة لأمراء الحاج حيث كان يدخل المصري ثم الشامي.

٤٨٢

وأخبروه بالواقع ، فاعتذر عن التقدم لبعض أمور اقتضت ذلك ، وقال لهم :

«يتقدم حضرة الباشا بطيب خاطر ، وانشراح صدر مني».

ثم ألبس السيد يحيى أيضا فروا سمورا ، وقدم له فرسا مكملة العدة ، وباقي الجماعة أصوافا مثل ما فعل الباشا ، وطابت نفوس الأمراء بذلك.

ولما كان خامس ذي الحجة الحرام : ركب [مولانا](١) الشريف بآلاي والموكب العظيم ، بالسادة الأشراف ، والعساكر ، وسائر العربان ، في غاية من الجند والعتلة / وتوجه إلى المحل المعتاد للقاء الأمراء ، ولبس (٢) القفطان الوارد صحبة أمير الشامي نصوح باشا.

ولم يحصل شيء من المخالفات جملة كافية.

وأصبح يوم ست (٣) : ركب وعرض لأمير المصري بذلك الجند (٤) ، ولبس القفطان الوارد صحبته.

وهذه مرة ثانية وصل إبراهيم أميرا على الحاج ، وحج أولا في أيام المرحوم الشريف أحمد بن غالب ، وكان أيضا أمير الحاج المصري وهو في غاية من العقل والوقار والكرم وحسن الملاقاة للناس ، وبالخصوص لأهل الحرمين.

ثم إن الشريف طلع وحج بالناس ، على جاري عادته في غاية الأمن والأمان ، لم يقع شيء من المكدرات والمخالفات جملة كافية ـ لله الحمد

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج).

(٢) في (أ) «والبس». والاثبات من (ج).

(٣) المقصود السادس من ذي الحجة.

(٤) في (أ) «البند». والاثبات من (ج).

٤٨٣

والمنة.

وكانت الوقفة بالأحد المبارك.

ونزل الباشا في بستان الوزير عثمان حميدان بالمنحنى (١).

وفي يوم الأربعاء ثامن عشر ذي الحجة : رحل (٢) من مكة ، ونزل بالآلاي والمحمل من تحت باب الشريف ،

وركب الكيخية عوضه ، وهو نزل المسجد وطاف وودع ، وخرج من باب الحزورة ، وركب معه السيد يحيى بن بركات.

وفي يوم الأحد ثالث عشرين الشهر المذكور : رحل أمير المصري بالحج من مكة ، وخرج بالآلاي والموكب العظيم ، وقد كان حضرة الشريف أهدى إليه من الخيل العربيات ، والنوق النعاميات (٣) ، وكذلك مولانا السيد يحيى بن بركات ، ومولانا السيد زين العابدين بن إبراهيم ، وتوجه من مكة والكل متشكر من صاحبه.

وفي هذه السنة : توجهت هدية مولانا الشريف إلى الدولة العلية بنظر عابدين آغا ، أحد أغوات حضرة السلطان ، الذي جاء بمحضر إمارة الحاج لإبراهيم بيك إلى مصر ، ووصل إلى مكة صحبة المراكب ، وأرخ خدمتها محمد برصلي أحد الأتراك المجاورين.

__________________

(١) في (ج) «بالنحنى».

(٢) في (أ) «وصل في». والاثبات من (ج).

(٣) نسبت إلى نعمان ، ويعرف بنعمان الأراك أكبر أودية مكة.

٤٨٤

ودخلت سنة ١١٢٢ ألف ومائة واثنين وعشرين :

وكان غرة محرم الحرام بالاثنين.

فلما كان يوم الجمعة (١) ثاني عشر الشهر المذكور : انتقل إلى رحمة الله تعالى مولانا السيد سليمان بن أحمد بن سعيد بن شنبر بن حسن بن أبي نمي ، رحم الله الجميع وكان له مشهد عظيم ، ودفن بقبة (٢) جده حسن بن أبي نمي بعد شروق الشمس من هذا اليوم ، ولم يتخلف أحد من العلماء والأعيان عن تشييعه ـ رحمه‌الله ـ.

وفي أوائل ربيع الثاني : وصل تابع السيد محمد بن عبد الكريم ، أبو الخناصر ، بكتب من سيده لحضرة الشريف ، والسيد عبد المحسن ، والسيد زين العابدين مضمونها :

«طلب الصحبة والمعونة».

وفي يوم الأحد غرة جمادى الأولى : وصل نجاب المولد من مصر ، وأخبر :

«بأنها سخاء ورخاء وفي غاية الأمن والأمان».

وأن ابراهيم بيك نزل عن إمارة الحاج بموجب ضعفه وكبر سنه.

وأن الأمير إيواز بيك ولي امارة الحاج ، وعرض له صاحب مصر إبراهيم باشا بعد أن ألبسه قفطان الإمارة برضاء الصناجق وأهل مصر ، واختاروه جميعا (٣) لهذه المكانة».

__________________

(١) في النسختين «الاثنين ثاني عشر الشهر المذكور». والتصحيح من المحققة ، والشهر المذكور هو شهر محرم. وذلك لأن غرة المحرم يوم الاثنين كما سبق.

(٢) في (ج) «في قبة».

(٣) في (أ) «جمعا». والاثبات من (ج).

٤٨٥

وفي ليلة الثلاثاء ثالث جمادى الأولى : كان دخول مولانا الشريف عبد الكريم على امرأة من عربان عدوان (١) ، دخل بها في المنحنى في مخيمه ـ جعله الله تعالى عرسا ميمونا وأقر به قلوبا وعيونا وجعل عاقبته خيرا ـ.

ولما كان [يوم](٢) سابع عشر من جمادى الآخرة : شدت قافلة المدينة المنورة.

وفي هذه السنة : زارت (٣) السيدة الشريفة عزة بنت المرحوم السيد يحيى بن عيسى ، والدة مولانا الشريف عبد الكريم ، وخرجت في موكب عظيم. وزار في صحبتها جملة من أتباعها والشرائف ، منهن / ابنة حضرة الشريف. وشدت في ثمان محفات وجحفة ، ومن الجمال زهاء من مائة جمل (٤) بالخدم والحشم في غاية الإعزاز والإكرام. وحصل في زيارتها كمال النظام ، وأرسل حضرة الشريف في صحبتها للنظر في جميع أمورها ومباشرة جميع مهماتها صاحبنا الشيخ عباس المنوفي.

وفي ليلة سابع عشر الشهر المذكور (٥) : دخل السيد محمد بن عبد الكريم ، أبو الخناصر ، مصالحا لحضرة الشريف ، وأصبح توجه للشريف واجتمع به ، وسلم عليه ، فبعد خروجه من عنده ، أرسل إليه حضرة (٦) الشريف بقشة (٧) ثياب وخمسمائة قرش إعانة له ولجماعته.

__________________

(١) بطن من قيس قيلان من العدنانية ، كانت منازلهم بالطائف من أرض الحجاز. عنهم انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ٣٠٢ ـ ٣٠٣.

(٢) ما بين حاصرتين من (ج).

(٣) في (أ) «زارة». والاثبات من (ج). أي زارت المدينة المنورة.

(٤) في (ج) «بعير».

(٥) جمادى الآخر.

(٦) سقطت من (ج).

(٧) بقجة ، وبغجة ، وبقشة : تركية جمعها بقج ، ـ مربعة من قماش مبطن مختلف ألوانه تلف بها الملابس لحفظها. رينهارت دوزي ـ تكملة المعاجم العربية ١ / ٣٩٠.

٤٨٦

ثم أنه جلس في بيته ، وطلع إليه الناس ، وسلموا عليه.

وفي يوم الثلاثاء ثامن عشر الشهر المذكور : وصل نجاب من مصر وصحبته أحد أتباع إبراهيم باشا ، المتولي جدة ، بكتب لحضرة الشريف ، ولإسماعيل خزندار قائمقام محمد باشا المتوفي ، ومضمونها :

«أنه يكون على حالته إلى أنه يصل (١)».

ووصلت الأخبار صحبة هذا النجاب ، أن أغاة القفطان وصل مصر بالأمر السلطاني واسمه حسين أغا مهتار باشا حق السلطان.

وفي أوائل شهر شعبان : وصل إبراهيم باشا إلى رابغ صحبة المراكب.

وطلع إلى البر وأحرم ، ومشى برا إلى أن دخل جدة ، وبعد يومين دخل مركبه البندر وفيه عسكره وجماعته وذخيرته ، واستمر في جدة ثلاثة أيام.

ويوم السبت سابع عشرين الشهر المذكور : طلع إلى مكة ، ودخلها تاسع عشرين الشهر وقد أمر مولانا الشريف بنصب الخيام له في طوى ، وهيأ له سماطا ، وأرسل لملاقاته مولانا السيد يحيى بن بركات بكامل خيالته ، وتلقوه (٢) إلى الصيوان ، واستمر إلى وقت السلام ، وتوجه إلى المسجد الحرام ، فطاف وسعى.

وفي الصباح : طلع إلى حضرة الشريف وسلم عليه ، فألبسه حضرة الشريف فروا سمورا ، وأرسل بقشتين من الكساوي النفيسة ، ورجع إلى

__________________

(١) أي إلى أن يأتي إبراهيم باشا.

(٢) في (ج) «تلقونه».

٤٨٧

طوى (١) ، فخرجت إليه العساكر (٢) وعساكر مولانا الشريف ، ومولانا السيد يحيى ، وصنوه السيد عبد الله بكامل الخدم ، ودخلوا به من أعلا (٣) مكة بالآلاي والموكب العظيم ، وأمامه من الخيل الجنائب (٤) ثمانية مكملة العدة الفاخرة ، إلى أن وصل (٥) إلى بيت الشيخ عيسى المغربي المعد له سكنا (٦) ، وأنزلوا باقي جماعته في بقية المدارس ، وطلع إليه أهالي مكة ، وسلموا عليه ، ولاقاهم (٧) أحسن ملقى.

وفي يوم الخميس : نزل إلى المسجد ، ودار على جاري عادته أو جاري عادة مشايخ الحرم ، ثم بعد ذلك فرق شيئا من الإحسان على الأغوات والمشديين (٨) ومكاتب (٩) الأطفال ، وألبس الشيخ تاج الدين القلعي المفتي ـ مفتي الحنفية ـ يومئذ ، والشيخ محمد الشيي ، والسيد أحمد أفندي نائب الحرم أفرية من القاقم ، وألبس الشيخ عبد اللطيف الريس صوفا نفيسا.

وفي ليلة الجمعة : دخل البيت الشريف ، وبعد الصلاة من دها ، دخل قام سيدنا إبراهيم الخليل للزيارة.

__________________

(١) سبق تعريفها.

(٢) في (ج) «عساكر وعساكر مولانا».

(٣) في (ج) «أعلى».

(٤) تعني الخيول المعدة للركوب ، وهي تدل على أهمية الشخصية التي تسير بين يديه ، كأن يقال فلان تقاد والجنائب بين يديه. إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ١٣٩.

(٥) في (ج) «وصل بيت الشيخ».

(٦) في (أ) «سكني». والاثبات من (ج).

(٧) في (أ) «ولاهم». والاثبات من (ج).

(٨) في (ج) «المتديين».

(٩) في (ج) «المكتب والأطفال».

٤٨٨

وفي يوم الجمعة ثالث عشرين شهر شعبان : بعد صلاة العصر ، ركب وتوجه إلى جدة ، وركب معه السيد يحيى بن بركات ، وابنه السيد محسن بن غياث عم حضرة الشريف ، والمفتي ، وودعوه ، ورجعوا.

وفي يوم الخميس تاسع عشرين شعبان : وصل أغاة القفطان / من طريق البحر ، وطلع إليه الآلاي وأدخلوه من أعلا مكة بالموكب العظيم ، حكم العادة القديمة (١).

ونزل حضرة الشريف إلى الحطيم ، ونزل معه سائر الجمع المعلوم ، وألبس الفرو السمور بالقفطان السلطاني ، وألبس هو وكل من له عادة في اللبس على جري العادة.

وقرأ المرسوم السلطاني صاحبنا الشيخ عباس المنوفي ، ومضمونه :

«بعد المدح والثناء ، الوصية على الحجاج والزوار والتجار والمجاورين ، على ما جرت به العادة (٢) في المراسيم».

وبعد تمام القراءة توجه حضرة الشريف إلى داره السعيدة ، وطلع إليه الناس وهنوه بالخلع السلطانية.

وفي أواخر شعبان : تفرق جماعة من السادة الأشراف ، وهم :

ذوي مسعود ، وذوي عمر ، وذوي عبد الله ، وبعض ذوي جازان ، يكون عدة الجميع قريبا من مائة وعشرين شريفا ، وطلبوا أجلة إلى عشر من رمضان المعظم ، فلما مضت ، توجهوا ونزلوا بئر الغنم (٣) قريبا من

__________________

(١) في (ج) «القديم».

(٢) في (ج) «على ما جري به عادة المراسيم».

(٣) بئر الغنم : بئر في وادي الجي على الطريق القديم بين الرويثة وشرف الاثاية ، وقد ذكرت باسم البنانية. ٢٣ كم جنوب المنصرف. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ١٦٥.

٤٨٩

الوادي. فظن حضرة الشريف أن قصدهم ينبع (١) ، فجهز مائة من العسكر الجبالية ، وأرسلهم إلى جدة ، يتوجهون بحرا ، ويحفظون بندر ينبع (٢).

ثم إن السادة الأشراف انعطفوا وأخذوا (٣) طريق اليمن ، فأرسل الشريف ، واستلحق العسكر من جدة.

وفي عشرين رمضان : وصل مورق لحضرة الشريف ، من مبارك (٤) ابن سليم وزير القنفذة يخبر :

«بأن الأشراف الجلوية التموا على الشريف سعيد ، وتعرضوا ثلاثة من الجلاب الواصلة من اليمن ، وفيها بن للتجار وغيرهم».

فجهز الشريف جماعة من عسكره ، وجماعة من عسكر الباشا ، وأرسل البعض برا ، والبعض بحرا ، والمدافع ، لمنع من يتعرض الجلاب الواردة من اليمن ، وخرج مع (٥) عسكر الشريف بعض الإنقشارية ، لأن لهم في البن الذي أخذ جانبا.

وكان تقديمه (٦) العسكر ثاني شهر شوال.

وفي يوم الأحد رابع عشرين الشهر المذكور (٧) : وصل إبراهيم باشا ، والسيد يحيى بن بركات ، من جدة ، لأجل المحاسبة بينه وبين

__________________

(١) في (ج) «الينبع».

(٢) في (ج) «بندر الينبع».

(٣) في (أ) «وأخلفوا». والاثبات من (ج).

(٤) في (ج) «امبارك».

(٥) في (أ) «من». والاثبات من (ج).

(٦) في (ج) «توجه».

(٧) رمضان المعظم.

٤٩٠

الشريف ، واسماعيل خازندار محمد باشا محسن أغا المتوفي ، وحسن أفندي كاتب البندر.

فبعد أن تم الحساب ، واتفق الحال بينهم ، أمر حضرة الشريف الوزير عثمان [حميدان](١) أن يصنع ضيافة للباشا في بستانه ، ففعل ، وأرسل عزم الباشا ، وقاضي مكة ، وحسن أغا مهتار باشي أغاة القفطان ، ومولانا السيد يحيى بن بركات ، والمفتي تاج الدين القلعي ، والشيخ محمد الشيي ، والسيد أحمد نائب الحرم.

وفي يوم الأربعاء ثامن عشر شوال : عقد مولانا الشريف مجلسا في بيته ، وأحضر الجماعة المذكورين ، والسبب لذلك : أنه وصل إليه كتاب من السادة الأشراف الجلوية ، صحبة ناخوذة (٢) جلبة الزيلعي ، لحضرة الباشا ومضمونه :

«أن الذي أخذناه من الجلاب محفوظ عندنا ، ولنا عند الشريف عدة مشاهرات منقطعة ، والقصد أن ترسلوا أحدا من طرفكم وطرف الشريف يحاسبنا على ما هو لنا. فإن زاد شيء مما أخذناه من البن على ما هو لنا فيأخذه ، وإن بقي شيء يوفينا حقنا».

فكتب الجواب بحضرة هذا الجمع ومضمونه :

«الذي يحيط به علم السادة الأشراف ، أعز الله الجميع ، وصل كتابكم الكريم ، وفهمنا مضمونه ، وما ذكرتم من قضية البنّ الذي أخذتموه ، فتحيطون علما ليس للشريف فيه / شيء من الاستحقاق ،

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج).

(٢) الناخوذة : قبطان السفينة. وهي مأخوذة من كلمة ناخوذة الفارسية. حيث (ناو) سفينة ، و (خذا) سيد. سعاد ناهر ـ البحرية في مصر ٢٧٤.

٤٩١

وإنما هو أموال التجار والعسكر وغيرهم.

فإن كنتم على ما ذكرتم من الطاعة (١) لحضرة السلطان والشريف والشرع ، ردّوا أموال المسلمين عليهم ، وإن كان لكم دعوى على الشريف فيأتي من طرفكم من تختارونه (٢) وكيلا عنكم ، فيدّعي بمطلوبكم. وإن لم تردوا البنّ ، وتفعلوا ما عرفناكم به ، وإلّا رفعنا أمركم إلى السلطنة العلية ، وعرفناهم بمصادراتكم لأموال المسلمين».

وتم المجلس على هذا.

وفي آخر النهار ركب حضرة الباشا وتوجّه إلى جدة.

وفي يوم السبت ثاني عشر شوال : عزم السيد محسن بن غيث ابن عم الشريف ، والسيد (٣) شاهين بن ظفير ، بجواب مكتوب الباشا ، وبكتب من الشريف والقاضي وأغوات السبع بلكات إلى السادة الأشراف الجلوية.

وفي يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة : وصل مورق من السيد محسن بن غيث [إلى الشريف](٤) يذكر :

«أن الشريف سعيد والأشراف جمعوا جموعا من عرب اليمن ، وقصدهم المسير إلى مكة».

فجمع حضرة الشريف القاضي ، وعسكر مصر ، وأخبرهم بهذا الخبر.

__________________

(١) في (ج) «الإطاعة».

(٢) في الأصل «تختاروه».

(٣) في (أ) «ولسيد». والاثبات من (ج).

(٤) ما بين حاصرتين من (ج).

٤٩٢

«وأنّ البنّ الذي أخذوه فرقوه على أشقياء (١) العرب ، ومرادهم من ذلك دخول بلد السلطان ، وقصدنا الركوب لمدافعتهم ، فتكونوا على أهبة [السفر](٢)».

فامتثلوا الأمر.

وأرسل [إلى](٣) الباشا والإنقشارية الذين بجدة يعرفهم بذلك ، ويأمرهم بالطلوع ، فأجابوا كذلك. وقد جمع الشريف السادة الأشراف والعسكر ، وسير (٤) من العربان ، فحضر الجميع (٥).

وفي ليلة الثلاثاء تاسع عشر الشهر المذكور (٦) : وصل خيال قبل المغرب إلى الشريف يخبره :

«أن الأشراف ، ومولانا الشريف سعيد ، وصلوا السعدية ومعهم القوم».

فأرسل الشريف إلى الأشراف الذين معه ، وعسكر مصر ، وعسكره والعربان ، ونبّه على الجميع ، فركب ، وبرز في بركة ماجن ، وأرسل ترجمانه (٧) إلى الباشا والعسكر ، يستحثهم ، وأرسل جماعة من الأشراف ومن أتباعه يسبرون القوم ، ويكشفون حقيقتهم ، ويأتونه بالخبر.

__________________

(١) في (أ) «شقيلة». والاثبات من (ج).

(٢) ما بين حاصرتين من (ج).

(٣) ما بين حاصرتين من (ج).

(٤) في (ج) «السيرة».

(٥) أي أن الشريف حشد القوات من انقشارية وعسكر الباشا والأشراف والعربان.

(٦) ذي القعدة.

(٧) إشارة إلى أن التخاطب بين الشريف والباشا كان بالتركية.

٤٩٣

وفي يوم الخميس : وصل المراسيل ، وأخبروا :

«أن القوم وصلوا ايدام (١) ـ المحل المعروف ـ وأن قراويهم يمسون الليلة الشرقية».

فعند ذلك فرّق الشريف العرب والعسكر جهة المعابدة لمسك الماء ، وحفظ المتاريس ، وجلس هو وعسكر مصر خلفهم ينتظر الباشا ، فإنه وصل طوى ، ثم لحق الشريف في بركة ماجن في عسكره وصحبته المدافع ، واستمروا جميعا في البركة.

فبعد صلاة الجمعة : ركبوا وتوجهوا إلى الحسينية ودخلوها (٢) عند المغرب ، فوجدوا السيد عبد المحسن بن أحمد قد جمع جموعا (٣) من العربان ، ومنتظر وصول الشريف. وفي الحال وصل أتباع الشريف وأخبروه :

«أن القوم نزلوا العابدية».

فاعترضهم من علو المفجر ، ونزل المزدلفة (٤) ، والتقى القوم بالقوم ، وحصل الرمي بين الفريقين.

__________________

(١) ايدام : هي «إدام». كعادة الناسخ عندما يهمل الهمزة ، وادام فحل من أودية مكة المكرمة على بعد (٥٧) كلم جنوبا يقطعه درب اليمن بين وادي البيضاء شمالا ووادي يلملم جنوبا. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ٧٥ ، معالم مكة ٢١.

(٢) في (أ) «دخلها». والاثبات من (ج).

(٣) في (ج) «جماعة».

(٤) المزدلفة : المشعر الحرام ، المعروف والمكان الذي يبيت فيه الحجاج إذا صدروا من عرفات ليلة عشر من ذي الحجة. لمزيد من المعلومات. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٨ / ١٣٦ ، معالم مكة ٢٦٦.

٤٩٤

ثم إن الباشا رمى بعض المدافع على العرب ، فاندهروا (١) ، ووقع منهم جماعة ، فانكسروا عند ذلك وانهزموا.

وأما السادة الأشراف جاؤوا صحبة الشريف سعيد ، فافترقوا فرقتين :

ـ السيد حسن بن غالب ، ومعه جماعة من ذوي حراز ، وذوي منديل ، وذوي عبد المنعم (٢) ، وأولاد عبد الله بن عمر ، وأولاد سعود بن عمر ، فانحازوا وحدهم ، واصطلحوا مع الشريف عبد الكريم قبل القتال لنكتة فعلها السيد حسن بن غالب أوجبت ذلك.

ـ وأما ذوي عبد الله ، وبعض ذوي جازان ، وذوي فضل ، السيد بشير ، وشنبر ، فهؤلاء انحازوا جهة الشريف سعيد.

فلما رأى الشريف اختلاف الأشراف وانهزام القوم ، أرسل طلب من / الشريف أجلة ثلاثة أيام ، فأعطاه.

وأتى المبشر على عادته ، «ونودي بالأمان والبيع والشراء ، وعدم المخالفات ، وأنتم في أمان الله ، وأمان السلطان ، وأمان الشريف عبد الكريم».

ثم إن الشريف سعيد رجع ومن معه من الأشراف والعربان (٣) إلى الشرقية ، والشريف وإبراهيم باشا عزم عليهم السيد عبد المحسن في محلّه

__________________

(١) اندهروا : بمعنى طرح بعضهم على بعض. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ١٠٢٤.

(٢) هم الأشراف المناعمة من الحسن ابن أبو نمي. انظر : شرف البركاتي ـ الرحلة اليمانية ١٢٦.

(٣) في (ج) «العرب».

٤٩٥

في الحسينية أول يوم وثاني يوم ، وكان الجميع من الأشراف والباشا والعساكر في عزيمة الشريف ، ثم عادوا جميعا وباتوا في المفجر ليلة الأربعاء رابع عشر ذي القعدة.

وفي الصبح : شدّوا ونزلوا بستان الوزير عثمان حميدان بالمنحنى ، وباتوا فيه.

وصبح يوم الخميس : ركب الشريف من البستان بالآلاي والموكب العظيم ، ومعه الباشا والأشراف والعساكر والعربان ، ونزلوا إلى داره السعيدة ، فطلع إليه الناس وهنوه ، وسلّموا عليه وعلى الباشا.

ودخل موسم هذه السنة ، وكان غرة ذي الحجة الحرام بالأربعاء ، وفيه :

وصل السيد محمد بن سلطان الحسيني أمير المدينة المنورة ، لأن الشريف أرسله لكشف خبر نصوح باشا من العلا (١) ، فوصل وأخبر : أنه وصل المدينة ثاني القعدة ، وأخبر :

«أن الباشا قبل دخوله المدينة ، وجد عربان من حرب يسموا (٢) بني سليم عند بئر هبير ، بعيدا من الطريق ، فتعرض لهم ، وقتل ستة منهم ، ومسك جماعة فيهم بنت وولد ، وأخذ إبلهم وغنمهم».

وفي يوم السبت رابع الشهر : وصل سبق (٣) الحاج المصري والشامي في وقت واحد ، وأخبروا :

__________________

(١) سبق تعريفها.

(٢) هكذا في النسختين. والصواب «يسمون».

(٣) السبق : المتقدم من الحاج المصري والشامي ، أي طلائع الحاج ، وهو المتقدم. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٩١.

٤٩٦

«أن الحجين اجتمعا في بندر بدر ، وأن نصوح باشا عزم على أمير الحاج إيواز بيك ، فوصل إليه ولاقاه ملقى حسنا ، وحصل بينهم غاية المؤانسة ، وقدّم له شيئا من الحلوى والشربات والقهوة».

وفي ذلك الوقت ، وصل إليهم النجاب من الشريف بخبر الواقع ومدافعة القوم ، وعند قيام الصنجق ألبسه فروا قاقم في غاية النفاسة.

وفي يوم الأحد خامس الشهر المذكور : ركب الشريف بالآلاي والأشراف والعربان ، وعرضوا على القانون (١) ، وتوجه إلى المحل المعتاد ، ولبس القفطان الوارد صحبة نصوح باشا أمير الحج الشامي.

وأصبح يوم الاثنين : عرض لأمير المصري بذلك الجمع ، إلى المحل المعتاد للقاء الأمراء ، وألبس القفطان الوارد صحبته أكبر أحبابه الأمير إيواز بيك أمير الحاج المصري.

ثم نزل كل (٢) منهما بموكبه العظيم على قانونه القديم.

وحجّ مولانا الشريف بالناس على جاري عادته ، ولم يحصل شيء من المخالفات ـ جملة كافية ، لله الحمد والمنّة ـ.

وكانت الوقفة بالخميس.

وأتى نصوح باشا إلى الموقف وهو في جوف تخته (٣) ، وحج الناس ،

__________________

(١) أي حسب العادة.

(٢) في النسختين «كلا». والتصحيح من المحققة.

(٣) التخت : ويقال له السرير. وهو ما يجلس عليه الملوك في المواكب ، وهو مرفوع ليكون الملك مرفوعا في جلوسه عن غيره ، ويكون إما من أبنية رخام أو خشب أو فرش محشوة متراكبة. محمد قنديل البقلي ـ التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ٧٣٤ ، رينهارت دوزي ـ تكملة المعاجم العربية ٢ / ٢٨.

٤٩٧

وأتموا مناسكهم وهم في غاية من الأمن والأمان والرفاهية والاطمئنان.

ولما كان يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجة : رحل الباشا نصوح ، وبات بذي طوى.

وصبح يوم السبت رحل حجاجه لأنهم باتوا في البلد.

وحصل بين الشريف ونصوح باشا مشاجرة عظيمة ، والسبب في ذلك :

أن أمير الحاج الإحسائي ، عليه لبعض السادة الأشراف دراهم ، بحسب الفوائد القديمة ، ونوى عدم إعطائها ، فوصل إلى الباشا في طوى (١) ، ودخل عليه ، وأراد المشي صحبته ، فأرسل الباشا خيلا وعسكرا من جماعته إلى بيت الأمير حمزة لأخذ كراره ودبشه ، فبلغ / ٣٩٥ الأشراف ذلك ، فتوجهوا إلى الشريف وأخبروه بالواقع ، فاستغرب / من الباشا هذا الفعل ، وأرسل له يعرفه بالقواعد والقوانين" وأن هذا الرجل جاء صحبة الحاج الحسائي ، ما هو من حجاجك الذين جاؤوا صحبتك ، وعليه دراهم لبعض الأشراف». فما التفت إلى هذا ، ثم أعاد الجواب بكلام أنفت منه نفس الشريف.

وأرسل إليه ثانيا بعد أن أوقف القاضي والباشا حق جدة ، وأمير الحاج المصري (٢) ، وأغوات السبع بلكات يقول له :

«لا سبيل [لك](٣) إلى هذا الفعل».

ومنعه في نفاذ أحكامه من بلده ، واعتد لمدافعته.

__________________

(١) في (أ) «ذو طوى». والاثبات من (ج).

(٢) في (ج) «المصر».

(٣) ما بين حاصرتين من (ج).

٤٩٨

فلما رأى عزم الشريف وشدة بأسه ، أصبح يوم الأحد ، زعق نفيره ورحل (١) من طوى (٢).

وفي يوم الجمعة رابع عشرين ذي الحجة : رحل الحاج المصري إلى الوادي ، وصلى أمير الحاج المصري الجمعة ، وبعد الصلاة أراد التوجه ، فأرسل إبراهيم باشا صاحب جدة لبعض الناس ، وقال لهم :

«ادعوا على أمير الحاج ، واطلبوا بقية صركم».

والسبب في ذلك أن السلطان نصره الرحمن ، جعل لمن (٣) كان أمير الحاج المصري عشرين كيسا على متولي جدة ، يستعين بها على مهمات الإمارة ، وبرز بموجب هذا أمر سلطاني ، وقيد في ديوان مصر المحروسة ، وثبت هذا المرتب سابقا ، حتى أن نفس الأمير إيواز بيك لما كان شيخ الحرم ومتولي جدة ، سلمها من البندر لغيطاس بيك حين جاء في زمنه أميرا على الحاج.

فلما تولى إيواز بيك إمارة الحاج ، وبرز للسفر من مصر وطلب صرّ الحرمين ، بقي على الباشا من كمال الصرّ عشرين كيسا ، [فطلب من أمير الحاج أن يوفي الصرة بالعشرين الكيس](٤) التي له على صاحب جدة ، وقال له : «إذا وصلت نحاسبك على ما هو لك».

فأخذ من صاحب مصر فرمانا خطابا لإبراهيم باشا متولي جدة

__________________

(١) في (ج) «وصل».

(٢) أورد محمد علي الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن ٢ / ١٧٧ ، وكذلك أحمد السباعي في تاريخ مكة ٢ / ٤١٢. هذا الخلاف الذي حصل بين الشريف والأمير نصوح باشا.

(٣) في (ج) «جعل لكل من».

(٤) ما بين حاصرتين من (ج).

٤٩٩

مضمونه :

«إنك تكمل صرّ أهالي مكة المشرفة بالعشرين كيسا التي هي (١) عليك لأمير الحاج المصري ، بموجب الخط الشريف المقيد في الديوان العالي ، لأن الصرة نقصت عند طلبها علينا هذا القدر (٢) ، وضاق الوقت ، وامتنع أمير الحاج أن يسافر إلا بتمامها ، ففعلنا هذا الأمر خشية أن يتحير الحاج عن معتاده ، فالقصد من ذلك العمل بموجب الخط الشريف والامتثال لما أمرناك به».

فلما وصل أمير الحاج مكة المشرفة ، وسلم جميع الصر ، نقصت العشرين كيسا ، فأخرج الفرمان وأرسله إلى صاحب جدة ، وقال له :

«كمّل صر أهالي مكة بالعشرين الكيس التي عليك لي».

فامتنع من تسليمها ، وأخرج بيده فرمانا سلطانيا بعدم الإعطاء ، وسجله عند القاضي.

فبطل الفرمان الذي بيد أمير الحاج بموجب ذلك ، وحصل القيل والقال ، فاحتاج الأمر أن الصنجق يتحيّر ، فبات تلك الليلة بمكة ، والحج والكيخية (٣) والدويدار باتوا بالوادي.

وصبح يوم السبت : عقد الشريف مجلسا في بيته ، وأحضر أمير الحاج ، وابراهيم باشا ، وقاضي مكة ، والمفتيين والعلماء ، وتكلم كل من الباشا والصنجق وأظهرا ما بأيديهما ، فثبت الوجه للباشا ، وطلب

__________________

(١) في (ج) «التي عليك».

(٢) في (ج) «نقصت علينا هذا القدر عند طلبها». تقديم وتأخير.

(٣) في (أ) «الليغيه». والاثبات من (ج).

٥٠٠