منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٥

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٥

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ملك محمد خياط
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٥٨١

فاستمرت الناس إلى أن جاء المتولي الجديد ، وهو : الصنجق أحمد أغا (١) ، فأرسل للناس بثلاثة أشهر بعد عيد الفطر ، فوقعت لهم موقع القطر (٢).

وما كان من مولانا الشريف : فإنه توجه / في أوائل جمادى إلى جهة الشرق (٣). ولم يعد إلا في يوم الثلاثاء ثاني شهر ذي الحجة ختام سنة [١١٠٧](٤) ألف ومائة وسبعة (٥). وورد عليه في هذا اليوم القفطان السلطاني ، ولبسه في الحطيم من حضرة مولانا السلطان مصطفى (٦) خان ـ أدام الله أيامه ومتع بوجوده المسلمين ـ.

وحج بالناس مولانا الشريف على جري العادة. وكان أمير الحج المصري من أتباع إبراهيم بيك ، أمير الحج المتوفي في هذا العام ، وأمير الحج الشامي محمد باشا ، فإنه لما توجّه من مكة عام سبع ، ووصل إلى غزة (٧) ، جاءه الأمر السلطاني بأن يرجع أميرا على الحاج الشامي ، فرجع من هناك (٨).

__________________

(١) في (ج) «أحمد باشا».

(٢) القطر : المطر ـ ابن منظور ـ لسان العرب ٣ / ١١٤.

(٣) يقصد شرق مكة. أي حدود نجد.

(٤) ما بين حاصرتين من (ج).

(٥) مطموسة في (أ). والاثبات من (ج).

(٦) سبقت ترجمة هذا السلطان.

(٧) غزّة : بفتح أوله وتشديد ثانيه وفتحه ، مدينة من أقصى الشام من ناحية مصر ، وهي نواحي فلسطين على شاطيء البحر الأبيض المتوسط ذات بساتين وكروم ، وبها ولد الإمام أبو عبد الله بن إدريس الشافعي. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣ ، محمد فريد وجدي ـ دائرة المعارف ٧ / ٧٣.

(٨) المقصود أنه أصبح أميرا على الحج الشامي عند وصوله إلى غزة فرجع من هناك أميرا على الحج.

٢٢١
٢٢٢

ودخلت سنة [١١٠٨](١) ألف ومائة وثمانية (٢) :

وفي هذه السنة رجع أحمد بيك (٣) صنجقا على جدة ، إلا أنه تأخر مجيئه.

ولم يزل مولانا الشريف بمكة إلى أن توجه إلى المبعوث قاصدا المدينة. وكان خروجه ثالث عشر ربيع الثاني.

وفي هذه الأيام وردت النجابة (٤) [من مصر](٥) بخبر قايقجي من جهة الأبواب إلى مصر ، ومنها إلى مكة ، ومعه ثمن الحب المنكسر على أهالي الحرمين مائة وخمسين كيسا عن حب سنة إحدى ومائة ، وسنة ستة وسبعة. وأمر بتفريقه على فقراء مكة والمدينة ـ أصحاب الحبوب ـ فركب في المراكب الواردة إلى مكة ، ووصل إلى ينبع بالسلامة ، وتوجه من هناك إلى المدينة ، ففرق على أصحاب (٦) الحبوب ما هو لهم بحضرة الكيخية (٧) وشيخ الحرم وأرباب الشعائر.

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج).

(٢) في (ج) «ألف ومائة وثمان».

(٣) أحمد بيك الوارد ذكره في هذا الكتاب.

(٤) في (ج) «نجابة».

(٥) ما بين حاصرتين من (ج).

(٦) في (ج) «ارباب».

(٧) من (كد خدا) في الفارسية ، وتطلق في التركية على الوكيل والنائب. وهي تطورت في التركية إلى كلمة كخيه. وهذا الإسم عند العثمانيين يطلق على عدة مهام ووظائف. فكان كبار رجال الدولة العثمانية ممن لهم المناصب العالية في القصر والجيش لهم من ينوب عنهم في أعمالهم ويعاونهم ويطلق عليهم (كتخدا). قطب الدين النهروالي ـ البرق اليماني ٨٠ ، حسين نجيب المصري ـ معجم الدولة العثمانية ١٦٤ ـ ١٦٥.

٢٢٣

ثم توجه إلى مكة ، ووصل جدة ، إلا أنه لما توجه إلى المدينة ، بعث بمال إلى مكة (١) مع كيخيته في البحر ، فوصل به إلى جدة ، وحفظه في القلعة عند صاحب جدة أحمد بيك. فلما أن وصل القايقجي إلى جدة ، إجتمع به البيك ، وفاوضه (٢) في أخبار مولانا (٣) الشريف ، وأطلعه (٤) على جلية الأمور. فقال القايقجي :

«الأمر غير منوط بمولانا الشريف ، وإنما معي مال أقسمه على أصحابه ، وأوصله إليهم ، وليس لمولانا الشريف فيه شيء».

فلم يزل البيك [به](٥) حتى عوقه. وأرسل كتابا إلى مولانا الشريف يعرّفه بذلك.

وكان مولانا الشريف بالمبعوث ، واستمر [القايقجي](٦) في جدة ، إلى أن عاد له (٧) الجواب. فيقال (٨) إنه لم يسمح بربعه ـ فإن له ربع الوارد من الحب ـ وعليه فله ربع الوارد من المال (٩).

فلما كانت ليلة الأحد الخامس من جمادى الثاني : أمطرت السماء ليلا

__________________

(١) في (ج) «بمال مكة».

(٢) في (أ) «فاوضه». والاثبات من (ج).

(٣) سقطت في (ج).

(٤) في (أ) «اطلاعه». والاثبات من (ج).

(٥) ما بين حاصرتين من (ج).

(٦) ما بين حاصرتين من (ج).

(٧) في (ج) «اليه».

(٨) في (ج) «يقال».

(٩) في (ج) «ربع المال الوارد».

٢٢٤

كأفواه القرب ، وأصبح الناس والحرم المكي ملآن بالماء ، كما هو العادة (١) إذا كثر السيل. ودخل من أبواب الحرم.

واتفق في هذه الليلة : أن بلاليع المسجد مسدودة لم تنظف ، فاستمر الماء إلى أن نزل قائم مقام مولانا الشريف السيد عبد الكريم بن محمد ، وأمر بفتح السرب (٢) الذي للماء ، فما فتح إلا قريب الظهر ، ونجلت (٣) العامة منه قليلا وقد بلغ الماء باب الكعبة ، وقد غطى الحجر والحجر الأسود ، وامتلأ المسجد بالقمامة ، فنظفت زيادة باب الزيادة ، واستمر الماء إلى ثاني يوم ، فنزلت (٤) العامة ونزحته ، ثم شرعوا في تنظيفه.

وأما الأغا الوارد بالمال : فإن الصنجق أحمد بيك لم يزل به إلى أن طلع معه إلى مكة ، وأبقى (٥) المال بجدة عند كيخيته.

__________________

(١) كما هو العادة : أي كما هو في المرات السابقة لنزول المطر كعام ١٠٣٣ ه‍ ، ١٠٣٩ ه‍ ، ١٠٧٣ ه‍ ، ١٠٨٠ ه‍ ، ١٠٩١ ه‍. العصامي ـ سمط النجوم ٤٠٤ ، ٤٢٦ ، ٤٧٠ ، ٥٣١ ، الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن ٢ / ١٤ ، ١٩ ، ٣٩ ، ٤٣ ، ٦٢ ، الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٣٢١ ـ ٣٢٣ (ملحق) ، السنجاري ـ منائح الكرم ، حوادث ١٠٢٤ ، ١٠٣٩ ، ١٠٧٣ ، ١٠٩٠.

(٢) السرب : حفير تحت الأرض وقيل بيت تحت الأرض. وهنا تعني مجرى الماء الذي تحت الأرض. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ١٢٦ ـ ١٢٧ ، ابراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ٤٢٥.

(٣) من نجل بمعنى : أزال ورفع ورمى. ابن منظور ـ لسان العرب ٣ / ٥٨٨ ، ابراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ١٣٠.

(٤) في (ج) «ونزلت».

(٥) في (أ) «وابقا». والاثبات من (ج).

٢٢٥

ولما وصل مكة ، توجّه إلى مولانا الشريف مع الصنجق ، والتقى (١) به في الطائف ، واستمر عنده ، ثم رجع إلى مكة ، ودخلها محرما من جعرانة (٢) ليلة الثلاثاء حادي عشرين جمادى الثاني. ونزل أحد المدارس وهي الداودية.

وجاء المال من جدة ليلة الخميس ، وجلس لتقسيمه بالمسجد تحت المدرسة السليمانية ، وحضر قاضي مكة وكتبة مولانا الشريف ، وذلك يوم الجمعة رابع عشرين جمادى الثاني ، وطلب دفتر ست ومائة (٣) من الجلبي (٤) محمود بن مصطفى ، وقسم على حسب الوارد تلك السنة ، ثم طلب دفتر سنة خمس (٥) ، وقسمه.

ولم يزل مولانا الشريف في محلّه ، إلى أن رجع إلى مكة ليلة الجمعة ثامن عشر شعبان ، فدخل مكة ، وصام بها.

وفي رابع عشرين رمضان : وصل أمين الصدقة الهندية مكة من المراكب. وكان نزل للقائم المكرم أبو بكر أفندي بن عبد القادر ، كاتب

__________________

(١) في (أ) «والتقا». والاثبات من (ج).

(٢) جعرانة : والمقصود بها الجعرانة ، بكسر أوله وسكون ثانيه وتخفيف الراء ، كما اتفق اللغويون على ضبطها. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ١ / ١٤٢. وأهل مكة اليوم ينطقونها بضم الجيم. والجعرانة اليوم قرية صغيرة في صدر وادي سرف تبعد عن مكة بحوالي ٢٩ كلم (شمال شرقي مكة). ثم اتخذت عمرة اقتداء باعتمار الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم منها بعد غزوة حنين ، عاتق البلادي ـ معجم معالم مكة التاريخية والأثرية ٦٤ ، عاتق البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ١٤٨ ـ ١٥١.

(٣) أي دفتر عام ١١٠٦ ه‍.

(٤) في (ج) «محمود جلبي». تقديم وتأخير.

(٥) أي ١١٠٥ ه‍.

٢٢٦

الصرّ الشريف ، بأمر [من](١) مولانا الشريف ـ سيد الجميع ـ واجتمع بمولانا الشريف ، حفظه الله (٢).

وفي هذا اليوم (٣) : أمر مولانا الشريف بتقسيم جامكية أهل مكة ، بالحرم الشريف تجاه منزله تحت مدرسته ، ولم ـ يسبق بها (٤) سابقة ـ.

وسبب ذلك ، أن السيد علي ميرماه الناظر على قسمة الصر ، طلب قلمية وصيرفية (٥) ، فامتنع (٦) كاتب الصر المقام من جهة السلطنة (٧) ، وهو الأفندي أبو بكر بن عبد القادر عن أخذ القلمية والصيرفية ، وعن أخذ التفاوت لورود الأمر السلطاني (٨) بعدم الأخذ.

وكان أورد (٩) هذا الأمر صاحب جدة أحمد بك ، المتولي لها بعد محمد (١٠) باشا ، فحسن السيد علي لمولانا الشريف أخذ التفاوت (١١) ، لمنافرة كانت بينه وبين الأفندي أبي بكر بن عبد القادر ، فمال إلى قوله

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج).

(٢) في (ج) «رحمه‌الله». وهنا نلحظ اشارة الناسخ الدهلوي في (ج) بقوله «رحمه‌الله». أما في (أ) فنلحظ أن المؤلف المعاصر للأحداث يقول حفظه الله.

(٣) أي يوم الرابع والعشرين من رمضان.

(٤) في (ج) «بهذا».

(٥) كتب وصيارفة.

(٦) في (أ) غير واضحة والاثبات من (ج).

(٧) في (ج) «السلطان».

(٨) في (أ) «السلطان». والاثبات من (ج).

(٩) في (أ) «ورود». والاثبات من (ج).

(١٠) في (ج) «أحمد باشا».

(١١) التفاوت : أي أخذ الفرق.

٢٢٧

مولانا الشريف ، وأمر بتقسيم الجامكية تحت مدرسته ، وحضر في (١) المدرسة بنفسه ، لئلا يتكلم بعض الناس في ذلك.

وفي هذه السنة : كانت خطبة عيد المشهد (٢) لمولانا الشيخ عبد القادر بن أبي بكر بن عبد القادر ، واحتفل والده في ذلك العيد احتفالا كاملا ، وفرش ساباط (٣) دشيشة السلطان جقمق كلها ، وأشعل في تلك الليلة نحو ألفين فتيلة أو أكثر (٤) ، وجاءت الناس أفواجا حتى ضاقت بهم تلك الرحاب.

ومدح مولانا الشيخ عبد القادر بنحو خمسة وعشرين قصيدة. وفرق على الناس من أنفس الملابس (٥) أكثر من مائة ملبوس ـ جزاه الله خير الجزاء ـ. وجعل نحو ستة قناطير (٦) حلوى ، وألبسه مولانا الشريف وهو على المنبر فروا سمورا وخلعة (٧) فاخرة ملوكية. وما اتفق لأحد قبله

__________________

(١) في (ج) «إلى».

(٢) عيد المشهد : أي صلاة العيد.

(٣) في (ج) «بساط». وساباط : كلمة فارسية تطلق على كل سقيفة بين حائطين تحتها ممر نافذ. كما تطلق على سقيفة داخل البيت بين حائطين. أحمد عطيه ـ القاموس الإسلامي ٣ / ١٧٧ ، إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ٤١٣ ، صالح لمعي مصطفى ـ التراث المعماري الإسلامي في مصر ٩٥.

(٤) أورد هذه القصة أيضا الطبري ـ مخطوط اتحاف فضلاء الزمن ٢ / ١١٠.

(٥) في (ج) «الملابيس».

(٦) القنطار : معيار مختلف المقدار عند الناس ، والقنطار من حيث الأساس يساوي مائة رطل. فالتر هنش ـ المكاييل والأوزان والمقاييس الإسلامية ، ترجمة كامل العسيلي ، منشورات الجامعة الأردنية ٤٠ ، إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ٢ / ٧٦٢.

(٧) في (ج) «فروا سمورا أو خلعة».

٢٢٨

ـ أن ألبس سمورا من شريف مكة في مثل هذا المقام. ـ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، فسبحان المتفضل بالأنعام ـ.

وقد أنشأ المذكور (١) خطبة بليغة ، عارض بها الإمام عبد القادر الطبري (٢) ، والشيخ عبد الرحمن بن عيسى (٣) المرشدي ، والقاضي تاج الدين المالكي (٤) ، والتزم فيها ما لم

__________________

(١) هو الشيخ عبد القادر بن أبي بكر.

(٢) والإمام عبد القادر الطبري : هو عبد القادر بن محي الدين بن محمد الحسين الطبري الشافعي (٩٧٦ ـ ١٠٣٣ ه‍). إمام وخطيب ومفتي مكة المكرمة. من أسرة عرفت بالعلم والفضل ، حيث تولى عدد كبير منهم منصب القضاء ، والإفتاء والتدريس بمكة. ابن معصوم ـ سلافة العصر ٤٢ ـ ٥٠ ، الموسوي ـ نزهة الجليس ٢ / ٤١٧ ـ ٤٢٨ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ١ / ٣٧١ ـ ٣٧٢ ، المحبي ـ نفحة الريحانة ٤ / ٣٥ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٠٣ ـ ٤٠٤ ، ٤١٦ ـ ٤١٧ ، الدهلوي ـ الأزهار الطيبة النثر ٢ / ١٧ ، أبو الخير مرداد ـ نشر النور ٢٦٧ ، الردادي ـ الشعر الحجازي ١ / ٩٤ ـ ٩٥ حاشية (١) ، ١١١.

(٣) وردت في (ج) «عبد الرحمن المرشدي بن عيسى». وعبد الرحمن المرشدي هو عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد العمري الحنفي المكي (٩٧٥ ـ ١٠٣٧ ه‍) ولد بمكة من أسرة عرفت بالعلم والفضل. له مؤلفات كثيرة في الحديث والتفسير واللغة والشعر والفلك. قتل على يد الشريف أحمد بن عبد المطلب خنقا. ابن معصوم ٦٥ ـ ٦٩ ، الموسوي ـ نزهة الجليس ٢ / ٢٨٤ ـ ٢٩٠ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٣٣٠ ـ ٣٤٨ ، نفحة الريحانة ٤ / ٦٠ ، الشرواني ـ حديقة الأفراح ٦٣ ، أبو الخير مرداد ـ نشر النور ٢٥٠ ـ ٢٥٥ ، الردادي ـ الشعر الحجازي ١ / ٩٤ ـ ٩٥ ، ١١١ ، السنجاري ـ منائح الكرم ١٠٣٤ ، ١٠٣٩.

(٤) تاج الدين المالكي : هو تاج الدين أحمد بن إبراهيم المكي. توفي سنة ١٠٦٦ ه‍ ، ولد بمكة وبها نشأ ، تولى القضاء والافتاء. كان حسن الإنشاء ، وفي شعره رقة ، وله عدد كبير من الرسائل والمؤلفات في الفقه والعقائد وغير ذلك. العجيمي ـ خبايا الزوايا ورقة ١٧٩ ، ابن معصوم ـ نشأة السلافة ١٣٣ ـ ١٥٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٥٧ ، نفحة الريحانة ٤ / ٨٤ ، الشرواني ٦٠ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي

٢٢٩

يلتزموه (١) ، فكانت من أكبر الشواهد على قوة ملكته في هذه الصناعة الأدبية ، وامتدح مولانا الشريف بقصيدة طنانة دالية مطلعها :

قلدت جيد الملك عقدا

قسما على جلا وعقدا

قرأها بين يديه قبل ليلة العيد بلويلات (٢) ، بحضرة جمع من الأعيان ، / ٣٢٢ فوقعت من مولانا / الشريف أحسن موقع ، فرأى جائزته ومكافئته عليها ذلك السمور الذي ألبسه في هذا المقام على رؤوس الأشهاد.

ودارت هذه القصيدة بين الأفاضل ، وعارضها صاحبنا الرئيس محمد يحيى المدني ، ولكن الفضل للمتقدم.

وفي يوم الخميس عاشر شوال : جلسوا لتفرقة (٣) الصدقة الهندية في مدرسة سيدنا المرحوم الشيخ عيسى المغربي بباب الحزورة (٤) ، وفرقوا

__________________

٤ / ٤٠٧ ، ٤١٤ ، ٤١٦ ، ٤٦٣ ، ٤٦٨ ، أبو الخير مرداد ـ نشر النور والزهر ١٤٩ ، الردادي ١ / ٧ حاشية رقم (١) ، الزركلي ـ الاعلام ٢ / ٨٢.

(١) المقصود أن الشيخ عبد القادر حمل نفسه ما لم يحمله غيره من الشعراء بما أتى به من محاكاة شعرية حاكى بها أبا العلاء المعري في لزومياته المعروفة. واللزوميات أو لزوم ما لا يلزم ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم ، وسمي بذلك لأن صاحبه التزم الروي حرفا وإذا غير لم يكن مخلا بالنظم. وجعل القافية على حرفين. وأبو العلاء أول من التزم بذلك في ديوانه الذي يحتوي على فلسفته ونقده للحياة. أبو العلاء المعري ـ لزوم ما لا يلزم ، دار صادر ، بيروت ١٣٨٢ ه‍ / ١٩٦١ م ١ / ٥ ـ ٣٩ ، أبو العلاء المعري ـ شرح لزوم ما لا يلزم ، تأبف طه حسين ، وإبراهيم الأبياري ، دار المعارف بمصر ١ / ١ ـ ٥٢ مقدمة أبي العلاء.

(٢) في النسختين وردت «بلويلات». وتصغير ليلة لييلة ، والجمع لييلات.

(٣) في (ج) «لتفريق».

(٤) يقع في الجانب الغربي من الحرم ، ويعرف باب بني حكيم ، وباب الحزمية. ـ والآن يعرف بباب الوداع. انظر عنه : ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢١٨ ، عبد الكريم القطبي ـ أعلام العلماء ١٣٨ ، حسين باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢٦.

٢٣٠

منها جانبا ، ثم تكاثرت العامة عليهم بالحرم الشريف ، فاقتضى رأي مولانا أبي (١) بكر أفندي بن عبد القادر ، ـ وكان التفريق على يده ـ أن يكون التفريق في منزل أمين الصدقة. وكان في أحد بيوت (٢) مولانا أبي بكر المذكور بجانب الدشيشة الجقمقية.

ولما كان يوم الثلاثاء خامس عشر شوال : جلس هناك في منزل الأمين (٣) ، وقد أجلس على الباب بعض عبيد الشريف ، تقرع (٤) العامة عن الزحام ، فقدر الله في هذا اليوم أن بعض نساء العسكر اليمانية (٥) جاءت تريد لها شيئا ، فزوحمت ، وضربت. فجاء الخبر إلى زوجها ، فلحقها عند منزل الأمين ، فأخبرته بضرب بعض عبيد الشريف لها ، فجاء يتهدده.

وملخص الأمر أن تجارحوا ، ففزعت (٦) اليمنية لصاحبهم ، وفزعت عبيد الشريف كذلك لصاحبهم. وقامت فتنة ، قتل فيها ثلاثة من اليمن ، وامرأة وولد من العامة ، وعزل السوق.

فركب مولانا الشريف (٧) سعيد بن مولانا الشريف سعد (٨) ، ومعه

__________________

(١) في (ج) «أبو بكر». والاثبات من (أ).

(٢) في (أ) تكررت كلمة بيوت مرتين بدون فائدة.

(٣) المقصود أمين الصدقة الهندية.

(٤) في (ج) «تفزع».

(٥) في (ج) «اليمنية».

(٦) في (ج) «حتى فزعت».

(٧) في (ج) «السيد».

(٨) سقطت من (ج).

٢٣١

شريفان أو ثلاثة ، فرد العبيد بعد أن كادت تقتل كل من رأته. فدرأ به الشر ـ جزاه الله خيرا ـ.

واتفق أن حصل للناس في هذه السنة (١) قسمة ثمن الحب المتقطع ، وقسم الجامكية خمسة عشر شهرا ، وهذه الصدقة. فاقتضى الحال أن قلت مؤرخا لهذه السنة بما نصه :

يا سعد دم في دولة

وأشكر لمن لك قد وهب

واهنأ بها سنة أتى

تاريخها (شمل الذهب) (٢)

ولما كان يوم السبت سادس عشر شوال : عزل مولانا الشريف السيد علي ميرماه عن نظارة (٣) الصرّ ، وأقام مولانا الشيخ عبد القادر (٤) مقامه ، وجلس للتهنئة بداره يوم الأحد سابع عشر شوال.

ولما كان يوم الاثنين ذي القعدة : ألبس مولانا الشريف الخلعة الواصلة (٥) إليه من الأبواب بالحطيم ، وقريء مرسومه الكريم بحضرة القاضي والفقهاء والأشراف. ومضمونه بعد الترجمة والثناء :

بقاؤه [أميرا](٦) ، والوصاية (٧) على الحجاج والأشراف ، وحفظ

__________________

(١) أي سنة ١١٠٨ ه‍.

(٢) السنة بحساب الجمل هي سنة ١١٠٨ ه‍.

(٣) في (أ) «نضارة». والاثبات من (ج).

(٤) الشيخ عبد القادر بن أبي بكر.

(٥) في (ج) «الواردة».

(٦) ما بين حاصرتين من (ج).

(٧) في (ج) «الوصية».

٢٣٢

العربان ، على ما جرت به العادة [من حفظهم](١).

ولما كان يوم الإثنين سابع عشر ذي القعدة : ورد مكة الآغا أحمد السواكني (٢) ، الذي بعثه مولانا الشريف إلى الأبواب لأمور أرادها. فجاء بالجواب بما أراده مولانا الشريف (٣) ، ولم يأت بخلعة ، ولم يظهر من خبره شيء للناس ، سوى أن ما ذهب به من أمور مولانا الشريف قد تمت على أحسن ما يكون.

ولما كان يوم الجمعة رابع عشرين ذي القعدة : كشف (٤) مولانا الشريف بحضرة صاحب جدة ، والآغا الواصل بثمن الحب ، وقاضي الشرع الشريف ، ومعلم مكة المهندس (٥) حسن ، على سقف الكعبة ، فرأوا فيه بعض خشب مكسّر (٦) نحو خمس خشبات ، وأن السقف

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج).

(٢) أحمد السواكني : نسبة إلى سواكن ، وهي بلد مشهور على ساحل البحر الأحمر قرب عيذاب ، ترفأ إليه سفن الذين يقومون من جدة ، وأهله بجباه سود. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٢٧٣. وهي حاليا من أهم موانيء السودان على البحر الأحمر.

(٣) الذي أراده الشريف هو المطالبة يالشرافة لابنه سعيد.

(٤) في (ج) «كشفف».

(٥) في (ج) «مهندس مكة المعلم حسن». تقديم وتأخير. والمهندس : المقدر لمجاري المياه والعين واحتفارها حيث تحفر ، وهو مشتق من الهنداز ، وهي فارسية أصلها انذاره ، فصيرت الزاي سينا لأنه ليس في شيء من كلام العرب زاي بعد الدال. والاسم الهندسة. ويقال : هندسي هذا الأمر ، وهم هنادسة هذا الأمر ، أي العلماء به. ابن منظور ـ لسان العرب ٣ / ٨٣٨. والمهندس : من يلم بعلم من العلوم الهندسية ، ومن يمارس فن من الفنون الهندسية. إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ٢ / ٩٩٧.

(٦) في (ج) «منكسر».

٢٣٣

الأعلى يحتاج إلى التعمير ، وشهد [عليه](١) بذلك [كل](٢) من رآه بحضرة مولانا الشريف والقاضي.

فقدروا ما يصرف في ذلك ، فجعلوه خمسة عشر كيسا عشرة آلاف قرش وخمسمائة (٣).

وكان جاء لمولانا [الشريف](٤) كتاب ، من والدة السلطان مصطفى [خان](٥) ، تستأذنه في عمارة ذلك (٦) تقربا إلى الله تعالى (٧). وأنها مرسلة نحو عشرة آلاف [وخمسمئة](٨) قرش صحبة (٩) الحج لعمارة ذلك. فسجل ذلك (١٠) عند القاضي.

ودخل موسم هذه السنة (١١) : وحج مولانا الشريف بالناس ، وكان من الحوادث في هذا الموسم : أن صاحب مصر أخذ مال (١٢)

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج).

(٢) ما بين حاصرتين من (ج).

(٣) أي كل كيس يساوي عشرة آلاف قرش وخمسمائة ، وكل كيس حوالي سبعمائة قرش.

(٤) ما بين حاصرتين من (ج).

(٥) ما بين حاصرتين من (ج).

(٦) في عمارة ذلك : أي في عمارة سقف الكعبة المنكسر.

(٧) سقطت من (ج).

(٨) ما بين حاصرتين من (ج).

(٩) لم ترد في (ج).

(١٠) في (ج) وردت «فسجل عند القاضي ذلك».

(١١) موسم سنة ١١٠٨ ه‍.

(١٢) في (ج) وردت «أخذ المال أي مال المصرية». ومال المصرية المقصود به مال الصر المصري المرسل إلى فقراء مكة.

٢٣٤

المصرية الذي يرد إلى فقراء [أهل](١) مكة. وأحال أمير الحج على صاحب جدة أحمد بيك. فلما وصل أمير الحج مكة ، امتنع صاحب جدة من التسليم ، فقام في ذلك مولانا الشريف ، وجمع على [أمير الحج](٢) أيوب بيك (٣) قاضي الشرع وسرادير العسكر. وقال :

«لا نأخذ شيئا من الصرّ (٤) إلا وافيا ، ولا يلزمنا بقول [قبول](٥) إحالة صاحب مصر على صاحب جدة».

فحكم القاضي على أمير الحج أن يسلم المال من عنده ، وهو : أربعون كيسا للفقراء.

فتعطل صرف الصرّ [لذلك](٦) ، ولم يؤخذ منه شيء بأمر مولانا الشريف ، وجعل يجمع لهم المال على ذمته ، إلى (٧) أن استوفوا منه. إلا أنه أعطاهم قروشا (٨) ، فخست (٩) في الحساب ، فقبلوا ذلك منه ،

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج).

(٢) ما بين حاصرتين من (ج).

(٣) كان أيوب بيك أميرا للحج من سنة ١١٠٢ ه‍ إلى سنة ١١٠٨ ه‍. وكانت أيامه كلها حسنة كما يصف أحمد الحضراوي في مخطوط حسن الصفا والابتهاج ورقة ٣٧. كما يذكر الطبري في اتحاف قضلاء الزمن ٢ / ١٠٧ أن أمير الحج أيوب بيك لأن إبراهيم بيك كان قد مات.

(٤) في (ج) «لا نأخذ من الصر شيئا إلا وافيا».

(٥) ما بين حاصرتين من (ج).

(٦) ما بين حاصرتين من (ج).

(٧) في (ج) وردت «الا أن».

(٨) في الأصل «قروش».

(٩) هكذا وردت في النسختين ، ومعناها خفت ولم تعدل ما يقابلها. إبراهيم أنيس ـ المعجم الوسيط ١ / ٢٣٤.

٢٣٥

وصرفوا على الناس ، فخسّ كل أربعة أحمر قرش كلب.

ولما كان يوم السبت ثالث (١) عشر ذي الحجة : توفي مفتي الأنام بالبلد الحرام ، عبد الله بن شمس الدين عتاقي زاده (٢) مفتي الحنفية.

وتطاولت أعناق بعض الناس إلى هذا المنصب ، وبذلوا فيه الجهد ، إلى أن أوصلوه إلى [نحو](٣) ألف وثلثمائة أحمر (٤). فاتفق رأي مولانا الشريف أن أقام فيه مولانا الشيخ عبد القادر بن أبي بكر أفندي المتقدم ذكره ، بعد أن شهد جمع من العلماء الأعلام لدى مولانا الشريف بتقدمه على غيره ، وانحصار الاستحقاق فيه (٥) ، خصوصا وقد باشر المذكور الفتوى في زمن عتاقي المذكور بإجازة منه ، وأذن من مولانا الشريف.

(وقد ـ أخبر الثقاة بأنه قد عهد بها للمذكور لدى مولانا الشريف) (٦) ، وشهد لديه في حياته بأنه لا يستحقها سواه. ولله در القائل :

(وما أحسن الأشياء يوما إذا أتت

إلى أهلها من أهلها في محلها

__________________

(١) في (ج) وردت «ثاني ذي الحجة». وأورد الطبري في اتحاف فضلاء الزمن ورقة ٢ / ١١٠ تاريخ الوفاة كما في (أ) «ثالث عشر ذي الحجة».

(٢) سقطت من (ج).

(٣) ما بين حاصرتين من (ج).

(٤) من المساويء التي شاعت في أواخر عهد الدولة العثمانية شراء المناصب والوظائف في الدولة ، ومن ذلك ما حصل هنا.

(٥) نلحظ هنا أن الشيخ عبد القادر بن أبي بكر حصل عليها بدون رشوة مالية نظرا لعلمه وكفاءته.

(٦) ما بين قوسين سقط من (ج).

٢٣٦

فجمع له بين خطابة المنابر ، والمشاعر ، والإمامة ، ونظر الصر والتدريس ، والفتوى. فأخلع عليه ضحى يوم الثلاثاء سادس عشر ذي الحجة بالفتوى وجلس في أحد منازل والده.

ومما قلت مؤرخا ذلك) (١) :

قيل مذ مات عتاقي من ترى

هو للفتوى بحكم الظاهر

قلت والتاريخ فيه واجب

إنما الفتوى لعبد القادر (٢)

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٢) التاريخ بحساب الجمل.

٢٣٧
٢٣٨

ودخلت [سنة ١١٠٩](١) ألف ومائة وتسعة :

ولما كان يوم الخميس سادس محرم منها ، طلع مولانا الشريف والقاضي المتولي في هذه السنة ، وجماعة من الفقهاء ، وحضرة البيك صاحب جدة. وأشرفوا على سطح الكعبة ، وحقق المهندسون خراب السقف عند القاضي بموجب الأمر الوارد من الأبواب.

ولما كان يوم الأحد ثالث عشر من محرم : شرعوا في اصلاح سقف الكعبة ، فأخرجوا السقف المنكسر ، وظهر أن الدرجة الصاعدة إلى السطح محتاجة إلى التغيير (٢) ، فاستمر العمل فيها ، وغيروا الدرجة ، وجعلوا فيها سبعة درج رخام ، والباقي من خشب الساج السفلي ، وغير ذلك.

وحدث من البدع ضرب خيمة بسطح الكعبة ، (زعموا أنها لاستظلال العملة ، وان زعموا أنها للوقاية من النظر إليها ممن هو في جبل أبي قبيس ، وهذا لا ينتهض مبيحا ، والأول أضعف) (٣) ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ.

وفرغوا منها في أوائل ربيع الأول ، وذبح صاحب جدة يوم فراغ العمارة نحوا من أربعين شاة ، وفرقها على المساكين ، وفرق شيئا من

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج).

(٢) في (ج) وردت «التعمير».

(٣) في (ج) ورد ما بين قوسين كالتالي : «زعموا أنها للوقاية من النظر إليها ممن هو في جبل أبي قبيس. وهذا لا ينتهض مبيحا وإن زعموا أنها لاستظلال العملة ، فهو أضعف انتهاضا».

٢٣٩

الدراهم على فقهاء المكاتب بالحرم الشريف (١) وبعض الفقراء.

وفي يوم السابع عشر من ربيع الأول : شرعوا في هدم حائط الحجر [المرخم](٢) ، لزعم أنه حصل فيه اختلال لموجب المطر (٣).

وفي الواقع [و](٤) في (٥) نفس الأمر ليس الأمر محتاج إلى هدمه ، ولكن ـ لله الأمر ـ [من قبل ومن بعد](٦).

ولما كان ليلة (٧) الجمعة السابع والعشرين من جمادى الأولى : ورد مكة ابن السرهندي (٨) ، الذي وقع الكلام عليه سابقا (٩) في تكفير أبيه بين شيخنا (١٠) البشبيشي (١١) والبرزنجي (١٢). وابنه هذا لم يرد مكة غير

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) ما بين حاصرتين من (ج).

(٣) في (ج) وردت «الأمطار».

(٤) ما بين حاصرتين من (ج).

(٥) سقطت من (ج).

(٦) ما بين حاصرتين من (ج). وهذا يبين معارضة السنجاري لما قاموا به من أعمال في الكعبة.

(٧) في (ج) «يوم».

(٨) السرهندي : هو أحمد بن الأحد السرهندي نسبة إلى بلدة سرهندي والتي تقع بين دهلي في الشرق ولاهور في الغرب. وهو أحد كبار علماء المسلمين الذين قاموا بدور كبير في سبيل تنقية الإسلام من الشوائب التي علقت به نتيجة لحركة الإمبراطور أكبر. أنظر حول حركته ، وبدعه في الهند : جمال الدين الشيال ـ تاريخ دولة أباطرة المغول ١١٧ ـ ١١٨ ، أحمد عطيه ـ القاموس الإسلامي ٣ / ٣١٧.

(٩) في (ج) وردت «الكلام في تكفير أبيه سابقا بين البرزنجي وشيخنا البشبيشي».

(١٠) سقطت من (أ) واستدركه الناسخ في الحاشية اليمنى من (أ).

(١١) البشبيشي : هو أحمد بن عبد اللطيف البشبيشي المصري. ولد عام ١٠٤١ ه‍ ببلدة بشبيش بمصر ، درس بالجامع الأزهر. حج إلى مكة سنة ١٠٩٢ ه‍ ، وقام بمكة مدة يدرس بها وانتفع بها جماعة من أهلها توفي بمصر سنة ١٠٩٦ ه‍. المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٣٨ ـ ٢٣١.

(١٢) البرزنجي هو : محمد بن رسول البرزنجي

٢٤٠