منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

وللمرائر (١) والمران (٢) قصاد

وكل (٣) مجتمع الأطراف معتدل

لدن لعرق نجيع القرن (٤) فصاد (٥)

فخر الملوك الأولى (فخر الزمان بهم) (٦)

دم حائزا ملك آباء وأجداد

وليهن (٧) حلته إذ رحت لابسها

إذ أصبحت خير أثواب وأبراد

واستحل (٨) أبكار أفكار مخدرة

قد طال تعنيسها (٩) (في فكر نقاد) (١٠)

__________________

(١) المرائر : مفردها المرارة ، وهو كيس لاصق بالكبد تختزن فيه الصفراء. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨٦٢.

(٢) المران : هي الرماح الصلبة اللدنة ، واحدته مرانة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨٦٥.

(٣) في المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٦٠ «بكل». ولم يرد هذا البيت في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٣.

(٤) القرن : الجبهة ، والمعنى كريم المحيا مرتفع الرأس ، شهما كريما. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٣٧٨.

(٥) جاء في المعجم الوسيط ١ / ٦٩٠ : فصد العرق فصدا وفصادا : شقه.

(٦) ما بين قوسين ورد في المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٦٠ «تزهو مناقبهم».

(٧) في (ب) «ولتهن» ، وسقطت من (د).

(٨) في (ج) ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٦٠ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٤ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٣ «واستجل» بالجيم.

(٩) في (ج) ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٣ «تعينها».

(١٠) ما بين قوسين ورد في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٤ ، والمحبي ـ. ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٦٠" من فقد أنداد» ، وسقط هذا الشطر من (ب).

٦١

كم ردّ خطابها حتى رأتك وقد

أتتك (١) خاطبة يا نسل أمجاد (٢)

أفرغت في قالب الألفاظ جوهرها (٣)

سبكا (٤) بذهن (وري الزند) (٥) وقّاد

وصاغها في معاليكم وأخلصها (٦)

ود (٧) ضميرك (٨) فيه (٩) عدل أشهاد

يحدو (١٠) بها العيس حاديها (إذا رزحت) (١١)

__________________

(١) في (ج) ونفس المصدرين السابقين ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٣ «أمتك».

(٢) في (د) «أنجاد».

(٣) في (ب) «جوهرا».

(٤) في (د) «سبك».

(٥) ما بين قوسين ورد في (د) «ورند الراي» ، وهو خطأ.

(٦) في (ب) «واحد» ، وفي (د) «واحللها».

(٧) في (ب) ، (د) «ورد».

(٨) في (ب) «ضمير» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٤ «ضميري».

(٩) في (ج) ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٣ «منه».

(١٠) في (ب) «يجد» ، وهو خطأ.

(١١) ما بين قوسين في (ج) «ادا زوحت» ، وهو خطأ ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٤ «أذا زحرت» ، وفي المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٦٠ «إذا رزمت» ، وفي ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٤ «إذا زرجت». ورزح البعير : ضعف ولصق بالأرض من الأعياء أو الهزال ، لا يتحرك فهو رازح. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٣٤١.

٦٢

من طول وخد وإرقال وإسآد (١)

كأنها الريح بالألباب لاعبة

إذا شدا بين سمار (٢) بها شاد

بفضلها فضلاء العصر شاهدة

والفضل ما كان عن تسليم أضداد

فلو غدت (٣) (من حبيب) (٤) في مسامعه

أو الصفي (٥) (استحالا بعض) (٦) حساد

واستنزلا عن مطايا القوم رحلهما (٧)

واستوقفا العيس لا يحدو بها الحادي

__________________

(١) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٤ «وإرشاد». وقد سقط البيت بكامله من (د).

(٢) في (د) «شمار».

(٣) في (ب) «غدن» ، وهو خطأ.

(٤) ما بين قوسين ورد في (د) «في حبيب». هو أبو تمام حبيب بن أوس الطائي.

(٥) هو عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم السنبسي الطائي الحلي المشهور بصفي الدين ، كان شاعر عصره ، ولد بالحلة بين الكوفة وبغداد سنة ٦٧٧ ه‍ ، وتوفي في بغداد سنة ٧٥٠ ه‍. مدح ملوك الدولة الأرتقية في ماردين ، ثم رحل إلى مصر فمدح السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون والمؤيد صاحب حماه. انظر : ابن خلكان ـ النجوم الزاهرة ١٠ / ٢٣٨ ، ٢٣٩ أن وفاته سنة ٧٤٩ ه‍ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ١ / ٣٥٨ ، ٣٥٩ ، الزركلي ـ الأعلام ٤ / ١٧ ، ١٨.

(٦) ما بين قوسين في المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٦٠ «استحلا بغض».

(٧) في (ب) «رحلها» ، وفي (د) «راحلها». هذا وقد ورد هذا الشطر في (ج) كما يلي : «واستزلا من مطايا القول رحلهما».

٦٣

وحسبها (١) في التسامي والتقدم في

عد المفاخر (٢) إذ تغدو لتعداد

تقريظها (٣) عندما جاءت معارضة

عوجا قليلا كذا عن أيمن (٤) الوادي

وعارض هذه القصيدة فضلاء مكة (بعدة قصائد) (٥) ، وسارت مسير (٦) المثل الشارد.

[سقوط البيت الشريف والشروع ببنائه]

وفي أيام مولانا الشريف المذكور ـ [أي الشريف مسعود بن إدريس بن حسن](٧) ـ كان سقوط البيت الشريف ، وذلك أنه :

__________________

(١) في (ج) «وحبسها».

(٢) في (د) «الفاخر».

(٣) في (أ) «(د) «تقريضها» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٤) سقطت من (ب). يشير الشاعر إلى مطلع قصيدة الشاعر أحمد بن عيسى المرشدي السابقة.

(٥) ما بين قوسين ورد في (ج) «بقصائد غرر». عارضها أحمد بن مسعود بن حسن بن أبي نمي بقصيدة مدح فيها الشريف نفسه ، لم تذكر المصادر من هذه القصيدة سوى مطلعها. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٦٩ ، الردادي ـ الشعر الحجازي ٢ / ٥١١ ، ٥١٧ ، وعارضها أيضا الشاعر محمد بن أحمد حكيم الملك بقصيدة رثا فيها الشريف محسن بن حسين بن حسن بن أبي نمي ، ثم خلص فيها إلى مدح ولده الشريف زيد بن محسن. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧٥ ـ ٤٨١ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٣٦١ ـ ٣٦٤ ، نفخة الريحانة ٤ / ٢٩٢ ـ ٢٩٨ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٦٢ ـ ١٦٥ ، الردادي ـ الشعر الحجازي ٢ / ٦٢٤ ، ٦٢٧ ، ٧٠٣ ، ٧٠٤.

(٦) في (د) «مثيل».

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

٦٤

لما كان يوم الأربعاء التاسع عشر من شعبان من السنة المذكورة (١) ، وقع مطر شديد ، ودخل المسجد [الحرام](٢) ، وغرق أمة من الناس.

قال الشيخ أحمد بن علان الصديقي (٣) :

«وخرص من مات فيه في النهار والليل نحو ألف إنسان ، وبات تلك الليلة السيل (٤) بالمسجد إلى الصبح ، ودخل البيوت ، وأخرج أمتعة العالم إلى أسفل مكة ، (وبلغ في الحرم إلى طوق القناديل) (٥).

__________________

(١) أي سنة ١٠٣٩ ه‍. انظر هذا التاريخ في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٥٧. أما في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، الأسدي : أحمد بن محمد (توفي ١٠٦٦ ه‍) ـ إخبار الكرام بأخبار المسجد الحرام ـ مخطوط بمكتبة الحرم المكي رقم ح / ٨٢٥٧ ورقة ٢٤ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحدث سنة ١٠٣٩ ه «ليلة الأربعاء» ، وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧١ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٦ ، فذكر أنه كان يوم الأربعاء تاسع عشر رمضان من سنة ١٠٣٩ ه‍.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) وهو خطأ واضح ، فالمؤرخ هذا هو أحمد بن إبراهيم بن علان الصديقي الشافعي النقشبندي ، ولد سنة ٩٧٥ ه‍ بمكة ، وتوفي فيها سنة ١٠٣٣ ه‍ ، أي قبل سقوط الكعبة حسب اتفاق المؤرخين وهو سنة ١٠٣٩ ه‍ ولعل وصفه على سبيل الحكاية لا المشاهدة. وقد سبق التعريف به. والأصح محمد علي بن علان الصديقي. ومن ضمن مؤلفاته : إنباء الجليل المؤيد مراد خان ببناء بيت الوهاب الجواد.

(٤) في (ج) «المسيل».

(٥) ما بين قوسين ورد في (ج) «وبلغ إلى طوق القناديل في الحرم». انظر هذا الخبر نقلا عن ابن علان كما أوردها السنجاري في تاريخ الكعبة المعظمة لباسلامة ٩٧ ، أما في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٦ ، وابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ فورد فيهما أن عدد القتلى كان نحو خمسمائة انسان ، وذكر العصامي في السمط «أن

٦٥

قال الشيخ أحمد المذكور (١) :

وكان ابتداء المطر في الساعة الثانية من اليوم المذكور ، وكانت ساعة عطارد (٢) ، والنهار إذ ذاك اثني عشر ساعة ودرجتين ، فإنهما قد زادا يوم (٣) النيروز (٤) في سادس شعبان ، وكانت الشمس في برج الحمل (٥) في

__________________

السيل قد اعتلى باب الكعبة بمقدار ذراعي عمل».

(١) أي محمد علي بن علان الصديقي.

(٢) أحد الكواكب السيارة.

(٣) سقطت من (ج).

(٤) النيروز ، أو النوروز : تعني بالفارسية اليوم الجديد ، وهو أول يوم من السنة الشمسية الايرانية ، ويوافق اليوم الحادي والعشرين من الشهر الخامس أيار من السنة الميلادية. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٦٢. وانظر : الخياري : إبراهيم بن عبد الرحمن (توفي ١٠٨٣ ه‍) ـ تحفة الأدباء وسلوة الغرباء ـ ج ٢ ـ تحقيق رجاء محمود السامرائي ـ وزارة الثقافة والاعلام العراقية سنة ١٩٧٩ م ص ٢ / ٤٠.

(٥) فلك الشمس مقسم إلى اثني عشر قسما ، يقال لكل منها برج ، وهي على التوالي : الحمل (أو الكبش) ، والثور ، والجوزاء (أو التوأمان) ، والسرطان ، والأسد (أو الليث) ، والسنبلة (أو العذراء) ، والميزان ، والعقرب ، والقوس (أو الرامي) ، والجدي (أو التيس) ، والدلو (أو الساقي أو ساكب الماء) ، والحوت (أو السمكة) جمعها بعضهم بقوله :

حمل الثور جوزة السرطان

ورعى الليث سنبل الميزان

ورمى عقرب بقوس لجدي

نزح الدلو بركة الحيتان

انظر : محمد سعيد الطنطاوي محقق كتاب رحلة الشتاء والصيف لكبريت حاشية ص ٤. وبرج الحمل : هو أول البروج الاثني عشر ، كان مبدؤه قبل ألفي عام نقطة تقاطع دائرة البروج مع دائرة معدل النهار ، تسمى نقطة الاعتدال الربيعي وتنزله الشمس في ٢١ / ٥ من السنة الميلادية ، ولكن نتيجة لتقهقر الاعتدالين تحركت نقطة التقاطع هذه إلى الغرب فأصبحت في برج الحوت ، وللحمل ثلاث عشر كوكبا في الصورة ، وخمسة خارجها ومقدمة إلى جهة المغرب ، ومؤخرة إلى المشرق ، ووجه على ظهره ، والنيران

٦٦

منزلة الرشا (١) في الدرجة الأولى منها ، والقمر (٢) في برج الميزان (٣) في منزلة العوا (٤).

وما زال المطر يقل ويكثر إلى قبيل العصر ، فاشتد ، وكانت قوة السيل في ساعة المشتري والمريخ. ونزل مع المطر برد كثير ، وذكر لي بعض الناس أنه ذاق ماء ذلك البرد ، فكان ملحا (٥) أو مرا (٦).

__________________

اللذان على القرن يسميان الشرطين لأنهما ينبئان باقتراب الاعتدالين ، والنير الخارج عن الصورة يسمى الناطع ، والنيران اللذان على الاليه مع الذي على الفخذ وهي على مثلث متساوي الأضلاع تسمى البطين والشرطان والبطين هما اسما المنزلين الأولين من منازل القمر. انظر : دائرة المعارف الإسلامية ٨ / ١٠٩ ، الموسوعة العربية الميسرة ٧٣٩.

(١) في (ج) «الوشا» ، وهو خطأ.

(٢) في (د) «وكان القمر».

(٣) برج الميزان يطلق على البرج السابق والكوكبة الجنوبية التي يحتويها تحل فيه الشمس عند الاعتدال الخريفي ، فيتساوى الليل والنهار ، وهي في أوله لذلك سمي الميزان. الموسوعة العربية الميسرة ص ١٨٠١.

(٤) منزلة العوا : في الفلك كوكبة شمالية تمثل برجل في إحدى يديه كلبان وفي الأخرى حربة ، وتحتوي على نجم السماك الرامح ، وتعرف أيضا باسم البقار أو الصناج أو حارس الشمال. الموسوعة العربية الميسرة ص ١٢٤٥.

(٥) في (د) «مالحا». أضاف الشلي في عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ حتى كسى بياضه الأرض. قال بعضهم صار بعده كأنه دما أحمر ووجده بعضهم كأنه حجر وبعضهم كبيض الحمام ووجده بعضهم عذبا باردا ليس فيه علة ولا داء ، وكان يختلف بسبب اختلاف الناس.

(٦) في (أ) «مترا» ، وهو خطأ ، وسقطت من (ب) ، (ج) ، والاثبات من (د). انظر هذه الأخبار في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍.

٦٧

ولما أن أصبح الصبح (١) ثاني يوم المطر صبيحة (يوم الخميس) (٢) نزل مولانا الشريف ، وأمر بفتح سرب (٣) باب إبراهيم من أبواب الحرم بحضرته ، [ففتح](٤) ، وخرج الماء إلى أسفل مكة (٥).

فلما كان عصر يوم الخميس ، قبيل الغروب نهار عشرين من شعبان سقط الجانب الشامي من الكعبة بوجهيه (٦) ، وانحدر (٧) معه من الجدار الشرقي إلى حد الباب ، ومن الغربي من الوجهين نحو السدس (٨) ، وهذا (٩) الذي سقط من الجانب الشامي هو الذي بناه الحجاج بن يوسف الثقفي ، وكانت لها وقعة مهيلة (١٠).

__________________

(١) في (ج) أثبت الناسخ في المتن كلمة «الصباح» ، وأشار في حاشية المخطوط اليسرى ص ١٨٣ أن في نسخة أخرى «الصبح».

(٢) ما بين قوسين ورد في (ب) «يوم» ، وفي (ج) ، (د) «يومه».

(٣) في (د) «سرداب».

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (د).

(٥) انظر هذا الخبر في باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٩٤.

(٦) في (ج) «بوجهه».

(٧) في (ب) «وانحذ» ، وهو خطأ ، وفي (ج) ، (د) «وأخذ».

(٨) في الأسدي ـ أخبار الكرام ورقة ٢٤ «ثلثيه» ، وفي : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه «ثلاثة أرباع الغربية» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٦ «نحو النصف».

(٩) في (ب) ، (د) «وهو».

(١٠) انظر تفاصيل عمارة الحجاج هذه في : صحيح مسلم ٩ / ١٠٠ ـ ١٠٢ ، الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٢١٠ ، ٢١١ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٩٩ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٢ / ١٠٣ ، ١٠٤ ، النهروالي ـ الاعلام ٨٣ ، ٨٤ ، باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٨٧ ـ ٩٢.

٦٨

فنزل مولانا الشريف مسعود بنفسه (١) ، وأمر بالتنظيف (٢) وإفراز الحجارة بعد أن رفع الميزاب (٣) وما وجدوه (٤) من القناديل الذهب (٥) المعلقة ، وكانت عشرين قنديلا أحدها مرصع باللؤلؤ وغيره من المعادن (٦) ، ووضعت في بيت الشيخ جمال الدين محمد (٧) بن / أبي القاسم الشيي العبدري (٨) الحجبي بعد أن ضبط ذلك بحضرة صاحب مكة ، فأخذه إلى منزله بالصفا (٩) ، وهو منزل من أوقاف السلطان مراد على الحجاب (١٠) ، فوضعه في مخزن وختم عليه (١١) بخاتم صاحب مكة مولانا

__________________

(١) انظر هذا الخبر في : الأسدي ـ أخبار الكرام ورقة ٢٤ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٨٥ ، الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٦.

(٢) في (د) «بتنظيفه».

(٣) في (ب) «الميزان» ، وهو خطأ.

(٤) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «ما وجده».

(٥) في (د) «المذهب».

(٦) انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍.

(٧) سقطت من بقية النسخ.

(٨) في (ب) ، (ج) «العبوري» ، وسقطت من (د). وهو فاتح الكعبة المشرفة في تلك الآونة ، أمره الشريف مسعود بإخراج قناديل الكعبة ورفع ميزابها ، فندب لذلك شخصا من خدامه للقيام بذلك لمرض كان به منعه من الحركة التامة. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورق ٨٥ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٧.

(٩) في (د) «باب الصفا».

(١٠) ذكر الدهلوي في ص ١٨٤ أن هذه الدار بقيت إلى العصر الحاضر بالصفا تحت أيدي الحجاب. قلت : وهي غير موجودة في وقتنا الحالي لدخولها في توسعة الحرم الأخيرة.

(١١) سقطت من بقية النسخ.

٦٩

الشريف [مسعود](١) ، وأجلس عليه حرسا. كل ذلك قبل الغروب (٢).

وفي هذا اليوم نزل (٣) صفر أغاراس باش المشدين (٤) لصاحب جدة مصطفى أغا ، وأخذ منه خمسمائة دينار (٥) من مال العشور المجتمع (عنده للسلطنة) (٦) ، فوصل بها مكة يوم الاثنين رابع عشرين شعبان (٧).

وما كان من [أمر](٨) مولانا الشريف ، فإنه لما (٩) كان يوم الجمعة أمر بالنداء العام في البلد بالتنظيف ، ونزل بنفسه ، فنظفه (العامة

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٢) في (ج) «إلى الغروب». وأضاف ناسخ (ج) في متن ص ١٨٤ ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد ، وهذه الدار عامرة إلى وقتنا مشهورة بالمرادية بالصفا ، وهي تحت أيدي الحجاب ـ والله أعلم ـ». انظر أخبار تنظيف الحرم هذه في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٨٥ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٧ ، ٤٢٨ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٩٤ ، ٩٥ ، الحجبي ـ اعلام الأنام ١٦٢. ومختصرة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍.

(٣) في (ب) ، (د) «وتولى» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «توجه».

(٤) في (ج) «حسين أغا باش المشدين». ورد هذا الاسم في : باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٩٥ «صفر أغا رئيس المشدين».

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) ما بين قوسين في (ب) «عنده السلطنة» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «للسلطنة عنده».

(٧) انظر هذا الخبر في : باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٩٥.

(٨) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٩) سقطت من بقية النسخ.

٧٠

والخاصة) (١).

وخطب بالناس في هذا اليوم القاضي فايز بن ظهيره (٢) ، وصلى الناس خلفه في المطاف (٣).

ولما كان يوم السبت ثاني عشرين (٤) شعبان نزل مولانا الشريف إلى الحرم ، واجتمع إليه علماء البلد ، وحضر أعيان الناس ، وحضر حسين أغا الشاووش (٥) من قبل صاحب مصر محمد باشا (٦) ، فوقع السؤال من مولانا الشريف عن عمارة ما وهي من الكعبة :

هل يؤثر (٧) المبادرة (٨) إلى عمارتها ، ويعمر في الحال وليّ الأمر الذابّ عن سرحها؟ ومن أي مال يكون التعمير ، بمال قناديلها؟ (٩) ، أم

__________________

(١) ما بين قوسين ورد في (ج) «الخاص والعام» ، وفي (د) «والعامة والخاصة».

(٢) هو القاضي فايز بن ظهيرة القرشي المخزومي. انظر : باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٩٥.

(٣) انظر هذه الأخبار في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٨٥ ، ٨٦ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٨ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٩٥ ، الحجبي ـ اعلام الأنام ١٦٣.

(٤) في (د) «عشر».

(٥) في (ج) ، (د) «الشاوش».

(٦) هو محمد باشا الألباني. انظر : باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٩٨.

(٧) في (ب) ، (ج) «يؤمر» ، وفي (د) «يأمر».

(٨) في (ب) «المارة» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «بالمسارعة» ، وفي (د) «بالمبادرة».

(٩) في (ب) «قناديل» ، وفي (ج) «قناديل الكعبة» ، وفي (د) «القناديل».

٧١

بمال غير ذلك؟.

وكان من حاضري المجلس الشيخ خالد المالكي البصير (١) ، والقاضي عبد الله بن أبي بكر الحنبلي ، والقاضي أحمد بن عيسى المرشدي ، وغيرهم من علماء مكة. فانعقد رأي الجماعة أن (٢) يبادر بعمارتها من مال الكعبة ، ويعرض الأمر إلى (٣) الأبواب ، ولا يمنع أحد من المسلمين أن يعمرها من ماله إذا لم يكن فيه شبهة ، (وأن ذلك يتوقف على) (٤) العرض على السلطان.

فلما اجتمع رأي الحاضرين على هذا ، أمر مولانا الشريف أن يكتب صورة سؤال ، ويضع العلماء عليه خطوطهم بعد محض (٥) الفكر ليبعث به إلى الأبواب.

فقاموا (٦) من ذلك المجلس ، وفرش لهم بساط في باب الرحمة ، وطلبوا مني (٧) كتاب الشيخ أحمد بن حجر الهيثمي المكي المسمى بالمناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة ، فأحضرته لهم ، وقرأ ما يحتاج إليه ، من (٨) مولانا القاضي تاج الدين المالكي ، وجلس يقرؤه عليهم عشرة

__________________

(١) في (ج) «البصري» ، وهو خطأ.

(٢) سقطت من (ب) ، وفي (ج) «بأن».

(٣) سقطت من (ب) ، وفي (ج) ، (د) «على».

(٤) ما بين قوسين في (د) «وأن لا يتوقف».

(٥) في (ج) «فحضر» ، وهو خطأ.

(٦) في (ب) «فاموا» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «ثم قاموا» ، وفي (د) «فغابوا».

(٧) أي محمد بن علان الصديقي.

(٨) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «فهم» ، وهو خطأ.

٧٢

أيام (١) ، والحاضرون يسمعونه ، فلما وصلوا إلى المطلوب كتبوا سؤالا كما قلناه أولا من المبادرة إلى العمارة ممن له على الحرمين الشريفين امارة ، وأن ذلك يعمر من مال البيت الشريف ، ويكتب بذلك الواقع إلى الأبواب (٢). ثم ظهر لي (٣) أن المخاطب بالعمارة إنما هو سلطان الزمان ، وناشر العدل والأمان ، سلطان الإسلام والمسلمين ، وكان إذ ذاك مولانا السلطان مراد خان ، أعزه الله ، فراجعت (٤) بعض الفقهاء المفتين ، وعرضت عليه (٥) ما يؤخذ منه (٦) ذلك ، فأبى (٧) الرجوع ، فرجعت عما رأيته من الرأي (٨) الموافق (٩) لهم ، وألفت الرسالة المسماة بنشر ألوية التشريف بالإعلام والتعريف (١٠) (عمن له) (١١) عمارة ما سقط (١٢) من

__________________

(١) في باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٩٦ «عدة أيام».

(٢) انظر هذه الأخبار في : باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٩٥ ، ٩٦. ومختصرة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍.

(٣) أي محمد علي بن علان الصديقي.

(٤) في (د) «فرجعت».

(٥) في (د) «عليهم».

(٦) في (د) «منهم».

(٧) في (د) «فأبو».

(٨) في (ج) «الأمر».

(٩) في (د) «الموفق».

(١٠) في (ب) ، (ج) «والشريف» ، وهو خطأ.

(١١) ما بين قوسين ورد في (د) «عن ماله» ، وفي : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / سنة ١٠٣٩ ه‍ ، ١٠٥٧ ه‍ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ١٨٨ «بمن له ولاية».

(١٢) في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ذكره يسقط ،

٧٣

البيت الشريف ، فاتفق (١) أن مولانا الشريف أمر بتغيير (٢) السؤال المكتتب لأمر (٣) اقتضى ذلك ، فغير بعبارة أخرى ، وكتب الجماعة كما كتبوا أولا ، وكتبت عليه ، والمخاطب بهذا الغرض أي عمارة الكعبة الغراء سلطان الإسلام المكرم مولانا السلطان مراد خان ، ثم نائبه مولانا الشريف ، والله الموفق.

وبهذا السؤال (وما معه) (٤) من العروض أرسل إلى صاحب مصر (٥) صحبة (٦) أحمد جاووش ، أحد (٧) جماعة حسين أغا المتقدم [ذكره](٨) ، ومعه النوري علي سنجقدار اليمن. وكان خروجهم من مكة يوم الاثنين الرابع والعشرين من شعبان.

__________________

وفي أحداث ١٠٥٧ ه‍ سقط.

(١) في (ب) «فاتغتي» ، وهو خطأ.

(٢) في (ب) «بتغير».

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «المكتب».

(٤) في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه «وما عليه من الأجوبة وما صحبه».

(٥) وهو محمد باشا. انظر أخبار اجتماع العلماء هذا نقلا عن ابن علان في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍. ومختصرة في : الأسدي ـ أخبار الكرام ورقة ٢٤.

(٦) سقطت من (د).

(٧) سقطت من (ب) ، (د) ، وفي (ج) «من».

(٨) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، (د). ومعهم السيد علي بن هيزع من جماعة الشريف. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٨.

٧٤

وفي هذا اليوم دخلوا بأضماد البقر (١) إلى المسجد ، وشرعوا في حرث المسجد) (٢).

وفي يوم السبت السابع من رمضان ، وصلت من صاحب جدة خمسمائة دينار أخرى (٣).

وفي يوم الأحد العاشر من رمضان ، انتهى العمل بالبقر (٤).

وفي يوم الثلاثاء الثاني والعشرين (من رمضان) (٥) ، ورد من مصر أغاة ومعه النوري علي سنجقدار اليمن (٦) ، وأخبر بوصول الأغا رضوان بيك (٧) معمارا على المسجد ، وأنه خلفه.

__________________

(١) أي الأبقار التي تجر ألواح الحراثة. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٧٤ ه‍.

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د). انظر خبر خروج أحمد جاووش وسنجقدار اليمن بالسؤال والعروض ، وحرث المسجد الحرام في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ص ٩٧ نقلا عن ابن علان ، ومختصرة في : الأسدي ـ أخبار الكرام ورقة ٢٤ ، ٢٥.

(٣) سقط الخبران من (ج). انظر هذا الخبر نقلا عن ابن علان في : باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٩٧.

(٤) سقطت من (د).

(٥) ما بين قوسين سقط من (د).

(٦) في (أ) «اليمنى» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٧) هو الأغا رضوان بيك الفقاري من حاشية البلاط العثماني ، أرسله والي مصر محمد باشا الألباني مندوبا من قبله إلى مكة المكرمة ، وخوله صلاحية تامة لاتخاذ التدابير المستعجلة خوفا من ازدياد التصدع في الكعبة المشرفة لقرب موسم الحج ، دون انتظار تعليمات الباب العالي. باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٩٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٣٤٠.

٧٥

ودخل رضوان بيك ، ومعه السيد (علي بن) (١) هيزع (٢) ، ومعه قفطان لمولانا الشريف (٣) ، وذلك ليلة الجمعة خامس عشرين رمضان. انتهى كلامه (٤).

ونقلت (٥) من خط البرهان إبراهيم المهتار قوله مؤرخا لذلك :

هدم (٦) البيت أمر رب تغشا (٧)

ه مسيل [لم يحو غرقاه](٨) ظبط

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٢) في (ج) «هييزع» من جماعة الشريف مسعود. أرسله الشريف مع أحمد جاووش والنوري علي السنجقدار لعرض ما وقع للكعبة المشرفة على والي مصر ، ومن ثم على السلطان مراد خان ، ومعهم محاضر الأعيان وفتاوى العلماء ، وما كتب للشريف ، كان رسول مكة بمصر. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٨٦ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٨ ، وما ذكره السنجاري.

(٣) مسعود.

(٤) أي محمد علي بن علان الصديقي. انظر هذه الأخبار مختصرة في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٨٥ ـ ٨٧ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٧ ـ ٤٢٩.

(٥) أي المؤلف.

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «هذا».

(٧) في (ج) ، (د) ، والشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه «بسيل».

(٨) ما بين حاصرتين ورد في (أ) «بياض اان لقتلاه» ، وفي (ب) «ماءماه لقتلاه» ، وفي (ج) «ماءمأ لقتلاه» ، وفي (د) «مالقتلاه» ، والاثبات من كبريت ـ رحلة الشتاء والصيف ٢٦٦. هذا وقد ورد هذا البيت في المصدر السابق :

هدم البيت أمر رب تغشا

وبسيل لم يحو غرقاه ضبطي

وفي الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ :

هدم البيت أمر رب تغشا

ه بسيل لم يحص غرقاه ضبط ـ

وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٧ :

هدم البيت أمر رب تغشاه

بسيل لم يحو غرقاه ضبط

٧٦

في نهار الخميس عشرين شعبا

ن قبيل الغروب في عام لغط (١)

فائدة :

قال العلامة ابن الضياء الحنفي (٢) في كتابه الضياء المعنوي في شرح مقدمة الغزنوي (٣) :

«لا يطلق الهدم على البيت». انتهى.

قلت (٤) :

قد وقع في الحديث كأني بذي السويقتين يهدمها حجرا حجرا ، إلى آخره (٥).

__________________

(١) ورد هذا البيت في المصادر السابقة :

في نهار الخميس عشرين شعبا

ن قبيل الغروب من عام لغط

وكلمة «لغط» هي التاريخ وتعادل بحساب الجمل سنة ١٠٣٩ ه‍.

(٢) هو ابن الضياء الصاغاني.

(٣) في (د) «القزنوي» ، وهو خطأ. وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ص ١٨٠٢ ، ١٨٠٣ تحت عنوان المقدمة الغزنوية في فروع الحنفية. وقد شرحها الشيخ الامام أبو البقاء محمد بن أحمد بن الضياء القرشي الحنفي ، وسماه ضياء المعنوية على مقدمة الغزنوية ، وقال فيه أنها مؤلف مختصر نافع تلقاه العلماء بالقبول ، فوضعت عليها شرحا لأني لم أجد أحدا قبلي كشف قناعها مثلي». لم أقف على هذا المخطوط.

(٤) أي المؤلف.

(٥) انظر : ابن حجر العسقلاني ـ فتح الباري ٣ / ٤٦٠ ، والنووي ـ شرح صحيح مسلم ١٨ / ٢٥٢ ، وفي مسند الامام أحمد بن حنبل ـ تحقيق زهير الشاويش ـ ط ٤ ـ. ـ مطبعة المكتب الإسلامي ـ بيروت سنة ١٤٠٣ ه‍ / ١٩٨٣ م ص ٢ / ٢٢٠.

٧٧

ولعل هذا الاطلاق على ما فيه من الفظاعة (١) لكونه من أشراط الساعة ، فتأمل والله الموفق.

ونقلت من خط المهتار أيضا تأريخا للإمام فضل بن عبد الله الطبري (٢) ، وهو قوله وعليه أغار المهتار :

سئلت عن سيل أتى

والبيت منه قد سقط

متى أتى؟ قلت لهم

تاريخه (٣) كان غلط (٤)

ومن البديع في تاريخه :

اعلموا أن الله على كل شيء قدير (٥).

ومثل قول الإمام فضل قول صاحبه (٦) حسين الينبعي (٧) ، وهو :

__________________

(١) التصويب لا تساق المعنى.

(٢) هو فضل أو الفضل أو فضل الله بن عبد الله الطبري المكي الشافعي ، كان مفتي الشافعية بمكة المكرمة ، وتوفي فيها سنة ١٠٨٤ ه‍. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٢٧١ ، ٢٧٢ ، نفحة الريحانة ٤ / ٥٨ ، ٥٩ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ٦٤ ، ٦٥ ، أبو الخير مرداد ـ المختصر من نشر النور والزهر ٣٩٣ ، الزركلي ـ الأعلام ٥ / ١٥٠.

(٣) في نفس المصدر السابق ، وكبريت ـ رحلة الشتاء والصيف ٢٢٦ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٢٧٢ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ٦٤ «مجيئه».

(٤) وكلمة «غلط» هي التاريخ وتقابل بحساب الجمل سنة ١٠٣٩ ه‍. وفي هذا البيت سوء أدب مع الله عزوجل. انظر : الردادي ـ الشعر الحجازي ١ / ٢٧٥.

(٥) وجملة «اعلموا أن الله على كل شيء قدير» تعادل بحساب الجمل عام ١٠٤٠ ه‍ وبحذف (ا) اعملوا يكون ١٠٣٩ ه‍.

(٦) في (ب) «صاحب» ، وفي (د) «الصاحب».

(٧) في (ب) ، (ج) «النسفي» ـ وفي (د) «السيفي». ـ وفي (د) «السيفي».

٧٨

لا غرو أن الذنب أوجب ما جرى

مما أرى (١) ورايته مني فقط

فأخذت في تاريخه من هجرة

وحسبته فوجدت صحته غلط

قال العلامة الشيخ محمد بن علان :

وأنشدني صاحبنا الشيخ غرس (٢) الدين الخليلي (٣) المدني قوله :

لم ينهدم بيت الإله لحادث

يجني (٤) ولا من شدة العصيان

لو كان للعصيان (٥) يهدم بيته

لا نهدّ فيما فات من أزمان (٦)

(وخصوصا الحجاج) (٧) لما أن أتى

في وقته بالفسق (٨) والطغيان

لكن تجلى الله جل جلاله

بجلاله لقواعد (٩) الأركان

__________________

(١) في (ج) «رأى».

(٢) في (د) «عز» ، وهو خطأ.

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ" الحنبلي» ، وهو خطأ. هو : غرس الدين محمد بن أحمد الخليلي ثم المدني الأنصاري الشافعي ، رحل إلى القاهرة سنة ١٠٠٧ ه‍ ثم إلى الروم ، واجتمع بالوزير الأعظم الذي وجه له خطابة المدينة ، فهاجر إليها ، له نظم ومؤلفات. توفي سنة ١٠٥٧ ه‍. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٢٤٦ ـ ٢٥٤ ، نفحة الريحانة ٤ / ٣٤٤ ـ ٣٥٤ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ٣٩٩.

(٤) في (د) «يجي».

(٥) في (د) «بالعصيان».

(٦) ورد هذا الشطر في (د) «فيما مضى من سائر الأزمان».

(٧) ما بين قوسين في (ب) «خصوصه للحجاج». والمقصود هو الحجاج بن يوسف الثقفي ، كناية عن تخريبه المسجد الحرام بالمنجنيق في حصاره لابن الزبير.

(٨) في (ب) ، (ج) «في الفسق».

(٩) في (ب) «القواعد» ، وهو خطأ ، والبيت بكامله ساقط من (د).

٧٩

فاندكّ كالطور (١) المقدس رهبة

وجلالة بجلالة الرحمان

وللشيخ محمد بن علان (٢) :

لم ينهدم بيت الإله لحادث

يخشى عليه وما به من داء

لكنما أيدي الروافض لامست

تلك الرسوم فطهرت بالماء (٣)

وللمهتار المكي معللا :

ولما رأت كعبة الله جارها (٤)

وطائفها (٥) غير أربابها

رمت نفسها حسرة ثم شقت

من الغيظ شقاق (٦) أثوابها

ورأيت للمهتار قولا (٧) في ذلك كله (٨) أيضا :

آه من ديمة بها (أقفر الحي

وأخلت) (٩) معاهدا وربوعا

__________________

(١) في (أ) ، (د) «الطود» ، والاثبات من (ب) ، (ج). والطور : جبل في سيناء معروف ، وردت الاشارة إليه تصريحا وتلميحا في الكتاب العزيز(وَالطُّورِ ، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) آية رقم ١ من سورة الطور ، (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا) آية رقم ١٤٣ من سورة الأعراف.

(٢) هو محمد بن علان الصديقي.

(٣) سقط البيت بكامله من بقية النسخ.

(٤) في (أ) «حارت» ، وفي (ب) ، (ج) «جازت» ، والاثبات من (د).

(٥) في (ب) ، (د) «وطائفا».

(٦) في (ب) «شقات».

(٧) في (ب) ، (د) «قول» ، وسقطت من (ج) ، والاثبات يقتضيه السياق.

(٨) سقطت من (ب) ، (د).

(٩) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «أفقر الحج وأحلت» ، تصحيف والاثبات من (د).

٨٠