منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

وساجل أناسا من أوائلك الذي

بهم تقتدي (١) عند التحذر (٢) والاغرا

ودونكها من حرّ لفظي (٣) رقيقة (٤)

تجرع منها الصد (٥) لما حلت مرّا (٦)

أتت لحبيب (٧) في وسط منزل

له فاستحت منها (٨) قفا نبك من ذكرى (٩)

ولا تجزني منها بغير مودة

إذا صدقت أنعلت (١٠) أفراسي (١١) البترا

فما الشعر لي كسب ولا أرتضي به

شعارا ولكني نظمت لك الشعرا

__________________

(١) في (ب) ، (د) «يقتدى».

(٢) في (ج) ، (د) «التحرز».

(٣) في (د) «قولي».

(٤) في (ب) «رقفيته» ، وهو خطأ.

(٥) في (د) «الضد».

(٦) في (أ) ، (ب) «برا» ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٧) أضاف ناسخ (ب) «و» ، وأضاف ناسخ (د) «وهو».

(٨) في (د) «منه».

(٩) إشارة إلى معلقة امرؤ القيس :

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

(١٠) في (ج) أثبت الناسخ في المتن" افحلت» ، وأشار أن في نسخة أخرى دون ذكر ما ورد فيها ، وفي (د) غير مقروءة.

(١١) في (د) «امراسي».

٥٤١

بقيت بقاء الدهر يا عزّ أهله

لك الملك بعد الله في مكة الغرا

قلت وسبق أني لم أنشد هذه القصيدة لما تقدم من العوائق.

فبلغه ذكرها ، ونصّ عليه أمرها ، ففاتحني في غصون كلامه ـ وقد جئت زائرا لأعتابه ـ عنها (١) ، وقال (٢) : «بلغني أنك امتدحتني بقصيدة ، وما حصل في يدي شيء منها». فاعتذرت له بالعارض المقتضي لتأخيرها. فقال : «إن امتنعت الأولى فلا بدّ من نظيرها».

فحملتني هذه الملاطفة منه على التطفل (٣) عليه وعدم التأخير عنه / فامتدحته في عيد الفطر (٤) بهذه القصيدة ، وأنشدته إياها بدار السعادة ضحى ذلك اليوم ، وهي (٥) :

عاتباها عسى تبين اعتذارا

عن جفاء أورى بقلبي نارا

واحفظا ما تقول ان عذار القول

ما قالت الملاح العذارى

كيف بعد اعتمادي (٦) صدق ودادي

منحتني تباعدا وازورارا (٧)

يا ابنة القوم قد أسأت (٨) ولكن

شفع الحسن واستقال العثارا

__________________

(١) سقطت من (د).

(٢) أضاف ناسخ (د) «لي».

(٣) في (د) «التطفيل».

(٤) أضاف ناسخ (د) «من السنة المذكورة».

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) في (ب) ، (ج) «اعتماد».

(٧) الازورار : الانحراف والميل. المعجم الوسيط ١ / ٤٠٦.

(٨) في (أ) «اسان».

٥٤٢

فاسمحي بالخيال ان تهت عجبا

بعد أن تمنحي جفوني عذارا (١)

لا ومن أودع الحشى جل نار

لخدود (٢) قد أودعت جل نارا

لم يخط لي (٣) الكرى انهتار (٤) جفون

بعد شق النوى (٥) على الصدارا

يوم سارت ركاب من حلّ قلبي

وتخلّفت عنه أبكي الديارا

واضعا لليمين مني على الخد

وملق على الفؤاد (٦) اليسارا

موقف لم يقفه قبلي ابن حجر (٧)

باللوى يوم أوقف الأنصارا

(لو عذولي) (٨) معي درى ساعة الت

وديع أسباب نظمي الأشعارا

حملوا كالمهاة ملأ ازار

ما رأتها للشمس عين نهارا

بنت سبع وأربع وثلاث

مثلها البدر في السماء استدارا

ينشق الطيب في السرى حين جلت

قومها من لها اقتفى الآثارا

__________________

(١) في (ب) ، (د) «غدارا».

(٢) في (ج) ، (د) «كخدود».

(٣) في (د) «في».

(٤) في (أ) «اهتاري» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٥) في (د) «الندا».

(٦) في (د) «الفوادي».

(٧) هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي من بني آكل المرار ، يماني الأصل ، نجدي المولد ، من أشهر شعراء العرب على الإطلاق ، اشتهر بلقبه ، ولد نحو سنة ١٣٠ قبل الهجرة ، وتوفي سنة ٨٠ قبل الهجرة في أنقرة. انظر : الأصبهاني ـ الأغاني ٨ / ٦٠ ـ ٧٣ ، البغدادي ـ خزانة الأدب ١ / ١٦٠ ـ ١٦٢ ، بدران ـ ابن عساكر ٣ / ١٠٧ ـ ١١٨ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ١١ ـ ١٢. ويشير هنا إلى قوله" بسقط اللوى بين الدخول فحومل».

(٨) في (ج) «لوعة ونى».

٥٤٣

لا سقت جيبها (١) الفوادي (٢) الفؤا

د فهي والمزن (٣) دائما تتبارى

كلما حلت السماء بأرض

أطلقوا في الربى بها أزهارا

أنا مالي وللبوادي البوادي

بوجوه تستهجن (٤) الأقمارا (٥)

كل هيفاء كما القضيب على الدعص

يهز الصبا بها خطارا /

يا نديمي وليس لي (٦) بنديم

غير من لم ير المحبة عارا

إن في الهودج الذي (٧) سار (٨) الرك

ب (٩) به مهجتي فسل أين (١٠) سارا

ألوى الجذع (١١) أمّ معالم نجد

يبتغي أهله من الأرض دارا

آه مما أجنّه في فؤادي

لو كريما أبيحه الأسرارا

كم ليال قطعتها كلآل (١٢)

وبكور فضضتها أبكارا

__________________

(١) في (ج) أثبت في المتن ما أثبتناه ، وأشار على حاشية المخطوط اليسرى ص ٣٧١ أن في صفحة أخرى" حسها» ، وفي (د) «حسها».

(٢) في (د) «الفواد».

(٣) في (ب) «الزن».

(٤) في (ج) أثبت الناسخ في المتن ما أثبتناه ، وأشار على حاشية المخطوط اليسرى ص ٣٦٩ أن في نسخة أخرى" شبيهة» ، وبياض في (د).

(٥) في (أ) «الاقار» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٦) سقطت من (ب).

(٧) أضاف ناسخ (د) «فيه».

(٨) في (ب) ، (د) «سارت».

(٩) بياض في (د).

(١٠) في (د) «بن» ، وهو خطأ.

(١١) في (ب) «الجزع».

(١٢) في (أ) «كحلال» ، وفي (ب) «كلئال» ، والاثبات من (ج) ، (د).

٥٤٤

كنت (١) أخشى [لا](٢) أن تعود ولكن

عاد دهري بها (٣) وأبدى اعتذارا

عندما عاد نجل زيد إلى الملك

ونادى ان الزمان استدارا

مثل ما قال أفضل الخلق لنا

حجّ والناس في الضلال حيارى (٤)

فانجلت ظلمة الشكوك ولاح الحس

ن (٥) حتى ما فيه من يتمارى (٦)

حبذا حبذا لأحمد (٧) وجها

مثله الصبح بعد ليل أنارا

ملك لم يعد بعرف لإنجا

ز العطايا منه وسله اختبارا

ما رأينا من قبله مفردا سا

ق به الدهر عسكرا جرارا

سبق الرعب ملتقاه فأجلا

عن حماه العدى (٨) فطاروا فرارا

فأتى الملك شائقا لمعاليه

[كما](٩) صغت للفتاة السوارا

وأقرت له الحجاج لما

أن رأت من علاه ما لا يجارى

وأطاعت له النواصي العواصي (١٠)

بعد عز واستكبروا (١١) استكبارا

__________________

(١) في (أ) ، (ج) «لست» ، والاثبات من (ب) ، (د).

(٢) من (ب) ، (د).

(٣) سقطت من (د).

(٤) قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم في خطبة حجة الوداع : «إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض». انظر : ابن هشام ـ السيرة النبوية ٤ / ٦٠٤.

(٥) في (د) «الحق».

(٦) أي يشك.

(٧) في (د) «الأحمد».

(٨) في (د) «الأعدا».

(٩) ما بين حاصرتين في (أ) ، (ج) «لما» ، والاثبات من (ب) ، (د).

(١٠) في (ج) أثبت الناسخ ما أثبتناه ، وأشار على حاشية المخطوط اليمنى ص ٣٧٢ أن في نسخة أخرى «العواص».

(١١) في (د) «وستكبرا» ، وهو خطأ. والبيت من معنى قوله تعالى في سورة نوح آية ٧.

٥٤٥

(وأتته الورود من كل فج

مائلين السروج والاكرارا (١)

يجد القافل الملم إليه

مثل نمل البطحاء إذ يتسارا) (٢)

بصفات قد اكسبته أمانا

بعد خوف وألبسته وقارا /

لابن بنت النبي وابن أبي السبطين

والغافر الذنوب الكبارا (٣)

فهو فرد الوجود إنسان عين السجود

حين الحسود مولى (٤) اليسارا

واقد الجار واسع الدار (٥) موري

النار غيث العفاة غوث الأسارى

عربي اللسان رومي طرز الس

مك (٦) هندي القضبان (٧) يحمي الديارا

ينشر (٨) العدل بعد ما (٩) قيل لولا (١٠)

طوى ما يروق [منه](١١) انتشارا

وأتى الدهر وهو هاو فأعلاه (١٢)

مشيدا له منارا منارا

من أناس تعودوا البذل حتى

ما يعدون بذل عرف فخارا

__________________

(١) في (أ) «الاكوار» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٢) ما بين قوسين سقط من (د) ، وأثبت بدلا منهما بيتا سبق ذكره ، وهو :

يخبر القافل الموافى إلبه

مثل نمل البطحاء إذ يتسارا

(٣) وهذا من الشرك الذي يقع فيه الشعراء نتيجة المبالغة.

(٤) في (أ) «مول» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٥) في (أ) «العار» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٦) في (د) «الملك».

(٧) في (أ) «القغيان» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٨) في (د) «نشر».

(٩) في (ب) ، (د) «أن».

(١٠) في (د) «لولاه».

(١١) من (ج) ، (د).

(١٢) في (أ) ، (ب) «فاعلا» ، والاثبات من (ج) ، (د).

٥٤٦

يهبون الحصان والعبد والغا

دة والبيت والنقود اقتدارا

وإذا ما ذكرت فيهم جميلا

فعلوه ينكسوا الأبصارا

ليس فيهم عيب سوى أنهم لا

يذكروا وجودهم بليل نهارا

شيم لم تكن لغير ذوي عيناء (١)

فيما ترى العيون اعتبارا

ورثوها من (٢) محسن بن حسين

عن أبيه عن جده أخيارا (٣)

حفظ الله خالص المجد فيهم

فهو حين (٤) القيام لا يتوارى

لا يزال الحديث جاء فهم من

قصد المصطفى به اختيارا (٥)

يا مليكا بمدحه ورد الن

ص فكان (٦) التطويل (٧) فيه اختصارا

شغلتني (٨) عن الهنا بقدوم ل

ك أعدائي فاصطبرت اصطبارا

وأراح الإله منهم ومن لم

يأت فرضا قضى فكن غفّرا (٩)

فاستمعها (١٠) عنوان شكر محب

يوم عيد ورودها (١١) لك دارا

__________________

(١) في (د) «عين». وعيناء : أمهم.

(٢) سقطت من (ب) ، وفي (د) «عن».

(٣) في (أ) «أخبارا» ، والاثبات من بقية النسخ ، وفي (ج) أثبت الناسخ في المتن «أخيارا» ، وأشار على حاشية المخطوط اليسرى ص ٣٧١ أن في نسخة أخرى «أخبارا».

(٤) في (د) «حتى».

(٥) في (د) «اخبار» ، وفي (ج) أثبت الناسخ في المتن ما أثبتناه ، وأشار على حاشية المخطوط اليسرى ص ٣٧١ أن في نسخة أخرى «كذا بالأصل».

(٦) في (ب) «فكانت».

(٧) في (د) «الطويل».

(٨) في (أ) ، (ج) «شغلتنا».

(٩) في (أ) «غضارا» ، والاثبات من بقية النسخ.

(١٠) في (ب) ، (د) «واستمعها».

(١١) في (أ) «ورددها» ، والاثبات من بقية النسخ.

٥٤٧

لم تفز قبلك الملوك بها منى

ولم أرضهم لها أصهارا

شدخت جبهة الحسود فأدمت

ه (١) وأورت (٢) في مهجة (٣) الضد نارا /

لو وعتها (٤) مسامع ابن حيوس (٥)

لوعتها صبابة وأذكارا

قدمت نحو جهبذ (٦) زين (٧) الأق

وال فليخبر (٨) النضار النضارا

فانظر انظر بها إلى عربيات

معان تنسي (٩) بها مهيارا (١٠)

لست أبغي (١١) بها سوى منك ودا

واختصاصا أكن به لك جارا

__________________

(١) في (أ) «فأذمته» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٢) في (ب) «وادي ت» ، وهو خطأ. وأورت : أي أشعلت.

(٣) في (ب) «مهجتي».

(٤) في (أ) «لورعتها» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٥) هو محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس الغنوي ، أبو الفتيان مصطفى الدولة ، يلقب بالامارة ، كان شاعر الشام في عصره ، ولد في دمشق سنة ٣٩٤ ه‍ ، مدح الوزير الدربزي العبيدي أنوشتكين ، ولما اختل أمر العبيديين رحل إلى حلب وانقطع إلى أصحابها بني مرداس إلى أن توفي فيها سنة ٤٧٣ ه‍. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٤ / ٤٣٨ ـ ٤٤٤ ، الذهبي ـ تهذيب سير أعلام النبلاء ٢ / ٣١٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٦ / ١٤٧.

(٦) جهبذ : الشخص العظيم.

(٧) في (ب) ، (د) «زيق» ، وفي (ج) «زيف».

(٨) في (أ) «فاليخبر» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٩) في (ج) «تنسنى».

(١٠) هو مهيار بن مرزويه الديلمي ، فارسي الأصل البغدادي أبو الحسن ، أو أبو الحسين ، شاعر كبير كان شاعر زمانه ، كان مجوسيا فأسلم سنة ٣٩٤ ه‍ ، ثم تشيع وغلا في الرفض ، وسبّ بعض الصحابة في شعره. توفي سنة ٤٢٨ ه‍. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٩ / ٤٥٦ ، ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٥ / ٣٥٩ ـ ٣٦٣ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٢ / ٤٤ ، الزركلي ـ الأعلام ٧ / ٣١٧.

(١١) في (أ) «ابقى» ، والاثبات من بقية النسخ ، وسقطت من (ب).

٥٤٨

فاعطف اعطف على أن مثنى (١) الأص

ل فيه الخيار تحمي الشرارا

كلما رمت أن أقوم خفاء

منعوا الظالمين مني جهارا

وإذا ما أبنت حجة قولي

ذكروا لي الأرحام والاظئارا (٢)

فعسى أن دروا (٣) عليك اعتمادي

يتحاشون في جنابي (٤) الشنارا

فأسوم العدو خسفا وأشفي

غيظ قلبي فاتك (٥) فيه أداري (٦)

لا برحت الزمان عامر دار

لك (٧) تولى جميلك الأحرارا

ما تغنت حمائم الدوح لما

بكت السحب في الربا أمطارا

ولنرجع بذكر (٨) (سيد الناس) (٩) ، فإنه لما ورد (١٠) مكة حفظه الله ، وحج بالناس [سنة ألف وخمس وتسعين](١١) ، وقضى ما عليه

__________________

(١) في (ج) أثبت الناسخ في المتن «مثنى» ، وأشار على حاشية المخطوط السفلى ص ٣٧١ أن في نسخة أخرى" للجار» ، وبياض في (د).

(٢) في (ب) «الاظارءا» ، وهو خطأ ، وفي (د) «الأظار». والاظئار : جمع ظئر ، وهي المرضعة لغير ولدها. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٥٧٥ ، والمقصود هنا الاخوة من الرضاع.

(٣) في (د) «راو».

(٤) في (د) «حبى».

(٥) في (د) «فان».

(٦) في (د) «أوارا» ، وهي أصح.

(٧) في (ب) «اسمه كله» ، وفي (د) «الملك».

(٨) في (ب) ، (د) «لذكر» ، وأضاف ناسخ (ب) «ابن».

(٩) ما بين قوسين ورد في (د) «سيدنا».

(١٠) في (أ) «ورود» ، والاثبات من بقية النسخ.

(١١) من (د).

٥٤٩

من [أمر](١) الحج ، نشر لواء الإنصاف ، وتجلى في محاسن الأوصاف ، وتنبه لضبط الأمور ، وشهر (٢) سيف التقصي (٣) على كل مذكور ، وأرجع السادة الأشراف إلى قواعد الحدود ، وأرضى كل واحد بعطاء محدود ، وشدد (٤) على ذلك غاية التشديد ، وثبت على أصل (قواعد والده الملك) (٥) السعيد ، فشنق يوم الثلاثاء ثالث [عشر](٦) ذي الحجة ثماني أنفس من السرقة ، أربع بالمسعى ، وأربع بالمعلاة.

ثم التفت إلى العامة والخاصة ، فنظر ما بأيديهم [من الأمور ، وما بأيدي الخاصة من التقارير ، وأشراف (٧) الناس على ما بأيديهم](٨) من التحارير (٩) في أمور أخذها منهم الشيخ محمد بن سليمان / فأعاد بعضها ، وسكت عن البعض لوجوه ظهرت له.

ولما كان يوم العشرين من ذي الحجة : أمر باسترجاع دور الوزير محمد علي بن سليم من أيدي الأتراك ، ووردت شهود بوقفية البيوت ،

__________________

(١) من (د).

(٢) في (د) «وتظهر».

(٣) في (أ) ، (ب) «النقص» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٤) في (د) «ومشدد».

(٥) ما بين قوسين ورد في (د) «قواعده الملك».

(٦) ما بين حاصرتين من (ب) ، (د).

(٧) في (د) «أشرف».

(٨) ما بين حاصرتين سقط من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٩) في (ب) ، (د) «التقارير».

٥٥٠

فسأله أصحابها ابقاءهم (١) بالأجرة إلى أن يأتي صاحبها ، فأبقاهم على ذلك حتى نصب ديوان المظالم ، وأنصف المظلوم من الظالم ، وساوى في طريق الحق بين المالك والمملوك والشريف والصعلوك ، وميّز (٢) بالفراسة بين المبطل والمحق ، وعرف ذلك من صفحات الوجوه بوارد المنطق ، فطمع الضعيف في إنصافه ، وخاف القوي من انحرافه (٣) ، فحصل له في القلوب هيبة ورهبة ورغبة ومحبة ، ووضع الأشياء محلها ، وكشف المهمات وحلّها ، وبالجملة فقد أعاد للدنيا شبابها ، وفتح بأيدي الأمان للذات النفوس أبوابها.

ورفع إليه الشيخ محمد القروي (٤) شكاية حال : في أن الشيخ محمد ابن سليمان استكرهه على ايجار (٥) بيته الملاصق للمدرسة الداودية ، وأن عمره عمارة لا حاجة له بها.

فأمره بأن يدّعي فيه عند القاضي ، فادعى فيه ، وثبت له ذلك ، إلا أنه بقي له (٦) شيء من الإيجار ، فإذا انقضت المدة يرد إليه ، وكتب له بذلك حجة.

__________________

(١) في (أ) «ابقاؤهم» ، وفي (ب) «ابقائهم» ، وفي (د) «أبقاهم» ، والاثبات من (د).

(٢) في (أ) «وبين» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٣) بالأصل انحرافه والتصويب لا تساق المعنى.

(٤) في (ب) «الغوي» ، وفي (د) «الفروي».

(٥) في (ب) «ايجاد».

(٦) سقطت من (د).

٥٥١

وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من ذي الحجة : اجتمع لدى مولانا الشريف قاضي الشرع (١) ، والأميرين الشامي والمصري ، و [سرادير](٢) العسكر ، وطلبوا مولانا السيد يحيى بن بركات ، فحضر من الوادي ، فطالبوه بما لهم عند أخيه من الديون ، فلم يثبت لهم عليه وجه.

وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من ذي الحجة : دخل مكة السيد عمرو بن محمد (٣) / ونزل على السيد أحمد بن غالب ، واجتمع بمولانا الشريف (٤) بعد صلاة العصر (٥) ، واستمر عنده (٦) إلى الليل. وخرج راجعا.

[حوادث سنة ١٠٩٦ ه‍]

وفي يوم الاثنين الرابع من محرم الحرام (سنة ١٠٩٦ ست وتسعين وألف) (٧) :

__________________

(١) كواكبي زاده. وأثبتت النسخ «والأميرين» ، والصحيح «والأميران».

(٢) ما بين حاصرتين في (أ) ، (ج) «صنايد» ، وفي (ج) أثبت الناسخ في المتن «صناديد» ، وأشار على حاشية المخطوط اليسرى ص ٣٧٥ أن في نسخة أخرى «سردار».

(٣) أضاف الناسخ في (أ) ، (ب) ، (ج) كلمة حصل ، وهو خطأ لذلك أحاطها ناسخ (ج) بدائرة ، والاثبات من (د).

(٤) سقطت من (ب).

(٥) أضاف الناسخان في (أ) ، (ج) كلمة «الظهر» ، وفي (ب) «واظهر» ، وهو خطأ ، والاثبات من (د).

(٦) في (ب) «عند».

(٧) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

٥٥٢

جاء الخبر أن الشريف سعيد (بن بركات) (١) ، وأخويه ، توجهوا إلى مصر ، (فبعث إليهم الشريف) (٢) يعذلهم في الخروج قبل تخليص العسكر ، فعدلوا إلى خليص ، ونزلوا على مولانا السيد ثقبة بن قتادة. واستمروا هناك (٣).

وفي ليلة الأربعاء السادس من محرم (٤) : ورد مكة مولانا السيد محسن بن حسين بن زيد من مصر ، وجلس للناس يوم الأربعاء للتهنئة.

وفي يوم الاثنين الحادي عشر من المحرم (٥) : جعل صاحب جدة أحمد باشا ضيافة لمولانا الشريف ببستان الوزير [عثمان](٦) حميدان (بالمعابدة ، فركب إليه مولانا الشريف) (٧) بعد صلاة العصر ، فحضر السماط ، وعاد من وقته بعد صلاة المغرب.

ونزل الباشا يوم الرابع عشر من محرم إلى جدة.

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

(٢) ما بين قوسين ورد في (د) «فبعث مولانا الشريف إليهم».

(٣) أضاف ناسخ (ج) الدهلوي على حاشية المخطوط اليمنى ص ٣٧٦ ما نصه : «قلت ثم توجه الشريف سعيد بن بركات إلى مصر ، وتوفي بها ، وأما أخوه السيد يحي بن بركات فتوجه إلى الشام وتولى امارة الحج الشامي [سه] ثم تولى شرافة مكة في سنة ١١٣٠ ه‍ ، وأخرى في سنة ١١٣٤ ه‍ ، وتوجه بعد ذلك إلى الشام هو وولد السيد بركات ، فتوفي بها ، وكذا ابنه بركات ا. ه».

(٤) أضاف ناسخ (د) «سه». ولعله يقصد «سنته».

(٥) في (ب) ، (د) «محرم».

(٦) ما بين حاصرتين من (د).

(٧) ما بين قوسين سقط من (د).

٥٥٣

وفي يوم الجمعة الثاني (١) عشر من محرم الحرام : ألبس مولانا الشريف للخواجه (٢) عثمان حميدان خلعة الوزير. فخرج من عنده على فرس أركبه (٣) إياها مولانا الشريف ، والعسكر بين يديه إلى أن شقّ السوق ، ووصل إلى منزله بسويقة ، وجلس للتهنئة.

وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من محرم : دخل من جهة اليمن مولانا السيد عبد المحسن بن أحمد بن زيد ، ومعه مشايخ تلك الجهات ، فأكرم مولانا الشريف نزلهم ، وترك عزلهم (٤). وكان لما عزم ترك مولانا السيد (عبد المحسن) (٥) رضيعا ، أو / فطيما.

وفي السادس عشر من صفر : عمل القائد أحمد بن جوهر حاكم مكة لمولانا الشريف ضيافة في بستان الوزير عثمان (٦) حميدان ، احتفل فيها.

وفي ربيع الثاني : ثبت عند مولانا الشريف شهادة أمين الفران (٧) ، وقاسم بن منلا علي الشيرازي بالزور على رجل في دعوى ، فأمر بتخريجهما. فأخرجا إلى أن (وصل بهما) (٨) الركاني ، بلد مولانا

__________________

(١) في (ج) «خامس».

(٢) في (ب) ، (د) «للخواجا».

(٣) في (ب) «أركب» ، وفي (د) «اراكبه».

(٤) في (ب) ، (د) «عذلهم».

(٥) ما بين قوسين ورد في (ب) «محسن».

(٦) أضاف ناسخ (د) «بن».

(٧) في (ب) «العران».

(٨) ما بين قوسين ورد في (د) «وصلا».

٥٥٤

السيد أحمد بن غالب في جهة جدة. فلاذا به ، فشفع فيهما (١) ، وأعيدا.

وفي ليلة الثلاثاء (٢) الثامن عشر من جمادى الأولى : ورد مكة الوزير محمد علي بن سليم من جهة اليمن بعد أن خرج من الهند ، وأقام باليمن كما تقدم. فأخلى له مولانا الشريف دار مولانا السيد ثقبة بن قتادة ، فامتنع من النزول [بها](٣) ، ونزل على القائد أحمد بن جوهر ، وأنزل أهله ببركة ماجن إلى أن أخليت له منازله (٤) بعد أن نزل إلى المحكمة ، وادعى فيها ، وثبت له ذلك (٥).

وفي ليلة الثامن والعشرين من (٦) جمادى الأخرى : ورد من مصر نجاب إلى مولانا الشريف في أمر الخاصكية ، (وقد أحيل إلى الخواجه عثمان حميدان من صاحب مصر) (٧) بما صرفه في ذلك ، وما يصرفه في بقية العمارة ، فالتمس المشار إليه من مولانا الشريف الأشراف على العمارة. (فركب بنفسه ، وأشرف على العمارة) (٨) بالمحناطة (٩) ، وخمن (١٠)

__________________

(١) في (ب) «فيها».

(٢) في (د) «الثلا».

(٣) ما بين حاصرتين من (د).

(٤) في (ب) «منازل».

(٥) انظر خبر دخول الوزير محمد علي واسترجاعه لمنازله في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٦٠ ، وفيه أن دخوله يوم ثاني عشر جمادى.

(٦) سقطت من (ب).

(٧) ما بين قوسين ورد في (ب) «وأحيل إلى الخواجا عثمان حميدان على صاحب مصر» ، وفي (د) «وأحيل الخواجا عثمان حميدان على صاحب مصر».

(٨) ما بين قوسين سقط من (د).

(٩) في (ب) «بالحناط».

(١٠) في (د) «وضمن».

٥٥٥

ذلك المهندسون ، وقدروها بخمسة عشر ألف دينار. وسجل ذلك (عند القاضي) (١) بحضرة مولانا الشريف.

وفي رجب منها كتب مولانا الشريف إلى أحمد باشا بأن يصرف جامكية / أهل مكة بالديواني (٢) ، فامتنع ، وأبدى العذر ، وبعث نصف سنة بحساب الذهب. فكتب مولانا الشريف في ذلك لصاحب مصر.

وفي يوم الأحد الثالث عشر من شعبان ورد مستلم (٣) سواكن من جهة الأبواب ، فدخل مكة ، وألبسه مولانا الشريف خلعة سنية.

[شيخ آل ظفير]

وفي يوم الجمعة السابع عشر من شعبان المكرم : وفد على مولانا الشريف من الشرق ابن صويت سلامة (٤) بن مرشد شيخ آل ظفير قتلة بني الحارث ، ومعه حريمه ، وهودجين معلقة بريش النعام الأسود في صفة معجبة (٥) أحدهما أكبر من الآخر (٦) ، ولما وصل (٧) دار السعادة نزل عن (٨) ناقته ، ونحرها على قواعد العرب كما قال الشاعر :

__________________

(١) في (ج) أثبت الناسخ «القاضي» ، وأشار على حاشية المخطوط اليسرى ص ٣٧٧ أن في نسخة أخرى «قاضي الشرع» ، وما بين قوسين ورد في (ب) ، (د) «قاضي الشرع».

(٢) الديواني : نوع من العملة المستعملة في ذلك الوقت.

(٣) في (ب) ، (ج) «مستسلم».

(٤) في (ج) «سلافة».

(٥) في (ج) «عجيبة».

(٦) في (أ) «الأخرى» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٧) في (أ) «حصل» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٨) في (ب) «أن».

٥٥٦

(إذ ابن أبي) (١) موسى بلالا بلغته

فقام بفاس بين وصليك جازر (٢)

وكان المذكور قد قتل السيد زين العابدين بن عبد الله بن حسن لما خرج إلى نجد مغاضبا لمولانا الشريف سعد ، وأراد آل عبد الله الخروج إليه زمن الشريف بركات ، فما أمكن ذلك حتى (٣) دخل هذا المدخل ، فأكرمه مولانا الشريف ، واستسمح له الأشراف ، فسمحوا له بعد أن جاء إليهم بنفسه وحريمه ، وأنزله مولانا الشريف بالأبطح ، وأقام بمكة إلى أن أخذ خطوط موالينا الأشراف. ورجع (٤).

وفي الثالث (٥) عشر من شوال / : أمر شيخ الحرم بإصلاح رصافية (٦) المنبر المكي ، فخلعت ، وأصلح (٧) خشبها ، وأعيدت يوم السبت الثالث والعشرين (٨) من شوال إلا أنه ضعف طلاها (في عشر شوال) (٩).

وفي يوم الأحد الرابع والعشرين من شوال : ورد من جدة الأمر (١٠)

__________________

(١) ما بين قوسين ورد في (د) «إذا من بن».

(٢) في (أ) ، (ب) «جاذر».

(٣) في (ب) ، (د) «إلى أن».

(٤) انظر خبر شيخ آل ظفير هذا مختصرا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٦٢ ، ٥٦٣.

(٥) في (د) «ثلاثة».

(٦) في (أ) «رماضيه» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٧) في (د) «وأصلحت».

(٨) في (د) «عشر».

(٩) ما بين قوسين سقط من (د). وهو الأصح.

(١٠) في (أ) ، (ب) ، (د) «الأمير» ، وفي (ج) «الشلبي». والاثبات من النسخ ـ نفسها ، حيث ورد ذلك فيما بعد.

٥٥٧

الواصل بعزل كاتب الجراية صاحبنا الجلبي (١) محمود بن (٢) مصطفى ، وكان ذلك بسعي أحمد باشا صاحب جدة ، فسجل عزله (٣) بمقتضى الأمر الوارد ، فبعث مولانا الشريف يتشفع (٤) فيه إلى أحمد باشا في ذلك ، فامتنع من اعادته. فورد الحب ([لأهل](٥) مكة من مصر) (٦) ، فاضطرب حال الكاتب المولى لعدم ادراكه لهذه الوظيفة ، فبعث أحمد باشا إلى محمود ابن مصطفى [يأمره](٧) بالتوزيع ، فامتنع ، فأمر مولانا الشريف عمر الباشا (٨) شيخ حرم مكة ، وقاضي الشرع بالنزول إلى الباشا ، وإعادة الشلبي (٩) محمود ، فنزل ، وعرفه ذلك ، فبعث إلى مولانا الشريف بأن الرأي إليكم ، فدعا قاضي الشرع بكاتب الجراية يوم الاثنين التاسع من ذي القعدة ، وأعطاه دفتر الجراية ، وأمره بالتوزيع ، فامتنع مولانا الشريف ، وقال : «لا يوزع حتى يكتب به (١٠) حجة بأن ما رمي به من الخيانة غير صحيح ،

__________________

(١) في (ج) ، (د) «الشبلي».

(٢) سقطت من (ب).

(٣) في (ب) «عزل».

(٤) في (د) «يشفع».

(٥) ما بين حاصرتين سقطت من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٦) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (د) «من مصر لأهل مكة».

(٧) ما بين حاصرتين من (ب) ، (د).

(٨) في (أ) «باشا».

(٩) أي الجلبي.

(١٠) سقطت من (د).

٥٥٨

وأن الأمر ورد ولم يوجد من يقوم بهذه الوظيفة. كل هذا بعد (١) أن كتب مولانا الشريف بذلك إلى صاحب مصر.

وفي هذه السنة : استخرج الباشا [المذكور](٢) أمرا في تعشير (٣) ما نزل (٤) / من بندر القنفذة ، وكذلك أمر بأن يؤخذ (٥) من [معلوم](٦) بندر جدة ما (٧) هو له في ذمة الشريف سعيد بن (٨) بركات ، فلم يوافقه مولانا الشريف (على ذلك.

ثم إن الشلبي (٩) محمود كاتب الجراية ، كتب له القاضي حجة بما ذكر ووزع الحب.

ودخل شهر الحج ، فخرج مولانا الشريف) (١٠) لعرضة المصري باليوم الخامس من ذي الحجة ، وعرضه للشامي يوم سبع. وفي هذا الموكب [خرج](١١) بين يديه أصحاب الطاسات ، وهي كلاخات من فضة مطلية

__________________

(١) سقطت من (د).

(٢) ما بين حاصرتين من (ب) ، (د).

(٣) في (د) «تسعير».

(٤) في (د) «ينزل».

(٥) في (ب) ، (ج) «يأخذ».

(٦) من (ب) ، (د).

(٧) في (د) «مما».

(٨) سقطت من (ب).

(٩) في (أ) ، (ب) ، (د) «الشبلي» ، والاثبات من (ج) «الشلبي». وهو الجلبي.

(١٠) ما بين قوسين سقط من (د).

(١١) ما بين حاصرتين من (د).

٥٥٩

بالذهب في طول ذراع إلا ربع لبسها ثماني أنفس غير أصحاب الاسكف. وكان (موكبا عظيما) (١) لم يتفق لملك من ملوك مكة. وحج بالناس ، ولبس القفطان الوارد له يوم النحر.

وجاء في هذا العام بقية عائلته (٢) من الروم ، وفيهم ولدان له توفيا في الطريق ، ودفن أحدهما في المدينة ، وورد البقية مكة.

واستلم من أمين الصرة مال أهل مكة الكاتب المتولي بأمر الباشا ، وجلس لتفريقه يوم الثلاثاء بالحرم الشريف خامس عشر ذي الحجة ، فاضطرب عليه الأمر ، وتوقف حال الناس ، فضجت العامة على الأفندي ، وشيخ الحرم ، واتفق أن أحمد باشا في هذا اليوم اجتمع بمولانا الشريف ، وصالح باشا (٣) الوارد / من جهة الشام ، وأحضر محمود (بن مصطفى الشلبي (٤) ، واتفق رأيهم على أن (٥) ينزل له المتولي عن (٦) [هذه](٧) الوظيفة ، ففعل ذلك ، فجلس محمود لتفريق الصر ، وفرح (٨) به الناس.

وفي يوم السبت تاسع عشر ذي الحجة سنة ست وتسعين وألف :

ورد من مصر جواب الباشا لمولانا الشريف من جهة كاتب الجراية

__________________

(١) ما بين قوسين ورد في (د) «موكب عظيم».

(٢) في (ب) ، (د) «عوله».

(٣) في (د) «الباشا».

(٤) سقطت من (ب) ، (ج) ، وفي (أ) ، (د) «الشبلي».

(٥) سقطت من (ج).

(٦) في (أ) «على».

(٧) ما بين حاصرتين من (ب).

(٨) في (ج) «وخرج».

٥٦٠