منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

وعاد تركته خوف الابراق والارعاد ـ سامحنا الله واياه آمين (١) ـ.

[محاسبة كرد أغا معمار عين جدة]

ولنرجع (لما نحن) (٢) بصدده فنقول (٣) :

ولما كان يوم الأربعاء التاسع من [شهر](٤) ربيع الأول من السنة المذكورة (٥) : ورد أغاة من مصر بقفطان لمولانا الشريف سعيد بن بركات ، ومعه أمر سلطاني بمحاسبة كرد أغا معمار عين جدة ، والقبض عليه ، والختم (٦) على بيته ، وسبب ذلك : خيانة الوزير الأعظم (٧). فقتل. وأمر السلطان بقتل / جميع اشراقاته (٨) ، وأخذهم ، ومنهم المذكور.

فختم الأغاة الوارد بموجب أمر قاضي الشرع على بيوته بمكة ، ونزل مع نائب الأفندي إلى جدة ، فختم على بيوته ، وأخرجه برقبته (٩) وحبسه في البرج ، ثم تساهل في أمره. ثم أن صاحب جدة بعث يطلب مولانا الشريف والقاضي ، وذكر لهما : «أن أحمد [أغا](١٠) زعم أن

__________________

(١) سقطت من (د). وهذه الترجمة تعتبر من الانصاف للشيخ محمد بن سليمان رغم مخالفة السنجاري له.

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٣) سقطت من (ب) ، (د).

(٤) ما بين حاصرتين من (ب) ، (د).

(٥) أي سنة ١٠٩٥ ه‍.

(٦) في (د) «ونختم» ، وهو خطأ.

(٧) مصطفى باشا.

(٨) في (ب) «اشراقاته». أي خواصه.

(٩) في (ب) «برقبة» ، وهو خطأ.

(١٠) ما بين حاصرتين من (ب) ، (د).

٥٢١

أمواله متفرقة عند تجار مكة ، وأن المراد تنزيل من له (١) دعوة إلى جدة». وذكر جماعة من التجار ، فأنف مولانا القاضي (٢) وكبار البلكات (٣) من هذه العبارة. فبعث القاضي إليه كتابا أغلظ عليه (٤) فيه (٥) ، وأمره يبعث أحمد أغا إلى مكة ليداعي من له حق عليه. فلما وصل الكتاب بعث بكرد أغا مع القاصد الواصل في طلبه ، فطلع مكة يوم السبت الرابع والعشرين من ربيع الأول ، ونزل (٦) الوزير عثمان حميدان ، ثم فتح له منزله المختوم عليه ، ونزل إلى المحكمة ، وأوقف (٧) الدور ال اشتراها بمكة ، وأوقف ربعة تقرأ في المسجد ، وكتب فيها فقهاء ، وجعل لهم من ريع الأوقاف في مقابلة القراءة شيئا عينه لهم ، وعيّن لذلك ناظرا (٨) ، فأقر عند القاضي باستيفاء جميع أمواله من التجار ، وأنه قد خلص (٩) منهم بحقه ، وحضر الجماعة المذكورون (١٠) عند القاضي ، وأشهدوا عليه باستيفائه لما هو له عندهم ، وأخذوا بذلك حجة من القاضي ، وقال هو

__________________

(١) أضاف ناسخ (د) «عليه».

(٢) كواكبي زاده.

(٣) في (ب) «الملكات» ، وهو خطأ.

(٤) سقطت من (د).

(٥) سقطت من (ج).

(٦) أضاف ناسخ (د) «على».

(٧) أضاف ناسخ (د) «جميع».

(٨) في (ب) «ناظر».

(٩) في (د) «تخلص».

(١٠) في (ج) «المذكورين».

٥٢٢

للقاضي : «إنما جاء هذا القاصد في حساب (١) مال الوزير ، وحسابه عندي أحاسب به إذا وصلت إلى الأبواب (٢) ، وهذه البيوت ال اشتريتها (٣) من مالي». وانجلى (٤) أمره. وكان عاتيا جبيرا (٥).

[اختلاف الأشراف على المعاليم]

وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من ربيع الأول : ورد قفطان سلطاني لمولانا / الشريف ، وقرئ (٦) الأمر الوارد بالحطيم ومضمونه : الوصاية على السادة الأشراف ، وإبقاء (٧) معاليمهم من الأرباع المقدم ذكرها مؤرخا بذي القعدة من السنة المذكورة.

وفي يوم الأحد التاسع من ربيع الثاني توجه أحمد أغا السابق ذكره إلى مصر بحرا.

ثم أن مولانا الشريف كأنه باطن صاحب جدة في إمساك ما هو للسادة الأشراف من بندر جدة ، ففعل ، فبلغهم الخبر ، فبعث إليه السيد أحمد بن غالب يسأل عن سبب ذلك ، فأخبره أنه أمر بذلك. واقتضى الحال نزول السيد عمرو بن محمد (٨) عم مولانا الشريف ، والسيد يحيى

__________________

(١) في (ب) «حسا».

(٢) في (ب) «الواب» ، وهو خطأ.

(٣) أضاف ناسخ (د) «وأقفتها».

(٤) في (د) «وانحل».

(٥) أي جبارا. انظر خبره هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٥.

(٦) في (د) «وقرأ».

(٧) في (د) «وايصال».

(٨) أضاف ناسخ (أ) الحضراوي «بن» ، وهو خطأ.

٥٢٣

ابن بركات إلى جدة ، فلم يجد ذلك. (فلما أنفت) (١) نفوس (٢) السادة الأشراف ، فأهملو البلد ، فعاثت عبيدهم بمكة ، وكثرت السرقات والقتل ، وصارت العبيد تدخل البيوت على أهلها ، ويأخذون ما يريدون ، ولا يقدر أحد على دفعهم ، وربما فسقوا في البيت ، والرجل ينظر إليهم (٣) ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله ـ وقتل في رمضان تسع أنفس في الطرقات إلى غير ذلك.

وتفاقم (٤) الأمر على مولانا الشريف (٥) لعدم اجتماع الكلمة ، وانحل الأمر بالكلية ، وصارت الشرافة صورية ، وما أحسن ما قال بعضهم مصدرا ، ومعجزا [قول](٦) بعض القرشيين في سعيد بن العاص (٧) لما أن بدا هذا الاختلال مع هذا الاستقلال :

__________________

(١) ما بين قوسين ورد في (د) «فانفت».

(٢) في (ب) «النفوس».

(٣) وهذا من الظلم الذي كان يقع بمكة من المتنفذين وعبيدهم.

(٤) في (ب) «وتفاقهمهم». انظر هذه الأخبار في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٠ ، ٥٥١ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٥٠.

(٥) سعيد بن بركات.

(٦) ما بين حاصرتين من (د).

(٧) صحابي معروف من الأمراء الولاة الفاتحين ، ولي الكوفة للخليفة عثمان بن عفان ، ثم تولى المدينة لمعاوية بن أبي سفيان ، فاستمر فيها إلى أن توفي سنة ٥٩ ه‍. انظر : ابن سعد ـ الطبقات ٥ / ١٩ ، الذهبي ـ تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام ـ طبع مصر ـ بدون تاريخ ٢ / ٢٦٦ ، بدران ـ تهذيب ابن عساكر ٦ / ١٣١ ـ ١٤٥ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٩٦ ، ٩٧.

٥٢٤

ترى الغرّ (١) الحجاج من قريش

بمكة عندما بركات زالا

جبابر (٢) ليس يضبطهم مليك

إذا ما الأمر بالحدثان جالا (٣) /

قياما ينظرون إلى سعيد

ولا حلا (٤) لديه ولا ارتحالا

نحيل الجسم معتكف لهم

كأنهم يرون به هلالا

وفي أول ليلة السبت السادس والعشرين من جمادى الأخرى : ورد من اليمن أبناء الشريف سعيد بن زيد بن محسن ، وهم : مولانا السيد (مساعد ، وأخوه مولانا السيد سعيد ، وأخوهم مولانا السيد) (٥) دخيل (٦) الله ، ومعهم مولانا السيد عبد المحسن (٧) بن أحمد بن زيد. ونزلوا بدار السيد مسعود بن حسن ـ وهو مؤخر بيت مولانا الشريف زيد ـ وجلسوا للتهنئة ، وحصل بورودهم للناس فرح كبير.

وفي اليوم الثاني أو (٨) الثالث بعث السيد مساعد أخاه (٩) السيد سعيد ، والسيد عبد المحسن بن أحمد إلى مولانا الشريف للرد عليه ،

__________________

(١) في (ج) أثبت الناسخ «الغر» ، وأشار على الحاشية اليسرلا للمخطوط أن في نسخة أخرى «العجاج».

(٢) في (ب) «جبارين» ، وبياض في (د).

(٣) في (ب) «تجالا» ، وفي (د) «غالا».

(٤) في (ب) ، (د) «حلا».

(٥) ما بين قوسين سقط من (د).

(٦) في (ب) «خليل».

(٧) في (د) «محسن».

(٨) في (ج) «و».

(٩) في (ب) ، (د) «بأخيه».

٥٢٥

فقابلهم بالاجلال (١) والإكرام ، وخرجوا من عنده ، وصحبهم السيد مساعد من (٢) داره (٣) إلى عند مولانا الشريف أحمد بن غالب ببلده من الركاني (٤) من أعمال جدة ، وأقاموا (٥) عنده ثلاثا (٦) ، ثم رجعوا ، واستمروا بمكة [مدة](٧) ، فلم يطب (٨) لهم المقام ، فرجع [ثلاثة](٩) ، وبقي السيد مساعد. فاستمر بمكة وحده.

وفي اليوم الثالث من شوال ، ورد من مصر قفطان لمولانا الشريف من صاحب مصر (١٠) ، ومعه من الأخبار أنه : بعث (١١) مع (١٢) علي الترجمان المتوجه إليه من جهة الشريف من يوصله (١٣) إلى الأبواب ليشكوا إليهم ما

__________________

(١) في (ب) «باجلال».

(٢) في (أ) ، (ب) «بن» ، وسقطت من (ج) ، والاثبات من (د).

(٣) سقطت من (ج) ، وفي (د) «وراه».

(٤) الركاني : عين توجد في أسفل مر الظهران على يمين الطريق من مكة إلى جدة عندما يهبط الوادي بعد الحديبية. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٤ / ٦٧ ، ٦٨.

(٥) في (ب) «وقاموا».

(٦) في (د) «فلاثا» ، وهو خطأ.

(٧) زيادة من (د).

(٨) في (ب) «يطلب».

(٩) ما بين حاصرتين من (ب) ، (د).

(١٠) هو حمزة باشا ، قدم إلى مصر تاسع شوال من عام ١٠٩٤ ه‍ ، فأقام واليا فيها إلى أن عزل عنها في عشرين القعدة سنة ١٠٩٨ ه‍ ، فكانت مدة ولايته أربع سنوات. انظر : أحمد شلبي ـ أوضح الاشارات ١٧٧ ، ١٧٨.

(١١) في (أ) ، (ج) «بعثه» ، والاثبات من (ب) ، (د).

(١٢) سقطت من (د).

(١٣) في (د) «يومه».

٥٢٦

حلّ بهذا الرحاب (من الفتن) (١) ، وإنه في انتظار الجواب.

وفي هذا اليوم لبس مولانا الشريف أحمد بن زيد بن محسن تشريف ولاية (٢) مكة بأدرنة (٣). كما تقدم ذكره في الكلام على خروجهم من مكة.

وفي / آخر (٤) شعبان جاء التفويض إلى الوزير عثمان حميدان في نقض الدشيشة الخاصكية ، وبنائها (٥) على وضع آخر ، فنزل من الطائف في أوائل رمضان ، وباشر العمارة بنفسه بعد نقض العمارة الأولى في أوائل شوال ، فعمرها على هذه الصفة الباقية الآن ـ ولا حاجة لنا إلى تعريفها ، فليس بعد العيان بيان (٦) ـ.

[وفاة السيدة عمرة بنت الشريف زيد بن محسن]

وفي ليلة الخميس السابع والعشرين من رمضان المكرم ، توفيت المصونة السيدة عمرة بنت مولانا الشريف زيد بن محسن ، وصلي عليها بعد صلاة الصبح ، ودفنت بالمعلاة ـ رحمها الله تعالى ـ وكانت من الخيّرات النافعات للضعفاء والمساكين ، وأسف الناس عليها غاية

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د). انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٥.

(٢) في (ب) «ولا» ، وفي (د) «ولأ».

(٣) في (د) «بالعرنة» ، وهو خطأ.

(٤) في (ب) ، (د) «أواخر».

(٥) في (ب) ، (د) «وبناها».

(٦) أضاف ناسخ (أ) الحضراوي في المتن ما أضافه الدهلوي في المتن ، وهو : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وهذه الدشيشة المذكورة ، وهي المحناطة ، معروفة الآن بالتكية السلطانية ، والله أعلم». قلت : وهي غير موجودة في الوقت الحاضر.

٥٢٧

الأسف (١).

[وصول أحمد باشا صاحب جدة إلى مكة]

وفي يوم (٢) الأحد العشرين من ذي القعدة : طلع أحمد باشا صاحب جدة إلى مكة ، وخرجت للقائه جميع العساكر المصرية وأرباب الدولة ، ودخل في آلاي عظيم من جهة الشبيكة ، ومرّ على بيت (٣) الشريف إلى أن وصل منزله (٤) بسويقة بدار الخواجة عثمان حميدان.

وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من ذي القعدة الحرام من السنة المذكورة ، طلع مولانا الشريف إلى الباشا المذكور ، وكان في المعابدة في بستان الوزير عثمان حميدان ، فاستمر عنده إلى شيء من الليل. ثم خرج من عنده قاصدا لمنزل السيد غالب بن زامل ـ وكان بذي طوى من جهة الشبيكة ـ فلما توسط مولانا الشريف الطريق أبصر (راكبا عربيا) (٥) على ناقة يحثها ، فأمر باستعلامه ، فلحق ، واستخبر ، فورى في كلامه ، فأخذوه وأحضروه / إلى مولانا الشريف ، فلما رأى أنه وقع في أيديهم أخبر أنه مورق معه أوراق لمولانا السيد أحمد بن غالب ، فسألوه عن الخبر ، فأخبرهم :

بأن مولانا الشريف أحمد بن زيد مقبل صحبة الحج الشامي.

__________________

(١) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٦ ، ٥٤٧.

(٢) بياض في (ب).

(٣) سقطت من (د).

(٤) في (ب) «منزل».

(٥) ما بين قوسين في (ب) «راكبا عربا» ، وفي (د) «راكب عربي».

٥٢٨

وأن مولانا السلطان أنعم عليه (بشرافة مكة) (١) ، وفوض إليه أمر الحرمين.

فأخذه مولانا الشريف [معه](٢) إلى أن وصل به [إلى](٣) عمه السيد عمرو بن بركات ، واستدعى السيد غالب بن زامل ، ومولانا السيد ناصر بن أحمد الحارث ، والسيد أحمد بن غالب ، وقرؤا الكتاب الواصل مع القاصد من مولانا الشريف أحمد بن زيد إلى كل من الجماعة المذكورين ، فلما تحققوا ذلك اقتضى أمر الجميع أن يستدعوا مولانا السيد مساعد ين سعد ، ويسلموه البلد ، ويودعوه أهاليهم ، ويتسعوا إلى بعض الجهات ، ففعلوا ذلك بليل ، ونجوا على ظهور الخيل ، وتركوا الأهالي والأوطان ـ وهكذا الدهر منذ كان ـ.

[ولاية الشريف أحمد بن زيد بن محسن]

فلما أصبح الصباح ، اجتمعت عسكر مولانا السيد أحمد بن غالب إلى عسكر مولانا الشريف ، واجتمع الأشراف عند (٤) مولانا السيد ناصر الحارث ، ونزل بهم إلى قاضي الشرع ، وأخبروه بالخبر ، وحضر صاحب جدة ، والمفتي ، والوزير ، وكان اجتماعهم عند مقام الحنفي بعد صلاة الصبح. فأقيم مولانا السيد مساعد بن مولانا الشريف سعد نائبا عن عمه الشريف أحمد بن زيد. ونودي لمولانا الشريف أحمد بن زيد

__________________

(١) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (د) «بمكة».

(٢) زيادة من (د).

(٣) زيادة من (د).

(٤) في (ب) «عنده» ، وهو خطأ.

٥٢٩

(ابن محسن بشرافة مكة) (١) في يوم الثلاثاء سابع عشرين (٢) ذي القعدة الحرام ، وجلس (الشريف مساعد) (٣) بدار السعادة للتهنئة ، وطلع الناس ، وكان يوم عيد أكبر ، وزينت / البلاد (٤) سبع ليال.

وأما (٥) ما كان من الشريف سعيد (بن بركات) (٦) ، وعمه ، فإنهما خرجا إلى الوادي ، وأقاما (٧) هناك عند مولانا السيد حمزة (٨) بن بشير بن سليمان.

وفي ليلة الجمعة الثاني من ذي الحجة ، ورد على الترجمان الذي أرسله الشريف سعيد (بن بركات) (٩) ، ومعه أوراق من الشريف أحمد بن زيد إلى كبار السادة الأشراف ، ومضمونه :

ـ التلطف والوصية على البلد.

ـ والقيام نحو المنزلة في الغيبة إلى وقت حضوره.

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

(٢) في (د) «عشر» ، وهو خطأ.

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

(٤) في (ب) ، (د) «البلد». انظر خبر خروج الشريف والمناداة بشرافة الشريف أحمد هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٥ ، ٥٥٦ ، ٥٥٨ ، ٥٥٩ ، وفيه أن المناداة كانت يوم تاسع عشري ذي القعدة. وفي المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٥٠.

(٥) سقطت كلمة «أما» من (ب) ، (د).

(٦) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

(٧) في (ب) «وقام».

(٨) أضاف ناسخ (د) «بن محمد».

(٩) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

٥٣٠

ـ وابقاء أصحاب الدولة على ما هم عليه.

فألبس السيد مساعد القائد (١) أحمد بن جوهر خلعة استمراره على الحكامة يوم الخميس الثاني من ذي الحجة ، وأراد الباس الخواجة (٢) عثمان حميدان خلعة الوزير (٣) ، فامتنع وسأل تأخيره ، وأن تكون من مولانا الشريف أشرف له. وأقام بكل ما يلزمه من الخدمة ، ففرش جميع بيوت (٤) مولانا الشريف بالفرش الظريف ، وكسى جميع من له تعلق بهذا البيت ـ ولم يبق [عليه](٥) قول ليت.

وأبطلت الأرباع بتاريخ ثمان وعشرين من ذي القعدة.

ثم خرج الناس إلى لقاء مولانا الشريف على طبقاتهم ، فدخل مولانا الشريف أحمد بن زيد (بن حسن) (٦) مكة المشرفة يوم الأربعاء السابع من ذي الحجة الحرام سنة ١٠٩٥ ألف وخمس وتسعين من الوادي من الشبيكة ، والباشوات (٧) بين يديه ، باشة الشام ، وباشة جدة ، وأمير المصري ، والمحملين المصري والشامي خلفه ، وبين يديه قاضي الشرع

__________________

(١) في (ب) «العابد» ، وهو خطأ.

(٢) في (ب) «الخواجا».

(٣) في (ب) «الوزر».

(٤) في (أ) ، (ب) «بيت» ، والاثبات من (ج).

(٥) زيادة من (ب).

(٦) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٧) في (ب) «والباشات».

٥٣١

الشريف / والمفتي ، وإلى جانبه مولانا السيد أحمد بن غالب ، ولما وصل إلى الزاهر خلف باشة الشامي مع المحمل الشامي ، ودخل من الشبيكة بالمحمل المصري ، وهو في هذا الموكب الأعظم ، وقد خرج له أهل مكة حتى (١) المخدرات ، وكادت الخلق أن تقتل (٢) من الزحام فرحا به.

ولم يزل إلى أن وصل إلى (٣) دار السعادة في منزل آبائه وأجداده بعد بلوغ مراده ، وجلس للتهنئة للقدوم مجلسا خاصا. وحج بالناس ، وكانت الحجة بالجمعة (٤).

__________________

(١) في (ب) «إلى» ، وفي (د) «الا».

(٢) في (ب) «تقتتل».

(٣) سقطت من (ب) ، (د).

(٤) أضاف ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليسرى ص ٣٦٧ ما نصه : «واستمر الشريف أحمد في ولايته إلى سنة تسع وتسعين وألف. قلت : وقد ترجم المحبي صاحب خلاصة الأثر سيدنا الشريف أحمد بن زيد بترجمة واسعة ، ووصفه بالفضل والأدب ، وكان قد اجتمع به في القسطنطينية ، فمن جملة ما قاله فيها : «وأقام بقسطنطينية مدة مديدة ، واتحدت نجومته اتحادا تاما ، وتقربت إليه كثيرا ، وكان كثيرا ما يدنيني إليه ويقبل علي بكليته ، وقد مدحته بقصائد منها هذه القصيدة. ثم ذكرها وهي طويلة جيدة مطلعها :

يجوب الأرض من طلب الكمالا

ومن صحب القنا بلغ السؤالا

وكم في الأرض من سكن ودار

وإن كان النوى يضني الجبالا

وما هجري الدمى ذلا ولكن

رأيت الذل أن أهوى الجمالا

وهي طويلة. ثم ذكر قصائد أخرى كثيرة ، ثم ذكر كيفية ولايته مكة». انظر ما ذكره الدهلوي في خلاصة الأثر للمحبي ١ / ١٩٠ ـ ١٩٧ ، وانظر خبر عودة الشريف أحمد ابن زيد إلى ولاية مكة هذا مختصرا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٩ ، ٥٦٠ والمراد بكون الحج بالجمعة أي يوم عرفات كان يوم جمعة.

٥٣٢

وفيها : ورد للكعبة (١) الشريفة ثوب أحمر لداخل البيت ، فألبسوها إياه.

[تاريخ قدوم الشريف أحمد بن زيد إلى مكة]

أنشدني بعض الأصحاب تاريخا لمقدمه ولم أتحقق (٢) لمن ، وهو حسن ، فأثبته ، وهو :

ألسن الأفراح (٣) تشدو طربا

بلسان معرب (عن كل فن) (٤)

هاجها وصل مليك سمحت

بمحياه الأماني بعد ضن

صفوة الأشراف من زيد ومن

محسن بن الحسين بن الحسن

ملأ الأرضين عدلا بعد ما

ملئت جورا وغصت (٥) بالفتن

فلسان الحال منها قائل (٦)

دررا (٧) تزهو بتاريخ حسن

أحمد آب مليكا هاديا

أسلم (٨) الأشراف من آل حسن

ومن اللطيف قول بعضهم مؤرخا لهذا العام (٩) :

قضى إله العرش رب السما

أنك والي العرش (١٠) صوّانها

__________________

(١) في (ب) «الكعبة».

(٢) في (ب) «اتحققه».

(٣) في (أ) «للأفراح» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٤) ما بين قوسين ورد في (أ) ، (ب) «كل من فن» ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٥) بياض في (د).

(٦) في (ج) «قايلا».

(٧) في (أ) ، (د) «درر» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٨) في (د) «أسد».

(٩) في (د) «القيام».

(١٠) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٩ «الفرش».

٥٣٣

[و](١) أنك من بعد خراب بها

(خسّا ومعنى) (٢) أنت عمرانها

قال حجاي وهو في صفحة (٣) السكر (٤) من الأفراح نشوانها /

(بجيل فيه) (٥) ضبط لتاريخه

أتى إلى (٦) مكة سلطانها (٧)

ولآخر وهو الجمال محمد علي بن سليم :

حين بشرى الشريف أحمد وافت

ملأ الكون نشرها وتجدد

عاد (٨) والتخت [مالكا](٩) قلت أرخ

عود ممن بذلك العود أحمد (١٠)

لطيفة :

ذكر المؤرخون أنه لا يعرف امرأة ولدت خليفتين إلا الخيزران (١١)

__________________

(١) ما بين حاصرتين سقط من (أ) ، (ج) ، والاثبات من (ب) ، (د) ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي.

(٢) ما بين قوسين في (د) «حساد معنى» ، وهو خطأ.

(٣) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٩ «طفحه».

(٤) في (أ) «الساكر» ، والاثبات من بقية النسخ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٩.

(٥) ما بين قوسين في (د) «يحيد فيها» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٩ «يجيد فيه».

(٦) في (ب) ، (د) «انى».

(٧) والشطر يقابل بحساب الجمل عام ١٠٦٧ ه‍ ، وهو خطأ. انظر هذا التاريخ في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٩.

(٨) في (د) «عاود».

(٩) ما بين حاصرتين سقطت من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(١٠) الشطر يقابل بحساب الجمل عام ١١١٦ ه‍ ، وهو خطأ.

(١١) هي الخيزران زوجة الخليفة المهدي العباسي ، يمانية الأصل ، فقيهة أخذت ـ الفقه عن الإمام الأوزاعي ، كانت من جواري المهدي ، فأعتقها وتزوجها ، حجت وأنفقت في حجها أموالا كثيرة في الصدقات ، وأبواب البر ، توفيت سنة ١٧٣ ه‍ في خلافة ابنها الرشيد. انظر : تاريخ الطبري ١٠ / ٥٢ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٠ / ١٦٣ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ٣٢٨.

٥٣٤

أم الهادي والرشيد.

وولادة جارية (١) عبد الملك بن مروان ، فإنها أم الوليد وسليمان ابنا (٢) عبد الملك.

قلت : ولا يعرف من في أمهات ملوك مكة من السادة الأشراف من ولدت ملكين استوليا [على](٣) مكة إلا : أم مولانا الشريف أحمد (٤) ، ومولانا الشريف سعد.

ومولد مولانا السيد أحمد سنة ألف واثنتين وخمسين كما تقدم ذكره في ترجمة أخيه.

ولما قدم هذا القدوم مدحه أدباء الوقت بالأشعار الرائقة ، والمعاني الفائقة ، وكنت أنا الفقير ممن تأهب لمدحه القاصر المقام ، ونظم في محاسنه درر النظام ، إلا أني سبقت إليه بعد ، وتعرض لشكاية ، فشغلت عن الشعر بايراد الوجه الشرعي الدافع لهذه النكاية.

__________________

(١) لم تكن ولادة جارية ، بل هي ولادة بنت العباس بن جزء بن الحارث بن زهير ابن جذيمة ، فهي زوجته وليست جاريته. انظر : تاريخ الطبري ٣ / ٦٦٨.

(٢) في (ب) ، (د) «ابن».

(٣) ما بين حاصرتين من (ب) ، (ج).

(٤) سقطت من (ب).

٥٣٥

فلما انجلى قتام العدو ، وحقّ الهدوء ، فإذا المدة قد طالت ، والأيام قد توالت ، فتركتها مع ما لها من أخوات ، إلا أني أثبتها هنا خوف الإهمال بعد الفوات ، وهي هذه :

لك الملك بعد الله في مكة الغرا

على رغم من عاداك قلت ولا غدرا

[كذا فليكن نصر الإله إذا بدا

على ذي ضلال لامرئ طالب النصرا](١)

صبرنا على المكروه (٢) حتى بنفسها

أتتنا وما جردت صوارمك البترا

فعدت كعود السيف للغمد بعد أن

نضته لتجريب يد فرأى ذخرا /

أو البدر للاشراق (٣) بعد فراقها

بحكمة من أجراه في فلك الأجرا

أو الشمس لاحت بعد زاحت غمامة

لها (عرضت لم تشف) (٤) منتجعا (٥) قطرا

فأثنوا على علياك والبدر مدبر

كما هو في الاقبال (٦) لا يعدم الأطرا

__________________

(١) ما بين حاصرتين سقط من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٢) بياض في (د).

(٣) في (ب) ، (د) «للاشراط.

(٤) في (ب) ، (ج) «تشق». وما بين قوسين بياض في (د).

(٥) في (أ) «مستنجعا» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٦) في (ب) «الاقطب لا» ـ وفي (د) «الأقطار».

٥٣٦

وذي الفخر لا ما رامه غير عارف (١)

لطرق العلا حتى لقد ضل واغتّرا

فأصبح لما أن تفاقم أمره

عليه أخا خوف به الفعل قد أزرى

(كذي (٢) خور) (٣) قد حلّ في دار مرآة

الغيور (٤) فأضحى (٥) لا يكرّ ولا يكرا

ومن ذا الذي يقوى لحرب مؤلب

صروف الليالي للعدى عسكر مجرا (٦)

فكن حازما وانظر فقد ظهرت لنا

ببعدك أحوال (٧) كرهت لها ذكرا

ولا تعتمد غير الحسام مصاحبا

ولا تمنن (٨) يمناك في أخذه اليسرى

__________________

(١) في (د) «معارف».

(٢) في (أ) ، (ب) ، (ج) «كذا» ، والاثبات يقتضيه السياق.

(٣) ما بين قوسين بياض في (د).

(٤) في (ج) «الشغيور».

(٥) في (د) «فما ضخى».

(٦) في (ب) ، (د) «بحرا».

(٧) في (أ) «أهواك» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٨) في (أ) «تمتنن» ، وفي (د) «وتأمنن». والاثبات من (ب) ، (ج).

٥٣٧

ولا تدعنّ الأمر منتظرا غدا

فإنّ (١) غدا تأتي له قصة أخرى

وبرد حشا كبد الصديق بفتكة

تحرز (٢) بها أجرا وتعلو بها قدرا

فقد كفروا نعماء قوم عهدتهم

يعدون لقياك المنا والولا الفخرا

فمالوا إلى من مال عن الطريق الهدى

وضلوا كما قد ضلّ ذلك (٣) واغترى

(وسايل بهم) (٤) من قبلك العدل انه (٥)

لأدرا بهم مني وأني (٦) بذا أدرى (٧)

فلا (٨) تغترر (٩) منهم بإظهار فرحة

فكم ترحة قد ضمنت (١٠) منهم الصدرا

__________________

(١) في (د) «فانى له».

(٢) في (ب) ، (د) «تجوز».

(٣) في (د) «ذاك».

(٤) ما بين قوسين ورد في (د) «وسائلهم».

(٥) في (د) «انهم».

(٦) في (ب) ، (ج) «وأني».

(٧) في (د) «أورى».

(٨) في (د) «ولا».

(٩) في (ب) «تغترى».

(١٠) بياض في (د).

٥٣٨

أجل إن (رضوا والبغض) (١) حشو (٢) صدورهم

فأنت الفتى كالشيب (٣) تعلوهم قسرا

وما القتل إلا (٤) بالأسياف لا غير (إن منّ) (٥)

سماحك عن ذي الجرم قتلته (٦) الكبرى

هو العفو إلا ان للحر ضمنه

من القادر العافي أشرّ (٧) لظى حرا

جفا النوم أجفان (٨) العدى مع سماحكم

وما ينفع الشهد الشهي أخا (٩) الصغرا /

فدم هكذا كيد العدى مجلي الصدا

كثير الجدا صافي الردى عاليا ذكرا

ولا تهملن أخا (١٠) الفضايل واختبر

موافيك فالكاسي من الفضل (١١) لا يعرى

__________________

(١) ما بين قوسين في (أ) ، (ب) «رضوى والبعض» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٢) في (ب) ، (ج) «حشر».

(٣) في (أ) «كالليث» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٤) سقطت من (ب) ، (د).

(٥) ما بين قوسين ورد في (ب) «علم ان من» ، وفي (د) «ان في».

(٦) في (د) «قتلة».

(٧) في (د) «أشد».

(٨) في (أ) ، (ب) ، (ج) «أجفاني» ، والاثبات من (د).

(٩) في (ب) ، (د) «أخوا».

(١٠) في (ب) ، (د) «أهل».

(١١) في (د) «الخير».

٥٣٩

فما الملك إلا بالرجال أولي (١) النهى

وأهل التقى لا بالرعاع ومن ضرا

هو الدين فاحفظ حافظيه فإنهم

بكم وبهم أنتم ذراعك والشبرا

عسى أن يعود الملك منك (٢) لحالة

أبوك بها كان الزعيم وما غرّا

فتظهر (أهل المجد) (٣) في (٤) أفق فضلكم

وترجع أهل الجهل حيث ترى حسرى (٥)

ويفتر ثغر الملك عن شنب الثنا

ويا حبذا ثغرا (٦) عن الشنب افترى

فما [المرء](٧) إلا ما به الدهر ناطق

من الذكر فاجهد ان تكن (٨) حسنا (٩) ذكرا (١٠)

__________________

(١) في (د) «أولوا».

(٢) في (أ) ، (ج) «منا» ، والاثبات من (ب) ، (د).

(٣) ما بين قوسين بياض في (د).

(٤) ورد في (د) «من».

(٥) في (د) «حرا».

(٦) في (أ) ، (ب) «العزا» ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٧) ما بين حاصرتين في (أ) «الدهر» ، وفي (د) «المرا» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٨) في (ب) «تكوني».

(٩) في (أ) ، (ج) «حسن» ، والاثبات من (ب) ، (د).

(١٠) في (أ) «الذكرا» ، والاثبات من بقية النسخ.

٥٤٠