منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

طلبت الموالي الأشراف من مولانا الشريف سعيد ثلاثة أرباع البلد ، وأن تكون / الجهات تحت أيديهم في مقابلة ما هو لهم منها بمقتضى العرض السلطاني الوارد في مخاطبة (١) المرحوم الشريف بركات ، فإنه أوصى إليهم تحقيق ذلك في (٢) هذه الأيام ، فإنه لما جاءه ذلك الأمر أخفاه ، ولم يزالوا به حتى صادقهم على ذلك ، فطلبوا تسجيله عند القاضي فسجل وقسمت البلد أرباع (٣) : الربع منها لمولانا الشريف ، والثلاثة أرباع (٤) للسادة الأشراف ، وضبطوا جميع المداخيل (٥) ، وجعلوا على كل ربع رجلا منهم : فمولانا الشريف له الربع بيده ، ومولانا السيد محمد بن أحمد بن عبد الله (٦) بيده ربع ، ومعه جماعته فيه.

(ومولانا السيد غالب بن زامل بيده ربع ، ومعه جماعته فيه.

ومولانا السيد أحمد بن غالب بيده ربع ، ومعه جماعته فيه) (٧).

وفرقوا الجهات ، وأرسل كل منهم مقاديمه (٨) إلى جهاته (٩) ،

__________________

(١) في (ب) «مصحاطبة» ، وهو خطأ.

(٢) في (أ) «من» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٣) في (د) «أرباعا».

(٤) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الأرباع».

(٥) في (ج) «المداخل».

(٦) توفي سنة ١٠٩٤ ه‍. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤١ ، وأحداث سنة ١٠٩٤ ه‍ من هذا الكتاب.

(٧) ما بين قوسين سقط من (د).

(٨) أي كتبته وخدامه ليجمعوا ما هو له. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٨.

(٩) في (د) «جهة».

٥٠١

وتكاتبوا على هذا.

وكان هذا سبب الاختلال (١) ، ومشاحنة (٢) النفوس.

وفي أواخر رجب من هذه السنة (٣) : اقتضى رأي مولانا السيد أحمد ابن غالب أن يكتب عسكرا ، فكتب نحو مائتين انسان لفقها (٤) من ضروب العالم ، وانحازت إليه عبيد ذوي زيد (٥) ، فتكلم في ذلك مولانا الشريف سعيد مع المشار إليه ، فقال (٦) : «أن لصاحب الربع أن يفعل هذا».

وكفله جماعة من الأشراف ، بأنه لا يحصل منه خلل بذلك.

ثم طلب من أصحاب الأرباع أن يعس [البلد](٧) من كل جماعة ، فتوافقوا لما كثرت السرقات (٨).

[هدية ملكة آشي]

وفي يوم الاثنين السابع من رمضان المكرم : دخل مكة الحاج يوسف

__________________

(١) في (د) «الاختلاف».

(٢) في (ب) ، (د) «ومشاحة».

(٣) سقطت من (ج). أي سنة ١٠٩٤ ه‍.

(٤) في (ب) «لقفها».

(٥) ذوو زيد : هم بنو زيد بن محسن بن حسين بن الحسن بن محمد أبي نمي بن بركات ، وهم فرع من الأشراف كانوا أمراء مكة ، نزح عدد كبير منهم إلى مصر والباقون موزعون في كثير من مدن الحجاز. انظر : البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٢٠٣.

(٦) أحمد بن غالب.

(٧) ما بين حاصرتين من (د).

(٨) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٣٩ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٨.

٥٠٢

القدسي ، وكان بعثه مولانا الشريف بركات (١) بهدية إلى الهند ، فأقام هناك أربع سنين لعدم قبول صاحب الهند السلطان / أور نقزيب عليه ، فدخل بما معه من الهدية إلى بندر آشى (٢) ، وهذه البلدة بيد امرأة ، (فأهدى إليها ما معه) (٣) ، وأفهمها أنه مرسول إليها (٤) من الشريف (بركات صاحب مكة.

ففرحت بذلك فرحا عظيما ، ووقع لها موقع ، وأمرته بالاقامة) (٥) لتهيئ له هدية (٦) (إلى مرسله) (٧) ، فاتفق أن حرقت هناك كنيسة ، فانسبك (٨) ما فيها من الذهب إلى أن صار له صورة ، فأمرت بجعله في هدية الشريف ، وملخصه :

أنه وصل بالهدية ومن جملتها هذا الذهب ومقداره على ما قيل ثلاثة قناطير ربما يصفو على النصف خالصا ، وكافورا (٩) ، وعود ،

__________________

(١) سقطت من (ب).

(٢) في (ب) ، (د) «آش». وبندر آش بلد بأقصى الهند. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٠.

(٣) ما بين قوسين في (د) «فأهدى إليها بما معه من الهدية إلى» ، وهو خطأ.

(٤) سقطت من (د).

(٥) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٦) في (د) «ووقع منها موقعا ، وأمرت له بالاقامة لتهييء هدية».

(٧) ما بين قوسين في (ب) ، (د) «لمرسله».

(٨) في (د) «فانسبل».

(٩) في (ب) ، (د) «كافور». والكافور : شجر من الفصيلة الغارية ، يتخذ منه مادة شفافة بلورية الشكل يميل لونها إلى البياض ، رائحتها عطرية وطعمها مر ، وله أصناف كثيرة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٧٩٢.

٥٠٣

وزباد (١) آشى ، وخمسة قناديل للكعبة ذهب ، ومبخرتين ، وشماعدين ، (ومثلها للمدينة أيضا قناديل ، وشماعدين) (٢).

فأنزله مولانا الشريف سعيد دار الوزير عثمان حميدان.

ووصل صحبته (٣) وكيل الملكة على الصدقة التي معه ، فوقع بين السادة الأشراف أصحاب الأرباع في هذا الوارد ما أوجب أن تجعل في بيت مولانا (٤) السيد محمد الحارث إلى أن ينقضي رمضان ، وينظر أمرها ، فبقيت عنده.

واتفقوا على أن (٥) يأخذ (٦) أصحاب الأرباع النصف مما ورد باسم الهدية ، وتفرق الصدقة على الفقراء ، فأخذوا النصف ، وفرقوا جزءا (٧)

__________________

(١) الزباد : نوع من العطور يستخرج من حيوان ثدي من الفصيلة الزبادية ، قريب من السنانير يعيش في الهند وجنوب شرق آسيا ، له كيس عطر قريب من الشرج يفرز مادة دهنية ، هذه المادة تستخدم أساسا للعطر في الشرق. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٣٨٨ ، الموسوعة العربية الميسرة ٩١٨.

(٢) ما بين قوسين في (ب) «اللمدينة كذلك قناديل وشماعدين مثلها» ، وفي (د) «وللمدينة كذلك قناديل وشماعدين مثلها».

(٣) في (ب) «صحبة».

(٤) في (ب) «ولانا» ، وهو خطأ.

(٥) سقطت من (ب).

(٦) في (د) «يأخذوا».

(٧) في (أ) «جزأ» ، وفي (ب) «جزتيه» ، وفي (ج) «جزئيا» ، وفي (د) «جزية» ، والاثبات يقتضيه السياق. وهذا دليل على أنهم أخذوا جزءا من الصدقة مع أنها لا تحل آل البيت.

٥٠٤

من الصدقة (١).

وفي هذه السنة (٢) : خرج للقاء الحج الشامي مولانا السيد يحيى بن بركات (٣) يوم الثلاثاء حادي عشر شوال.

وفي هذا اليوم (٤) : ورد من جدة مستسلم (٥) أحمد باشا (٦) ، ومعه فرو سمور ، فألبسه لمولانا الشريف ، وذلك لجواب كتبه إليه / مع هدية منه حال قدومه جدة.

ثم إن الباشا المذكور منع العرب الواردين بجدة من لبس الجنابي (٧)

__________________

(١) هذا وقد أضاف ناسخ (أ) الحضراوي في المتن ما أضافه ناسخ (ج) الدهلوي في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد ، وعائلة بيت القدسي هذا معروفون بمكة ، والله أعلم». انظر أخبار هذه الهدية في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٠ ، ٥٤١ ، وفيه أن دخولها كان يوم الخامس من رمضان.

(٢) أي سنة ١٠٩٤ ه‍.

(٣) أخو الشريف سعيد ونائبه ، خرج من مكة مع أخيه الشريف سعيد سنة ١٠٩٥ ه‍ بعد عزله عن إمارة مكة ، وتولي الشريف أحمد بن زيد ، حيث توجه إلى الشام ، حيث وجهت إليه رتبة الوزارة ولقب باشا وإمارة الحج ، ثم تولى شرافة مكة سنة ١١٣٠ ه‍ ، ثم تولاها مرة ثانية سنة ١١٣٤ ه‍ ، خرج بعدها إلى الشام حيث توفي فيها سنة ١٠٣٥ ه‍. انظر : الدهلوي ناسخ (ج) أحداث سنة ١٠٩٦ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ١٧٠ ـ ١٧٧ ، الزركلي ـ الأعلام ٨ / ١٣٩.

(٤) الثلاثاء الحادي والعشرين من شوال.

(٥) في (د) «مستلم».

(٦) وأحمد باشا مستلم جدة قام بدور كبير في الأحداث التالية في هذا الكتاب.

(٧) الجنبية : مدية لنصلها حدان ، سميت بذلك لأنها تثبت في حزام وتوضع في الجنب ، لها أشكال متنوعة ، تستعمل في شبه الجزيرة العربية والغرب الأقصى ، وألبانيا ، وتركيا ، وأجودها ما صنع في فارس والهند واليمن. انظر : الموسوعة الميسرة ص ٦٤٨.

٥٠٥

وجميع الأسلحة ، وأن لا يدخل بها أحد (١) عربي الساحل ، ونفذ ذلك.

ثم تطرق إلى منع مولانا الشريف من ربع الحب الوارد للفقراء ، لكون الحب الوارد للسادة الأشراف إنما هو في (٢) مقابلة تركهم لربع الوارد للفقراء ، وسكت عنه الشريف.

ثم إنه شرع في التفتيش على [أهل](٣) جدة في البيوت ، والأحوشة ، والدمن (٤) ، وطالبهم بوثائق تقتضي وضع أيديهم ، فشقّ ذلك على الناس ، ثم تقاصر عن ذلك لعذل بعض الناس له.

وفي الرابع عشر من ذي القعدة : علقوا القناديل الواردة في الكعبة بمحضر (٥) جماعة من الأشراف.

[وفاة السيد محمد بن أحمد]

وفي يوم الأحد الرابع والعشرين من ذي القعدة من السنة المذكورة (٦) : توفي مولانا السيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن حسن بعد صلاة العصر ، وصلي عليه قبيل (٧) صلاة العشاء ، ودفن من ليلته بالمعلاة في قبة الشريف حسن بن أبي نمي.

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (د).

(٢) سقطت من (د).

(٣) ما بين حاصرتين من (د).

(٤) الدمن : مفردها دمنة ، وهي آثار الناس وما سودوا ، وآثار الدار والمزبلة. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٢٩٨.

(٥) في (د) «بحضرة».

(٦) أي سنة ١٠٩٤ ه‍.

(٧) في (د) «قبل».

٥٠٦

وفي الرابع من ذي الحجة الحرام من السنة المذكورة (١) : ورد قفطان باشوي لمولانا الشريف سعيد ، فلبسه (٢) في منزله في (٣) ضحى يوم الثلاثاء [رابع ذي الحجة](٤) ، (ودخل في هذا اليوم السيد يحيى بن بركات.

وفي يوم الأربعاء الخامس من ذي الحجة : خرج مولانا الشريف للقاء الحج المصري على جري العادة ، وتخلف عن الخروج معه مولانا السيد أحمد بن غالب ، ومن (٥) معه من الأشراف ، ولم يخرج مع مولانا الشريف إلا بني / عمه من ذوي بركات لا غير ، فلبس الخلعة الواردة ورجع.

[مظالم أحمد باشا في مكة]

وفي يوم الخميس السادس من ذي الحجة) (٦) : دخل مكة صاحب جدة أحمد باشا ، ونزل دار الخواجا (٧) عثمان حميدان ، واستلم الصر جميعه من الأمين (٨) ، وقسم [مال الأحمدية](٩) في بيته (١٠).

__________________

(١) أي سنة ١٠٩٤ ه‍.

(٢) في (ب) ، (ب) ، (ج) «فألبسه» ، والاثبات من (د).

(٣) سقطت من (ب) ، (د).

(٤) ما بين حاصرتين سقط من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٥) سقطت من (ب).

(٦) ما بين قوسين سقط من (د).

(٧) في (أ) ، (ج) «الخوجة».

(٨) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الأمير».

(٩) ما بين حاصرتين في (أ) ، (ب) ، (ج) «بالأحمدية» ، وأشار ناسخ (ج) على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٣٥٣ أن في نسخة أخرى «مال الأحمدية» ، والاثبات من (د). أي وهبة السلطان أحمد خان. سبقت الاشارة إليها.

(١٠) في (ب) ، (د) «منزله».

٥٠٧

ولما ورد عمه مع الحج بمشيخته أسلمه الصر السلطاني ، فقسمه بالحرم على جري العادة ، وأظهر العتو والجبرية. [ودخل](١) عليه الشيخ حسين بن عبد الرحيم المنبوذ بشعثه (٢) ، وعنده مولانا الشريف ، فلما رآه بالغ في سبّه ، وأمر المماليك بضربه وإخراجه ، فضرب وخرج. كل ذلك ومولانا الشريف يتشفع فيه ، ولا يصغي إليه.

وجعل الشريف يتردد إليه مرارا حتى أنكر ذلك الخاص والعام.

ومن مثالبه (٣) : أنه أمر بإخراج الشيخ محمد البشبيشي (٤) من الداودية لينزل فيها عمه ، وقد قرره فيها الشيخ محمد بن سليمان ، فخرج مكرها ولم يطله (٥) ما بيده من التقرير.

[الأمر بإخراج الغرباء من مكة]

وفي هذه السنة : ورد أمر سلطاني بإخراج الغرباء من مكة بعد الحج لتعاطيهم الأسباب (٦) ، فأمر مولانا الشريف بالنداء بذلك ، فنادوا عليهم

__________________

(١) ما بين حاصرتين في (أ) ، (ب) «وذلك» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٢) في (أ) «بشعسه» ، وفي (ج) ، (د) «بشيعته» ، والاثبات من (ب). وبشعثه أي بتنقصه والطعن فيه. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ١٦١.

(٣) في (د) «مثاله». ومثالبه : معاييبه. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٩٩.

(٤) في (ب) «الشبيشي» ، وهو خطأ ، وفي (د) «الشيي» ، وهو خطأ أيضا.

(٥) في (ج) ، (د) «يطلبه».

(٦) المقصود بها أسباب التجارة والرزق. وهذا يدل على إن أخراج المتخلفين بعد الحج عادة موجودة قبل عصرنا.

٥٠٨

يوم الثاني عشر من ذي الحجة من العام المذكور (١) ، فوقع الاضطراب من المجاورين ولاذوا بأحمد باشا ، وأخبروه بأن في بقائهم (٢) عمارة بندر جدة ، وأملوه ما أراد من الحسنات ، فراجع مولانا الشريف ، وصرفه عن هذا الأمر بالكلية (٣).

[حوادث سنة ١٠٩٥ ه‍]

وفي يوم الجمعة الثامن (٤) من محرم الحرام من (٥) سنة ١٠٩٥ خمس وتسعين وألف :

أراد الباشا أن ينزل جدة ، فتعصب السادة الأشراف ، وادعت عليه عند قاضي الشرع (٦) ، ووكلوا في الدعوى (٧) عليه مولانا السيد ثقبة ابن قتادة ، فأمر القاضي بإحضار أصحاب البلكات (٨) من كبار العسكر / المقيمين بمكة ، وأحضر كرد أحمد أغا (٩) معمار العين بجدة ، وبعثهم إلى

__________________

(١) أي سنة ١٠٩٤ ه‍.

(٢) في (ب) «لقائهم» ، وفي (د) «مقامهم».

(٣) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٢ مفصلا ، وفيه أن النداء كان يوم ثامن عشر ذي الحجة.

(٤) في (د) «ثاني».

(٥) سقطت من (د).

(٦) كواكبي زاده.

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الدعوة».

(٨) البلكات : رؤساء فرق الفرسان. انظر : محمود شوكت ـ التشكيلات والأزياء العسكرية ٤٥ ، ٤٦.

(٩) سيرد باقي خبره فيما يلي.

٥٠٩

الباشا بعد أن عرفهم الأمر وأن الأشراف لا يردهم أحد عن محاربته إن امتنع من المداعاة الشرعية ، فلما تحقق تلك الشدة والبأس ، وعلم الصدق الذي ليس فيه الباس ، كتب لهم حجة على نفسه بما طلبوا (١) منه من ربع الحب الوارد ، وبأنه لا يتعرض فيما لهم من الحبوب ، وجميع ما لهم من البندر (٢). وأن مقاديمهم (٣) تدخل البلد وتأخذ ما هو لمواليهم.

وضمنه كرد أحمد أغا بشهادة (٤) من حضر من كبار البلكات ، فأذنوا له في النزول بعد أن أرسلوا جماعة إلى طريق جدة لنهبه (٥).

وفي هذا اليوم قبيل صلاة المغرب : وقعت رجة لها دوي : فمن قائل أنها زلزلة ، ومن قائل أنها آية سماوية لم يفطن لها إلا الأفراد.

[وفاة الشيخ محمد بن سليمان وترجمته]

ولما كان يوم الأربعاء العاشر من محرم الحرام من هذه السنة : ورد الخبر بوفاة الشيخ محمد بن سليمان بالشام (٦) ، وأنه توفي في الحادي عشر من ذي القعدة من سنة أربع وتسعين وألف ، واختلفوا في موته : فقيل فجأة ، وقيل مسموما ، وقيل وجد في منزله ميتا ، وقيل مبطونا (٧) ، وقيل قتل

__________________

(١) في (د) «طلبوه».

(٢) في (أ) ، (ب) ، (ج) «البدر» ، والاثبات من (د).

(٣) في (ب) «مقاديم».

(٤) في (ب) «شهادة».

(٥) العصامي ـ سمط النجوم ٤ / ٥٤٤ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٩ ، ٤٥٠.

(٦) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «ودفن بالصالحية بسفح قاسيون». ا. ه.

(٧) أي بداء البطن.

٥١٠

نفسه ، فإنه جاء (بالشام لصاحبه) (١) أمر سلطاني على أن يقتل (٢) ابن سليمان في أي بلد يدركه فيها هذا الأمر ، فبعثوا (٣) إليه وعرفوه بورود الأمر ، فلما تحقق [ذلك](٤) سمّ نفسه ، فمات في ثاني يوم ورود الأمر ، والله أعلم أي ذلك كان ، وختم في هذا اليوم على بيته ، وقرروا ولده في جميع ما هو له بواسطة مولانا السيد ناصر ابن مولانا السيد أحمد الحارث.

ونزل السيد إدريس بن محمد صالح / بالتقرير إلى جدة لأحمد باشا يأخذ عليه خطه ، وهذا من الجور بعد الكور ، وهكذا الدنيا مع أهلها.

بينا ترى الإنسان فيها مخبرا

فإذا به خبر من الأخبار

وإذا انتهت المدة لم تنفع العدة ، وإنما المرؤ حديث (٥) بعهده.

وأخبرت أن الوزير أحمد باشا عمّ الوزير أحمد باشا (٦) [الكبرلي](٧) رثى الشيخ بقصيدة ، غير أني لم أقف عليها حال تقييد هذا الكتاب (٨).

__________________

(١) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (د) «صاحب الشام».

(٢) في (أ) ، (د) «يعلم».

(٣) في (أ) «فبعوا» ، وهو خطأ ، وفي (ب) «فتبعوه» ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٤) ما بين حاصرتين من (ب) ، (د).

(٥) بالأصل حديثا والتصويب لا تساق المعنى.

(٦) سقطت من بقية النسخ.

(٧) ما بين حاصرتين سقطت من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٨) أضاف ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليسرى ص ٣٥٥ ما نصه : «وكان صاحب مكة وجدة لا يقطعان أمرا دونه ، وانتهت إليه رياسة مكة ، وبنى بمكة رباطا للفقراء يعرف برباط ابن سليمان عند باب إبراهيم تسكنه أهل اليمن ، وبنى مقبرة بالمعلاة تعرف بمقبرة ابن سليمان ، وأقام بمكة ، وأمره نافذ على غلاظة وشدة إلى أن تبدلت تلك السعودات بالنحوس ، وهبط بعد أن كان على الرؤوس ، فورد الأمر بإخراجه كما تقدم. ا. ه سيد».

٥١١

وبالجملة [فإن](١) شيخنا المذكور : وكان دخوله في هذه الدائرة من المحن السايرة ، وإلا فهو إمام جليل ، ومحقق نبيل تقصر عن وصفه العبارة ، وتحدوا (٢) بذكره السيارة (٣) ، " مولده سنة ثلاث وثلاثين وألف بتاروونة (٤) بسوس الأقصى (٥) من أرض المغرب ، وبها نشأ ، وقرأ على كبار المشايخ ، من أجلّهم مفتي مراكش قاضي القضاة أبو مهيدي (٦) عيسى السجستاني (٧) ، والعلامة محمد بن سعيد الميرغني المراكشي (٨) ، والعلامة الدلائي (٩) ، والعلامة سعيد بن إبراهيم المعروف بقدوره (١٠) ،

__________________

(١) ما بين حاصرتين في (أ) ، (ب) ، (ج) «قال» ، والاثبات من (د).

(٢) ما بين حاصرتين في (أ) «تتكلم» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٣) السيارة : القافلة. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٦٧. ويقصد بذلك الشيخ محمد بن سليمان المغربي ، وهذا بيّن أدب السنجاري مع شيخه ، رغم مخالفته له.

(٤) في (ب) «بتاروونته» ، وبياض في (د).

(٥) أي المغرب العربي.

(٦) في (ب) ، (د) «مهدي».

(٧) في (ب) «السجستاني» ، وفي (ج) «السجتاني» ، وفي (د) «السحاني».

(٨) هو محمد بن سعيد بن محمد بن يحيى السوس المرغني ، من أهل مرغت من قرى السوس ، كان له اعتناء بالأدب والانشاء ومشاركة في الطب ، استكتبه بعض أمراء الدولة السعدية مدة ، ولد سنة ١٠٠٧ ه‍ ، وتوفي سنة ١٠٨٩ ه‍ ، له عدة مصنفات منها المقنع وغيرها. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٤٧٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٦ / ١٣٩ ، ١٤٠.

(٩) في (أ) ، (ج) «الدلالي» ، والاثبات من (ب) ، (د). هو محمد بن أبي بكر ابن محمد أبو عبد الله الصنهاجي الدلائي ، محدث ، نشأ وتعلم بفاس ، ولد سنة ٩٦٧ ه‍ وتوفي سنة ١٠٤٦ ه‍ بدلاء بالمغرب الأقصى ، له عدة كتب. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٣٣٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٦ / ٥٩.

(١٠) هو سعيد بن إبراهيم بن قدورة ، أبو عثمان التونسي الأصل الجزائري المولد

٥١٢

وتلقن الذكر ولبس الخرقة (١) من الشيخ العلامة أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي (٢) ولازمه ، وكان يخبرني عنه بالعجايب ، واجتمعت به عنده في منزله لما حج (٣) سنة اثنتين وثمانين وألف ، ورأيت من شيخنا المترجم من الأدب مع المذكور (ما لا أقدر) (٤) على وصفه.

وأخبرني شيخنا من لفظه : أنه يعني ابن ناصر شيخ افادته وتربيته. وورد شيخنا المذكور مكة سنة اثنتين (٥) وستين وألف (٦) بعد وصوله إلى مصر ، والأخذ عن علمائها (كالشيخ العلامة علي) (٧) الأجهوري (٨) ،

__________________

والموطن المالكي ، تولى إفتاء الجزائر لمدة ستين سنة ، له عدة مصنفات منها : شرح السلم المرونق. توفي سنة ١٠٦٦ ه‍. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٣ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٩١.

(١) الخرقة : شعار الصوفي ، وهي عبارة عن قطعة ثوب ممزقة ترمز للفقر وخشونته ، يلبسها الشيخ مريده علامة التفويض والتسليم ، ولا يمنحه إياها إلا بعد أن يقضي مرحلة رياضية خاصة. لم يكن لها لونا معينا في بادئ الأمر ، إلا أنه بعد ذلك شاءت كل طريقة اختيار لون. انظر : الموسوعة العربية الميسرة ٧٥٤. وهذه من مبتدعات الصوفية.

(٢) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٣ «محمد بن ناصر الزرعي».

(٣) في (ب) «صح».

(٤) ما بين قوسين سقط من (د).

(٥) في (د) «تنتي».

(٦) سقطت من (ب) ، (د).

(٧) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (د) «كالعلامة».

(٨) هو عبد البر بن عبد الله بن محمد بن علي بن يوسف الأجهوري المصري الشافعي ، توفي يمصر سنة ١٠٧٠ ه‍ ، فقيه ، له عدة كتب منها حاشية على شرح المنهاج المحلى. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٢٩٨ ، البغدادي ـ إيضاح المكنون ٢ / ١٣٦ ،

٥١٣

والشهابين (١) / الخفاجي والقليوبي (٢) ، والشيخ سلطان المزاحي (٣) ، وغيرهم. ثم أقبل إلى الحرمين ، فأقام بالمدينة سنتين في خلوة بقايتباي. فجاء مكة واجتمع بمولانا القطب [الرباني](٤) المجمع على ولايته السيد عبد الرحمن بن أحمد الزناتي المغربي الحسني (٥) الإدريسي نزيل مكة (عرف بالمحجوب) (٦).

وأخبرني سيدي الوالد : أنه لم يجتمع به (٧) إلا بعد جهد جهيد ، وكان اجتماعه [به](٨) يوم عيد الفطر بعد صلاة العيد في صحراء سيدنا

__________________

١٦٩ ، هدية العارفين ١ / ٤٩٨ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٥ / ٧٧.

(١) سقطت من (ب) ، (د).

(٢) في (ب) ، (د) «القليولي». هو أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي ، نسبة لقرية قليوب بشرقية مصر الشافعي ، شهاب الدين أبو العباس ، عالم ، توفي سنة ١٠٦٩ ه‍ ، له عدة كتب منها : التذكرة في الطب. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٧٥ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ١٧٩٧ ، البغدادي ـ إيضاح المكنون ١ / ٢٤٨ ، ٢ / ٢٠٩ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ١ / ١٤٨.

(٣) هو سلطان بن أحمد بن سلامة بن إسماعيل المزاحي ، نسبة إلى مزاح قرية بمصر ، المصري الأزهري الشافعي أبو العزائم ، ولد سنة ٩٨٥ ه‍ ، فقيه ومقرئ ، توفي في القاهرة سنة ١٠٧٥ ه‍ ، من مصنفاته كتاب في القراءات الأربع الزائدة على العشر من طريق القباقبي. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٢١٠ ، ٢١١ ، البغدادي ـ هدية العارفين ١ / ٣٩٤ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٤ / ٢٣٨.

(٤) ما بين حاصرتين سقط من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٥) في (ب) «الحسيني».

(٦) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

(٧) سقطت من (ب).

(٨) ما بين حاصرتين من (ب) ، (د).

٥١٤

عبد الله بن عباس [سنة](١) ، وأن مولانا السيد حصل له لما اجتمع به حال (٢) غريب (٣) ، وأمره بالمسير إلى مكة من يومه ، فنزل إلى مكة. ثم ارتحل إلى المدينة ، وأقام (٤) بها إلى (٥) بعد السبعين (٦). ورجع إلى مكة ، وأقام بها إلى أن رحل إلى الروم سنة إحدى وثمانين (٧) وألف صحبة (٨) مصطفى باشا (٩) (أخي الوزير أحمد باشا) (١٠) وزير مولانا السلطان محمد خان بن إبراهيم خان ، ومرّ (١١) في طريقه على رملة (١٢) فلسطين ، فأخذ بها عن العلامة خير الدين الرملي الحنفي (١٣) ، وبدمشق

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ. ولعل السنجاري أراد أن يكتب «سنة كذا» فلم يوفق.

(٢) سقطت من (ب).

(٣) وهذه أيضا من مفاهيم الصوفية ، وأحوالهم المنحرفة.

(٤) في (ب) «وقام».

(٥) أضاف ناسخ (د) «ما».

(٦) أي وألف.

(٧) سقطت الكلمة من (ب) ، وفي (د) «وثمانين بعد ألف».

(٨) في (أ) ، (ج) «وصحب» ، والاثبات من (ب) ، (د).

(٩) سقطت من (ب).

(١٠) ما بين قوسين سقط من (د).

(١١) في (ب) «وأمر» ، وهو خطأ.

(١٢) في (ب) «رمكة». والرملة : مدينة عظيمة بفلسطين ، وكانت قصبتها ، مصرها الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك لما ولاه أخوه الوليد جند فلسطين ، فكان أول من بنى فيها قصره ودارا تعرف بدار الصباغين ، واختط المسجد وكان موضعها رملة. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٦٩ ، ٧٠.

(١٣) هو خير الدين بن أحمد بن علي الأيوبي العليمي الفاروقي الرملي نسبة إلى مدينة الرملة بفلسطين ، فقيه وباحث ، ولد سنة ٩٩٣ ه‍ بالرملة ثم رحل إلى مصر ، ـ ومكث في الأزهر ست سنين ، عاد بعدها لبلاده حيث درّس وأفتى ، توفي بالرملة سنة ١٠٨١ ه‍ ، من كتبه : الفتاوى الخيرية. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٣٤ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ٣٢٧.

٥١٥

على (١) العلامة محمد بن بدر الدين البلباني (٢) الحنبلي ، ومحمد بن كمال الدين النقيب (٣). ومكث بالروم سنة ، ورجع مكة ، وقد فوض إليه الوزير المذكور أمر الحرمين. فورد مكة ، وأظهر تنفيذ الأمر بعد خروج مولانا الشريف سعد (٤) بن [المرحوم الشريف](٥) زيد بن محسن صاحب مكة (في مدة الشريف بركات) (٦) ، وانتهت إليه رياسة الحرم المكي حسبما تقدم ، واستقر (٧) له ذلك إلى أن مات الوزير المذكور (٨) في التاريخ السابق ، فلزم حينئذ بيته ، وأكبّ على التأليف. فكتب فيه مولانا

__________________

(١) في (د) «عن».

(٢) في (د) «البنلابي» : هو محمد بن بدر الدين بن عبد الحق بن بلبان البعلبكي الأصل الدمشقي الحنبلي ، شمس الدين ، فقيه محدث وقارئ ، ولد بدمشق سنة ١٠٠٦ ه‍ وتوفي فيها سنة ١٠٨٣ ه‍ ، من كتبه الرسالة في أجوبة أسئلة الزيدية. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٤٠١ ، ٤٠٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٦ / ٥١ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٩ / ١٠٠.

(٣) في (ب) «نقيب».

(٤) في (أ) ، (ب) «سعيد» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٥) ما بين حاصرتين سقط من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٦) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

(٧) في (د) «واستمر».

(٨) بياض في (د).

٥١٦

الشريف لما ضاق عنه نطاقه سنة اثنتين وتسعين (١) وألف (٢) بإخراجه من مكة (٣) ، وصاحبها يومئذ مولانا الشريف سعيد بن بركات بعد وفاة أبيه ، فألزمه بالخروج كما تقدم ، فأبقي إلى الحج ، فخرج مع الحج صحبة أمين (٤) الصرة. وجاء خبر وفاته في التاريخ المذكور ، وله عدة مؤلفات منها :

ـ تلخيص (٥) التلخيص ، اختصره من تلخيص (٦) التفتازاني (٧) ، وشرحه شرحا لطيفا.

ـ وله رسالة في الاصطرلاب.

ـ ورسالة منظومة بشروحها في الكرة ، وزاد في الكرة ـ الكرة (٨) الأصلية ـ أوضاعا اقتضى [محلها](٩) كرة أخرى ، فوضعها أولا من

__________________

(١) في (ب) «وسبعين» ، وهو خطأ.

(٢) سقطت من (ب).

(٣) أضاف ناسخ (د) في المتن «إلى الأبواب فورد أمر سلطاني سنة ثلاث وتسعين بإخراجه من مكة».

(٤) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «أمير».

(٥) في (ب) ، (د) «تخليص».

(٦) في (د) «تخليص».

(٧) في (د) «التفتاني». هو حسن بن محمد التفتازاني ، عالم وأديب ، ولد في حدود سنة ١٠٧٠ ه‍ ، وتوفي بمكة سنة ١١٣٧ ه‍. انظر : كحالة ـ معجم المؤلفين ٣ / ٢٧٧.

(٨) سقطت من (د).

(٩) ما بين حاصرتين في (أ) «عليها» ، والاثبات من بقية النسخ.

٥١٧

مقوى (١). ثم وضعها للوزير من فضة على ما بلغني ، وزاد فيها أخذ الارتفاع. سمعت بعضها بقراءة شيخنا العلامة مولانا السيد محمد الشلي (٢) العلوي على المؤلف صاحب الترجمة.

ـ ووضع جدولا في العروض بديع الصفة (٣) تحويه (٤) ورقة واحدة.

ـ وألف حاشية على التصريح مفيدة لم يتمها.

ـ وألف في رحلته إلى الروم مشيخته (٥) سماها صلة الخلف (بموصول السلف) (٦) ، ذكر فيها مشايخه بأسانيده (٧).

وكان قد أجازني قبل رحلته إجازة عامة. ولما أن (٨) أتانا بهذه الأسانيد كتبتها من نسخة أعظم تلاميذه (٩) مولانا السيد أحمد بن أبي بكر شيخان ، وكتب المؤلف عليها بخطه (١٠) اجازته ، وكذا لابن عمه مولانا السيد محمد بن عمر شيخان ، وعنه أخذت الاتصال.

__________________

(١) في (ب) «نقوى» ، وبياض في (د) ، وفي (ج) أثبت الناسخ ما أثبتناه ، وأشار على حاشية المخطوط اليسرى أن في نسخة أخرى «من ذهب من نحاس».

(٢) في (ب) ، (د) «شليه».

(٣) في (ب) «الصنعة».

(٤) في (د) «نحو».

(٥) في (أ) وبقية النسخ «مشيخة» ، والاثبات من (د).

(٦) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

(٧) في (ب) ، (د) «بأسانيد».

(٨) سقطت في (د).

(٩) في (د) «تلامذته».

(١٠) في (ب) ، (د) «بخط».

٥١٨

ـ وألف كتابا حذا (١) فيه (حذو العلامة) (٢) وجيه الدين عبد الرحمن الديبع (٣) اليمني في كتابه تيسير الوصول الذي جمع فيه الكتب الستة (٤). واستدرك شيخنا المذكور / عليه بعض أشياء ، ولم يتم هذا الكتاب لأنه ألفه بمكة [في](٥) أيام عطلته ، وسافر ولم يتمه (٦).

ـ وله نظم يسير في التقييدات العلومية والنوادر الأدبية.

وأنشدني من لفظه قال : رأيت بخط منلا شمس (٧) العجمي المنجم بيتين وهما :

و (٨) كذب الناس بالميزان إذ سمعوا

أن القيمة (٩) فيها عادل يزن

__________________

(١) في (د) «يأخذ».

(٢) ما بين قوسين ورد في (ب) «والعلامة».

(٣) هكذا في (أ) ، وفي (ب) ، (ج) «الربيع» ، وفي (د) «الرسع». هو عبد الرحمن بن علي بن محمد الشيباني الزبيدي الشافعي ، وجيه الدين المعروف بابن الدبيع ، ولد في زبيد باليمن سنة ٨٦٦ ه‍ وتوفي فيها سنة ٩٤٤ ه‍ ، مؤرخ ومحدث ، من كتبه تيسير الوصول إلى جامع الأصول من حديث الرسول ، مطبوع. انظر : العيدروسي ـ النور السافر ٢١٢ ، الشلي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٤٤ ه‍ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ١ / ٣٣٥ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٣١٨.

(٤) أي كتب الحديث الستة.

(٥) ما بين حاصرتين سقط من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٦) انظر أخبار الشيخ هذه في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٢ ـ ٥٤٤ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٢ ـ ٠٤ ـ ٢١١.

(٧) في (ب) ، (د) «شمسه».

(٨) سقط حرف الواو من (د).

(٩) في (أ) «القيامة» ، والاثبات من بقية النسخ.

٥١٩

وقد وجدنا كلام المرء ذا زنة

فكيف ينكر أن الفعل يتزن

قال شيخنا المذكور ، وفيه ما لا يخفى من جعل الوزن معنى (١). قال فقلت ردا (٢) عليه :

وقسط الناس في الميزان إذ وزنوا

وزن القيمة (٣) وزن الشعر بل وزنوا

لووازنوا بين ميزانيهما وغدا

جسم كمعنى لزانوا كلما (٤) وزنوا

وأنشدته قولي على الراجح من المذاهب (٥) كالمعترض على شيخنا في (ذكره للوزن) (٦) في شعره ـ فإن (٧) مرتبة العلم تأباه ـ وهو قولي :

أخطأ الذي قاس وزن الحشر مقتبسا (٨)

لقية (٩) الخسر (١٠) بالقول الذي يزن

أليس من خلق الأفعال قادر أن

لها يشخص حتى أن لها يزن

فاستحسنه. وكان بيني وبينه ألفة تامة قبل أن يعزم هذا العزم الأخير إلى الروم ، ولازمته ، وانتفعت به ، وقرأت عليه. فلما أن سافر

__________________

(١) في (ج) «معين» ، وفي (د) «معن».

(٢) في (د) «زد».

(٣) في (أ) «القيامة».

(٤) في (أ) ، (ب) «كلها» ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٥) في (د) «الذهب».

(٦) ما بين قوسين ورد في (ب) «ذكر للزنا» ، وفي (د) «ذكره للزنا».

(٧) في (د) «وان».

(٨) في (ب) ، (د) «مقصبا».

(٩) في (أ) «نقية» ، وفي (ج) «لفتية» ، والاثبات من (ب) ، (د).

(١٠) في (أ) «الخير» ، والاثبات من بقية النسخ.

٥٢٠