منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

وما كان من ابن رحمة (شيخ حرب) (١) ، فإنه وصل إلى المدينة ، ولاذ بشيخ الحرم عبد الحليم أغا (٢) ، واستشفع به عند (٣) مولانا الشريف.

فبعث المذكور إلى مولانا الشريف بشفيع فيه ، فعفى عنه ، وقبل شفاعة (٤) شيخ الحرم ، وأرسل (٥) من أتى به من (٦) المدينة ، فأخلع عليه ، ورضي عنه (٧) ، وأمره بحفظ الطريق ، وإيصال الحب الوارد إلى المدينة ، وأبقاه على ما كان عليه.

وفي أواسط شعبان جاء الخبر بأن مولانا الشريف وصل إليه قفطان من صاحب مصر (٨) المتولي الجديد (٩) ، وأنه لبسه في بدر يوم التاسع والعشرين (١٠) من رجب.

وفي الخامس من شعبان ، وصل الأغا الوارد بالقفاطين مكة بعد أن وصل جدة ، وألبس محمد جاووش (١١) قفطانه ، فأنزله مولانا السيد

__________________

(١) ما بين قوسين في (ج) «شيخ العرب حرب».

(٢) في (د) «أغاه».

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (ب) «شفاعته» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٥) في (ج) «وأرسل إلى».

(٦) سقطت من (ب). فقد كانت المدينة تابعة إلى ولاية الشريف.

(٧) أضاف ناسخ (ج) «وعفى عنه».

(٨) في (ب) «المصري».

(٩) حسين باشا الجنبلاط.

(١٠) في (أ) «والعشرون» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(١١) في (د) «جاوش».

٤٠١

إبراهيم بالمدرسة السليمانية.

وفي ليلة الثلاثاء (خامس عشري (١) شعبان (٢)) (٣) / : وقع مطر بالليل ، فقام جماعة من العسكر (٤) وهدموا بترة المزولة التي بناها الشيخ محمد بن سليمان (٥) في (٦) هذه الليلة ، وأزالوها عن آخرها ، ويقال أنهم (٧) وجدوا فيها أعمالا ، وأنهوا ذلك إلى القاضي ، فقال :

«لعل بانيها أن يتكلم في هدمها».

فلم يتكلم الشيخ في هدمها.

وفي يوم (٨) الخميس الرابع (٩) والعشرين (١٠) من شعبان (١١) أجريت العين لتمام العمل.

وفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شعبان ورد مكة أغاة من مصر وأنزلوه في بيت ابن عتيق ، واجتمع بقاضي مكة ، وطلع محمد

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «عشر».

(٢) في (ب) ، (ج) «رمضان».

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «بالليل».

(٥) سبق ذكرها في أحداث سنة ١٠٧٩ ه‍.

(٦) في (د) «وفي».

(٧) في (د) «أنها».

(٨) في (ج) «اليوم».

(٩) في (ج) «الخامس» ، وهو خطأ.

(١٠) في (ب) «والعشرون» ، وهو خطأ.

(١١) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

٤٠٢

جاووش (١) من جدة ، (فاجتمع به) (٢) ، وسافر من مكة يوم الأحد خامس عشر رمضان.

وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان ، فرق قاضي الشرع (٣) مال المصرية المتخلف (٤) عند محمد جاووش على بعض أهالي مكة والمجاورين.

وفي يوم السبت رابع شوال ، ورد الجلبي محمد بن مصطفى بن محمود كاتب الجراية من (٥) عند مولانا الشريف بركات بأوراق مضمونها :

ـ توليته (٦) الوزارة (٧) بمكة ، وعزل الخواجا زين العابدين حميدان. فأخلع عليه مولانا السيد إبراهيم فروا من ملابسه ، وجلس للمباركة في منزله (٨) بدار الوزير محمد الغزي (٩) بسوق الصغير.

(وفي الثامن (١٠) عشر من شوال أمر المعمار بشق) (١١) الأرض ، وفتح

__________________

(١) في (أ) «جاوش».

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٣) المولى أحمد بن حسين البياضي.

(٤) في (ب) «المختلف» ، وهو خطأ ، وفي (د) «المخلف».

(٥) سقطت من (ج).

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «تولية».

(٧) في (ب) ، (ج) «الوزير» ، وفي (د) «الوزارة».

(٨) في (ب) «منزل».

(٩) وزير الشريف زيد بن محسن.

(١٠) في (ب) ، (ج) «ثاني».

(١١) ما بين قوسين تكررت في (ب) ، وأضاف بعدها في المرة الأولى كلمة «الصغير» ، وتكررت في (ج) إلا أن ناسخها شطبها.

٤٠٣

دبل من البزابيز إلى مدرسة السلطان قايتباي ، وجعل في الدبل برابخ من فخار يجري فيها (١) الماء إلى حنفية بناها عند باب ميضأة قايتباي مما يلي السوق ، وكذلك صنع أخرى عند باب علي.

وفي ليلة الثلاثاء الرابع من ذي الحجة دخل مولانا الشريف بركات مكة وحده من غير آلاي ، وجلس لرد السلام بعد الشروق ، وخرج يوم الأربعاء خامس ذي الحجة (إلى الزاهر) (٢) للقاء الأمير المصري (٣) ، ولبس القفطان على جري العادة ، وحج بالناس.

(ووقع بعرفة ليلة الموقف (٤) مطر) (٥) ، وبرد غير معتاد.

ووقعت فتنة بين عسكر (٦) المصري ، وعتيبة (٧) ـ فرقة من العرب ـ وقتل الأمير جماعة منهم تلك الليلة.

وفي أواخر (٨) شهر (٩) ذي الحجة : ورد كتاب من السيد محمد بن

__________________

(١) في (ج) «فيه».

(٢) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٣) في (ج) «الصرى» ، وهو خطأ.

(٤) في (د) «الوقفة».

(٥) ما بين قوسين في (ج) «ووقف بعرفة وليلة الموقف جاء مطر».

(٦) في (ب) «العسكري».

(٧) في (ب) «عتبته». وعتيبة : إحدى القبائل الكبيرة اليوم في شرق الحجاز ونجد. انظر : البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٣١٥ ـ ٣١٧.

(٨) في (ج) «آخر».

(٩) سقطت من (ج).

٤٠٤

زيد يطلب فيه الاذن في دخول مكة. فامتنع مولانا الشريف (١) من ذلك.

فتوجه إلى اليمن ليلة التاسع والعشرين من ذي الحجة ، ولم يدخل مكة (٢).

[أحداث سنة ١٠٨٥ ه‍]

ودخلت سنة ١٠٨٥ خمس وثمانين وألف (٣) :

وفي يوم (٤) الأربعاء الخامس من محرم الحرام منها (٥) : دعى مولانا الشريف بالخواجا يحيى بن عبد الوهاب الميري الحلبي ، التاجر المشهور ، بعد صلاة العصر ، فدخل وما خرج ، ودرج من هناك (٦) إلى ما درج.

وكان السبب (في ذلك) (٧) انتهاء الرئاسة في هذا (٨) الوقت إليه ، وتعويل الدولة الرومية عليه.

واتفق بعد ثالث يوم (من / وقعته (٩) ، ورود (١٠) مركب من

__________________

(١) أضاف ناسخ (ج) «بركات».

(٢) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «وتوفي هناك كما سيأتي».

(٣) استدرك المؤلف في (ب) «مائة خمسة وثمانين وألف» ، وفي (د) «مائة وخمسة وثمانين وألف».

(٤) سقطت من (ب) ، (د).

(٥) سقطت من بقية النسخ.

(٦) أضاف ناسخا (ب) ، (ج) «إلى هناك» ، وهو خطأ.

(٧) سقطت من بقية النسخ.

(٨) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «ذلك».

(٩) في (ب) «وقعة» ، وفي (د) «وقته».

(١٠) في (ب) ، (د) «ورد».

٤٠٥

السويس إلى جدة) (١) ، وفيه سردار العسكر الانقشارية (٢) المقيمين بمكة ، فكتب العسكر إليه بالخبر ، فأرسل جاووشه من جدة لاستدراك الرجل ، فأعاده (٣) مولانا الشريف (بكتاب كتبه له.

فاستمر هناك إلى أول صفر ، وطلع ، فخلع عليه مولانا الشريف) (٤) ، وعلى من معه على جري العادة.

وبعد ثلاثة أيام من وصوله ، اجتمع الانقشارية بالحرم تحت مدرسة القاضي ، وأرسلوا إلى مولانا الشريف من جهة الخواجا يحيى المذكور ، فلم يحصلوا على طائل ، وتفرقوا عن غير (٥) نائل.

وفي أوائل المحرم من هذه (٦) السنة (٧) خرج جماعة من السادة الأشراف مغاضبين لمولانا الشريف لأخذه (٨) ما وصل إليهم من الإنعامات السلطانية ، فنزلوا بوادي الظهران.

__________________

(١) ما بين قوسين في (د) «من وقته ورد مكة من السويس إلى جدة مركب» ، وهو خطأ.

(٢) في (ب) «الانقاشرية».

(٣) في (ب) «فادعاه» ، وهو خطأ.

(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، وسقط من (ج) ، حيث استدركه ناسخها على الحاشية العليا للمخطوط ٣١٠. ومضطرب في (د).

(٥) سقطت من (د).

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) أي سنة ١٠٨٥ ه‍.

(٨) في (ب) ، (ج) «لأخذ».

٤٠٦

فبعث إليهم مولانا الشريف [بركات](١) مولانا السيد بشير بن سليمان بن موسى ، فما زال بهم حتى رجعوا ، ففرق عليهم الانعام الواصل بينهم بالسوية ، وذلك) (٢) نحو أربعة آلاف دينار ، وألفي أردب حب.

وفي يوم الثلاثاء التاسع من صفر من السنة المذكورة : ورد مكة نعي مولانا السيد حمود بن عبد الله من الطائف ، وأنه توفي سادس صفر ، ودفن (بمسجد) (٣) سيدي عبد الله بن عباس رضي‌الله‌عنه (٤).

وفي يوم الأحد الثالث من ربيع الأول من السنة المذكورة : نصب القاضي مرشد الدين بن (٥) أحمد المرشدي نائبا عن القاضي المتولي بمكة ، بإشارة من الشيخ محمد بن سليمان.

وفي يوم الاثنين الثاني (٦) من شهر ربيع الثاني : ورد من مصر مستلم (٧) لجدة (٨) ، وعزل محمد جاووش ، وورد مع المستلم (٩) أغاة (١٠) من الروم ،

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٢) ما بين قوسين سقط من (د).

(٣) في (ب) «في مسجد السيد» ، وفي (ج) «عند» ، وفي (د) «بقرب مسجد».

(٤) انظر خبر موت حمود هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٨ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / ١٠٨٥ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٤.

(٥) سقطت من (ب).

(٦) في (د) «ثاني عشر» ، وهو خطأ.

(٧) في (ج) «مستسلم».

(٨) في (ب) ، (ج) «بجدة».

(٩) في (ج) «المستسلم».

(١٠) في (د) «أغا».

٤٠٧

ومعه سيف ، وخلعة من السلطان الأعظم مولانا السلطان محمد بن إبراهيم خان لمولانا الشريف ، ودخل مكة يوم الثلاثاء حادي عشر ربيع الثاني ، فلبس مولانا الشريف (الخلعة بالحطيم) (١) ، وتقلد بالسيف ، وقرأ المرسوم الواصل القاضي مرشد (٢) ، ومضمونه :

السؤال عن حب الفقراء (٣) والدشايش ، والأمر بالتفحص عن فعل النظار ، والتعريف (٤) بذلك.

وخرج محمد جاووش (من مكة) (٥) ليلة الثلاثاء في أواخر ربيع الثاني قاصدا مصر.

(وفي هذه الليلة ، توفي القاضي إمام الدين المرشدي مفتي الحنفية ، وصلى عليه الشيخ محمد بن سليمان بعد صلاة المغرب ، ودفن بالمعلاة) (٦).

وفي يوم الأربعاء وصل أغاة من مصر ، فأنزلوه بالمدرسة المرادية ، فأرسل إلى صاحب جدة ، وكبار الانقشارية ، وقرأ عليهم أمرا (٧) باشوي

__________________

(١) ما بين قوسين في (ب) «بالحطيم الخلعة» ، وفي (ج) «الخلفه باللحطيم».

(٢) أضاف ناسخ (ج) «بركات» ، وهو خطأ.

(٣) أضاف النساخ في (ب) ، (ج) ، (د) «المساكين».

(٤) في (ب) «ولتعريف» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «والتعرف».

(٥) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٦) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ. انظر خبر موت المفتي هذا في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨٥ ه‍.

(٧) سقطت من (ب) ، (ج).

٤٠٨

مضمونه (١) :

التعنيف على مطالبة (٢) مولانا الشريف بيحيى الميري.

وأمرهم (٣) بطاعة مولانا الشريف (في جميع ما) (٤) يريد (٥) ، وتأييده بما أمكن.

وفي ليلة الأحد (٦) العشرين من رجب : توفي مولانا السيد أحمد الحارث بمكة ، وصلي عليه بعد صلاة الصبح ، ودفن بالمعلاة (٧) ـ رحمه‌الله تعالى / ـ.

وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من رجب (٨) توجه مولانا الشريف بركات إلى جهة الفرع لخبر عصيان أهله وخروجهم عن طاعته ، وخرج معه (٩) من جدة صاحبها ، فاجتمعا (١٠) بعسفان.

__________________

(١) في (ج) «ومضمونه».

(٢) في (د) «مطالبته».

(٣) في (ب) ، (ج) «فأمرهم».

(٤) في (ج) «فيما».

(٥) في (د) «يريده».

(٦) سقطت من (د).

(٧) انظر خبر موته في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٨٥ ه‍ ، : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٨ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨٥ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٤.

(٨) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٧ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٤ «في سابع رجب».

(٩) سقطت من (ج).

(١٠) في (ب) ، (ج) «فاجتمع».

٤٠٩

وصام هناك ، وأتاه هناك (١) مشايخ (٢) أهل الفرع ، فصالحوه (٣) بما أرضاه عنهم (٤).

وفي يوم السبت السادس والعشرين من رجب ، ورد الخبر من المدينة بوصول الشيخ محمد المنوفي من مصر (٥) ، وأنه وصل المدينة قبل دخول (٦) الزوار بخمسة أيام ، وكان وصوله من البحر إلى ينبع (٧) ، وأخبر (٨) بوصول الجماعة إلى (٩) مكة.

وورد المذكور مكة ليلة النصف من شعبان.

وفي هذا الشهر عزل محمد بن مصطفى كاتب الجراية من الوزارة (١٠) وولي حسن القبرصلي (١١) ترجمان القاضي ، وناظر (١٢) قايتباي الوزارة

__________________

(١) سقطت من (د).

(٢) أضاف ناسخ (ج) «حرب من».

(٣) في (ج) «فصالحوهم».

(٤) انظر خبر خروج الشريف إلى الفرع هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٧ ، ومفصلة في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٤ ، ٩٥.

(٥) سقطت من (د).

(٦) في (ب) «الدخول» ، وهو خطأ.

(٧) في (ج) «الينبع».

(٨) في (د) «وأخيه» ، وهو خطأ.

(٩) أضاف ناسخ (ب) «جماعة» ، وهو خطأ.

(١٠) في (ب) «الوزير» ، وفي (ج) «الوزارة».

(١١) وعزل عنها في شهر ذي الحجة من نفس السنة ، ورد إليها الخواجة جميدان ، كما عزل عن نظر مدرسة قايتباي وصودر. انظر هذا ضمن أحداث سنة ١٠٨٥ ه‍ ، ١٠٨٦ ه‍ من هذا الكتاب.

(١٢) في (ج) «وناظرا» ، وهو خطأ. أطلق لفظ الناظر على المشرف ، وبخاصة

٤١٠

لمولانا الشريف ، وذلك لرأي الشيخ محمد بن سليمان.

وكان دخول الجماعة المعتقلين بمصر (١) مكة (٢) سابع عشرين شعبان من السنة المذكورة (٣).

وأخبرني (٤) الخواجا الوزير محمد سعيد السيوري ، وكان أحد المعتقلين ، أنهم وصلوا مصر ثامن شهر ذي الحجة سنة ١٠٨٣ ثلاث وثمانين وألف ، وأخذوا إلى بولاق (٥) ، ومن بولاق إلى رشيد (٦) ، ثم أخرجوا من البر إلى الاسكندرية (٧) ، ودخلوها الثاني عشر من [ذي](٨)

__________________

المشرف المالي ، واسم هذه الوظيفة مأخوذ إما من النظر الذي هو رأي العين ، لأنه يدير نظره في أمور ما ينظر فيه ، وأما من النظر بمعنى الفكر لأنه يفكر فيما فيه المصلحة من ذلك. وقد استخدم لقب الناظر والألقاب المركبة منه ، ومن المضاف إليه بدلالات وظيفية مختلفة. الباشا ـ الفنون الإسلامية ٣ / ١١٧٧.

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) في (ب) ، (ج) «بمكة».

(٣) أي سنة ١٠٨٥ ه‍.

(٤) في (ج) «فأخبرني» ، وفي (د) «وأخبر في» ، وهو خطأ.

(٥) في (ب) «بوالاق» ، وهو خطأ. وبولاق : أحد أحياء القاهرة القديمة.

(٦) رشيد : بلدة على البحر الأبيض المتوسط والنيل ، قرب الاسكندرية ، واليوم هي إحدى مدن جمهورية مصر العربية ، عاصمة مركز رشيد بمحافظ البحيرة ، كان لها أهمية تجارية ، عثر فيها على حجر معروف باسم حجر رشيد يحمل نصا مكتوبا بثلاث لغات هي : الهيروغليفية ، والديموطيقية ، واليونانية ، وكان العثور عليه إيذانا بفك رموز اللغة الهيروغليفية بمساعدة اللغة اليونانية التي كانت مقروءة وقتئذ. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٤٥ ، الموسوعة العربية الميسرة ٨٦٩.

(٧) في (ب) «سكندرية» ، وهو خطأ.

(٨) ما بين حاصرتين زيادة من (ب) ، (ج).

٤١١

الحجة من السنة المذكورة ، واعتقلوا في البرج الكبير (١) ، وعليهم حراس إلى الثاني عشر من جمادى الأولى من (٢) سنة ١٠٨٤ ألف وأربع وثمانين ، وكانت اقامتهم في ذلك البرج خمسة أشهر تماما ، وحصل لهم الفرج بسبب (٣) علي أغا من جماعة إبراهيم باشا ، فإنه شفع فيهم ، فأخرجوا إلى مصر ، وأقاموا بها (٤) بقية السنة. فجاء عرض مولانا الشريف بإطلاقهم في أواخر جمادى الأولى. وكان خروجهم من مصر ثاني عشرين جمادى الأولى ، وأقاموا بالسويس إلى غرة رجب ، وسافروا (٥) في البحر الحادي والعشرين من رجب ، ووصلوا ينبع (٦) (عاشر شعبان ومنه إلى مكة) (٧).

وفي أواخر ذي القعدة من السنة المذكورة ، ورد أغاة (٨) من الأبواب بخلعة (٩) ومرسوم. وأقام بمكة إلى أن دخل مولانا الشريف ،

__________________

(١) البرج : سجن بقلعة الجبل ، ظل موجودا حتى هدم في عهد الدولة العثمانية. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٠ / حاشية ص ٢٣ ، ١٣ / حاشية ص ٦٥.

(٢) سقطت من (ب) ، (ج).

(٣) في (ب) «بحسب» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «بواسطة».

(٤) سقطت من (ب) ، (ج).

(٥) في (د) «وسافر» ، وهو خطأ.

(٦) في (د) «ينبعا».

(٧) ما بين قوسين في (ج) «في عاشر شعبان ، ثم إلى مكة في التاريخ السابق في دخولهم مكة».

(٨) في (ج) «أغا».

(٩) في (ب) «من الخلعة» ، وفي (ج) «بالخلعة».

٤١٢

فقرأ (١) المرسوم بالحطيم يوم الخميس ثاني شهر ذي الحجة من السنة المذكورة (٢) ، ومضمونه :

قسمة مدخول مكة أربعة أقسام ، الربع لمولانا الشريف ، وثلاثة أرباع (٣) للسادة الأشراف على السوية.

وانقضى المجلس ، وطوى مولانا الشريف عن هذا الأمر كشحا (٤).

ودخل الأمراء بالمحامل ، وخرج للقائهم مولانا الشريف على جري العادة.

وورد حسين باشا من (٥) جهة الشام.

وفي هذا الحج ورد معمار من جهة (٦) / الخاصكية (٧) (لعمارة دار الشفاء ، ومارستان (٨) ودشيشة. فاختير كذلك) (٩) بعض دكاكين

__________________

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «وقرأ».

(٢) أي سنة ١٠٨٥ ه‍.

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الأرباع».

(٤) في (ب) «كشيخا» ، وهو خطأ. انظر هذا الخبر مختصرا في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٥.

(٥) سقطت من (ب).

(٦) من هذه العلامة بداية الأوراق التي اجتزأها الحضراوي وعوضها بخطه ، وينقل فيها من نسخة (ج).

(٧) في (أ) «الخاسكية» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٨) المارستان : كلمة معربة تعني المصحة أو المستشفى. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨٦٣.

(٩) ما بين قوسين سقط من (د).

٤١٣

كانت في الجانب الأيمن (١) من المحناطة (٢) لبعض أشراف مكة ، فبذل لهم أثمانا (٣) وافرة ، وشرعوا في الهدم ، والحج بمكة.

وفي هذا الشهر ، عزل القبرصلي وزير أمير (٤) مكة لمولانا الشريف بركات ، وولى الوزير الخواجة (٥) الأمثل عثمان بن زين العابدين حميدان (٦) ، ولبس قفطان الوزارة (٧) من دار السعادة ، وخرج به في عسكر الصارجية إلى أن وصل (٨) به إلى منزل (٩) بسويقة دار [القاضي](١٠) حسين المالكي ، وجلس للتهنئة.

وفي يوم الأحد السابع والعشرين من ذي الحجة ، نادى حسين باشا بالرحيل في الحاج الشامي ، وكان بعض التجار جعل شيئا ليتأخر أياما لأجل بيع الأسباب ، فلم يخرج الأمير موسى أمير المحمل ، فركب حسين

__________________

(١) في (ب) «اليمن» ، وهو خطأ.

(٢) المحناطة : جاء في ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٢٩٩ : الحناط : بائع الحنطة ، والحناطة حرفته. والمقصود هنا مكان بيع الحنطة أي البر.

(٣) في (ب) «شمالها» ، وهو خطأ ، وفي (د) «أثمانها».

(٤) سقطت من بقية النسخ.

(٥) في (ب) ، (د) «الخواجا».

(٦) في (د) «بن حميدان».

(٧) في (ب) «الوزير» ، وفي (د) «الوزر».

(٨) في (د) «وصلوا».

(٩) في (د) «بمنزلة».

(١٠) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، وأشار إلى ذلك الحضراوي ناسخ هذه الورقات على الحاشية اليسرى ، وبياض في (ب) أيضا ، والاثبات من (ج) ، (د).

٤١٤

باشا (١) بنفسه إلى وطاق الأمير ، وأخذ المحمل منه ، وسار به ، وعليه ثوب دولقي أخضر ، وخرج من الحجون ، وهذا لم يتفق أبدا لمحمل الشامية أنه خرج على هذه الصفة.

واستمر الأمير إلى ثمان وعشرين (٢) ، وخرج بلا محمل.

وفي (٣) هذه السنة (٤) (بعث مولانا الشريف مفتي المالكية في هذا العصر إدريس بن محمد صالح المغربي بعروض إلى أبواب السلطنة.

[حوادث سنة ١٠٨٦ ه‍]

ولما كان أوائل المحرم (من سنة ١٠٨٦ المذكورة ، أي سنة ست وثمانين وألف) (٥).

ورد الخبر بتوجه مولانا الشريف سعد ، وأخيه الشريف أحمد إلى الأبواب السلطانية.

وفي هذه السنة في سادس ربيع الأول : ورد (٦) من اليمن الوزير

__________________

(١) سقطت من (ب).

(٢) سقطت من (د).

(٣) سقطت من (د).

(٤) في (ج) «للسنة» ، وهو خطأ ، وفي (د) أضاف الناسخ «المذكورة». أي سنة ١٠٨٥ ه‍.

(٥) ما بين قوسين سقط من (د).

(٦) في (ب) «أورد» ، وهو خطأ.

٤١٥

(محمد علي) (١) بن سليم (٢) قاصدا مكة ، فلما وصل البيضاء / أرسل يستأذن مولانا الشريف بركات (في دخول مكة) (٣) ، ويستنصحه ، وكان بينهما محبة سابقة.

فكتب إليه : «لا تدخل ، وقد أديت النصيحة ، وإن دخلت ، فلا تلومن إلا نفسك».

فرجع من البيضاء إلى القنفذة ، وسافر إلى الهند.

وفي هذه السنة : أجريت (٤) قناة ببرابيخ (٥) فخار من بستان الخاصكي (٦) بالمعلاة ، إلى أن دخلت دار الشفاء (٧) ، إلى جانب البزابيز التي عمرتها الخاصكية السابق ذكرها قريبا. وكان تمام هذه العمارة في شعبان من هذه السنة (٨).

وعلى ذكر جري الماء بمكة في القنوات ، ما رواه يوسف بن

__________________

(١) ما بين قوسين في (د) «محمد بن علي».

(٢) أشار في (ج) على الحاشية اليسرى للمخطوط ٣١٣ أن في نسخة الأصل «سليمان».

(٣) ما بين قوسين في (ب) ، (د) «في دخوله» ، وفي (ج) «في دخوله مكة».

(٤) في (د) «أخرجت».

(٥) في (د) «ببرابخ».

(٦) في (ب) ، (د) «الخاسكي».

(٧) في (ب) «الففا» ، وهو خطأ.

(٨) أي سنة ١٠٨٦ ه‍.

٤١٦

ماهك (١) قال : «كنت جالسا عند عبد الله بن عمرو (٢) بن العاص في ناحية المسجد الحرام إذ نظر (٣) إلى بيت مشرف (٤) على أبي قبيس» ، فقال : «أبيت ذلك؟». قلت : «نعم». قال : «إذا رأيت بيوتها (٥) علت أخشبيها ، وفجرت بطونها أنهارا ، فقد أزف الأمر» ، فاسأل الله حسن الخاتمة ، آمين.

وفي أواسط شعبان من السنة المذكورة : ورد الخبر من مصر يعزل صاحب مصر حسين باشا ، وعزل نائب حرم مكة الأفندي عبد الله عتاقي (٦).

وجاءت نيابة الحرم لوالي عمارة دار الشفاء ، فأمره (٧) الشيخ محمد

__________________

(١) هو يوسف بن ماهك الفارسي من موالي أهل مكة ، حدّث عن أبي هريرة وحكيم بن حزام وعبد الله بن عمرو وابن عباس وعبد الله بن صفوان بن أمية وعبيد بن عمير ، وحدث عنه عطاء وابن جريج وآخرون. وثقه يحيى بن معين. توفي سنة ١١٠ ه‍. انظر : الذهبي ـ تهذيب سير أعلام النبلاء ١ / ١٧٤.

(٢) في (ج) «عمر».

(٣) في (د) «نظرنا».

(٤) في (ب) «شرف» ، ولم أتبين قراءتها في (ج).

(٥) أضاف ناسخ (د) «قد».

(٦) هو عبد الله بن شمس الدين عتاقي زاده المكي الحنفي الشرواني ، تولى قضاء مكة وافتائها ونيابة الحرم فيها. ولد سنة ١٠٤٥ ه‍ بمكة ونشأ فيها ، وأخذ عن الشيخ عبد الله العفيف المكي. توفي بمكة سنة ١١٠٨ ه‍. انظر : أحداث سنة ١٠٨٦ ه‍ ، ١١٠٨ ه‍ من هذا الكتاب ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١١٠٨ ه‍ ، أبو الخير مرداد ـ المختصر من نشر النور والزهر ٣٠٨ ، ٣٠٩.

(٧) في (د) «فأمر».

٤١٧

ابن سليمان بإبقاء الأفندي عبد الله عتاقي في منصبه ، فأبقاه.

وفي شوال (١) من هذه السنة : شرع الشيخ محمد في تنظيف الحجون ، وأمر بعمل (٢) ظفيرتين من الجانبين رضما بلا طين ، وكان ابتداء عمله يوم السبت سادس (٣) شوال.

ولما فرغ من ذلك [شرع](٤) في إصلاح مدرج منى ، وتكرر ركوبه كذلك (٥) مرارا عديدة ، وبنى ظفيرتين أيضا من جانب (٦) المدرج.

وفي يوم الاثنين الثاني عشر من ذي القعدة : ورد الخبر بأن / مولانا الشريف دخل المدينة ، ولبس قفطانا وصل إليه هناك في رابع عشرين شوال من السنة المذكورة ، وهذه أول زيارة له بعد الشرافة.

ثم إنه دخل مكة ليلة الاثنين الثالث من ذي الحجة ، وبات (٧) بداره ، ولما كان وقت الضحى دخل أغاة القفطان ومعه خلعة من صاحب مصر المتولي ، فلبسها مولانا الشريف في منزله (٨).

__________________

(١) في (ج) أثبت الناسخ «شعبان» ، وأشار في الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٣١٤ أن في نسخة أخرى «شوال».

(٢) في (ب) ، (د) «يجعل» ، وفي (ج) «بجعل».

(٣) في (ب) «ساد» ، وفي (ج) «ساس» ، وكلاهما خطأ.

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٥) في (د) «لذلك».

(٦) في (ب) ، (ج) «جانبي».

(٧) في (ب) «باب» ، وفي (د) «بدء» ، وهو خطأ.

(٨) سقطت من (ب) ، (د).

٤١٨

ودخل معه إدريس بن محمد صالح المغربي ، المفتي الرسول السابق ذكره ، وأخبر : أن مولانا الشريف سعد وأخيه السيد أحمد قد وصلا إلى الروم ، وأنهما في غاية الاعزاز والإكرام [إلى غير ذلك](١).

وفي يوم الثلاثاء الرابع من ذي الحجة من السنة المذكورة : دخل مكة ابن أخي (٢) الوزير الكبرلي (٣) ، ونزل للقائه مولانا الشريف بركات إلى الحرم ، ورد عليه في مقام الحنبلي بعد طوافه بالكعبة ، وأسكنوه في المدرسة (٤) الدوادية عند الشيخ محمد.

ثم إنه خرج منها ، وسكن بعض (٥) البيوت المجاورة للمسجد.

وخرج مولانا الشريف يوم الخامس من ذي الحجة لملاقاة الأمير المصري على جري العادة إلى الزاهر ، واختلع ورجع [وخرج في يوم السادس مولانا الشريف للقاء الأمير الشامي ، واختلع ورجع](٦) ، وحج بالناس.

وفي يوم الخميس ثالث أيام التشريق : توفي ابن أخي (٧) الوزير

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ب) ، (د).

(٢) في (ج) «أخ».

(٣) في (أ) «الكبرصلي» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٤) في (د) «المدارس».

(٥) في (د) «ببعض».

(٦) ما بين حاصرتين سقط من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٧) في (ج) «أخ».

٤١٩

السابق ذكره آنفا بمنى. ونزل به مولانا الشريف ، والشيخ (١) محمد بن سليمان ، وكل أمراء الدولة ، وغسل بمكة ، وصلي عليه ، ودفن بالمعلاة عند باب السيدة خديجة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

ورجع مولانا الشريف بعد دفنه إلى منى قبل (٢) الظهر.

[حوادث سنة ١٠٨٧ ه‍]

ودخلت سنة ١٠٨٦ (ست وثمانين وألف) (٣) :

ولما أن سافر الحج ، اقتضى رأي مولانا الشريف (٤) إرسال / ابنه النجيب ، مولانا السيد سعيد بن بركات (٥) إلى الأبواب السلطانية معزيا للوزير الأعظم (٦) في ابن أخيه ، وكتب معه (٧) عرضا (٨) يطلب فيه المكانة (٩) لابنه المذكور من بعده.

__________________

(١) في (ب) «للشيخ» ، وهو خطأ.

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «قبيل».

(٣) ما بين قوسين في (ب) ، (د) بالأرقام. وهذه السنة ذكر دخولها قبل ذلك. هذا وقد أضاف ناسخ (د) على غير عادته في الحاشية اليمنى للمخطوط ورقة ١٤٩ / أما نصه : «وفي سنة ألف وخمسة وثمانين ، توفي مفتي مكة إمام الدين بن القاضي أحمد المرشدي». وهنا اضطرب السنجاري فالصحيح «١٠٨٧ ه».

(٤) سقطت من (ب).

(٥) انظر ترجمته في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٣٧ ـ ٥٤٢ ، ٥٤٥ ـ ٥٤٧ ، ٥٥٠ ـ ٥٥٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٧ ـ ٤٥٠ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٩ ـ ١٠٧.

(٦) أحمد باشا كوبرلي.

(٧) في (د) «فيه» ، وهو خطأ.

(٨) في (ب) «عرضيا» ، وهو خطأ.

(٩) في (أ) «المكاسه» ، وفي (د) «المكاتبة» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

٤٢٠