منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

بالجماعة المعتقلين (١) إلى جدة يريدون إرسالهم إلى مصر مع (٢) صاحب الخلع الوارد.

وفي سلخ شعبان أمر الشيخ [محمد](٣) بإخراج الشيخ عبد الله / ابن الشيخ مكي فروخ من مدرسة قايتباي بعد صلاة المغرب ، فانتقل في تلك الليلة إلى أحد بيوت الوقف التي بأيديهم على الشارع.

وفي ليلة السبت لأربع خلون (٤) من رمضان قبض على الشيخ محمد (٥) المنوفي ، وأخذ من بيت (٦) الشريف بعد صلاة المغرب ، وأنزلوه من ليلته إلى جدة.

وتوجه بهم عثمان أغا المذكور في فرقاطة (٧) إلى مصر.

وفي يوم الاثنين السادس من رمضان ولي (٨) الإمام فضل بن عبد الله

__________________

(١) في (د) «بلجماعة المعقلين».

(٢) سقطت من (ب).

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٤) في (ب) «خلوان» ، وهو خطأ.

(٥) سقطت من (ب).

(٦) في (ب) «بيته» ، وهو خطأ.

(٧) في (أ) «قلفاطه» ، والاثبات من بقية النسخ ، وفي (ج) أثبت ناسخها ما أثبتناه ، وأشار على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٣١٠ أن في نسخة أخرى «قلفاطه». والفرقاطة : نوع من أنواع السفن الحربية ، تحتوي على ستين مدفعا من عيار ٢٤ ، وعدد بحارتها ٧٠٠ بحار ، وكانت تعرف أيضا باسم فرقطون ، واليوم حل محلها الطرادة. انظر : سعاد ماهر ـ البحرية ٣٦٢.

(٨) في (د) «وولى» ، وهو خطأ.

٣٨١

الطبري قاضيا (١) شافعيا ، ونصب عبد الله بن محمود شاووش (٢) وكيلا مسخرا (٣).

(وادعى الأتراك على الغائب بما هو بذمة) (٤) مولانا الشريف سعد ، فحكم القاضي الشافعي بموجب هذه الدعوى ، وحكم بيع بيوته في ذلك ، فبيعت البيوت ، فأخذها (٥) السردار ، ومحمد جاووش ، ومولانا الشريف (٦) ، وقابلوا (٧) الأتراك بمالهم (٨).

وفي يوم (٩) الخامس عشر من رمضان برز مولانا الشريف بركات (قاصدا الطائف) (١٠) ، ونزل [بقبة الدفتردار إبراهيم](١١) بالمعلاة ، واستمر إلى تسع وعشرين في رمضان.

__________________

(١) في (ج) «قضاء».

(٢) في (د) «محمد جاووش».

(٣) مسخر : السخرة ما سخرته من دابة أو رجل بلا أجر أو ثمن. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٢١. أي نائب بلا أجر.

(٤) ما بين قوسين في (ب) «أورد على الأتراك على الغائب بما هو بذمته» ، وفي (ج) «ورد على الأتراك على الغائب بما هو بذمة».

(٥) في (ب) ، (ج) «فأخذ» ، وفي (د) «وأخذها».

(٦) بركات.

(٧) في (ب) ، (ج) «وقابل».

(٨) في (ب) «مما».

(٩) سقطت من (ج).

(١٠) في (ب) ، (ج) «قاصد للطائف».

(١١) ما بين حاصرتين لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي بقية النسخ الدفتردار ، والاثبات من : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٦.

٣٨٢

وفي (السابع والعشرين) (١) توفي ابنه مولانا السيد محمد بن بركات ، وكان من أكمل الرجال ، فصلي عليه بعد صلاة العصر ، ودفن بالمعلاة رحمه‌الله تعالى.

ونزل مولانا الشريف ، فعيّد (٢) بمكة يوم الجمعة. وعاد إلى المعلاة ، واستمر إلى يوم الاثنين رابع شوال ، فركب بعد صلاة الظهر متوجها إلى الطائف ، ومعه محمد جاووش ، والصارجية ، واليمنية (٣).

وفي يوم الجمعة الثاني عشر من شوال ، ورد (٤) مكة نجابة من مصر معهم أغاة ، وأنزلوا [في مدرسة](٥) قايتباي ، واستمر الأغا إلى ليلة خمس وعشرين من شوال ، فركب (٦) متوجها إلى مولانا الشريف.

وفي ليلة ست وعشرين من الشهر المذكور ، أخذت فرس القائد أحمد بن جوهر من مربطها ليلا ، ولم يعلم آخذها ، فلما أصبح (٧) أحضر

__________________

(١) في (ج) «الرابع والعشرين من رمضان» ، وهو ما تبعه العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٦.

(٢) في (ب) ، (د) «عيد» ، وفي (ج) «وعيد». أي عيد الفطر.

(٣) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٦ مع بعض الاختلاف.

(٤) في (ج) «وورد» ، وهو خطأ.

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٦) في (ج) «وركب» ، وفي (د) «فركبا الأغا».

(٧) في (ب) ، (د) أضاف الناسخان «الصبح» ، وفي (ج) أضاف الناسخ «الصباح».

٣٨٣

العراف (١) من هذيل ، فتبعوا جرتها (٢) ، فقالوا : «خرجت عن البلد» ، فأرسل خلفها رجالا من خدامه مع أصحاب الجرة ، فأدركوها ظهرا (٣) من اليوم الثاني من أخذها مع رجل / من جماعة الشريف أحمد بن زيد ، فلما شعر بهم ، وعلم أنه مأخوذ ترك لهم الفرس ، ورقا الجبال (٤) فلم يلحق ، ورجعوا بالفرس من قرب (٥) الزيمة (٦) من طريق الطائف.

وفي ليلة الاثنين الثاني من ذي القعدة ، وصل أغاة من مصر معه (٧) قفطان لمولانا الشريف بركات ، فنزل بجرول ، ودخل في (٨) آلاي (٩) [الأعظم](١٠) يوم الاثنين إلى أن وصل إلى (١١) باب السلام ، فدخل

__________________

(١) في (ب) «العراق» ، وهو تصحيف. والعراف : هو المنجم والكاهن. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٥٩٥. وجاء في ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ١٦١ : التعريف : إنشاد الضالة ، وهو المقصود هنا.

(٢) جرتها : سيرها. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ١٨٣.

(٣) سقطت من (ج).

(٤) في (ج) «الجبل».

(٥) بالأصل قريب والتصويب من ج.

(٦) في (ج) «الزيما». والزيمة : قرية غناء بوادي نخلة اليمانية ، بها عين عذبة الماء يمر بها طريق مكة إلى الطائف المار بخلة اليمانية على ٤٥ كيلومترا ، كانت المرحلة الأولى على نظام القوافل القديم ، واليوم بها امارة تابعة لمكة المكرمة. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ١٦٥ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٤ / ١٥٠ ، ١٥١.

(٧) حفلت ورقة ٢٣٦ / أمن (أ) ببعض الغموض ، فأثبته من النسخ الأخرى.

(٨) سقطت من بقية النسخ.

(٩) في (ج) «بالالاي».

(١٠) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، وفي (ب) ، (د) «أعظم».

(١١) سقطت من (ب) ، (ج).

٣٨٤

بالقفطان ، وفتح له (١) باب مقام سيدنا إبراهيم ووضعه ثمة (٢).

وحضر مولانا السيد إبراهيم (بن محمد أخو مولانا الشريف) (٣) ونائبه بمكة ، وفتحت الكعبة ، ودعي للسلطان ، وأنزل الأغا الوارد (٤) بالباسطية.

وفي ضحى يوم السبت الرابع عشر (٥) من الشهر المذكور كان وصول علي أغا (٦) الطون باش (٧) معمارا (٨) على العين. فأخليت له أحد (٩) المدارس السليمانية (١٠).

ودخل يوم الأحد الخامس عشر من الشهر ، ودخل مكة بالسعادة

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «فيه».

(٣) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٤) سقطت من (ب) ، (ج).

(٥) سقطت من بقية النسخ.

(٦) في (ب) ، (ج) «الأغا».

(٧) في (ج) «باشا» ، وفي (د) «باشي». والطون باش : كان الطوبجية من ملاك أوجاقات القابي قول ويتقابل الطويجي باشي بحسب التنظيمات العسكرية التي كانت متبعة في مطلع القرن العشرين بمرتبة مشير طوب خانه ، أي مشير المدفعية ، وشكلت الطوبجية قديما في كافة الممالك العثمانية عماد قوة الجيش الضاربة ، وقادتها كانوا مسؤولين عن تأمينها وصيانتها. انظر : محمود شوكت ـ التشكيلات والأزياء العسكرية العثمانية ١٠٤ ، ١٠٥.

(٨) في (ب) ، (د) «معمار».

(٩) في (ج) «احدى».

(١٠) في (ب) ، (ج) «السلطانية».

٣٨٥

والأساكفة قدامه ، وكان رجلا عظيما.

وسبب وصوله عرض من (١) الشيخ [محمد](٢) إلى الأبواب يذكر : أن العين تحتاج إلى عمارة ، وبعث (به مع) (٣) أحد الكشاف الذين (٤) كانوا بمكة من التجريدة التي كانت مع محمد جاووش حين رجع في رجب من السنة المذكورة (٥).

وفي يوم الاثنين السابع عشر من ذي القعدة رحل مولانا الشريف من الطائف في العساكر المصرية [فدخل مكة](٦) (من المعابدة) (٧) ، ولم يزل في آلاي الأعظم إلى أن دخل من باب السلام إلى الحطيم ، وفتحت الكعبة ، وأخرجت الخلعة من مقام سيدنا إبراهيم على فرو سمور ، وقرأ المرسوم الواصل وملخصه :

الإنعام بشرافة الحرمين والوصاية على الرعية والحجاج.

فلبس الخلعة ، وطاف بها اسبوعا ، والريس يدعو له بأعلى زمزم.

ثم خرج إلى بيته ، وجلس للتهنئة.

وفي رابع ذي الحجة طلب محمد جاووش من مولانا السيد (بشير

__________________

(١) سقطت من (د).

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٤) في (د) «الذي».

(٥) أي سنة ١٠٨٣ ه‍.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٧) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «ونزل بالمعابدة».

٣٨٦

ابن سليمان) (١) مفاتيح (دار السعادة) (٢) ـ وهي منزل مولانا الشريف سعد ـ وكان السيد بشير المذكور ورعيته (٣) على جري عادة السادة الأشراف في إيداع طوارفهم (٤) إذا جلوا (٥) لبعض بني عمهم ، فمانعه فما أمكن ، فأخذ المفاتيح.

ودخل أمير المصري يوم السبت سادس ذي الحجة افتتاح [موسم](٦) سنة ١٠٨٣ [ألف وثلاث وثمانين](٧) ، وكان يسمى يوسف جلبي (٨) ، فخرج للقائه مولانا الشريف إلى (٩) الزاهر على جري العادة ، وخرج معه المفتي ، وهو القاضي إمام الدين بن القاضي (١٠) أحمد المرشدي.

__________________

(١) في (ج) «بشير بن سليمان بن موسى بن بركات».

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٣) في (أ) ، (ب) ، (ج) «وعية» ، والاثبات من (د).

(٤) طوارفهم : مفردها طارف ، والطارف من المال : الستحدث ، وهو خلاف التالد والتليد. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٣٩٠ ، ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٨٨.

(٥) في (أ) «جلو» ، وفي (ج) أثبت الناسخ في المتن «جلسوا» ، وصححها على الحاشية اليسرى ص ٣٠٣" جلوا» ، والاثبات من (ب) ، (د).

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٧) ما بين حاصرتين في (أ) «١٠٨٤ ه» ، وسقط من (ب) ، وفي (د) «ألف وأربع وثمانين» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ج) «وفيها» سنته أي سنة ثلاث وثمانين وألف».

(٨) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «بيك».

(٩) سقطت من (ب).

(١٠) سقطت من (د).

٣٨٧

فلبس الخلعة الواردة ، وأمر بإلباس خلعة كاتب (١) الإنشاء ، وهو الشيخ محمد المنوفي لعبد الرحمن القفاص الشريفي ، وألبس أرباب المناصب خلعهم ، ورجع الجميع (٢).

ولما كان اليوم الثامن (٣) من ذي الحجة ، خرج كذلك للقاء الأمير الشامي ، وهو عرموش باشا ، واسمه محمد ، فاختلع ومن معه من أرباب المناصب ، ورجع إلى الحرم ولبس قفطانا آخر ، ورد به / قاسم الأزرومي وكان [قد](٤) راح رسولا إلى الأبواب إلى حضرة الوزير من الشيخ محمد بن سليمان ، ومضمون الأمر : الوصاية (٥) على الرعية (٦) ، والتعريف بالاجابة عما سألوه في كتبهم منه ، فلبسه (٧) مولانا الشريف وصعد إلى منزله.

وحج بالناس ونزل (٨) بعرفة في دار مولانا الشريف سعد بن زيد.

وأقبح ما جرى : أخذوا (٩) المكوس بعرفة ، وكان لا يؤخذ فيها

__________________

(١) في (ب) «كانت».

(٢) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وهذا الشيخ القفاص هو جد عائلة القفاص المعروفين بمكة ، والله أعلم».

(٣) بالأصل يوم ثمان والتصويب من ج.

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٥) في (ج) «بالوصاية».

(٦) في (ب) «الرمية» ، وهو خطأ.

(٧) في (ب) ، (ج) «فلبس».

(٨) في (ب) «فنزل».

(٩) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «أخذ».

٣٨٨

مكسا (١) في (٢) هذا اليوم كرامة للقصاد (٣).

ولبس بمنى في ثاني يوم النحر القفطان الوارد مع أمين (٤) الصرة ، [وقرئ فرمانه](٥).

ومضمونه :

الإبقاء على الشرافة ، والوصاية على الحجاج والرعايا (٦) ، (٧).

عبرة :

وفي ثاني (٨) ليلة منى : يجعل الأمراء شنك (٩) يوقد فيه من النفط

__________________

(١) في (ج) «مكوسا».

(٢) في (ب) «وفي» ، وهو خطأ.

(٣) في (ب) «للقصار». وفي هذا العمل مخالفة لما كان عليه العرف ، فكان موضع استهجان السنجاري.

(٤) في (د) «أمير».

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، حيث استدركها على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٣٠٤. والفرمان : كلمة فارسية معناه الأمر ، استعملت في الدولة العثمانية للأوامر السلطانية ، أو ما يسمى في وقتنا الحالي بالمراسيم الملكية. انظر : المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ١٩.

(٦) في (ج) «الرعية».

(٧) أضاف في (أ) «عرفة» ، كما أضاف ناسخ (ب) «سعد في منى» ، ولا معنى لذلك.

(٨) سقطت من (د).

(٩) شنك : كلمة تطلق على الاحتفال الذي يطلق فيه المدافع والنيران الملونة. انظر : أحمد سليمان ـ تأصيل ما ورد في الجبرتي من الدخيل ١٣٧.

٣٨٩

والملاعيب (١) ، ويطلق فيه المدافع والبنادق ، وتصير لهم ساعة لهو بين العشاءين ، فجعل في وطاق محمد جاووش (٢) ذلك الشنك أيضا ، فانعكست (٣) فشاشة ودخلت على محمد جاووش (٤) في وطاقه الخاص ، وعلقت به (٥) دون من هناك ، فما خلص ثيابه إلا وقد لحقته النار في صدره ، وصارت جرحة (٦) احتاج فيها إلى المرهم ـ نعوذ بالله من مكر الله ـ.

ولما كان يوم النفر الأول ، نزل مولانا الشريف [بركات](٧) (من منى ، وقد فرشت له دار السعادة ، منزل مولانا الشريف سعد ، فنزل بها وسكنها) إلى أن مات فيها ، وكان نزوله بها يوم الجمعة ثاني عشر ذي الحجة من السنة المذكورة (٨).

ولم تحمل في هذا العام صدقة الجوالي من مصر ، وأحيلت على صاحب جدة (٩).

__________________

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ" الملاعب».

(٢) في (ج) «شاووش» ، وفي (د) «جاوش».

(٣) في (ب) ، (ج) «فعكست» ، وفي (د) «فاسكت» ، وهو خطأ.

(٤) من هنا بداية السقط في (ب) ، (ج) إلا أن ناسخ (ج) استدركه على الحواشي الوسطى ثم العليا ثم اليسرى ثم السفلى للمخوط ص ٣٠٤ ـ ٣٠٥.

(٥) أضاف ناسخ (ج) ، (د) «من».

(٦) هكذا في (أ) ، وفي (ج) ، (د) «قرحة».

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من (د).

(٨) أي سنة ١٠٨٣ ه‍.

(٩) محمد جاووش.

٣٩٠

وجاء مع الأمير المصري في هذا العام ، الإنعام الذي جعل للسادة الأشراف ، وهم جماعة مخصوصون ، وهو أربعة آلاف دينار ، فأخذها مولانا الشريف ، ولم يعط منها أحد.

ولما كان يوم الأحد الرابع عشر من ذي الحجة ، ورد نجاب الجبل ، وكان بعهد وروده يوم عرفة ، ولذا (١) سمي نجاب الجبل ، فجاء مكة راجلا منهوبا وأخبر أن العرب نهبته ما بين رابغ ومستورة (٢) ، وأخذت ناقته ، وما معه من الأوراق ، وضربوه ، وطردوه ، فجاء على هذه الحالة.

وفي يوم الجمعة / (التاسع عشر من ذي الحجة ، اجتمع بعد صلاة العصر) (٣) عند الشيخ محمد ، باشة الشام (٤) وإسحاق أفندي الوارد من جهة الروم صحبة الحج ، وكان من كبار الدولة في المدرسة الباسطية ،

__________________

(١) في (ج) «ولذلك».

(٢) في (ج) «المستورة». ومستورة : تقع على ساحل البحر الأحمر الشرقي غير بعيدة عن البحر بينه وبين جبال تهامة على ضفة وادي الفرع من الشمال إذا وصل إلى الساحل تبعد عن رايغ ٤٠ كيلومترا شمالا ، وعن الأبواء ٢٨ كيلومترا ، وعن مكة ٢٣٥ كيلو مترا. أي في المنتصف بين الحرمين الشريفين. وكان طريق الحاج يفترق فيها إلى ثلاث طرق : طريق تأخذ إلى الشرق على الأبواء. والطريق الثانية كانت تخرج من مستورة شمالا على بئار الشيخ. والطريق الثالثة كانت تأخذ الساحل على البزواء. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٨ / ١٣٩ ـ ١٤١.

(٣) ما بين قوسين في (ج) ، (د) «بعد صلاة العصر التاسع عشر من ذي الحجة اجتمع».

(٤) عرموش باشا.

٣٩١

واستمروا عنده إلى صلاة المغرب.

وفي هذا اليوم خرجت التجريدة المقيمة بمكة متوجهة إلى مصر.

وفي يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة خرج أمير [الحج](١) الشامي عرموش باشا بالمحمل ، وشيعه مولانا الشريف بركات بنفسه إلى الزاهر ، ورجع هو ومحمد باشا الوارد من جهة الشام ، فدخل (محمد باشا إلى منزل الشيخ محمد بن سليمان ، وخرج من عنده ، فدخل) (٢) لقاضي (٣) مكة ، وخرج من عنده ، واجتمع بمولانا الشريف ، واستمر عنده إلى العصر ، وركب من عنده بعد صلاة العصر ، فركب معه مولانا الشريف (٤) مشيعا إلى العمرة ورجع.

عبرة :

لما أراد إسحاق أفندي السابق ذكره السفر ، أراد أن يدخل الكعبة الشريفة ليلا كما يفعله أكابر الأروام في هذا العصر ، فأراد الشيخ عبد الواحد بن محمد الشيي الحجبي (٥) أن يفتح له البيت ليلا على جري العادة ، فتعسر فتحه ، فدعا بحداد نعت له بالمعرفة ، فأمره يفش (٦) القفل ،

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، (د).

(٢) ما بين قوسين سقط من (د).

(٣) في (د) «القاضي» ، وهو خطأ.

(٤) أضاف ناسخا (ج) ، (د) «واستمر».

(٥) سقطت من (د). وهو أحد سدنة بيت الله الحرام.

(٦) فش القفل : فتحه من غير مفتاح. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٨٩.

٣٩٢

فاضطربت (١) يده وما قدر. فقال له الشيخ عبد الواحد فيما أخبرني [به](٢) الثقة : ما بالك (٣)؟!.

فقال له : أما تسمع ما أسمع؟!.

قال الشيخ عبد الواحد : فأصغيت ، وإذا الباب (٤) كأنه يدفع من داخل البيت ، وأحسست بالدفع والقوة المانعة. قال : فصرفت الناس ، وقلت : أيها الناس ، إن هذا البيت بيد الله يفتحه لمن يريد.

فانصرف الناس ومنهم إسحاق أفندي ، ولم يتيسر له الدخول. انتهى) (٥).

وقال بعضهم : في ضبط هذا العام الذي الواقعة فيه ، على قاعدة (٦) التاريخ : «يأبى ينفتح (٧) له (٨) بيت الله».

وهذه الواقعة (٩) من الغرائب.

__________________

(١) في (د) «فأطريت» ، وهو خطأ.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) سقطت من (ج).

(٤) هكذا في (أ) ، وفي (ج) ، (د) «بالباب».

(٥) ما بين قوسين تكررت في (ج).

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «عادة».

(٧) في (ب) ، (ج) «بتفتح».

(٨) سقطت من بقية النسخ ، وهذا يقابل بحساب الجمل عام ١٠٨٣ ه‍ بدون الألف المكسورة.

(٩) في (ب) «الوقعة».

٣٩٣

[حوادث سنة ١٠٨٤ ه‍]

ودخلت سنة ١٠٨٤ ألف وأربع وثمانين :

وفي يوم الجمعة الثالث من محرم الحرام ، دخل مولانا السيد حمود مكة من الطائف ، واستمر أياما ، ورجع [إلى](١) الطائف.

وشرع المعمار السابق ذكره (٢) في التأهب لعمارة العين ، وجمع المعلمين والآلات ، وخرج إلى عرفات لتنظيف الدبول ، وخرج معه محمد جاووش (٣).

ثم رجع محمد جاووش (٤) ليلة الأحد سادس عشرين محرم.

وفي هذا اليوم ورد خبر (٥) بوفاة مولانا السيد حسين بن زيد ، وكان توجه إلى جهة اليمن ، فعدت (٦) عليه سليم (٧) ـ فرقة من العرب ـ فأصيب بحجر ، فمات رحمه‌الله تعالى (٨).

وفي يوم الثلاثاء الخامس من صفر : خرج الشيخ محمد بن سليمان / إلى عرفات للإشراف على العين ، ثم عقبه مولانا الشريف بركات ، فطلع

__________________

(١) من بقية النسخ.

(٢) أي علي آغا الطون باش.

(٣) صنجق جدة.

(٤) في (أ) «جاوش».

(٥) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الخبر».

(٦) في (ج) «فغارت».

(٧) هم بنو سليم بن فهم بن غنم بن دوس ، بطن من زهران بن كعب ، وهم اليوم بطن من زهران. انظر : البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٢٢٦.

(٨) انظر خبر موت حسن هذا في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٣.

٣٩٤

ليلة الأربعاء. (ونزلا يوم الجمعة ، وقبل (١) يوم الجمعة ليلة الخميس نزل محمد جاووش (٢) إلى جدة) (٣).

وفي يوم الأربعاء (الرابع عشر من صفر) (٤) ، ورد من مصر مشد (٥) باش الذي سار (٦) صحبة محمد ظافر (٧) بخبر حسن باشا إلى الأبواب ، ومعه نجاب بأوراق إلى مولانا الشريف ، ونزل بقايتباي (٨).

ونزل على محمد بيك المعمار من عرفه (٩) يوم الجمعة سادس عشر صفر ، فأخذ مشد (١٠) باش بعض المعلمين البنائين ، ونزل به (١١) إلى جدة للإشراف على عين هناك بلغ السلطنة أنها إن عمرت دخلت جدة.

__________________

(١) في (د) «وقيل» ، وهو خطأ.

(٢) في (ج) «شاووش».

(٣) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «ونزل ليلة الجمعة ، وقيل يوم الجمعة ، ونزل محمد جاووش إلى جدة».

(٤) ما بين قوسين في (ب) «عشر صفر» ، وفي (ج) أثبت الناسخ في المتن «رابع صفر» ، وأشار في الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٣٠٥ أن في نسخة أخرى «عشر» ، وهو خطأ.

(٥) في (ج) ، (د) «مشدى».

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «صار».

(٧) سبق ذكره ضمن أحداث سنة ١٠٧٩ ه‍.

(٨) أي مدرسة قايتباي.

(٩) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «بعرفه» ، وهو خطأ.

(١٠) في (د) «شد» ، وهو خطأ.

(١١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «بهم».

٣٩٥

وفي يوم السبت السابع عشر من صفر ، كتب مولانا الشريف (١) إلى قاضي مكة بالطائف ، فنزل قاصدا مكة ، وأقام بعرفة عند المعمار من يوم الثلاثاء عشرين صفر إلى خامس عشرين (٢) صفر. ثم وصل إلى مكة.

وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين (٣) من صفر ، وصل باشي مشد من جدة بعد أن أشرف على العين المذكورة ، وأخبره أصحاب المعرفة أنها تحتاج إلى أربعين ألف شريفي (٤) أحمر.

وفي هذا اليوم منع قاضي مكة المولى (٥) أحمد بن حسين (٦) البياضي ، ناظر قايتباي من صرف المتحصل من غلات الوقف على من قرره الشيخ (٧) محمد بن سليمان من المدرسين والقراء ، وأمر بصرفه على ما شرطه (٨) الواقف ، وكانت (٩) عليه النظار.

وفي يوم السبت أول ربيع الأول (١٠) : خرج قاضي مكة (١١) ومعه

__________________

(١) بركات.

(٢) في (ج) «وعشرين».

(٣) في (ج) «وعشرين».

(٤) في (ج) «أشريفي».

(٥) في (ج) «الولى».

(٦) في (د) «حسن».

(٧) سقطت من بقية النسخ.

(٨) في (ب) ، (د) «شرط».

(٩) في (ج) «وما كانت».

(١٠) في (ب) «أول».

(١١) المولى أحمد بن حسين البياضي.

٣٩٦

المعمار (علي بيك) (١) ، ومشد باش ، وقاسوا من مدرسة الأمير بهرام (٢) الشريفي ، وما يحيط بها من البيوت من جهة زقاق الحجر (٣) ، إلى أن رجعوا إلى المدرسة المذكورة ، لإرادة أخذ هذه البقعة وبناء مدرسة وتكية فيها باسم الوزير الأعظم (٤). ثم انهم ذرعوا محلا آخر بالشبيكة. وسكتوا عن ذلك.

ثم إن القاضي المذكور (٥) فرق من محصول قايتباي على من كانت النظار تعطيه ما يساوي الربع من المعلوم ، وذلك يوم الأربعاء خامس ربيع الأول. ثم إن القاضي رجع إلى الطائف بعد العيد.

وفي ليلة الأربعاء (التاسع عشر) (٦) من ربيع الأول ، خرج مولانا الشريف بركات قاصدا الشام ، لكونه بلغه أن مولانا الشريف أحمد بن زيد نزل الفرع من جهة المدينة ، وأنه استمال أهله.

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٢) في (د) «هرام» ، وهو خطأ. تقع هذه المدرسة بخط المسعى. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣٣.

(٣) زقاق الحجر : يقع في شرقي المسجد الحرام مقابل لباب النبي صل الله عليه وسلم حيث كان عليه‌السلام يسلك منه إلى بيت أم المؤمنين خديجة رضي‌الله‌عنها ، عرف بزقاق العطارين ، وكذلك بزقاق الحذائين ، ثم عرف بزقاق الحجر ، وعرفت تلك الدار بعدها بمولد فاطمة الزهراء. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٧٨ ، ٨٧ ، ١٩٩ وحاشيتها ص ٢٣٤ ، ٢٥٤ ، ٢٥٦ ، ٢٦٠. قلت (المحققة) : عرف هذا الزقاق في وقتنا الحاضر بسوق الذهب ، هدم مؤخرا ودخل في توسعة الحرم الشريف.

(٤) أحمد فاضل كوبرلي.

(٥) المولى أحمد بن حسين البياض.

(٦) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي (ج) ، (د) «خامس».

٣٩٧

وخرجت لخروجه غالب الأشراف ، ولم يتخلف إلا من وضح عذره (وصحب معه العساكر الشامية) (١). فخيم بالتنعيم /.

ولما كان ليلة الخميس العشرين من ربيع الأول : توجه محمد أغا (باش مشد) (٢) بعرض من مولانا الشريف ، والشيخ محمد بن سليمان إلى حضرة الوزير ، ومضمونها :

طلب مال ليعمر به رباطا ودشيشة ، وغير ذلك ، ويكون ذلك في صحائف مولانا الوزير.

واستمر مولانا الشريف بالزاهر إلى ليلة الخميس المسفرة عن الرابع من شهر ربيع الثاني.

وفيها : توجه إلى الشام (فنزل بخليص) (٣) ، ووصلت (٤) إليه نجابة من مصر في الرابع والعشرين من ربيع الثاني.

وفي يوم الاثنين الثالث عشر (٥) من جمادى الأولى ، قطعت العين من مكة (٦) لقصد تعمير الدبول بعد أن ملأت (٧) البرك (٨) بالمعلاة ، وملأ (٩)

__________________

(١) ما بين قوسين في (ج) «وصحبه من العساكر».

(٢) ما بين قوسين ورد في (د) «باشا مشدي».

(٣) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي (ج) ، (د) «فوصل إلى خليص ونزل فيها».

(٤) هكذا في (أ) ، وفي (ج) ، (د) «ووصل».

(٥) سقطت من (د).

(٦) سقطت من (ب).

(٧) في (ب) ، (ج) «وملأ» ، وفي (د) «وملات».

(٨) في (د) «البركة».

(٩) في (أ) «وملاء» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

٣٩٨

الناس (١) صهاريجهم ، ثم إن الله تعالى دارك بأمطار توالت ، فجرت العين ولم يطل انقطاعها.

وفي أواخر جمادى الأخرى (٢) : ورد نجاب لصاحب (٣) جدة بعزل إبراهيم باشا صاحب مصر ، وتولية حسين باشا ابن الجنبلاط.

وما كان (٤) من مولانا الشريف فإنه (٥) : لما كان يوم الاثنين السابع والعشرين من جمادى الأخرى ، وصل منه مبشر (إلى أخيه مولانا) (٦) السيد إبراهيم بن محمد :

ـ بأن مولانا السيد أحمد بن زيد قد لم بحرب البدنة المعروفة.

ـ وأن مولانا الشريف التقى بهم (٧) في الصفراء يوم الأحد تاسع عشر جمادى الأخرى ، وكانت النصرة لمولانا الشريف بركات.

ـ وأنه قتل من حرب نحو مائة رجل ، وأخذت فرس شيخهم أحمد ابن رحمة من تحته (ولم يقتل) (٨) ، فنجا هاربا.

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) في (ج) ، (د) «الأولى».

(٣) في (ج) «إلى صاحب».

(٤) في (ب) «وأما كان» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «وأما ما كان».

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «إلى ابن أخيه» ، وهو خطأ.

(٧) في (ج) «التقاهم».

(٨) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

٣٩٩

ـ وأن مولانا السيد أحمد بن زيد (١) توجه بعد الكسير (٢) إلى جهة الفرع (٣).

فأمر (٤) مولانا السيد إبراهيم بتزيين (٥) البلد ثلاث ليال ، وركزت (٦) الرايات في أعالي بيوت السادة الأشراف على جري العادة (٧).

وفي يوم الأربعاء التاسع عشر (٨) من جمادى الأخرى وصل قاضي مكة من الطائف ، وطلع محمد جاووش من جدة يوم الأربعاء تاسع (٩) رجب المعظم ، فأخذ منه قاضي الشرع (١٠) كرى حب السلطان سليمان ، وفرقه (١١) على مستحقيه بالحرم الشريف يوم الثلاثاء عشري (١٢) رجب الفرد ، ونزل محمد جاووش جدة يوم الأربعاء.

__________________

(١) سقط من (د).

(٢) في (ب) ، (ج) «الكسر».

(٣) في (ج) «الزع» ، وهو خطأ.

(٤) في (ب) «فاومن» ، وهو خطأ.

(٥) في (د) «بتزين».

(٦) في (ب) «وردكز» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «ورئى ركز».

(٧) انظر أخبار حرب هذه مختصرة في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٧. ومفصلة في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٣ ، ٩٤.

(٨) في (ج) ، (د) «عشر».

(٩) في (ج) «خامس».

(١٠) المولى أحمد بن حسين البياضي.

(١١) في (ج) «وضرته» ، وهو خطأ.

(١٢) في (ب) ، (ج) «عشرين».

٤٠٠