منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

وفي اليوم الثالث من ربيع الثاني ، عزل الشيخ محمد بن سليمان القاضي محسن (١) القلعي عن كتابة الداوودية ، وعزل الناظر ، وكان رجلا (٢) من المجاورين يقال له الصلاق (٣) ، وأقام فيها ناظرا سليمان بن أحمد العزب ، وجعل (كتابتها للشيخ) (٤) أحمد أوليا الرومي.

وفي يوم الأحد الثاني عشر من ربيع الثاني ، ورد الخبر من مصر بقتل محمد ظافر طاغية المدينة (٥).

وفي ليلة الخميس العشرين من جمادى الأولى (٦) خرج مولانا السيد علي بن حسين بن حيدر إلى الوادي (٧) ، فلحقه ابن أخيه السيد حيدرة (٨) ابن راجح بن حيدر ، فلحقه (٩) بمحل يقال له أبو الدود (١٠) قريب من

__________________

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «عبد المحسن».

(٢) سقطت من (ج).

(٣) في (ب) ، (ج) «الصلوة» ، وهو خطأ.

(٤) ما بين قوسين ورد في بقية النسخ «كاتبها الشيخ».

(٥) سبق ذكره ضمن أحداث سنة ١٠٧٩ ه‍. وانظر خبر ورود قتل محمد ظافر هذا في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٣.

(٦) في (ج) أثبت ناسخها في المتن «الثاني» ، وأشار في حاشية المخطوط اليسرى ص ٢٩١ أن في نسخة أخرى الأولى.

(٧) أي وادي مر. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٦.

(٨) في (ج) «حيدر».

(٩) سقطت من (ج).

(١٠) في (د) «الدول». يبدو أن الأصح : أم الدود لأن أبو الدود يقع شمال المدينة المنورة بحوالي خمسة عشر كيلا. أما أم الدود : فتقع في وادي بلدح (أسفل فخ) على الطريق إلى جدة ، تأتيها الرصيفة من الجنوب ، وأم الرحا من الشمال ، واليوم هي أحد

٣٦١

الوادي ، فقتله ، وأعاد فرسه لخصام وقع بينهما على نخل بالوادي (١) ، وفر حيدرة من هناك ولم يدخل مكة (٢).

فجاء الخبر إلى السيد إبراهيم بن محمد [نائب الشريف](٣) ، فأرسل الشهاب أحمد بن جوهر حاكم مكة في جماعة ، فأتوا بالمقتول إلى مكة وصلوا عليه في ثيابه ، ودفنوه بالفخ (٤) عند الشهداء بالتربة المعروفة.

[أمر الشريف أحمد بن زيد]

رجع :

وأما مولانا الشريف (٥) ، فإنه استمر بالمبعوث إلى شهر ربيع الأول. فأتاه الخبر بأن مولانا الشريف سعد توجه إلى بيشة ، فنزل مولانا

__________________

أحياء مكة ، كانت تعتبر من ضواحيها حتى اتصل بها العمار ، فيها مقر رابطة العالم الإسلامي ، وأطلق مؤخرا عليها اسم الجود. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ٢٣٥ ، ٢٣٦.

(١) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٦ أن السبب غرارة من حب.

(٢) ذكر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٦ أنه دخل على بعض الأشراف فلم يمض كبار الأشراف دخله فتهج إلى اليمن ، ثم إلى مصر ، ثم عاد إلى مكة دخيلا مع المحمل صحبة أمير الحاج الشامي ، فباع عقاره ثم رجع إلى مصر ، فتوفي بها.

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٤) في (د) «بفخ». والفخ : وادي الزاهر ، بينه وبين مكة ثلاثة أميال ، وبه كانت وقعة الحسين بن علي بن الحسين سنة ١٦٩ ه‍ حيث قتل فيها ، وعرف مكان هذه الوقعة بالشهداء ، وبفخ مقابر المهاجرين كل من جاور بمكة منهم فمات يوارى هناك. والشهداء اليوم هو أحد أحياء مكة المكرمة. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٥ / ١١١ ، ٧ / ١٧ ـ ٢٢.

(٥) أي الشريف بركات.

٣٦٢

الشريف الطائف ، واستمر هناك كما يأتي بيانه (١).

وما كان (٢) من [أمر](٣) الشريف أحمد بن زيد / ، فإنه فارق الشريف سعد من بيشة ، وتوجه إلى (٤) ديرة (٥) بني حسين (٦) لمصاهرته فيهم. واستمر مقيما إلى أن (٧) ورد الحج (٨) من السنة المذكورة (٩) ، فرحل إلى المدينة ، ودخلها ليلة السابع والعشرين من ذي القعدة ، واجتمع فيها بأمير الشامي ، ثم رحل من المدينة ثاني شهر ذي الحجة ، ونزل ديار حرب (١٠) على أحمد بن رحمة ، واستمر إلى أن رجع الحج

__________________

(١) انظر أخبار تعقب الشريف بركات للشريف سعد مختصرة جدا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٥ ، ٥٢٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٥ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٣.

(٢) في (ج) «وأماما».

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٤) سقطت من (ب).

(٥) في (ج) «دويرة».

(٦) ديار بني حسين : ذكر ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٥١ تحت عنوان رضوى : ورضوى جبل بالمدينة ... وبقربه مما يلي البحر فيما بينه وبين ديار جهينة ديار للحسينيين حزرت بيوت الشعر التي يسكنونها نحوا من سبعمائة بيت ، وهم بادية مثل الأعراب.

(٧) سقطت من (ج).

(٨) أضاف ناسخ (ج) «إلى المدينة».

(٩) أي سنة ١٠٨٣ ه‍.

(١٠) قال البلادي في معجم معالم الحجاز ٣ / ٢٤٤ : ديار حرب : «ديار واسعة تشمل قسما شاسعا من الحجاز ومثله من نجد ، تمتد من مر الظهران جنوبا إلى ينبع ووادي الحمض وأحد شمالا ، ثم تأخذ شرقا إلى ما وراء بريده شمالا وشرقا ، ومن الشرق تصل

٣٦٣

الشامي ، فلم يتفق له معه مسير ، فتوجه في أول سنة ١٠٨٤ ألف وأربع وثمانين إلى الفرع (١) ، واستمر بها مدة. ثم خرج مولانا الشريف لقتال حرب في أواسط هذه السنة رجع إليهم الشريف أحمد وحضر القتال. ثم لما كسرت حرب رجع إلى الفرع ، ثم وصل إليه أخوه الشريف سعد (٢).

[أحداث سنة ١٠٨٥ ه‍]

ودخلت سنة ١٠٨٥ ألف وخمس وثمانين :

وفي السابع من رجب منها كان خروج الشريف بركات إلى الفرع (٣).

__________________

ديارهم إلى رعاط والبحول في قديد وحجر في مر عنيب ، ثم تأخذ في الارتفاع تدريجيا فتمر شمال المهد وعلى ضرية ، فإلى جنوب القصيم.

(١) الفرع : قرية من نواحي المدينة على يسار السقيا ، بينهما وبين المدينة ثمانية برد ، وقيل أربع ليال على طريق مكة ، وفيها عدة قرى ومنابر ومساجد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبين الفرع والمريسيع ساعة من نهار. انظر : البكري ـ معجم ما استعجم ٢ / ١٠٢٠ ، ١٠٢١ ، ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ٢٥٢ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ٤١ ـ ٤٥.

(٢) أضاف ناسخ (ج) الدهلوي في المتن ما نصه ، دون الإشارة إلى أن الكلام منه ما نصه : «وأما أخوهما الشريف حسن بن زيد فإنه توفي باليمن سنة أربع وثمانين وألف».

(٣) في (د) «الفروع» ، وهو خطأ. هذا وقد أضاف ناسخ (ج) الدهلوي في المتن دون الإشارة إلى ذلك من إملائه ما نصه : «وفي هذه السنة توفي السيد حمود بن عبد الله ابن حسن بالطائف ، ودفن خلف قبة الحبر بن عباس ، وجعل على قبره تابوت وعليه حوطة ، وفي السنة المذكورة ، توفي السيد أحمد بن محمد الحارث المتقدم ذكره حين ولاه حسن باشا بالمدينة ، وكانت وفاته بمكة المشرفة ، ودفن في قبة السيد مسعود بن حسن ووضع عليه تابوت». انظر خبر خروج الشريف بركات إلى الفرع هذا مفصلا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٧ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨٥ ه‍.

٣٦٤

[إرتحال الشريفين سعد وأحمد إلى الأبواب وأخبارهما]

وفي هذه السنة توفي السيد حمود بن عبد الله [بن حسن](١).

فلما قصد الشريف بركات الفرع [انتقل منه الشريف سعد وأخوه أحمد ، و](٢) تحولا إلى وادي النفير (٣) من ديار حرب. واستمرا هناك إلى رمضان (ثم قصدوا المدينة ، ونزلوا) (٤) الغابة (٥) منها في خامس شوال (٦) ، (قاصدين) (٧) الأبواب السلطانية (٨). ودخلوا (٩) أدرنة (١٠) في

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). انظر سنة موته هذه في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٨ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨٥ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٤.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) في (ج) «الفقير» ، وفي : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥١ تنحيا إلى جهة وادي النقيع من ديرة حرب من بني السفر وبني علي وعوف. وفي المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٩١ : تنحوا إلى جهة وادي البقيع من بلاد حرب بين السفر وبلاد بني علي وعوف.

(٤) ما بين قوسين ورد في (ج) «ثم قصدا المدينة ودخلا ونزلا».

(٥) الغابة : مجتمع السيول ، غرب أحد. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥١ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٩١.

(٦) في المصدرين السابقين أنهما دخلا الغابة في أواخر رمضان منها في الخامس من شوال.

(٧) ما بين قوسين ورد في (ج) «ثم رحلا قاصدين».

(٨) انظر خبر خروجهم من المدينة مفصلا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٩١.

(٩) في (ج) «ودخلا».

(١٠) أدرنة : مدينة تقع في تركيا في تراقيه بأوربا ، ذات أهمية استراتيجية عظيمة ، لذلك كان تاريخها عاصفا ، فتحها العثمانيون سنة ١٣٦١ م واتخذوها عاصمة لهم إلى أن فتحت القسطنطينية سنة ١٤٥٣ م. انظر : الموسوعة العربية الميسرة ٩٨ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية حاشية ص ١٢٩.

٣٦٥

ربيع الأول سنة ١٠٨٦ ست وثمانين وألف (١). (ثم منها إلى إسلام بول (٢) (وأقاموا (٣) بها بقية السنة بأمر الدولة) (٤).

__________________

(١) انظر هذا التاريخ في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٢ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٥.

(٢) في (ج) «وأقاما».

(٣) في (ب) ، (ج) «اسلامبول» ، وهي استانبول والاستانة.

(٤) ما بين قوسين سقط من (د). انظر أخبار الشريفين سعد وأحمد هذه مع بعض التفصيل في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥١ ، ٥٥٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٩٠ ، ١٩١. هذا وقد أضاف ناسخ (ج) الدهلوي في متن ص ٢٩٣ ، ٢٩٤ ، ٢٩٥ ما نصه : قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وقد ذكر المحبي في خلاصة الأثر قصة توجههما إلى الشام وما حصل لهما من الإكرام ، وكانا لا يمران بحي من أحياء العرب إلا أكرموهما. وذكر مولانا السيد أحمد في تاريخه قصة خروج الشريف بركات فقال ما نصه : وكان خروج مولانا الشريف بركات لقتال حرب في أواسط سنة أربع وثمانين وألف ، خرج هو وجميع السادة الأشراف والعسكر المصرية والعربان ، وكان شيخهم أحمد بن رحمة ، فحفروا خنادق قبل وصول مولانا الشريف إليهم وتأهبوا لمقاتلته ، فأقبل عليهم بجيوشه ونزل ببدر ونزل بها مدة مصابرا لهم وهم متحصنون في جبالهم وسبوره عليهم وسعاته في بعض قبائلهم بانحلالهم عن الآخرين مع أنه في كل عشرة أيام أو أقل يزمهر بالحركة إليهم والركوب عليهم ثم يحل عزمه عن القتال فعل ذلك بهم مرارا عديدة مع طول الإقامة ، فتفرق أكثرهم بهذه المصابرة مع أشياء أخر حتى صاروا لا يهتمون بحركته ولو عظمت ، ففي أثناء ذلك وثب عليهم وثوب الأسد ، فكسرهم واستأصلهم ، وأقام من قتلهم نحو ستة أيام وجيوشه تحمل أدباش حرب إلى بدر ، وقطع نخيلهم ، وأما جثث القتلى فهي متراكمة على بعضها في كل جبل وواد من تلك الجبال والأودية مع سبي النساء والأطفال حتى أبادهم ، ومهد تلك الأقطار ، وأجرى فيها أحكامه ، ولما جاء الخبر لمكة زينت ثلاثة أيام ، وكانت هذه الواقعة من أعظم الفتوحات لهذا الملك العظيم ، وكان دأبه لم شعث الأشراف لتكون كلمتهم واحدة ، حتى أنه اتفق أن السيد حمود بن عبد الله بن حسن والسيد أحمد بن غالب بن محمد بن مساعد بن مسعود بن حسن بن أبي نمي الآتي ذكر

٣٦٦

وفي صفر سنة ١٠٨٧ سبع وثمانين وألف) (١) انتقل السلطان محمد خان إلى إسلام بول ، بعد أن كان في أدرنة.

__________________

ولايته شرافة سنة ألف وتسعمائة وتسعين وقع بينهما واقعة قبل ولاية الشريف أحمد بن غالب شرافة مكة ، فلما انتظم موقع الحرب وآن وقت الطعن والضرب أقبل عليهما هذا الملك المعظم ، وأقسم عليهما إلا ما اصطلحتما في هذا الموقف ، فاعتنقا وتصالحا ، وأولاهما ألطاف تتوالى.

وذكر السيد أيضا خروج الشريف بركات إلى الفرع بأبسط مما ذكره المؤلف فقال ما نصه : وفي سنة خمس وثمانين أيضا في سابع رجب كان خروج مولانا الشريف بركات إلى الفرع وأقطاره لتمرد أهله عليه وخروجهم عن طاعته ، وقيل لأنه بلغه أن الشريف أحمد ابن زيد نزل الفرع واستمال أهله فسار إليهم مولانا الشريف بركات ومعه السادة الأشراف ولم يتخلف في هذه الغزوة إلا من وضح عذره ، وكان خروجه في التاريخ المذكور ، وخرج معه صاحب بندر جدة بعساكره ومدافعه ، فتلاقيا على عسفان وساروا جميعا ، وأدركهم شهر الصيام قبل وصولهم الفرع في منزل يسمى قويزة ، فأتم به صيامه وعيّد ، ثم توجه إليه ووصله ونزل بقرية أخرى تسمى أم العيال ، وأمر السيد ناصر بن السيد أحمد الحارث بالنزول بقرية أخرى تسمى بأبي ضباع ، ثم استمر مقيما بتلك الدويرة إلى أن ذهب جميع أموالهم ومزارعهم حتى عادوا إلى طاعته راغمين من غير قتال ، ثم لما مشى من عندهم قبض على خمسة وعشرين شخصا من كبارهم وأتى بهم إلى مكة في الحديد إلى أن ماتوا بأجمعهم واحدا بعد واحد ، ولما قصد الشريف بركات الفرع انتقل منه الشريف سعد وأخوه الشريف أحمد بن زيد وتحولا إلى وادي الفقير من ديار حرب ، ثم قصدا المدينة ونزلا الغابة ، ثم توجها قاصدين الأبواب السلطانية. والله سبحانه وتعالى أعلم.

(١) ما بين قوسين في (ب) «وأقاموا بها بقية السنة بأمر الدولة وسنة سبع وثمانين وألف وفي صفر منها» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «وأقاما بقية السنة بأمر الدولة ، وفي سنة سبع وثمانين وألف في صفر منها» ، وفي (د) «وفي شهر صفر منها». أي عنى الناسخ بصفر سنة ١٠٨٦ لسقوط الجملة التي بعدها ، وهو خطأ.

٣٦٧

وفي شهر ربيع الثاني من السنة المذكورة أنعم على مولانا الشريف سعد ببشاوية المعرة (١). فخرج إليها (حادي عشر) (٢) جمادى الأول ، وأقام الشريف أحمد بإسلام بول (٣).

وفي أواسط شعبان من هذه السنة ، توجه مولانا السلطان إلى أدرنة. وبعد خروجه بأيام ، توفي الوزير أحمد باشا الكبرلي (٤) بقرية تسمى (٥) سلورية مرحلة (٦) عن إسلامبول ، وتولى الوزارة مصطفى باشا (٧). ثم عاد مولانا السلطان إلى إسلام بول (٨).

واستمر الشريف أحمد هناك إلى سنة ١٠٩٣ ثلاث وتسعين وألف ،

__________________

(١) المعرة : أي معرة النعمان ، وهي مدينة كبيرة قديمة مشهورة من أعمال حمص بين حلب وحماة ، منها الشاعر المعروف أبو العلاء المعري. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٥ / ١٥٦.

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٣) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٢ ، ومختصره في : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٩١.

(٤) انظر خبر موته هذا في : سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٧٦ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٤٥ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٣٠٠.

(٥) في (ب) «نستي» ، وهو خطأ.

(٦) في (ب) «سرسله».

(٧) هو قرة مصطفى زوج أخت كوبريلي أحمد باشا ، لم يكن كفؤا كسابقه ، انهزم أمام الملك سوبيسكي ملك بولونيا سنة ١٠٩٤ ه‍ تاركا كافة المدافع والذخائر والمؤن ، لهذا قتله السلطان محمد خان الرابع ، وعين مكانه إبراهيم باشا سنة ١٠٩٥ ه‍. انظر : سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٧٦ ـ ١٨٠ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٤٥ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٣٠٠ ، ٣٠١.

(٨) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٢.

٣٦٨

ثم أنه أعطي [قصبة تسمى قرق (١) كليسه](٢).

وكان قبل ذلك أرسل مولانا السلطان إلى أخيه الشريف سعد» ، فورد عليه من المعرة ، فأعطاه بلدا هناك تسمى (وزه (٣) قريبة من قرق (٤) كليسة) (٥). واستمرا هناك (٦) إلى سنة ١٠٩٤ ه‍ أربع وتسعين وألف.

[ثم في أثناء ذلك عادا إلى إسلام بول ، فجلسا (٧) بها إلى شهر رمضان من السنة المذكورة ، والبلدين عليهما](٨).

وفي هذه السنة : توجه السلطان (٩) إلى أدرنة ، وجاء خبر كسر عسكر الإسلام على اسبيج (١٠) ، وهزيمة الوزير مصطفى باشا بمواطأة منه

__________________

(١) سقطت من (د).

(٢) في (ب) «كيسه» ، وهو خطأ. وفي : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٣ «كرك كنيسه محل بينه وبين أدرنة ثمان ساعات فلكية». وما بين حاصرتين لم أتبين أين استدركها المؤلف ، فأثبتها من النسخ الأخرى.

(٣) في (د) «وزى» ، وفي : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٣ ويزه بكسر الواو وتخفيف الزاي ، قرية من كرك كنيسة بينهما ثمان ساعات فلكية.

(٤) في (أ) «قرف» ، وفي (د) «طرق» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٥) في (د) «كليس». واستدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية اليمنى للمخطوط.

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) في (ب) «فجلسها» ، وفي (ج) «فجلس» ، وكلاهما خطأ.

(٨) ما بين حاصرتين لم أتبين أين استدركها المؤلف ، فأثبته من النسخ الأخرى. انظر هذه الأحداث مفصلة في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٣.

(٩) محمد الرابع.

(١٠) انهزم المسلمين أمام ملك بولونيا حنا سوبيسكي ومنتخبي ساكس وبافييرا

٣٦٩

مع النصارى ، فأرسل إليه ، وقطع رأسه. وآل أمر الوزارة إلى كتخداية قرة (١) إبراهيم باشا (٢).

ففي ذلك التاريخ ، وصل علي الترجمان (٣) من طرف الشريف سعيد (٤) وقت (٥) توجه (٦) الشريف أحمد إلى قرق كليسة في غرة رمضان المبارك من السنة المذكورة (٧).

فبعد وصول الشريف أحمد إلى قرق كليسة وصل الترجمان إلى

__________________

عند فينا عاصمة النمسا. انظر : سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٨٠ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٣٠٠ ، ٣٠١.

(١) في (ج) «كود» ، وهو خطأ ، وفي (د) «قراه».

(٢) عزل عن الصدارة سنة ١٠٩٧ ه‍ ، ولم يلبث في منصبه هذا إلا سنتين وعين مكانه السر عسكر سليمان باشا الذي كان مشهورا بحسن التدبير والشجاعة والإقدام ، ونفى إبراهيم باشا إلى جزيرة رودس. انظر : سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٨٠ ، ١٨١ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٣٠١ ، ٣٠٢.

(٣) كان ترجمانا للشريف سعيد. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٧ ، ٥٥٣.

(٤) في (د) «سعد» ، وهو خطأ. انظر ترجمته في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٣٧ ـ ٥٤٢ ، ٥٤٥ ـ ٥٤٧ ، ٥٥٠ ، ٥٥١ ، ٥٥٣ ، ٥٥٥ ، ٥٥٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٧ ـ ٤٥٠ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ١٠٩ ، ١١٢ ، ١١٧ ، ١٢٨ ، ١٣٦ ، ١٦٥ ، ١٦٧ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٩٥.

(٥) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (د) «وقد» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٦) في (ب) ، (د) «ذهب» ، وفي (ج) «ذهاب».

(٧) أي سنة ١٠٩٤ ه‍. وفي : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٧ ، ٥٥٣ «سنة ١٠٩٥ ه».

٣٧٠

أدرنة ، ونزل على الوزير إبراهيم باشا ، وصحبته عروض من (١) مولانا الشريف سعيد (٢) بن بركات ، وعرض (٣) صاحب مصر (٤) يشكو [إليه](٥) إختلاف السادة الأشراف عليه ، وضعفه عن مقاومتهم ويستنجد به.

فلما وصل (٦) إلى / الأبواب دخل (٧) الترجمان المذكور على الوزير إبراهيم باشا في اليوم السابع والعشرين من رمضان المبارك ، ودفع ما صحبه من عروض الشريف سعيد والباشا (٨) ، والكتب المتضمنة لعجزه واختلاف السادة الأشراف عليه ، فعند ذلك لخص حضرة الوزير إلى السلطان محمد خان ما وقع من الفساد في الحرمين الشريفين في تلك السنة (٩) ، ورأى الوفاء بما وعد به الشريف أحمد سابقا ، فكتب في تلخيصه : أنه لا يقوم بإصلاح هذا الأمر إلا الشريف أحمد بن زيد ، وأنه عندنا مقيم في خدمة حضرة السلطان في قرق كليسه ، وذلك لأن

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) سقطت من (ب).

(٣) في (ب) ، (ج) «وعروض».

(٤) هو عثمان باشا ، وكان قدومه إلى مصر في ثاني عشر رمضان سنة ١٠٩١ ه‍ ، فأقام بها إلى أن عزل في ثاني عشر رمضان سنة ١٠٩٤ ه‍ ، فكانت مدة ولايته ثلاث سنوات. انظر : أحمد شلبي ـ أوضح الاشارات ١٧٧.

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٦) الترجمان.

(٧) في (أ) ، (ب) «فدخل» ، وفي (ج) ، (د) «ودخل» ، وكلاهما لا يستوي المعنى بهما.

(٨) عثمان باشا.

(٩) أي سنة ١٠٩٤ ه‍.

٣٧١

حضرة (١) السلطان لم يعلم بأن الشريفين في الروم ، ولم يدر بهما إلا وقت القدوم (٢) السابق ذكره.

فبرز الخط (٣) الشريف بإحضار الشريف أحمد [بن زيد](٤) بالعجل ، فأرسله الوزير مع رجل يسمى يوسف أغا قيوجي (٥) باش (٦) ، وكان (٧) وصوله إلى الشريف ليلة (عيد الفطر) (٨) من السنة المذكورة ، وصادف عود السلطان (٩) من السفر ، فاستدعى مولانا السلطان مولانا الشريف أحمد بعد صلاة العصر من (١٠) يوم الثلاثاء ثالث شوال ، وأنعم عليه بمكة ، وأمره بإصلاحها.

فخرج من عنده بعد أن كتب أمره ، وطلع بدره ، وقدم له مركوب من مراكيب مولانا السلطان. وسار (١١) إلى منزل أعد له أقام (١٢)

__________________

(١) سقطت من بقية النسخ.

(٢) بالأصل القدم والتصويب لا تساق المعنى سمط العوالى ٤ / ٤٢٢.

(٣) أثبت ناسخ (ج) في المتن «الأمر» ، وأشار في الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٩٦ أن في نسخة أخرى «الخط».

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٥) في (ج) «مسوجي» ، وهو خطأ.

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «باشا».

(٧) سقطت من (ب) ، (ج).

(٨) ما بين قوسين تكررت في (أ) مرة في الحاشية والثانية في المتن.

(٩) محمد الرابع.

(١٠) سقطت من (ج) ، (د).

(١١) في (ج) «وصار».

(١٢) في (ج) «وأقام».

٣٧٢

به إلى اليوم التاسع من شوال ، ثم انتقل إلى كرك (١) وبات بها ليلة رابع عشر ، ثم رحل إلى اسكدار (٢) وسار منها يوم خامس عشر الشهر متوجها منها إلى مكة. فدخل المدينة مع الحاج الشامي كما يأتي بيانه في محله (٣) ، ولكن إيراد هذا النسق هنا لارتباط بعض الكلام ببعضه ، وهذا ملخص ما وصل إلينا (٤).

[بقية أخبار عام ١٠٨٣ ه‍]

ولنرجع للمشاهد ما لدينا فنقول :

وفي يوم الاثنين الرابع من جمادى الأخرى سنة ١٠٨٣ ثلاث وثمانين وألف ، ورد محمد جاووش من الطائف ، فنزل في العسكر المقيمين بمكة إلى الباسطية ، وأتاه مولانا السيد إبراهيم بن محمد (٥) ، وذلك يوم الثلاثاء بعد الشروق ، فركب إليه محمد جاووش بعد خروجه من عنده إلى منزله ، فألبسه مولانا السيد إبراهيم فرو سمور من ملابسه.

وفي يوم السبت التاسع من شهر جمادى الآخر ، طبخت الدشيشة للفقراء في التكية التي عمرها الشيخ [محمد بن سليمان](٦) من الأوقاف ،

__________________

(١) في (أ) ، (ب) ، (د) «الكرك» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ج).

(٢) اسكدار : من المدن المشهورة في آسيا الصغرى.

(٣) انظر أحداث سنة ١٠٩٥ ه‍.

(٤) انظر أخبار الشريف أحمد بن زيد هذه مع الكثير من الاختلاف في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٣ ، ٥٥٤ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ١٠٥ ، ١٠٦. ومختصرة في : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٩١ ، ١٩٦.

(٥) نائب الشريف بركات في مكة.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، (د).

٣٧٣

وخرج بنفسه إليها بعد صلاة العصر من ذلك اليوم ، ومعه (١) كبار العسكر وبعض تلامذته ، وقرأ هناك الفاتحة للسلطان جقمق (٢) ، وغرف بنفسه من الشربة ، وشرب منها ، وسقى من معه ، وفرقت بعد ذلك على الفقراء.

وما أحسن ما قال المهتار الشاعر المكي ، ولم يدرك هذا الوقت المبكي (٣) :

وظائف الناس قد صارت مفرقة

ما بين عبد ومعتوق وأفاق

وأهل مكة (*) قد غارت (٤) نجومهم

فما يرى كوكب يبدو بافاق (٥)

لطيفة :

قال الشيخ محيي الدين في المسامرة (٦) : وجد بالمدينة ورقة مكتوبة (قد محيت) (٧) إلا هذه الأبيات [وهي](٨) :

__________________

(١) أضاف ناسخ (د) «كان».

(٢) ولم يرد بقراءة الفاتحة في هذا الحال شيء مأثور عن السلف الصالح.

(٣) في (ب) «المبكى قوله».

(*) سقطت من (ب).

(٤) في (ج) أثبت الناسخ في المتن «غابت» ، وأشار على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٩٨ أن في نسخة أخرى «غارت».

(٥) انظر هذه الأبيات في زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٢ نقلا عن السنجاري.

(٦) أي كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ـ ط ١ ـ مطبعة السعادة ـ مصر ١٣٢٤ ه‍ / ١٩٠٦ م. هذا ولم أجد هذه الأبيات فيه ، ولعلها سقطت من النسخة المطبوعة.

(٧) ما بين قوسين في (ب) «مديحت» ، وهو خطأ ، وسقطت من متن (ج) ، فاستدركها ناسخها على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٩٨ ، وأثبت في المتن «فيها» ، وأحاطها بدائرة.

(٨) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

٣٧٤

دع الأتراك والعربا

وكن في حزب من غلبا

فقد قال الذين مضوا

إلى رجب ترى عجبا (١)

بمكة أصبحت فتن

تجر الويل والحزبا

فإن نعطب (٢) فو أسفا

وإن نسلم (٣) فواعجبا /

وفي يوم الأحد السادس عشر من جمادى الأخرى ، جاء محمد جاووش إلى سبيل مولانا السلطان مراد بالصفا ، وأمر بفتح بيت مولانا الشريف سعد (٤) الذي هو دار السعادة ، وأخذ المدافع (٥) التي (٦) فيه ، وبعثها إلى جدة ، ونهب ما وجد فيه.

وفي يوم الاثنين السابع عشر من (٧) جمادى الأخرى دعا بالمصونة (٨) خديجة (٩) بنت سليم أخت وزير مولانا الشريف سعد إلى الباسطية فأتته ، فسألها عن أموال الوزير (محمد علي) (١٠) بن سليم ، فقالت : «لا علم

__________________

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «العجبا».

(٢) في (ج) «تعطب».

(٣) في (ج) «تسلم».

(٤) سقطت من (ب) ، (ج).

(٥) في (ب) ، (ج) «المواقع» ، وهو خطأ.

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الذي».

(٧) سقطت من (ب) ، (د).

(٨) بياض في (ب).

(٩) في (ب) ، (ج) «فاطمة» ، وأشار ناسخ (ج) في الحاشية للمخطوط ص ٢٩٨ أن في نسخة أخرى «خديجة».

(١٠) سقطت كلمة على في (د) ، وما بين قوسين ورد في (ج) «محمد بن علي». وهو خطأ.

٣٧٥

لي بها ، خرج هاربا ، وخرجنا هاربين ، وهذه البيوت [عندكم](١) ، فتشوها».

فلما أيس منها أمرها بالرجوع إلى منزلها.

وفي يوم الثلاثاء الثامن عشر من الشهر خرج محمد جاووش إلى جدة.

وفي يوم الأحد (٢) الحادي والعشرين من رجب ، ورد صاحب القفاطين من البحر لمولانا الشريف بركات.

وفي هذا الشهر ، شرعوا في دبل أجروه من العين إلى الدشيشة التي بناها (الشيخ [محمد](٣) [بن سليمان](٤) ببرابخ (٥) وضعوها (٦) للماء) (٧) ، واستمروا فيه إلى رمضان.

وفي هذا الشهر في أواخره (٨) تضارب بعض عبيد السادة الأشراف مع بعض العسكر ، (فجرح بعض العبيد بعض العسكر) (٩) ، فأخذ اثنان من العبيد ، وجيء بهما إلى قاضي الشرع ، فطلب القاضي الشهود على

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ب) ، (ج).

(٢) في (ب) «الاثنا» ، وفي (ج) «الاثنين» ، وكلاهما خطأ.

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٥) في (ج) «ببرابيخ». برابخ : مفردها بربخ : وهو منفذ الماء ، ومجراه والبالوعة من الخزف وغيره. كلمة معربة وعربيتها الادربة. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٦.

(٦) في (د) «وصنعوها».

(٧) ما بين قوسين في (ب) «الشيخ محمد بن ببرابخ وضعواها للماء» ، وهو خطأ.

(٨) في (ب) «أواخر» وفي (ج) «آخرة».

(٩) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

٣٧٦

جرح هذا العسكري ، فشهر العسكر السيوف ، وقطعوا الرجلين في نفس المحكمة بحضرة القاضي ، ولم يطالب فيهما (١) أحد.

وفي سلخ رجب ، ورد صاحب القفطان مكة ، ودخل من الحجون في العساكر المقيمين بمكة (٢) إلى أن دخل من باب السلام.

ونزل مولانا السيد إبراهيم ، وجاء القاصد بالخلعة ففتح مقام إبراهيم ووضعت فيه ، وفتح باب الكعبة ، ودعى للسلطان ، وانقضى المجلس (ثم رفع الأغا الوارد الخلعة من المقام إلى عنده بمدرسة) (٣) [أحمد](٤) بن يونس (٥) ، وراح القاصد لمولانا الشريف بركات.

فورد (٦) مكة ضحى يوم الجمعة رابع شهر (٧) شعبان ، فدخل في الموكب الأعظم ، ومعه محمد جاووش ، وأكابر العسكر إلى أن دخل من

__________________

(١) في (د) «منهما» ، هذا دليل على التدخل في شئون القضاء بالقوة.

(٢) سقطت من (ج).

(٣) ما بين قوسين في (ب) «ثم رجع الأغا الواردة بالخلعة من المقام عنده بالمدرسة» ، وفي (ج) «ثم رجع الأغا الوارد بالخلعة من المقام عنده بالمدرسة» ، وكلاهما خطأ. وفي (د) «ثم رفع الأغا الوارد بالخلعة من المقام إلى عنده بالمدرسة» ، وهو خطأ أيضا.

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٥) في (د) «ابن يوسف» ، وهو خطأ. ومدرسة ابن يونس : كانت تقع بجوار باب الشريف الذي كان يدخل منه سادات مكة إلى الحرم الشريف ، أنشأها القائد أحمد ابن يونس مصلى بجانب مدارس قديمة ، وجعل لها بابا من المسجد الحرام ، فأطلق عليها اسم المدرسة. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣٤.

(٦) في (ج) «فنزل».

(٧) سقطت من (ج).

٣٧٧

باب السلام إلى (١) الحطيم ، وقد حضر الفقهاء ، وجاء صاحب القفطان به (٢) ، فألبسه إياه ، وليس معه أمر بل كتاب ناوله إياه من يده.

ووردت صحبة هذا الأغا طبول وزمور وصنجق من عند (٣) صاحب مصر (٤).

وفي يوم الجمعة الثامن عشر من شعبان ، قبض على الخواجا محمد (سعيد ابن مصطفى / السيوري (٥) وزير جدة لمولانا الشريف سعد ، وقبض معه على محمد) (٦) الحداد الشريفي (٧) المكي ، وأخذهم محمد جاووش عنده (٨) بالباسطية.

وفي ليلة عشرين من (٩) شعبان ، قبض على مولانا الشيخ عبد الرحمن ابن حجر الخطيب الشافعي المكي ، وألحق بالأولين عند محمد جاووش (١٠).

__________________

(١) سقطت من (ب).

(٢) سقطت من بقية النسخ.

(٣) سقطت من (ج).

(٤) انظر خبر ورود هذه الخلعة مختصرا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢.

(٥) في (د) «السبوري».

(٦) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٧) في (ب) «السيوف» ، وفي (ج) «السيوفي».

(٨) سقطت من (ج).

(٩) في (ب) «معه» ، وهو خطأ.

(١٠) انظر هذه الأخبار مختصرة دون ذكر أسماء في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٦.

٣٧٨

وفي صبيحة هذه الليلة ، ورد نجاب من مصر (بخبر زينة لمكة) (١) ، وأن السلطان انتصر على بعض النصارى ، وأخذ بعض قلاعهم (٢) ، فزينت البلد.

وورد صحبة هذا النجاب (٣) عثمان جلبي من بعض خدام صاحب مصر (٤) بأمر باشوي يتضمن :

بيع بيوت الجمال محمد علي (٥) بن سليم وزير مولانا الشريف سعد.

وأن يقابل بها أصحاب ديون (مولانا الشريف من الأتراك التي أخذها منهم حال اقامته بينبع ، وكان كتب له في هذا) (٦) الشان (٧) من الموسم عرض ، ومع (٨) العرض (٩) صورة سؤال طلب من علماء الأزهر جوابه في جواز بيع تلك الدور (١٠) ، فلم يكتب عليه أحد (١١) إلا رجلا

__________________

(١) في (د) «مكة» ، وما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «يخبر بزينة مكة» ، وهي الأصح.

(٢) وهي قلعة قمانيصه. انظر : أحمد شلبي ـ أوضح الاشارات ١٧٢.

(٣) أضاف ناسخ (د) «من مصر».

(٤) إبراهيم باشا الوزير.

(٥) سقطت من بقية النسخ.

(٦) ما بين قوسين سقط من (ب) ، وسقط من متن (ج) ، حيث استدركه ناسخها على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٣٠٠.

(٧) في (ب) «الشام» ، وهو خطأ ، وفي (د) «الشاث» ، وهو خطأ.

(٨) في (ب) «فمع» ، وسقطت من (د).

(٩) سقطت من (د).

(١٠) في (د) «الدار».

(١١) سقطت من (ج).

٣٧٩

مالكيا أفتى بجواز بيع (١) ما عمر الوزير من مال السلطان لقضاء دين السلطان. فخرج هذا الأمر بموجب هذا الجواب ، فسجل عند القاضي.

وفي اليوم الحادي والعشرين (من شعبان) (٢) قبض على بكري الحلواني ترجمان مولانا الشريف سعد ، فضم إلى الجماعة.

وفي هذا اليوم عزل مولانا الشيخ [محمد بن سليمان](٣) الشيخ محمد بن محمد المنوفي (٤) عن تدريس المرادية (٥) لأنه جرى من الشيخ محمد كلام في حق الشيخ محمد بن سليمان ، فضغن (٦) عليه.

وفي هذا اليوم قبض على الإمام علي بن فضل الطبري الشافعي ، واستمر في بيت مولانا الشريف ، وأطلق بعد صلاة (٧) العشاء لأمر نقل لمولانا الشريف عنه.

ولما كان ليلة الاثنين التاسع والعشرون (٨) من شعبان ، نزلوا

__________________

(١) سقطت من (ب).

(٢) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٤) هو محمد بن محمد بن أحمد المصري المكي الشافعي ، جاور والده بمكة مدة من الزمن. انظر هذا في : المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٣٥٩.

(٥) المرادية : نسبة إلى السلطان مراد خان ، وموقعها بجانب عقد الصفا ، وكان لها معلوم يحمل إليها في كل عام للطلبة وللمدرس. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣٣.

(٦) في (ب) «فظغن» ، وفي (ج) «فطعن».

(٧) سقطت من (ب) ، (ج).

(٨) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «والعشرين».

٣٨٠