منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

أمين الصرة (١) به عن وقته المعهود ، وتعدى في بطئه (٢) الحدود.

فأرسل مولانا الشريف في طلبه ، فوجده عند الباشا ، وبعثوا يطلبونه إلى عندهم للبسه ، ومرادهم اقتناصه من أبناء (٣) جنسه.

فأرسل يعرفهم أن القواعد جرت بإتيانهم (٤) به إليه ، فمنعوه ، وشحوا (٥) به عليه (٦).

فعلم (٧) حينئذ القضية ، وأنشد قول ابن الهبارية (٨) /.

ولما أيقن بأنه لا بد من القتال أو الارتحال ، وثب وثوب ليث ،

__________________

(١) في (ب) «الصورة» ، وهو خطأ.

(٢) في (أ) ، (ب) «بطنه» ، وهو خطأ ، وفي (د) «غير مقروءة ، والاثبات من (ج).

(٣) في (د) «من بين».

(٤) في (أ) ، (ج) «بأن تأتيهم» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ب) ، (د).

(٥) في (ج) «وشحوه».

(٦) في (ب) «عيها» ، وهو خطأ.

(٧) في (ب) «فلم».

(٨) ابن الهبارية : محمد بن محمد بن صالح العباسي ، وقيل محمد بن صالح بن حمزة العباسي المعروف بابن الهبارية ، ولد ببغداد سنة ٤١٤ ه‍ ثم ارتحل إلى أصبهان ، فأقام بها مدة ، ثم توفي في كرمان سنة ٥٠٩ ه‍ ، كان شاعرا هجاءا ، له مع الوزير نظام الملك وزير ملكشاه أصبهان أخبار ، من كتبه الصادح والباغم ، وهي أراجيز في ألفي بيت على أسلوب كليلة ودمة ونتائج الفطنة في كليلة ودمنة. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٤ / ٤٥٣ ـ ٤٥٧ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٥ / ٢١٠ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٤ / ٢٤ ـ ٢٦ ، الزركلي ـ الأعلام ٧ / ٢٣. وهنا تنتهي فتحة ٢٣٠ / ب ، ٢٣١ / أالتي اجتزأها الحضراوي وعوضها بخطه.

٣٤١

وترك البلد حيص بيص (١) ، وسرى مع أخيه وجماعته (٢) في غفارة (٣) الليل مصاحبا للأعزل والرامح ، ومتحصنا بظهور الخيول (٤) الجوامح ، ورأى أن (٥) القتال في هذا الشهر الشريف مما يضر بأهل التعريف.

وكان خروجه ليلة الاثنين الثالث عشر من ذي الحجة ، فأصبحت العساكر لا ترى إلا الخراب ، جامعة بين فوات المطلوب وذل الاغتراب (٦).

فمدة ولايته ستة أعوام إلا إحدى وعشرين يوما (٧).

__________________

(١) في (ج) «يبث».

(٢) في (ب) ، (ج) «وجماعة».

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «خفاره». الغفارة : خرقة تلبسها المرأة فتغطي رأسها ما قبل منه وما دبر غير وسطه ، وزرد ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٥٦.

(٤) في (ج) ، (د) «الخيل».

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) انظر هذه الأخبار مختصرة في : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٤ ، : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢١ ، ٥٢٢ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍. ومفصلة في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٩ ، ٩٠.

(٧) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وحاصل الأمر أنه تولى شرافة مكة أربع مرات كما سيأتي إن شاء الله في محلها في التذييل ، وهذه هي الولاية الأولى للشريف سعد المذكور ، وقد توجه إلى الطائف ثم إلى تربة بيشة ، ثم سار عنها إلى جهات عديدة ، ثم توجه إلى الديار الرومية ، وقابل الدولة العلية ، وبقي هناك إلى أن عاد إلى ولاية مكة سنة ألف ومائة وثلاث كما سيأتي في التذييل لكاتبه ، والله أعلم».

٣٤٢

فحزنت على ذهابهما الأكباد ، وبكت السماء على العقلاء من أبناء زيد لا على البهاليل (١) من أبناء عباد ، ولحق (٢) الناس من ألم النوى على الحجاز ما أجرى الدموع رملا (٣) بين الصفا والمروة ، وأخرجهم (٤) من الحقيقة إلى المجاز. شعر (٥) :

وأصبح بطن مكة مقشعرا

كأن الأرض لم تك ذات سعد

[فلما أصبح الصباح إلا وقد ذهب وراح](٦) ، فلما أن لاحت بوارق الصباح ، وجاء الخبر إلى مكة بالألسن الفصاح ، خرج من مكة وزيره الجمال محمد علي (٧) بن سليم وأولاده متوجها إلى اليمن بما أمكنه (٨) ، وفارق المنازل والدمن (٩).

فاجتمع الباشا حسين ، وأمين الصرة ، وكاتب الديوان ، ومحمد جاووش (١٠) في منزل الشيخ محمد بن سليمان بمنى ، واستدعوا مولانا

__________________

(١) في (ب) «البها».

(٢) في (ب) ، (ج) «وألحق».

(٣) في (ج) «وملأ».

(٤) في (ب) ، (ج) «وأخرهم» ، وهو خطأ.

(٥) في (أ) ، (ب) ، (ج) «شعرا» ، والاثبات من (د).

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٧) سقطت من (ب) ، (ج).

(٨) أضاف ناسخ (ج) «حين».

(٩) الدمن : آثار الناس وما سودوه. المقري ـ المصباح المنير ٧٦.

(١٠) في (د) «جاوش».

٣٤٣

الشريف بركات بن محمد بن إبراهيم [بن بركات بن أبي نمي](١) ، وأظهر الباشا المذكور (٢) أمرا بتولية مكة للمشار إليه مولانا الشريف بركات بن محمد ، وألبسه الباشا القفطان الوارد المعهود إلباسه لصاحب مكة ثاني (٣) يوم النحر.

وحضر المجلس مولانا السيد (أحمد بن) (٤) محمد الحارث ، والسيد بشير بن سليمان ، وكانت وصلتهم كتب من (٥) الوزير الأعظم (٦) ، ومن صاحب مصر (٧) بالتوصية والمعاونة (٨) ، وكل ذلك برأي الشيخ محمد (٩) ،

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). انظر ترجمته في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٨٢ ه‍ ، : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢١ ـ ٥٣٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٣٦ ، ٤٤٤ ـ ٤٥١ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث السنوات ١٠٨١ ـ ١٠٩٣ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٠ ـ ٩٩ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ٤٩.

(٢) حسين باشا.

(٣) سقطت من (ب) ، (د) ومن متن (ج) حيث استدركها الناسخ على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٨٥.

(٤) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) أحمد فاضل كوبرلي.

(٧) إبراهيم باشا الوزير.

(٨) في (ب) ، (ج) «المعانة» ، وهو خطأ. وذكر المؤرخون أنه أتى للشريف حمود أيضا كتابا معهم ومضمون الجميع واحد وعباراتهم مختلفة ، ثم ذكروا نص كتاب السيد حمود. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٥ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩١.

(٩) ابن سليمان المغربي.

٣٤٤

فإنه [هو](١) الذي سيرهم (٢) على هذا المنهج المذكور ، ورتب تلك المقدمات (٣) لإنتاج هذا الفعل المقدور (٤).

[ولاية الشريف بركات بن محمد بن إبراهيم بن أبي نمي]

فولي (٥) مكة مولانا الشريف بركات بن محمد بن إبراهيم بن بركات بن أبي نمي ، وذلك يوم الاثنين (٦) ثالث عشر ذي الحجة من ١٠٨٢ [ألف واثنتين وثمانين](٧).

ونزل في العساكر مختلعا إلى منزله بدار أبيه المعروفة به (٨) ، وجلس

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٢) في (ب) «سيترهم» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «دبرهم».

(٣) في (ج) «المصيبات».

(٤) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍.

(٥) أضاف الناسخ في (ج) على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٨٥ ما نصه : «وفي المشرع الروي للسيد الشلي في ترجمة السيد عبد الله الحداد أن الشريف بركات قبل أن يتولى الامارة بأيام أتاه وهو في الحجر وسأله الدعاء بتيسر المطلوب ، فدعى له بذلك ، والله أعلم». ا. ه.

(٦) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢١ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٤ ، ٤٤٥" في اليوم الثاني عشر».

(٧) ما بين حاصرتين في (أ) «١١٨٢» ، وهو خطأ وبالأرقام ، وسقط من (ب) ، (د) ، وفي (ج) «من سنته».

(٨) سقطت من (د). بزقاق ظاعنه. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢١ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٥.

٣٤٥

للتهنئة إلى صلاة الظهر (١).

لطيفة :

دخل الشيخ محمد بن أحمد الزرعة مهنئا لمولانا الشريف [بركات](٢) ونحن (٣) عنده من جملة الحاضرين ، وقرأ عند لقائه قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ، فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ، فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً)(٤). فقضيت / العجب (٥) أن الشاهد في آل إبراهيم حتى كدت أهيم ، ولكن جوزي عن سبقه في هذا (٦) المضمار جزاء سنمار (٧) ، كما يأتي (٨) بيان ذلك إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) انظر خبر تولية الشريف هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢١ ، ٥٢٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٤ ، ٤٤٥.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) أي المؤلف ووالده.

(٤) سورة النساء ، أية رقم ٥٤ ، ٥٥.

(٥) لم أتبين قراءتها في (ج) ، وفي (د) «من قوله العجب».

(٦) في (د) «على». انظر خبر هذه اللطيفة في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩١ ، ٩٢.

(٧) هو بناء رومي الأصل ، بنى للنعمان بن امريء القيس قصر الخورنق بالقرب من الكوفة ، فصعد إليه النعمان وقال : ما رأيت مثل هذا البناء قط. فقال له سنمار : إني أعلم وضع آجرة لو زالت لسقط القصر كله ، فسأله النعمان : أيعرفها أحد غيرك. قال : لا. فقال النعمان : لأدعنها وما يعرفها أحد. فأمر به فقذف من أعلى القصر ، فتقطع. فضربت العرب به المثل : جزاه جزاء سنمار. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٤٠١ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ١٤٢.

(٨) في أحداث سنة ١٠٨٦ ه‍.

٣٤٦

ومن (١) لطيف ما اتفق قول بعضهم مؤرخا لولايته بقوله : بارك الله لنا في بركات (٢).

إلا أن فيه زيادة واحد في العدد ، ويمكن أن يقال بترك ألف الله ، فلا زيادة) (٣).

ونزل حسين باشا بالمعلاة في المحل المعروف بالخشخانة لأحد العلويين (٤).

ولما كان يوم الأربعاء الخامس عشر من ذي الحجة نزل مولانا الشريف بركات إلى الحطيم ، واجتمع كبراء العسكر وفيهم محمد جاووش (٥) ، وقرأ (٦) مرسوما يتضمن : عزل مولانا (٧) الشريف سعد ، وتولية الشريف بركات. وكان القاريء له القاضي مرشد (٨).

__________________

(١) في (ج) أضاف ناسخها في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وهذا الشيخ محمد الزرعه هو جد بيت زرعه المعروفين بمكة ، والله أعلم».

(٢) وجملة «بارك الله لنا في بركات» تقابل بحساب الجمل عام ١٠٢٦ ه‍ ، وهو خطأ. وبحذف الألف يصبح ١٠٢٥ ه‍ وهو خطأ أيضا.

(٣) انظر هذا التاريخ في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٢.

(٤) في (ج) أثبت ناسخها في المتن ما أثبتناه ، وأشار في الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٨٦ أن في نسخة أخرى «المعلومين» ، وفي (د) «العلومين» ، وهو خطأ.

(٥) في (أ) ، (ب) «جاوش».

(٦) في (ج) «وقرأوا».

(٧) سقطت من (ج).

(٨) لعل المقصود به القاضي إمام الدين بن مرشد الدين بن عيسى المرشدي مفتي الحنفية آنذاك.

٣٤٧

وألبس مولانا الشريف قفطانا ، ودعى فاتح الكعبة لمولانا السلطان (١).

وفي يوم الأربعاء الثالث عشر (٢) من ذي الحجة ورد من مصر نجاب على (٣) أزبك بيك أمير الحج مضمونه : القبض على كيخية حسن باشا وباشة سواكن ، وكانا بمكة فقبض عليهما.

[الشيخ محمد بن سليمان المغربي ينظر في أمر الحرمين الشريفين]

وفي يوم الأربعاء التاسع والعشرين من الشهر المذكور (٤) ، اجتمع مولانا الشريف وكبراء (٥) العسكر وحسين باشا في منزل الشيخ محمد بن سليمان المغربي ، فأظهر بيديه أمرا سلطانيا (٦) يتضمن : نظره في أمر الحرمين وإصلاحهما ، والتصرف في أحوالهما ، فأذعن له بذلك (٧) مولانا الشريف [بركات](٨) (ومكنه من زمام) (٩) وفق التصريف. فنشر منشور العسف ، وبث (١٠) جيوش الكبرياء والخسف ، فنفرت عنه

__________________

(١) انظر هذا الخبر في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٢.

(٢) في (ج) «عشرين» ، وفي (د) «عشر».

(٣) في (ب) ، (ج) «إلى» ، وهي الأصح.

(٤) أي شهر ذي الحجة.

(٥) في (د) «كبير».

(٦) في (أ) ، (ب) ، (د) «سلطاني» ، والاثبات من (ج).

(٧) سقطت من (ج).

(٨) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٩) ما بين قوسين في (ج) «ومكن له من الزمام» ، وهي الأصح.

(١٠) في (ب) ، (ج) «ورتبه» ، وهو خطأ.

٣٤٨

القلوب ، وشرع في إظهار المطلوب (١).

[أحداث سنة ١٠٨٣ ه‍]

[ودخلت سنة ١٠٨٣ ألف وثلاث وثمانين] (٢)

وذكر العلامة الشيخ العلامة خاتمة المصنفين الشيخ صالح المقبلي اليمني (٣) في كتابه الطود الشامخ (٤).

«أنه اتفق في هذه السنة ـ أعني سنة ١٠٨٣ ألف وثلاث وثمانين ـ أن بعض أئمة الحنفية (٥) سجد للسهو في (٦) موجبه ، فاجتمع العسكر الرومي وهموا بقتله ، وقالوا أنه زيدي يعني لوجوب سجود السهو عندهم في كل صلاة ، فما أنقذه إلا بعض فقهائهم جاؤهم بالكتب

__________________

(١) انظر خبر تولية الشيخ محمد نظر الحرمين هذا في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٢.

(٢) ما بين حاصرتين لم أتبين أين استدركه المؤلف ، فأثبته من (ب) ، (ج) ، وفي (د) «ألف وثمانين» ، وهو خطأ. ومن هنا بدأ المؤلف يعتمد على مشاهداته ويلتزم بالنظام الحولي.

(٣) هو صالح بن مهدي بن علي المقبلي ثم الصنعاني ثم المكي من أعيان الفقهاء الزيدية ، رحل إلى مكة سنة ١٠٨٠ ه‍ ، فاشتهر ، وكتب فيها مؤلفاته : العلم الشامخ في ايثار الحق على الآباء والمشايخ ـ مطبوع ـ ، والاتحاف لطلبة الكشاف ، والمنار على البحر الزخار ، توفي بمكة سنة ١١٠٨ ه‍. انظر : الشوكاني ـ البدر الطالع ١ / ٢٨٨ ـ ٢٩٢ ، البغدادي ـ هدية العارفين ١ / ٤٢٤ ، إيضاح المكنون ٢ / ١١٨ ، ٥٥٥ ، سركيس ـ معجم المطبوعات ١٧٧٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ١٩٧ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٥ / ١٤.

(٤) ولعله العلم الشامخ ، الذي ذكره المترجمون لحياته.

(٥) أضاف ناسخ (ب) «أنه».

(٦) سقطت من (ب).

٣٤٩

يقرءونها عليهم ونحن نشاهد ذلك. قال :

والعجب أن ذلك الإمام جده زيدي من أهل صنعاء ، فتشفع بعد حين و (١) دخل مكة و (٢) تحنف هذا لما (٣) رأى الحظ في الحنفية منحصر (٤) لأجل الدولة ، والسلطنة" (٥) ـ انتهى كلامه (٦) ـ.

(قلت : ولا نعلم بوقوع ذلك ، ولا نعلم في أئمة (٧) الحنفية من هو يمني الأصل إلا محمد ولد الفقيه (٨) حسين ، ولعله هو المراد ، ولكن لم يبلغنا هذا القدر ، والله أعلم) (٩).

[خروج حسين باشا إلى الأبواب سنة ١٠٨٣ ه‍]

ولما كان يوم الأحد الثالث من محرم الحرام من سنة (١٠) ١٠٨٣ ألف وثلاث وثمانين ، خرج حسين باشا متوجها إلى الأبواب بعد صلاة العصر ، وخرج معه مشيعا مولانا الشريف (١١) إلى الزاهر (١٢).

__________________

(١) سقط حرف الواو من (ب). وتشفع : بمعنى أصبح على المذهب الشافعي.

(٢) في (ج) «ثم».

(٣) في (ب) «الما» ، وهو خطأ. وتحنف : أي أصبح على المذهب الحنفي.

(٤) سقطت من (د).

(٥) سقطت من (ب).

(٦) أي كلام صالح المقبلي.

(٧) سقطت من (د).

(٨) في (د) «الحنفية».

(٩) ما بين قوسين سقط من (ب) ، وسقط أيضا من متن (ج) حيث استدركها ناسخها على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٨٧.

(١٠) في (د) «السنة».

(١١) بركات.

(١٢) انظر : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / ١٠٨٣ ه‍.

٣٥٠

وفي يوم الاثنين الرابع من محرم الحرام ، أخرج الشيخ محمد [بن سليمان](١) أمرا أقرأه (٢) القاضي متولي مكة يتضمن : إخراج من كان في الخلاوي الموقوفة ممن له بيت يأويه وعيال (٣) ، كخلاوي قايتباي (٤) ، والشرابية (٥) ، ونحو ذلك من الربط.

فتكلم في ذلك القاضي محمد الجنزبيلي ، وأولاد المنلا مكي فروخ (٦) ، وأظهروا فتاوى بأيديهم ، فما أجدى ذلك ، إلا أن أبناء المنلا مكي تعلقوا بأن لهم السكنى لما في أيديهم من أوقاف السلطان قايتباي من الكتب ، وأن إقامتهم في المدرسة لذلك ، فأبقوا في المدرسة أياما. ثم أخرجوا كما يأتي بيانه (٧).

وأمر الشيخ بقراءة أجزاء ربعة السلطان قايتباي ، وأمر بقراءة البخاري ، وأخذ الوقفية عنده ، وجعل تدريس الحديث لمولانا / الشيخ

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ ، وفي (ب) «سليماني».

(٢) في (ب) ، (ج) «وقرأه» ، وفي (د) «قراد» ، وهو خطأ.

(٣) في (ب) «وعياله».

(٤) وهذا الرباط كان مجاورا للمسجد الحرام ، وله بابان أحدهما ينفذ إلى المسجد الحرام ، والثاني على المسعى. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣١.

(٥) رباط الشرابية : يقع على باب بني شيبة الذي عرف فيما بعد بباب السلام. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣١.

(٦) في (ب) «مكي وفروخ» ، وفي (ج) «مكي والمنلا فروخ».

(٧) هذا وقد بين المؤرخون سبب ذلك فقالوا : أن الشيخ محمد طلب من السلطان إزالة أشياء بمكة منها : توليته على جميع الأربطة ، وأن لا تكون إلا لمن يستحقها بشرط الواقف. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٥.

٣٥١

عبد الله العباس الطاهر (١) ، وأخذ مدرسة الشرابية من يد الشيخ أحمد الحكيم ، وكانت بيده أوامر (٢) لآبائه (٣) تقضي له بالسكنى فيها (٤) ، فما أجدت [نفعا](٥) ، وأعطاها لأحد (٦) المجاورين ، وهو مصطفى أفندي الديار بكري (٧) ، فسكن بها ، ودرّس بالمدرسة.

وأمر أن تكرى جميع الأوقاف بأجرة المثل ، فشقّ ذلك على الناس.

وقد أخبرني من لفظه مولانا السيد أحمد شيخان ، وكان من خواص الشيخ (٨) :

__________________

(١) هو عبد الله بن محمد الطاهر بن محمد صفا الطاشقندي الأصل الشهير بالعباسي المكي الشافعي ، ولد بمكة سنة ١٠٢٣ ه‍ وبها نشأ ، حفظ القرآن ثم أخذ عن علماء عصره مثل العلامة السيد عمر بن عبد الرحيم البصري ، وعيسى المغربي ، ومحمد بن سليمان ، وعلي الجمال ، وعبد الله بن سعيد باقشير وغيرهم ، ثم دخل اليمن وأخذ عن علمائها ، وأجازه عامة شيوخه ، ثم تصدر للتدريس بالمسجد الحرام. توفي في مكة سنة ١٠٩٥ ه‍. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٧٠ ، أبو الخير مرداد ـ المختصر من نشر النور والزهر ٣٠٣ ، ٣٠٤.

(٢) سقطت من (ب) ، وسقطت من متن (ج) حيث استدركها ناسخها على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٨٧.

(٣) في (ب) «ولآبائه» ، وفي (ج) أحاطها الناسخ بدائرة ، وفي (د) غير مقروءة.

(٤) سقطت من (ج).

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٦) في (ب) «لأحمد» ، وفي (د) «لاحدى» وكلاهما خطأ.

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الديار بكرلي».

(٨) محمد بن سليمان المغربي.

٣٥٢

أن وقف قايتباي فقط (١) كان مدخوله ستمائة حرف (٢) ، فارتقى إلى أربعة آلاف (٣) قرش وستمائة (٤).

وأخرج مولانا الشيخ إبراهيم بيري زاده من وقف الدوري (٥) الكائن بأعلا المدعى من جهة سوق الليل ، وظهر (٦) أنه من عمائر (٧) السلطان جقمق ، وأنه كان موضع دشيشة للفقراء.

وأخذ ما بأيدي الناس من حب السلطان جقمق الوارد (٨) لأهالي مكة ، وحب السلطان سليمان [خان](٩) الواصل من مصر لأهالي مكة كذلك ، وحب السلطان قايتباي ، ومال المصرية ، وعمّر بذلك تكية في محل وقف الدوري (١٠) المذكور ، وطبخ فيها شربة للفقراء بالحب المذكور.

وعمّر عدة أوقاف بمكة كانت خربة قد استولت عليها الأيدي ،

__________________

(١) في (ب) «فقد» ، وسقطت من (ج).

(٢) في (ج) «غرش». والحرف نوع من العملة المستعملة في تلك الآونة.

(٣) في (ب) «ألف».

(٤) هذا وقد أضاف ناسخ (ج) الدهلوي في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وآل شيخان معروفون بمكة من السادة آل باعلوي ، والله أعلم».

(٥) في (د) «الدولى» ، وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٢ «الدورلي».

(٦) في (ج) «وأظهر».

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «وعمائل».

(٨) في (د) «بالوارد» ، وهو خطأ.

(٩) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(١٠) في (د) «الدورلي».

٣٥٣

ونعم ما فعل في ذلك (١).

ونصب الشيخ علي العصامي (٢) مدرسا شافعيا في مدرسة قايتباي. ونصب شيخنا الشيخ محمد المغربي القدامسي (٣) مدرسا مالكيا ، ومدرسها الحنفي قاضي الشرع ، ومدرس الحديث عوض الحنبلي الشيخ عبد الله العباسي [الطاهر](٤) السابق ذكره ، نصبه مدرسا للحديث ، وصرف (٥) على الدشيشة المذكورة من كرى جقمق وقايتباي ومال الحرمين ، ومن الأوقاف الباقية ومعاليم (٦) ذلك وما للمدرسين والطلبة مذكور في تاريخ العلامة القطبي (٧) ، فلا حاجة إلى ذكره.

[وزارة زين العابدين حميدان وورود السيد حمود مكة]

ولما كان يوم الخميس السابع من محرم ، ألبس مولانا الشريف الخواجا

__________________

(١) انظر أخبار أعمال الشيخ هذه مختصرة في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٢. وشديدة الاختصار في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / سنة ١٠٨٣ ه‍.

(٢) وعلي العصامي : هو القاضي علي بن عصام الدين بن علي بن صدر الدين إسماعيل العصامي المكي الشافعي ، إمام وفقيه ، ولد بمكة سنة ١٠٢٤ ه‍ وبها نشأ ، وقرأ على كثير من الشيوخ. توفي سنة ١١٠٠ ه‍ بمكة. انظر : أبو الخير مرداد ـ المختصر من نشر النور والزهر ٣٦٤.

(٣) في (ب) «القرامسي» ، وفي (ج) «العنامسي» ، وفي (د) «الفدامسي».

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٥) في (ب) ، (ج) «ونصب» ، وهو خطأ.

(٦) في (ج) «ومعاليهم» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «ومعاليمهم».

(٧) أي اعلام العلماء بناء المسجد الحرام ص ١١٤. وانظر أعمال الشيخ هذه في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٢ ، ٩٣.

٣٥٤

زين العابدين حميدان (١) خلعة الوزارة (٢).

وفي هذا اليوم ، ورد مكة مولانا السيد حمود بن عبد الله [بن حسن](٣) بعد أن كاتب مولانا الشريف بركات ، فراجع فيه الشيخ (٤) وحسين باشا ، وأعلمهم أن الصلاح في إصلاحه (٥) ، فكتب له حجة شرعية بعثها (٦) إليه تتضمن الإذن من جهة السلطنة في دخوله ، فكان دخوله في اليوم المذكور. ويقال أنه جاءه كتاب (٧) من الوزير مع كتب السيد أحمد الحارث ، والسيد بشير بن سليمان المقدم ذكرهما ، وأعطى الأمان فيها ، (وأن يكونوا عونا لمولانا الشريف ، والله أعلم) (٨).

__________________

(١) ثم عزله الشريف عنها سنة ١٠٨٤ ه‍ وولى بدلا عنه الحلبي محمد بن مصطفى ابن محمود كاتب الجراية ، ثم ولاه إياها مرة ثانية سنة ١٠٨٥ ه‍ بعد عزله حسين القبرصلي عنها. استوزره بعد ذلك عدد من أشراف مكة المشرفة ، فارتفع صيته وعلا ذكره ، واجتمع عنده من الأموال ما لا يحصى. توفي هذا الوزير سنة ١١٢٣ ه‍ في عهد الشريف عبد الكريم. انظر هذا ضمن أحداث السنوات ١٠٨٤ ه‍ ، ١٠٨٥ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ١٦٦.

(٢) بالأصل الوزد والتصحيح من ج.

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٤) محمد بن سليمان المغربي.

(٥) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ" اصلاحهم».

(٦) في (ب) ، (ج) «وبعثها».

(٧) انظر نص خطابه في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٥ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩١.

(٨) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ. انظر أخبار رجوع الشريف حمود هذا في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٣.

٣٥٥

[ملاحقة الشريف بركات للشريفين سعد وأحمد]

وفي هذا اليوم خرج مولانا الشريف بالعساكر المصرية ، وبعض عساكر الشام الباقين عنده من عسكر حسين باشا متوجها إلى الطائف / خلف مولانا الشريف سعد وأخيه (١).

وخرج معه في هذا (٢) الموكب مولانا السيد حمود (بن عبد الله ، فنفرت نفوس المصريين من الأتراك لاطمئنان (٣) مولانا السيد حمود) (٤) ، والتمامه بمولانا الشريف (٥) ، وثارت أحقادهم ، فشرعوا في التكلم فيه حتى أسمعوا محمد جاووش الذي هو باشهم ما خشي منه على نفسه في ذلك الموكب.

فلما طال عليه الأمر فارق مولانا الشريف ونزل إلى مكة مع غيطاس بيك أحد الصناجق الواردة معه.

وانحاز مولانا السيد حمود إلى منزل السيد بشير بن سليمان بالمعابدة. ونزل مولانا الشريف في وطاقه ، واستمر بالعابدة ـ أعني مولانا الشريف ـ.

__________________

(١) أحمد.

(٢) سقطت من (د).

(٣) في (أ) وبقية النسخ «لاطمأنات» ، وهو خطأ ، والاثبات يقتضيه السياق. وأضاف ناسخ (ج) على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٨٩ ما نصه : وقد ترجم لمولانا الشريف بركات المحبي في خلاصة الأثر ، وقال : وفي أيامه عمرت الخاصكية التكية المعروفة الآن بين البزابيز والمدّعى ، وصرف عليها أموالا كثيرة ، وعمّ نفعها. إملاء سيد دحلان».

(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٥) سقطت من (ج).

٣٥٦

وكاتبه من الطائف حاكم مكة القائد أحمد بن جوهر ، وطلب منه الأمان ، وأن يأتي لخدمته ، فأجابه ، وأمنه ، فدخل مكة يوم الجمعة ثاني عشري محرم الحرام من السنة المذكورة (١).

وأخبر بخروج مولانا الشريف سعد من الطائف يوم الثامن عشر من الشهر المذكور (٢) متوجها (٣) إلى عباسة (٤) هو ومن معه.

ولما كان يوم الاثنين الخامس والعشرون (٥) من المحرم ، خرج مولانا الشريف السيد حمود بالعسكر الصارجية إلى الطائف.

وتوجه مولانا الشريف بالعساكر المصرية يوم السادس والعشرين من الشهر المذكور إلى الطائف ، وتأخر عنه محمد جاووش أياما. ثم لحق به ومن معه من العسكر ، ثم توجهوا إلى المبعوث.

[مواصلة الشيخ محمد بن سليمان إصلاحاته بمكة]

وفي ثالث صفر من هذه السنة ، أمر الشيخ محمد (٦) أن تدهن السواري التي نقرها ططر (٧) سلطان مصر من الجراكسة بإبطال

__________________

(١) أي سنة ١٠٨٣ ه‍.

(٢) أي شهر محرم.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) عباسة : قرية في جنوب الطائف على تبعد عن وادي سلامة حوالي ٣٥ كيلو مترا ، سكانها بنو سعد. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٦ / ٣٤.

(٥) في (ج) ، (د) «والعشرين».

(٦) ابن سليمان المغربي.

(٧) هو ططر الظاهري الجركسي (٧٦٩ ـ ٨٢٤ ه‍) المكنى بسيف الدين أبي سعيد ، الملقب بالملك الظاهر سلطان سلطان الديار المصرية والشامية سنة ٨٢٤ ه‍ ، أصله من

٣٥٧

الحسبة (١) والمكوس ، وعوض عنها (٢) صاحب مكة الحسن بن عجلان مالا من بيت المال ، وكذلك ما نقره قايتباي زمن الشريف محمد بن بركات بإبطال ذلك ، فدهنت (بالدهانات الملونة) (٣) ليظهر هذا الشعار (٤).

ولما كان ليلة الثاني عشر من شهر المولد الشريف (٥) ، أمر بترك الدفوف ومنع من ذلك أهل الزوايا ، فمنهم من امتنع أصالة ، ومنهم من خرج بلا دفوف إلى (٦) المسجد ، " فلحق العامة تعب من هذه الجهة في

__________________

مماليك الظاهر برقوق ، فلما تولى المؤيد شيخ بن عبد الله جعله مقدم ألف ، فأمير مجلس ، ولما مات المؤيد وتولى ابنه الملك المظفر أحمد خلعه ونادى بنفسه سلطانا سنة ٨٢٤ ه‍ وتلقب بالظاهر ، توفي بعد ذلك بنحو ثلاثة أشهر وأيام ، كان به تدين ولين وكرم مع طيش شديد. انظر : المقريزي ـ السلوك ٤ / أخباره متفرقة بين الصفحات ٣٢٧ ـ ١٠٦٦ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٣ / أخباره متفرقة بين الصفحات ٣٥ ـ ٢٤٦ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ١٣ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٢٢٦ ، ٢٢٧.

(١) الحسبة : وظيفة دينية شبه قضائية ، تقوم على فكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورغم أن الأصل فيها قيام الناس جميعا بهذا الواجب فقد خصص لها موظف خاص في بعض العصور الإسلامية ، يسمى المحتسب إذا كان معينا من ولي الأمر ، ويسمى المتطوع بالحسبة إذا قام بها دون تكليف. انظر : الموسوعة العربية الميسرة ٧١٧.

(٢) سقطت من (ج).

(٣) ما بين قوسين ورد في (د) «بالدهان الملون».

(٤) في (د) «الشعائر». انظر خبر دهن السواري هذا في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨٣ ه‍. ومختصرة في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٣.

(٥) أي ربيع الأول.

(٦) في (ب) ، (ج) «من». وكانت محاولة من محاولات تخفيف البدع.

٣٥٨

هذه الليلة. وما يقع فيها قد أفرد بالتأليف.

[فائدة :]

قال العلامة (محمد بن جار الله الظهيري الحنفي) (١) بعد ذكر ما يقع في هذه الليلة والكلام فيه (٢).

«لم أقف على أول (٣) من فعل / ذلك ، يعني الشعار بمكة ليلة المولد ، وسألت عنه مؤرخي العصر فلم أجد عندهم علما». انتهى.

قلت :

وهذا القاضي كان موجودا سنة ٩٥٠ تسعمائة وخمسين (٤).

__________________

(١) ما بين قوسين في (ب) «ابن جار الله الظهير الحنفي» ، وفي (ج) «القاضي محمد بن جار الله بن ظهيرة القرشي المكي الحنفي في تاريخه» ، وفي (د) «بن جار الله الظهيري الحنفي». أي جمال الدين محمد جار الله بن محمد ظهيرة. وكتابه الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف ص ٣٢٦.

(٢) قال محمد جار الله بن ظهيرة في الجامع اللطيف ص ٣٢٦ عما يقع فيها بقوله : «وجرت العادة بمكة في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام أن قاضي مكة الشافعي يتهيأ لزيارة هذا المحل الشريف بعد صلاة المغرب في جمع عظيم منهم الثلاثة القضاء وأكثر الأعيان من الفقهاء والفضلاء وذوي البيوت بفوانيس كثيرة وشموع عظيمة ، ويدعى فيه للسلطان ولأمير مكة وللقاضي الشافعي بعد تقدم خطبة مناسبة للمقام ، ثم يعود منه إلى المسجد الحرام قبيل العشاء ويجلس خلف مقام الخليل عليه‌السلام بإزاء قبة الفراشين ، ويدعو الداعي لمن ذكر آنفا بحضور القضاة ، وأكثر الفقهاء ، ثم يصلون العشاء وينصرفون ، ولم أقف على أول من سن ...». إلا أنه لم يذكر خروج أهل الزوايا بالدفوف ، ويبدو أن هذه العادة قامت مؤخرا في عصر السنجاري. وهي من الأمور المنكرة التي لا وجود لها الآن.

(٣) سقطت من (ج).

(٤) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨٣ ه‍ ، ومختصرة في زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٩٣.

٣٥٩

[بعض العسكر يهين القاضي وعدة حوادث]

وفي ليلة الجمعة السادس عشر من ربيع الأول ضرب بعض العسكر نائب قاضي الشرع الشريف القائم مقامه بعد وفاته ، وكانت وفاته في ثامن عشر محرم (بعد صلاة العشاء) (١) بالحرم الشريف ، وأخذ عمامته من رأسه ، وذلك بسبب أنه حكم عليه في (٢) يوم الخميس خامس عشر الشهر في مسألة رفع إليه فيها. ولا أحسب أنه جرى مثل هذا لقاض (٣) بمكة قبله فيما أعلم.

فلما أصبح النائب المذكور خرج من المدرسة إلى بيت القضاة المعزولين ، وأمر فراشا أن (٤) يدعو الفقهاء ووجوه الناس ، فدعاهم (٥).

ونزل إلى باب الزيادة ، ودعا نائب مولانا الشريف ، وكان إذ ذاك أخوه السيد إبراهيم بن محمد ، فحضر المجلس ، وحضر كبار العسكر وشكى ما جرى له.

فأنكرت كبار العسكر ذلك ، وتعصبوا عليه ، وكادت تكون فتنة ، ولطف الله ، وانفض (٦) المجلس عند (٧) دخول الخطيب للصلاة.

__________________

(١) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «وكان ضرب المذكور بعد العشاء» ، وفي (د) «وكان ضرب المذكور بعد».

(٢) سقطت من (ب).

(٣) في (ب) ، (ج) «القاضي» ، وهو خطأ ، وفي (د) «لقاضي». فقد كان للقاضي كرامته ، ولم يكن يتعرض للإهانة ، فكان استهجان السنجاري لذلك.

(٤) في (ب) «أيد» ، وهو خطأ ، وسقطت من (ج) ، (د).

(٥) سقطت من (د).

(٦) في (ب) ، (ج) «وفض» ، وفي (د) «وقضى الله».

(٧) سقطت من بقية النسخ.

٣٦٠