منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

وفي ربيع الآخر من السنة المذكورة (١) ، ورد من صاحب مصر خلعة لمولانا الشريف ، فلبسها بالأبطح لكونه كان متوجها إلى الشرق.

ثم إنه توجه إلى المبعوث ، ووفد عليه مولانا السيد حمود بمفرده بعد أن (٢) فارق من كان معه ، فقابله بالإجلال والإكرام ، وقام بموجبه أحسن قيام ، ودخل معه الطائف ، وأقاما في أرغد عيش بعد ذلك الطيش (٣).

وفي شعبان من هذه السنة ، وردت من مصر خلع لمولانا الشريف وأخيه السيد أحمد ، فدخل بها (٤) سردار العسكر (٥) المحافظين للبلد ، ووضعها قي مقام سيدنا إبراهيم لغيبة الجماعة.

فدخل مولانا الشريف ليلة الثالث والعشرين من رمضان من السنة المذكورة ، ومكث يومه والذي يليه ، ونزل في اليوم الثالث من مجيئه إلى

__________________

وهو خطأ. والحمدة : فرع صغير من ثقيف في وادي الغيم ونواحيه من الطائف الشمالي. والحمدة أيضا : بطن من بني جاهل من ثقيف ترعه. البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ١٢٠. وانظر أخبار هذه الفتنة مفصلة في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٥.

(١) أي سنة ١٠٨١ ه‍.

(٢) أضاف ناسخا (ب) ، (ج) «كان».

(٣) انظر هذا الخبر في : : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٥ ، ٥١٦ مع الكثير من الاختلاف. ومختصرة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍.

(٤) سقطت من (ب) ، (ج).

(٥) السردار : أي الرئيس. انظر : النهروالي ـ البرق اليماني مقدمة التحقيق ٧٨.

٣٠١

الحطيم ، ولبس الخلعة الواردة له ، وكذلك مولانا الشريف أحمد لبس الخلعة الواردة باسمه.

وكان سبب ذلك طلب مولانا الشريف من صاحب السعادة أن يرسل لأخيه بموجب ما تلبس به من الاستقلال بربع مكة خلعة مع الأمير المصري ، فكان جوابه (الامتثال ، والمبادرة) (١) ، بهذا المثال (٢) /.

[الإعتداء على خطيب المسجد الحرام سنة ١٠٨١ ه‍]

ولما كان يوم كان يوم الجمعة السادس (٣) والعشرون من شهر رمضان من هذه السنة ، دخل المسجد رجل أعجمي بيده سيف والخطيب يخطب وهو ينادي بالفارسية ما معناه أنه المهدي ، وجلس في صحن الطواف إلى أن فرغ الخطيب.

فلما أراد أن ينزل قصده الأعجمي بالسيف ، وأراد ضربه به (٤) ، فرد في وجهه باب المنبر ، وكان الخطيب ذلك اليوم القاضي محمد بن موسى الغلبوي (٥) المكي ، فتلاحقته العامة من العساكر المجاورين ، فضربوا الأعجمي بالسيوف حتى أثخنوه جراحة ، وسحبوه إلى أن

__________________

(١) ما بين قوسين في (د) «الأمثال بالبادرة».

(٢) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٦ ، ٥١٧ مع بعض الاختلاف اليسير.

(٣) أثبت المؤلف نصا على الحاشية اليمنى للمخطوط هي : «وفي سادس ذي الحجة وردت على مولانا الشريف خلعة من مولانا السلطان دام عزه ، فلبسها بالحطيم وطلع إلى داره». وسقط من بقية النسخ.

(٤) سقطت من بقية النسخ.

(٥) في (ج) «القليوي».

٣٠٢

أخرجوه من باب السلام.

ثم جرته العامة من أولاد السوق إلى المعلاة ، وجمعوا (١) عليه قمامة وأحرقوه فيها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله [العلي العظيم](٢).

[سيل عام ١٠٨١ ه‍]

وفيها (٣) : وقع سيل عظيم الثالث من شوال وبلغ إلى باب الكعبة ، فنزل مولانا الشريف (وأمر بفتح) (*) سرب باب إبراهيم ، ونطفه العامة (٤).

وخرج مولانا الشريف بعد العيد الى جهة (٥) الشرق.

[عزل حسن باشا عن جدة ووفاته بغزة سنة ١٠٨٢ ه‍]

وفي أوائل شوال تجبر حسن باشا بجدة ، ومنع مقاديم الشريف ووزيره من جهة التصرف واستولى على جدة ، وقرر من شاء في (٦) (معاليم الصر ، وضرب كاتب الجراية) (٧) الجلبي محمد بن مصطفى بن

__________________

(١) في (د) «وجعلوا».

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ. انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٧ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ مع بعض الاختلاف. وحرقه بالنار ومبالغة في العقوبة.

(٣) تكرر هذا الخبر في (أ) حيث استدركه المؤلف على الحاشية السفلى اليمنى للمخطوط ولم يشطبه.

(*) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٤) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨٠ ه‍ ، وفيه أنه كان في سنة ١٠٨٠ ه‍.

(٥) سقطت من (ج).

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «على».

(٧) كاتب الجراية : كاتب الوكالة أو كاتب الجاري من الرواتب. انظر : الباشا ـ الفنون الإسلامية ٢ / ٩٠١. المعجم الوسيط ١ / ١١٩. ما بين قوسين بياض في (ب).

٣٠٣

محمود (ضربا) (١) مبرحا ، وعمل المنكرات.

فلما بلغ ذلك مولانا الشريف لم يراجعه في شيء.

ولم يزل مولانا الشريف (٢) (إلى أن) (٣) دخل مكة أواخر ذي القعدة ، ودخل معه السيد حمود بن عبد الله ، وهما على أصلح نية (ومحبة ، ففرح الناس بذلك) (٤) ، وجلس مولانا السيد حمود للتهنئة بداره ، ومدحه الشعراء ، فأجاز وأجاد.

وفي (٥) السادس من ذي الحجة ، وردت قفاطين (٦) من حضرة السلطان لمولانا الشريف سعد (٧) ، فلبسها بالحطيم ، وطلع إلى داره.

ودخل حج سنة ١٠٨٢ ألف واثنتين وثمانين (٨) ، فخرج للقاء

__________________

(١) في (ج) أثبت الناسخ ما أثبتناه ، وأشار في حاشية المخطوط اليمنى ص ٢٦٨ «كذا بالأصل» ، وفي (د) «ضربا شديدا». ولاه الشريف بركات بن محمد بن إبراهيم مكة الوزارة سنة ١٠٨٤ ه‍ بدلا من الوزير الخواجا عثمان بن زين العابدين حميدان ، ثم عزل عنها سنة ١٠٨٥ ه‍ ، حيث ولي بدلا منه حسين القبرصلي. انظر هذا ضمن أحداث سنة ١٠٨٤ ه‍ ، ١٠٨٥ ه‍ من هذا الكتاب.

(٢) أي في الشرق.

(٣) ما بين قوسين بياض في (ب).

(٤) ما بين قوسين في (ب) «ففرح ومحبة الناس وجلس بذلك» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «ففرح وحبه الناس ، وجلس بذلك» ، وهو خطأ أيضا.

(٥) تكرر هذا الخبر في (أ) ، حيث استدركه المؤلف على الحاشية اليمنى للمخطوط ولم يشطبه ، وذكر بدل كلمة «قفطان» كلمة «خلعة».

(٦) في (د) «قفطانين».

(٧) سقطت من بقية النسخ.

(٨) يبدو أن المؤلف قد توهم في السنة ، فحديثه السابق كان ضمن أحداث سنة

٣٠٤

الأمير مولانا الشريف ، وأخوه السيد أحمد.

وورد مع الأمير قفطان لمولانا الشريف أحمد ، فاختلعا (١) بالزاهر على جري (٢) العادة ، ووصل مع الأمير الشامي مثله أيضا ، وهذا أول قفطان سلطاني لبسه الشريف أحمد (٣).

وحج حسن باشا في هذه السنة ، وقد تأهب بأوفى أهبة ، فلما (أن فرغ) (٤) من تعريفه (٥) ناويا لتحريفه ، رمي برصاصة عند غروب الشمس من يوم الثلاثاء ثالث يوم من أيام منى (عند جمرة العقبة) (٦) ، وهو حادر لمكة ، فأصيب في فخذه ، وطاح من فوق حصانه ، فاحتمله العسكر إلى التخت ، ونزلوا به ، وقتلوا من وجدوه (٧) تجاههم من الحجاج ، والفقراء إلى أن وصلوا به (٨) الباسطية موضع (٩) سكنه.

__________________

١٠٨١ ه‍ ، وسيتضح هذا التوهم في نهاية الخبر والخبر الذي يليه ، حيث سيذكر دخول سنة ١٠٨٢ ه‍.

(١) في (ب) ، (د) «اختلفا» ، وهو خطأ.

(٢) في (ج) «حسب».

(٣) انظر أخبار هذه الخلعة للشريف سعد والشريف أحمد في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٧ إلا أنه ذكرها ضمن أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ في السادس من شهر ذي الحجة.

(٤) ما بين قوسين في (أ) «أن من فرغ» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٥) أي الوقوق بعرفة.

(٦) ما بين قوسين ورد في (ج) «عند الجمرة ، أي جمرة العقبة».

(٧) في (ج) «وجدوا».

(٨) أضاف ناسخ (د) «إلى».

(٩) في (ب) ، (ج) «لموضع».

٣٠٥

وبلغ مولانا الشريف الخبر ، فنزل بمن معه من (١) الأشراف في لبس الحديد ، فلما وصل إلى المعلاة عدل من سوق الليل ونزل إلى بيته.

واعتدّت عساكر حسن باشا للحصار ، وجعلوا المدافع على باب (٢) السدرة وباب (٣) الباسطية ، ومن جهة الشبيكة ، ومن جهة سويقة ، واقتضى الحال تحرز مولانا الشريف أيضا (٤).

ولم يزل الحال هكذا إلى الصبح ، فاجتمع الأمراء بمولانا الشريف ، فأخبرهم أن هذا أمر ليس لي به خبر ، وقد وقع ذلك ، والله أعلم بفاعله ، ولا لنا به علم.

وطلب مولانا الشريف محاسبته ما دام في قيد الحياة عما هو له من مدخول جدة ، فإنه منعه من غير أمر يقتضي ذلك بعد إنعام السلطنة عليه به ، وصمم في الدعوة.

ووكل مولانا الشريف في مطالبته بذلك الخواجا محمد سعيد بن مصطفى السيوري (٥) وزير (٦) جدة من جهته.

__________________

(١) في (د) «من العسكر».

(٢) سقطت من (د).

(٣) في (د) «ورباط».

(٤) سقطت من (ج).

(٥) في (ب) ، (ج) «اليسوري» ، وفي (د) «السبوري». قبض عليه صنجق جدة محمد جاووش مع آخرين وأرسله إلى مصر سنة ١٠٨٣ ه‍ حيث سجن هناك ، ثم أطلق سراحه معهم سنة ١٠٨٤ ه‍ عاد بعدها إلى مكة سنة ١٠٨٥ ه‍. انظر هذا ضمن أحداث السنوات ١٠٨٣ ه‍ ، ١٠٨٤ ه‍ ، ١٠٨٥ ه‍ من هذا الكتاب.

(٦) في (ب) ، (ج) «ووزير» ، وهو خطأ.

٣٠٦

فجاء إلى حضرة القاضي ، وادعى على الباشا المذكور ، وأحضر (١) دفاتر البندر ، فصح لمولانا الشريف عنده أربعة وعشرون ألف قرش ثبتت بلا نزاع.

فتوسطت الأمراء (٢) / في ترك البعض ، فأخذ منه عشرة آلاف وسمح بأربعة عشر ألف قرش (٣).

ثم إن الباشا المذكور استمر إلى (سابع عشري) (٤) ذي الحجة وسافر مع الحج إلى المدينة ، وأبقى كيخيته (٥) على جدة.

(وفي هذه السنة جاء خبر وفاة السيد أبو القاسم بمصر (٦).

[المحاولات لولاية السيد أحمد بن محمد الحارث]

وكان من أمر الباشا أنه لما دخل المدينة أقام بها ، فحسن له محمد

__________________

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «وأحذروا».

(٢) تكررت في (أ).

(٣) انظر هذه الأخبار مختصرة مع بعض الاختلاف في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ ، : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٥١٧ ، ٥١٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٢ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍.

(٤) ما بين قوسين في (ب) «سادس» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «سادس عشر» ، وهو خطأ ، وفي (د) «سابع عشر».

(٥) في (ب) «كيخية» ، وفي (ج) «صنجقية».

(٦) هذا وانظر خبر وفاة السيد أبي القاسم بن حمود بمصر بالطاعون في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٩٥ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٧٨ ه‍.

٣٠٧

ظافر السابق ذكره (١) أن يبعث إلى مولانا السيد (أحمد الحارث) (٢) ويوليه.

فبعث إليه ، وجاء إلى المدينة بواسطة (ابنه (٣) السيد محمد) (٤) ، فألبسه حسن باشا خلعة في الروضة الشريفة ، ونادى له بالبلد ، وأمر بالدعاء له على المنبر ، وأرسل إلى جدة يريد ذخيرة (٥) يتجهز بها إلى مكة.

[أحداث سنة ١٠٨٢ ه‍]

ودخلت سنة ١٠٨٢ [اثنتين وثمانين وألف](٦) :

وفيها : خرج مولانا الشريف عقب (٧) الحج إلى ينبع ، فأقام بها ، فجاءه الخبر بولاية السيد أحمد الحارث المدينة.

فبعث إليه كتابا تلطفه (٨) فيه (٩) ، فأعاد (١٠) جوابه يعتذر مما حصل ،

__________________

(١) ضمن أحداث سنة ١٠٧٩ ه‍.

(٢) في (ج) «أحمد بن محمد الحارث».

(٣) سقطت من (ب) ، (د).

(٤) ما بين قوسين ورد في (ج) «السيد محمد الحارث ابنه».

(٥) في (ب) «ذخرتا» ، وهو خطأ.

(٦) ما بين حاصرتين بالأرقام في (أ) ، وفي بقية النسخ سنة ألف وثلاثة وثمانين نتيجة للخطأ الذي وقع فيه المؤلف في تسجيل السنة السابقة.

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «عقيب».

(٨) في (أ) «تلطف» ، وفي (ب) ، (د) «يتلطف» ، والاثبات من (ج).

(٩) سقطت من (ب). انظر نص الخطاب في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٨ ، ٥١٩ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٣.

(١٠) في (ب) «فأر» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «فأرسل».

٣٠٨

ويفصح (١) : «بمكره أخاك لا بطل».

وشرع الباشا يتجهز لملاقاة مولانا الشريف (٢) ، ومولانا السيد أحمد الحارث (٣) يجيل فكره (٤) في عاقبة هذا الأمر المخيف.

وكان مولانا السيد حمود بالمبعوث ، (فبعث إليه السيد أحمد (٥) والباشا) (٦) حسن (يطلبانه إليهم) (٧) ، والمعونة لهم ، (واتفق أن) (٨) مولانا الشريف بعث (٩) إلى مولانا السيد حمود (١٠) يستدنيه ويخبره بما وقع.

فاتفق وصول الرسولين في يوم واحد ، فتوجه قاصدا (١١) جهة

__________________

(١) في (ب) «يفضح» ، وفي (د) «يقضي».

(٢) سعد.

(٣) سقطت من (ج).

(٤) في (د) «مكره».

(٥) ابن محمد الحارث. انظر نص خطابه هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٥١٩ ، ٥٢٠ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٣ ، ٤٤٤.

(٦) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وما بين قوسين في (ب) «فبعث إليه السيد أحمد ، وانحل أمر المدينة واليا [ ]». وفي (ج) «فبعث إليه السيد أحمد وانحل أمر المدينة واليا والباشا». وكلاهما خطأ لتوهم عارف وإدخاله الحاشية «وانحل أمر المدينة» ضمن الحاشية السابقة.

(٧) ما بين قوسين في (ب) «يطلب أنه إليهم» ، وفي (ج) «يطلب أنه يأتي إليهم».

(٨) ما بين قوسين بياض في (ب) ، وفي (ج) «وكذلك».

(٩) في (ب) «وطلب».

(١٠) أضاف ناسخ (ج) «بهدية».

(١١) في (أ) «قاصد» ، والاثبات من بقية النسخ.

٣٠٩

الشريف سعد ، فوصل إلى مولانا الشريف سعد ، (وهو بملجا (١) بالقرب من ينبع) (٢).

وأتاه الخبر (٣) بأمر الخزانة المبعوثة إلى حسن باشا [من جدة](٤) ، فأمر بأخذها ، فأخذت عن آخرها ، (وقسمها من عنده ، واغتنى منها من اغتنى) (٥).

فقد أخبرنا : أن الكيخية (٦) المرسل بها من جدة وضع الأموال في نفس (٧) الميرة (٨) كالحب والرز والفول ، (فلما جاؤا بها ، قسمها مولانا الشريف) (٩) على أنها ميرة ، واشترتها (١٠) الناس ، وباع من باع ، وأكل من أكل.

وفي مقامه بملجة أتاه الخبر بعزل حسن باشا ، وطلبه إلى الأبواب.

وجاءت لمولانا الشريف خلعة مع ذلك القاصد ، فلبسها ثمة.

__________________

(١) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٠" ملحه».

(٢) ما بين قوسين في (ج) «وهو بمحل يقال له الملجا بالقرب من ينبع».

(٣) تكررت في (أ).

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٥) ما بين قوسين في (ج) «وفيها من عنده واعتنى بها من اعتنى» ، وهو خطأ.

(٦) في (ب) ، (ج) «الكميه» ، وهو خطأ.

(٧) لم أتبين قراءتها في (أ) ، (ب) ، والاثبات من (د) ، وما بين قوسين في (ج) «فرليس».

(٨) الميرة : الطعام يجمع للسفر ونحوه. المعجم الوسيط ٢ / ٨٩٣.

(٩) ما بين قوسين في (ج) «فلما جاء قسمها على من عنده» ، وهو خطأ.

(١٠) في (ب) «واشترها» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «واشتراها».

٣١٠

وتوجه القاصد (بخبر العزل) (١) إلى المدينة ، فتوجه حسن باشا من المدينة على طريق غزة ، وعلم أنها مكيدة ، وأخبر بذلك من هنالك ، (وانحل أمر المدينة) (٢).

وخرج معه محمد ظافر ، وأغاة القلعة ، فجاءت (٣) وفاته على مرحلتين من المدينة ، وذهب ابن ظافر بأسبابه إلى غزة ، ثم إلى مصر (٤).

[الشيخ محمد بن سليمان المغربي يتولى نظارة الحرمين الشريفين]

وانقطع الخبر عن مولانا الشريف ، وكثرت الأقاويل هناك عند حضرة الوزير (٥) حتى قيل أنه مسد (٦) باش الذاهب (مع الباشا) (٧) من المدينة صحبة ثوب الباشا الذي ضرب فيه ، فأحضره بين يدي الوزير

__________________

(١) ما بين قوسين ورد في (ج) «بالخبر».

(٢) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية اليمنى للمخطوط ، وسقط من (ب) ، (ج).

(٣) في (ب) ، (ج) «فحانت».

(٤) انظر هذه الأخبار مع بعض الاختلاف اليسير في : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٣ ، ٤٤٤ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٨ ـ ٥٢٠ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ ، ومختصرة في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٨٢ ه‍.

(٥) هو أحمد فاضل باشا بن محمد باشا الكوبرلي ، تولى الصدارة بعد موت والده عنها سنة ١٠٧٢ ه‍ ، توفي سنة ١٠٨٧ ه‍ ، وتولى بعده زوج اخته قره مصطفى باشا. وكان أحمد من أفاضل الوزراء وأحسنهم سياسة ، أعاد للدولة العثمانية ما كان لها من المجد. انظر : سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٧١ ـ ١٧٦ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٤٤ ، ١٤٥ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٩٤ ـ ٣٠٠.

(٦) في (ب) «مسند» ، وفي (د) «مستند».

(٧) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

٣١١

بدمه ، وزاد الأعداء في الكلام ، فوجد عند ذلك مولانا الشيخ محمد بن سليمان للمقال مكانا فسيحا ، (ولو كان ألكن لصار) (١) فصيحا.

فأبدى لذلك تعبا ووجدا ، وأنشد الوزير الأعظم أن سعدا!!.

فعند ذلك أمر الوزير الأعظم بإخراج أمر سلطاني إلى صاحب (٢) مصر أحمد باشا (٣) بتجهيز ثلاثة آلاف عسكري من مصر إلى مكة ، وكتب إلى صاري (٤) حسين باشا (٥) صاحب حلب (٦) أن يحج في هذا العام / بألفي (٧) عسكري ، وينظر في أمر الحرمين ، ولا يبرم أمرا دون إشارة الشيخ محمد بن سليمان المغربي ، وأمر الشيخ بالحج وإصلاح البلد ، (وتولية) (٨) من يرى فيه الصلاح ، وجعل (٩) إليه أمر ذلك.

__________________

(١) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «ولو كان لكن لطا» ، وهو خطأ ، هذا وقد أضاف ناسخ في الحاشية جملة «كذا بالأصل».

(٢) سقطت من (ب).

(٣) ورد في أحمد شلبي ـ أوضح الاشارات ١٦٧ ، ١٧٠ أن صاحب مصر في هذه الفترة هو إبراهيم باشا الوزير الذي وصل في غرة محرم سنة ١٠٨١ ه‍ بعد عزل الوزير علي باشا قراقاش عنها في غرة الحجة سنة ١٠٨٠ ه‍. استمر إبراهيم باشا واليا على مصر إلى آخر جمادى الأولى من سنة ١٠٨٣ ه‍.

(٤) أضاف ناسخ (ج) «عسكر».

(٥) هو حسين باشا السلحدار. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢١. سيرد باقي خبره فيما يأتي.

(٦) سقطت من (ب).

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «ألفين».

(٨) ما بين قوسين في (ج) «وكان إذ ذاك بالاستانة ، وكذا توليه».

(٩) في (ج) «وجعله» ، وفي (د) «ويجعل».

٣١٢

فلما كان اليوم الثالث من شوال ورد من مصر متولي سواكن ، وأخبر بتجهيز العساكر إلى الجهة الحرمية ، وكثر الهرج والمرج (١).

واتفق أن ورد (حب أهالي) (٢) مكة إلى ينبع (٣) ، فحسن بعض الأشقياء لمولانا الشريف أخذه ، فأخذه ، وفرقه على من معه من الأشراف.

واستمر بينبع إلى ذي القعدة ، فورد مكة يوم الحادي عشر من ذي القعدة (٤).

غريبة :

لما كان اليوم الثالث عشر من ذي القعدة الحرام من السنة المذكورة (٥) بعد دخول مولانا الشريف بيومين ، جاء رجل من أهل الوادي ـ وادي الجموم ـ معروف بالخير عليه آثار الجذب والعزوف (٦) عن الناس ، ونادى بأعلى صوته من الشبيكة ، وهو سائر إلى أن وصل [إلى](٧) المعلاة ، [وهو](٨) يقول :

__________________

(١) انظر هذا الخبر في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٧.

(٢) ما بين قوسين في (د) «حباها لي» ، وهو خطأ.

(٣) في (ج) «مكة» ، وهو خطأ.

(٤) انظر خبر استمرار الشريف بينبع هذا في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٩.

(٥) أي سنة ١٠٨٢ ه‍.

(٦) في (د) «والعزق» ، وهو خطأ.

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٨) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ ، وفي بقية النسخ «و».

٣١٣

يا أهل مكة أشهدكم ، وأشهد الله ، وملائكته أني أديت الأمانة إلى شريف مكة ، وهو أن الله يريد [أن](١) ينزل بأهل هذه البلدة عقوية ، فليخرج هو بنفسه ويجمع الناس كافة يوم الجمعة ويصلي بهم ركعتين ليرفع الله البلاء بذلك عن أهل هذه البلدة ، وقد أديت (٢) ما أمرت بتبليغه.

فوصل خبره إلى مولانا الشريف ، فاستدعاه وسأله عن حاله.

فأخبرنا الوزير (محمد علي) (٣) بن سليم ، وكان حاضر المجلس صورة جوابه ، وهو أنه قال :

أنا رجل مقيم بالريان من الوادي ، فصليت البارحة العشاء ونمت ثم قمت لصلاة لي (٤) أصليها ، فاغتسلت من عين هناك (وقمت أصلي) (٥) ، فغشيني نور طبق الأفق ، فسجدت خشية ، ثم رفعت رأسي وأنا كالغائب ، فشاهدت النور قد اجتمع دائرة مكتوب فيها نحو اثني عشر سطر ، أولها لا إله إلا الله ، والثاني الله نور السموات والأرض ، والثالث سخط لخط فحط ، ولم أعرف بقية الأسطر غير هذه الثلاثة ، فأردت أن أميل إلى جهة اليمين فرأيت من أخذ بشقي الأيسر (٦) ،

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٢) في (ج) «بلغت».

(٣) ما بين قوسين في (ج) «محمد بن علي» ، وهو خطأ.

(٤) سقطت من (ب) ، (ج).

(٥) ما بين قوسين سقط من (د).

(٦) في (ب) ، (ج) «الشمال».

٣١٤

فأردت الميل إلى الأيسر ، فأخذت من الأيمن ، فقلت : من أنت ، وقد غمرتني رائحة المسك ، فقال اسمع وع (١) : أنا شمشمائل (٢) رسول جبريل من رب العالمين ، إذهب إلى مكة ، وابلغ صاحبها السلام ، وناد بأعلى صوتك من أسفل مكة إلى أعلاها ، وقل للملك أن سلمت (يوم عرفة سلمت) (٣). انتهى ما أخبرنا به الجمال (محمد علي) (٤) بن سليم (وهذا نصه) (٥) بلفظه ، وأنا أستمليه منه.

فأمر مولانا الشريف بالإحسان إليه وصرفه / فعاد من يومه ، ولم يعد مولانا الشريف رأيا في قوله ، وحمل الناس قوله على التخليط والتغليط.

ومن وقف على نحو كتب البوني (٦) وغيره من نوع التصريف والرياضيات ، لا ينكر مثل هذا الواقع ، وأنت إذا اعتبرت هذه الألفاظ الذي ذكر الرائي أنه رآها في السطر الثالث من الأسطر ، وهي : سخط

__________________

(١) في (ج) «وع فقال» ، أي زاد الناسخ كلمة «فقال» ، وفي (د) «وعي».

(٢) في (ج) «شمشمائيل» ، وفي (د) «شميشمائل». وهذه من خرافات الصوفية ، وقد صدقها المؤلف بسبب ميوله الصوفية.

(٣) سقطت من (د) ، وما بين قوسين سقط من (ب).

(٤) في (ج) «محمد بن علي».

(٥) في (ج) «وهذا ما نصه».

(٦) في (د) «اليوني». هو أحمد بن علي بن يوسف أبو العباس البوني ، نسبة إلى بونة بافريقية على الساحل ، مغربي الأصل متصوف مبتدع. انظر : حاجي خليفة ـ كشف الظنون ٨٢ ، ٨٣ ، ١١٨ ، ٤٩٤ ، البغدادي ـ إيضاح المكنون ١ / ٣٧٥ ، ٤٣٠ ، ٢ / ٦٨٩ ، سركيس ـ معجم المطبوعات ١ / ٦٠٧ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ١٧٤.

٣١٥

لخط (١) ، فحط ، علمت أن السخط ضد الرضى ، والالتخاط الاختلاط ، وفحط السهم كمنع ونصر مخوطا نفد ، والسيف سله كامتخطه ، والجمل به أسرع ونزع ومد ، والفحل الناقة ألح عليها.

وإذا عرفت مفهوم هذه المفردات مع ما وقع في هذه البلدة من الاختلاف الموجب للسخط ، والاختلاط من الاخلاط ، ونظرت إلى عاقبة هذا (٢) الأمر وانحلاله ، علمت صدق الدعوى في حصول هذه البلوى ، ولو لا خوف الملل ، وعدم القابل لأطلت في الاستدلال لصحة هذا المقال (٣).

ولما كان اليوم الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة ، ورد مكة محمد جاووش بنحو ثلاثة آلاف عسكري ، ونزل في جرول (٤) خارج الشبيكة.

فخرج إليه الوزير (٥) والحاكم ، وبعث إليه مولانا الشريف بهدية

__________________

(١) في (ب) «سخط» ، وهو خطأ.

(٢) سقطت من (ج).

(٣) انظر خبر هذه الغريبة في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٨ ، ٨٨. وهذه الحادثة وتعليق السنجاري وتصديقه لها من الحوادث المتكررة في حياة الأمم حين يشيع الظلم وتحل المصائب وينبغي عدم تصديق مثل هذه الخرافات والتي لا مستند لها من الشرع.

(٤) جرول : أحد أحياء مكة المكرمة الحديثة وأكبرها ، يقع غرب جبل قعيقعان ، ويمتد غربا فلا تعرف حدوده الواضحة ، من أحيائه الزاهر والزهراء والتضباوي وملقيه ومطشش. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ١٤٣.

(٥) أي محمد علي بن سليم.

٣١٦

من جملتها فرس عربية مزهبة (١) ، وكذلك أخوه الشريف أحمد ، فشكر فعلهم. واستخبروه عن مجيئه بهذا العسكر ، فلم يخبرهم وقال : «لا علم لي ، إنما جهزت بهذه العساكر إلى مكة ، وقيل لي يصل إليك صحبة (٢) الحج الشامي حسين باشا (٣) ، وأن الأمر إليه ، وأمرني حضرة الباشا صاحب السعادة (٤) أن لا أدخل البلد بهذه العساكر" (٥).

وفي اليوم السابع (والعشرين من ذي القعدة) (٦) ، وردت كتب من المدينة من الشيخ محمد بن سليمان [المغربي](٧) إلى مولانا الشريف ، ومضمونها التعريف بوصوله صحبة حسين باشا ، وأنه من المحبين لكم ، فقابلوه بما يليق ، فإنه عين الوزير (٨) الأعظم.

فلما قرأ مولانا الشريف كتابه ، أمر القاضي إمام الدين المرشدي بتلقي المشار إليه ، وأرسل معه كاتب الجراية محمد جلبي بن مصطفى بن

__________________

(١) في (ب) «من هبه» ، وهو خطأ ، وفي (ج) ، (د) «مذهبة». مزهبة : أي مجهزة بما تحتاجه.

(٢) في (د) «مع».

(٣) في (ج) «أغا».

(٤) أي صاحب مصر ، وهو إبراهيم باشا الوزير.

(٥) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٨.

(٦) ما بين قوسين سقط من (د).

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٨) تكررت في (ج). وهو أحمد فاضل الكوبرلي.

٣١٧

محمود (١).

وفي اليوم الثالث من ذي الحجة ، بعث مولانا الشريف إلى محمد جاووش أن يترفع عن طريق العرضة يوم خروج الشريف إلى لقاء الأمير ، فامتنع من ذلك ، فعند ذلك ظهر لمولانا الشريف المراد من هذا المنزل.

وفي اليوم الخامس (٢) من ذي الحجة ورد الأمير المصري أزبك بيك ، وانتظر مجيء مولانا الشريف للخلعة ، فلم يأته ، فأرسل يسأل عن سبب التأخر (٣) ، فأخبره مولانا الشريف بامتناع محمد جاووش عن الترفع عن طريقه ، فبعث إليه أن أقبل ، واترك العسكر اليمانية ، ولا يضيق بكم الطريق.

وترددت المراسيل إلى قبيل الزوال ، فأرسل محمد جاووش بعض الصناجق رهائن (٤) / في أن لا يحصل شيء من العسكر.

فخرج حينئذ مولانا الشريف وأخوه ، وطلعوا من الحجون ، ونزلا (٥) على الزاهر ، ولاقيا الأمير ، ولبسا خلعهما ، ورجعا من الشبيكة.

وهذا أول الاختلاف ، فإنه لم يعهد من صاحب مكة أنه خرج

__________________

(١) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٨.

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «اليوم».

(٣) هكذا في (أ) ، وفي (ج) ، (د) «التأخير».

(٤) تكررت في (أ).

(٥) في (أ) «ونزل» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ج) ، (د).

٣١٨

للقاء الأمير من الحجون.

فلما وصلا إلى منزلهما أطلقا (١) الصناجق ، فرجعوا إلى المعسكر (٢).

[رد حج اليمن]

وفي هذا اليوم أرسل مولانا الشريف قاصدا إلى البيضاء (٣) من جهة اليمن يأمر الأمير فرحان صاحب حج اليمن بالعود من هناك ، وأن لا يدخل مكة. فرد الحج من يلملم (٤).

(وبلغنا أن الإمام) (٥) القائم فيها وهو المتوكل على الله إسماعيل (٦) ،

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «أطلق» ، وفي (د) «أطلقوا» ، وهو خطأ.

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «العسكر». انظر خبر لبس الشريف للخلعة هذا مع بعض الاختلاف في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢١ ، ومختصرة مع بعض الاختلاف أيضا في : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٤.

(٣) البيضاء : واد يمر جنوب مكة المكرمة على بعد ٥١ كيلو متر أسفله على طريق اليمن ، كانت محطة للجمال فاندثرت وبها سمي الوادي وادي البيضاء ، وسكانه الحمودية من الأشراف العبادلة. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ٢٦٧ ، ٢٦٨.

(٤) يلملم : موضع على مسافة ليلتين من مكة ، وهو ميقات أهل اليمن. انظر : البكري ـ معجم ما استعجم ٢ / ١٣٩٨ ، ١٣٩٩ ، ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٥ / ٤٤١.

(٥) ما بين قوسين في (ب) «وبلغنا أن الأمير الإ الإمام» ، وفي (ج) «وبلغنا أن الأمير الإمام».

(٦) هو إسماعيل بن القاسم بن محمد المتوكل على الله من سلالة الهادي إلى الحق الحسني الطالبي صاحب اليمن. ولي اليمن سنة ١٠٥٤ ه‍ واستولى على حضرموت وسائر اليمن سنة ١٠٧٠ ه‍. له مصنفات عدة ، منها شرح جامع الأصول لابن الأثير. توفي سنة ١٠٨٧ ه‍. المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤١١ ـ ٤١٦ ، البغدادي ـ هدية العارفين ١ / ٢١٨ ، ٢١٩ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ١ / ١٤٦ ـ ١٤٩ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ٣٢٢.

٣١٩

لما دخل عليه فرحان أمير الحج ، وأخبره الخبر قال :

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(١) ، فقد صدّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن البيت.

وتعب غالب فقهاء الزيدية (٢) ، وقصدوا الإمام المذكور بالقصائد الذي فيها ما يشق عليه من العتاب ، (والتحريض على أخذ مكة) (٣).

فمن ذلك ما أنشدنيه (٤) صاحبنا جمال الدين (٥) بن نور الدين الشامي ثم المكي (٦) ، وكان باليمن عند الإمام قال :

أنشدني صاحبنا أبو إسحاق إبراهيم بن صالح الهندي البانياني (٧) ، عرف بالمهتدي من شعراء الإمام قوله يخاطب الإمام إسماعيل بعد (٨) عوده فيمن عاد من الحجاج ، وأنشده إياها في أحفل مجالسه :

__________________

(١) سورة الأحزاب آية ٢١.

(٢) الزيدية : فرقة شيعية تنسب إلى زيد بن علي بن الحسين ، توفي سنة ١٢١ ه‍ في خلافة هشام بن عبد الملك ، وتقابل الإمامية ، وهما أكبر فرق الشيعة ، ولا تزالان باقيتين إلى اليوم. انظر : الموسوعة العربية الميسرة ٩٣٨.

(٣) ما بين قوسين في (د) «والتعريض والتحريض على أخذ أهل مكة».

(٤) في (ب) «ما نشدنيه» ، وهو خطأ ، وفي (د) «ما أنشد فيه» ، وهو خطأ.

(٥) سقطت من (ب).

(٦) هو جمال الدين بن نور الدين بن أبي الحسن الحسيني الدمشقي ، أديب وشاعر ، هاجر إلى مكة فجاور بها مدة ثم دخل اليمن أيام الإمام أحمد بن الحسن ، ثم فارق اليمن ودخل الهند فوصل إلى حيدر آباد وصاحبها يومئذ الملك أبو الحسن ، فاتخذه نديما له ، بقى في الهند إلى أن مات سنة ١٠٩٨ ه‍. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٩٤ ، ٤٩٥.

(٧) في (ب) ، (ج) «البانيالي».

(٨) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «يوم».

٣٢٠