منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

العسكر إلى السيد حمود ، ومن (١) معه من الأشراف (لما فعلوه) (٢) في المسلمين.

وكان السيد حمود ومن معه قد اتسعوا ، وتوغلوا في البادية.

فلما حج الناس ، وعزموا (إلى مواطنهم) (٣) خرج مولانا الشريف صحبة العسكر الواردين مع الصناجق إلى ينبع. وكان خروجه يوم الخميس سادس عشر (٤) ذي الحجة ، وأقام أخاه مولانا السيد أحمد بن زيد مقامه نائبا عنه في مكة (٥).

[ودخلت سنة ١٠٧٩ ألف وتسع وسبعين :]

فلما وصل ينبع ، اقتضى رأيه مراجعة الباشا ، وأفهم الصناجق أن السيد حمود وجماعته قد توغلوا في البادية ، والسفر خلفهم مشق (٦) ، وأن البراري (٧) ليس بها ماء ، وأن الرأي عودهم إلى مصر ، ونحن نجمع العرب ، ونلحق هؤلاء الجماعة أينما كانوا (٨).

__________________

(١) سقطت كلمة «من» من (ب) ، (ج).

(٢) في (ب) ، (ج) «ما فعلوا».

(٣) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٤) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٠ «عشري».

(٥) انظر هذه الأخبار في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٩٩ ، ٥٠٠ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٧٨ ه‍.

(٦) في (ج) «مشقة».

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «البوادي».

(٨) انظر هذا الخبر في : : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠١ مع بعض الاختلاف اليسير ومختصرة في المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤١.

٢٨١

فتوجه العسكر إلى مصر.

(وفي صفر من هذه السنة (١) توجه مولانا السيد أحمد بن زيد إلى جهة المبعوث لإصلاح تلك الجهات ، وأناب عنه بمكة مولانا السيد بشير ابن سليمان [بن موسى بن بركات بن أبي نمي](٢).

وأما مولانا الشريف سعد ، فإنه أقام بينبع وقتل بها جماعة من المفسدين ، وهدّ السور الذي فيها (٣).

وفي الرابع عشر من جمادى الأولى ، ورد مبشر بورود خلعة على مولانا الشريف من صاحب مصر) (٤).

__________________

(١) أي سنة ١٠٧٩ ه‍. أضاف : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠١ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤١ أن الشريف خرج يوم الاثنين سادس صفر.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) حيث استدركه ناسخها على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٦٠. رشحه عماد أفندي سنجق جدة السابق لتولي امارة مكة لدى رجوعه إلى الديار الرومية وسؤال المسؤلين له عمن يستحق الملك ، فكان ضمن من رشحهم لذلك. انظر : : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٨. انظر خبر توجه الشريف أحمد هذا مختصرا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠١ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤١.

(٣) شيد هذا السور السلطان قانصوه الغوري آخر حكام المماليك سنة ٩١٥ ه‍ ، ثم جدده قائمقام ينبع عثمان أغا بأمر من دار السعادة عام ١١٢٦ ه‍ بعد هدمه سنة ١٠٧٩ ه‍. انظر : الخطيب : عبد الكريم محمود ـ تاريخ ينبع ـ ط ١ ـ مطابع الشرق الأوسط ـ الرياض ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م ص ٣١.

(٤) ابن الجنبلاط. واستدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية الوسطى للمخطوط رأسا على عقب ، ولم أتبين قراءة بعضه ، فأثبته من النسخ الأخرى. انظر خبر السور والخلعة في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠١.

٢٨٢

(وفي العشرين من جمادى الأولى أمر مولانا السيد بشير (بن سليمان) (١) بشنق رجل (من العرب) (٢) تحامل مع رجل آخر على قتل بعض أولاد الطواف في طريق جدة ، فظفروا (٣) بأحدهما ، فشنق) (٤).

وفي هذه السنة (٥) : اشتد الغلاء في جمادى الآخرة بمكة ، والطائف ، وانحازت الناس إلى مكة ، وضجت الفقراء.

[الشيخ محمد المغربي يخفف من شدة الغلاء عام ١٠٧٩ ه‍]

وكان بمكة شيخنا العلامة الشيخ محمد بن سليمان المغربي الروياني (٦) ، فتكلم مع مولانا الشيخ عيسى المغربي (٧) مسند مكة ، ومولانا الولي الصالح سيدي عبد الرحمن [المحجوب](٨) الزناتي في أن

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

(٢) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٣) في (ج) «فظفر».

(٤) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٢. هذا وقد وردت الأحداث المحصورة ما بين قوسين في بقية النسخ مختلفة الترتيب عما رتبه المؤلف وما أثبته.

(٥) أي سنة ١٠٧٩ ه‍.

(٦) الأصح الروداني. انظر ترجمته في الدراسة من هذا الكتاب.

(٧) هو عيسى بن محمد بن أحمد بن أحمد الجعفري ، نسبة إلى جعفر بن أبي طالب الهاشمي الثعالبي ، نسبة إلى وطن الثعالبة من أعمال الجزائر ، ولد في زوارة بالمغرب ، نزل المدينة ثم استقر بمكة المكرمة ، وتوفي فيها سنة ١٠٨٠ ه‍. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٢٤٠ ـ ٢٤٣ ، الرحلة العياشية ٢ / ١٢٦ ، البغدادي ـ إيضاح المكنون ١ / ٢٤٢ ، ٥٦٠ ، ٢ / ٤٨٣ ، ٥٣٥ ، الكتاني ـ فهرس الفهارس ١ / ٣٧٧ ـ ٣٧٩ ، ٢ / ١٩٠ ـ ١٩٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٥ / ١٠٨ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٨ / ٣٣.

(٨) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ. وسبق ذكره في أحداث عام ١٠٤٧ ه‍

٢٨٣

يتكلموا مع وجوه الناس بأن يخرجوا شيئا مما (١) تسقط أنفسهم ليطبخ الفقراء ، ويكون (من باب الشفقة) (٢) والمواساة (٣). فوافقوه على ذلك.

وكلموا السيد بشير بن سليمان (٤) ، فابتدأ بعطاء (٥) من عنده ، وتلاه مولانا السيد (٦) ، وكتبوا إلى مولانا الشريف سعد وأخيه (٧) (مولانا الشريف) (٨) أحمد ، فأجابوهم ، (وبعثوا بهم (٩) خدامهم) (١٠) بإعطاء ما سمحوا به.

فكتب [بذلك](١١) قائمة على وجوه الناس يطلب منهم شيئا يقوم به الفقراء في هذه المدة.

فجمع ما أعطيه ، وجعله دشيشة طبخت بالمعلاة بمنزل الانقشارية

__________________

أثناء الحديث عن حج بشير أغا الطواشي ، وتعب الشريف زيد بن محسن منه.

(١) سقطت من (د).

(٢) في (د) «من باب الشفقة عليهم».

(٣) في (أ) «المساواة» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٤) نائب الشريف أحمد على مكة.

(٥) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «بالعطاء».

(٦) أي عبد الرحمن الزناتي.

(٧) في (د) «وأخوه» ، وهو خطأ.

(٨) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٩) في (د) «إلى».

(١٠) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(١١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

٢٨٤

في (١) وقتين من النهار صبحا وعشيا.

وكان قدر ما يطبخ فيها في الوقتين أربعة أرادب. وكان مبدأ تقسيمها يوم خامس جمادى الآخر من السنة المذكورة (٢). وكان يجعلها صباحا ومساء. فكانت تقوم (بالفقراء) (٣).

وهذا أول ظهور (٤) الشيخ بمكة ، وسيأتيك خبره (٥).

واشتد القحط من شعبان إلى ذي الحجة ، وأكلت الرمم ، والدماء ، والعظام ، ثم لطف الله ، (فوردت المراكب [المصرية](٦)).

وفي رابع عشر (٧) جمادى الأولى من هذه السنة ، وردت لمولانا الشريف خلعة من صاحب مصر ، فلبسها / مولانا الشريف (٨).

[تنافس على وظيفة مفتي الحنفية]

وفي شعبان من هذه السنة يوم [الأربعاء](٩) [السابع عشر](١٠) من

__________________

(١) في (ب) «وفي» ، وفي (ج) تكررت كلمة «في».

(٢) أي سنة ١٠٧٩ ه‍.

(٣) ما بين قوسين في (أ) «بها الفقراء» ، والاثبات من بقية النسخ. انظر خبر هذا الغلاء في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٢ ، ٥٠٣. ومختصرا في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث عام ١٠٧٩ ه‍.

(٤) في (أ) «ظهوره» ، وسقطت من (ب) ، وفي (ج) «خيرات» ، والاثبات من (د).

(٥) ضمن أحداث السنوات ١٠٧٩ ـ ١٠٩٤ ه‍.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ. وما بين قوسين في (د) «فوردت جدة المراكب المصرية». انظر خبر هذا القحط في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٣.

(٧) سقطت من (ج).

(٨) انظر خبر هذه الخلعة في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠١.

(٩) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(١٠) ما بين حاصرتين بالأرقام في

٢٨٥

[الشهر](١) :

توفي مفتي الحنفية (٢) مولانا الشيخ صادق بن مير باديشاه الحسيني الحنفي ، فطالب في وظيفته جماعة ، (فجاءت خلعة من مولانا الشريف لمنصب الافتاء لمولانا الشيخ عبد الرحمن الحجار المدني ، وكان بمكة ، وكاتب مولانا الشريف في ذلك قبل وفاة المذكور ، فأجيب إلى سؤاله ، وألبس يوم وفاة المذكور بالمسجد الحرام) (٣).

فبذل فيها مولانا القاضي إمام الدين بن أحمد بن عيسى المرشدي (٤)

__________________

(أ) ، وسقط من (ب) ، (ج) ، والاثبات من (د).

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (د).

(٢) في (ج) «الحنفي».

(٣) ما بين قوسين ورد هذا الخبر في النسخ الأخرى مغايرا لما ورد في (أ) ، ففي (ب) ما نصه : «من المكين (هكذا) وأرسل من المدينة الشيخ عبد الرحمن الحجار إلى مولانا الشريف يطلبه منصب الافتاء بمكة ، فسمح له مولانا الشريف بذلك ، وبعث إليه بخلعة إفاضة المنصب إليه ، فلبسها بالمدينة وتوجه إلى مكة». وفي (ج): «من المكيين وأرسل من المدينة الشيخ عبد الرحمن الحجار إلى مولانا للشريف يطلب منصب الافتاء بمكة ، فسمح له بها مولانا الشريف ، وبعث إليه بخلعة إفاضة المنصب إليه فلبسها بالمدينة وتوجه إلى مكة». أما في (د): «من المكيين ، وأرسل من المدينة الشيخ عبد الرحمن الحجار إلى مولانا الشريف يطلبه منصب الافتى بمكة ، فسمح له مولانا الشريف بطلب منصب الافتاء بمكة ، فسمح له مولانا الشيخ بذلك وبعث إليه بخلعة افاضة المنصب إليه ، فلبسها بالمدينة وتوجه إلى مكة».

(٤) هو القاضي إمام الدين بن أحمد بن عيسى المرشدي الحنفي مفتي الحنفية ، وخطيب المسجد الحرام ، عزل عن منصب الافتاء سنة ١٠٨٢ ه‍ ، توفي سنة ١٠٨٦ ه‍ بمكة المكرمة ، ودفن في المعلاة بسوح أم المؤمنين خديجة بنت خويلد. انظر : العصامي ـ سمط

٢٨٦

مالا للوزير محمد علي بن سليم ، وكان إليه المرجع ، فألبسه قفطانا في ثاني رمضان (من هذه السنة) (١) ، وجلس للتهنئة (٢).

[حادثة كونية عام ١٠٧٩ ه‍]

وفي يوم الاثنين الحادي والعشرين من ذي القعدة ، ظهرت آية من عين الشمس مثل ضوء مفارق لها ، ثم إنه امتد إلى جهة المغرب ، ثم انفرق عن صوت مهيل ارتجت له الأرض (٣).

وفي يوم الثلاثاء الثاني عشر (٤) من ذي القعدة ، دخل مولانا الشريف سعد مكة (٥).

وفي سادس (ذي الحجة) (٦) سنة ١٠٧٩ ألف وتسع وسبعين ،

__________________

النجوم العوالي ٤ / ٥١٠ ، ٥١٢ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨٦ ه‍.

(١) ما بين قوسين في (أ) «ـ هذا الشهر» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٢) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وهذا الوزير المذكور هو جد عائلة سليم المشهورين بمكة ، كذا رأيت بخط بعض الأماثل». ثم استدرك على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٦٤ نصا سقط منه في المتن : «والشيخ عبد الرحمن الحجار هو جد عائلة بيت الحجار المعروفين بالمدينة المنورة». ثم عاد إلى المتن وكتب : «والله أعلم».

(٣) انظر تفصيل هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٤.

(٤) في (ج) ، (د) «عشر» ، وهو خطأ.

(٥) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٥ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤١.

(٦) ما بين قوسين في (د) «ذي القعدة» ، وهو خطأ.

٢٨٧

ورد على مولانا الشريف قفطان من جهة الأبواب على فرو من حضرة السلطان الأعظم محمد خان ، فلبسه ، وطاف به على جري العادة (١).

[مزولة الشيخ محمد المغربي للمسجد الحرام]

و [في](٢) هذا اليوم ، وضع الشيخ محمد بن سليمان المزولة التي صنعها في المسجد الحرام بعد أن بنى لها بترة (٣) طول قامة الرجل (أو أقل) (٤) بحيث يقف الرجل ، ويرى رسومها حيال (٥) الركن الشرقي على ممشى باب السلام (٦).

وفي ليلة الأحد سابع عشر (٧) من (٨) ذي الحجة ، دخل مولانا السيد (أحمد بن زيد) (٩) ، وكان في جهة الشرق (١٠).

__________________

(١) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٦.

(٢) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، والاثبات من بقية النسخ».

(٣) أي قوائم.

(٤) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «وأقل».

(٥) في (ب) «خيال» ، وفي (د) «حال».

(٦) انظر تفصيل خبر هذه المزولة في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٥ الذي ذكر أنها ركبت في يوم الاثنين حادي عشري ذي القعدة ، ووصف ذلك بقوله : «بنى الشيخ ... محمد بن سليمان المغربي في صحن المسجد الحرام بعض أحجار ليضع فوقها حجرا كبيرا ، مكتوب فيه شاخصان من حديد يستفاد منه بالظل ما مضى وما بقي من النهار».

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «عشري».

(٨) سقطت من بقية النسخ.

(٩) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «أحمد بن أحمد بن زيد» ، وهو خطأ.

(١٠) ورد هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٦ أن تاريخ دخوله كان ليلة الأحد سابع عشري ذي القعدة.

٢٨٨

[موقف صنجق جدة وشيخ الحرم حسن باشا من الشريف]

وحج بالناس (١) مولانا الشريف في موسم هذه السنة.

وفي هذه السنة : سنة ١٠٧٩ ألف وتسع وسبعين ، ورد مع الحج الشامي حسن باشا (٢) ، وفوض إليه أمر جدة ، والنظر في أمر مكة ، ومشيخة الحرم ، وغير ذلك (وقد كان لما دخل) (٣) المدينة لاقاه العسكر الذين هناك ، وأدخلوه (٤) في آلاي أعظم.

ولما بلغ مولانا الشريف ذلك ، أخذ حذره (٥) منه.

وسبب خروجه من الروم إلى هذه الأقطار [الحجازية](٦) أن (٧) (في أثناء سنة ١٠٧٨ ثمان وسبعين وألف) (٨) ، أنفت نفوس بعض أهل

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) حسن باشا : كان له دور كبير في مجريات الأحداث بين سنتي ١٠٧٩ ـ ١٠٨٢ ه‍ منها قطع نصيب الشريف سعد من مال جدة ، ومنها قطع الدعاء للشريف له بالمدينة ، وتولية الحجاز للشريف أحمد بن الحارث. عزل من منصبه هذا سنة ١٠٨٢ ه‍ فارتحل عن المدينة ، ولما كان بطريق غزة توفي فيها. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٦ ـ ٥٢٠.

(٣) ما بين قوسين في (أ) «وكان قد كان لما دخل» ، وهو خطأ ، وفي (ب) «وكان قد كان لما دخل» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٤) في (د) «لاقوه».

(٥) في (ج) «جدة» ، وهو خطأ. انظر هذا في : : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٦ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤١.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٧) سقطت من (ب) ، (ج).

(٨) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «في أثناء سنة تسع وسبعين».

٢٨٩

المدينة من قاضي المدينة وكاتب الصر بها وهما : القاضي مكي (١) ، ومحمد السلكاوي.

فاجتمع ناس منهم ، وكتبوا إلى مولانا الشريف أن مرادهم محاسبة هذين الرجلين ، فأذن لهم في ذلك ، فحاسبوهما ، واستخرجوا منهما نحو أربع وعشرين ألف قرش.

وكان القائم بهذا الأمر ، رجل من أولاد المجاورين يقال له : محمد ظافر بن حسن أغا (٢) ، فقويت شوكته (٣) هناك ، واقتضى الحال عزمه [هناك](٤) إلى الروم سنة ١٠٧٩ تسع وسبعين ، فأنتج رواحه أن ورد معه بحسن باشا في هذه السنة.

فلما ورد المدينة ، أغراه محمد ظافر بخدام مولانا الشريف ، فقبض على بعض أهالي المدينة وحبسهم في القلعة (٥).

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «المكي».

(٢) قام بدور كبير في خلع الشريف سعد وتولية الشريف أحمد بن الحارث بدلا منه ، وبعد عزل الصنجق حسن باشا غادر المدينة معه ثم اتجه بعد موته إلى غزة ومنها إلى مصر حيث قتل فيها سنة ١٠٨٣ ه‍. انظر أحداث سنة ١٠٨٢ ه‍ ، ١٠٨٣ ه‍ من هذا الكتاب ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٥ ، ٨٧ ، ٩٣.

(٣) هناك حاشية في (أ) على الحاشية اليمنى ، وسقطت من بقية النسخ ، وهي كما يلي : «وأفنز ومنع تعلقات وأهان جماعة مولانا الشريف ، ثم أنه أفاق من سكرته تلك».

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٥) انظر سبب ورود حسن باشا هذا مختصرا دون ذكر أسماء من شكى إلى الأبواب في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤١ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٣.

٢٩٠

والحاصل أنه (١) دخل مكة في السادس من ذي الحجة بعد صلاة الظهر (٢) في آلاي الأعظم وهو في تخته إلى باب السلام ، ودخل المسجد ، ونزل المدرسة الباسطية ، وبعث إلى الأمير (٣) ، واستلم منه الصر المكي ، ولم يقسم منه شيئا ، وحج.

فدعى مولانا الشريف بكبراء الحج ، وسألهم عن أمر (٤) هذا الرجل ، وقال ليظهر ما بيده إن كان بيده عزل أو تولية. وكادت أن تقوم فتنة ، فالتزم له الأمراء بأنه لا يقع منه محذور. فتوثق منهم. وحج بالناس بعد اضطراب شديد بمكة بحيث عزل السوق.

(وحج ، فلما نزل) (٥) فرق الصر على أهاليه (٦) ولم يجتمع (٧) مولانا الشريف بالباشا إلى (٨) أن سعى بينهما أمراء (٩) الحج ، وضمنوا عدم المخالفة ، وطيبوا خاطر مولانا الشريف ، فاجتمع به في الحرم

__________________

(١) تكررت في (ج).

(٢) في (د) «العصر» ، وهو خطأ.

(٣) سقط من (ج).

(٤) سقطت من (ب) ، وفي (ج) ، (د) «الحال».

(٥) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «فلما حج ونزل».

(٦) انظر هذه الأحداث في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٧ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤١ ، ٤٤٢ ، ومختصرة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٧٩ ه‍.

(٧) في (ب) «اجتمع» ، وهو خطأ.

(٨) سقطت من (ب) ، وفي (ج) «وبعد».

(٩) في (ب) «المرا» ، وهو خطأ منهم الأمير عساف بن الأمير محمد فروخ. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٧.

٢٩١

الشريف ثاني محرم الحرام (١) خلف مقام الحنفي ساعة. ثم قام مولانا الشريف / إلى منزله.

ثم إن مولانا الشريف أتاه إلى منزله هو وأخوه (السيد أحمد) (٢) ثامن (٣) محرم بعد صلاة العصر ، فلما أرادا (٤) الانصراف ، ألبس كل منهما قفطانا يليق بهما (٥) ، وقام مشيعا لهما (٦) إلى باب (٧) الطريق الأعظم.

وفي اليوم العاشر من محرم ، وصل المذكور إلى زيارة مولانا الشريف ، فاجتمع به ، ولما أن أراد القيام ، أمر له مولانا الشريف بفرس تساوي ألف دينار (٨) ، فنزل من عنده ، (وسافر من وقته إلى جدة) (٩).

[تعصب عسكر الشريف مع شيخ اليمنية سنة ١٠٨٠ ه‍]

(وفي الثالث من ربيع الأول منها ، أنفت عسكر مولانا الشريف من

__________________

(١) في (ج) «من سنة سبعين وألف بعد صلاة العصر» ، وهو خطأ. من عام ١٠٨٠ ه‍.

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب) ، وفي (ج) «الشريف أحمد بن زيد».

(٣) في (د) «ثاني».

(٤) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «أرادوا».

(٥) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «به».

(٦) في (أ) «لهم» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٧) سقطت من (ب).

(٨) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٨ «ستمائة دينار».

(٩) ما بين قوسين ورد في (ب) «وسافر جدة من وقته» ، وفي (ج) «وسافر إلى جدة من وقته». انظر هذه الأحداث في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٧ ، ٥٠٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٢ ، ومختصرة في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٣ ، ٨٤.

٢٩٢

تأخيره لجوامكهم (١) ، وتعصبوا مع شيخ اليمنية ، ونهبوا ما قدروا عليه من السوق ، فأقاموا بالمعلاة يوما وليلة ، ثم نزلوا متوجهين إلى جهة اليمن ، فخرج إليهم مولانا السيد حسن بن زيد (٢) ، وضمن لهم الوفاء ، ورجع بهم) (٣).

[العفو عن السيد محمد يحيى سنة ١٠٨٠ ه‍]

وفي ربيع الأول ليلة الخامس منه دخل مولانا السيد محمد يحيى بن زيد مكة ، فتكلمت العسكر المقيمون بمكة مع مولانا الشريف في أمره ، وأنه كان ممن أثخن (٤) القتل في جماعة (٥) مع السيد حمود.

فأظهر مولانا الشريف كتابا من قبل الباشا صاحب مصر (٦) ، وأنه يأمره بإصلاحهم ، أعني الأشراف المطلوبين مهما أمكن ، وسجل ذلك عند قاضي الشرع الشريف ، فسكنت الفتنة حينئذ (٧).

__________________

(١) جوامك : جمع جامكة ، أي العطايا والمرتبات. انظر : النهروالي ـ البرق اليماني مقدمة التحقيق ٧٦.

(٢) أضاف : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٨ وصحبته أيضا الشيخ أبو بكر العرابي وشيخ العسكر.

(٣) في (ب) «لهم» ، وهو خطأ. واستدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية الوسطى للمخطوط ثم العليا. انظر هذا الخبر في : : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٨ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٤.

(٤) في (ب) «ألحسن» ، وهو خطأ.

(٥) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الجماعة» ، وزاد ناسخ (ج) «بينبع» ، حيث استدركها على الحاشية اليمنى لللمخطوط ص ٢٦٤.

(٦) ابن الجنبلاط.

(٧) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٨ ، ٥٠٩ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٤.

٢٩٣

واستمر مولانا السيد محمد إلى ربيع الآخر (ثم خرج) (١) متوجها إلى بني سعد (٢).

وفي يوم الخميس الخامس عشر من ربيع الأول ، وقعت منافرة بين عسكر مولانا الشريف ، فافترقوا فرقتين وتقاتلوا بالسيوف على باب الشريف ، وحصلت في الفريقين جراحات ، ثم اصطلحوا (٣).

[عمرة عابد خان سلطان الأزبك عام ١٠٨٠ ه‍]

وفي يوم الثلاثاء) (٤) الثاني من رجب من هذه السنة (٥) ، دخل جدة (أحد سلاطين الأزبك) (٦) ، (وهو عابد خان) (٧) ، فأرسل مولانا الشريف إلى تلقيه القاضي إمام الدين بن أحمد بن عيسى المرشدي ، وكان إذ ذاك مف الحنفية ، ومعه هدية سنية ، وطلع صحبته ، وطاف به وسعاه ، وأنزله مولانا الشريف بعض بيوته القريبة منه ، فبذل (٨) لمولانا

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (د).

(٢) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٩.

(٣) انظر هذا الخبر مفصلا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٠٩.

(٤) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «ثم اصطلحوا في يوم الثلاثاء».

(٥) أي سنة ١٠٨٠ ه‍.

(٦) الأزبك : قبائل في أواسط آسيا / التركستان ، فيما يسمى اليوم أوزباكستان. انظر : جميل المصري ـ حاضر العالم الإسلامي ٢ / ٥١٩ وما بعده. ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «أحد خانات سلاطين الهند من الأزبك» ، وفي (د) «أحد خانات سلاطين الهند والأبك».

(٧) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٨) في (ب) «فببدل» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «فسدل».

٢٩٤

الشريف ما يعجز (١) عن وصفه في مقابلة هذا الاقبال (٢).

[أخبار انتصار السلطان على الصليبيين عام ١٠٨٠ ه‍]

وفي الخامس من شعبان ، ورد خبر نصرة السلطان الأعظم محمد خان على أهل مالطة (٣) ، [وكريد](٤) (لعنهم الله) (٥) ، فزينت (مكة) (٦) ، وجاء مع هذا القاصد عزل قاضي الشرع ، وإقامة القاضي محسن (٧)

__________________

(١) في (ج) «بالعجز».

(٢) انظر هذا الخبر مختصرا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٥١٠.

(٣) مالطة : مجموعة جزر في البحر الأبيض المتوسط ، تقع في جنوب صقلية ، خضعت مالطة للفنيقيين واليونان والقرطاجنيين والرومان والمسلمين. ضمت لبريطانيا سنة ١٨١٤ ه‍ ثم استقلت عنها سنة ١٩٦٤ م. انظر : الموسوعة العربية الميسرة ١٦٣٠.

(٤) ما بين حاصرتين في (أ) «واظريديه» ، وهو خطأ. وفي (ب) ، (ج) «وأجريد» ، وفي (د) «وأجريه» ، والاثبات من : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٢ ، وسرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٧٣ ، ١٧٥ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٤٥. وكريد أو كريت : جزيرة من جزر البحر الأبيض المتوسط على بعد ٩٦ كيلومترا تقريبا من بلاد اليونان ، عاصمتها كانيا. تعتبر الحد الجنوبي لبحر ايجه ، ذات موقع حربي هام ، استولى عليها الرومان ثم فتحها المسلمون ، ثم استولت عليها البندقية واستعادتها الدولة العثمانية ، إلا أنها جلت عنها سنة ١٨٩٨ م ، واليوم هي تابعة لليونان. انظر : الموسوعة العربية الميسرة ص ١٤٥٨ ، ١٤٥٩ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية حاشية ص ٢٣٤ ، ٢٣٥.

(٥) ما بين قوسين في (ج) «وغيرهم». انظر هذا الخبر في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٨٠ ه‍ ، و : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٢.

(٦) في (ج) «سبع أيام».

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «عبد المحسن». كما تولى كتابة المدرسة الداوودية إلا أنه عزل عنها من قبل الشيخ محمد بن سليمان المغربي ناظر الحرمين الشريفين كما سيذكر ذلك المؤلف ضمن أحداث سنة ١٠٨٣ ه‍.

٢٩٥

القلعي من جهة المتولي (١) ، وعزل المفتي القاضي إمام الدين [المرشدي](٢) ، وتولية الشيخ إبراهيم بن حسين بيري (٣) منصب الافتاء (٤).

[وقعة ظفير سنة ١٠٨٠ ه‍]

وفي يوم الثلاثاء الحادي عشر من شعبان من السنة المذكورة ، ورد خبر وقعة ظفير مع مولانا السيد حمود وجماعته بنجد ، وملخصها :

أنه انضم إلى جماعة من (٥) ظفير يقال لهم الصمدة (٦) ، وانحازت

__________________

(١) أي أنه تولى نيابة القضاء عن الأفندي المستجد. انظر : : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٢.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) في (ج) «برى». هو الشيخ إبراهيم بن حسين بن أحمد بن محمد بن بيري ، أحد كبار فقهاء الحنفية وعلمائها الشمهورين ، ومفتي مكة المكرمة ، ولد بالمدينة ونشأ في مكة ، وأخذ عن أكابر علماء عصره ، فأجازه أكثر شيوخه ، كما كتب بالاجازة له كثير من شيوخ الحنفية بمصر. انتهت إليه الرئاسة في الفقه ، تولى الافتاء بمكة سنين ، ثم عزل عنه لما تولى إمارة مكة المكرمة الشريف بركات بن محمد لما كان بينه وبين الشيخ محمد بن سليمان المغربي من عدم الألفة. صنف الكثير من المؤلفات ، زادت عن السبعين. توفي في مكة سنة ١٠٩٩ ه‍ ، وكانت ولادته سنة ١٠٢٠ ه‍. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٩ ، ٢٠ ، أبو الخير مرداد ـ المختصر من نشر النور والزهر ٣٩ ـ ٤٤.

(٤) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وعائلة بيت القلعي المذكور من أهالي مكة معروفون ببيت القلعي ، وعائلة بيت البري المذكور من أهل المدينة المنورة معروفون ببيت البري ، والله أعلم». انظر خبر العزل والتولية هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٢.

(٥) سقطت من (ج).

(٦) ظفير : جماعة من لام الحجاز ، كانت منازلهم فيما مضى بالقرب من المدينة المنورة ، ولما كثر عددهم فيما بعد القرن الثاني الهجري قاتلت قبيلة حرب حول المدينة ، وكانت مساكن ظفير حول الحناكية إلى ضرية ثم انتقلت إلى الشمال الشرقي من نجد وجنوب العراق ، ولا زالت لها بقايا حول ضرية من نجد ، ومنازلهم اليوم بين وادي حفر

٢٩٦

جماعة منهم إلى شيخهم سلامة بن مرشد (١) ، فوقع (٢) من جماعته جرم ، وتلاحوا في الخصام ، وأدى ذلك إلى المقاتلة والاصطلام (٣) ، فتلاقى الفريقان (٤). وقتل من السادة الأشراف مولانا زين العابدين (٥) بن عبد الله ، وأحمد بن الحسين (٦) بن عبد الله ، والسيد شنبر بن أحمد بن عبد الله ، وجرح السيد ظفير بن زامل جراحات كثيرة ، وكذلك السيد باز (٧) بن هاشم بن عبد الله ، إلى غير ذلك. وتفرقت الأشراف في الأطراف (٨).

[مشاركة السيد أحمد لأخيه سعد بن زيد سنة ١٠٨٠ ه‍]

وفي السادس عشر (٩) من رمضان (١٠) ، ورد الخبر بأن صاحب جدة (١١)

__________________

الباطن والعراق والكويت ، وتنقسم إلى فرعين كبيرين : الصمدة ، والبطون. انظر : البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٢٨٨.

(١) سيأتي باقي خبره في أحداث سنة ١٠٩٦ ه‍ من هذا الكتاب.

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «فوقعت».

(٣) في (ب) ، (ج) «والاصطدام».

(٤) في (ج) «الفريقين». سبب وقعة ظفير في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٢ بشكل أوضح.

(٥) في (ب) «عابدين» ، وفي (ج) ، (د) «عابد».

(٦) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (د) «الحسيني» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٧) في (د) «زياد» ، وهو خطأ.

(٨) وردت أخبار هذه الوقعة مفصلة في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٢ ، ٥١٣.

(٩) سقطت من (ج).

(١٠) أي يوم الخميس كما جاء في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٣.

(١١) أي حسن باشا.

٢٩٧

معزول ، فألبس مولانا الشريف النجاب خلعة على جري (١) العادة (٢).

وفي أثناء (٣) هذه السنة ، طلب مولانا السيد أحمد بن زيد من أخيه أن يكون شريكا له في مكة ، فوافقه على ذلك / مولانا الشريف ، وفوض إليه ربع مدخول مكة ، فطلب أن يدعى له معه على المنبر ، فأمر مولانا الشريف أصحاب الشعائر بذلك.

ولم يزالا على ذلك إلى أن دخل الحج (٤).

(وفي السادس من ذي الحجة ، وصل لمولانا الشريف قفطان من حضرة السلطان محمد خان بن إبراهيم خان ـ حفظه الله تعالى ـ فلبسه بالحطيم ، وحصل به زيادة التعظيم) (٥).

وخرج مولانا الشريف (ومعه مولانا السيد أحمد بن زيد للقاء الأمير المصري ، فأمر الشريف) (٦) (الأمير أن يلبس أخاه معه) (٧) ،

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) انظر خبر عزل صاحب جدة هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٣ ، ٥١٤.

(٣) سقطت من بقية النسخ.

(٤) انظر هذا الخبر في : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٢ ، أما في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٤ ، ٥١٥ ، وابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ ففيهما أن ذلك سنة ١٠٨١ ه‍.

(٥) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية الوسطى ثم العيا للمخطوط ، ولم أتبين بعضه ، فأثبته من النسخ الأخرى. انظر خبر القفطان هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٤.

(٦) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٧) ما بين قوسين في (ج)

٢٩٨

فألبسه ، ودخلا مختلعين.

[حج أخ الوزير محمد الكبرلي واصطحابه الشيخ محمد بن سليمان المغربي سنة ١٠٨٠ ه‍]

وفي هذه السنة (١) ، حج أخو الوزير الأعظم محمد بن أحمد بن إبراهيم الكبرلي (٢) وزير مولانا السلطان محمد خان ، وابن أخي مولانا الوزير مع أمه رحمها الله.

فاجتمع مولانا الشريف بهم بعد مقابلتهم بما يليق ، ونص عليهم ما فعله حسن باشا بالتحقيق ، فدعوه ، ولاموه (على فعله) (٣) ثم جمعوهما في (٤) مرة أخرى ، وأصلحوا بينهما (٥).

ونزل في دار مولانا الشيخ محمد بن سليمان المغربي ، لصحبة سابقة بينهما.

(وكان للشيخ محمد المذكور صهر شريف من الأروام يقال له : محمد الفصيحي (٦) كان مولانا الشريف سمع عنه كلاما تحققه فيه (٧) ،

__________________

«الأمر بأن يلبس أخاه معه».

(١) أي سنة ١٠٨٠ ه‍.

(٢) في (د) «الكير». تولى منصب الصدارة سنة ١٠٧٢ ه‍ بعد وفاة والده الوزير. انظر : سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٦٧ ـ ١٧١ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٤٣ ، ١٤٤ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٩٠ ـ ٢٩٤.

(٣) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٤) سقطت من بقية النسخ.

(٥) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٤.

(٦) في (ب) ، (ج) «الفصحى».

(٧) سقطت من بقية النسخ.

٢٩٩

فبطش به ، فحقد مولانا الشيخ) (١) عليه ذلك.

ولما أن حج أخو الوزير المذكور ، واجتمع به سأله (٢) في السفر معه إلى الروم ، فأخذه معه ، وضمن له ما يروم (٣).

[أحداث سنة ١٠٨١ ه‍]

ودخلت سنة ١٠٨١ ألف وإحدى وثمانين :

وفي يوم الجمعة السابع عشر من محرم [الحرام](٤) نودي بالبلد لمولانا الشريف أحمد بن زيد بالربع ، وأمر الخطيب بالدعاء له (٥) ، وألبس الخطيب صوفا (٦).

وفي يوم الثلاثاء التاسع من ربيع الآخر بعث مولانا الشريف بيرق عسكر إلى الطائف لفتنة وقعت فيه بين ثقيف (٧) والحمدة (٨).

__________________

(١) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ : «وكان مولانا الشريف قد فتك بسيد من الأروام يقال له محمد الفصيحي لأمر اقتضى ذلك ، فنقم الشيخ محمد بن سليمان».

(٢) في (أ) ، (ب) «ساس» ، وفي (د) «وسار» ، والاثبات من (ج).

(٣) انظر خبر سفر الشيخ محمد في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤٣ ، وفيه أنه سافر صحبة أخي الوزير الأعظم أحمد باشا الكبرلي. ومختصرة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٨٢ ه‍.

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٥) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وسقطت من (ب) ، (ج) ، والاثبات من (د).

(٦) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥١٤ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍.

(٧) ثقيف : إحدى القبائل الحجازية العريقة المشهورة ، كانت منازلهم بالطائف ، بطن من هوازن من العدنانية. وهم بنو ثقيف ـ واسمه قسي ـ بن منبه بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان. انظر : القلقشندي ـ نهاية الأرب ١٩٨ ، ١٩٩ ، البلادي ـ قبائل الحجاز ٦٦ ـ ٦٩.

(٨) في (ب) ، (ج) «الحجران»

٣٠٠