منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

خطر على قلب بشر» (١) ، وكانت لوعة ثم استقرت ، كذاك لكل سائلة قرار. انتهى.

و [أما](٢) ما كان من [أمر](٣) غيطاس بيك ، فلم يزل بجدة إلى أن فرغت المدة فعزل ، وسافر إلى ينبع فوجد الحج بها ، فأقام هناك إلى أن عاد الحج وسافر معه إلى مصر سنة ١٠٦١ واحد وستين وألف (٤).

وجاء في موسم اثنتين وستين [وألف](٥) أميرا على الحج ـ أعني غيطاس بيك ـ ، فلاقاه مولانا الشريف (على جري العادة بالزاهر ، وألبسه الخلعة ، (ولم يناكبه (٦) كما كان يفعل مع رضوان وباقي الأمراء ، وتركت المناكبة من يومئذ) (٧) ، ورجع مولانا الشريف) (٨) كعادته (٩).

__________________

(١) انظر هذا الحديث في صحيح مسلم ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت لبنان ـ بدون تاريخ ٤ / ٢١٧٤.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٤) في (ج) «سنة ١٠٦٠ ألف وستين» ، وهو خطأ. انظر خبر سفر غيطاس هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٢ ، وفيهما أنه سافر «سنة ١٠٦٠ ه».

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٦) النكب بالتحريك : الميل في الشيء. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٧٧٠.

(٧) ما بين قوسين استدركه المؤلف على الحاشية اليسرى للمخطوط ولم أتبن قراءة أكثره ، فأثبته من (د).

(٨) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٩) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٢ وفيهما أن ذلك" سنة ١٠٦١ ه».

٢٢١

وفي سنة ١٠٦٢ ألف واثنتين وستين [أيضا](١) :

ذهب السيد عبد العزيز السابق ذكره إلى مصر ، واستمر هناك إلى أن مات بها (٢) ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

هذا ملخص قصته (٣).

[هدم وتعمير قبة الفراشين بالحرم الشريف سنة ١٠٦٣ ه‍]

وفي سنة ١٠٦٣ ألف وثلاث وستين :

هدمت قبة الفراشين الكائنة بالحرم الشريف ، وعمرت على ما هي عليه الآن (٤).

وأرخ عام عمارتها مولانا القاضي تاج الدين المالكي بقوله :

انظر لحسن قبة جددها

مؤسسا فخر الملوك الأمجد

وقل إذا أرخت عاما كان في

أثنائه بناؤها المشيد

عمرها سلطاننا محمد

الملك السامي العلي الأوحد (٥)

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٢) في (ج) «سنة ١٠٦٣ بالطاعون». وقد سقطت كلمة الطاعون من المتن ، فاستدركها على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٣٨.

(٣) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٨ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٢ : أنه ذهب مع غيطاس إلى مصر سنة ١٠٦٠ ه‍ ، ومكث فيها سنتين ثم جاء نعيه في السنة الثالثة شهيدا بالطاعون.

(٤) أي عصر المؤلف. انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٨ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٦٣ ه‍.

(٥) انظر هذا التاريخ في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٨ ، ٤٦٩. والبيت هو التاريخ ويقابل بحساب الجمل عام ١٠٦٣ ه‍ ، وهو صحيح.

٢٢٢

وأرخ ذلك الشيخ أحمد بن عبد الرؤوف المكي (١) بقوله :

(شيدها سلطاننا محمد شمس الوجود) (٢).

[انقطاع عين عرفات وعمارتها سنة ١٠٦٦ ه‍]

وفي سنة ١٠٦٦ [ألف وست وستين](٣) :

انقطعت عين عرفة ، وتعب الناس في أمر الماء ، فعين لعمارتها صاحب جدة محمد بيك.

فطلع إلى مكة ، وشرع في عمارتها ورم ما انهدم (منها ونظف) (٤) الدبول (٥) إلى (٦) أن سارت ودخلت مكة بعد أن كانت القربة بمكة (٧) تؤخذ (٨) بأربعين محلقا (٩). وفرح الناس بورودها.

__________________

(١) هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الرؤوف بن يحيى المكي الشافعي ، ولد بمكة وبها نشأ. توفي سنة ١٠٧٧ ه‍. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٢٦ ـ ٢٢٩ ، نفحة الريحانة ٤ / ١٦٧ ـ ١٧١ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ٢٣٤ ـ ٢٣٧.

(٢) أضاف ناسخ (ج) سنة ١٠٦٣ ه‍ ، وجملة ما بين قوسين تقابل بحساب الجمل عام ١٠٦٣ ه‍ ، وهو صحيح.

(٣) ما بين حاصرتين بالأرقام في (أ) ، وفي (د) «سنة ١٠٦٤» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٤) ما بين قوسين بياض في (ب) ، وسقط من (ج).

(٥) في (ج) «في الدبول».

(٦) سقطت من (ب).

(٧) سقطت من (ج).

(٨) في (ب) «يؤخذ».

(٩) المحلق : نوع من العملة المتداولة آنذاك. وسمي بذلك لأنه له حلق وهو نوع من العملة الفضية ، ضربت في مكة. انظر : العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ٥٢.

٢٢٣

[الشريف حمود يصاهر الشريف زيد ١٠٦٧ ه‍]

وفي سنة ١٠٦٧ ألف وسبع وستين :

عقد لمولانا الشريف حمود بن عبد الله (بن حسن) (١) على ابنة الشريف ، واحتفل في زواجه.

ومدحه (٢) علماء مكة ، ومدحوا مولانا السيد حمود بعدة قصائد) (٣).

[الغلاء بمكة سنة ١٠٧٢ ه‍]

(وفي سنة ١٠٧٢ [ألف واثنتين وسبعين](٤) :

حصل بمكة غلاء شديد (٥) ، وسببه : حدوث جراد ، وعقبه وباء

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د). هو حمود بن عبد الله بن الحسن بن أبي نمي كان رأس للأشراف من بني حسن وفارسهم في عصره ، ولما توفي الشريف زيد سنة ١٠٧٧ ه‍ تقدم حمود للامارة ، فنازعه عليها الشريف سعد بن زيد الذي فاز بها بعد أحداث طويلة. ثم صار معاونا ومشيرا للشريف بركات بن محمد بن بركات. توفي سنة ١٠٨٥ ه‍. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧٣ ، ٤٧٤ ، ٤٨٣ ـ ٤٨٥ ، ٤٨٨ ـ ٤٩٥ ، ٤٩٩ ـ ٥٠١ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أخباره متفرقة ضمن أحداث السنوات ١٠٧٧ ـ ١٠٨٦ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٩ ـ ٩٤ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ٢٨١.

(٢) أي الشريف زيد.

(٣) في (ج) أثبت الناسخ في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وهذا السيد المذكور هو جد الأشراف الحمودية من الأشراف المعروفين بالعبادلة ، والله أعلم».

(٤) ما بين حاصرتين في (أ) ، (د) بالأرقام ، وفي (ب) ، (ج) «ألف وسبعة وستين» ، وهو خطأ. انظر هذا التاريخ في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٨ ، ٧٩ ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧٠ «سنة ١٠٧٠ ه».

(٥) أضاف : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧٠ «أن كيلة الحب وصلت فيه إلى سبعة عشر محلقا».

٢٢٤

عظيم عمّ الأرض ، (ودخل مكة) (١) ، فصار يقع في كل شيء ، حتى تعب الناس. واستمر مدة حتى كسى فيها الجدران بأجمعها ، وعقبه الغلاء.

فأشار مولانا العلامة الشيخ محمد البابلي ـ وكان بمكة ـ على مولانا الشريف بترك التسعير ، فنادى مناديه بذلك ، فأظهر كل ما عنده ، وهون الله تعالى) (٢).

[إصلاحات صنجق جدة وشيخ الحرم بمكة المكرمة] وفي سنة ١٠٧٢ ألف واثنتين وسبعين :

ورد سليمان بيك صنجقا على جدة ، وفوض إليه مشيخة الحرم ونظارة عمارته ، وورد بمال معه من الأغا محمد كزلار (٣) مولانا السلطان (٤) لعمارة المسجد والمشاعر.

(فشرع في ترميم المسجد وعمارته) (٥) ، وبنى مقام الحنفي بالحجر

__________________

(١) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «وحصل بمكة».

(٢) انظر أخبار هذا الغلاء في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧٠ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٨ ، ٧٩.

(٣) الكزلار أو قزلار : المقصود به أغا البنات. انظر : أحمد سليمان ـ تأصيل ما ورد في تاريخ الجبرتي من الدخيل ١٩ ، ١٦٨.

(٤) أي السلطان محمد خان الرابع. حج هذا الكزلار عام ١٠٧٤ ه‍ ، ثم توجه لزيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء الأمر من الأبواب بقتله ، فقتل. انظر هذا ضمن أحداث سنة ١٠٧٤ ه‍ من هذا الكتاب ، وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٩.

(٥) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «فشرع في عمارة المسجد وترميمه».

٢٢٥

المنحوت الصوان (١) ، وبالأصفر المائي (٢) ، وغير قبة زمزم / وبناها على الصفة الباقية إلى الآن (٣). ونقش مقام سيدنا إبراهيم بالذهب ، وأنواع الصبوغ ، ونقش المقامات (٤) كذلك ، وجعل أعلاها مصفحا بالرصاص عوض الطبطاب (٥) الأول ، وجعل في أعلى مقام الإمام الحنفي رصافيتين (٦) مطلية (٧) بالذهب متميزات الجرم (٨) ، وفي بقية المقامات رصافية رصافية ، وجعل ثلاث رصافيات كبار (قبل كل مقام و) (٩) قبل مقام الحنفي

__________________

(١) حجر الصوان : ضرب من الحجارة فيه صلابة يتطاير منه شرر عند قدحه بالزناد. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٥٣٠.

(٢) في (ج) «الماسي». جاء في النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٤ / ٦٧ وحاشيتها : حجارة الماء من الحجارة الحمر الوجوه التي يسن عليها آلات الحديد من السيوف والسكاكين وغيرها ، وهو معروف عند أهل مكة ، يؤتى به من جهة الحديبية أحمر وأصفر منحوتا ، وهو حجر يزداد صلابة بوضعه في الماء.

(٣) أي إلى عصر المؤلف.

(٤) الأربعة : الحنفي ، والشافعي ، والمالكي ، والحنبلي.

(٥) الطبطاب : الطبطابة : خشبة عريضة يلعب بها بالكرة. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٨٠.

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «رصافتين». جاء في المعجم الوسيط ١ / ٣٤٩ : الرصاف : الحجارة المرصوفة ، والواحدة رصفة.

(٧) في (د) «ممسوحة».

(٨) في (ج) «عن الحرم» ، وهو خطأ. الجرم : القطع ، والجرم : البدن. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ١٨١.

(٩) ما بين قوسين استدركه المؤلف على الحاشية اليمنى للمخطوط ، ولم أتبين قراءته فأثبته من (ب) ، (ج) ، وفي (د) «قيل كل مقام قيل».

٢٢٦

أربعة ، والكل مطليات بالذهب (١). ورمم المنائر السبعة ، وزاد في حاشية المطاف فرشا بالحجر المنحوت زيادة قليلة ، ودهن علمي (٢) المسعى (٣) ، وعين لهما (٤) نحو (٥) ثمانين قنديلا تسرج في الثلاثة الأشهر : رجب ، وشعبان ، ورمضان ، منتشرة من الصفا إلى المروة (من الجانبين) (٦) في أماكن متفرقة ، وعمر سبيلا بالمسعى ملاصقة للبزابيز التي ترد منها أهل مكة. وعمر غير ذلك من المشاعر نحو مسجد الخيف ، ومسجد نمرة ، ومسجد مزدلفة ، ورمم جميع هذه الأماكن وبيضها ، وكتب اسم الكزلار محمد أغا صاحب هذه الخيرات في حجر بالنقر وألصقه في جدار مقام الحنفي (٧).

[سيل عام ١٠٧٣ ه‍]

ولما كان يوم (السبت السابع) (٨) من شعبان المكرم سنة ١٠٧٣ ثلاث وسبعين وألف ، أمطرت السماء بعد الصلاة العصر ، وحصل

__________________

(١) سقطت من (د).

(٢) في (ب) ، (ج) «علم».

(٣) في (ب) «المصفى» ، وهو خطأ.

(٤) في (أ) ، (ب) ، (ج) «لها» ، وهو خطأ ، والاثبات من (د).

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٧) انظر هذه العمارة كما أوردها السنجاري في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٧٣ ه‍ ، وفيه أنها جرت سنة ١٠٧٣ ه‍. ومختصرة مع الاختلاف في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧٠ ، ٤٧١ ، وفيه أن عمارة زمزم كانت سنة ١٠٧٢ ه‍ ، وبقية العمارات والترميمات كانت سنة ١٠٧٤ ه‍.

(٨) ما بين قوسين سقط من (ب) ، وفي (ج) «السابع».

٢٢٧

سيل (١) (مهيل دخل الحرم) (٢) (بعد أن صار نزهة الناظر ، وبغية الخاطر ، فبلغ إلى حد القناديل ، فمحى (٣) تلك المحاسن بماء غير آسن ، وبات تلك الليلة إلى الصباح.

فلما طلعت الشمس ، نزل (٤) مولانا الشريف زيد (بنفسه ، وأمر بفتح مسرب السيل من باب إبراهيم ، فنزل الماء إلى أسفل مكة ، وباشر) (٥) بنفسه (الشريفة حال التنظيف) (٦) ، فاقتدى به العالم ، ونظفوا الحرم الشريف ، وغسلت الكعبة ظاهرا وباطنا ، ثم أدخلت (٧) في اليوم الثاني (٨) من التنظيف الحمير والبقر لحرث الأرض وحمل ما فيه من التراب والطين (٩).

(ونقلت من خط مولانا السيد أبي بكر سالم بن شيخان قوله مؤرخا لعام هذا السيل :

قد أرسل الله الرياح (١٠) لواقحا

بسط السحاب فحل وبلا واكفا

__________________

(١) سقطت من (ب).

(٢) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٣) في (ب) «فحمى» ، وهو خطأ.

(٤) سقطت من (ب) ، وفي (ج) «خرج».

(٥) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٦) ما بين قوسين في (ج) «فجاء للتنظيف».

(٧) في (د) «دخلت».

(٨) أي يوم الأحد الثامن من شعبان سنة ١٠٧٣ ه‍.

(٩) انظر خبر هذا السيل في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧٠ ، ٤٧١ مختصرا.

(١٠) في (د) «السحاب».

٢٢٨

في سابع والسبت (١) من شعباننا

بالمسجد الطوفان أمسى عاكفا

ولعامه (٢) إن رمت قلت مؤرخا

بالبيت حاط وبات سيل طائفا (٣)

ونقلت من خط ابنه مولانا السيد أحمد بن أبي بكر قوله :

قهقه (٤) الرعد عندما ابتسم البرق

فأبكى الغمام قطر المياه

وأذاب قلوبنا الخوف والرعب

فويل لغافل القلب لاه (٥)

ورأينا (٦) طوفان نوح وبالموت

قطعنا لولا حنان (٧) الإله (٨)

إن (٩) تقل أوضحنّ (١٠) فسابع شعبان

وسيلت (١١) ليوم سبت مياه (١٢)

__________________

(١) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٧٣ ه «والبيت».

(٢) سقط حرف الواو من (ب) ، وفي المصدر السابق «ولعله».

(٣) سقطت من (ب) ، (ج). والشطر هو التاريخ ، ويقابل بحساب الجمل عام ١٠٧٣ ه‍ ، وهو صحيح.

(٤) في (أ) ، (ج) ، (د) «قهقهة» ، والاثبات من (ب).

(٥) في (ب) «لالاه» ، وهو خطأ ، وفي : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧١ «ساه».

(٦) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧١ «وأتانا».

(٧) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧١ «جناب».

(٨) في (ب) «الاوله». وسقط البيت بأكمله من (د).

(٩) في (ب) «فان».

(١٠) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي «أو ضحو».

(١١) في (ب) و : العصامي ـ سمط النجوم العوالي «وسبت» ، وفي (ج) «اسيلت» ، وفي (د) «اسلت».

(١٢) ورد هذا الشطر في : سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧١ «وسبت ليوم ست مضاه».

٢٢٩

أو تقل (١) عامه المهيل فأرخ

بات سيل يطوف بالبيت داهي) (٢)

ولما أن تم تنظيفه ، شرع المعمار سليمان بيك في تجديد ما انمحى من الأعمال ، وقد امتلأ غما وهما لما ذهب من المال ، وأخبره المهندسون أن خشبة انكسرت من سقف الكعبة ، فاقتضى الأمر (٣) كشف السقف ، وإزالة تلك الخشبة. وعمر السقف عمارة جديدة ، وأحاطوا بالكعبة (٤) سقائل الخشب من الأرض إلى السطح ، وستروا على المعلمين (٥) بالخصف (٦) من خارج السقائل (٧) إلى أن تم العمل (٨).

(وجدد سليمان أغا (المعمار جميع ما أتلفه) (٩) السيل من العمل

__________________

(١) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧١ «ترد».

(٢) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وفي (أ) أضاف المؤلف بعدها في نهاية الحاشية «ا. ه صح». والشطر هو التاريخ ويقابل بحساب الجمل عام ١٠٧٢ ه‍ ، وهو قريب. واستدرك المؤلف ما بين قوسين على حاشية اليمنى ، ولم أتبين بعضه ، فأثبته من النسخ الأخرى.

(٣) سقطت من (ج).

(٤) سقطت من (ب) ، (ج).

(٥) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (د) «العلمين» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٦) في (ب) «بالخصفة» ، وفي (ج) أثبت الناسخ في المتن «بالخصصف» ، وأشار على حاشية المخطوط اليسرى ص ٢٤١ أن في نسخة أخرى «بالخصف». والخصف : ثياب غلاظ جدا ، وقيل : الخصف سفائف تسف من سعف النخل ، فيسوى منها شقق تلبس بيوت الأعراب. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٣٤٣.

(٧) في (د) «الصقائل».

(٨) في (ب) ، (ج) «الكل».

(٩) ما بين قوسين ورد في (د) «جميع ما تغير وأتلفه».

٢٣٠

الأول ، وغيره من المشاعر) (١) ، وداركته العناية ، فأتم جميع ما تغير قبل الحج.

[مقتل محمد أغا الكزلار ووفاة سليمان بيك]

وجاءت سنة ١٠٧٤ أربع وسبعين وألف :

وفيها حج محمد أغا الكزلار الآمر بهذه العمائر (٢) ، وفرح بما فعله سليمان بيك من الآثار ، وحج وتوجه إلى المدينة المشرفة (٣) لزيارة سيد الأولين والآخرين صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

فورد الأمر من الأبواب السلطانية بقتله ، فما وجد بمكة ، فسار الوارد بالأمر إلى المدينة ، وقتله ثمة ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

واستمر / سليمان بيك إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى سادس عاشوراء (٤) المحرم من السنة المذكورة.

ورأيت بخط الشيخ (أحمد بن) (٥) عبد الرؤوف الخطيب الشافعي بمكة قوله (مؤرخا لهذه العمارة بقوله) (٦) :

__________________

(١) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية الوسطى للمخطوط ، ولم أتبين قراءة أكثره ، فأثبته من النسخ الأخرى.

(٢) في (ج) ، (د) «العمارة».

(٣) سقطت من (د). والزيارة تكون لمسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٤) في (ب) ، (د) «عاشور».

(٥) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٦) سقطت من (ب) ، (ج). وما بين قوسين ورد في (د) «مؤرخا لهذه العمارة بأبيات تاريخه قوله».

٢٣١

(يا قاصد البيت المقدس (١) قف بخالص نية

وارفع أكفك داعيا لمليكنا بالنصرة

محمد البر الشفوق على الأنام بعطفه

ظل الإله بأرضه حامي حماه بنجدة

شمس الخلافة من بني عثمان خير خليفة

ملك أقام شعائر الدين القويم بمكة

فبنى مقامات الأئمة كالمقام الأثبت

وكذلك الحجر الشريف وكم له (٢) من سنة

وأعاد سقف الكعبة الغراء صنعا بالتي

بمشورة الفرد المؤيد بالحجى والحجة

(فخر الأغاوات الممجد ذي العلا والرفعة

محمد) (*) الصدر الأمين فيا لها من حكمة

باشره خديمه الفخر أغاة جدة

ذاك سليمان المعان بالتقى والهمة) (٣)

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) في (ج) «بن».

(*) ما بين قوسين لم أتبين قراءته في (أ) فأثبته من النسخ الأخرى.

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

٢٣٢

ولقد أتى تاريخه في (بيت شعر) (١) مثبت

لمحمد مليكنا أبدل سقف الكعبة (٢)

وقال الجمال محمد بن إسحاق العطار الطائفي مؤرخا لذلك أيضا :

زهى مسجد فاق المساجد كلها

بتضعيف أجر العاملين كما روي (٣)

بتعمير سلطان همام مقدم

أذل أعادي الله فالكل مرعوي

وأيد دين الله أيد ملكه

ولا زال للعلياء مدى الدهر محتوي

فيا سائلا تاريخ عام بنائه

فخذ عدة (٤) بيتا إلى (آخر الروي) (٥)

محمد السلطان (٦) دام له العلا

بنى المسجد المكي بساعده القوي

قلت :

تأمل هذه الألفاظ البهية (٧) ، وتنشق هذه النفحات (٨) العطرية ،

__________________

(١) ما بين قوسين في (ج) أثبت الناسخ في المتن «بيت شعر» ، وأشار في الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٤٢ أن في نسخة أخرى «نصف بيت».

(٢) ورد هذا البيت في (د) كما يلي :

ولقد أتى تاريخه

في بيت شعر مثبت

والشطر هو التاريخ ويقابل بحساب الجمل عام ١١١٣ ه‍ ، وهو خطأ.

(٣) ورد هذا الشطر في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٧٣ ه «بنصف أجر العاملين كما روا» ، وهو خطأ.

(٤) في (ب) ، (ج) «عله» ، وأضاف الناسخ في (ج) على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٤٢ أن في نسخة أخرى «عدة».

(٥) ما بين قوسين في (ج) «أخرى الروس».

(٦) في (ب) ، (ج) «سلطان».

(٧) بالأصل الآلية والتصويب من د.

(٨) في (د) «النسمات». وسقطت من (ب) ، (ج).

٢٣٣

تعلم أن [هذه](١) اللطافة من المواهب العلية.

[عماد أغا صنجقا لجدة وشيخا للحرم المكي]

وفي سنة ١٠٧٦ ست وسبعين وألف :

ورد عماد (٢) أغا متقلدا صنجقية جدة ومشيخة الحرم ، (وخرج من الينبع.

وكان خرج تلك السنة مولانا الشريف زيد متوجها إلى بلد جهينة (٣) ، ومعه غالب الأشراف. فالتحق عماد (٤) أغا بمولانا الشريف في الطريق ببدر وهو راجع من الزيارة ، ومولانا الشريف (متوجها إلى جهينة) (٥) ، فلاقاه وحصل له به غاية الأمل) (٦).

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٢) في (ج) «عماد الدين». هو الأغا عماد أفندي الرومي ، استقبله السيد حمود ابن عبد الله في الخيف. ساعد الشريف زيد في حرابة جهينة ، وبعد موت الشريف زيد ألبس ولده الشريف سعد خلعة الولاية ، عزل عن صنجقية جده ومشيخة الحرم سنة ١٠٧٨ ه‍. انظر هذا في : : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧١ ، ٤٧٣ ، ٤٩٢ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٠.

(٣) جهينة : بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة ، فهم حي عظيم من قضاعة ، كانت منازلهم بين ينبع والمدينة إلى وادي الصفراء جنوبا ، والعيص وديار بلى شمالا على الضفة الشرقية للبحر الأحمر ، انتقل منهم أحياء إلى غرب هذا البحر وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة ، وتقيم جهينة اليوم في وادي ينبع وشماله إلى العيص وأم لج (الحوراء) ومدينة ينبع البحر. انظر : البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٩٥ ، ٩٦.

(٤) في (ب) ، (ج) «عماد الدين».

(٥) ما بين قوسين لم أتبين قراءته في (د) ، أضاف بعدها «ومعه غالب الأشراف فلاقاه». وهو خطأ.

(٦) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية الوسطى على ما يبدو ، ولم أتبين

٢٣٤

ولم يزل إلى أن وصل (١) مكة [في](٢) أوائل شعبان من السنة المذكورة ، (فاتفق أنه دخل مكة بغير إحرام ، وعلى رأسه العمامة المجوزة ، وهي صفة غريبة لم (ير قبلها) (٣) ، طولها أطول من ذراع قائمة السمت (٤) ، ذات أضلاع ظاهرة ، فلما وصل للسوق قدر الله أن ينفر حصانه ، فطاحت العمامة (٥) إلى الأرض ، فأخذوها وأعطوه إياها. فنزل عن فرسه وترجل ، وسار ماشيا ذليلا حتى دخل المسجد. وعدّ ذلك من الكرامات ، لدخوله في هذا الزي الكبريائي ـ نعوذ بالله ـ) (٦). فنزل بمدرسة داؤد باشا المجاورة لباب العمرة.

[الرخاء بمكة عام ١٠٧٦ ه‍]

(وحصلت في هذه السنة أمطار كثيرة بالحجاز ، وكثرت الخيرات ، وجاء حب الجراية وافيا بالتمام ، واتسعت الناس ، وارتخت الأسعار حتى صار ثمن الاردب القمح مائة مقصوص (٧) ، وقس على هذا غيره من

__________________

قراءته ، فأثبته من النسخ الأخرى.

(١) أي الصنجق عماد الدين أغا.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «تر قبله» ، والاثبات من (د).

(٤) السمت : الهيئة. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٤٧.

(٥) سقطت من (ب) ، (د).

(٦) ما بين قوسين استدركه المؤلف على الحاشية اليسرى ثم السفلى للمخطوط ، ولم أتبين قراءته فأثبته من النسخ الأخرى.

(٧) المقصوص : نوع من العملات الشائعة آنذاك.

٢٣٥

جميع (١) الأرزاق) (٢).

[وفاة الشريف زيد بن محسن سنة ١٠٧٧ ه‍]

ولم يزل مولانا الشريف زيد مالك (٣) أزمة السيادة ، ومستخدما دقائق السعادة ، ناهيك من ملك ملك الحلم قيادة ، وقلد الأحرار بإطلاق يديه ، فعكف العلماء والفضلاء للإفادة منه لديه ، وألفت له التآليف الحسان ، ونظم له الأدباء (٤) قلائد العقيان ، وعلى تفنن واصفيه (٥) بحسنه يغنى الزمان /.

ولم يزل على هذا (٦) السنن من بث الأمان ، وإسداء المنن ، إلى أن دعاه داعي مولاه ، فأجابه ولباه ، وذلك ضحى يوم الثلاثاء محرم الحرام.

فكانت ولايته خمس وثلاثون سنة وشهر وأيام في سنة ١٠٧٧) (٧) سبع وسبعين وألف.

__________________

(١) سقطت من متن (ج) فاستدركها الناسخ على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٤٣.

(٢) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية اليسرى للمخطوط ، ولم أتبين قراءته فأثبته من النسخ الأخرى.

(٣) في (د) «فلك».

(٤) سقطت من (ج).

(٥) في (ب) «واصليه» ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٦) في (د) «هذه» ، وهي الأصح.

(٧) ما بين قوسين في (د) «سنة ١٠٧٧ فكانت مدة ولايته خمس وثلاثون سنة وشهر وأيام» ، وهو الأصح من حيث الترتيب.

٢٣٦

[تنافس الشريفين حمود وسعد بن زيد]

وكان رديف ملكه وواسطة (١) سلكه مولانا السيد حمود بن عبد الله ابن الحسن بن أبي نمي (٢).

فلما رأى في (٣) ريح (٤) الفراسة قرب كسوف ذلك البدر وأوان غروبه من أفق الملك بيد القهر ، هم أن يطلع في أفق الملك شمسا ، وجعل يدير (٥) ما أصبح وأمسى ، فشاور في مدة التوعك (٦) من كان لسانه في أن يشهر سنانه ، فكل أشار بالاذعان لقوله ، لما عرف من تقدمه وطوله ، وقالوا : «أنت أحق بهذه الهالة إذا صحح القدر انتقاله».

فلما أنشبت المنية بزيد مخلابها ، وقطعت المصيبة من الحلق (٧) أصلابها ، وغربت به شمس الملك ، وتحقق الهلك ، استولى على تلك الهالة سعدها ، وقوي بعزمه أشدها ، [فانثالث](٨) العصبة العاهدة إلى الفئة (٩) الناهدة ، وأينع الملك من غصون العزم ، وثبتت الفوارس في ظهور الخيل

__________________

(١) في (ج) «وأوسط».

(٢) في (ج) أضاف الناسخ في المتن «جد الحمودية من العبادلة السابق ذكره».

(٣) سقطت من (ج) ، (د).

(٤) في (د) «بعين».

(٥) في (د) «مدير».

(٦) في (ج) «توعكه».

(٧) في (د) «الخلق».

(٨) ما بين حاصرتين في (أ) ، (ج) «فانشالت» ، وفي (د) «فاشالت» ، والاثبات يقتضيه السياق.

(٩) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (ج) «الفتنة» ، والاثبات من (د).

٢٣٧

من شدة الحزم لا الخرم ، وأحدقت (١) العساكر بين ملكها كالأجفان ، وكادت السيوف أن تسيل دموعا من الأجفان ، وانحازت الأشراف بأجمعها إلى دار مولانا السيد حمود ، ولم يبق مع مولانا الشريف سعد (٢) إلا جماعة يحصيهم العد :

((السيد امبارك الحارث) (٣) ، والسيد راجح بن قايتباي ، وعبد المطلب بن محمد ، ومضر بن المرتضى ، والحسين بن يحيى ، وفارس ابن بركات بن حسن ـ وجماعة أخر ـ) (٤).

وترددت المراسيل من الجانبين ، من السيد حمود ومولانا الشريف سعد إلى عماد أفندي ، شيخ الحرم ، فإنه عين (٥) السلطنة في هذا البلد ـ فبعث بخلعة التأييد إلى مولانا الشريف سعد.

__________________

(١) في (د) «وحدقته».

(٢) انظر ترجمته في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / أخباره متفرقة بين ص ٤٧٣ ـ ٥٢٢ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أخباره متفرقة بين أحداث سنة ١٠٧٧ ـ ١٠٨٢ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٠ ، ١١٩ ـ ١٢١ ، ١٢٥ ، ١٤٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٨٥.

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٤) ما بين قوسين سقط من (د).

(٥) السلطنة في البلد. سقطت من (ب) ، (ج).

٢٣٨

[ولاية الشريف سعد بن زيد بن محسن بن الحسين بن حسن بن أبي نمي]

فولي مكة مولانا وسيدنا الشريف سعد بن زيد بن محسن بن الحسين ، ونودي له بعد لبس الخلعة في شوارع مكة (على جري العادة) (١).

فأمر بالصلاة على والده رحمه‌الله ، فخرج الناس بجنازته ، وصلي عليه تجاه الكعبة قبيل الظهر ، وحملته ، الغرباء إلى المعلاة ، ولم يطلع مع جنازته غير ابنه السيد حسن (٢) ، والسيد فارس بن بركات السابق ذكره ، ودفن بقبة أبي طالب بن / حسن بن أبي نمي) (٣).

وأعقب (٤) مولانا الشريف سعد ، ومولده سنة ١٠٥٢ ألف واثنتين وخمسين ، ومولانا السيد حسن (٥) ، (ومولانا السيد أحمد) (٦) ، ومولده

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (د).

(٢) وهو أكبر أولاده الذين عاشوا بعده. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٦.

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) أي الشريف زيد بن محسن.

(٥) سيورد المؤرخ بعض أخباره.

(٦) ما بين قوسين سقط من (د). وأحمد هذا كان قد شارك أخاه سعد في إمارة مكة من سنة ١٠٨٠ ه‍ إلى سنة ١٠٨٢ ه‍ ، ثم توجه معه إلى الروم فأقام فيها إلى سنة ١٠٩٥ ه‍ عاد بعدها إلى مكة لتولي امارتها في هذه السنة إلى أن مات سنة ١٠٩٩ ه‍ بمكة. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / أخباره متفرقة بين ص ٤٩٢ ـ ٥٧١ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٩٠ ـ ١٩٧ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث السنوات ١٠٧٧ ـ ١٠٩٩ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام / أخباره متفرقة بين ص ٨١ ـ ١٠٩ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ١٢٨.

٢٣٩

سنة ١٠٥٢ اثنتين وخمسين [وألف] ، والسيد محمد ومولده سنة ١٠٤٩ تسع وأربعين وألف (١).

ولم يحضر وفاته غير مولانا الشريف سعد ، والسيد حسن ، وأما الآخران : فكان السيد محمد بالمدينة) (٢) ، والسيد أحمد بنجد. ثم وردا (٣) بعد ذلك.

ولما نزل الناس من الجنازة ، دخلوا لتهنئة مولانا الشريف سعد وتعزيته ، وممن عزاه وهنأه في ذلك اليوم : مولانا الإمام فضل بن عبد الله الطبري بقوله وأجاد (٤) :

عجيب جمعنا الضدين كل

لمولانا مهنيه معزي

وما قلب امرئ لوفاة زيد

يرى إلا وجيبا (٥) وهو مرزي (٦)

__________________

(١) هو محمد يحيى ، لم يل امارة مكة رغم أن والده الشريف زيد كان قد أخذ أمرا سلطانيا بذلك إلا أنه كتمه لخشيته من الاختلاف ، ثم أرسل هو نفسه عرضا إلى الأبواب من المدينة المنورة ألزم نفسه بأربعين ألف دينار لوزير دولة العثمانية ليوليه امارة مكة إلا أن عرضه رفض. تناحر مع أخيه سعد سنة ١٠٧٨ ه‍ ولحق بالسيد حمود بينبع ، ثم عاد واصطلح معه سنة ١٠٨١ ه‍. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / أخباره متفرقة بين ص ٤٧٣ ـ ٥٠٩ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث السنوات ١٠٧٧ ـ ١٠٨٠ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨١ ـ ٨٤.

(٢) ما بين قوسين في (د) «وأما السيد محمد فكان بالمدينة».

(٣) في (ب) ، (ج) «ورد» ، وهو خطأ.

(٤) سقطت من (ب) ، (ج).

(٥) في (ج) «الاجيبا». جاء في ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٧١٧ ، وجب القلب : خفق واضطرب.

(٦) في (ج) «مرزي» ، وهو تصحيف. ومرزه يمرزه مرزا : قرصه قرصا رفيقا

٢٤٠