منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

أنشدني بعض الاخوان قول ابن رشيق (١) القيرواني في الأمير تميم (٢) ابن المعز (٣) قوله :

أصحّ وأعلى ما سمعناه في الندى

من (٤) الخبر المشهور منذ قديم

أحاديث ترويها السيول عن الندا

عن البحر عن كفّ الأمير تميم

فقلت أنا (٥) [أيضا ارتجالا](*) :

أصحّ وأعلى ما رويناه (٦) في الندى

من الخبر (٧) المشهور من منذ أزمن

__________________

(١) في (أ) «رشق» ، والاثبات من بقية النسخ. هو الحسن بن رشيق المعروف بالقيرواني أبو علي ، شاعر وأديب ونحوي ولغوي ومؤرخ ، ولد في المسيلة بالمغرب سنة ٣٩٠ ه‍ ، تعلم الصياغة ثم مال إلى الأدب ، فرحل إلى القيروان ومدح ملكها ، واشتهر فيها ثم انتقل إلى جزيرة صقلية ، وأقام بمارز إحدى مدنها إلى أن توفي سنة ٤٦٣ ه‍ ، من مصنفاته ديوان شعره ، وميزان العمل في تاريخ الدول ، وشرح موطأ مالك. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٢ / ٨٥ ـ ٨٩ ، السيوطي ـ بغية الوعاة ٢ / ٥٠٤ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٣ / ٢٩٧ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ١٩١.

(٢) سقطت من (د).

(٣) في (أ) «العز» ، والاثبات من بقية النسخ. هو تميم بن المعز بن باديس بن المنصور أبو يحيى الصنهاجي ، أحد ملوك الدولة الصنهاجية بافريقية الشمالية ، ولد في المنصورية سنة ٤٢٢ ه‍ ، ولاه أبوه المهدية سنة ٤٤٥ ه‍ ، ثم تولى الملك سنة ٤٥٤ ه‍ بعد وفاة والده ، فمكث فيه ٤٦ سنة. توفي بالمهدية سنة ٥٠١ ه‍. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ١٠ / ١٥٨ ، ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ١ / ٩٨ ، تاريخ ابن خلدون ٦ / ١٥٩ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ٨٨.

(٤) في (ب) ، (ج) «وفي» ، وفي (د) «عن».

(٥) أي محمد الغزي.

(*) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٦) في (ج) «ماروينا».

(٧) في (ب) «النحر» ، وهو خطأ.

٢٠١

أحاديث ترويها السيول عن الندى

عن البحر عن زيد المليك بن محسن

قال الوالد : فعجبنا من حسن لطفه.

وفي سنة ١٠٥٢ اثنتين وخمسين وألف :

وردت إلى مصطفى بيك صنجقية (١) جدة ، وهو أول صنجق تولاها.

[سيل عرفة عام ١٠٥٣ ه‍]

وفي سنة ١٠٥٣ ثلاث وخمسين وألف :

وقع سيل عظيم بعرفة في يوم الموقف (٢) ، واستمر من الظهر إلى المغرب ، ولما نفر الناس عاقهم السيل المعترض من تحت العلمين (٣) عن المرور ، ومنعهم من دخول الحرم ، واستمر الناس وقوفا إلى (شيء من) (٤) الليل ، فكأنه خف ، فقطعه الناس مع غاية المشقة (٥).

[مقتل صنجق جدة وشيخ الحرم مصطفى بيك]

ولنرجع إلى ذكر مصطفى بيك ، ولم يزل إلى سنة ١٠٥٦ ست

__________________

(١) في (د) «صنجقة». وانظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٥٢ ه‍.

(٢) في (د) «الوقف».

(٣) العلمين : يبدو أنهما علما حد الحرم بين المزدلفة وعرفة على حافة وادي عرنة من الغرب. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٦ / ١٦١.

(٤) في (د) «آخر».

(٥) انظر خبر هذا السيل في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٥٣ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٦.

٢٠٢

وخمسين وألف.

وفيها : وردت عليه مشيخة الحرم مضافة إلى صنجقية جدة.

فلما استفحل (١) أمره شرع في التطرق (٢) إلى (٣) الأحكام بمكة ، فنفرت نفس مولانا الشريف من ذلك (٤).

وجاء الأمير رضوان بيك أمير الحج ، فذكر له ذلك ، فنفره بزيادة ، وخوفه عواقب أمره حتى أضمر له البغضاء (٥). فلما عزم الحج خرج مولانا / الشريف من (٦) مكة ، وأقام بها نائبا عنه مولانا السيد إبراهيم ابن محمد بن عبد الله (٧).

وتوغل مولانا في الشرق ، حتى وصل إلى محل بينه وبين البصرة خمسة أيام (٨) ، وكان قد (٩) أوصى بعض هذيل (١٠) رجلا يقال له أحمد

__________________

(١) في (ب) «استعجل» ، وهو خطأ.

(٢) في (ب) ، (ج) «تطرق».

(٣) سقطت من (ج).

(٤) انظر هذا الخبر في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٦. ومختصرة في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٥٦ ه‍.

(٥) في (ج) «البغض».

(٦) سقطت من (ب).

(٧) هو إبراهيم بن الشريف محمد بن الشريف عبد الله بن حسن بن أبي نمي. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٤ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٦.

(٨) في المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٩ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٤ ، قريب من الخرج.

(٩) سقطت من (ج) ، (د).

(١٠) هذيل : هم قبيلة هذيل بن مدركة من العدنانية. انظر : البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٥٤٧ ـ ٥٤٩ ، القلقشندي ـ نهاية الأرب ٤٣٥.

٢٠٣

الجعفري بقتل مصطفى بيك ، وأمره أن يقتله مهما أمكن (١).

وفي هذه السنة : ورد (بشير أغا ، السابق ذكره (٢) متولي مشيخة حرم المدينة. فجاء إلى مكة ، وطلع إلى الطائف للتنزه مع الصنجق المذكور (٣)) [في أوائل سنة ١٠٥٧ سبع وخمسين وألف في أواخر ربيع الثاني ، فطلع معه إلى (٤) الطائف](٥) ، وهم في (أعلى درجات) (٦) النعمة.

واستمروا (٧) إلى أن هل رجب من (سنة ١٠٥٧ سبع وخمسين وألف) (٨) ، فنزل مصطفى بيك مكة من طريق كرا (٩) ، فلما وصل إلى

__________________

(١) انظر أخبار خروج الشريف كما أوردها السنجاري في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٦. ومع بعض الاختلاف في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٤ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٩.

(٢) في (ب) «ذكر» ، وهو خطأ. سبق الاشارة إليه ضمن أحداث سنة ١٠٤٩ ه‍.

(٣) أي مصطفى بيك. واستدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية اليسرى للمخطوط. انظر خبر وصول بشير أغا هذا في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٤ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٩.

(٤) سقطت من (د).

(٥) ما بين حاصرتين استدركه المؤلف على إحدى الحواشي ، ولم أتبين مكانه فأثبته من النسخ الأخرى.

(٦) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «اعداد رجل» ، وهو خطأ.

(٧) في (د) «واستمر».

(٨) ما بين قوسين في (ج) «السنة المذكورة» ، وسقطت من (د). انظر هذا التاريخ في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٤ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٩ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٩. أما في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٥٨ ه‍ أنه استمر سنة ١٠٥٨ ه‍.

(٩) كرا : بالفتح والقصر ، جبل ضخم يصعده الطريق بين مكة والطائف ، كان

٢٠٤

النقب الأحمر (١) ـ محل هناك مضيق ـ ظهر له العربي (٢) المأمور بقتله ، وكان قد صحبه وخدمه ، وتعرف به ، وألفه ، (فلما رآه عرفه) (٣) ، فأقبل عليه ، وقد انفرد من أعوانه لحينه في (٤) أوانه ، ومع الجعفري شاب آخر ، فلما قرب منه وحياه ، قال للشاب : قبل يد سيدك!!. وكان على جانبه الأيسر ، فأعطاه يمينه ، فضربه الجعفري من جانبه الأيمن بجنبية في وسطه قطع بها مصارينه وكلاه ، وأقام (٥) عليه ثكلاه ، فلما صاح (٦) قال (٧) لفريقه (٨) السراح (٩).

__________________

طريقه صعبا ، ثم مهد ذلك الطريق في العهد السعودي ، فافتتح سنة ١٣١٥ ه‍ في رأسه مما يلي الطائف فرعة تسمى الهدأة. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ٢٠٧ ، ٢٠٨. والهدأة : هي ما يسميها أهل مكة بالهدا.

(١) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٤ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٧٩" ثم لما كان نازلا إلى مكة طالعا في المحل المعروف بالنقب الأحمر وجه جبل كراء مما يلي الطائف. والنقبة الحمراء : هو ذلك النقب الذي تصعده من وادي المحرم إلى هدأة الطائف ، يبعد عن الطائف ١٤ كيلا تقريبا غربا. البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٩ / ٨٠.

(٢) استدرك ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليمنى ص ٢٣٠ كلمة «الجعفري». أي أحمد الجفري السابق ذكره.

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) في (ب) ، (ج) «من».

(٥) في (ب) «وقام».

(٦) أي مصطفى بيك.

(٧) أي أحمد الجعفري.

(٨) في (ب) ، (ج) «له رفيقه».

(٩) أي الهرب.

٢٠٥

وتولوا بين الجبال لا تدركهم الخيل ولا الرجال ، وتلاحقه أصحابه وقد فارق روحه أهابه. (وذلك يوم التاسع والعشرين من جمادى الثانية (١) ، ودخلوا به مكة غرة رجب) (٢) ، ودفنوه بالمعلاة بالقرب من تربة السيدة خديجة رضي‌الله‌عنها (٣).

وتلاحقت عساكره ، فأنزلهم السيد إبراهيم نائب مولانا الشريف بأجياد ، وأجرى عليهم مصروفه.

وعقبه بشير أغا ، فنزل مكة وهو على غاية من الحذر.

فأراد بعض كبار عسكره (٤) (أي عسكر) (٥) الصنجق ، وهو دلاور أغا النزول إلى جدة ، وضبط ماله ، فنمي ذلك إلى مولانا السيد إبراهيم بن محمد (بن عبد الله بن حسن) (٦) ، وأوحى إليه أنه ربما يحصل منه فساد بعد تحصنه في البلد ، فأرسل إليه بعض الأشراف لما بلغه نزوله ،

__________________

(١) في (ب) «الثاني» ، وفي (د) «الأخر».

(٢) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية الوسطى للمخطوط ، ولم أتبين قراءته فأثبته من النسخ الأخرى. انظر هذين التاريخين في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٤ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٩.

(٣) انظر خبر قتله هذا كما أورده السنجاري مع الاختصار في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٥٨ ه‍ ، وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٩ ، ومع بعض الاختلاف في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٤ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٩.

(٤) هكذا في (أ) ، وفي (ب) ، (د) «عسكر» ، وفي (ج) «العسكر».

(٥) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د).

(٦) ما بين قوسين سقط من (د).

٢٠٦

فأتوا به ، وقيده في الحديد.

(واجتمع مولانا السيد إبراهيم ببشير أغا ، وكان نازلا بالباسطية (١) فسأله عن حبس دلاور أغا ، فأخبره : بأنه خرج إلى جدة بغير أمري ، فخشيت منه ضررا. فسأله إطلاقه ، فقال : لا أطلقه إلى أن يأتي صاحب البلد. وقام (٢) من عنده.

ونزل بشير أغا في اليوم الثاني إلى قاضي مكة ، واستدعى القاضي السيد إبراهيم ، وسأله إطلاق (٣) الرجل ، فأطلقه.

ثم بعد أيام قلائل فر عسكر الصنجق ، ولحقوا ببشير أغا ، وانحازوا إليه ، فانتهى خبرهم إلى السيد إبراهيم وكان بالبركة (٤) أسفل مكة ، فوصل إلى البلد ، وأخبر أن الداخل في العسكر رجل منهم يقال له جاووش ، كثير الفساد لا يصحو من الخمر ، فأمر بقتله.

فصدفوه عبيد الشريف بالمعلاة ، فقتلوه. فتسامع العسكر ، فاعتدوا (٥) ، وضربوا جماعة الشريف بالرصاص من الحرم ، فقتلوا رجلين

__________________

(١) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٥ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٩ أنه كان نازلا في مدرسة الأغا بهرام في المسعى.

(٢) سقطت من (ج).

(٣) في (ب) «اطلاقه».

(٤) سقطت من (ب) ، (ج). أي بركة ماجن. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٥.

(٥) في (ب) «فاعتذروا» ، وهو خطأ ، وفي (ج) أثبت الناسخ في المتن «فاحترموا» ، وأشار على حاشية المخطوط اليمنى ص ٢٣٢ أن في نسخة أخرى «فاعتدوا».

٢٠٧

في نفس (١) الحرم. فقابلهم جماعة الشريف كذلك بالرصاص ، وطال الأمر ، وكان في رمضان) (٢). ثم إن عسكر مصطفى بيك لاذت (٣) ببشير أغا وخدموه (٤).

فلما كان في رمضان وقع طراد بين عبيد (مولانا السيد إبراهيم بن محمد نائب) (٥) مولانا الشريف ، وجماعة بشير أغا (٦) في المسعى (أدى ذلك إلى مقاومة مولانا السيد إبراهيم لهم ، والتحرز منهم بالبندق ، فحصر بشير أغا) (٧) ، وطلع جماعة (٨) من جماعته إلى المنائر ، وقتل جماعة السيد إبراهيم من جماعة بشير أغا نحوا من خمسة عشر إنسانا. فأرسل بشير أغا إلى قاضي الشرع (٩) يشكو عليه حاله ، فأرسل القاضي لمولانا

__________________

(١) في (د) «وسط».

(٢) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية الوسطى ثم السفلى للمخطوط ، ولم أتبين قراءته فأثبته من بقية النسخ.

(٣) في (ب) «لازن» ، وفي (ج) ، (د) «ولاذوا».

(٤) أضاف ناسخ (ج) في حاشية المخطوط الوسطى ص ٢٣٢ ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد ولبشير أغا شيخ الحرم المدني مدرسة شهيرة باسمه ، وفيها مكتبة عظيمة فيها من الكتب النادرة التي لا توجد ، وعدتها خمسة آلاف والله أعلم».

(٥) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٦) سقطت من (ب) ، (د).

(٧) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٨) سقطت من (ج).

(٩) هو أحمد كرباش. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٠.

٢٠٨

السيد إبراهيم ، وأصلح أمرهم (١).

وانقطع خبر مولانا الشريف بالكلية ، ولم يسمع له خبر إلا خبر (٢) وروده في ذي القعدة ، وقرت بذلك منه (٣) النفس (٤) ، وذهب الصنجق مثل ما ذهب أمس.

وفي سنة ١٠٥٨ [ثمان وخمسين وألف](٥) :

توفي مولانا السلطان الأعظم والخاقان الأفخم مولانا السلطان إبراهيم خان.

[سلطنة السلطان محمد خان بن إبراهيم خان]

فتولى بعده السلطان المكرم ، والخاقان المعظم السلطان محمد خان ابن السلطان إبراهيم خان بن أحمد خان بن مراد خان بن سليم خان بن سليمان خان بن سليم خان ، وذلك في رجب من السنة المذكورة (٦).

__________________

(١) انظر هذه الأحداث مع بعض الاختلاف في أكثر جوانبها في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٤ ـ ٤٦٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٩ ، ١٨٠.

(٢) سقطت من (د).

(٣) سقطت من بقية النسخ.

(٤) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «النفوس».

(٥) ما بين حاصرتين في (أ) ، (د) بالأرقام ، وفي (ب) «١٠٥٧» ، وفي (ج) «١٠٥٧ سبع وخمسين وألف» ، وكلاهما خطأ. انظر سنة وفاته هذه في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٧ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٣ ـ ١٦ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٥٥ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٣٩ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٨٨.

(٦) انظر هذا التاريخ في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٨ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٤١.

٢٠٩

وهو (١) ملك الأوان وسلطان الزمان إلى عصرنا (٢) هذا سنة ١٠٩٥ ألف وخمس وتسعين (٣).

ومنذ تولى وهو (٤) / محاصر للنصارى (٥) ، عجل الله نصره ، فأرسل بخلع التأييد لمولانا الشريف أيده الله.

[الشريف زيد في المدينة المنورة]

(وفي سنة ١٠٥٩ تسع وخمسين وألف :

رحل مولانا الشريف [زيد](٦) إلى المدينة لزيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٧) ،

__________________

(١) ولد سنة ١٠٤٩ ه‍ ، وجلس على تخت السلطنة سنة ١٠٥٨ ه‍ وعمره إذ ذاك تسع سنين ، وفي رواية ثانية سبع سنين ، واستمر في الملك إلى أن خلع سنة ١٠٩٥ ه‍ وولوا بدلا منه أخوه السلطان سليمان خان ، ولم يمكث غير بضع سنين بعد تركه الحكم ، حيث مات سنة ١١٠٤ ه‍. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٨ ، ١٠٩ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٥٦ ـ ١٨٤ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٤١ ـ ١٤٧ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٨٩ ـ ٣٠٤.

(٢) ومعنى هذا أن السنجاري كتب تاريخه في هذا العام ١٠٩٥ ه‍ ثم أضاف إليه مشاهداته بعد ذلك.

(٣) في (د) «١٠٥٩» ، وهو خطأ ، وسقطت من (ب) ، (ج).

(٤) تكررت في (أ).

(٥) في جزيرة كريد (أي كريت) لاتمام فتحها. انظر : سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٥٧.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٧) كان وصوله في اليوم الثامن من شهر شعبان ، ونزل بالقاضبة خارج سور المدينة. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٠ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٥٩ ه‍.

٢١٠

فاتفق أن قتل بعض العرب زفر أفندي قاضي المدينة ، فظن أهلها أن ذلك بأمر مولانا الشريف ، فاحتشدوا وغلقوا أبواب السور.

فلم يزل مولانا الشريف (١) يتلطف بهم إلى أن تمكن منهم ، فأخذ رؤوس الفتنة في الحديد ، نحوا من تسعة أنفس ، وسار بهم راجعا (٢) إلى مكة معهم (٣) ، وحبسهم في ينبع.

ولم يزالوا [به](٤) إلى أن ورد الحج ، فشفع فيهم أمير الحج رضوان بيك ، وأتى بهم مكة) (٥).

[الحرب بين غيطاس بيك والشريف زيد بن محسن]

ولما كان سنة ١٠٦٠ ألف وستين (٦) :

وقع حرب غيطاس (٧) الرضواني مع مولانا الشريف زيد بن محسن ،

__________________

(١) في (د) «زيد بن محسن».

(٢) سقطت من (د).

(٣) في (ب) «ومعه» ، وفي (ج) «معهم» ، وسقطت من (د).

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). أي في الحبس.

(٥) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية العليا للمخطوط رأسا على عقب. انظر هذا الخبر مع التفصيل في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٦ ، ٤٦٧ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٠ ، ١٨١ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٥٩ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٧.

(٦) انظر هذا التاريخ في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٧ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨١ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٥٩ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٧.

(٧) في أحمد شلبي ـ أوضح الاشارات ١٥٣ «قيطاز» ، وفي المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨١ «قيطاس». سترد أخباره كاملة فيما يلي.

٢١١

وملخص ذلك :

أن غيطاس هذا كان أحد مماليك الأمير رضوان بيك الفقاري ، أمير الحج ، (فوقع (١) في سنة ثمان وخمسين [وألف](٢) منافسة) (٣) بين مولانا الشريف والأمير رضوان ، فحقد عليه رضوان المذكور ، وكتب فيه إلى الأبواب ، وأكثر الخطاب ، فوافقه السلطان (٤) على مراده ، وخرج بعزل مولانا الشريف في موسم (٥) [سنة](٦) ١٠٥٩ تسع وخمسين وألف ، وسار مضمرا عزل المذكور وتولية السيد امبارك (٧) ابن بشير بن حسن (٨) إلى أن (٩) وصل إلى عسفان ، ولم يظهر ما أكن ، وجعل كتمه على نفسه مجن.

وكان صاحب مصر أحمد باشا (١٠) طلب إلى الأبواب ، فلما وصل

__________________

(١) سقطت من (ب).

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) ما بين قوسين في (ج) «ففي سنة ثمان وخمسين وألف وقع منافسة» ، وفي (د) «ففي سنة ثمان وخمسين وقع منافسة».

(٤) أي السلطان محمد خان بن إبراهيم خان.

(٥) في (د) «يوم» ، وهو خطأ.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «مبارك».

(٨) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «وهو جد الأشراف المعروفين إلى الآن» إلى زمن الدهلوي.

(٩) سقطت من (ب).

(١٠) هو أحمد باشا أرنوط ، أول نواب السلطان محمد خان ، قدم إلى مصر غرة شهر ربيع الأول سنة ١٠٥٩ ه‍ ، فأقام واليا فيها إلى أن عزل في غرة صفر سنة ١٠٦١ ه‍ ، فكانت مدته سنة واحدة وأحد عشر شهرا. انظر : أحمد شلبي ـ أوضح الاشارات ١٥٣.

٢١٢

الروم أخبر بذلك ، فتكلم مع حضرة الوزير الأعظم (١) ، وعرفه أن رضوان حل بهذا الفعل أكثر مما أبرم ، وأن هذا أمر (٢) لا يكون الوصول إليه إلا بما يشق عليه.

فاقتضى الأمر أن أعيد مولانا الشريف [زيد](٣) ، (وجهز قاصد بأمر سلطاني ناسخ) (٤) للأمر الذي بيد رضوان بيك ، وأمر القاصد بالجد في السير لارادة هذا الخبر.

فوصل إلى المدينة في نحو (٥) ثلاثين يوما ، وأرسل إلى صاحب المدينة بالقاصد ، وأمرهم بالأخذ على طريق الساحل لئلا يظفر به رضوان بيك.

فوصل مكة يوم وصول مولانا الشريف زيد من الطائف ، وكان نزل بالمعابدة (٦) ليدخل في آلاي الأعظم وذلك يوم الرابع من ذي الحجة.

فلما جاءه الأمر عز به ، ونزل في آلاي الأعظم في اليوم المذكور إلى

__________________

(١) يبدو أنه أحمد باشا ملك الصدر الأعظم لأنه في هذه الآونة كثر عزل الوزراء تباعا. انظر : إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٤١ ، ١٤٢.

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الأمر».

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٤) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «وجهز قاصدا بأمر السلطان ناسخا».

(٥) سقطت من (ج).

(٦) المعابدة : هو ما يعرف بالأبطح ، كان في القرن الثامن الهجري ضاحية من ضواحي مكة أو أحد أطرافها. واليوم حي من أحيائها يشمل أحياء كثيرة منها الخانسة والجعفرية والجميزة وغيرها. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٨ / ١٩٠.

٢١٣

أن دخل من باب السلام والأمر (١) بين يديه ، إلى أن وصل الحطيم ، وفتحت الكعبة ، فقرأ مرسومه الوارد ، ولبس القفطان في أعذب الموارد.

وكتبت الأتراك إلى رضوان بيك بما وقع ، فدخل مطويا على حنق يغيظه ، ومكفوف (٢) طرف على دمع لا يقدر أن يفيضه (٣). وحج ورجع وهو جاهد في هوى نفسه ، راجيا من يومه ما لم ينله من أمسه ، فأخذ غيطاس (٤) المذكور صنجقية (٥) جدة ، (وقربه لا قتناص فرصته) (٦) ، وأعده.

فورد مكة في أواسط السنة المذكورة ، وقيل أن سبب تغيظه ـ أعني غيطاس بيك ـ قتل زفر أفندي قاضي المدينة ، فإن المذكور ضرب بسكين بعد صلاة الصبح تجاه الوجه الشريف ، وخرج به مقتولا ، ولم يعرف له قاتل ، فثبت عند غيطاس بيك أن ذلك كان بأمر مولانا الشريف زيد ، فإنه أوحى إليه ذلك (٧).

__________________

(١) في (ب) «الأمن» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «الأمراء».

(٢) لم أتبين قراءتها في (أ) ، (ب) ، وفي (ج) «وعكوف» ، والاثبات من (د).

(٣) في (أ) «يغيظه» ، وهو تصحيف ، والاثبات من بقية النسخ.

(٤) في (د) «الغيطاس».

(٥) في (د) «صنجقة».

(٦) ما بين قوسين في (ب) «وقربه لافسا فرسته» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «وقربه لعله ينال فرصته» ، وفي (د) «وقربه لانتهاز فرصته». انظر هذه الأحداث في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٦٠ ه‍ مع بعض الاختلاف اليسير. وكما أوردها السنجاري في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٨.

(٧) انظر خبر قتل القاضي هذا مع بعض الاختلاف في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٠ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٧٧.

٢١٤

وقيل واقعة مع بعض الصعايدة تجار مكة ، كان باليمن فدخل بتجارة من غير طريق جدة (١) ، ولاذ ببعض الأشراف (٢) ، فنقم عليه غيطاس بيك. فقام مولانا السيد هاشم بن عبد الله (بن حسن) (٣) في صدره ومنعه منه ، فنزل جدة حنقا على الشريف لذلك ، والله أعلم.

فلما تمكن غيطاس من البلد ، جعل يكاتب مولانا السيد عبد العزيز ابن إدريس بن حسن ، ويأمره باستمالة الأشراف ، وعرفه ما أضمره (٤) من عدم الإنصاف ، ولم يزل يخدعه إلى أن نزل إليه ، فنشر قفطان الولاية عليه ، ونادى له بولاية جدة ومكة.

وأقام حاكما في جدة (٥) من جانبه (٦) القائد ناصر بن سعيد السيوري (٧) ، وتجهز بعسكره متوجها إلى مكة.

__________________

(١) ذكر المؤرخون أنه نزل مع رجل أعجمي يدعى أسد خان من البحر إلى بندر القنفذة ووصلوا إلى مكة برا. انظر : : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٧ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨١.

(٢) وهو السيد هاشم بن عبد الله. انظر المصدرين السابقين.

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (د). وأضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه «وهو جد الأشراف المعروفين بآل هاشم من العبادلة».

(٤) في (ب) ، (ج) «أضره» ، وفي (د) «أسره».

(٥) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٧ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨١ «في مكة».

(٦) الصنجق غيطاس بيك.

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «السبوري». هو ناصر بن سعيد عتيق مصطفى السيوري. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٧ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨١.

٢١٥

فبلغ ذلك مولانا الشريف ، فجعل عليه العيون ، وأمر بسد الآبار من جدة إلى مكة.

فلما أتاه الخبر بخروجه من جدة تأهب للقائه بمن صدق معه من الأشراف ، فالتقيا بخريق الموال (١) بالقرب من النوارية (٢) ، وذلك يوم الخميس حادي عشر من ربيع الثاني من السنة المذكورة (٣) /.

ورأيت بخط بعض الناس أن التقاءهم كان تاسع عشر جمادى الأخرى (٤) ، وهذا بعيد.

فلما التقوا كان الظفر لمولانا الشريف [زيد](٥) بعد أن قتل بعض الأشراف الذين معه ، نحو ثلاثة أنفس.

وكان يوما حارا ، وتحركت فيه سموم مهلكة ، وفرغ ما مع غيطاس

__________________

(١) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٧ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨١ أنهما التقيا فوق التنعيم ، وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٨ قرب قبر السيدة ميمونة.

(٢) النوارية : قرية على حافة طريق مكة إلى المدينة على ٩ أكيال كانت تستخرج منه حجارة النورة ، وتحته أفران لها. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٩ / ٩٤ ـ ٩٥.

(٣) أي سنة ١٠٦٠ ه‍. انظر هذا التاريخ في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٦٠ ه‍.

(٤) انظر هذا التاريخ في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٧ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٧ ، ٧٨.

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (د).

٢١٦

من الماء ، فجعل يحث العسكر. فقالوا (١) : يا هذا ، (كيف نقدم) (٢) على قوم لا نراهم (٣) مما عليهم من الحديد ـ يعنون الدروع ـ لا طاقة لنا بهم؟!.

فلما رأى أن أمره آيل إلى الكسير (٤) ، استشار مولانا السيد عبد العزيز [المذكور](٥) ، فقال له : لا مفك إلا بطلب الأمان.

فنادى مناديهم بطلب الأمان.

وجاء مولانا السيد عبد العزيز بنفسه ، فنزل على مولانا امبارك (٦) ابن شنبر (٧) ، وقيل السيد أحمد الحارث (٨) ، فجاء به إلى مولانا الشريف زيد ، وأبدى عذره ، فقبله مولانا الشريف.

__________________

(١) في (ج) أثبت الناسخ في المتن «وقالوا» ، وأشار في الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٣٥ أن في نسخة أخرى «فقالوا».

(٢) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٣) في (ب) «نرام» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «ألا ترى».

(٤) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الكسر».

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «مبارك» ، وفي : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٨ «المبارك».

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «بشير». انظر خبر التجائهم إلى السيد المبارك في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٨ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨١ ، ١٨٢.

(٨) هو أحمد بن محمد الحارث ، حاول الباشا حسن إسناد الإمارة إليه بدلا من الشريف سعد ، توفي في مكة سنة ١٠٨٥ ه‍. انظر ترجمته في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧٤ ، ٤٩١ ، ٥١٨ ، ٥٢٢ ، ٥٢٨ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨١ ، ٨٢ ، ٨٥ ، ٨٦.

٢١٧

وبعث إلى غيطاس ومن معه بالماء في الروايا (١). وأمره بالرجوع إلى جدة ، فرجع من هناك ، وقد طوى ما نشر من أعلامه ، وتأسف على اعتماده على أقوامه ، وامتلأت قلوب عسكره وجلا ، وصاروا إذا رأوا (٢) غير شيء ظنوه رجلا مع أنهم لم يسيروا إلا بغفر من العرب خوفا من أجل (٣) اقترب.

ورجع مولانا السيد عبد العزيز مع بني عمه إلى بلاده ، وأقام بين طريفه ، وتلاده (٤).

(ورأيت صورة كتاب كتبه مولانا السيد محمد كبريت إلى بعض المكيين يهنئه بنصرة الأشراف على غيطاس بيك ، وهو كتاب بديع (أحببت الحاقه هنا ونصه) (٥) :

سلام على نجد ونجد بعيدة

ومن أين لي نجد وأين مزارها

ولم يبق إلا أن أقول ترنما

سلام على نجد وإن شط دارها

الشقيق الشفيق القريب في بعده ، سيدي علي أعلى الله مناره ،

__________________

(١) في (د) «الرايا» ، وهو خطأ. جاء في ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٥٢٧ الراوية : المزادة فيها الماء. والرواية : هو البعير أو البغل أو الحمار الذي يستقى عليه الماء.

(٢) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وسقطت من (ج).

(٣) انظر هذه الأحداث مع بعض الاختلاف في : : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٧ ، ٤٦٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨١ ، ١٨٢ ، ومختصرة مع الكثير من الاختلاف في : أحمد شلبي ـ أوضح الاشارات ١٥٣.

(٤) في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٦٨ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٢ «أنه ذهب مع غيطاس إلى مصر مع الحاج سنة ١٠٦٠ ه‍ لعزله عن جدة».

(٥) ما بين قوسين في (د) «أحببت اثباته هنا وهو هذا نصه».

٢١٨

يخصه المفقود في وجوده بالتحية اللائقة بمقام فضله وجوده ، فتى مدحه (١) بالفتوة أسطر ، تعطر (٢) منها الطرس (٣) في شرحه (٤) الثناء ، وينهى ما ورد عليه من تحقيق أمر كان يرجوه ، فلو رأيت (يوم الخبر) (٥) السار صنعة التدبيج (٦) في وجوه مصفرة من مرض في القلوب ، وأخرى محمرة من غيظ تستعر له الأحشاء ، وأخرى مسودة من سوء العاقبة (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)(٧) ، وقلوب مستعرة تود اطفاء النور المحمدي ، (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ)(٨). و (٩) في وجوه ضاحكة مستبشرة ، وقلوب تنقلب في مسرات نعمات (ونريد أن نمن على المستضعفين) (١٠) لقرأت (١١)) ، كذلك (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً)(١٢) ، فلله حقيقة (١٣) تظهر بالشيء وضده ، والعاقبة

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «مدحة» ، وفي (د) «مدحته».

(٢) في (د) «معطر».

(٣) في (ج) «الطروس».

(٤) في (ب) ، (ج) «شرح».

(٥) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي (ج) ، (د) «خبر اليوم».

(٦) في (ب) «لتدبيجه» ، وبياض في (د).

(٧) سورة الزمر آية ٤٧.

(٨) سورة الأنفال آية ٣٢.

(٩) بياض في (ج) مكان حرف الواو.

(١٠) اشارة إلى الآية : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ). سورة القصص آية ٥.

(١١) في (ب) ، (ج) «لقراتك».

(١٢) سورة البقرة آية ١٣٨.

(١٣) تكررت في (ج).

٢١٩

للمتقين) (١). هذه نفثة مصدور بلسان يفيد (٢) عندها وبها لأنه (٣) هؤلاء غير ولا ضير ، فالدهر يرقص والأيام تنشده : هذا هو العيش إلا أنه الهانئ ، ولقد سرنا المظهر الأحمدي بالتدبير الأحدي ، فللعين قرة ، وللقلب قرار (٤) ، ولأزهار الوجوه أنوار.

(ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه) (٥)

يضرس بأنياب (٦) ويوطأ بمنسم (٧)

على أن العالم بأسره لا يصلح إلا على الثواب والعقاب كما هو عند أهل التحقيق لا عند من يؤمن بالوهم فسماه علما (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً)(٨) ، ومن طلب الممالك لم ترعه (٩) رزايا الدهر في أهل ومال ، فالله تعالى يسمعنا ما بقينا مركز دائرة الحل والعقد من أطايب المطالب «ما لا عين نظرت ، ولا أذن سمعت ، ولا

__________________

(١) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية الوسطى للمخطوط ثم العليا.

(٢) في (أ) ، (د) «يفعل» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٣) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (ب) ، (ج) «لأنها» ، والاثبات من (د).

(٤) في (ب) ، (ج) «قد دار» ، وهو خطأ.

(٥) ما بين قوسين في (د) «ومن لم يدعن هو ضد بسلاحه» ، وهو خطأ. وهذا من بيت الشعر :

«ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه

يهدم ومن لم يظلم الناس يظلم»

(٦) في (ب) «بأنيان» ، وهو خطأ.

(٧) في (ب) أثبت الناسخ في المتن بأضراس ، وأشار في الحاشية اليسرى للمخطوط أن في نسخة أخرى «بمنسم».

(٨) سورة آل عمران آية ٣.

(٩) في (أ) ، (ب) ، (ج) «ثم نزعه» ، والاثبات من (د).

٢٢٠