منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

هو الكريم ابن الكريم من له

ذيل على هام السماك ينسحب

من معشر هم السراة في الورى (١)

كل إلى آل (٢) النبي ينتسب

[توجه عابدين باشا إلى مكة]

ولما بلغ بكلربكي (٣) مصر (٤) غرق أحمد باشا المذكور ، وما صنع عسكره ، أرسل بكلربكي الحبشة (٥) عابدين باشا (٦) بأن يصل إلى مكة ، ويأخذ العسكر ، ويعزم بهم إلى اليمن.

فوصل عابدين باشا إلى جدة ، وعرف مولانا الشريف أحمد بن

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «العدى».

(٢) سقطت من (ب) ، (ج) ، وفي (د) «طه».

(٣) في (ب) «بكربلي» ، وفي (ج) «بكلريلي» ، وفي (د) «بلك بكى».

(٤) هو بيرم باشا ، قدم واليا على مصر سنة ١٠٣٥ ه‍. استمر واليا عليها إلى أن عزل سنة ١٠٣٨ ه‍ بالباشا محمد باشا طبان. انظر : أحمد شلبي المصري ـ أوضح الاشارات ١٤١ ، ١٤٢.

(٥) في (أ) «الحلشة» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٦) ذكر ابن علي في كتابه الأماني في أخبار القطر اليماني ٢ / ٨٢٨ ، ٨٢٩ ، ٨٣١ : «أنه في سنة ١٠٣٧ ه‍ خرج الباشا عابدين في ألف نفر من بندر سواكن إلى بندر المخا ، فاستقر فيه وبنى داره ، وقصده عامل حيدر باشا من زبيد ، فلم يظفر به ، وفي سنة ١٠٣٨ ه‍ بعث إلى المخا أميرا من جانبه بقصد تعز فانهزم ، وفي سنة ١٠٣٩ ه‍ قبض عليه الباشا قانصوه في المخا».

٢١

عبد المطلب بذلك ، فامتنعت العسكر [من الذهاب](١) ، فعين له (٢) مولانا الشريف خمسمائة عسكري لفقهم له من عسكر الشريف محسن وغيرهم (٣) ، فسافر (٤) بهم إلى اليمن كما هو مذكور في البرق اليماني (٥).

[موسم حج عام ١٠٣٧ ه‍]

ولم يزل مولانا الشريف إلى أن دخل موسم سنة ١٠٣٧ ألف وسبع وثلاثين ، فورد الحج المصري ، وأميره قانصوه (٦) ، ومعه الخلعة (٧) الواردة لصاحب مكة ، فخرج للقائه الشريف المذكور ، فألبسه الخلعة على جري العادة ، وحج بالناس ، ولم يحج أحد من أهل مكة (في

__________________

(١) ما بين حاصرتين لم أتبين قراءتها في (أ) ، وسقطت من بقية النسخ ، والاثبات يقتضيه السياق.

(٢) سقطت من (ج).

(٣) سقطت من بقية النسخ.

(٤) في (ب) ، (د) «فسار» وفي (ج) «فصار».

(٥) وهو وهم لأن صاحب البرق اليماني ، وهو النهروالي توفي باتفاق المؤرخين في سنة ٩٩٠ ه‍.

(٦) قانصوه باشا ، تولى امارة الحج سنة ١٠٣٧ ه‍ ، ثم تولى نيابة اليمن سنة ١٠٣٩ ه‍ ، فخرج إليها من مصر في ثاني عشرين محرم في عسكر عظيم وصل به مكة ، ثم سار منها إلى اليمن ، فدخلها في شهر ربيع الآخر من السنة نفسها ، ثم خرج منها إلى مكة في شهر ربيع الآخر من سنة ١٠٤٥ ه‍ ، فمكث فيها أياما توجه بعدها إلى الروم حيث مات هنا سنة نيف وستين وألف. انظر : ابن علي ـ غاية الأماني ٢ / ٨٣١ ـ ٨٣٣ ، ٨٣٧ ، ٨٣٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، ٣ / ٢٧٩ ـ ٢٩٩.

(٧) في (د) «الخلع».

٢٢

هذا العام) (١) إلا القليل.

[مقتل الشيخ عبد الرحمن بن عيسى المرشدي سنة ١٠٣٧ ه‍]

ولما كانت ليلة الحادي عشر من ذي الحجة ، جاء مولانا الشريف من أوحى إليه أن الأمراء عزموا على إطلاق الشيخ عبد الرحمن [بن عيسى](٢) المرشدي ، وتخليصه من يد مولانا الشريف ، فبعث من ليلته إلى الحبس ، وأمر بقتل الشيخ ، وأخيه ، فشفع (٣) حاكمه عتيق بن عمر السابق ذكره في القاضي أحمد لصحبة كانت بينهما ، فشفعه فيه.

(ونزل المأمورون (٤) بقتل الشيخ [عبد الرحمن](٥) فقتلوه (٦) صبرا) (٧) في تلك الليلة (٨) ، ودفنوه بالشبيكة ، وقتل معه تلك الليلة (٩) حيدر الشامي أحد تجار مكة ، كأنه بدل القاضي أحمد بن عيسى لأمره بقتل الاثنين ـ نعوذ بالله تعالى ـ.

فلما كان صبيحة يوم النحر ، جاء الأمراء إلى مولانا الشريف ،

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ج). وسبب عدم حج أهل مكة على ما يبدو خوفا من عسكر الشريف أحمد بن عبد المطلب الذين عاثوا في مكة.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (د).

(٣) في (ج) «فتشفع».

(٤) في (أ) «المأمورين» ، وفي (ب) «المورون» ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (د).

(٦) سقطت من (ب).

(٧) ما بين قوسين في (ج) «ونزل المأمورون فقتل الشيخ صبرا».

(٨) في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٧ ه «يوم النحر».

(٩) أضاف ناسخ (ب) «فقتلون» ، وهو خطأ.

٢٣

وذكروا له أمر الشيخ ، فقال :

قد تفرطنا فيه / وهلا ذكرتم لنا قبل هذا؟!.

وكان له من العمر إحدى وستون سنة ، وأصابت (١) الناس عليه أعظم حسرة (٢).

ورثاه صاحبه ومعاصره ، الشيخ جمال الدين (٣) محمد باقشير اليمني (٤) بقوله :

سائل الربع عن يمين الجسر

خبر الظاعنين إن كان يدر

__________________

(١) في (ج) «وأصابه».

(٢) انظر هذه الأحداث كما أوردها السنجاري في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٦ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٩ ، ٧٠. ومع الكثير من الاختلاف في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٧ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٩ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٣٩ ، ٢٤٠.

وذكر المؤرخون عدة أسباب لقتله منها : أن سبب قتله توليته ديوان الانشاء في ولاية الشريف محسن بن الحسين بن الحسن سنة ١٠٣٤ ه‍. ومنها تعريض الشيخ المكذور بالشريف أحمد حين خطبة عقده التي خطب بها في زواج سلطانة ابنة علي شهاب ، وكان الشريف أحمد طلب الزواج بها فلم يزوجه. وقيل إن الشريف أحمد حين استولى على مكة وطلع إلى دار السعادة على فرش الشريف محسن ، وجد تحت طرف المرتبة فتيا من الشيخ المذكور بتسميتهم بغاة جائرين ظالمين ، وبوجوب قتالهم بخطه واسمه. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٩٧ ه‍ ، «العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٩ ، ٤٢٠ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٣٧٦.

(٣) سقطت من (ج).

(٤) هو الشيخ الأديب محمد بن عبد الله باقشير. انظر هذا والقصيدة في : ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩١.

٢٤

منزل طالما استهاجك (١) فيه

علق (٢) الوجد أو هديل (٣) القمر (٤)

امتحاه بعد الخليط ركام ال

مزن (٥) من أعين السحاب الغر

نال (٦) منه الزمان ما نال والقد

رة لله من إمام العصر

الذي كان رزؤنا (٧) فيه رزء

ضم أعشار كل قلب وصدر

مأتم أنحب المقام وأبدى

جزع الركن والصفا والحجر (٨)

وأهيضت (٩) قواعد (١٠) العلم والتاع (١١)

فؤاد (*) النهى لنظم ونثر

تلكم النكبة التي (١٢) أذن الله

بايقائها (١٣) غداة النحر

__________________

(١) بياض في (ب).

(٢) علق الشيء الشيء وبه : نشب فيه واستمسك به. المعجم الوسيط ٢ / ٦٢٢.

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «هدير». والهديل هو صوت الحمام. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٧٧.

(٤) القمري : هو ضرب من الحمام مطوق حسن الصوت ، جمعها قمر. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٧٥٨.

(٥) في (ب) ، (ج) «السمر» ، وفي ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩١ «الودق».

(٦) في (أ) «ناله» ، والاثبات من بقية النسخ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ٩١.

(٧) في بقية النسخ «زمرنا».

(٨) ورد هذا الشطر في ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩١ : «جزع الركن والنوى بالحجر» ، وهو خطأ.

(٩) أهيضت : جاء في المعجم الوسيط ٢ / ٩٨٧ : هض الشيء كسره ودقه.

(١٠) في ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٢ «قوادم».

(١١) سقطت من (ب) ، (د) ، وفي (ج) «حزنا». (*) في (ج) «وفؤاد».

(١٢) في (د) «تلكما النكبة الذي».

(١٣) في ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٢ «بايفائها».

٢٥

اقشعرت لها جلود أناس

أنزل الله نعتهم في الذكر

ابن عيسى بن مرشد والذي نال

وإن كانت المقادير تجري

غصة أنحبت لهاة (١) المعالي (٢)

بشجى (٣) ضم نصبها للكسر (٤)

أي ثاو قد غيب التراب منه

طود نجد (٥) مطلل (٦) مشمخر (٧)

خلق يفضح المدام (٨) وعزم

قسوري (٩) وأريحية (١٠) بدر

وسجايا (١١) تقاعست دون شأو (١٢)

نيلها طلع النجوم الزهر

فهي لله من عفاف (١٣) وتقوى

وهي للناس (من حفاظ) (١٤) وبر

__________________

(١) اللهاة من كل ذي حلق : هي اللحمة المشرفة على الحلق. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨٤٣.

(٢) ورد هذا الشطر في (ج) «عصبة أنجبت لها المعاني». وفي (د) «غصت الخبت لها المعاني» ، وهو خطأ.

(٣) الشجي : هو الحزن. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٧٣.

(٤) في (د) «لكسر». وفي ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٢ «بالكسر».

(٥) في (ب) ، (ج) ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٢ «مجد».

(٦) في (أ) ، (ب) ، (د) «مقلل» ، والاثبات من (ج).

(٧) في (د) «شمخر». المشخر : المرتفع الرأس. لسان العرب ١ / ٦٩١.

(٨) في (ب) ، (ج) «المرام».

(٩) في (ب) «قسودي». والقسور : هو الأسد ، ومن الغلمان : القوي الشاب. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٧٣٣.

(١٠) الأريحي : الواسع الخلق النشيط إلى المعروف ، يرتاح للندى والسيف. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٣٨٠.

(١١) في (ب) «وشجايا» ، وفي (ج) «وشجا».

(١٢) الشأو : الهمة والأمد والغاية. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٧٠.

(١٣) في (ج) «معاق» ، وفي (د) «معارف».

(١٤) ما بين قوسين في (ب) «وحفاظ» ، وفي (ج) «كل خير» ، وبياض في (د).

٢٦

لم يزل رائد المنون إلى أن

نال أسمى (١) فروعها بالهصر (٢)

فقضت ما القضاء تجريه (٣) قسرا

والردى (٤) إثر كلنا يستقري

يتبع اللاحق المؤم ولم يأل

اجتهادا (٥) في أن يبيد ويذري (٦)

والجناب الذي أبى الله إلا

أن ينال الرضا بأعظم أجر

استخيرت له الشهادة والخل

د (أبى من أن) (٧) يحد (٨) بقسر

وهو (٩) من عاش لا ذميم (١٠) المساعي (١١)

وقضى مؤجرا بما الله يدر

__________________

(١) في ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٢ «أسنى».

(٢) الهصر : الكسر. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٨٧.

(٣) في (ج) «يجربه ، وفي ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٢ «مجرية».

(٤) في (ج) «الورى».

(٥) في (ج) «وكم بالاجتهاد».

(٦) ما بين قوسين سقط من (د).

(٧) ما بين قوسين ورد في (ب) «أبي مزان» ، وفي (ج) «أبا مزن» ، وفي (د) «با ممزن» ، وكلها خطأ.

(٨) في بقية النسخ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٢ «يحل».

(٩) في (ج) «وحق» ، وسقطت من (د).

(١٠) في (ب) ، (د) «لأذيم» ، وفي (ج) «الأديم».

(١١) في (ج) «المشاعر».

٢٧

فليصب موضعا (١) توالاه (٢) مغد

ودق (٣) السحب (٤) ذو شآبيب (٥) تمر

وضروب من رحمة الله تغشى

جدثا ضمه (٦) ليوم الحشر

وقد أطلنا بهذه القصيدة لقلة شعر المذكور ، ولكونها فريدة.

[فرار الشيخ جمال الدين محمد باقشير اليمني]

وممن فرّ من مولانا الشريف قائلها المذكور ، فإنه توجه مع [الحج](٧) المصري إلى مصر مختفيا.

وأخبرني الثقة أنه ليلة خروجه مختفيا (صادف قفله) (٨) الشريف المذكور عائدا من العمرة ، فكتب بطاقة ، وأمر بعض (٩) العامة أن يعطيها لمولانا الشريف ، فأوصله إياها ، فقرأها في ضوء الشمع (١٠) ، وكان يسير به ليلا بدل المشاعل.

__________________

(١) في (ج) «مواضعا» ، وفي ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٢ «مضجعا».

(٢) في (ب) «توالال» ، وهو خطأ ، وأضاف ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٢ «من».

(٣) في (ج) «معه ودق» ، وفي (د) «معدودف».

(٤) في بقية النسخ «السجن».

(٥) في (د) غير مقروءة. وشآبيب : بمنى الدفعات متتابعة. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٤٧٩.

(٦) في (ج) أثبت الناسخ في المتن «ضجمه» ، وأشار في حاشية المخطوط اليمنى ص ١٧٤ أن في نسخة أخرى «ضمه».

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، (د).

(٨) سقطت من بقية النسخ. وما بين قوسين ورد في (د) «صادف في خروجه في طريقه».

(٩) سقطت من (ب) ، وفي (ج) «أحد».

(١٠) في (أ) «المشمع» ، والاثبات من بقية النسخ.

٢٨

تستحل الدماء وتحرم بالعمرة

(دعها وعن دما) (١) الناس (٢) أمسك

ما رأينا والله أعجب حالا منك

واها لفاتك متنسك (٣)

فسأل عن صاحب الرقعة ، فلم يعرف (٤).

قلت :

ومن (٥) قول الفقيه أبى محمد في مولع يريد الحج.

يا زائر (٦) البيت العتيق وتاركي

قتيل الهوى لو زرتني (٧) كان أجدرا (٨)

تحج احتسابا ثم تقتل عاشقا

(فليتك لم تحج ولم تقتل) (٩) الورى

وقريب منه (١٠) قول آخر :

صلى وصام ولو تعطف نال بي

(أضعاف أجر) (١١) صلاته وصيامه

__________________

(١) في (ج) «دعها من دماء» ، وهو خطأ.

(٢) في ابن معصوم ـ سلافة العصر ٢٢٦ «الخلق».

(٣) ورد هذا البيت في ابن معصوم ـ سلافة العصر ٢٢٦ :

ما رأينا والله أعجب أمرا

منك أف لقاتل متنسك

هذا وقد ذكر ابن معصوم في سلافة العصر هذين البيتين.

(٤) انظر خبر خروج هذا الشاعر كما أورده السنجاري في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٠.

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) في (د) «يزيز».

(٧) في (ب) «لو زرين».

(٨) في (ب) ، (ج) «أجدر».

(٩) ما بين قوسين ورد في (ب) «فليتك لم تحج ولم تقتل».

(١٠) سقطت من (ب) ، (ج).

(١١) ما بين قوسين في (د) «ضعافا جر صلاته وصيامه» ، وهو خطأ.

٢٩

ومثله :

كمطعمة (١) الأيتام من كدّ فرجها

لك الويل لا تزني ولا تتصدقي

ـ وهو معنى مطروق ـ.

ولم يزل الشيخ محمد المذكور بمصر إلى أن انقضت أيام الشريف المذكور.

[موسم حج عام ١٠٣٨ ه‍]

واستمر الشريف المذكور إلى أن ورد موسم سنة ١٠٣٨ ألف وثمان وثلاثين (٢) ، وفيها حج بالمحمل المصري الأمير رضوان بيك الملقب بأبي الشوارب ، فخرج للقائه مولانا الشريف أحمد ، ولبس الخلعة الواردة ، وحج بالناس (٣).

[السيد أحمد بن مسعود في اليمن]

وفي هذه السنة خرج من مكة مولانا السيد أحمد بن مسعود (٤) إلى

__________________

(١) في (د) «ومطعمة».

(٢) في (ب) وردت خطأ رقم ١٣٨ بدلا من ١٠٣٨ ، وسقطت من (د) ، والاثبات من (ج).

(٣) انظر هذا الخبر مختصرا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢١.

(٤) هو أحمد بن مسعود بن حسن بن أبي نمي ، شاعر مفنن وأديب بارع ، رغب في ولاية مكة ، فقصده شهاره في بلاد اليمن ، وامتدح امامها محمد بن القاسم طالبا منه تخليص مكة من الشريف أحمد بن عبد المطلب له ، فلم يجبه إلى مراده ، فعاد إلى مكة ، إلا أن هذا لم يثنه عن تطلعه إلى الولاية ، فسافر إلى استانبول سنة ١٠٤١ ه‍ حيث امتدح السلطان مراد خان وطلب منه ولاية مكة ، فيقال أنه أجابه إلى مطلبه ، ويقال أنه أجزل صلته ولم ينله مراده. توفي سنة ١٠٤١ ه‍ أو ١٠٤٢ ه‍ وهو في طريقه إلى مكة عائدا من بلاد الروم. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤٢ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤١ ـ ٤٥٣ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٣٥٩ ـ ٣٦٤ ، نفحة

٣٠

اليمن ، واجتمع بالإمام محمد بن القاسم (١) صاحب اليمن ، وامتدحه بقصيدته الدالية التي مطلعها :

سلوا (٢) عن دمي ذات الخلاخل والعقد

وعرض فيها بمولانا الشريف أحمد) (٣) ، واعانته على تخليصها منه ، من ذلك قوله فيها :

أغث مكة وانهض فأنت مؤيد

من الله بالفتح المفوض (٤) والجد

وقدم أخا ود وأخر [مبغضا](٥)

[يساور](٦) طعنا في المؤيد والمهدي

__________________

الريحانة ٤ / ٩ ـ ٢٨ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ٢٢ ـ ٣١ ، أبو الخير مرداد ـ المختصر من نشر النور والزهر ١١٥ ، ١١٦.

(١) هو الإمام الزيدي محمد بن الإمام القاسم بن محمد بن علي الحسني اليمني المؤيد بالله ، اجتمعت كلمة اليمن إليه ، فأخرج الأتراك منها. توفي في شهارة سنة ١٠٥٤ ه‍ بعد أن مكث في الحكم ٢٧ سنة تقريبا. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ١٢٢ ، ١٢٣ ، نفحة الريحانة ٣ / ٢٤٨ ـ ٢٥٦.

(٢) في المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٣٦٠ ، ونفحة الريحانة ٤ / ١٠ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ٢٢ «سلا».

(٣) ما بين قوسين سقط من (ج) ، وسقط بعضه من (ب) ، (د).

(٤) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤٥ «المعوض» ، وفي المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٣٦٠ «المقوض».

(٥) في (أ) «ميغضا» ، وفي (ب) ، (ج) «مغيضا» ، وفي (د) «مقبضا» ، وفي المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٣٦٠ ، ونفحة الريحانة ٤ / ١١ «مباغضا» ، والاثبات من العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤٥ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٣٦٠ ، نفحة الريحانة ٤ / ١١ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ٢٢.

(٦) ما بين حاصرتين في (أ) ، (د) «يساوم» ، وفي (ب) ، (ج) «يسام» ،

٣١

وهي موجودة في ديوان المذكور (١).

[الأمير قانصوه في مكة وخنق الشريف أحمد سنة ١٠٣٨ ه‍]

ولما أن سافر الحج ، وردت أخبار من مصر بأن الأمير قانصوه أعطي بكلربكية اليمن ، فتجهز في عسكر جرار زهاء عشرة آلاف (٢) ، وسافر هو والفرسان برا ، والباقون بحرا.

فوصل مكة في صفر من سنة ١٠٣٨ ألف وثمان وثلاثين ، وقيل في العشرين من محرم (٣).

وكان أمر (٤) أن ينظر في أمر مكة ، ويولي فيها من يختاره.

وكان الشريف أحمد قد بعث كور محمود السابق ذكره إلى مصر ، فصادفه قانصوه في الطريق ، فأعطاه صنجقية (٥) ورده معه ، وطلب منه

__________________

والاثبات من العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤٥ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٣٦٠ ، نفحة الريحانة ٤ / ١١ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ٢٢.

(١) توجد نسخة من هذا الديوان في مكتبة جارت في أمريكا برقم ١٥٥ ، ونسخة أخرى في بريل / ٤٤ في ليدن. انظر : برو كلمان : كارل (توفي ١٩٥٦ م) ـ تاريخ الأدب العربي ٢ / ٤٩٧. والقصيدة بكاملها في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤٢ ـ ٤٤٥.

(٢) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢١ أن عدة الجيش كانت ثلاثين ألفا.

(٣) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢١ أن وصوله لمكة كان في عام ١٠٣٨ ه‍ مع الحاج. انظر هذا الخبر كما أورده السنجاري في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / سنة ١٠٣٩ ه‍ إلا أنه ذكر أن دخول قانصوه كان سنة ١٠٣٩ ه‍.

(٤) في (ج) «له».

(٥) الصنجقية : يقصد بها ناحية إدارية يحكمها شخص ، وقد تطلق على الشخص نفسه. المصري ـ معجم الدولة العثمانية ١٠٨ ، ١٠٩. والمعنى هنا هو رئاسة منطقة إدارية.

٣٢

الاعانة / في استمالة عسكر (١) مولانا الشريف.

(فلما وصل مكة اجتمع بمولانا الشريف) (٢) ، وضرب له وطاقا بالزاهر أسفل مكة ، فهم الشريف بقتاله (٣) ، ففطن قانصوه لذلك ، فاستمال العسكر وأطمعهم في المال بمعونة كور محمود المذكور ، ولم يزل يتلطف بمولانا الشريف ويستعطفه إلى أن خرج إلى الزاهر للردية عليه ضحى اليوم السادس من صفر (٤).

وقال شيخنا السيد محمد الشلى (٥) : يوم الأحد خامس صفر سنة ١٠٣٩ تسع وثلاثين وألف (٦).

وخرج معه مولانا السيد بشير (٧) بن بشير (٨) بن أبي نمي (٩) ،

__________________

(١) في (ب) «عسكر» ، وهو خطأ.

(٢) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٣) في (ب) ، (ج) «يقال له».

(٤) انظر هذا التاريخ في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، أما في المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٤٠ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٠ «ليلة الأحد خامس عشر صفر».

(٥) هو محمد الشلي ـ وبالأصل محمد شلية والتصويب من سمط العوالي ٤ / ٤٢٢ وعقد الجواهر والدرر أحداث ١٠٣٩ ه‍.

(٦) انظر هذا التاريخ في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٤٠ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧١.

(٧) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٢" شبير».

(٨) سقطت من (ب) ، (ج).

(٩) أحد الأشراف. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍

٣٣

والسيد محمد بن حسن بن ضبعان (١) والسيد راجح بن أبي (٢) سعد بن كوير (٣) ، ووزيره مقبل الهجالي (٤) ، وأمين بيت المال (أحمد البشوتي) (٥).

فلما حواهم وطاقه ، واستوعبتهم (٦) أحداقه قبض على الجميع ، واستعان بالقوي السميع. ثم أمر بخنق مولانا الشريف ، وأطلق الباقين بعد (٧) التعريف. ثم أخرجه لعساكره عاريا إلا من رحمة ذاكره ، فلما

__________________

العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٤٠.

(١) في (ب) «صعان» ، وفي (ج) «ضعاف» ، وفي (د) «صنيعان» ، وفي المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٤٠" صيقان». وهو أحد الأشراف ، انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍.

(٢) سقطت من بقية النسخ.

(٣) في المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٤٠ «راجح بن أبي سعيد» ، وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه «راجح بن سعد». هو أحد الأشراف. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍.

(٤) في المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٤٠ «مقبل الهجاني» ، وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه «مقبل الهجاري». قتله الباشا قانصوه متولي اليمن في شهر صفر سنة ١٠٣٩ ه‍. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٢.

(٥) ما بين قوسين ورد في (ب) «أحمد البشوق» ، وفي (ج) «وأحمد البشوق». صلبه الباشا قانصوه متولي اليمن في شهر صفر سنة ١٠٣٩ ه‍. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٢.

(٦) في بقية النسخ «استوعبهم».

(٧) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٢ أطلق الأشراف وقتل الباقين.

٣٤

شاهدوه دانوا بعد أن كانوا [عاصين](١).

ومن تلاعبات المهتار في ذلك قوله مؤرخا لعام وفاته :

سار إلى الله شهيدا أبو ال

عباس أكرم بالشهيد السعيد

وقد أتى في النظم تاريخه

شريف مكة رآه (٢) أحمد شهيد (٣)

فسعى لحوزة هذه المكانة ، وبذل فيها جهده وإمكانه مولانا السيد محمد بن الحارث بن حسن بن أبي نمي (٤).

فلما وصل إلى (٥) وطاق قانصوه المذكور أركبه الأدهم ، وأخلفه ما توهم (٦).

__________________

(١) ما بين حاصرتين لم أتبين أين استدركها المؤلف ، وسقطت من (ب) ، (د) ، والاثبات من (ج). وقد ورد خبر قتل الشريف أحمد مع بعض الاختلاف في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢١ ، ٤٢٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٤٠ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٠ ، ٧١. ومختصرة في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍.

(٢) سقطت من بقية النسخ.

(٣) في (ب) «شفيد» ، وفي (ج) أثبت الناسخ «سعيد» كذلك ، وأشار على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ١٧٦ بأنه في نسخة أخرى" شهيد». والشطر هو التاريخ ، ويقابل في حساب الجمل عام ١٧٢٨ ه‍ وهو خطأ.

(٤) ذكر عبد الستار الدهلوي ناسخ (ج) في متن ص ١٧٧ : «أن هذا الشريف هو جد الأشراف الحرث أهل المضيق ، وهو على مرحلة من مكة المكرمة ، ثم تفرقوا بنودا بعده».

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، والخبر مضطرب في (د).

٣٥

وكان ورد صحبته (١) من ينبع مولانا السيد مسعود بن إدريس بن حسن بن أبي نمي ، فإنه لما تحقق أعمال مولانا الشريف" أحمد في الفتك به فر إلى ينبع ، فصادف بها قانصوه المذكور ، فأرجعه معه ، فلما قتل قانصوه الشريف المذكور أخلع عليه (٢) في اليوم المذكور ، وولاه مكة (٣).

ثم إنه ، أعني الوزير المذكور ، صادر أعيان مكة وأخذ منهم جملة أموال (٤) ، واستقل بمدخول جدة في العشور ، وخرجت من يد صاحب مكة أصالة ، ولم تزل إلى أن استرجع مولانا الشريف زيد (٥) [بن محسن](٦) نصفها بعد تعب شديد ، فهي اليوم (٧) نصفين ، النصف لمولانا

__________________

(١) في (ب) «فعجبه» ، وفي (ج) «فأعجبه» ، وكلاهما خطأ.

(٢) سقطت من بقية النسخ.

(٣) انظر هذا الخبر في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، ١٠٤٠ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٤٠ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍.

(٤) في (ب) ، (د) أثبت الناسخان بعد هذه الكلمة ما نصه : «ثم إن الوزير المذكور توجه إلى اليمن فيما أمر به». وكذلك ناسخ (ج) ما نصه : «ثم إنه أي الوزير المذكور ، نوجه إلى اليمن فيما أمر به». انظر أخبار مصادرته أعيان مكة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٢٩٦ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍.

(٥) في (ب) «صار به» ، وهو خطأ.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). انظر ترجمته في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / ١٠٤٠ ه‍ ، ١٠٤١ ، ١٠٥٣ ، ١٠٧٣ ، ١٠٧٧ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٦ ـ ٤٤١ ، ٤٥٥ ـ ٤٥٦ ، ٤٥٨ ـ ٤٨١ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٦ ـ ١٨٦ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / سنة ١٠٣٩ ه‍ ، ١٠٤١ ، ١٠٤٢ ، ١٠٤٦ ، ١٠٤٩ ، ١٠٥٣ ، ١٠٥٩ ، ١٠٦٠ ، ١٠٧٠ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٢ ـ ٨٠ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٦٠ ، ٦١.

(٧) في (ج) «إلى اليوم».

٣٦

الشريف صاحب مكة ، والنصف للسلطنة ، وطمع فيها أصحاب الدولة حتى صار يجعل فيها باشا من جهة الأبواب ـ ولله الأمر من قبل ومن بعد ـ.

ثم توجه أي الوزير المذكور إلى اليمن فيما أمر به ، وقصته (١) مذكورة في مختصر البرق [اليماني](٢) لصاحبنا مولانا المرحوم السيد أحمد بن مولانا السيد أبي بكر شيخان (٣).

وسافر [الوزير المذكور](٤) بمولانا السيد محمد [بن](٥) الحارث معه ثم بعثه إلى سواكن (٦) ، فتوفي هناك ـ رحمه‌الله تعالى (٧) ـ.

__________________

(١) أي قصة قانصوه.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٣) هو أحمد بن أبي بكر بن سالم بن أحمد شيخان ، ولد في مكة سنة ١٠٤٩ ه‍ ، ونشأ فيها. ألف عدة رسائل وتعاليق ، واختصر تاريخ القرطبي المسمى بالبرق اليماني ، وزاد فيه زيادات ، هكذا قاله المحبي في كتابه خلاصة الأثر ، والزركلي في الأعلام. أما أبو الخير مرداد فقال : اختصر تاريخ القطبي المسمى بالبرق اليماني ، توفي بمكة سنة ١٠٩١ ه‍. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٩١ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٦٣ ، ١٦٤ ، أبو الخير مرداد ـ المختصر من نشر النور والزهر ٩٣ ، ٩٤ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ١٠٥.

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، وقد سبق للمؤلف في الصفحة السابقة أن ذكره باسم محمد بن الحارث.

(٦) سواكن : بلد مشهور على ساحل بحر الجار ، بالقرب من عيذاب ، مرفأ ، وهي من موانئ السودان لسفن الذين يقدمون من جدة. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٢٧٦ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ٢ / ٧٥١.

(٧) سقطت من (ج) ، وأضاف ناسخها في المتن ص ١٧٧ ما نصه : «قال كاتبه

٣٧

[ولاية الشريف مسعود بن إدريس بن حسن بن أبي نمي]

فولي مكة مولانا الشريف مسعود بن إدريس بن حسن بن أبي نمي.

وكان ملكا جوادا [كريما](١) ، شجاعا ، حسن التدبير ، محبا للأدب ، رافعا لأصحابه ، عارفا بمقادير / العلماء والأفاضل ، فبلغت به الناس المنى (٢) ، وكثر عليه الثناء.

وكان نشأ في كلأة (٣) والده (٤) الشريف إدريس (٥) صاحب مكة) (٦).

وحصلت بينه وبين الشريف محسن حروب في مواضع منها سنة ١٠٣٧ ألف وسبع وثلاثين (٧) ، وحارب مدة ، فبعث إليه ابنه السيد

__________________

أبو الفيض والاسعاد : وهذا الشريف الحارث هو جد الأشراف الحرث أهل المضيق ، وهو على مرحلة من مكة المشرفة ، ثم تفرقوا بنودا بعده ـ والله أعلم ـ».

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٢) سقطت من (ج).

(٣) في (أ) «كلاته» ، وفي (ب) «كلايه» ، وفي (ج) «كلائه» ، والاثبات يقتضيه السياق.

(٤) في (ب) ، (ج) «وأمره».

(٥) سقطت من (ب) ، (ج). أي الشريف إدريس بن الحسن بن أبي نمي السابق ذكره.

(٦) ما بين قوسين سقطت من (د).

(٧) في شهر ربيع الأول. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٤.

٣٨

محمد بن محسن ، فظفر به ، ثم اصطلح مع الشريف محسن ، ودخل مكة (١) ، فكان ما فعله من إعانة الشريف أحمد بن عبد المطلب. ثم خرج متخوفا (٢) منه إلى أن عاد هذا العود (٣).

فممن مدحه من العلماء العظام ، القاضي أحمد بن عيسى المرشدي ، أخو الشيخ عبد الرحمن السابق ذكره. وأنشده إياها عام ولايته يوم الجمعة ثاني رجب سنة ١٠٣٩ تسع وثلاثين وألف (٤) ، وهي :

عوجا (٥) قليلا كذا عن أيمن الوادي

واستوقفا (٦) العيس (٧) لا يحدو (٨) بها الحادي

__________________

(١) في سنة ١٠٣٧ ه‍ بكفالة الأشراف أن لا يسعى في خلاف لا بقول ولا بفعل. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤٠ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٤ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٣٦١.

(٢) في (ب) ، (ج) «مستخوفا».

(٣) انظر هذه الأحداث في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٩ ه‍ ، ١٠٤٠ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٢١ ، ٤٢٢ ، ٤٣٤ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٤٠ ، ٤ / ٣٦١.

(٤) انظر هذا التاريخ في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٢ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٣.

(٥) عوجا : انعطفا. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٢٣٧ ، ٢٣٨.

(٦) في (ج) «واستوقف» ، وفي (د) «واستوقفوا».

(٧) الأعيس من الابل : الذي يخالط بياضه شقرة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٣٩.

(٨) الحداء : هو الغناء للابل. انظر : المعجم الوسيط ١ / ١٦٢. والحادي : هو الذي يسوق الابل بالغناء. انظر : المعجم الوسيط ١ / ١٦٢.

٣٩

واستعطفا جيرة بالجزع (١) قد نزلوا

أعلى (٢) الكثيب فهم (٣) غيي وإرشادي

وعرجا (٤) بي على ربع صحبت (٥) به

شرخ الشبيبة في أكناف أجياد (٦)

وسائلا عن فؤادي تبلغا أملي (٧)

إن التعلل يشفي غلة (٨) الصادي

__________________

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الجذع» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٠ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٦٧ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٣ «بالشعب». والجزع : هي بطحاء مكة ، وتحديدها من وادي إبراهيم بين الحجون إلى المسجد الحرام ، وما فوق ذلك إلى المنحنى يسمى الأبطح ، وما أسفل من ذلك يسمى المسفلة ، كانت بطحاء تنغرز فيها عجلات السيارات ثم عبدت. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ٢٢٩.

(٢) في (ج) وابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٣ «على».

(٣) في (ب) ، (ج) «فهي» ، وفي (د) «هم».

(٤) في (ب) «واعرجا».

(٥) في (د) «صحت».

(٦) في (ج) «جياد» ، وفي المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٦٧ «أجواد». وفي (د) تقديم وتأخير ، حيث قدم الناسخ البيت الثالث عن البيت الثاني ، وهو ما فعلته نفس المصادر.

(٧) في (د) «أملا».

(٨) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٠ «علة». الغل : هو الحقد. انظر : المقري ـ المصباح المنير ١٧٢. وهنا بمعنى العلة ، أي المرض.

٤٠