منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

وفي سنة ١٠٤٧ سبع وأربعين وألف :

ورد (١) علي باشا بن قرايباي (٢) من البصرة في نحو خمسمائة عنان في قوة عظيمة ، وسكن في سوق الليل ببيت السيد عبد المطلب (٣).

[منع العجم ـ الشيعة ـ من الحج سنة ١٠٤٧ ه‍]

وفيها :

ورد أمر سلطاني مضمونه أن العجم (٤) لا يحجون البيت ، ولا يزورون قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، (فبعد أن وصلوا [رخص لهم بالحج](٥)) ثم بعد النزول نادى منادي الشريف عليهم بأن يخرجوا إلى السفر في (٦) سابع عشر (٧) ذي الحجة ، ولا يحجون بعد عامهم هذا ، ودار عليهم العساكر ،

__________________

(١) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن أن حجه هذا كان سنة ١٠٤٥ ه‍ ، انظر أحداث سنة ١٠٤٥ ه‍.

(٢) في (د) «قرابياي» ، وهو تصحيف. وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٥ ه «باشا علي بن قراسياب».

(٣) انظر خبر الحج هذا في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٥ ه‍ الذي أضاف : ومع كل هذا كان على شدة من الشح والبخل.

(٤) العجم : خلاف العرب ، الواحد : عجمي ، نطق بالعربية أو لم ينطق. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٥٨٦. والمقصود هنا الشيعة.

(٥) ما بين حاصرتين في (ج) «فهم الحج» ، وأشار ناسخها في الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٢٣ أنه هكذا في الأصل ، والاثبات من ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٦ ه‍. وما بين قوسين سقط من (د).

(٦) سقطت من (ب) ، (د).

(٧) سقطت من (ب). انظر هذا التاريخ في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٦ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٥.

١٨١

وأخرجوهم (على جمال) (١) الحجاج ، فخرجوا على أشنع حالة إلى الأبطح ، فأقاموا فيه يومين (٢) ، ورحلوا ، وهم الشاهية (٣) ـ لعنهم الله تعالى (٤) ـ ودخل بعضهم في عجم البصرة ، فأبقوا مع علي باشا السابق (٥) إلى غرة (٦) المحرم بعد اجتهاد شديد.

وفي موسم هذا العام (٧) ، توجه بالباب العتيق إلى الأبواب [العالية](٨).

[فتنة بين عبيد الأشراف والأتراك]

وفيها :

وقعت فتنة بين عبيد الشريف ، وجماعة رضوان بيك في المسعى ، وكادت أن تركب فيها الأشراف على الأتراك (٩) ، فتلافى (١٠) (الأمر

__________________

(١) ما بين قوسين في (د) «من بين».

(٢) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / سنة ١٠٤٦ ه «يومهم».

(٣) الشاهية : المقصود بهم عجم إيران من أتباع شاه إيران ، أي ملكها ، وكان من الشيعة الرافضة.

(٤) انظر خبر حج العجم هذا في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٥ ه‍ ، وفيه أن الحادثة وقعت سنة ١٠٤٥ ه‍ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٥.

(٥) سقطت من (ب) ، (د).

(٦) في (أ) ، (ب) ، (ج) «عشرة» ، والاثبات من (د).

(٧) أي ١٠٤٧ ه‍.

(٨) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٩) في (ج) «الأتركك» ، وهو خطأ.

(١٠) في (ج) «فتافى» ، وهو خطأ.

١٨٢

أمير الشامي) (١) محمد بن فروخ ، وأصلح بين الأمير والشريف.

وكانت الفتنة يوم الجمعة عاشر ذي الحجة (٢) الحرام.

ولما أن سكنت الفتنة ، ووقع الرضا من مولانا الشريف ، نادى مناديه بالأمان في البلد بعد صلاة العصر ، فأمن الأمير بذلك ، (وخرج الأمير في هذه السنة الثالث عشر من ذي الحجة منعا (٣) للفتنة) (٤).

[غزو الشريف لبني سعد وغامد]

وفيها (٥) : غزا مولانا الشريف بني سعد (٦) وغامد (٧) وتلك النواحي.

ولما أن (٨) رجع امتدحه مولانا القاضي عبد الجواد بن محمد المنوفي (٩)

__________________

(١) ما بين قوسين ورد في (ج) «الأمير».

(٢) في (ب) «أمجه» ، وهو خطأ.

(٣) في (ب) ، (ج) «دفعا».

(٤) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية الوسطى للمخطوط ، ولم أتبين قراءته ، فأثبته من (ب) ، (ج). وما بين قوسين سقط من (د).

(٥) أي سنة ١٠٤٧ ه‍ ، وفي علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٢١ «سنة ١٠٤٥ ه» ، وهو الأصح لكون المؤرخ معاصرا للأحداث.

(٦) في (ب) «سعيد».

(٧) غامد : هم بنو غامد بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نصر ، وكانت ديارهم في القديم مجاورة لديار زهران ، فيما يعرف بسراة الأزد ... وتقع ديار غامد اليوم في السراة على ٢١٥ كيلا جنوب الطائف ... وتميل بطون مديدة منها إلى تهامة». البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٣٧٧.

(٨) سقطت من (ب) ، (ج).

(٩) هو القاضي عبد الجواد بن محمد بن أحمد المنوفي المصري المكي الشافعي ، تولى تدريس إحدى مدارس مكة ، ورحل إلى مصر والروم والشام ، ثم رجع إلى مكة وتقلد

١٨٣

بقوله :

العز تحت ظلال السمر والقضب

يوم الوغى ومساعي البيض لم تخب

والعز (١) ما خضعت صعب الرقاب له

صغرا وصارت به الأفكار في تعب (٢)

والحزم ما دان (٣) صعبا عز (٤) مدركه

وما بنى شرفا (٥) يبقى مدى الحقب

ما عز غير فتى عضب (٦) يقوم إذا

نام العدا ويقد (٧) العضب أن يثب

ولا اجتنى العز من أفنان مثمرة

بالهام في ماقط من جحفل لجب (٨)

إلا امرؤ همه كسب العلا وله

سعي يقصر عنه كل ذي حسب

قد طلقت للوغى أجفانه وسنا

وسن حدا (وجاز الحد) (٩) في الطلب

ذو عزة كغرار السيف ماضية

وهمة في العلا تسمو على الشهب

__________________

منصب الفتوى فيها ، توفي بالطائف سنة ثمان وستين وألف. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٣٠٣ ـ ٣٠٥ ، نفحة الريحانة ٤ / ١٧٤ ـ ١٧٧ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٢٥ ـ ١٣٣ ، الشرواني ـ حديقة الأفراح ٦١ ، أبو الخير مرداد ـ المختصر من نشر النور والزهر ٢٣٠ ، ٢٣١.

(١) في ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٢٩ «والعزم».

(٢) في (ج) «عجب».

(٣) دان الناس : أي قهرهم على الطاعة. ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٤٣٤.

(٤) سقطت من (ب).

(٥) في (د) «شرف».

(٦) في (ب) ، (ج) «عصب» ، وفي (د) «غضب».

(٧) في (ج) «وتعدى».

(٨) اللجب : صوت العسكر ، وعسكر لجب : عرمرم. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب / ٤٩٥.

(٩) ما بين قوسين ورد في (ج) «وحان الجد».

١٨٤

مثل الشريف أبي عجلان من شرفت

به المعالي ونالت منتهى الأرب

أبي الحسين يمين الملك ساعده

شريف مكة عالي المجد والحسب

حامي حمى الحرم الأعلى وطيبة (١)

زيد بن محسن رجوى كل ذي طلب

خير الملوك وخير الناس قاطبة

روح الزمان وروح (الراهن النصب) (٢)

الهاشمي الذي سارت مكارمه

سير الكواكب في عجم وفي عرب

ملك إذا ثوب الداعي وقد لقحت

حرب أجاب ونار الحرب في لهب) (٣)

(وهي قصيدة طنانة (أبدع قائلها) (٤)).

وأرخ هذه الغزوة الإمام علي بن عبد القادر الطبري (٥) بقوله :

أخذنا غامدا وبها (٦) أنارت

لنا طرق (السبيل إلى) (٧) المحامد

فسيف (٨) عداتنا المغمود قهرا

وعاد الفتح في التاريخ غامد (٩) /

__________________

(١) في ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٢٩ «وطيبته».

(٢) النصب : الاعياء من العناء. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٦١٩. وما بين قوسين ورد في ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٢٩ «الواهن الوصب».

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) انظر باقي القصيدة في ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٢٩ ـ ١٣٣. وما بين قوسين سقط من (د).

(٥) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٢١.

(٦) في (ج) «ولها».

(٧) ما بين قوسين في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٢١ «إلى سبيل».

(٨) في (د) «فسف».

(٩) كلمة غامد تقابل بحساب الجمل ١٠٤٥ ه‍ ، وهو ما سجله ناسخا (ج) ، (د) فوق كلمة غامد

١٨٥

غريبة :

نقلت من خط (إبراهيم بن يوسف المهتار) (١) المكي قال :

في سنة ١٠٤٦ ست وأربعين وألف :

أصبحت قبور بالمعلاة بالقرب من تربة الشيخ عمر العرابي ثلاثة أو أربعة منبوشة ، والموتى مطروحون بالأرض بأكفانهم ، فاستغرب ذلك ، ووصل الأمر (٢) إلى حاكم مكة (٣) ، فطلع الناس ورأوهم ، فلو أنه فعل حيوان لكان غريبا إذ الميت بينه وبين الأرض أكثر من قامة ، وعليه أطباق من الحجارة ، فلا قدرة لحيوان (على ذلك) (٤)؟!.

وعلى تقدير الجواز ، فلم أبقاهم (٥)؟!. وإن كان نباشا من الإنس ، فلم ترك الأكفان (٦)؟!.

فأجلس الحاكم بالليل أقواما ينتظرون (٧) الفاعل لذلك لعله يعود ، فلم يعد ، ولم يظهروا على أمر.

__________________

(١) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «يوسف بن إبراهيم المهتار» ، وفي (د) «يوسف المهتار» ، وكلاهما خطأ.

(٢) سقطت من (ب) ، (د) ، وفي (ج) «الخبر».

(٣) الشريف زيد بن محسن.

(٤) ما بين قوسين في (ب) «ذلك على» ، وهو خطأ.

(٥) في (ج) «ألقاهم».

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «أكفانهم».

(٧) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «ينظرون».

١٨٦

[حج بشير أغا الطواشي]

وفي سنة ١٠٤٩ ألف وتسع وأربعين (١) :

حج بشير أغا الطواشي (٢) من مماليك (٣) السلطان مراد بن أحمد خان ، وكان حظيا (٤) عنده ، قد (٥) بلي (٦) بمحبته (٧) ، فأراد الحج ، فأذن له ، وأخرج له (٨) (دستورا مكرما) (٩) بيده ، ومعناه جواز تصرفه في كل ما يريد من عزل وتولية (١٠).

فلما دخل مصر خرج للقائه صاحب مصر (١١) إلى خارج البلد ،

__________________

(١) في (ج) «١٠٤٧ المذكورة».

(٢) في (د) «الطوشي». في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٥٨ «بشير أغا الحبش الطواشي» ، وفي المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٥٨" بشير الحبش الطواشي». هذا وسيرد بقية خبره فيما بعد. والطواشي : لقب عام للخصيان من الغلمان ، ثم أصبح في عصر المماليك لقبا يطلق على جند الأمراء في المكاتبات إليهم بتوقيع أو نحوه مع الملاحظة بأن الجند لم يكونوا يكاتبون عن الأبواب السلطانية. انظر : الباشا ـ الألقاب الإسلامية ٣٨٢.

(٣) في (ب) «المماليك» ، وفي (د) «ممالك» ، وهو خطأ.

(٤) في (أ) ، (ب) ، (د) «حضيا» ، وفي (ج) «خصيا».

(٥) سقطت من بقية النسخ.

(٦) سقطت من (ج).

(٧) في (ج) «بالمحبة».

(٨) سقطت من بقية النسخ.

(٩) ما بين قوسين في (أ) ، (ب) ، (د) «دستور مكرم» ، والتصحيح من (ج).

(١٠) انظر تاريخ حجه والأوامر هذه في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٥٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٥ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٩ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٥.

(١١) هو محمد باشا زلعة السم : قدم إلى مصر في ثاني رجب سنة ١٠٤٧ ه‍ ،

١٨٧

فلما (نظر إليه) (١) ترجل عن فرسه (٢) ، وسار (٣) إلى أن قبل ركبته ، ومشى إلى أن أمره بالركوب ، فدخل مصر ، وطار (٤) الخبر بما وقع إلى مولانا الشريف فأخذته أنفة الأريحية ، والهمة العلية ، وأقلقه ما ورد عليه من الخبر ، وحدوث هذه العبر ، فعزم على الخروج من مكة ليكون عذرا (٥) في عدم اللقاء ، وحاجزا (٦) عن التسفل (٧) بعد الارتقاء (٨).

أخبرني (والدي) (٩) قال :

ولما تزايد عليه هذا الطارئ ، قصد مولانا قطب دائرة الوجود وبركة كل موجود ، مولانا السيد عبد الرحمن بن أحمد المغربي النوناني (١٠) ، نزيل مكة ، وذكر له ما خطر بباله لتزايد بلباله ، فقال له

__________________

فاستمر بها واليا إلى أن عزل في ثاني عشر جمادى الأولى سنة ١٠٥٠ ه‍ ، وهو ابن اخت السلطان سليم الثاني. انظر : أحمد شلبي ـ أوضح الاشارات ١٤٧.

(١) ما بين قوسين في (ج) «نظره».

(٢) في (ب) «فر» سقطت حروفها الأخيرة.

(٣) في (د) «صار».

(٤) في (د) «وصار».

(٥) في (أ) «مدرا» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «عاجزا».

(٧) في (ب) ، (ج) «السافل» ، وفي (د) «التسافل».

(٨) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٩ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٥.

(٩) تكررت في (ب) ، وفي (ج) «والد والدي».

(١٠) في (ب) ، (د) «الزناتي» ، وفي (ج) «لزناتي عرف بالمحجوب». هو عبد الرحمن بن أحمد بن علي الادريسي المكناسي المغربي نزيل مكة ، ولد في أرض المغرب

١٨٨

مولانا السيد :

دع عنك هذا ، فالله يكفيك (من لك أذى) (١) ، وطب نفسا فما يقع إلا الخير ، ولله التدبير. فاعتمد على قوله ، وكان (على قوله) (٢) ذا اعتماد لتيقنه بأنه لهذه البلدة كالعماد (٣).

فلما أن وصل بشير أغا إلى رابغ (٤) ـ المرحلة المعروفة ، وبينها وبين مكة (ثلاثة أيام) (٥) ـ أتاه نجاب بخبر (٦) وفاة مولانا السلطان (٧) ، فبطل ما بيده من الأحكام ، وصار أحد الناس بعد أن كان ريس (٨) الحكام /.

وجاء الخبر إلى مولانا الشريف بالتأييد ، وأن مولانا السلطان توفي

__________________

سنة ١٠٢٣ ه‍ ورحل إلى الروم ، ثم حج سنة ١٠٤٣ ه‍ فجاور بمكة ثم رحل إلى اليمن ثم رجع إلى مكة ، فاستقر بها إلى أن توفي سنة ١٠٨٥ ه‍ ، أغرق في التصوف والبدع.

عرف بالمحجوب. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٨٥ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٧ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٣٤٦ ـ ٣٤٩.

(١) ما بين قوسين ورد في (ج) «من ذلك الأذى» ، وفي (د) «من ذلك أذى».

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٣) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٩ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٥.

(٤) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٥٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٥ «ينبع».

(٥) ما بين قوسين في (ج) «ثلاثة أو أربعة أيام».

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) أي مراد خان.

(٨) في (ب) «رئيس».

١٨٩

في أوائل شوال.

[سلطنة السلطان إبراهيم خان بن أحمد خان سنة ١٠٤٩ ه‍]

فولي [السلطنة](١) بعده مولانا السلطان إبراهيم خان بن أحمد خان (٢) ، أخو مولانا السلطان مراد خان.

فورد بشير أغا مكة ، فلاقاه مولانا الشريف (من المعلاة) (٣) ، وهو من (أحد الرعية) (٤) ، وأبى الله أن يذل (٥) البضعة الهاشمية ، واستمر إلى بعد الحج ، ورجع من حيث جاء.

لطيفة :

يقال أن مولانا الشريف لما طرقه (خبر هذا الوارد) (٦) (تكدرت

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٢) هو السلطان إبراهيم خان الأول ابن السلطان أحمد خان الأول ، وجلس على تخت الملك سنة ١٠٤٩ ه‍ ، كان غير ميال للحرب إلا أنه كان شديد المحافظة على كرامة الدولة ، عزل سنة ١٠٥٨ ه‍ ، وولى بدلا منه ابنه محمد خان الرابع ، وبعد عدة أيام من سجنه قتل خنقا ، من أهم أعماله فتح جزيرة كريت. انظر : سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٥٠ ـ ١٥٥ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٣٦ ـ ١٤٠ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٨٦ ـ ٢٨٨.

(٣) ما بين قوسين في (ج) «بالمعلاة» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٥٩ «بالجوخي» محل ملاقاة الحاج إذا وفدوا.

(٤) ما بين قوسين في (ب) ، (د) «آحاد الرعية» ، وفي (ج) «آحاد الناس والرعية».

(٥) في (ج) «تذل».

(٦) ما بين قوسين في (ج) أثبت الناسخ في المتن «هذا الخبر» ، وأشار في الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٢٦ أن في نسخة أخرى «خبر هذا الوارد».

١٩٠

عليه الموارد) (١) ، فبات ليلة مفكرا في أمره ، فأخذته سنة من النوم ، فرأى رجلا ينشده هذا البيت :

كأن لم يكن أمر وإن كان كائن

لكان به أمر نفى (٢) ذلك الأمر

فقام وهو يحفظه (٣) ، واستمر بذلك ، وأخبر به بعض أصحابه ، وشاع ذكر البيت ، فسمع به محمد بن أحمد الأنسي (٤) اليمني شاعر اليمن ، وكان (٥) حج في هذه السنة من اليمن ، فمدح مولانا الشريف بقصيدة ضمنها هذا البيت (٦) ، ومطلعها قوله :

سلوا آل نعم بعدنا أيها السفر

أعندهم علم بما صنع الدهر

تصدى لشت الشمل بيني وبينها

فمنزلي البطحاء ومنزلها القصر (٧)

ومنها في المدح :

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٢) في (ب) «نفاد».

(٣) في (ب) ، (ج) «يحفظ».

(٤) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٥٩ «محمد الانسي المغربي» ، والأصح شهاب الدين أحمد بن محمد الآنسي اليمني ، شاعر وأديب. انظر : المحبي ـ نفحة الريحانة ٣ / ٥٨٥ ـ ٥٩٥ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ٤٦٢ ـ ٤٦٥.

(٥) سقطت من (ب) ، (د).

(٦) انظر أخبار حج هذا الطواشي واللطيفة كما أثبتها السنجاري في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٩ ه‍. ومع بعض الاختلاف في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٥٨ ، ٤٥٩ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٥ ، ١٨٦ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٥ ، ٧٦.

(٧) ورد هذا الشطر في (ب) «فمنزل البطحا ومنزلها القصد» ، وفي (ج) ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٢ ، وفي (ج) «فمنزلها البطحا ومنزلنا القصر».

١٩١

مليك له سر خفي كأنما

يناجيه بالغيب ابن داود (١) والجفر (٢)

فإن كذبوا أعداء زيد فحسبه

من الشاهد المقبول (٣) قصة البكر

ليالي إذا جاء الخصي وأكثروا

أقاويل غي ضاق ذرعا بها الصدر

فأيقظ (من نومه) (٤) بعد هجعة

من الليل بيت (٥) زاد فخرا به الشعر

كأن لم يكن أمر وإن كان كائن

لكان به أمر نفى ذلك الأمر

وفي طي هذا عبرة لأولي النهى

وذكر لمن كانت له فطنة (٦) تعروا (٧)

__________________

(١) المقصود سليمان عليه‌السلام الذي تحكم في الجن.

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الخضر» ، وهو الأصح. وفي المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٤ ، ونفحة الريحانة ٣ / ٥٩٠ «والحبر». وعلم الجفر كما ذكره حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون ١ / ٥٩١ حيث قال تحت عنوان علم الجفر والجامعة : «وهو عبارة عن العلم الاجمالي بلوح القضاء والقدر ، المحتوي على كل ما كان وما يكون كليا وجزئيا ، والجفر عبارة عن لوح القضاء الذي هو عقل الكل ، والجامعة لوح القدر الذي هو نفس الكل ، وقد ادعى طائفة أن الامام علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه وضع الحروف الثمانية والعشرين على طريق البسط الأعظم في جلد الجفر ، يستخرج منها بطرق مخصوصة وشرائط معينة ألفاظ مخصوصة يستخرج منها ما في لوح القضاء والقدر ، وهذا علم توارثه أهل البيت ومن ينتمي إليهم ويأخذ منهم من المشايخ الكاملين ، وكانوا يكتمونه عن غيرهم كل الكتمان ، وقيل لا يقف في هذا الكتاب حقيقة إلا المهدي المنتظر ...». وهذا من أوهام الباطنية والرافضة.

(٣) في (د) «المنقول».

(٤) ما بين قوسين في (ج) «من نوم له».

(٥) في (ب) «ببيت».

(٦) في (ب) «فطننه» ، وفي (ج) «فطانته».

(٧) انظر باقي القصيدة في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٥٩ ـ ٤٦٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٢ ـ ١٨٥ ، نفحة الريحانة ٣ / ٥٨٦ ـ ٥٩٣ مع تعليقات ابن معصوم ، وفي ابن معصوم ـ سلافة العصر مقتطفات منها مع تعليقاته عليها ٤٦٣ ـ ٤٦٥.

١٩٢

فصادف من مولانا الشريف قبولا ، فأجازه ألف (١) دينار (وبلغه مأموله) (٢) ، وهي كثيرة بأيدي الناس (٣).

وفي هذه السنة (٤) : ورد مصطفى بيك أمينا على جدة ، وأرسل مولانا السلطان بالخلع السلطانية المؤيدة لمولانا الشريف زيد.

[موقعة بين الشريف زيد وأعراب الحجاز]

وفي هذه السنة : عصت أهل الحجاز (٥) ، فغزاهم مولانا الشريف وسار إليهم ، ولم يزل بهم حتى أضعفهم ، ثم عاد إلى مكة / يوم (٦) رابع ذي الحجة الحرام من السنة المذكورة (٧). وورد عليه قفطان (٨) من صاحب مصر ولبسه يوم دخوله مكة.

وامتدحه (٩) في هذا اليوم الجد المرحوم الشيخ تقي الدين السنجاري بقصيدة كالمتقدمة ، شجرها (١٠) بتاريخين في أوائل (١١) المصاريع (١٢) ، ثم

__________________

(١) في (د) «بألف».

(٢) في (أ) «مأمولا» ، والاثبات من (ج) ، (د). وما بين قوسين في (ب) «وبلغه دينار وباغه مأمولا». وهو خطأ.

(٣) انظر هذا في : المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٥ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٦.

(٤) أي سنة ١٠٤٩ ه‍.

(٥) المقصود بهم من هم خارج مكة من مناطق الحجاز.

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) انظر هذا الخبر في زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٦.

(٨) في (ب) ، (د) «قفطانا».

(٩) في (ب) «وامتدح».

(١٠) سقطت من بقية النسخ.

(١١) في (ج) «أول».

(١٢) في (ب) ، (ج) «المصارع».

١٩٣

جعل لهما (١) توطئة في أبيات أخر ، فالأول (٢) قوله :

حين وافانا البشير ضحى

معلنا بالنصر والظفر

(قال هذا ما نحاوله

من صنيع الله والقدر

قلت فانصت واستمع دررا

ضبطت تاريخ ذا السفر

زال كل البؤس حين بدا

وانتهى زيد إلى الوطر) (٣)

(وللثاني قوله) (٤) :

ليهن (٥) مليكنا فتح الأرض (٦)

ممنعة لساكنها حراز

فشتت شملهم من بعد جمع

طوال السمر والعضب الجراز (٧)

فأرخ عام فتحك يا مليكي (٨)

بنصر الله قد (٩) فتح الحجاز

والقصيدة هي (١٠) قوله :

__________________

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «لها».

(٢) لم أتبين قراءتها في (أ) ، والاثبات من بقية النسخ. وفي (ب) «فاالأول» عاد لخطئه في كتابة «أ» بعد أن تركه قبل ذلك بكثير.

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) ما بين قوسين ورد في (ب) «قوله» ، وفي (ج) «وقوله».

(٥) في (ب) «لعهين» ، وهو خطأ.

(٦) في (أ) ، (د) «لأرض» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٧) جاء في ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ١٧٩ : سيف جراز بالضم : قاطع.

(٨) في (ب) «ياماملكي» ، وهو خطأ.

(٩) سقطت من (ب). والشطر يقابل بحساب الجمل عام ١٠٤٨ ه‍ وهو قريب.

(١٠) في (ب) ، (ج) «هو».

١٩٤

زارت (١) مني القلب ذات الدل والخفر

بعد الهجوع (محبا دائم) (٢) الفكر

لانت له بعد ما قاسى لقسوتها

نار الجوى ومضى الليل بالسهر

كلفتها قبل (٣) تكليفي فكنت بها

صبا يصب شوق (٤) العين كالمطر

لا تعجبوا لتجنيها وجفوتها

رأت محبا عديم المثل في الصور

أما وليلة أنس قد قطعت بها

أيدي العباد لذنب غير مغتفر

لا حلت عنها ولا أسلو محبتها

لان ذا الورد مقطوع عن الصدر (٥)

باتت (تعاطي مجاج النحل) (٦) مدنفها (٧)

لمياه (٨) قلب لها أقسى من الحجر

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «زادت».

(٢) ما بين قوسين ورد في (د) «محيا زائد».

(٣) في (د) «بعد».

(٤) في (ج) ، (د) «دموع».

(٥) في (ج) «الهدر».

(٦) ما بين قوسين بياض في (د). ومجاج النحل : عسلها. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٥٣٧.

(٧) جاء في ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٤٢٣. رجل مدنف : براه المرض حتى أشفى على الموت.

(٨) في (ج) «مياه».

١٩٥

وكاد يفضحنا لألاء (١) طرتها (٢)

هذا وقد أسدلت ليلا من الشعر

سرّت فؤادي ومني (القلب قرّ كما) (٣)

(قرت عيوني) (٤) بعود الملك بالظفر

حلف المكارم (٥) زيد الشهم أعظم من

دانت له الصيد حتى اقتاد كل سر

يفرق المال في جمع الندى بدرا (٦)

فيكسب (٧) الحمد من مثن (٨) ومفتقر /

نعماه في الجيد كالأطواق ما برحت

تتلى على ألسن السارين كالسور

بملكه مكة الغراء قد افتخرت

حتى لقد أمنت من حادث الغير (٩)

دع التفكير في أمر تحاوله

__________________

(١) في (د) «لك».

(٢) في (ج) «طلعتها» ، وهو الأصح ، وفي (د) «لطلعتها». الطرة : ما تطره المرأة من الشعر الموفى على جبهتها وتصففه ، وهي القصة. المعجم الوسيط ٢ / ٥٥٤.

(٣) ما بين قوسين ورد في (ب) «للقلب قد كما».

(٤) ما بين قوسين ورد في (د) «عيوني قرت».

(٥) في (د) «المعالي».

(٦) في (ب) ، (ج) «بددا».

(٧) في (د) «فيكتسب».

(٨) في (ب) «مبن» ، وفي (ج) «مين» ، وفي (د) «منى».

(٩) في (د) «الغرر».

١٩٦

إن رمته نلته صفوا بلا كدر

يطيعك الدهر فيما رمت كيف تشاء

لما رأى من صنيع الله (١) والقدر

وافيت قوما لهم أرض ممنعة

حلت علوّا محل الأنجم الزهر (٢)

أبعدتهم (٣) عن حصون كان ظنهم

جهلا تقيهم (٤) فما أجدت (٥) مع الحذر (٦)

نعاهم (٧) الدهر لو لا أن تلاطفهم

الله منك بعطف فعل مقتدر

تبت يدا مارق (٨) عن (٩) ظل طاعته (١٠)

زلت به قدماه أعمق الحفر

__________________

(١) في (د) «الندا». وهو الأولى بالاثبات.

(٢) ورد هذا البيت في (د) كما يلي :

«وافيت يوما لهم أرضا ممنعه

حلت علوا محل الأنجم الزهر»

(٣) في (ج) «أبدعه سهم» ، وفي (د) «أبدعه سهم» ، والاثبات من (د).

(٤) في (ج) «تقيم» ، وفي (د) «لفيهم».

(٥) في (ب) ، (ج) «أجرت».

(٦) في (د) «الجدر».

(٧) في (ب) ، (ج) «لفاهم».

(٨) في (د) «طارق». المارق : الخارج عن طاعته. والمارقة : الذين مرقوا من الدين لغلوهم فيه. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٥٥٠.

(٩) في (د) «على».

(١٠) في (ب) «طاعة».

١٩٧

هلا اكتفوا منك بالأولى (١) وكنت لهم

حصنا منيعا عظيم الجاه والخطر

يا ابن الأولى حلة الاحسان مدحهم

فأصبحوا حلية الأخبار والسير

زهى افتخارا بك القفطان حين علا

جسما يرى بضعة من أشرف البشر

يا من له همة يأبى بمنزلة

تنال غايتها بالحدس (٢) والفكر

دامت بك الدولة الغراء مشرقة (٣)

تختال أرجاؤها من عرفك العطر

أمنت حوزتها من كل ناحية

بالعدل منك وبالعسالة (٤) السمر

لتهن (٥) مكة إن أصبحت كافلها (٦)

من رائد السوء في الآصال والبكر

يا منعما لي بما (٧) أهديت من مدح

__________________

(١) في (ب) «باولى».

(٢) في (د) «بالحد».

(٣) في (ج) «مشوفه».

(٤) رمح عسال وعسول : عاسل مضطرب لدن. ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ١٧٥.

(٥) في (أ) ، (ب) ، (د) «ليهن» ، والاثبات من (ج).

(٦) في (أ) «كالها» ، وهو خطأ والاثبات من بقية النسخ.

(٧) سقطت من (ب) ، (ج).

١٩٨

وما أضمنه (١) في (٢) الطرس من درر

أعيذ مجدك (٣) من تضيع (٤) ذي أدب

منزه النطق عن عيّ وعن حصر

لا زلت في دولة علياء باذخة

أعلامها خفقت بالنصر والظفر

وأنت في حصن من لا حصن (٥) يعدله

خير الأنام ختام الرسل من مضر

طه الشفيع صلاة الله ما برحت

تترى عليه وأصحاب مدى العصر (٦)

رد كلّ (٧) صعب به (٨) لا تخش ضائقة (٩)

فهو المرجى لدفع الضر والضرر

(ومما أنشدنيه سيدي الوالد (١٠) قال :

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «أضمته» ، وفي (د) «تضمنه».

(٢) في (د) «ذا».

(٣) في (د) «مدحك».

(٤) في (ج) «تضييع».

(٥) في (ب) «يحصن» ، وهو خطأ.

(٦) في (ج) «الحصر».

(٧) في (ب) ، (ج) «لكل».

(٨) سقطت من (ج).

(٩) في (د) «صانعة».

(١٠) أي تاج الدين بن تقي الدين السنجاري.

١٩٩

أنشد رجل بحضرة صاحبنا الجمال محمد الغزي ، وزير مولانا الشريف (١) قول شاعر للبرامكة (٢) :

سألت الندى هل أنت حر فقال لا

ولكنني (٣) عبد ليحيى بن خالد (٤)

فقلت شراء؟ قال لا بل وراثة

تملكني عن والد بعد والد

فقال الغزي [ارتجالا](٥) :

سألت الندى والمجد عن عهد آدم

أما متّما دهرا طويلا وأحيانا

فقالا (٦) نعم متنا قديما ومذ أتى

لنا زيد والي مكة اليوم أحيانا

قال (٧) : ثم قال (٨) :

__________________

(١) زيد بن محسن.

(٢) في (ب) «البرالكي» ، وفي (ج) «البرمكي» ، وفي (د) «البرامكة». والبرامكة هم : أسرة فارسية مشهورة كان لها دور في الدولة العباسية زمن الخلفاء الأربعة من سنة ١٣٢ ه‍ ـ ١٩٣ ه‍. نكبهم الخليفة العباسي هارون الرشيد لأسباب مختلفة منها : تعاظم نفوذهم وميولهم الشيعية ، ونكاية أعدائهم لهم. انظر : الطبري ـ تاريخ الامم والملوك ٤ / ٦٥٧ ـ ٦٦١ ، تاريخ المسعودي ٣ / ٣٧٧ ـ ٣٩٥ ، الموسوعة العربية الميسرة ٣٣٨.

(٣) في (ب) «ولكني».

(٤) هو يحيى بن خالد بن برمك أبو الفضل مؤدب الرشيد ومعلمه ومربيه ، ولما ولي الرشيد الخلافة دفع خاتمه إلى يحيى وقلده أمره فبدأ يعلو شأنه ، إلى أن نكب الرشيد البرامكة فقبض عليه وسجنه بالرقة إلى أن مات سنة ١٩٠ ه‍. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٦ / ٢١٩ ـ ٢٢٩ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٠ / ٢٠٤ ، الزركلي ـ الأعلام ٨ / ١٤٤.

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٦) في (د) «فقال».

(٧) أي والد المؤلف.

(٨) سقطت من (د). أي الغزي.

٢٠٠