منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

القاضي شكر (١) أفندي وشيخ حرمها بمنع الشيخ محمد المنوفي (٢) من مباشرة الخطابة. فلما أن جاء النوبة إليه امتنع القاضي المذكور من الصلاة خلفه ، وبعث إلى مولانا الشريف زيد وكان بمصلاه في الحرم الشريف وقد صعد الشيخ محمد المنوفي وخطب ، فذكر له ذلك.

فأرسل مولانا الشريف إلى الخطيب المذكور ومنعه من الصلاة ، وأشار إلى غيره ، فصلى بالناس». ـ انتهى كلامه ـ.

قلت : وأخبرني والدي (٣) أن مولانا الشريف بعث إلى الجد الشيخ تقي الدين السنجاري ، فصلى بالناس تلك الجمعة ـ والله هو الفعال لما يريد.

[وقعة تربة وشنق الشريف نامي وأخيه ومقتل كور محمود]

ولنرجع لما نحن بصدده (٤) ـ.

«وحج مولانا الشريف بالناس ، والصناجق ، وحصل للناس غاية السرور.

ووصل بعض الجلالية مكة بشفاعة إبراهيم باشا أمير الحج

__________________

(١) في (ج) «شكري». هو شكر أفندي قاضي قضاة الإسلام. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٨.

(٢) هو محمد بن أحمد المنوفي المصري الشافعي ، نزيل مكة. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٣٥٩ ـ ٣٦١ ، نفحة الريحانة ٤ / ١٧٢ ، ١٧٣ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٢٤ ، ١٢٥.

(٣) أي تاج الدين بن تقي الدين السنجاري.

(٤) أي إلى الحديث عن وقعة الجلالية ، والمصدر علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٨٠.

١٦١

الشامي (١) ، وتوجهوا معه إلى الشام.

ولما قضى الصناجق نسكهم (٢) ، وقرب آخر السنة المذكورة (٣) ، (توجهوا مع مولانا الشريف إلى تربة) (٤) لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة (٥) (بعد مجلس عقدوه (٦) للمشاورة) (٧) خلف مقام المالكي ، حضره غالب الصناجق والأشراف ، واتفقوا على الخروج.

فخرجوا ، فوصلوا إلى تربة / فحاصروا الجلالية المتحصنين بها نحوا من عشرين يوما. ثم احتالوا عليهم ، وأرسلوا علي بيك ، وكان قريبا إلى الخير مكرها على ما فعله العسكر ، وأمنوه (٨) على نفسه ، ومن يصل معه إليهم ، فخرج إليهم من الحصن ، وصحبته جماعة من جماعة كور محمود ، فهجم العسكر السلطاني على الحصن ودخلوه ، وقتلوا غالب من

__________________

(١) سقطت من (د).

(٢) في (ج) ، (د) «مناسكهم».

(٣) أي سنة ١٠٤١ ه‍. وفي (ب) «ودخلت سنة» ، وفي (د) «ودخلت سنة ١٠٤٢ ه» ، والاثبات من (ج).

(٤) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «توجه العسكر والأشراف مع الشريف إلى تربة» ، وفي (د) «توجه العسكر والأشراف إلى تربة».

(٥) انظر هذا التاريخ في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٢ ه‍ ، أما في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٨ فذكر أن خروجهم كان يوم الثلاثاء ثاني محرم الحرام افتتاح سنة اثنتين وأربعين وألف.

(٦) في (ب) ، (ج) «عقده» ، في يوم الثلاثاء ثاني محرم الحرام افتتاح سنة ١٠٤٢ ه‍. انظر : المصدر السابق ٤ / ٤٣٩.

(٧) ما بين قوسين ورد في (د) «بعد عقد مجلس للمشارة».

(٨) في (ب) «وأمنوا».

١٦٢

فيه من الجلالية ومسكوا كور محمود والشريف نامي وأخاه سيد.

وجاء الخبر إلى مكة ، فزينت البلد سبعة أيام ، ثم قدموا مكة.

وكان دخولهم الحصن ليلة الجمعة الحادي عشر من محرم الحرام [سنة ١٠٤٢ اثنين وأربعين وألف](١).

ودخولهم (٢) مكة يوم الأربعاء السابع عشر من محرم الحرام (٣) ، وقيل يوم الخميس ثامن (٤) عشر محرم [من سنته](٥). قاله الإمام علي الطبري (٦).

فاستفتوا بمكة على [قتل](٧) الشريفين ـ الشريف نامي وأخيه ـ فأفتوا بقتلهم ، فشنقوا الشريفين بالمدعى في روشانين (٨) متقابلين ، وذلك

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). انظر هذا التاريخ في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٢ ه‍ ، أما في زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٤ «عاشر محرم سنة اثنتين وأربعين وألف».

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «ودخلوا».

(٣) انظر هذا التاريخ في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٢ ه‍ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٤.

(٤) في (د) «ثاني».

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). انظر هذا التاريخ في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤٠.

(٦) في الأرج المسكي ورقة ٨٠. هذا وقد ورد هذا الخبر فيه مع الاختلاف في أكثر جوانبه ، ويبدو أن السنجاري قد أخذه من غيره ونسبه إليه.

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٨) في (د) «روشين». والروشن : الرف. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٤٨٨.

١٦٣

في (١) يوم الخميس الثامن (٢) عشر من محرم الحرام افتتاح سنة ١٠٤٢ ألف واثنتين وأربعين (٣).

وأمرت الصناجق بتخريق (٤) سواعد كور محمود ، وأشعلوا فيها شاميات (٥) ، وأركبوه (٦) جملا ، وداروا به في شوارع مكة ، ثم كسروه ، وعلقوه بالجميزة (٧) في المعلاة تحت سبيل مولانا السلطان سليمان (٨) ،

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) في (د) «ثاني».

(٣) انظر هذا التاريخ في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٢ ه‍ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤ / ٧٤. أما في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤٠ فذكر أن شنقهم كان في أواخر شهر محرم سنة ١٠٤٢ ه‍.

(٤) الخرق : هي الفرشة والشق. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٣٣٢.

(٥) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٢ ه «شاسيات». والشاميات : هي ما يشبه السرج ، وهي الخرق المزيتة الموقدة ، وقد وصف العصامي ـ سمط النجوم العوالي ذلك ص ٤ / ٤٤٠ فقال : «ومد باعه بعصا ، وربطت يداه عليها ، عورضت من خلفه ، وشقت عضده وذراعاه وغرز فيها مصطفة خرق الزيت الموقدة ، ووكل بتلك العصا من يضربها من خلف حينا بعد حين فيتناثر سقطها على جسده».

(٦) في (ب) «وأركبوا».

(٧) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤٠ : «ودفع إلى شجرة جميز عند باب المعلاة». والجميزة اليوم هي حي بالمعابدة ، وهو ما يعرف بالأبطح ، وكانت المعابدة فيما قبل ضاحية من ضواحي مكة أو أحد أطرافها. انظر : معجم معالم الحجاز ٨ / ١٩٠.

(٨) وموضعه بالمعلاة على يمين الصاعد إلى المقبرة. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣٥.

١٦٤

وبقي حيا إلى آخر ، النهار ، فنزلوه وقتلوه ، وحرقوه [بالنار](١) وذروا رماده في الريح (٢).

وأما رفيقه علي بيك ، فإن الصناجق أوفته (٣) ما وعدته (٤) من الأمان ، فتوجه بعد الحج إلى البصرة ، (وجاء خبر موته بعد (٥) سنة) (٦).

وتخلف الأمراء (٧) المصري والشامي إلى أن رجع العسكر من تربة ، وتوجهوا جميعا أواخر صفر (٨).

واستمر مولانا الشريف زيد بمكة حاكما ضابطا مؤمنا لها ولأهلها

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). وهذه مبالغة في العقوبة ، لا يقرها الإسلام.

(٢) في (ب) «الهوا» ، وفي (ج) ، (د) «الهوى». أي الهواء. انظر خبر شنق الشريفين وقتل كور محمود في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤٠ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٧ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٢ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٤.

(٣) في (أ) «أوفدته» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٤) في (د) «ما أوعدته به».

(٥) في (ب) «وبعد».

(٦) في (ج) «سنته». أي سنة ١٠٤٣ ه‍. وما بين قوسين في (د) «وجاء بعد سنة خبر موته». انظر هذا الخبر كما أورده السنجاري في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / ١٠٤٢ ه‍ ، ومختصرا في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤٠.

(٧) في (د) «الأمير».

(٨) انظر هذا الخبر والتاريخ كما أورده السنجاري في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٢ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٤. أما في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤١ في العشر الأول من شهر صفر.

١٦٥

إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى (١).

[حول شرافة الشريف نامي]

وكانت (٢) مدة الشريف نامي مائة يوم ويوم ، عدة اسمه (٣).

ونظم المهتار هذه اللطيفة [فقال](٤) :

تأمل لدنياك التي بصروفها

أبادت علا ملك توطد (٥) سامي

بدا وأضاء ثم ابتدى الحق فانقضى

فعدة نامي (غدا حرف) (٦) نامي

فائدة :

ذكر المقريزي في الخطط (٧) نظير ما وقع للشريف نامي في موافقة مدته لحروف اسمه ، وهو (٨) :

__________________

(١) في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من محرم سنة ١٠٧٧ ه‍. انظر هذا في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٧٧ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٨٦ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / سنة ١٠٧٧ ه‍.

(٢) في (ب) ، (د) «وكان».

(٣) انظر هذا في : : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤٢ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤١ الذي أضاف أنه دخل مكة يوم خمس وعشرين من شعبان سنة ١٠٤١ ه‍ ، وخرجه منها عصر يوم الخميس الخامس من ذي الحجة من السنة المذكورة ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٢ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٤.

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٥) في (د) «توطده» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤١ «تأطد».

(٦) ما بين قوسين ورد في (د) ، والمصدر السابق «عدة أحرف» ، وهو صحيح.

(٧) والأصح في كتابه السلوك ٤ / أحداث سنة ٨٤١ ه‍ ، ٨٤٢ ه‍.

(٨) سقطت من (ج).

١٦٦

أن العزيز بن برسباي الجر كسي خلع يوم الأربعاء ١٩ التسعة عشر من شهر ربيع الأول سنة ٨٤٢ اثنتين وأربعين وثمانمائة (١) ، وكانت ولايته في ذي الحجة سنة ٨٤١ واحد وأربعين وثمانمائة (٢) ، فكانت مدته أربعة وتسعين يوما (٣) عدة اسمه عزيز (٤) ـ فسبحان العزيز الباقي بعد فناء خلقه.

[ولاية الشريف زيد بن محسن بن الحسين بن الحسن بن أبي نمي]

واستقل بامارة مكة مولانا / وسيدنا المتلقي لها باليدين السامي إليها من ذروة الشرفين الموافي (عليها من أطوال طرفين) (٥) مولانا وسيدنا السيد الشريف زيد بن محسن بن الحسين.

مولده بعد (٦) مضي درجتين من شروق شمس يوم الاثنين سابع عشر شعبان المكرم (٧) من شهور سنة ١٠١٦ (ستة عشرة وألف) (٨) من

__________________

(١) في (ج) «ثلاث وأربعين وثمانمائة» ، واستدرك الناسخ فيها السنة على الحاشية الوسطى للمخطوط ص ٢١٧ بالأرقام ، وفي (د) «١٠٤٢» ، وهو خطأ.

(٢) في (ج) «اثنين وأربعين وثمانمائة» ، واستدرك الناسخ فيها السنة على الحاشية الوسطى للمخطوط ص ٢١٧ بالأرقام ، وفي (د) «١٠٤١» ، وهو خطأ.

(٣) أضاف ناسخ (ج) «بوفا».

(٤) انظر هذا أيضا في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٤١.

(٥) ما بين قوسين ورد في (ج) «لها من حول الطرفين».

(٦) في (ج) «بعدما».

(٧) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧٢ «السابع والعشرين».

(٨) ما بين قوسين ورد في (ج) «تسعة عشرة وألف» ، وهو خطأ. انظر تاريخ ولادته هذا ومكانها في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٧٤٢ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٤ ، أما في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٧٧ ه‍ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ١ / ١٧٦ فذكرا أن ولادته كانت سنة ١٠١٤ ه‍ في مكة المكرمة.

١٦٧

الهجرة بأرض بيشة ، وأمه أم ولد تسمى قوت النفوس.

فهو كما قال مولانا القاضي تاج الدين بن أحمد المالكي في صدر رسالة ألفها له (١) ما نصه :

«فهو السابق وإن تأخر عصره ، والعزيز الذي عز به مصره ، والمؤيد الذي أغنته عن مضاعفة الدروع وقاية الله ، ونصره (٢). المفرد الذي جمع بين الكرم والبسالة ، وتفرع من دوحة النبوة والرسالة ، وورث الخلافة لا عن كلالة ، وأتته منقادة ، فلم يك يصلح (٣) إلا لها ، ولا تك تصلح إلا له ، فأضحى وهو تاج الشرفاء ، وصدر الخلافة.

وكان مصداق هذين اللقبين (الذين أرخت بهما عام) (٤) ابتداء ملكه وعام ظهور شمس ذاته التي هي شمس الشرافة ، فلعمري (أنه الشمس إلا أنها التي (٥) لا أفول لها ولا زوال) (٦) ، والبدر إلا أنه لم يكن في (غرة شهر الهلال ، والبحر إلا أنه العذاب الزلال إلى آخر ما قال».

ونشأ المذكور في) (٧) حياة والده ممتعا بطريفه وتالده ، وقد سبق أنه ما أخذ معلوما لأحد من الملوك إلى أن صار واسطة عقد السلوك.

__________________

(١) سقطت من (ج) ، (د).

(٢) في (ج) «ونصرته».

(٣) سقطت من (ج).

(٤) ما بين قوسين في (ج) «أرخت بها عام» ، وهو خطأ.

(٥) سقطت من (د).

(٦) ما بين قوسين في (ج) «أنه إلا أنها لا أقول لها ملكه ولا زال» ، وهو خطأ.

(٧) ما بين قوسين سقط من (ج).

١٦٨

فلما أن صار أمر مكة إليه ، وجرت المقادير طائعة بين (١) يديه ، نشر لواء الأمن والأمان ، وأحيا ميت الجود بعد أن دخل في أخوات كان ، فلاقى الرعية بالأخلاق المحمدية ، وكانت أيامه مواسم أهل الفضائل تجبي إليه ثمرات العلوم والآداب من كل طائل ، ويقابل بالبشر والنائل ، ويباحث علماءها (٢) في دقيق المسائل.

ولم يزل هكذا إلى أن دعاه داعي مولاه ، (فأجابه لما أولاه) (٣).

[مناصفة جدة]

وفي أوائل رجب من هذه السنة (٤) ، وردت خلعة من صاحب مصر (٥) صحبة كتخدا الباشا ، ومعها السيد هيزع (٦) ، وكان الشريف غائبا فورقوا (٧) إليه ، فنزل على المدينة ، وزار ، ودخل مكة.

وفي السابع عشر من رجب دخل صاحب الخلعة ، ونصبت له منازل بالجوخي ، ودخل مكة صبيحة ذلك اليوم في موكب عظيم ، ونزل مولانا الشريف إلى الحطيم ، (فقرأ أمر الباشا) (٨) ، ولبس الخلعة ، وصعد

__________________

(١) في (ج) «طايفة».

(٢) في (أ) «علمائها» ، وفي (د) «علماؤها» ، والاثبات من (ج). انظر هذا في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٧٧ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٧٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٨٦.

(٣) ما بين قوسين في (د) «فلباه وأجابه إلى ما أولاه».

(٤) أي سنة ١٠٤٢ ه‍.

(٥) أي خليل باشا.

(٦) رسول الشريف إلى مصر أو حوالة مكة بمصر كما سبق.

(٧) ورقوا : أي أرسلوا له خطابا.

(٨) ما بين قوسين في (ج) «فسر الباشا» ، وهو خطأ.

١٦٩

إلى بيته بعد أن طاف ، وأنزل الأغا الواصل بيت السيد ظافر بن بشير.

وكان الصناجق الذين كانوا في (١) زمن الحج ، ودخلوا بالشريف مكة ، وتكلم معهم في أن ثلث جدة ما يكفيه ، فجعلوا له النصف ، وأقاموا له أمينا (٢) بجدة ، فلم يرض بذلك صاحب مصر (٣) ، وبعث مع هذا الكتخدا كتابا إلى الأمين (٤) يأمره بعدم التسليم.

فلما كان يوم الثلاثاء الحادي عشر (٥) من رجب من هذه السنة (٦) ، اجتمع مولانا الشريف بالأغا الوارد ، وذكر له ما رآه الصناجق من المصلحة ، فاعتذر له وقال : هذا مال العلماء ، والفقهاء ، ولا يمكن أخذ شيء منه. فأجاب الفقهاء الحاضرون بالرضا بذلك.

فاقتضى الأمر العرض على الباشا في النصف ، فكتبوا عرضا ، وبعثوه ، وجاؤا (٧) بالسماح في النصف ، وأن الشريف يأخذ النصف.

ووصل جوابه في النصف من شوال من هذه السنة.

ودخلت سنة ١٠٤٣ ثلاثة وأربعين وألف :

[قتال قبيلة صبح]

وفي أوائلها ، خرج مولانا الشريف زيد (٨) لقتال صبح (٩) ، وهم

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (د).

(٢) في (ب) «سنا» ، وهو خطأ.

(٣) أي خليل باشا.

(٤) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وفي (ج) «اليمن» ، وهو خطأ.

(٥) في (ج) ، (د) «عشر».

(٦) أي سنة ١٠٤٢ ه‍.

(٧) في (ب) ، (ج) «وجوابه» ، وهو خطأ.

(٨) سقطت من (ب) ، (د).

(٩) في (ب) «أصبح». بنو صبح : بطن

١٧٠

فرقة من حرب في جبل لهم (١) بشام (٢) العرب من نواحي ينبع ، فسار إليهم ، ونصره الله عليهم ، فطلع إلى أقصى الجبل ، وغنم منهم أموالا لا تعدّ ، فصالحه أهل السهل بالسلاح والمال ، فأخذه منهم ، ورجع إلى (٣) مكة ، فأقام بها مدة أربعين يوما (٤).

[إعمار سقف الكعبة وتجديد بابها]

وفي زمنه سنة ١٠٤٥ خمس وأربعين وألف :

(ورد المعمار رضوان بيك (٥) لعمارة سقف الكعبة (٦).

وكان مولانا الشريف عرض في ذلك لخلل أخبره به المهندسون إلى صاحب مصر (٧) ، وعرض صاحب مصر إلى الأبواب العالية ، فجاء الأمر

__________________

من ميمون من بني سالم من حرب ديارهم وادي العرج وغيقة وبدر إلى الساحل ، والنسبة إليهم صبحي. انظر : البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٢٦٠.

(١) سقطت من (ج).

(٢) في (ب) «البشام» ، وهو خطأ.

(٣) سقطت من (ب) ، (د).

(٤) في (د) «يوم. انظر هذا الخبر في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٥

(٥) هو متعاطي العمارة السابقة ، وأضيف إليه يوسف المعمار مهندس العمارة سابقا. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٩٣.

(٦) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي أن وصولهم كان في العشر الأخير من شهر ذي الحجة سنة ١٠٤٤ ه‍.

(٧) وهو مسلم جرجي : أحمد باشا رامي النحاس ، قدم واليا على مصر سنة ١٠٤٣ ه‍ ، فاستمر بها إلى أن عزل في خامس عشر جمادى الأول سنة ١٠٤٥ ه‍. انظر : أحمد شلبي ـ أوضح الاشارات ١٤٥.

١٧١

بإصلاح ما يحتاج إلى الإصلاح ، وأن يجدد باب الكعبة ، ويرسل بالعتيق إلى الأبواب العالية) (١).

(فلما وصل المعمار) (٢) المذكور مكة عقد مجلس (٣) بالحرم الشريف في العشر الأخير من ذي الحجة (٤) عند مصلى الشريف ، وحضره قاضي مكة الشيخ أحمد البكري ، وقاضي المدينة حنفي زاده (٥) ، والأمير رضوان بيك المعمار ، ونزل مولانا الشريف بنفسه ، وحضره فقهاء مكة ، وقرئت ختمة شريفة أو سورة الفتح. ثم قاموا إلى الكعبة ، وأشرفوا على (٦) ما ذكر.

وشرع المعمار المذكور في عمله في أوائل محرم سنة ١٠٤٥ خمس وأربعين وألف (٧) ، فغير الباب بعد نزع الأول ، وتحلية الثاني بحلية ، وكتب على الجديد اسم السلطان مراد ، وركبه في محله يوم الخميس العشرين من رمضان بعد أن حمل من بيته (٨) دار ابن عتيق (٩) ، والعلماء

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٢) ما بين قوسين ورد في (ب) «فلم والمعمار» ، وهو خطأ.

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «مجلسا».

(٤) انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٩٣ وهذا التاريخ يبين توهم السنجاري في التاريخ الذي ذكره في أول الخبر ، والصحيح سنة ١٠٤٤ ه‍.

(٥) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٩٣ «حنفي أفندي».

(٦) سقطت من (ج).

(٧) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٩٣ «١٧ ربيع الأول سنة ١٠٤٥ ه» كما سيتضح في نهاية الخبر.

(٨) انظر هذا التاريخ في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٩٤ ، باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٢٠١.

(٩) في (ج) «بيت».

١٧٢

تحفه إلى أن (وصل به إلى الحطيم) (١) ، ووضع بين يدي مولانا الشريف. ثم صعدوا به وشرعوا في إركازه ، وفرغوا منه / عند غروب الشمس من ذلك اليوم (٢) بعد أن أتموا فرش المسجد الشريف بالحصى ، وفرش سطح الكعبة الشريفة بالرخام الأبيض ، وأصلحوا المماشي (٣) ، وما فيها من المرمات (٤) بالنورة ، وأتموا بناء المقام الشريف (٥).

قال العلامة ابن علان (٦) في بعض تواريخه (٧) عن الكاتب الشيخ عبد الرحمن الأقشهري الغباري (٨) :

«وكان إخراجهم للباب الأول من محله في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين (٩) من ربيع الأول (١٠) ، وشرعوا في (١١) عمل الباب الجديد.

__________________

(١) هو الخواجة عبد الرحمن بن عتيق. علي الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٩٤.

(٢) ما بين قوسين ورد في (ب) «وصل إلى الحطيم» ، وفي (ج) «وصل الحطيم» ، وفي (د) «وصلوا به إلى الحطيم».

(٣) سقطت من (ب). أي يوم الخميس العشرين من رمضان.

(٤) في (د) «الماشي» ، وهو خطأ.

(٥) في (د) «المرممات».

(٦) انظر هذا الخبر كما أورده السنجاري في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث ١٠٤٥ ه‍. ومع بعض الاختلاف في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٩٣ ، ٩٤.

(٧) بالأصل تاريخه والتصويب من د.

(٨) في (د) «الأقشهوي العناري» ، وهو خطأ.

(٩) في (د) «والعشرون» ، وهو خطأ.

(١٠) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٩٤ «١٧ ربيع الأول».

(١١) سقطت من (د).

١٧٣

وأطال في صفته إلى أن قال :

وعمل (الصاغة (١) الفضة) (٢) للباب ، ووزن ذلك مائة وستة وستون رطلا (٣) فضة ، وجعلوا فيه ما في الأول من الكتابة ، وكتب عليه اسم مولانا السلطان مراد ، وذكر تاريخه سنة ١٠٤٥ ألف وخمس وأربعين.

وطلي الباب (٤) بالذهب البندقي (٥) مما قدره ألف دينار كما أخبرني (٦) به الأمير رضوان [بيك](٧).

وكان المتعاطي لطلائه صاغة مكة لمشقة ذلك على غيرهم.

وكان وضع (٨) الباب الجديد يوم الخميس العشرين من رمضان بعد

__________________

(١) في (ب) «الطافه» ، وهو خطأ.

(٢) ما بين قوسين ورد في (د) «الصاقه بالفضة».

(٣) الرطل : معيار يوزن به أو يكال ، يختلف باختلاف البلاد ، والرطل يساوي أساسا ١٢ أوقية ، ويساوي كذلك ١ / ١٠٠ من القنطار. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٣٥٢ ، فالتر هنتس ـ المكاييل والموازين ٣٠.

(٤) سقطت من (د).

(٥) الذهب البندقي : نقد ذهبي تركي ، اشتق اسمه إما من زخرفة الحبيبات التي تشبه ثمار البندق في اطاره أو من مدينة البندقية ، وهو الشائع. والبندقي نوعان : عتيق ، وجديد. والأول ينسب إلى السلطان سليم الثالث ، ضرب في استانبول ، وقيمته خمسون قرشا صاغا ، والثاني ينسب إلى السلطان مصطفى ، وقيمته أربعون قرشا صاغا. لم يضرب بعد ١٨٠٨ م. الموسوعة العربية ٤٠٩.

(٦) في (د) «أخبر».

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٨) في (ج) «ووضع». وسقطت «وكان» من (ب).

١٧٤

أن أنزل مولانا الشريف زيد (بن محسن) (١) إلى الحطيم ، وحضر شيخ الحرم وغيره من الأكابر والأعيان (٢) ، وقرأوا سورة الفتح بفناء البيت الحرام ، وحمل المعلمون الباب إلى أن أحضروه (٣) بين يدي مولانا الشريف ، فألبس المعمار رضوان [بيك](٤) قفطانا فاخرا (٥) ، وألبس كذلك الأغا يوسف المعمار وشيخ الصاغة (٦) ، وشيخ النجارين ، وشيخ الحدادين ، وفاتح البيت الحرام الشيخ محمد الشيي (٧) ، وشيخ الخدمة الشيخ عمر الرسام.

ثم دخل مولانا الشريف ، فأشرف على العمارة ، وصعد إلى (٨) السطح. وبعد أن خرج شرعوا في تركيب الباب الجديد ، واستمروا ثلاثة أيام إلى أن أوقفوه على ما هو مشاهد من الأحكام (٩).

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (د).

(٢) في (ج) «والأهالي».

(٣) في (د) «حضروه».

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٥) في (ب) «واخرا» ، وفي (ج) «وأخرى» ، وكلاهما خطأ.

(٦) في (د) «مصاغة».

(٧) أحد سدنة البيت الشريف.

(٨) في (ب) ، (د) «على».

(٩) أضاف ناسخ (ج) الدهلوي في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وهذا الباب هو الموجود إلى هذا التاريخ عصرنا هذا ، والله أعلم». قلت : وحتى الوقت الحاضر ، حيث أزيل ووضع غيره في عهد الملك خالد كما هو مذكور على الباب نفسه. انظر هذه الأحداث مع بعض الاختلاف في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٩٤.

١٧٥

[قانصوه بيك في مكة]

قلت : وفي بعض التعاليق أن في يوم الأحد الثاني عشر (١) من جمادى الثانية ، دخل قانصوه بيك مكة من جهة اليمن ، ونزل ببركة ماجن ليلة الاثنين (ثاني عشر) (٢) الشهر ، فدخل مكة ، وطاف ، واجتمع بالأمير رضوان بيك المعمار ، ونائب مناب (٣) الشريف السيد حسن بن علي (٤) ، وركبوا معه إلى أن أنزلوه بالكشك (٥) الذي على بركة الشامي (٦) باختيار منه بعد أن فرشوه له ، (فأمر له الشريف بسماط) (٧) ، فقال :

لا أريد سماطا ، ابعثوا لي شيئا (٨) أنتفع به.

فأمر له نائب الشريف (بما كان أعد له في سماطه من الرز) (٩) ،

__________________

(١) في (ب) «عشري».

(٢) ما بين قوسين في (ب) «ثانية عشري» ، وفي (د) «ثانية عشر» ، والاثبات من (ج).

(٣) سقطت من (د).

(٤) أضاف ناسخ (ب) «بن» ثم بياض ، وفي (ج) أضاف الناسخ كلمة «بن».

(٥) الكشك : الكوخ ، وبالفارسية كوشك. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٧٨٩.

(٦) بركة الشامي : من البرك المباحة للناس تقع في المعلاة ، كانت تملأ مع بركة المصري من العين الواصلة إلى مكة لأنهما على مجراها. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٤٤.

(٧) ما بين قوسين في (ب) «تا الشريف بسماط» ، وهو خطأ ، وفي (د) «وأمر نائب الشريف بسماط» ، والاثبات من (ج).

(٨) في (ب) ، (د) «شيء».

(٩) ما بين قوسين في (ب) «لما كان أعده لسماطه من الرز» ، وفي (ج) «بما

١٧٦

والسمن ، والدراهم. ثم بعثوا (له بهدية) (١) عن الشريف من عسل وسمن ، وغير ذلك من الغنم (٢) والحشيش (٣) ، ورز وسكر.

(ودخل لمولانا الشريف زيد ، واجتمع) (٤) بالشريف بعد صلاة المغرب في علو مقام الحنفي ، ومعهم الأمير رضوان بيك فسأل من الشريف أن يقيم بمكة إلى الحج ، لأن الشريف لم يرض بجلوسه. فاستمر بمكة إلى أواخر شعبان. وفي (ثاني عشريه) (٥) توجه إلى المدينة ، ثم توجه (٦) إلى مصر. فقبل وصوله مصر أتاه الأمر من صاحب مصر (٧) بمنعه (٨) من الدخول؟؟. فانصرف إلى جهة الشام قاصدا الأبواب.

[وباء الخيل في مكة سنة ١٠٤٥ ه‍]

وفي هذه السنة (٩) ، وقع الموت والفناء في الخيل بمكة ، وسمته العامة

__________________

(١) ما بين قوسين بياض في (ب).

(٢) بياض في (ب).

(٣) المقصود بالحشيش : العلف.

(٤) ما بين قوسين في (د) «ودخل لمولانا الشريف زيد واجتمع به ، ولما كان ليلة الجمعة رابع عشر رجب من السنة المذكورة اجتمع».

(٥) ما بين قوسين في (د) «ثانية عشرين».

(٦) سقطت من (ب) ، (د).

(٧) سقطت من (ب). وصاحب مصر هو : حسين باشا الدالي الذي تولى ولاية مصر يعد عزل جرجي أحمد باشا رامي النحاس ، عنها قدم حسين باشا مصر في خامس عشر رجب سنة ١٠٤٥ ه‍ ، وعزل عنها في ١٥ جماد الآخرة سنة ١٠٤٧ ه‍. انظر : أحمد شلبي ـ أوضح الاشارات ١٤٥ ، ١٤٦.

(٨) في (ج) «يمنعه».

(٩) سقطت من (ج). أي سنة ١٠٤٥ ه‍.

١٧٧

أبو مشفر ، وفنيت الخيل حتى أنه (١) لم يبق بمكة إلا فرس واحدة [أخذوه](٢) لمولانا الشريف زيد (٣) ، وصارت الأشراف تركب الحمير (٤).

[فتنة سنة ١٠٤٥ ه‍ بين العسكر المصري والعبيد]

وفي يوم الجمعة في عشرين من ذي الحجة الحرام من هذه السنة (٥) ، وقعت فتنة قبل صلاة الجمعة (٦) ، وسببها :

أن بعض عبيد الأشراف جاء ليسقي فرس سيده من البزابيز المعروفة لسقاة مكة بالمسعى (٧) ، فوقع بين العبد وبين بعض العسكر المصري تزاحم ، فدفع العسكري العبد ، فضربه العبد وجرحه ، فاستغاث العسكري بجماعته ، وكذلك العبد بالعبيد ، فثارت الفتنة ، فالتمت (٨) العسكر المصري في قايتباي (٩) ، وانحازت العبيد عند بيت مولانا

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (د).

(٢) زيادة من (د).

(٣) سقطت من (ب) ، (د).

(٤) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٥ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٥ وفيه أن هذا الوباء كان سنة ١٠٤٣ ه‍.

(٥) سقطت من (ب). أي سنة ١٠٤٥ ه‍.

(٦) انظر هذا الوقت في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٥٥. أما في علي ابن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٨٠ «قبل صلاة العصر».

(٧) سقطت من (ب) ، (د) ، وهي مقابلة لعقد المسعى. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٨٠.

(٨) في (ج) «فالتأمت».

(٩) انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٨١ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٥٦.

١٧٨

الشريف ، فأقبل كل من الفريقين على الآخر.

فبعث الشريف جماعته (١) لرد عسكره (٢) والعبيد.

وخرج أمير الحج (٣) المصري (٤) بنفسه لرد عسكره ، وسار قاصدا مولانا الشريف حتى وصل إلى باب علي ، فسمع صوت البنادق (٥) ، فرجع ودخل المدرسة (٦) من الباب الذي في المسجد.

وتلاحق العسكر المصري (٧) من المعلاة ، ومعهم المدافع ، فجعلوا منها واحدا عند البزابيز ، والآخر (٨) عند المدرسة.

فأرسل مولانا الشريف (إلى الأمير رضوان بيك) (٩) في (١٠) منعه

__________________

(١) في (ج) «جماعة».

(٢) في (ج) «العسكري اليمني» ، وفي «العسكري النميه» ، والاثبات يقتضيه السياق ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٥٦ «فبعث الشريف جماعته لرد عسكره».

(٣) سقطت من (د).

(٤) أي الأمير رضوان بيك.

(٥) البنادق : مفردها بندقية ، وهي قناة جوفاء كانوا يرمون بها البندق في صيد الطيور ، وآلة حديد يقذف بها الرصاص على التشبيه بالأولى ومنه أنواع. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٧١.

(٦) أي مدرسة الأشرف قايتباي.

(٧) سقطت من (د).

(٨) في (ج) أشار ناسخها على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٢٤ أن في نسخة أخرى «وواحدا» ، وفي (د) «وواحد».

(٩) ما بين قوسين ورد في (د) «لرضوان».

(١٠) سقطت من (ج).

١٧٩

العسكر ، وكذلك بعث إليه أمير (١) الشامي ينهاه عن هذا الفعل ، وقتل جماعة من العسكرين.

ولم يزل الأمر حتى هجم الليل ، وبعث الشريف مناديا بالأمان (من الأمير ، والشريف) (٢) في الشوارع.

فلما أصبح النهار من يوم السبت ، سعى الأمير محمد بن فروخ (٣) أمير الشامي في الصلح بين الأمير رضوان ، وبين مولانا الشريف ، ونادى مناد (٤) بالأمان من الأمير ، والشريف في الشوارع.

وخرج الأمير رضوان متوجها إلى مصر في يوم (٥) ثالث عشر ذي الحجة (٦) ، ولم يقم إلى عادته (٧).

__________________

(١) في (د) «الأمير» ، وهو محمد بن فروخ.

(٢) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٣) في (ج) «فرووخ». هو الأمير محمد بن فروخ النابلسي المولد ، أحد شجعان الدنيا في وقته المشهورين وكرمائها المذكورين ، قام مقام أبيه سنة ١٠٣٠ ه‍ في أمر حكومة القدس ونابلس لرحيل الأخير بالحج وتصادف موته في هذه السنة ، فسافر محمد إلى الروم فولاه الوزير الأعظم مره حسين باشا امارة الحاج ، وسار بالحجيج سنة ١٠٣١ ه‍ ، وأرهب العربان ، وبقي فيها ١٨ سنة. توفي سنة ١٠٤٨ ه‍ بنابلس ودفن فيها. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ١٠٨ ـ ١١٠.

(٤) في (د) «مناديا».

(٥) سقطت من (ج).

(٦) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٨١ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٥٦ في ٢٣ ذي الحجة.

(٧) انظر هذه الفتنة في نفس المصدرين السابقين مع بعض الاختلاف اليسير ، ومختصرة في زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٥.

١٨٠