منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٤

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٠٠

جانب اليمن بأن عسكرا خرجوا على العزيز (١) قانصوه السابق ذكره ، وأنهم قاصدون مكة. ثم ورد مورق من القنفذة بخبر وصولهم إليها ، ومعهم مكاتيب للشريف محمد ، ومولانا الشريف زيد ، وكتاب لمصطفى بيك المقيم بمكة من كور محمود السابق ذكره في قصة الشريف أحمد بن عبد المطلب ، (وعلي بيك) (٢) ، وملخص ما في الكتب :

أن مرادنا الوصول إلى مكة ، [ثم إلى مصر](٣).

فكتب إليهم مولانا الشريف بعدم الإذن.

فكاتب كور محمود السيد نامي (٤) بن عبد المطلب) (٥) لمعرفته

__________________

(١) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٨ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٧ «الوزير». والعزيز : بمعنى الوزير.

(٢) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية اليمنى للمخطوط. وعلي بيك هذا كان قائد الفرقة العسكرية الثانية الفارة من اليمن إلى جانب كور محمود قائد الفرقة الأخرى. أخذ لنفسه الأمان من الصناجق المرسله من مصر لإخماد فتنته والكور محمود على أن يسلم لهم الكور محمود. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٨٧ ، الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٧ ـ ٤٤٠.

(٣) ما بين حاصرتين لم أتبين أين استدركها المؤلف ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٤) سقطت من (د). انظر ترجمة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٧ ـ ٤٤١ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٧ ، ٤ / ٤٤٨ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤١ ، ١٠٤٢ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٢ ـ ٧٥.

(٥) ما بين قوسين ورد في (د) «فكاتب كور محمود سيدنا وابن عبد المطلب» ، وهو خطأ.

١٤١

السابقة به ، وأوعده (١) بمكة (٢).

فلما كان يوم الجمعة العاشر (٣) من شعبان ، خرج مولانا الشريف محمد بن عبد الله ومولانا الشريف زيد ، ومن معهم من الأشراف ، وخرج معهم مصطفى بيك (المقيم بمكة) (٤) إلى بركة ماجن ثم (٥) إلى قوز المكاسة (٦) أسفل مكة لأنه بلغهم أن الأتراك وصلت السعدية (٧).

__________________

(١) هكذا في جميع النسخ ، والأصح «وعده» حيث أن الوعيد لا يكون إلا للشر.

(٢) انظر هذا الخبر كما أورده السنجاري في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، أما في زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٢ أن الشريف نامي لما علم بخروجهم ذهب إليهم إلى القنفذة واستمالهم على أخذ مكة.

(٣) في (ج) «عشرة» ، وفي (د) «عشرين». انظر هذا التاريخ في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٨ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٧ ، وابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍.

(٤) ما بين قوسين سقط من (د) ، واستدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية اليمنى للمخطوط.

(٥) سقطت من (ج).

(٦) قوز المكاسة : هو رمل صغير يقع جنوب غربي مكة في المسفلة ، أخذ اسمه من أن أمراء مكة كانوا يأخذون المكوس فيه على بضائع اليمن ، اتصل به العمران اليوم ، وجرى تصحيف الاسم إلى النكاسة. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ١٧٤.

(٧) السعدية : في جنوب مكة أسفل وادي يلملم على درب اليمن ، ميقات أهل اليمن ، تبعد عن مكة حوالي ١٠٠ كيلو مترا ، كانت محطة للحجاج ، وهي المرحلة الثانية على نظام القوافل ، وفي عام ١٣٩٨ ه‍ عبد طريق اليمن ، فابتعد عنها إلى الساحل فقل رائدها. انظر : السباعي ـ تاريخ مكة حاشية ص ٣٦٧ هامش (٢) ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٤ / ٢٠١.

١٤٢

فلما كان يوم الأربعاء (الخامس والعشرين من شعبان) (١) وقع اللقاء (٢) بين العسكرين هناك (٣) ، فحصلت ملحمة عظيمة ، وقتل مولانا الشريف محمد بن عبد الله صاحب مكة ، وجماعة من الأشراف ، منهم : /

مولانا السيد أحمد بن حراز ، والسيد حسين بن مغامس ، والسيد سعيد بن راشد ، وأصيبت يد السيد هزاع بن محمد الحارث.

وقتل من جماعته (٤) نحو المائتين ، وقتل من جماعة (٥) الصنجق غالبهم (٦).

ثم إن الأشراف رجعوا بالشريف محمد (بن عبد الله) (٧) عصر ذلك

__________________

(١) ما بين قوسين ورد في (د) «خامس عشر من شعبان» ، وهو خطأ. انظر هذا التاريخ في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٨ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٧ ، وابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍.

(٢) في (ج) «حرب».

(٣) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٧ «بالقرب من وادي البيار».

(٤) في (ب) «جماعة» ، وفي (د) «الجماعة». أي جماعة الشريف محمد بن عبد الله.

(٥) في (ب) «الجماعة» ، وهو خطأ.

(٦) انظر هذه الأحداث في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ورقة ٧٨ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٧ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٢ ، ٧٣ ، ومختصرة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٧.

(٧) ما بين قوسين سقط من (د).

١٤٣

اليوم (١) ، وغسلوه ودفنوه بعد أن صلوا عليه في المعلاة (على أبيه) (٢) ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

وكانت مدة ولايته سبعة أشهر إلا ستة أيام (٣).

وتوجه من نجى من الأشراف إلى جهة وادي مر الظهران (٤) بعد أن قاتل مولانا الشريف زيد قتالا شديدا.

[ولاية الشريف نامي بن عبد المطلب والشريف عبد العزيز بن إدريس بن حسن]

فبعد تمام الوقعة دخلت الأتراك مكة ومعهم مولانا السيد نامي بن عبد المطلب ، فنودي له (في البلد) (٥) ، وأشركوا معه الشريف عبد العزيز ابن إدريس بن حسن (٦) في ربع مكة (لكن بلا شعار) (٧) ـ أعني الدعاء

__________________

(١) سقطت من (ب).

(٢) ما بين قوسين سقط من (ج) ، وفي (د) «على آبائه».

(٣) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٧.

(٤) في (ب) «من».

(٥) ما بين قوسين في (د) «بالبلد». انظر هذا الخبر في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٨ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٧. ومختصرة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / سنة ١٠٤١ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٧.

(٦) في (ج) «امحسن» ، وهو خطأ. انظر ترجمته في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤١ ، ١٠٤٢ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٧ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤١ ، ١٠٤٢ هأ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٢.

(٧) ما بين قوسين ورد في (ب) «لكن بالأشعار» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «لكن لا بالأشعار».

١٤٤

في (١) المنبر ـ.

[موقعة جدة وفتنة بمكة المكرمة سنة ١٠٤١ ه‍]

وأرسلوا إلى أمين (٢) جدة دولار أغا بأن يسلمها إليهم ، فمنع من ذلك (٣) ، وتقوى بعسكر ورد من سواكن ، وحصن البلد.

فتجهز إليه الشريف عبد العزيز ، وكور محمود (٤) بيك ، وحاصروا الأمين (٥) المذكور ، ثم دخلوا جدة ، ونهبوا بيت الأمير دلاور ، وأخذوه ، وأهانوه ، وضربوه (٦) ، وأطلقوه مجردا ، ونهبوا غالب التجار بجدة ، وأقام فيها كور محمود (٧).

واستمر الشريف نامي بمكة ، وطلع كور محمود من جدة بعد أخذها من دلاور أغا يوم حادي عشر (٨) رمضان ، فبرز للقائه الأمير (٩) علي بيك ، ودخل ، ونزل على الشريف نامي ، وسلم عليه الشريف

__________________

(١) في (ج) «على» ، وهو الأصح.

(٢) في (د) «أمير» ، وسقطت من (ب) ، (ج).

(٣) أضاف الشلي في عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٧ أنه قتل الرسل.

(٤) في (ب) ، (د) «محمد» ، وهو خطأ.

(٥) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «أمير». وأضاف المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٧ «في يومين».

(٦) في (د) «ثم».

(٧) انظر هذه الأحداث مختصرة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٧٧.

(٨) في (د) «عشرين».

(٩) سقطت من (د).

١٤٥

نامي ، فدخل العسكر المسجد الحرام ، ثم خرجوا مع الشريف ينادون له في شوارع مكة إلى أن أعادوه إلى بيت الشريف حسن ، (وطلع معه أكابر العسكر) (١) ، ثم تفرقوا إلى غالب بيوت الأشراف كبيت الشريف محسن ، والسيد علي بن بركات ، وبقية البيوت.

وعاثت العسكر بمكة ، وصادر الشريف نامي بعض التجار ، وقتلت العسكر مصطفى بيك بعد أن رجع إلى منزله بالداوودية ، وأغلق بابه ، فجاؤا وقتلوه (٢) صبرا.

وفر (٣) العسكر الذي (٤) كان بمكة إلى جدة ، ومنها إلى سواكن (٥).

ومما (٦) رأيته منسوبا للسيد ركن الدين المكي قصيدة تائية ذكر (٧) فيها هذه القصة ، وهي :

ألا فاسمعوا قولي (٨) ورقوا لشكوتي

ألا راحم يرثي على أهل مكة

__________________

(١) ما بين قوسين ورد في (ج) «وطلع غابر العسكر وأكابرهم».

(٢) في (ب) «وقتلوا» ، وهو خطأ.

(٣) في (د) «وفكر» ، وهو خطأ.

(٤) في (ج) «الذين».

(٥) انظر هذه الأحداث كما أوردها السنجاري في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٣. ومختصرة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٤٤٨.

(٦) من هنا بدأ السقط من (د) ، حيث أسقط الناسخ فيها هذه الجملة والقصيدة بكاملها.

(٧) هكذا في (أ) ، وفي (ب) ، (د) «يذكر».

(٨) في (ج) «لقولي».

١٤٦

ألا غارة لله تفرج كربة

ألا فانجدوا يا قوم أهل المروة

لجيران بيت الله كانت مصيبة

بتاريخ عام ألفي فاسمع لقصتي

لقد دكت الأطواد (١) والأرض أرجفت

وأظلمت الآفاق من هول وقعة

لمكة قد جاءت جنود خوارج

لخمس وعشرين لشعبان خلت

فقابلهم والي البلاد محمد

فولوا جميعا ثم عادوا بكرة

ففرت جنود عنده (٢) البعض قتلوا

وقد كرّ فيهم مرة بعد مرة

ولم يرعوا منهم ولم يخش كثرة (٣)

فلله در الفارس البطل الفتى

وأعوانه الأشراف كالأسد في الوغى

تراهم أجادوا (٤) الطعن في كل لبة

ولكن أمر الله يا صاح غالب

وقد قيل كثر الجيش يفني (٥) الشجاعة

فمالوا على والي البلاد بقتلة

وجمع من الأشراف سادات (٦) مكة

ولم يخشوا (٧) رب الأنام ولا اتقوا (٨)

محارم بيت الله في كل أمة

وأما من الأقوام والجند والرعا

فجمع كثير ليس يحصى بعدة

وقد فرّ بعض القوم من أهل مكة

وبعضهم في البيت ثاو بخيفة

فجاؤا إلى أهل البيوت وخرجوا

نساء وأطفالا برعب وشدة /

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «الأبطال».

(٢) في (ب) «عند» ، وفي (ج) «عندما».

(٣) في (ج) «كرة».

(٤) بالأصل أحاد والتصحيح من ج.

(٥) في (ب) «نعيم» ، وفي (ج) «نعم».

(٦) في (ب) «سادته» ، وفي (ج) «سادة».

(٧) في (أ) «تختشوا» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٨) في (ب) «ولالتقوا».

١٤٧

وفي يومهم جاؤا إلى دار صنجق

فأهلكه العادون ظلما بغدوة

وكم سكفوا فيها القصور وخربوا

وكم نكحوا فيها بحل وحرمة (١)

وكم شربوا فيها الخمور وعربدوا

وكم حكموا فيها بظلم وقوة

ومن (بعد ذا) (٢) ساروا إلى أرض جدة

بقوة بأس يا لها من دهية

فحاصرهم عنها الأمين وجنده

فصالوا عليه بعد ليل بغفلة

بليلة عشر من (ليالي صيامنا) (٣)

بفجر خميس كان فأعجب (٤) لوقعة

وقد دخلوا فيها وحلوا بيوتها

وقد نهبوا ما كان فيها بجملة (٥)

وقد عمروا سور البلاد وخندقوا

وراموا به كيدا لدفع المهمة

وبعضهم يا صاح عاد لمكة

لنهب وتزويج وبعض بجدة

وأما ذووا الأسباب والبيع والشراء

فحالهم مثل الأسير بمكة

ويرمي عليهم كل شهر خسارة

بجملة مال للعساكر عدة

وإن رام شخص أن يسافر عنهم

يوبخ بعد النهب منهم بقتلة

وقد عينوا منهم لطيبة عسكرا

ولكن دنى (٦) الحج الشريف ففلت

وقد (٧) زعموا أن الولاية تأتهم

وقد أرسلوا قوما لمصر بحيلة

وقد ظل هذا الأمر في أهل مكة

إلى خمسة في الحج من عام وقعة

__________________

(١) سقط البيت بكامله من (ب) ، (ج).

(٢) في (ب) «بعدما» ، وفي (ج) «بعدها».

(٣) ما بين قوسين ورد في (ج) «ليال صيامها».

(٤) هكذا في (أ) ، وفي (ب) ، (ج) «عجب».

(٥) سقط البيت بكامله من (ب) ، (ج).

(٦) في (ج) «وفى».

(٧) في (ب) ، (ج) «وان».

١٤٨

فلما دنى (١) الحج الشريف بعسكر

إلى جانب الوادي قريبا لمكة (٢)

أتاهم نذير مخبر بوصولهم

وفيهم عالي القدر رب (٣) السعادة

هو ابن رسول الله زيد بن محسن

مليك عظيم قد أتى بالولاية

فولوا إلى نحو الحجاز جميعهم

وقيل لهم حقا إلا حيث ألقت (٤)

وخلف منهم بعض ناس

تدسسوا (٥) فأفناهم حامي البلاد بسرعة

وقد دخل الحجاج والجند كلهم

فحجوا وحج الناس أحسن حجة

(فلما انقضى الحج الشريف تجمعت

صناجق مصر للجهاد بمهمة

فكان أمير الشام بالصلح ساعيا

وأعطاهم الأعراض (٦) دفعا لفتنة

فجاؤا إليه طائعين لأمره

إلى أن دنوا منه قريبا برحلة

فخوفهم نامي ومحمود شيخهم

فعادوا (٧) سريعا ناكصين برهبة

وقد شذ منهم فتية (٨) قد تسلموا

فجاؤا إليه طائعين برغبة

وقد رحلوا للشام صحبة محمد

(وقد أمنوا إذ قد (٩) أتوا بعد عصوة /

وأما على ثالث القوم يا فتى

فأهونهم أمرا (١٠) سريع الاجابة) (١١)

__________________

(١) في (ب) «ذي» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «وفي».

(٢) في (ج) «بمكة».

(٣) في (ج) «ذو» ، وهي الأفضل.

(٤) إشارة إلى المثل : «إلى حيث ألقت رحلها أم عامر».

(٥) في (ب) «تدسوا».

(٦) الأعراض : أي الأموال. ابن منظور ـ لسان العرب ٧ / ١٧٢.

(٧) في (ب) «عادوا».

(٨) في (ب) «فئة» ، وفي (ج) «فئة».

(٩) سقطت من (ب) ، (ج).

(١٠) في (ب) ، (ج) أمر».

(١١) ما بين قوسين ورد في (ب) مضطربا.

١٤٩

ومن بعد ذا أمّ الجموع جميعهم

إلى الفتية الباغين في كل بلدة

فوافوهم نحو الحجاز تحصنوا (١)

وقد ظفروا منهم بخيل ورجلة

فحاصرهم (٢) فيها الصناجق كلهم

وقد قاتلوا يوما بعزم وقوة

(فجود زيد فيهم الطعن مثخنا) (٣)

وأظهرت الشجعان تلك الحمية

فولوا جميعا هاربين لحصنهم

وقد (نفر البارود) (٤) منهم بجملة

فجاء علي يطلب الصلح والرضى

فلم يقبلوا إلا بلزم (٥) المضلة (٦)

فجاؤا بمحمود ونامي وصنوه

وقد قتلوا منهم جنودا بكثرة

وقد ظفر السادات والجند بالعدى

وعادوا جميعا سالمين بفرحة

فكان بحمد الله يوم انتصارهم

بحادي عشر ذاك (٧) في ليل جمعة

وفي الجمعة الأخرى أتونا جميعهم

بسابع عشر من محرم حلت

وقد زينت من أجل ذلك (٨) مكة

(بسبع ليال يا لها من مسرة) (٩)

__________________

(١) في (ج) «تحصلوا».

(٢) في (ب) ، (ج) «فحاصر».

(٣) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «فجود فيهم زيد الطعن مثخنا».

(٤) ما بين قوسين في (ب) «تعر البادون» ، وفي (ج) «نفر البادون» ، وهو الأصح.

(٥) في (أ) «يلزم» ، وفي (ب) ، (ج) «بلزم».

(٦) المظلة. جاء في ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٦٩ : الضلالة ، ضد الهدى والرشاد.

(٧) في (ج) «إذ ذاك».

(٨) في (ب) ، (ج) «ذاك».

(٩) ما بين قوسين سقط من (ب) ، وبياض في (ج) ، وأشار ناسخها على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢١١ كذا بالأصل أي الأصل الذي اعتمد عليه.

١٥٠

فعدة [نامي](١) كان مدة ملكه

وفي ذاك تذكار لأهل البصيرة

وتاريخ عام النصر [يغلب](٢) يا فتى

[ويبلغ](٣) من مولاه أعظم رتبة

(فنحمد مولانا الكريم إلهنا

ونشكره شكرا يوافي لنعمة

ويسأل غفرانا وجودا ورحمة

محمد ركن الدين منشي (٤) القصيدة

فيا رب بالله (٥) نله مرامه (٦)

وعم جميع المسلمين برحمة

وصل إلهي كل وقت وساعة

على المصطفى المختار خير البرية

كذا آله الأطهار والصحب كلهم

وتابعهم طرا ليوم القيامة (٧)

[باشا مصر يساعد الشريف زيد في مواجهة نامي سنة ١٠٤١ ه‍]

انتهى. وقد أطلنا بهذه القصيدة إلا أنها لا تخلو من فائدة.

قال إلامام علي بن عبد القادر الطبري (٨) :

«ولما كان أثناء شهر (٩) [ذي](١٠) القعدة ، أشيع (١١) أن

__________________

(١) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٢) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٣) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٤) في (ب) «منشد».

(٥) بالأصل المختار والمثبت من ج.

(٦) في (ب) ، (ج) «مراده».

(٧) نهاية سقط من (د).

(٨) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٨ ـ ٧٩.

(٩) في (أ) «أشهر» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(١٠) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(١١) أضاف الطبري في الأرج المسكي ورقة ٧٨ «بمكة».

١٥١

صاحب (١) مصر بعث بأربعة صناجق (٢) مع جريدة بخلعة إلى مولانا الشريف زيد بن محسن ، وكان بعد الواقعة (٣) توجه إلى المدينة ، فصادف ببدر السيد علي ابن هيزع (٤) (جولة مكة بمصر) (٥) ، فكتب معه إلى صاحب مصر ، فوصل السيد علي المذكور لمصر ، وأخبر (٦) الباشا ، وهول (٧) الأمر فيما وقع بمكة من الجلالية.

فجهز الباشا ثلاثة آلاف عسكري ، وعين معهم خمسة صناجق (٨) وهم : الأمير قاسم بيك ، والأمير رضوان بيك (٩) ، والأمير علي (١٠) بيك

__________________

(١) في (ب) «حب» ، سقطت أحرفها الأولى. وهو خليل باشا ، قدم إلى مصر في سابع ربيع الأول سنة ١٠٤١ ه‍ ، فاستمر فيها واليا إلى أن عزل في اثنين وعشرين رمضان سنة ١٠٤٢ ه‍. انظر : أحمد شلبي المصري ـ أوضح الاشارات ١٤٣.

(٢) في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٨ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٤٤٨ «سبعة صناجق».

(٣) أي واقعة الجلالية.

(٤) في (ج) «هيازع».

(٥) ما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤١ هأ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٨ ، أما في (ب) فلم أتبين قراءة الكلمة الأولى ، بعدها أثبت الناسخ «بمكة مصر» ، وفي (ج) أثبت الناسخ في المتن «محمود كه بمكة بمصر» ، ثم شطب عليها واستدرك على حاشية المخطوط الوسطى ص ٢١٢ «يريد مصر» ، وفي (د) «يريد مصر». والمقصود بهذه الجملة رسوله إلى مصر. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٤٤٨.

(٦) في (ج) «وانجر».

(٧) ما بين قوسين في (ب) «وهو» ، وفي (ج) «بما هو».

(٨) في (د) «صنجق». وهذا العدد مخالف لما ذكره في أول الخبر.

(٩) سقطت من (د).

(١٠) سقطت من (ب) ، وبياض في (ج).

١٥٢

صاحب الصعيد (١) ، والأمير عابدين بيك ، والأمير يوسف مزنج ، (وسافروا برا) (٢).

وجهز (٣) أيضا من طريق (٤) البحر محمد بن سويدان / قبطان السويس مع خمسمائة عسكري.

ثم أرسل بقفاطين (٥) سلطانية إلى المدينة المنورة لمولانا الشريف زيد ابن محسن مع (الأغا محمد الأرمن رومي) (٦) ، وأمره بلبسها والتوجه إلى الينبع (٧) ، وملاقاة العساكر المنصورة.

فلبسها مولانا الشريف في حجرة جده صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتوجه إلى الينبع ولاقى العسكر ، وسار معهم إلى أن وصلوا الجموم (٨) ، ووصل خبرهم

__________________

(١) في (أ) «السعيد» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٢) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «وسافر بزاد».

(٣) سقط من (ب).

(٤) سقطت من (د).

(٥) في (ج) ، (د) «بقفطانين» ، وأشار ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليمنى ص ٢١٢ أن في نسخة أخرى" بقفاطين» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٨" بخلعة».

(٦) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «الأغا محمد الأرس الرومي» ، وهذا ما أثبته ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، وفي (د) «الأغا محمد الأرمني». أما في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ فأثبت اسمه" محمد الأزرومي» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٨" محمد أرضى رومي».

(٧) في (د) «ينبع» ، وهو الأصح.

(٨) في (ب) «الجموع» ، وهو خطأ.

١٥٣

مكة (١).

فبعث الشريف نامي عينا يبصرون له العسكر في وادي الجموم نحو ثلاثين خيالا ، وعشرة هجانة ، فوصلوا (٢) الوادي ليلا وقد خيم (٣) العسكر المصري ، فشعروا (٤) بهم ، فلحقتهم (٥) الخيل ، وقتلوا منهم نحو (٦) ثلاثة عشر خيالا وخمسة أو ستة من الهجانة ، وفر الباقون إلى مكة ، فأتوه وأخبروه بما أهالهم ، فلما تيقن ذلك خرج ومن معه من الجلالية ، ومعه أخوه سيد بن عبد المطلب ، والسيد عبد العزيز بن إدريس (٧) من مكة لأربع خلون من ذي الحجة بعد صلاة العصر سنة ١٠٤١ ألف وواحد وأربعين ، وتوجهوا إلى تربة (٨) ، وتحصنوا بها ، وفارقهم في (٩) أثناء الطريق السيد عبد العزيز بن إدريس ، وانحدر (١٠) إلى

__________________

(١) سقطت من (ب) ، وفي (ج) «إلى مكة».

(٢) في (ب) «فوصل» ، وهو خطأ.

(٣) في (ب) «ونزلو» ، وهو خطأ ، وفي (د) «ونزل».

(٤) في (د) «فشعر».

(٥) في (ب) «فلحقهم» ، وفي (د) «ولحقتهم».

(٦) سقطت من (د).

(٧) أضاف ناسخ (ج) «وآخر».

(٨) تربة : بلدة عامرة في وادي تربة بالقرب من مكة على مسافة يومين منها ، ولواديها ذكر في خبر عمر رضي‌الله‌عنه حيث أنفذه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غازيا حتى بلغ تربة. وفي البلدة الواقعة فيها سنة ١٣٣٧ ه‍ موقعة كبيرة بين جيش الحجاز بقيادة الأمير عبد الله ابن الحسين والقبائل الموالية لآل سعود ، وكان النصر فيها للأخير. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ٢٠ ـ ٢٣.

(٩) في (ب) ، (د) «من».

(١٠) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وما بين

١٥٤

الينبع.

وكان بمكة (١) مولانا السيد أحمد بن قتادة بن ثقبة بن مهنا ، فنادى في البلاد للسلطان ، فقر وطمن (٢) الناس ، وعس بنفسه تلك الليلة ، وبعث بتعريف (٣) مولانا الشريف [زيد](٤) بخلو البلد (٥)».

قال الإمام علي [الطبري](٦) :

«فلما كان وقت شروق الشمس من يوم الخميس السادس من ذي الحجة ، دخل مولانا الشريف زيد ومعه الصناجق ، ونزل بدار السعادة (٧).

__________________

قوسين سقط من (ج).

(١) أضاف ناسخ (ج) «إذ ذاك».

(٢) في (ب) «واطمئين» ، وهو خطأ ، وفي (ج) ، (د) «واطمأن».

(٣) في (د) «يعرف».

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٥) ورد هذا النص في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي مختلفا في أكثر جوانبه ، ويبدو أن السنجاري قد نقله عن مصدر آخر ، ثم توهم فنسبه إليه. انظر : علي ابن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٩ ، وكما أورده السنجاري في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٣ ، ٧٤ ، ومع بعض الاختلاف في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، ومختصرا في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٩ ، ٨٠.

(٧) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٩.

١٥٥

(«وقال غيره (١) : ودخل (٢) المحمل (٣) المصري عقب دخوله (٤) من غير عرضة ، ولم يتفق قط ترك عرضة المصري غير هذه السنة (٥) ، ولم يكن معهم حجاج غير (٦) العسكر». ـ انتهى (٧) ـ.

رجع) (٨) «ثم نزل [الشريف](٩) في وقت الضحى من ذلك اليوم إلى المسجد فجلس في السبيل الذي بجانب زمزم (١٠) ، ومعه الأمير علي بيك (١١). ثم خرج من السبيل ، وطاف بالبيت أسبوعا (١٢) ، والريس يدعو له بأعلى زمزم. ثم خرج المنادي ينادي في شوارع مكة. ثم سأل

__________________

(١) أي غير الإمام علي بن عبد القادر الطبري.

(٢) سقطت من (ب).

(٣) في (ب) «الحل».

(٤) في (ب) «دخول».

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) في (د) «إلا».

(٧) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٤.

(٨) أي لخبر وقعة الجلالية من علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي.

(٩) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(١٠) وكان موضعه بالمسجد الحرام ، ويعرف بسبيل الخاصكية ، وهو محل جلوس سيدنا عبد الله بن عباس رضي‌الله‌عنهما. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣٤.

(١١) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٩ «الأمير علي بيك ذو الفتار أحد الصناجق ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٩ «الأمير علي الفقاري أحد الصناجق».

(١٢) أي سبع مرات.

١٥٦

مولانا الشريف عن من تخلف من العسكر ، فأخبر بجماعة من العساكر تخلفوا منهم ، وأنهم قتلوا في شوارع البلاد نحو الخمسين.

وحج بالناس في السنة المذكورة (١).

[جد السنجاري من حاشية الشريف زيد]

وفي هذا الموسم أنشده مولانا الجد الشيخ تقي الدين السنجاري قصيدته المشجرة (٢) بالتواريخ السابق ذكرها ، وهي هذه :

نشرت أعلام حبي في هوى رشاء (٣)

وحيد حسن أم (٤) غيي وإرشاد (٥)

صرفت (كلي لفرد) (٦) من محاسنه

أهيم شوقا بقد منه مياد

رمى بسهم له عن قوس حاجبه

لله سهم ثوى ما بين أكباد

منحته صفو ود لم يشبه قذى

حتى توحد عن شبه وأنداد /

نفى الكرى من جفوني مذ تعشقه

قلب بأسر هواه ماله فاد (٧)

__________________

(١) أي سنة ١٠٤١ ه‍. العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٩ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٤.

(٢) والتشجير كما عرفه الردادي : «كان حديث عهد في القرن الحادي عشر ، وقد سموه تشجيرا وإن لم يكن على شكل شجرة كما حدث في القرون التي تلت القرن الحادي عشر ، أما التشجير في القرن الحادي عشر فهو ما عرف فيما بعد بالتطريز ، وهو أن يجعل الشاعر الحروف الأول من كل بيت تشكل اسما». الشعر الحجازي ٢ / ٨٦٩ ـ ٨٧٠.

(٣) في (ب) ، (ج) «رشأ» ، وفي (د) «رشا».

(٤) في (أ) «م» ، وفي (د) «به» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٥) في (ب) ، (ج) «والرشاد».

(٦) ما بين قوسين في (ج) «لكل فرد».

(٧) ورد هذا الشطر في (ب) «قلت باس هواه فاله فاد» ، وفي (ج) أثبت الناسخ

١٥٧

إلا مليك الورى زيد بن محسن من

أحيا مآثر آباء وأجداد

لا غرو فهو المرجي في الشدائد (١) إن

به اعتصمت لإسعافي وإسعاد

ليث ذكرنا به زوج البتول إذا

أمّ الوطيس بإبراق وإرعاد

هو الذي قد (٢) سما عن أن يحد له

قدر وقد جلّ عن حصر بتعداد

وافى العدا بالليوث الشم يقدمهم

طلق الجبين هزبر ضيغم عاد

فاقتص إذ جزّ منهم أرؤسا (٣) كفرت

أنعام (٤) آل النبي المصطفى الهادي

تبا لهم وجدوا والله ما عملوا

رماهم الدهر في بؤس وأنكاد

حياهم بعوال (٥) أشرعت لهم

نأوا بها عن أصحاب (٦) وأولاد

لا زلت (٧) تعلو ومن عاداك منخفضا

إلى حضيض الثرى ما بين أصفاد (٨)

زففت يا سيدي بكرا مهذبة

من فكرة قد (٩) سمت يا نسل (١٠) أمجاد

__________________

في المتن «قلت باس هواه ماله فاد» ، وأشار الناسخ في حاشية المخطوط اليمنى ص ٢١٤ أن في نسخة أخرى «قلب أثار جواه طول العاد» ، وفي (د) «قلب أثار جواه طول أبعاد».

(١) في (د) «النوائب».

(٢) سقطت من (ب) ، (ج).

(٣) في (ب) «رؤسا».

(٤) في (ب) «العام».

(٥) في (أ) ، (د) «بمواد» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٦) في (د) «صيحات».

(٧) في (ب) «لا زالت».

(٨) في (ج) «صفاد».

(٩) سقطت من (ب) ، (ج).

(١٠) في (ب) ، (ج) «بانسك».

١٥٨

يسمو بمدحك لا بالنظم منشؤها (١)

نعم ويرجو قبولا بشره بادي

دامت بك الدولة الغراء باسمة

تزهو بأيامك (٢) اللاتي كأعياد

وجعل لهذين التاريخين (٣) توطئة فقال توطئة للأول :

يا سيدا رد (٤) به الله في

نحر عداه كل مكر وكيد

قد جاء عام الفتح تاريخه

(نصر من الله وفتح (٥) لزيد) (٦)

وللثاني (٧) :

لله من ملك (٨) آياته (٩) بهرت

والدهر أشرق والدنيا به ابتهجت

(وقال في عامه السامي مؤرخه) (١٠) :

في عامه قد غدا التاريخ منتظما

والله حقا به أقطارنا أمنت (١١)) (١٢)

__________________

(١) في (ج) «منشدها» ، وفي (د) «منشئها».

(٢) في (أ) «بامك» ، وهو خطأ والاثبات من بقية النسخ.

(٣) في (د) «البيتين».

(٤) في (ب) «راد» ، وفي (ج) «أراد».

(٥) في (ب) «وفتح قريب».

(٦) لم أتبين قراءة هذا التاريخ لمسحه ، والاثبات من بقية النسخ ، ويعادل بحساب الجمل عام ١٠٤١ ه‍ ، وهو صحيح.

(٧) سقطت من (ب) ، وفي (د) «والثاني».

(٨) في (ب) ، (ج) «مليك».

(٩) في (ب) ، (ج) «أيامه».

(١٠) ما بين قوسين سقط من (د).

(١١) لم أتبين قراءة هذا البيت في (أ) لمسحه ، فأثبته من (د) ، والشطر يعادل بحساب الجمل عام ١٠٤١ ه‍ ، وهو صحيح.

(١٢) ورد في (ب) ، (ج):

١٥٩

فجعل اجازتها (١) له توليته (٢) نظر كتابة الصر ، فلما أن أتم القصيدة أمره بتفرقة الصر.

فنزل من عنده ، واستلم الصر من أمير (٣) الحج ، وفرقه على أهاليه.

واستمر هذا المنصب في يده إلى أن عزل بالقاضي أبي بكر الحنبلي (٤) ـ رحمهم‌الله ـ في حدود [سنة](٥) سبع وخمسين وألف.

قال الإمام علي الطبري في تاريخه (٦) :

«وفي هذه السنة : يعني سنة ١٠٤١ (إحدى وأربعين وألف (٧) : ورد أمر باشوي من صاحب مصر (٨) مخاطبا (٩) به قاضي مكة المكرمة

__________________

في عامه السادس مؤرخه

والله حقا به أقطارنا أمنت

هذا وقد استدرك ناسخ (ج) الدهلوي على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢١٤ «نصر من الله وفتح لزيد» ، وعلى الجهة اليسرى لنفس الصفحة «والله حقا به أقطارنا أمنت».

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «اجازته».

(٢) سقطت من (ج).

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) امام مقام الحنبلي. علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٨.

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٦) علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٨.

(٧) في (ج) «اثنين وأربعين ألف» ، والاثبات من (د) ، وعلي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٨.

(٨) هو خليل باشا. سبقت الاشارة إليه.

(٩) في (ب) «مخاطب» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «فخاطب».

١٦٠