تاريخ بخارى

أبي بكر محمّد بن جعفر النرشخي

تاريخ بخارى

المؤلف:

أبي بكر محمّد بن جعفر النرشخي


المحقق: الدكتور أمين عبد المجيد بدوي ونصر الله مبشر الطرازي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار المعارف
الطبعة: ٣
الصفحات: ١٩٤

ثانية ، وفر ثانيا إلى بلخ ، ثم أمّنه الأمير السديد ، فجاء إلى الحضرة بعد تمرد وحروب كثيرة.

وفى تلك الأيام بعث الأمير السديد بعساكر كثيرة إلى الولايات واستصفى المملكة ، ولم يعد فى الولاية منازع ، واستولى على ولاية الديلم (١) وتصالح معهم على أن يعطوه كل سنة مائة وخمسين ألف درهم نيسابورية.

ورحل الأمير السديد عن الدنيا يوم الأحد فى السادس عشر من شهر المحرم سنة خمس وستين وثلثمائة (٩٧٥ م).

وكانت مدة ملكه خمس عشرة سنة وخمسة أشهر. والله أعلم.

__________________

(١) الديلم ، «ديلمان ـ كأنه نسبة إلى الديلم أو جمعه بلغة الفرس ، من قرى أصبهان بناحية جرجان ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن يوسف الديلمانى.» [ياقوت ، معجم البلدان ، طبع القاهرة سنة ١٩٠٦ ج ٤ ص ١٨٦].

١٤١

ذكر ولاية الأمير الرشيد

أبى القاسم نوح بن منصور بن نصر بن أحمد بن إسماعيل السامانى (١)

لما رحل الأمير السديد عن الدنيا يوم الأحد تولى ابنه الملك يوم الإثنين وبايعوه وصار أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيهانى وزيرا (له) ثم اعتذر لشيخوخته. ومضت بعده مدة يومين أو ثلاثة أخرى وعندئذ صار الأمير محمد بن عبد الله ابن عزيز وزيرا ، وازدهرت شئون الملك. وكان أبو العباس تاش أسفهسالار الجيش ، فعزل ، وصار أبو الحسن محمد بن إبرهيم أسفهسالارا ، فتمرد أبو العباس تاش واستولى على نيسابور ، وذهب الإسفهسالار أبو الحسن وابنه على وأبو الحسن فائق الخاصة (٢) إلى نيسابور وهزموه سنة سبع وسبعين وثلثمائة (٩٨٧ م) ، وفر أبو العباس من نيسابور إلى كركان وناصره على بن الحسن وأدخله كركان ولما رحل الإسفهسالار أبو الحسن محمد بن إبرهيم عن الدنيا فى آخر ذى القعدة سنة ثمان وسبعين وثلثمائة (٩٨٨ م) صار ابنه اسفهسالارا ، وكرهه الأمير الرشيد من بعده (أى بعد وفاة أبيه) وعزله ، وصار أبو الحسن فائق الخاصة اسفهسالارا ، وذهب إلى هراة وحاربه وفر منه فائق الخاصة وذهب إلى مرو فى ذى الحجة سنة ثمان وسبعين وثلثمائة من الهجرة (٩٨٨ م) وقد ولى بعده أبو الحارث منصور بن نوح سنة وتسعة شهور ، فسجنه البكتوزيون فى سرخس (٣) وخرج ملك آل سامان من أيديهم. «والله أعلم».

«انتهى تاريخ بخارى»

__________________

(١) لم يرد هذا الباب فى نسخة شيفر وترجمناه من نسخة مدرس رضوى وهو آخر باب بها ، وقد أشار مدرس رضوى فى حاشيته ص ١١٧ بأن هذه الصفحة قد سقطت من نسخة باريس (شيفر) وأنها موجودة فقط فى نسخة رمز لها بحرف دال وهى نسخة «دانشكده معقول ومنقول» أى كلية المعقول والمنقول.

(٢) فى الأصل الفارسى «الفائق الخاصة».

(٣) سرخس بفتح الأول والثانى ثم خاء وسين ساكنتين اسم مدينة فى خراسان حوالى مرو. [رضا قلى هدايت : فرهنك أنجمن آراى ناصرى طبع حجر ١٢٨٨ ه‍ ١٨٧١ م. أنجمن ١٢ مادة سرخس] ينسب إليها شمس الأئمة السرخسى صاحب مبسوط السرخسى وأبو محمد إسماعيل بن أحمد السرخسى الهروى المتوفى سنة ٤١٤ ه‍ / ١٠٢٣ م. صاحب كتاب الكافى فى القراءات وغيرهما من العلماء والفقهاء.

١٤٢

تذييل فى تاريخ السامانيين

١٤٣
١٤٤

تذييل فى تاريخ السامانيين

الآن وقد انتهينا من ترجمة كتاب تاريخ بخارى للنرشخى رأينا إتماما للفائدة أن نذيله بفصل فى تاريخ السامانيين نقله شيفر من كتاب «تاريخ كزيده» (الفصل الثانى من الباب الرابع) فيما نقله من نصوص فارسية أخرى ذيل بها النص الفارسى للكتاب المترجم.

وكتاب تاريخ كزيده تأليف حمد الله بن أبى بكر بن أحمد بن نصر المستوفى القزوينى المتوفى سنة سبعمائة وخمسين هجرية / ١٣٤٩ م. وقد ألفه للوزير غياث الدين محمد وأتم تأليفه فى حدود سنة سبعمائة وثلاثين هجرية ؛ ١٣٢٩ م (١).

وفيما يلى ترجمة هذا الباب كما جاء فى نسخة شيفر :

ذكر حمد الله المستوفى القزوينى فى كتابه «تاريخ كزيده» أمراء السامانيين على النحو التالى :

ذكر ملوك السامانيين

تسعة أشخاص مدة ملكهم اثنتان ومائة سنة وستة أشهر وعشرون يوما. سامان من نسل بهرام چوبين (تشوبين) ونسبه : سامان خداة بن حسمان بن طغاث بن نوشرد بن بهرام چوبين (٢) ، كان أجداده قبل الإسلام غالبا حكام ماوراء النهر ، وبعد الإسلام تنكر الزمان لوالد سامان صاحب الجند فعمل جمالا ، ولم يخضع علو جوهره لحرفة الجمالة ، وذات يوم سمع فى ضجة صاخبة هذين البيتين :

مهترى كربكام شير در است ...

رو خطر كن بكام شير بجوى

__________________

(١) حاجى خليفة : كشف الظنون المجلد الثانى مادة «كزيده» ص ١٤٧٤ طبعة وزارة المعارف التركية باستانبول سنة ١٩٤٣ م.

(٢) هذه الأسماء وردت فى كتاب «تاريخ كزيده» المجلد الأول طبعة إدوارد براون (لندن ١٩١٠ م.) ص ٣٧٩ كالآتى : سامان بن خداه بن جسام بن طعّام بن هرمزد بن بهرام چوبين.

١٤٥

يا بزركى بناز ونعمت وكام ...

يا چو مردانت مرك روياروى (١)

ومعناهما : ـ

إذا كانت العظمة فى حلق الأسد ،

فاذهب وخاطر والتمسها من حلق الأسد

فإما العظمة بالدلال والنعمة والتوفيق ،

وإما ملاقاة الموت وجها لوجه كالرجال

* * *

فثارت رجولته بهذين البيتين واشتغل بالعيارية ، وبعد مدة استولى على مدينة أشناس ، وصارت لابنه أسد بن سامان فى عهد الخليفة المأمون منزلة ، فأسند إليه طاهر ذو اليمينين أعمالا ، وولى المأمون أبناءه من بعده إمارة الولايات ، فأعطى سمرقند لنوح بن أسد ، وفرغانة لأحمد بن أسد. والشاش لإلياس بن أسد ، وهراة ليحيى بن أسد ، وكانوا يباشرون أعمال تلك الولايات إلى أن أعطى الخليفة المعتمد جميع الولايات لنصر بن أحمد سنة إحدى وستين ومائتين ؛ ٨٧٤ م. وكان أرشد هؤلاء القوم.

وقد صار أخوه إسماعيل حاكم بخارى من قبله وبعد مدة أوقع المفسدون بين الإخوة فذهب نصر لحرب إسماعيل ، وكان النصر لإسماعيل ، ولكنه قبل يد أخيه الأكبر وقال : إنك ما زلت الأكبر والمخدوم ، فإذا أمرت لى ببخارى أقوم بأعمالها وإلا فأنا مطيع لكل ما تأمر ، فخجل نصر واستقر أمر بخارى لإسماعيل ، وتولى نصر حكومة ماوراء النهر حتى مات سنة تسع وسبعين ومائتين (٨٩٢ م) ، واستتب جميع الأمر لإسماعيل ، وجعل بخارى دار الملك (العاصمة) ، وكان رجلا حكيما مهيبا تسطع آثار الملك من جبينه ، فعمرت ولاية ماوراء النهر فى عهده ، فلما تطاول بنو الليث ، أمره الخليفة المعتضد فأطاح بهم ، وأسند إليه الخليفة ملك بنى الصفار ، وفى منتصف ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومائتين (٩٠٠ م) ،

__________________

(١) هذان البيتان للشاعر الفارسى حنظلة البادغيسى المتوفى سنة ٢٢٠ ه‍. / ٨٣٥ م. وكان من شعراء نيسابور فى عصر عبد الله بن طاهر. وتروى كتب الأدب الفارسى أن أحمد بن عبد الله الخجستانى من أمراء الصفاريين كان مكاريا ، وقد سمع هذين البيتين فأثارا نخوته ورفعته همته بتأثيرهما إلى رتبة الإمارة. [دكتور رضازاده شفق «تاريخ أدبيات إيران» طبع طهران سنة ١٣٢١ ه‍. ش. / ١٩٤٢ م].

١٤٦

أطلق عليه فى بعض انحاء إيران اسم الملك ، وبذل مساعى جميلة فى الخيرات والمبرات ، واجتهد فى العدل والإنصاف. وقد سأل أحد العظماء فى عهده قائلا :

لقد كان الطاهريون أطهارا فى دينهم أخيارا فى عقيدتهم وعملوا كثيرا من الخيرات ، ولا يوجد منها أى أثر ظاهر ؛ وكان بنو الليث ظالمين جائرين ، ولم يعملوا كثيرا من الخيرات ، وهى كلها جارية. فما الموجب وما الحكمة فى هذا؟ فأجاب : لقد كان بنو الليث بعد الطاهريين ، ولفرط الخبث الطبعى والظلم الجبلىّ لم يجروا خيرات الطاهريين ، وأبطلوها حرصا وطمعا ، واستولوا على موقوفاتهم ، وكان السامانيون بعد بنى الليث ، فأقروا خيرات بنى الليث لحسن مروءتهم وطهر عقيدتهم ولم يطمعوا فيها ، فلا جرم أن تلاشت تلك وجرت هذه ـ والحكمة فى هذا هى أنه لا شك فى أن كلا من المحسن والمسىء سيلقى جزاءه فى المحشر ، وكل من عمل خيرا يجزى خيرا ، ثم إن إحسان الذى أساء وأبطل الخير لخبثه ، يكون إحسانا آخر للمسىء يقدمه للمحسن إزاء بطلان عمل المحسنين ، فإذا ما أجرى محسن آخر إحسان ذلك المحسن فإنهما يتساويان ، وفى ذلك ثواب للثانى ، فثواب المحسن الأول ثلاثة أمثال ، ولا يكون للمسىء أى ثواب ، فيحملون هذا إلى الجنة ويصلون ذلك النار.

وقد ملك إسماعيل السامانى فى إيران سبع سنوات وعشرة أشهر وتوفى فى الرابع عشر من صفر سنة خمس وتسعين ومائتين (٩٠٧ م). ومن أقواله (كن عصاميّا ولا تكن عظاميّا) (١).

وقد صار أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان ملكا بعد أبيه بحكم الوراثة ، وكان راعيا للعلماء محبّا لهم ، وكانت أكثر مجالساته للعلماء ، ولهذا نفر منه الغلمان ، وقد نقل المنشورات والأحكام من اللغة الدرية (٢) إلى العربية وحكم مدة خمس سنوات وأربعة أشهر ، وقد بلغه يوما أخبار مثيرة من أنحاء ملكه ، فقال

__________________

(١) هذه العبارة وردت فى الأصل بالعربية.

(٢) الفارسية الدرية هى فارسية البلاط نسبة إلى (در) أى الباب والمراد به باب السلطان أو بلاط الملك ، وهى الفارسية الفصحى.

١٤٧

يا إلهى؟ إذا كنت قدرت أن تثور علىّ المملكة فابعث إلىّ بالموت قبل تلك الثورة ولا ترض مضايقة العباد. وكانوا يربطون كل ليلة على بابه أسدا حتى لا يدخل أحد داره خشية منه ، فنسوا ليلة ربط ذلك الأسد ، فدخل جماعة من الغلمان كانوا ينوون قتله وقتلوه فى الثالث من جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة (٩١٢ م) ببخارى.

وكان الپتكين من جملة غلمانه ، ولكنه لم يكن قد اشتهر بعد ، فتولى نصر بن أحمد ابن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان الملك بعد أبيه. فقتل جميع الغلمان الذين كانوا قد قتلوا أباه قصاصا منهم ، واجتهد فى العدل والإنصاف ، وعمل كثيرا من الخيرات ، وبعد مدة ذهب لمشاهدة هراة ، فحسنت فى عينه فنزل بها ، واشتاق أمراؤه إلى المرأة والولد ، ولم يكن الأمير نصر ينوى الرحيل إلى بخارى أو يسمح للأمراء بالذهاب إلى بيوتهم أو إحضار نسائهم وأطفالهم ، فضاق الأمراء ذرعا وكان يخشى أن يخرجوا على الأمير ، وكلما توسلوا بالأمراء المقربين لم تكن هناك فائدة ، حتى أغدقوا على الرّودكى (١) وأنشد هذه الأبيات فى وصف حسن بخارى وتشويق الأمير نصر للسفر إليها :

١ ـ نسيم جوى موليان (٢) يسرى

وعطر الحبيب العطوف ينفح

٢ ـ ورمال نهر آمو مع خشونتها

تغدو حريرا تحت قدمى

٣ ـ ويفيض ماء جيجون طربا بوجه الحبيب

فيبلغ حقوى جوادنا

__________________

(١) أبو عبد الله جعفر بن محمد الرودكى وأصله من رودك إحدى قرى سمرقند وكان إلى شاعريته حسن الصوت يعزف على البربط وهو أول شاعر بلغ الشعر الفارسى كما له على يديه ويسمونه أبا الشعر الفارسى وكان شاعر الأمير نصر بن أحمد السامانى وصاحب الحظوة فى بلاطه وأثرى من صلاته ، توفى بين سنتى ٣٢٩ ، ٣٣٠ ه‍. (٩٤٠ ـ ٩٤١ م).

(٢) محلة نزهة فى بخارى كثيرة الأمواه والبساتين والقصور (انظر النرشخى ـ تاريخ بخارى ص ٤٧ ذكر جوى موليان وصفتها).

١٤٨

٤ ـ اسعدى يا بخارى وعيشى طويلا

فإن الملك مقبل ضيفا عليك

٥ ـ الأمير سرو وبخارى بستان

والسرو يمضى نحو البستان

٦ ـ الأمير قمر وبخارى سماء

والقمر يسرى إلى السماء (١)

* * *

فلم يكن للأمير نصر بعد هذا قرار حتى يتم قراءة الأبيات ، وانطلق ، بحيث ركب دون أن يلبس خفه ، وأثرى الرودكى بفضل هذه الأبيات بإنعام الأمراء. ووجد الأمير نصر ذات يوم شابّا وسيما يعمل فى الطين ، وكان نور العظمة يسطع من جبينه ، فسأل عن اسمه وأصله وأمنه ـ فقال : اسمى أحمد ومن نسل بنى الليث. فرق الأمير نصر لحاله ، ولاطفه ووهبه مالا ، وزوجه بامرأة من أقربائه وبعث به أميرا على سيستان ، وإمارة سيستان حتى الآن فى نسله (٢). والأمير أبو إلياس الذى كان فى بداية أمره عيارا استولى على كرمان قسرا ، وملك فيها سبعا وثلاثين سنة ، وخرج عليه الأهلون لظلمه وقهروه وولوا الملك ابنه اليسع ، وفر ما كان الكاكى من بلاد الديلم وذهب إلى خراسان ، وأراد أن يستولى عليها

__________________

(١) النص الفارسى :

١ ـ ياد جوى موليان آيد همى

 ... بوى يار مهربان آيد همى

٢ ـ ريك آمو با درشتيهاى أو

 ... زير پايم پرنيان آيد همى

٣ ـ آب جيحون از نشاط روى دوست

 ... خنك ما را تا ميان آيد همى

٤ ـ اى بخارا شاد باش ودير زى

 ... شاه سويت ميهمان آيد همى

٥ ـ مير سرو است وبخارا بوستان

 ... سرو سوى بوستان آيد همى

٦ ـ مير ماه است وبخارا آسمان

 ... ماه سوى آسمان آيد همى

(٢) أى حتى زمان المؤلف.

١٤٩

بالقوة. فندب الأمير نصر إسفهسالاره (١) الأمير على فى عسكر لجب لحربه ، وكان الأمير نصر يوصيه عند رحيله بأن يعمل كذا وكذا وقت المعركة ، وكان وجه الأمير على يتجهم أثناء الحديث ، ولكنه تحمل حتى أتم الأمير نصر كلامه ، فخرج (اأى الأمير على) وكان داخل قميصه عقرب لدغه فى سبعة عشر موضعا ، فأبلغوا الأمير نصرا هذه الحالة فقال : لم لم تتكلم قبل هذا ـ فقال : إذا تأوه العبد فى حضرة الأمير من لدغة عقرب وترك الأمير فى أثناء الكلام ، فكيف يتحمل فى غيبة الأمير وطأة السيف القاطع من أجله؟ فلاطفه الأمير نصر لهذا الكلام ، فذهب الأمير على وقتل ما كان كاكى فى الحرب وهزم جيشه ، وقال للكاتب إعرض حال ما كان كاكى فى حضرة الأمير بلفظ قليل ومعنى غزير ، فكتب الكاتب : (أما ما كان صار كاسمه) (٢) وكان ذلك سنة تسع وعشرين وثلاثمائة (٩٤٠ م). وقد حكم الأمير نصر مدة ثلاث وثلاثين سنة وثلاثة شهور حتى قتل فى الثانى عشر من رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة (٩٤١ م).

وقد صار الأمير الحميد نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان ملكا بعد أبيه ، وجرت بينه وبين عمه إبرهيم بن أحمد محاربات من أجل التنازع على الملك. وانتصر الأمير نوح فى النهاية وملك إثنتى عشرة سنة وسبعة أشهر وسبعة أيام ، ورحل عن الدنيا فى التاسع عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثلثمائة (٩٥٤ م) ، وقد وصل الپتكين فى زمانه إلى الإمارة.

وتربع عبد الملك بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن سامان فى الملك بعد أبيه وملك سبع سنوات ونصف سنة ، وسقط فى الميدان أثناء عدو حصانه ، ومات بذلك فى منتصف شوال سنة خمسين وثلثمائة (٩٦١ م) وفى عهده تولى الپتكين إمارة خراسان واجتمعت له أملاك لا حصر لها.

الأمير السديد منصور بن عبد الملك بن نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل ابن أحمد بن أسد بن سامان : ـ تشاور الأمراء بعد أبيه فى أمر الملك ، واستأذنوا

__________________

(١) اسفهسالار معرب (سپه سالار) الفارسية ومعناها قائد الجيش أو أمير الجيش.

(٢) هذه العبارة جاءت فى الأصل بالعربية.

١٥٠

الپتكين الذى كان أكبر الأمراء فيمن يختاره للملك ، ولما كان منصور شابّا حدثا فقد رد الپتكين واختار عمه ، وقبل أن يصل رد الپتكين إلى الأمراء ، ولوا منصورا الملك ، وصار الپتكين لديه متهما. وكان الپتكين يتودد إليه بالتحف والرسائل فلم يجد ، وبعد ست سنوات استدعى الپتكين إلى بلاطه فعلم الپتكين بأن استدعاءه لا يبشر بخير ، ولكنه ذهب مضطرّا ، وفى الطريق تحدث مع الأمراء على سبيل الامتحان فى الخروج على منصور ، فخالف الأمراء جميعا الپتكين ورعوا حق النعمة ، فدعا عليهم وودعهم وبعث بهم إلى الحضرة ومضى لطيته مع ثلاثة آلاف غلام وقصد غزنين (غزنه) فأحل الأمير منصور أبا الحسين سيمجور محله فى خراسان ، وبعث به فى عشرة آلاف فارس لحرب الپتكين ، وتقاتلوا معه على باب بلخ وانهزموا ، ومضى الپتكين إلى غزنين ، ولم يكن صاحب غزنين ليسمح له بدخولها ، فحاصر الپتكين غزنين حتى سلموا المدينة صاغرين ، وصار ملكا على غزنين. ثم عاد الأمير منصور فبعث بثلاثين ألف فارس لمحاربته فهجم عليهم الپتكين بثلاثة آلاف فارس وهزمهم وانصرف الأمير منصور عن قتاله. واشتاق خلف بن أحمد السيستانى إلى زيارة الحجاز وأقام صهره طاهرا بن الحسين مقامه وذهب إلى الحج وحين عودته لم يسمح له صهره بدخول المدينة ، فلجأ خلف إلى الأمير منصور فأمده الأمير منصور بالعسكر فذهب خلف إلى سيستان بعسكر بخارى ، فترك صهره المدينة واستولى خلف على سيستان وبعث بالجند إلى الأمير منصور فعاد طاهر بن الحسين وقاتل خلف وأخذ المدينة ، فلجأ خلف ثانيا إلى الأمير منصور وأخذ العسكر ، فلما وصل إلى سيستان كان طاهر قد مات وقام ابنه الحسين مقامه ، وقاتل خاله. ولما ضاق ذرعا بعث برسالة إلى الأمير منصور واستأمنه ليذهب إلى حضرته ويلازمه ، فأمنه الأمير منصور فترك سيستان لخلف. وقد حكم الأمير منصور خمس عشرة سنة وقد أثر عنه العدل والإنصاف والخيرات والمبرات الكثيرة وتوفى فى منتصف شوال سنة خمس وستين وثلاثمائة (٩٧٥ م) وكان أبو على محمد بن البلعمى مترجم تاريخ ابن جرير الطبرى وزيره. الأمير الرضى نوح بن منصور بن عبد الملك بن نوح بن نصر بن أحمد

١٥١

ابن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان : تولى الملك بعد أبيه وأراد أن يولى الوزارة أبا الحسين العتبى ، فتشاور مع أبى الحسين سيمجور الذى كان أمير الأمراء ، فأجابه بأن العتبى متحل بجميع مزايا الوزارة ولكنه شاب ، ولا يحمد الشباب فى الوزارة ، فخالفه الأمير نوح وأسند الوزارة إلى أبى الحسين العتبى ، وانضبطت بكفايته شئون الملك على أتم وجه ، وفى الحقيقة لم يكن وزير مثله فى بلاط أى ملك ، وبهذا السبب اغبرت العلاقة بين العتبى وسيمجور ، فسعى الوزير غاية السعى حتى وجد حسام الدولة تاش الذى كان من مماليك أبيه السبيل إلى الإمارة فى خدمة الأمير نوح ، وأسند الحجابة إلى فائق. وتمرد خلف بن أحمد فى سيستان على الأمير نوح وامتنع عن أداء الخراج ، فبعث الأمير نوح أيضا بابن أخته الحسين ابن طاهر لقتاله ، وبعد المعركة لجأ خلف إلى قلعة أرك (١) وحاصره الحسين بن طاهر ، وظل محاصرا سبع سنوات ، ولم يلح النصر ، ولهذا السبب نقصت هيبة السامانيين فى القلوب. وكان أبو الحسين سيمجوز يبدى الشماتة ، فعزله الأمير نوح من إمارة خراسان ، وفوضها إلى تاش ، وبعث سيمجور لحرب خلف ، فاتفق أبو الحسين سرّا مع خلف وقررا فى الظاهر أن يجلو خلف عن تلك القلعة إلى مكان آخر ويسلمها له ، ففعلا هكذا ، وكان أبو الحسين (سيمجور) يرى أن السبب فى انتقاص حرمته هو أبو الحسين العتبى ، فاتفق مع فائق وبعثا بجماعة حتى قتلوه ليلا حين جاء لمدد الديلم من بخارى إلى خراسان ، وامتلأت خراسان بالفتنة ، وقامت الحرب والفتنة فى كل مكان وأخيرا استقروا على أن تكون نيسابور لتاش وبلخ لفائق وهرى (هراة) مع قهستان لأبى الحسين سيمجور. وذات يوم كان أبو الحسين سيمجور يباشر سرية فى بستان فمات وقت الإنزال ، فصار ابنه أبو على أميرا فى مكانه ، وولاه نوح بن منصور إمارة خراسان ، وجرت بينه وبين تاش حروب. وتحول تاش عن السامانيين بسبب عزله وقتل الوزير ابن العتبى ، ولجأ إلى فخر الدولة الديلمى ، فاحتفى به فخر الدولة وسلمه كركان (٢) وذهب هو

__________________

(١) أرك : مقر الحكم.

(٢) تعريبها جرجان.

١٥٢

إلى الرى وظل تاش حتى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة (٩٨٩ م) حاكم كركان. فلما توفى ثار الجرجانيون وانشغل الخراسانيون بالمقاومة وظهرت فتنة عظيمة وجرى قتل عام. فبعث فخر الدولة إلى أبى على العارض لمعاونته ، وقتل من الجرجانيين ثلاثة آلاف رجل كانوا رأس الفتنة ، ولما ذهب تاش عن خراسان استقرت الإمارة لأبى على سيمجور ، فخافه الأمير نوح وأعطى إمارة هرى (هراة) لفائق وجرت حرب بين أبى على وفائق ، وانهزم فائق وأسرع إلى الحضرة فى بخارى دون إذن ، فخشيه نوح وبعث يكتوزن وآبج الحاجب لحربه ، وذهب فائق بعد الحرب منهزما إلى بلخ وبقى هنالك مدة ، فبعث أبو على سيمجور إلى الحضرة ببخارى ، وذكر حقوق خدمته على الأسرة السامانية وطلب إمارة خراسان ، فقبل الأمير نوح ملتمسه ، وأعطاه إمارة خراسان وارتفع شأنه ، وأصبح له شأن عظيم. فطمع فى الملك وتحول عن السامانيين ولجأ إلىّ بغراخان من نسل أفراسياب ، وحرضه على طلب ملك السامانيين. وقرر أنه حين يستتب له الملك يعطى ملك خراسان لأبى على سيمجور ، فتوجه بغراخان إلى بخارى وأرسل نوح آبج الحاجب فى جيش عظيم لحرب بغراخان ، وقد وقع آبج أسيرا فى يد بغراخان وانهزم جيشه. فاضطر نوح بن منصور إلى استمالة فائق واستدعاه وأرسله لحربه ، فاتفق فائق سرّا مع بغراخان ، وعاد منهزما من سمرقند وتعقبه بغراخان إلى بخارى فلاذ نوح بن منصور بالفرار وذهب إلى جرجانية ، وكان المأمون بن محمد الفريغونى واليا عليها فاحتفى به وكذلك أو عبد الله الخوارزمى (١). ولما جاء بغراخان إلى بخارى استقبله فائق وتمكن بغراخان على سرير بخارى ، وبعث بفائق إلى بلخ ، أما أبو على سيمجور فلم تتحقق له منه رغبة ، ولم يظفر بأكثر من لقب إمارة الجيش. وقد طلب نوح بن منصور وهو فى خوارزم مددا من أبى على سيمجور ، وكان يرجوه فى غير جدوى ، إلى أن من الله عليه وأبلغه العرش دون مدد ، وكان سبب ذلك أن بغراخان مرض وعزم على الرحيل إلى التركستان فمات فى الطريق ، فجاء نوح بن منصور إلى دار الملك ، فأراد فائق أن يزعجه قهرا فذهب إلى حربه ، وانهزم فاتصل بأبى على سيمجور

__________________

(١) تنطق فى الفارسية (الخارزمى) لأن هذه الواو معدولة تكتب ولا تنطق.

١٥٣

واتفقا معا على حرب نوح بن منصور ، ولما عادى الأمراء القدامى نوحا بن منصور كان من اللازم أن يتصل بغيرهم ، فدعى الأمير سبكتكين فتوجه مع ابنه محمود إلى الحضرة ببخارى ، وسارا لحرب فائق وسيمجور. وكان لدى الجانبين حشد كبير ، وكان سيمجور وفائق من حيث الشوكة ورجال القتال أفضل ، ولكن التوفيق كان حليف نوح بن منصور ، وقد انصرف دارا بن قابوس عن سيمجور وتوجه إلى نوح ، فخافه أبو على سيمجور وانهزم ، ولجأ هو وفائق إلى فخر الدولة الديلمى ، فاحتفى بهما حفاوة الملوك ، وترك لهما جرجان ، فأراد سيمجور أن يخرج على الديلم فى جرجان ويستولى عليها ، وبهذه الطريقة يتحبب إلى نوح بن منصور ، فمانع فائق وقال إن هذا لا يكون ، ونذم عند الجميع. وأعطى الأمير نوح إمارة خراسان للأمير سبكتكين ولقبه بناصر الدين ، ولقب ابنه بسيف الدولة ، وكان ذلك فى سنة أربع وثمانين وثلاثة ثمائة (٩٩٤ م). فذهب ناصر الدين سبكتكين إلى هرى (هراة) وسيف الدولة إلى نيسابور. فجاء أبو على سيمجور وفائق لحربه (أى لحرب سيف الدولة) وانهزم أمامهما وذهب إلى أبيه ، وذهب كل منهما لحربهما من طريق وحاصرا أبا على سيمجور وفائقا وهزماهما ، وفر سيمجور وفائق إلى قلعة كلاب (١) وبعثا بشفيع إلى نوح بن منصور ، فقال نوح بن منصور : ليذهب أبو على سيمجور إلى جرجانية (٢) عند مأمون الفريغونى ويأت فائق إلى الحضرة ، فلم يشم فائق ريح السلامة من أبى على سيمجور (٣) فى تلك المفارقة ، فقصد جرجانية فلما بلغ «هزار اسپ» قبض على أبى عبد الله خوارزمشاه (٤) وقتله وآل ملك خوارزم (٥) إلى مأمون ، فكتب إلى نوح بن منصور وطلب أن يهبه دم أبى على سيمجور ، فأجابه نوح إلى طلبه ، واستدعاه إليه (أى أبا على سيمجور) ثم نقض عهده وقتله. وحرض فائق إيلك خان على قتال نوح بن منصور ، فقصد

__________________

(١) بضم أولها وتنطق كالجيم فى اللهجة القاهرية.

(٢) جرجانية : قال ياقوت هى قصبة إقليم خوارزم وهى مدينة عظيمة على شاطىء جيحون وأهل خوارزم يسمونها «كركانج» [دائرة المعارف للبستانى ج ٦ ص ٤٢٦].

(٣) أى توقع له شرا.

(٤ ، ٥) تنطق فى الفارسية (خارزمشاه) و (خارزم) مع عدم نطق الواو.

١٥٤

إيلك خان بخارى ، ولكن لم تحدث حرب ، واصطلحا على أن تكون إمارة سمرقند لفائق. ومات نوح بن منصور فى الثالث عشر من رجب سنة سبع وثمانين وثلاثمائة (٩٩٧ م) فى بخارى.

وقد تولى أبو الحارث منصور بن نوح بن منصور بن عبد الملك بن نوح ابن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان الملك بعد أبيه وحكم سنة وسبعة أشهر ، وولى فائقا الإمارة وأبا المظفر العتبى الوزارة ، فاتصل جماعة من أركان دولته بأيلك خان ، فقصد بخارى ، ففر أبو الحارث ودخلت بخارى فى حوزة إيلك خان ، وأقام هنالك شحنة ، فذهب فائق إلى أبى الحارث وشجعه ، فذهبا وحاربا العسكر الإيلكية فى بخارى وهزماهم ، وعاد أبو الحارث إلى مملكته وملكه ، وأعطى بكتوزن إيالة خراسان فحارب أبو القاسم سيمجور بكتوزن طمعا فى إيالة خراسان وذهب (١) منهزما إلى الديلم (٢) فى جرجان ، فلاطفه فخر الدولة وبقى هنالك حتى توفى فخر الدولة ، فأحسن رعايته مجد الدولة رستم وأمه سيدة. ولكنه كان يهوى خراسان ، وعزم مرة أخرى على حرب بكتوزن ، فانهزم أمامه وذهب إلى قهستان (٣) ، وجاء سيف الدولة محمود إلى خراسان لمحاربة بكتوزن ، فترك له بكتوزن خراسان وذهب إلى أبى الحارث ، فجاء أبو الحارث لحرب سيف الدولة محمود. ومع ما كان يستظهر به سيف الدولة من القوة والجند ، لم يرتض حرب ولى نعمته ، فعاد وذهب إلى غزنين (غزنة) ، فلاطف أبو الحارث بكتوزن ولقبه بسنان الدولة وعاد. وخرج بكتوزن وفائق على أبى الحارث فى الطريق ، وقبضا عليه معا وسملا عينيه فى الثامن عشر (....) (٤) سنة تسع وثمانين وثلاثمائة (٩٩٨ م).

__________________

(١) أى أبو القاسم سيمجور.

(٢) انظر حاشية (١) ص ١٣٣.

(٣) قهستان أو قوهستان أو كوهستان : بلاد جبلية ، اسم عام يطلق على مختلف نواحى آسيا. وقهستان أو كوهستان العجم : ولاية من ولايات إيران تحدها شمالا خراسان وشرقا أفغانستان وجنوبا كرمان وفارس وغربا العراق العجمى.

(٤) هكذا فى نسخة شيفر ، وفى نسخة برون طبع لندن ص ٣٩١ «در ثامن عشر صفر» أى فى الثامن عشر من صفر.

١٥٥

وانتقل الملك إلى عبد الملك (بن) نوح (١) بن منصور بن عبد الملك بن نوح ابن نصر بن أحمد بن إسماعيل بعد أخيه ، وقد تولى الملك ثمانية أشهر وسبعة عشر يوما إلى أن جاء سيف الدولة محمود محاربا لفائق وبكتوزن انتقاما لأبى الحارث وهزمهما واستولى على خراسان. وقد فرا إلى ماوراء النهر وتحالف فائق مع إيلك خان وجاء إيلك خان مع طاهر لحرب عبد الملك وقبض على أمرائه وأقاربه ، فاضطر عبد الملك إلى الفرار واستولى إيلك خان على ماوراء النهر فى الثانى والعشرين من ذى الحجة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة (٩٩٨ م) ودالت دولة السامانيين.

ومن سلالتهم المستنصر إسماعيل بن نوح ، أخو عبد الملك ، وقد فر من حبس إيلك خان وذهب إلى خوارزم ، فاجتمع عليه جيش وأرسل فى المقدمة أرسلان يالو فى عسكر لجب ، وحارب فى سمرقند جعفر تكين أخا إيلك خان وقد أسر هو وجماعة من الأمراء على يد جيش السامانيين ، وقد حبسهم إسماعيل جزاء على حبس أقار به وقصد بخارى وحارب الشحنة الإيلكية ، واستولى على عرش بخارى ، فجاء إيلك خان لحربه وذهب إلى بخارى ولم يكن لإسماعيل طاقة بالقتال ، فذهب من بخارى إلى نيسابور ، فانضم إليه أبو القاسم السيمجورى (٢) وحاربا الأمير نصرا بن سبكتكين ففر منهم نصر ، فجاء سيف الدولة محمود مددا لأخيه لمحاربة إسماعيل ، فلجأ إسماعيل إلى قابوس بن وشمكير ، فاحتفى به قابوس كثيرا وقال : إن مملكة الرى بلا ملك فيجب أن تذهب إلى هنالك. فذهب إسماعيل إلى هنالك فى صحبة منوچهر (منوتشهر) ودارا ابنى قابوس. وبخداع سيدة ملكة الرى عاد وقصد نيسابور. فترك له الأمير نصر المدينة وذهب ، وجاء بعسكر وتحاربا فانهزم إسماعيل ، ولهذا السبب قتل أرسلان يالو أمير الجيش ، فانفض من حوله العسكر ، فهدأهم أبو القاسم سيمجور وذهبوا مرة أخرى لحرب الأمير نصر ، فأسر أبو القاسم

__________________

(١) فى نسخة شيفر : عبد الملك نوح بن منصور ، وفى نسخة برون ص ٣٩١ عميد الملك بن نوح ابن منصور ، ولكنه فى نفس الصفحة وبعد أسطر ورد هذا الاسم «عبد الملك» كما جاء فى نسخة شيفر.

(٢) هذا الاسم ورد هنا فى نسختى شيفر وبرون (أبو القاسم سيمجورى) ولكنه ورد فى مواضع أخرى من النسختين (أبو القاسم سيمجور).

١٥٦

سيمجور فى تلك الحرب وفر إسماعيل والتجأ إلى الغزّ ، فأمده الغزّ وحاربوا إيلك خان فى بخارى وانتصروا ، واستولى إسماعيل على بخارى ثم خشى الغز بعد ذلك ففر من بينهم ليلا ، وأطلع سيف الدولة محمودا على حاله وكتب له هذين البيتين :

أنت خير من العين التى أحللتها قلبى

وأنت خير من القلب الذى تخلى عنى سريعا

وأحسن من الروح التى لم أفد منها قط

وقد رأيت الجميع وجربتهم فأنت أفضل منهم (١).

* * *

فرق له سيف الدولة محمود وسار لنجدته إلى بخارى. وحارب حامية إيلك خان وأخضع بخارى لإسماعيل ، وذهب لحرب إيلك خان فانهزم أمامه إيلك خان واستتب له الملك واستهان بأمر العدو وبعث بالعسكر إلى بخارى. فاغتنم إيلك خان الفرصة وجاء لحربه ، ففر إسماعيل وعبر جيحون دون سفينة ، وفى ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثلاثمائة (٩٨٥ م) قتل فى ولاية مرغبار (مرغ وبار) (٢) على يد أعراب بنى بهيج.

__________________

(١) الأصل الفارسى :

از ديده كه نقش دل نمودم تو بهى

وز دل كه فرو كذاشت زودم تو بهى

وزجان كه نداشت هيچ سودم تو بهى

ديدم همه را وآز مودم تو بهى

(٢) فى نسخة براون ص ٣٩٣ (بردع).

١٥٧
١٥٨

كشافات

بأسماء الأعلام والأماكن والقبائل والكتب

الوارد ذكرها فى كتاب تاريخ بخارى

١٥٩
١٦٠