مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار - ج ١

موفق الدين بن عثمان

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار - ج ١

المؤلف:

موفق الدين بن عثمان


المحقق: محمّد فتحي أبو بكر
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار المصريّة اللبنانيّة
الطبعة: ١
ISBN: 977-270-182-0
الصفحات: ٧٨٣

لى فى الموت ، فقال قائل من السرير (١) : «وما بعد الموت» .. قال إبراهيم : فدخل علّى منه رعب حتى ما قدرت أحمل قائمة من السرير ، فدفن الميت ، وانصرف الناس ، فقعدت عند القبر مفكرا فى القائل من السرير ، فغلبتنى عيناى ، فنمت ورأسى على ركبتى عند القبر ، وإذا بشخص قد خرج من القبر أحسن الناس وجها ، وأطيبهم ريحا ، وأنقى ثيابا ، وهو يقول : يا بن أدهم (٢) ، قلت : لبيك ، من أنت يرحمك الله؟ قال : أنا القائل من السرير : «وما بعد الموت» .. فقلت له : بالله الذي فلق الحبة ، وبرأ (٣) النّسمة ، وتردّى بالعظمة (٤) ، إلّا قلت لى من أنت؟ قال أنا السّنّة (٥) ، أكون لصاحبى فى الدنيا حافظا ، وعليه رقيبا ، وفى القبر نورا ومؤنسا ، وفى القيامة سائقا وقائدا إلى الجنة.

وحدّث إدريس الحفّار شيخ (٦) قال : لما وضع الشّيخ العارف أبو الحسن الدّينورى ، المعروف بابن الصائغ (٧) فى قبره ، سمعته يقول : (رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)(٨).

__________________

[انظر الأعلام ج ١ ص ٣١ ، وطبقات الصوفية ص ٢٧ ـ ٣٨ ، وحلية الأولياء ج ٧ ص ٣٦٧ ـ ٣٩٥ ، وج ٨ ص ٣ ـ ٥٨ ، والرسالة القشيرية ج ١ ص ٥٤ ـ ٥٧ ، وطبقات الشعرانى ج ١ ص ٦٩ و ٧٠ ، وفوات الوفيات ج ١ ص ١٣ و ١٤ ، والتاريخ الكبير للبخارى ج ١ ص ٢٧٣ ، وشذرات الذهب ج ١ ص ٢٥٥ و ٢٥٦ ووفاته فيها سنة ١٦٢ ه‍].

(١) السرير : النعش الذي يحمل عليه الميت.

(٢) فى «ص» : «يا إبراهيم».

(٣) فى «م» : «خلق» مكان «فلق». ومعنى برأ : خلق وأوجد.

(٤) تردّى بالعظمة : لبس رداء العظمة.

(٥) يريد : سنّة محمد صلّى الله عليه وسلم ، أو العمل بها.

(٦) الفعل «حدّث» من عندنا لاستقامة المعنى ، وهذه الفقرة عن «م» ولم ترد فى «ص».

(٧) هو على بن محمد بن سهل ، المعروف بابن الصائغ الدينورى ، كان من كبار المشايخ ، وكان كبير الهيبة ، يهابه كلّ من رآه ، وكان من المخلصين فى معاملة الله تعالى ، أقام بمصر ، ومات بها سنة ٣٣٠ ه‍.

[انظر ترجمته فى حلية الأولياء ج ١٠ ص ٣٥٣ ، وطبقات الصوفية ص ٣١٢ ـ ٣١٥ ، وطبقات الشعرانى ج ١ ص ١٠٢ ، والرسالة القشيرية ج ١ ص ١٥٣ ، وشذرات الذهب ج ٢ ص ٣٣٠ وفيها توفى سنة ٣٣١ ه‍].

(٨) سورة «المؤمنون» ـ الآية ٢٩. وإلى هنا ينتهى الساقط من «ص».

١٠١

وقال أحمد بن الخواص (١) : رأيت يحيى بن أكثم (٢) فى المنام فقلت له : ما فعل الله بك؟ وكيف وجدت ربّك؟ فقال : وجدت ربى جوادا كريما ، أقامنى بين يديه مقام العبد الذليل بين يدى سيّده الجليل ، ثم قال لى : يا شيخ السوء ، تأتينى بتخاليط كثيرة! لو لا شيبتك لأحرقتك بالنار (٣). قال : ثم قلت : إلهى ، ما هكذا بلغنى يا سيدى عنك .. قال : وما الذي بلغك عنى؟ قلت : حدّثنى عبد الرّزّاق (٤) ، عن معمر ، عن الزهرى ، عن أنس بن مالك ، عن نبيّك ، صلّى الله عليه وسلم ، عن جبريل ، عنك أنك قلت : «لا يشيب عبد فى الإسلام فأحرقه بالنار» .. فقال : صدق عبد الرّزّاق ، [صدق](٥) معمر ، صدق الزهرى ، صدق أنس بن مالك ، صدق نبيّى ، صدق جبريل ، انطلقوا بعبدى إلى الجنة.

__________________

(١) هكذا فى «م» .. وفى «ص» : «أحمد الخواص». وقد ورد اسمه فى الرؤيا المذكورة هنا فى تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٢٠٣ أنه الشيخ الصالح محمد بن سلم الخواص.

(٢) هو يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن بن سمعان ، من ولد أكثم بن صيفى التميمى ، يكنى أبا محمد ، كان عالما بالفقه ، بصيرا بالأحكام ، ولّاه المأمون القضاء ببغداد ، وكان أديبا شاعرا .. وكانت وفاته فى سنة ٢٤٢ ه‍ بعد منصرفه من الحج ، ودفن بالرّبذة (من قرى المدينة).

[انظر ترجمته فى تاريخ بغداد ج ١٤ ص ١٩١ ـ ٢٠٤ ، وطبقات الصوفية «حاشية» ص ٤٠ ، والأعلام ج ٨ ص ١٣٨ ، ووفيات الأعيان ج ٦ ص ١٤٧ ـ ١٦٥ ، وميزان الاعتدال ج ٤ ص ٣٦١ و ٣٦٢ ، والعبر للذهبى ج ١ ص ٣٤٥ ، وسير أعلام النبلاء ج ١٢ ص ٥ ـ ١٦ ، وشذرات الذهب ج ٢ ص ١٠١ و ١٠٢].

(٣) هكذا فى «م» .. وفى «ص» اختلاف يسير فى الألفاظ لا يخل بالمعنى ، وفى تاريخ بغداد أيضا. [انظر المصدر السابق ج ١٤ ص ٢٠٣ و ٢٠٤].

(٤) فى «م» : «عبد الرازق» فى كل المواضع ، تصحيف ، والصواب ما أثبتناه عن المصدر السابق وغيره ، وهو : عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميرى ، أحد الأعلام الثقات ، ولد سنة ١٢٦ ه‍ ، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة ، وجالس معمر بن راشد سبع سنين ، وسمع من ابن جريج ، وعبيد الله بن عمر ، وعبد الله بن سعيد ، وثور بن يزيد ، والأوزاعى ، وغيرهم. وكانت وفاته فى شوال سنة ٢١١ ه‍.

[انظر ميزان الاعتدال ج ٢ ص ٦٠٩ ـ ٦١٤ ، وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٣٦٤ ، ورجال صحيح البخارى ج ٢ ص ٤٩٦ و ٤٩٧ ، وفيه أنه ولد سنة ١٣٦ ه‍ وهو خطأ. وانظر رجال صحيح مسلم ج ٢ ص ٨ و ٩].

(٥) ما بين المعقوفتين عن «ص».

١٠٢

وفى رواية أخرى (١) أنه قال : قلت : إلهى ، ما هكذا بلغنى عنك .. قال : وما الذي بلغك؟ قلت : سمعت عبد الرّزّاق [يقول : سمعت] معمرا (٢) يقول : سمعت الزهرى يقول : سمعت أنسا يقول : سمعت رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم يقول : سمعت جبريل عليه السلام يقول : سمعت ربّ العزّة يقول : «من شاب شيبة فى الإسلام فأنا أستحى أن أعذّبه بنار جهنم». قال : فقال ربّ العزّة : هو كما بلغك عنى وسمعت ، صدق عبد الرّزّاق ، ومعمر ، والزهرى ، وأنس ، ومحمد نبيّى ، وجبريل : «من شاب شيبة فى الإسلام ولقينى وهو يشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمدا رسول الله ، فإنّى لا أعذبه بنار جهنم .. أبشر ، فقد غفرت لك جميع معاصيك بتوسّلك إلىّ بشيبتك فى الإسلام».

وفى رواية أخرى نقلها العلّامة الغزالى فى الدّرّة الفاخرة ، فقال : روى يحيى بن أكثم القاضى ـ وقد رئى فى النوم ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ فقال : أوقفنى بين يديه الكريمتين وقال لى : يا شيخ السوء ، فعلت وصنعت .. فقلت : يا رب ، ما بهذا حدّثت عنك .. فقال : بم حدّثت عنى يا يحيى؟ فقلت : حدثنى الزهرى ، عن معمر ، عن عروة ، عن عائشة ، رضى الله عنها ، عن محمد ، صلّى الله عليه وسلم ، عن جبريل ، عنك ، أنك قلت : «إنى أستحى أن أعذّب شيبة شابت فى الإسلام» .. قال : صدقت يا يحيى ، وصدق الزهرى ، وصدق معمر ، وصدق عروة ، وصدقت عائشة ، وصدق محمد ، صلّى الله عليه وسلم ، وصدق جبريل ، وصدقت ، اذهب فقد غفرت لك.

__________________

(١) هذه الرواية وما بعدها عن «م» ولم ترد فى «ص».

(٢) فى «م» : «عمرا» تصحيف .. وهو الإمام معمر بن راشد البصرى ، أحد الأعلام وعالم اليمن ، حدّث عن الزهرى ، وقتادة ، وعمرو بن دينار ، ويحيى بن كثير ، وغيرهم ، وكانت وفاته سنة ١٥٣ ه‍ [انظر ترجمته فى تذكرة الحفاظ ج ١ ص ١٩٠ و ١٩١ ، وميزان الاعتدال ج ٤ ص ١٥٤ ، ورجال صحيح البخارى ج ٢ ص ٧٢٢ و ٧٢٣]. وما بين المعقوفتين من عندنا لاستقامة المعنى.

١٠٣

وعن ابن نباتة (١) : أنه رئى فى النوم ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ قال : أوقفنى بين يديه الكريمتين فقال : أنت الذي تخلص كلامك (٢) ليقال ما أفصحه؟! قلت : سبحانك ، إنى كنت أصفك .. فقال لى : قل كما كنت تقول فى دار الدنيا .. قال : قلت : أبادهم الذي خلقهم ، وأسكتهم الذي أنطقهم ، وفرّقهم الذي جمعهم ، وسيعيدهم كما خلقهم ، ويجمعهم كما فرّقهم .. قال لى : اذهب فقد غفرت لك.

وعن منصور بن عمّار (٣) ، رضى الله عنه : أنه رئى فى النوم ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ فقال : أوقفنى بين يديه الكريمتين وقال : بم جئتنى يا منصور؟ قال : بستّ (٤) وثلاثين حجّة .. قال : ما قبلت منها حجّة واحدة .. فبم جئتنى يا منصور؟ قال : بثلاثمائة وستين ختمة .. قال : ما قبلت منها واحدة ... فبما ذا جئتنى يا منصور؟ قلت : بصيام ستين سنة .. قال : ما قبلت منها واحدة .. فبما ذا جئتنى يا منصور! فقلت : جئتكك بفضلك ـ أو قال : جئتك بك ـ فقال : الآن جئتنى بشىء .. اذهب فقد غفرت لك.

__________________

(١) هو عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل الخطيب ، ابن نباته الفارقى ، أبو يحيى ، صاحب الخطب المنبرية ، ولد فى «ميافارقين» بديار بكر سنة ٣٣٥ ه‍ ، ونسبته إليها ، وسكن حلب ، فكان خطيبها ، وأجمعوا على أنّ خطبه لم يعمل مثلها فى موضوعها .. وكان تقيّا صالحا. وكانت وفاته بحلب سنة ٣٧٤ ه‍.

[انظر الأعلام ج ٣ ص ٣٤٧ و ٣٤٨ ، ووفيات الأعيان ج ٣ ص ١٥٦ ـ ١٥٨ ، والعبر للذهبى ج ٢ ص ١٤٣ ، وشذرات الذهب ج ٣ ص ٨٣ و ٨٤].

(٢) أى تجعله خالصا من الشوائب ومن الحشو.

(٣) هو منصور بن عمّار بن كثير ، أبو السرىّ السلمىّ الواعظ ، من أهل مرو ، أقام بالبصرة ، وسكن بغداد وحدّث بها ، وإليه كان المنتهى فى بلاغة الوعظ وترقيق القلوب وتحريك الهمم ، وعظ ببغداد ، والشام ، ومصر ، وبعد صيته ، واشتهر اسمه ، وتوفى ببغداد سنة ٢٢٥ ه‍ ، وقبره بباب حرب معروف.

[انظر تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٧١ ـ ٧٩ ، والرسالة القشيرية ج ١ ص ١١٢ و ١١٣ ، وطبقات الشعرانى ج ١ ص ٨٣ و ٨٤ ، وطبقات الصوفية ص ١٣٠ ـ ١٣٦ ، وميزان الاعتدال ج ٤ ص ١٨٧ و ١٨٨ ، وحلية الأولياء ج ٩ ص ٣٢٥ ـ ٣٣١].

(٤) فى «م» : «بستة» خطأ.

١٠٤

حكاية من إبراهيم بن أدهم ، رضى الله عنه ، فيما شاهد فى نجاة صاحب

الشعر الأبيض إذا مات على الإسلام

حكى عن إبراهيم بن أدهم ، رحمه الله ، أنه مرّ برجل سكران وهو ملقى والخمر يطفح من فيه (١) وهو يقول : الله الله ، فرفع إبراهيم طرفه إلى السماء وقال : إلهى ، لسان يذكرك لا يكون هكذا .. ثم دعا بماء فغسل به فاه ، وتركه ومضى .. فلما أفاق من سكره أخبر (٢) بما فعله إبراهيم بن أدهم ، فخجل واستحيا ، ولام نفسه ووبّخها ، وقال : يا نفس ، إن لم تستحى من الله ومن أوليائه ، فممّن تستحين (٣)؟! ثم لحقه الندم والأسف على ما مضى من عمره فى الذنوب وسلف .. فلما كان تلك الليلة رأى إبراهيم بن أدهم قائلا (٤) يقول : يا إبراهيم ، ربك يقول لك : أنت طهّرت فاه لأجلنا ، ونحن طهّرنا قلبه لأجلك!

فلما أصبح إبراهيم قال : لأمرّنّ بالرجل وأنظر حاله ، وأعلمه بما رأيت ، لعل الله أن يشرح صدره بقبول التوبة .. فلم يزل إبراهيم يطلبه حتى وجده فى مسجد خرب خارج المدينة ، وهو معتكف فى عبادة ربه .. فقال إبراهيم : يا أخى ، اليوم كله وأنا فى طلبك .. ما حالك؟ فقال : هذا عجب منك يا إبراهيم .. تسأل عنى كيف حالى وقد أخبرك الكريم سبحانه أنه طهّر قلبى لأجلك!. ثم قال : أرنى هذا الكف الذي طهّرت فمى به .. فأخذه وقبّله ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : بحرمة هذا الكف ، وبقدر صاحبه عندك ، وبالجود الذي غمرت به عبادك ، جد على عبدك الفقير بفضلك وإحسانك ، وإن لم يكن يستحق ذلك ..

__________________

(١) أى : فمه.

(٢) فى «م» : «أخبره».

(٣) فى «م» : «تستحى».

(٤) فى «م» : «قائل» خطأ. والصواب ما أثبتناه.

١٠٥

قال له إبراهيم : يا أخى ، ما أعلمك؟ قال : أعلمنى من طهّر قلبى من حبّ سواه ، فلا أريد الآن من الدّارين إلّا إيّاه .. يا إبراهيم ، إنّ لله عبادا نظر إليهم بعين لطفه فرفع عنهم خبالهم (١) ، وأظهر لهم ما خبّأ لهم ، ورفع عنهم أغلالهم (٢) ، ورفع لهم ما هو أعلى لهم .. ثم بعد ذلك قال : يا إبراهيم ، امض (٣) إلى حال سبيلك لئلّا تشغلنى عن عبادة العلّام ، فقد قدمت (٤) منى ذنوب وسيئات عظام ، ودعنى أقبل عليه عساه أن يقبل علّى ، فما مرادى بعد رضاه شىء .. قال إبراهيم : فقلت : يا أخى أقبل عليه فإنه كريم ، وكن ذا ثقة بعفوه ، فإنه غفور رحيم .. ثم ودّعنى وانصرف وهو ينشد ويقول :

قد أقبل المولى الذي أعرضا

وجاد لى منه بعين الرّضا

وقال لى لمّا رأى زلّتى

أبشر فقد سامحت ما قد مضى

يا أيّها الخائف من ذنبه

سلّم لنا وارض بمرّ القضا (٥)

فى طاعة شئت إذا كيف لا

أرحم هذا الشّعر الأبيضا

وقد نقل فى بستان الواعظين (٦) لابن الجوزى : قال أحمد بن الشيخ : رأيت بشرا فى المنام وهو قاعد فى بستان ، وبين يده مائدة وهو يأكل منها ، فقلت له : يا أبا نصر ، ما فعل الله بك؟ قال : غفر لى ورحمنى وأباحنى الجنة

__________________

(١) الخبال : الهلاك والعناء والنقصان.

(٢) أى : ما يقيّدهم. وفى «م» : «غلالهم». وربما يريد : «غلّا لهم».

(٣) فى «م» : «قال : أنا لهم يا إبراهيم ، امضى» هكذا ، والأخير فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة.

(٤) أى : تقدّمت.

(٥) فى «م» : «وارضى» بالياء ، خطأ ، والصواب بحذفها. والقضا : القضاء.

(٦) فى «م» : «بستان العارفين» ، ولعله وهم من الكاتب ، فقد ورد فى كشف الظنون هذا الكتاب منسوبا للإمام الفقيه أبى الليث نصر بن محمد السمرقندى الحنفى ، المتوفى سنة ٣٧٥ ه‍. وورد مرة أخرى للإمام محيى الدين بن شرف النووى الشافعى ، المتوفى سنة ٦٧٦ ه‍. أما كتاب ابن الجوزى ـ المتوفى سنة ٥٩٧ ـ فهو يحمل عنوان : «بستان الواعظين ورياض السامعين».

[انظر كشف الظنون ج ١ ص ١٩٦ و ١٩٧].

١٠٦

بأسرها وقال : كل من جميع ثمارها ، وتمتع بجميع ما فيها ، كما كنت تحرم نفسك الشهوات فى دار الدنيا (١).

وقال على بن محمد النيسابورى النزيل بمكة : رأيت أيوب السّرّاج فى النوم ، فقلت : ما فعل الله بك؟ فقال : وقفت بين يدى الله تعالى فقال : يا شيخ السوء ، تحمل العلم إلى هؤلاء السلاطين وتنال من دنياهم؟! فقلت : يا رب ، كانت الدنيا علىّ مكدّرة (٢) ، وكنت مثقلا بالعيال .. فأمر بى إلى النار .. فقلت : يا رب ، ما كان هذا ظنى! قال : وما كان ظنك؟ قلت : حدثنى يحيى ابن سعيد (٣) ، عن شعبة ، عن قتادة (٤) ، عن أنس ، عن نبيّك ، صلّى الله عليه وسلم ، عن جبريل عليه السلام ، عنك ، يا ذا الجلال والإكرام أنك قلت : «أنا عند ظن عبدى بى ، فليظنّ بى ما شاء» (٥). فقال : صدقت عبدى ، صدق يحيى ابن سعيد ، صدق شعبة ، صدق قتادة ، صدق أنس ، صدق نبيّى ، صدق جبريل ، أنا قلت ذلك (٦). فطيّبت ، وألبست سبعين حلّة ، ووضع على رأسى تاج ، ومشى بين يدىّ الولدان المخلّدون إلى الجنة.

__________________

(١) إلى هنا ينتهى الساقط من «ص» والذي أشرنا إليه فى ص ١٠٣ ـ الهامش رقم (١) من هذا الفصل.

(٢) مكدّرة ، أى : قاسية غير صافية العيش. وفى «م» : «مكورة» تحريف.

(٣) هو يحيى بن أبان بن سعيد الأموى الكوفى ، محدّث ثقة ، روى عن أبيه ، وعن شعبة ، والثورى ، وغيرهم ، وروى عنه ابنه سعيد بن يحيى صاحب المغازى ، وأحمد بن حنبل ، وحميد بن الربيع ، وغيرهم .. سكن بغداد ، وتوفى فى شعبان سنة ١٩٤ ه‍.

[انظر ترجمته فى تذكرة الحفاظ ج ١ ص ٣٢٥ ، و ٣٢٦ ، وميزان الاعتدال ج ٤ ص ٣٨٠. ، وتاريخ بغداد ج ١٤ ص ١٣٢ ـ ١٣٥].

(٤) فى «م» : «ابن قتادة» خطأ ، والصواب ما أثبتناه.

(٥) هكذا فى «ص» .. وفى «م» : «أنا عند ظنّ عبدى [بى] فليظن بى [خيرا] أو قلت : ما شاء». أى : فليظن ما شاء. وما بين المعقوفتين أهمله الناسخ سهوا ولم يذكره ، ووضعته هنا استكمالا للحديث ليفهم المعنى المراد.

(٦) فى «م» : «صدقت ، أنا قلت ذلك».

١٠٧

وقال محمد بن يحيى الحرّانى : رأيت فى النوم كأنّ القيامة قد قامت ، فبينما أدور فى عرصاتها رأيت منبرا منصوبا وفوقه رجل يثنى على الله أحسن الثّناء ، فقلت : من هذا؟ فقيل لى منصور بن عمار (١) ، أمر الله أن يثنى عليه بين أهل الجنة كما أثنى عليه بين أهل الدنيا.

ثم جزت ، فرأيت رجلا بين يديه مائدة ، فقلت : من هذا؟ فقيل لى : هذا بشر بن الحارث (٢) ، جوّعه الله فى الدنيا وأباح له الأكل فى الجنة (٣).

ورأيت رجلا شاخصا بعينيه إلى السماء ، فقلت : من هذا؟ قيل : معروف الكرخىّ (٤) ، مات اشتياقا إلى الله تعالى ، قد أبيح له النظر.

ورأيت رجلا بيده مفاتيح ، فقلت : من هذا؟ فقيل : أحمد بن حنبل ، الساعة بايع الله على أن يقف على باب الجنة فيدخل أهل السّنّة ، ويمنع أهل البدع.

__________________

(١) سبق التعريف به. انظر ص ١٠٤ ـ الهامش رقم (٣) من هذا الفصل.

(٢) هو بشر بن الحارث بن على بن عبد الرحمن المروزى ، أبو نصر ، المعروف بالحافى ، من كبار الصالحين ، له فى الزهد والورع أخبار كثيرة ، وهو من ثقات رجال الحديث ، من أهل مرو ، ولد سنة ١٥٠ ه‍ ، وسكن بغداد ، وتوفى بها سنة ٢٢٧ ه‍.

[انظر ترجمته فى الأعلام ج ٢ ص ٥٤ ، وسير أعلام النبلاء ج ١٠ ص ٤٦٩ ـ ٤٧٧ ، والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٧ ص ٣٤٢ ، ووفيات الأعيان ج ١ ص ٢٧٤ ـ ٢٧٧ ، والمعارف لابن قتيبة ص ٥٢٥ ، وحلية الأولياء ج ٨ ص ٣٣٦ ـ ٣٦٠ ، وطبقات الصوفية ص ٣٩ ـ ٤٧ ، وتاريخ بغداد ج ٧ ص ٦٧ ـ ٨٠ ، وطبقات الأولياء ص ١٠٩ ـ ١١٨ ، وطبقات الشعرانى ج ١ ص ٧٢ ـ ٧٤ ، وكتاب الجرح والتعديل ج ٢ ص ٣٥٦ ، والعبر للذهبى ج ١ ص ٣١٣ ، والرسالة القشيرية ج ١ ص ٧٣ ـ ٧٧ ، وشذرات الذهب ج ٢ ص ٦٠ ـ ٦٢].

(٣) فى «ص» : «وقد أباح له الأكل فى الآخرة».

(٤) هو معروف بن فيروز الكرخىّ ، أبو محفوظ ، أحد أعلام الزهاد والمتصوفين ، كان من موالى الإمام على الرّضا بن موسى الكاظم ، واشتهر بالصلاح ، وقصده الناس للتبرك به ، حتى كان الإمام أحمد ابن حنبل فى جملة من يختلف إليه ، ولابن الجوزى كتاب فى «أخباره وآدابه» .. وتوفى معروف ببغداد سنة ٢٠٠ ه‍.

١٠٨

ورأى ابن محمد المنقرىّ يزيد بن هارون (١) فى المنام ، فقال له : ما فعل الله بك؟ قال : تقبّل منى الحسنات وتجاوز عن السيئات ، ووهب لى التّبعات (٢) .. قلت : وما كان بعد ذلك؟ قال : وهل يكون من الكريم إلّا الكرم؟! غفر لى ذنبى وأدخلنى الجنة .. قلت : بم نلت هذه المنزلة؟ قال : بمجالس الذّكر ، وقول (٣) الحق ، وصدقى فى الحديث ، وطول قيامى فى الصلاة ، وصبرى (٤) .. قلت : ومنكر ونكير .. حق؟ قال : والله الذي لا إله إلّا هو ، لقد أقعدانى وسألنانى وقالا (٥) لى : ما دينك؟ ومن نبيّك؟ فجعلت أنفض التراب عن لحيتى (٦) وقلت : لمثلى يقال هذا؟ أنا يزيد بن هارون الواسطى ، كنت فى دار الدنيا سبعين سنة أملى أحاديث رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم .. قال أحدهما (٧) : صدق ، وهو يزيد بن هارون ، [وقال له](٨) : نم نومة العروس ، فلا روعة بعدها عليك.

__________________

[انظر ترجمته فى الأعلام ج ٧ ص ٢٦٩ ، ووفيات الأعيان ج ٥ ص ٢٣١ ـ ٢٣٣ ، وحلية الأولياء ج ٨ ص ٣٦٠ ـ ٣٦٨ ، وطبقات الصوفية ص ٨٣ ـ ٩٠ ، وطبقات الأولياء ص ٢٨٠ ـ ٢٨٥ ، والرسالة القشيرية ج ١ ص ٦٥ ـ ٦٨ ، وطبقات الشعرانى ج ١ ص ٧٢ ، والعبر للذهبى ج ١ ص ٢٦٢ ، وسير أعلام النبلاء ج ٩ ص ٣٣٩ ـ ٣٤٥ ، وشذرات الذهب ج ١ ص ٣٦٠].

(١) هو يزيد بن هارون السّلميّ ، أبو خالد الواسطى ، أحد الأعلام الحفاظ المشاهير ، ولد سنة ١١٨ ه‍ ، وكان حافظا متقنا ، ثقة ، ثبتا ، اجتمع فى مجلسه سبعون ألف رجل .. وتوفى سنة ٢٠٦ ه‍.

[انظر ترجمته فى تذكرة الحفاظ ج ١ ص ٣١٧ ـ ٣٢٠ ، وطبقات الصوفية ص ٥٧ «حاشية» عن خلاصة تذهيب الكمال ص ٣٧٤].

(٢) التبعات : جمع تبعة ، وهى ما تطلبه من ظلامة ونحوها. وفى «م» : «النعمات». والأولى هى الأوجه والمناسبة للسياق.

(٣) فى «ص» : «وقولى».

(٤) فى «ص» : «وصبرى على الحق».

(٥) فى «م» : «وقال» خطأ من الناسخ.

(٦) فى «ص» : «... أنفض لحيتى البيضاء من التراب».

(٧) فى «م» : «إحداهما» خطأ من الناسخ.

(٨) ما بين المعقوفتين لم يرد فى «ص».

١٠٩

فصل

فى الثناء على الميت

عن أبى الأسود الدّيلىّ (١) قال : «قدمت المدينة ، وقد وقع بها مرض ، فجلست إلى عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه ، فمرّت بى جنازة ، فأثنى على صاحبها خيرا ، فقال عمر : وجبت .. ثم مرّت أخرى ، فأثنى عليها شرّا .. فقال : وجبت .. قال أبو الأسود : فقلت : وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال : قلت كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «أيّما مسلم شهد له أربعون ـ وفى رواية أربعة ـ بخير أدخله الله الجنّة .. قلنا : وثلاثة؟ قال وثلاثة .. قلنا : واثنان؟ قال : واثنان .. قال : ثم لم نسأله عن الواحد» (٢). أخرجه البخارى ومسلم والنسائى.

__________________

(١) فى «م» : «الديلمى» تحريف. والتصويب من سنن النسائى ج ٤ ص ٥١ ، والترمذى ج ٤ ص ٢٨٠ و ٢٨١ ، ورجال صحيح البخارى ج ١ ص ٣٧٩ و ٣٨٠ ، ورجال صحيح مسلم ج ١ ص ٣٣٣. وهو : ظالم بن عمرو بن سفيان ، وكنيته أبو الأسود الدّيلى ، ويقال : الدّؤلى ـ الأولى بياء من غير همز مع كسر الدال ، والثانية بالضّمّ مع الهمزة المفتوحة ـ وقد حدّث عن عمر بن الخطاب ، وأبى ذرّ ، وأبى موسى الأشعرى ، وعمران بن حصين ، وهو أول من تكلم فى النحو ، وشهد مع علىّ «صفّين» ، وكان متشيّعا ، وكان ذا فهم وذكاء وعقل ولسان وحزم.

(٢) هكذا فى «ص» .. والحديث فى «م» فيه اضطراب وخلط من الناسخ .. وقد روى بعدة روايات [وأخرجه البخارى فى كتاب الجنائز ، باب ثناء الناس على الميت ج ٢ ص ١٢١ و ١٢٢ ط الشعب ، وأخرجه مسلم فى صحيحه فى كتاب الجنائز ، باب من أثنى عليه خيرا أو شرّا من الموتى ج ٧ ص ١٨ و ١٩ بشرح النووى ، ورواه النسائى فى سننه فى كتاب الجنائز ، باب الثناء ج ٤ ص ٤٩ ـ ٥١ بشرح السيوطى ، ورواه الترمذى فى صحيحه فى أبواب الجنائز ، باب ما جاء فى الثناء الحسن على الميت ج ٤ ص ٢٧٩ ـ ٢٨١ ، وأخرجه ابن ماجه فى كتاب الجنائز ، باب ما جاء فى الثناء على الميت ج ١ ص ٤٧٨ ، وأخرجه أبو داود فى كتاب الجنائز ، باب فى الثناء على الميت ج ٣ ص ٢١٥].

١١٠

وفى خبر آخر : فقال له عمر : يا رسول الله ، ما وجبت؟ فقال عليه السلام : «أنتم شهداء الله فى الأرض ، فمن أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ، ومن أثنيتم (١) عليه شرّا وجبت له النار».

وعن أبى هريرة ، رضى الله عنه ، عن النبي ، صلّى الله عليه وسلم ، فيما يرويه عن ربّه عزّ وجلّ ، أنه قال : «ما من عبد مسلم يشهد له ثلاثة أو اثنان (٢) بخير إلّا قال الله تعالى : قد قبلت شهادة عبادى على عبدى ما علموا (٣) ، وغفرت له ما أعلم». [وفى رواية «.. يشهد له ثلاثة بيوت من جيرانه الأدنين بخير إلّا قال : قد قبلت شهادة عبادى ..»](٤). رواه أحمد ، رضى الله عنه ، فى مسنده. وفى حديث (٥) :

«إنّ المسلمين شهداء الله فى الأرض ، والملائكة شهداء الله فى السماء».

وعن روح بن عبادة القيسى (٦) قال : حدّثنى ابن عون (٧) قال : كان

__________________

(١) فى «م» : «أثنيت» تصحيف. وما أثبتناه هنا عن البخارى ومسلم وغيرهما.

(٢) فى «ص» : «اثنان من جيرانه الأدنين».

(٣) فى «ص» : «على ما علموا».

(٤) ما بين المعقوفتين عن «م» وساقط من «ص».

(٥) من قوله : «رواه أحمد» إلى هنا عن «ص» وساقط من «م».

(٦) فى «م» : «روح بن عقبة الكرابيسى» .. وفى «ص» : «روح بن عتبة الكرابيسى». وكلاهما تحريف ، والصواب ما أثبتناه عن ميزان الاعتدال ج ٢ ص ٥٨ ـ ٦٠ ، وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٣٤٩ و ٣٥٠. وهو روح بن عبادة القيسى البصرى ، أبو محمد ، سمع ابن عون ، وحسينا المعلم ، وابن أبى عروبة وطبقتهم. وكانت وفاته سنة ٢٠٥ ه‍.

(٧) فى «ص» : «ميمون». وفى «م» : «عون» بدون «ابن». والصواب ما أثبتناه عن المصدرين السابقين ، وهو : عبد الله بن عون بن أرطبان المزنى البصرى ، أبو عون ، سمع القاسم ابن محمد ، ونافعا ، وابن سيرين ، ومجاهدا ، والشعبى ، وإبراهيم النخعى ، وموسى بن أنس بن مالك ، وسعيد ابن جبير وغيرهم. وكانت وفاته سنة ١٥١ ه‍ ، وكان من سادات أهل زمانه عبادة وفضلا وورعا ونسكا.

[انظر تذكرة الحفاظ ج ١ ص ١٥٦ و ١٥٧ ، ورجال صحيح البخارى ج ١ ص ٤١٩ و ٤٢٠ ، ورجال صحيح مسلم ج ١ ص ٣٥٢ و ٣٥٣].

١١١

عندنا داعر فمات ، فتحاماه الناس (١) ورموا به على ظهر الطريق ، قال : فجلست أفكر فيه ، فنمت ، فإذا أنا بطائرين أبيضين ، فقال أحدهما لصاحبه : ادخل فانظر هل ترى خيرا؟ قال : فدخل من يافوخه ثم خرج وهو يقول : ما رأيت خيرا .. قال : فلا تعجل .. فدخل الثانى فى يافوخه ثم خرج من أخمص (٢) قدميه وهو يقول : الله أكبر ، كلمة لاصقة بطحاله ، وهو يشهد أن لا إله إلّا الله .. فقلت للناس : هلمّوا ، فإنى رأيت كيت وكيت (٣).

__________________

(١) تحاماه الناس : تجنّبوه. وقوله «فمات» .. قبلها ـ عن «ص».

(٢) فى «م» و «ص» : «خمصان». والأخمص : باطن القدم الذي يتجافى عن الأرض.

(٣) كيت وكيت : كناية عن القصة والأحدوثة ، وقد تكسر التاء ، ولا تستعملان إلّا مكررتين.

١١٢

فصل

فى حياة الشهداء

قال الأعمش (١) : قال عبد الله بن مرّة (٢) : أما إنّا قد سألنا عن أرواح الشهداء ، فقال : «جعلت فى أجواف [طيور](٣) خضر تأوى إلى قناديل تحت العرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ، فاطّلع عليهم ربهم (٤) اطّلاعة فقال : هل تشتهون شيئا فأزيدكم؟ قالوا : وما نشتهى ونحن فى الجنة نسرح منها حيث نشاء؟ [ثم اطّلع إليهم الثانية فقال : هل تستزيدون شيئا فأزيدكم؟ فلما رأوا أنهم لن يتركوا ، قالوا : تعيد أرواحنا فى أجسادنا حتى نرجع إلى الدنيا فنقتل فى سبيلك مرة أخرى](٥) وتقرىء نبيّنا منّا السّلام ، وتخبر قومنا أن قد رضينا ، وترضى عنا» (٦). رواه الترمذى وقال : هذا حديث حسن صحيح.

__________________

(١) هو سليمان بن مهران الأسدىّ الكاهلىّ ، أصله بن بلاد الرىّ ، ولد سنة ٦٠ أو ٦١ ه‍ ، رأى أنس بن مالك وحفظ عنه ، وروى عن خلق كثير ، وكان عالما بالقرآن والحديث والفرائض ، وكان رأسا فى العلم النافع والعمل الصالح ، نشأ بالكوفة وبها توفى سنة ١٤٨ ه‍.

[انظر ترجمته فى الأعلام ج ٣ ص ١٣٥ ، وتاريخ بغداد ج ٩ ص ٣ ـ ١٣ ، وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ١٥٤ ، وميزان الاعتدال ج ٢ ص ٢٢٤ ، ووفيات الأعيان ج ٢ ص ٤٠٠ ـ ٤٠٣ ، وطبقات ابن سعد ج ٦ ص ٣٤٢ ـ ٣٤٤ ، ورجال صحيح البخارى ج ١ ص ٣١١ ، ورجال صحيح مسلم ج ١ ص ٢٦٤ ـ ٢٦٦].

(٢) هو عبد الله بن مرّة الخارقى الهمدانى الكوفى ، محدث ثقة ، وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائى وابن سعد والعجلى وابن حبان ، روى عن عبد الله بن عمر ، والبراء بن عازب ، ومسروق وغيرهم ، وروى عنه الأعمش ومنصور. وكانت وفاته سنة ١٠٠ ه‍. وقال ابن سعد : توفى فى خلافة عمر بن عبد العزيز.

[انظر رجال صحيح البخارى ج ١ ص ٤٢٨ ، ورجال صحيح مسلم ج ١ ص ٣٩١].

(٣) ما بين المعقوفتين عن «ص» ولم ترد فى «م».

(٤) فى «م» : «ربك». وفى «ص» : «فاطّلع ربّك عليهم». وما أثبتناه عن رواية الترمذى.

(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من «م» سهوا من الناسخ ، وقد أثبتناه عن المصدر السابق .. وفى «ص» : «قالوا : تردّ أرواحنا فى أجسادنا فنقتل فى سبيلك مرة أخرى ...».

(٦) فى «ص» : «أن قد رضينا ورضى عنا».

١١٣

وقال جابر : «لمّا قتل أبى عبد الله بن عمرو بن حرام (١) يوم أحد ، لقينى رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم فقال : يا جابر ، أراك منكسرا (٢)!! فقلت : يا رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ، استشهد أبى وترك عيالا (٣) ودينا .. قال : ألا أبشّرك بما لقى (٤) الله به أباك؟ قلت : بلى يا رسول الله .. قال : ما كلّم الله أحدا إلّا من وراء حجاب ، وكلّم أباك كفاحا (٥) فقال : يا عبدى ، تمنّ (٦) علىّ أعطك ..

قال : تحيينى فأقتل فى سبيلك (٧) ثانية .. فقال الرّبّ تعالى : إنه قد سبق منى أنّهم إليها لا يرجعون. قال : يا ربّ ، فأبلغ من ورائى (٨) فأنزل الله تعالى :

(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً ، بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)(٩). رواه ابن ماجه فى السنن كذلك.

__________________

[انظر نص الحديث فى صحيح الترمذى ، فى أبواب التفسير ـ تفسير سورة آل عمران ، تفسير قوله تعالى : (بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ). ج ١١ ص ١٣٩ و ١٤٠ بشرح ابن العربى].

(١) هو عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة ، أبو جابر الأنصارىّ الخزرجىّ السّلمىّ ، من أجلّاء الصحابة ، كان أحد النقباء الاثنى عشر ، وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار ، وشهد بدرا ، واستشهد يوم أحد سنة ٣ ه‍ ، ودفن هو وعمرو بن الجموح ـ رضى الله عنهما ـ فى قبر واحد .. قال النبي صلّى الله عليه وسلم : «ادفنوهما فى قبر واحد ، فإنهما كانا متصافيين متصادقين فى الدنيا».

[انظر الأعلام ج ٤ ص ١١١ ، وأسد الغابة ج ٣ ص ٣٤٦ و ٣٤٧ ، والمحبّر لابن حبيب ص ٢٧٠ و ٢٨٠].

(٢) فى «م» : «منكسر» خطأ ، والصواب بالنصب.

(٣) فى «م» : «عائلا» تصحيف.

(٤) فى «م» : «أبشرك الله ما لقى» تصحيف من الناسخ. وفى «ص» : «ما لقى».

(٥) كفاحا ، أى : مواجهة ، ليس بينهما حجاب ولا رسول.

(٦) فى «م» : «تمنى» خطأ ، والصواب حذف الياء.

(٧) فى «ص» : «فأقتل فيك».

(٨) فى «م» : «فأبلغ من وراء حجاب». وما أثبتناه هنا عن «ص» وابن ماجه.

(٩) سورة آل عمران ـ الآية ١٦٩ ، والحديث رواه ابن ماجه فى سننه ، فى كتاب الجهاد ، باب فضل الشهادة فى سبيل الله ، ج ٢ ص ٩٣٦ ـ الحديث رقم ٢٨٠٠.

١١٤

فصل

فى تلقين الميت بعد موته

قال سعد بن عبد الله : شهدت أبا أمامة وهو فى النزع فقال : إذا متّ فاصنعوا كما أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن نصنع بموتانا .. قال : «إذا مات أحدكم فسوّيتم على قبره ، فليقف أحدكم على رأس قبره وليقل : يا فلان ابن فلانة ، فإنه يسمع (١) ولا يجيب .. ثم يقول : يا فلان ابن فلانة ، فإنه يقول : أرشدنا ـ يرحمك الله (٢). ولكن لا تشعرون (٣) ، فليقل : اذكر ما خرجت عليه من الدّنيا : شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمدا رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ـ أو قال : عبده ورسوله ـ وأنّك رضيت بالله ربّا وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلّى الله عليه وسلم نبيّا ، وبالقرآن إماما .. فإنّ منكرا ونكيرا يأخذ (٤) كلّ واحد منهما بيد صاحبه ويقول : انطلق ، ما نصنع عند من لقّن حجّته» .. رواه الطبرانى فى كتاب الدعاء.

__________________

(١) فى «ص» : «يسمعه».

(٢) فى «م» : «الله يرحمك».

(٣) فى «م» : «لا يشعرون».

(٤) فى «م» : «فأما منكر ونكيرا يأخذ» هكذا. لا تصح لغة.

١١٥

فصل

فى الأضحيّة على الميت

روى أبو طلحة (١) عن النبي ، صلّى الله عليه وسلم : «أنّه ضحّى بكبشين أملحين ، وقال عند ذبح الأول : عن محمد وآل محمد .. وقال عند ذبح الثانى : عمّن آمن بى وصدّقنى من أمّتى».

وفى حديث آخر : «كان إذا ضحّى يشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين ، فإذا صلّى وخطب للناس أتى (٢) أحدهما فذبحه بنفسه ويقول : عن محمد وآل محمد ، فيطعمهما جميعا للمساكين ، ويأكل وأهله فيهما ، فمكثنا سنين ليس رجل من بنى هاشم يضحّى ، قد كفاه الله المؤنة برسول الله ، صلّى الله عليه وسلم». [رواه أحمد بن حنبل فى مسنده](٣).

__________________

(١) هو الصحابى زيد بن سهل بن الأسود ، وهو مشهور بكنيته (أبى طلحة الأنصارى) من النقباء والبدريين ، وهو زوج أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك ، وهو الذي حفر قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، ولحّده. وآخى رسول الله صلّى الله عليه وسلم بينه وبين أبى عبيدة بن الجرّاح ، وكان يرمى بين يدى رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوم أحد ، ورسول الله صلّى الله عليه وسلم خلفه ، فكان إذا رمى رفع رسول الله صلّى الله عليه وسلم شخصه لينظر أين يقع سهمه ، فكان أبو طلحة يرفع صدره ليقى رسول الله ويقول : «هكذا يا رسول الله ، لا يصيبك سهم ، نحرى دون نحرك ، ونفسى دون نفسك». وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : «صوت أبى طلحة فى الجيش خير من مائة رجل». وقد قتل يوم «حنين» عشرين رجلا وأخذ أسلابهم. وروى عن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة ـ التوبة ، [بعد أن تقدمت به السن] ـ فأتى على هذه الآية : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) قال : أرى ربى يستنفرنى شابّا وشيخا ، فقال جهّزونى ، فقال له بنوه : قد غزوت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى قبض ، ومع أبى بكر ، ومع عمر ، فنحن نغزو عنك. فقال : جهّزونى ، فجهّزوه ، فركب البحر فمات ، فلم يجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلّا بعد سبعة أيام ، فلم يتغيّر. وقيل : توفى بالمدينة وهو ابن سبعين سنة. وقال المدائنى : مات أبو طلحة سنة إحدى وخمسين. وفى تاريخ وفاته اختلاف. [انظر أسد الغابة ج ٢ ص ٢٨٩ و ٢٩٠ ، وج ٦ ص ١٨١ و ١٨٢].

(٢) هكذا فى «ص» .. وفى «م» سقط منها قوله : «فإذا صلى» وفيها : «وخطب الناس ثم أتى ...».

(٣) ما بين المعقوفتين عن «م».

١١٦

وفى حديث آخر : «هذا عنّى وعمّن لم يضحّ من أمّتى». وروى عن علىّ بن أبى طالب ، كرّم الله وجهه ، أنه كان يضحّى عنه أبدا .. وقال يحيى : فأنا أضحّى عنه إلى اليوم. [رواه] أبو داود (١).

وعن عبد الله بن بريدة (٢) عن أبيه ، قال : «من ضحّى عن والديه ـ أو عن أبويه ـ ميّتين ، فله أجره كاملا وأجر الميت ، ويقال لروحه : إنّ فلانا ضحّى عنك ـ أو تصدّق عنك».

وقال أبو العباس بن السراج (٣) : سمعت علىّ بن الموفق (٤) يقول : حججت على رجلىّ ستين حجّة ، ثلاثون منها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم. [قال أبو العباس : وأنا أقتدى بعلىّ بن الموفق ، حججت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم](٥) سبع حجج ، وقرأت عنه سبعمائة ختمة ، وجعلت أعمالى كلها له.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين من عندنا ـ والحديث رواه أبو داود فى سننه فى كتاب الضحايا ، باب الأضحيّة عن الميت ، ج ٣ ص ٩٤.

(٢) فى «م» و «ص» معا : «عبد الله بن يزيد» تحريف ، والصواب ما أثبتناه. وهو عبد الله ابن بريدة بن الحصيب الأسلمىّ المروزىّ ، من ثقات التابعين ، حدّث عن أبيه ، وعن عائشة ، وسمرة ابن جندب ، وعمران بن حصين ، وأبى موسى الأشعرى ، وغيرهم ، وكانت وفاته سنة ١١٥ ه‍ ، وقد عاش مائة سنة ، بعد أن نشر علما كثيرا.

[انظر تذكرة الحفاظ ج ١ ص ١٠٢ ، وميزان الاعتدال ج ٢ ص ٣٩٦ ، وأسد الغابة ج ١ ص ٢٠٩ ـ ترجمة بريدة بن الحصيب].

(٣) هكذا فى «م» و «ص». وقد ورد الحديث بنصه فى تاريخ بغداد ج ١٢ ص ١١١ عن أبى العباس محمد بن «إسحاق» الثقفى ـ وليس ابن السراج كما هو هنا ـ قال : سمعت على بن الموفق .. الخ.

(٤) هكذا فى «ص» .. وفى «م» : «عن أبى الموفق» تحريف. وهو أبو الحسن على بن الموفق ، من كبار العبّاد ، حج نيفا وخمسين حجة. وحدّث عن منصور بن عمّار ، وأحمد بن أبى الحوارى ، وروى عنه أحمد بن مسروق الطوسى ، وعباس بن يوسف الشكلى ، وجعفر بن عبد الله بن مجاشع ، وغيرهم. وكانت وفاته سنة ٢٦٥ ه‍.

[انظر تاريخ بغداد ج ١٢ ص ١١٠ ـ ١١٢ ، وحلية الأولياء ج ١٠ ص ٣١٢ ، وطبقات الأولياء ص ٣٤٠ ـ ٣٤٢ ، وجامع كرامات الأولياء ج ٢ ص ٣١٤].

(٥) ما بين المعقوفتين عن «ص» وتاريخ بغداد وساقط من «م».

١١٧

وقال معروف الكرخى : جاءنى شابّ فقال : يا أبا محفوظ ، رأيت فى النوم أبى ، فقال : يا بنىّ ، ما يمنعك أن تهدى إلىّ كما تهدى الأحياء إلى أمواتهم؟

فقلت له : يا أبت ، ما أهدى إليك؟ قال : تقول : يا عليم ، يا قدير ، اغفر لى ولوالدى ، إنك على كل شىء قدير. قال : فجعلت أقولها ، فرأيت أبى فى النوم ، فقال : يا بنىّ ، وصلت إلىّ هديتك.

وعن عثمان بن عفان ، رضى الله عنه ، قال : «كان النبي صلّى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت قال : استغفروا لأخيكم [وسلوا الله له التّثبّت](١) فإنه الآن يسأل».

وفى حديث آخر : «إنّ الرّجل ليتبعه أمثال الجبال من الخير فيقول : إنّ هذا لم أعمله!! قيل : هذا استغفار ولدك لك (٢) من بعدك» .. وقد ورد : «من دخل المقابر واستغفر لهم [فكأنّما](٣) شهد جنائزهم».

__________________

(١) ما بين المعقوفتين عن «ص» وساقط من «م».

(٢) فى «ص» : «ولد لك».

(٣) ما بين المعقوفتين عن «ص» .. ولم ترد فى «م».

١١٨

فصل

فى الصّلاة على الميت

روى أبو هريرة قال : قال رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم : «ما من مسلم يصلّى عليه مائة إلّا أدخل الجنة» .. وعن عائشة ، رضى الله عنها ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : «ما من ميّت يموت فيصلّى عليه أمّة من المسلمين يبلغون (١) مائة يشفعون له (٢) إلّا شفّعوا فيه» رواه مسلم (٣).

وروى عن ابن عباس أنه مات ابن له بقديد أو بعسفان (٤) ، فقال لبعض أصحابه : انظر ما اجتمع (٥) من الناس .. قال : فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا [له](٦) فأخبرته ، فقال : تقول هم أربعون؟ قلت : نعم .. قال : أخرجوه ، فإنّى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : «ما من رجل مسلم يموت ، فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلّا شفّعهم الله فيه». رواه مسلم (٧).

وعن أبى المليح (٨) أنه فسّر الأمّة بأربعين رجلا .. وورد أيضا فى حديث : خمسون ..

__________________

(١) فى «م» و «ص» : «يبلغوا». خطأ فى اللغة.

(٢) فى صحيح مسلم : «كلهم يشفعون له».

(٣) «رواه مسلم» عن «م». والحديث أخرجه مسلم فى صحيحه فى كتاب الجنائز ، باب من صلّى عليه مائة شفّعوا فيه ، ج ٧ ص ١٧ بشرح النووى.

(٤) فى «م» : «بقديد وعسفان» خطأ من الناسخ.

(٥) فى رواية مسلم : «ما اجتمع له».

(٦) ما بين المعقوفتين من المصدر السابق ولم يرد فى «م» أو «ص».

(٧) الحديث رواه مسلم فى كتاب الجنائز ، باب من صلّى عليه أربعون شفّعوا فيه ، ج ٧ ص ١٨ بشرح النووى.

(٨) فى «ص» : «أبى المبلح» تصحيف ، والتصويب من ميزان الاعتدال ج ٤ ص ٥٧٦. وهو أبو المليح الهذلى.

١١٩

فصل

فى علم الميت

عن أنس بن مالك ، رضى الله عنه ، أنّ رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم قال : «إنّ العبد إذا وضع فى قبره وتولّى (١) عنه أصحابه يسمع (٢) قرع نعالهم إذا ولّوا عنه مدبرين» رواه البخارى ومسلم (٣).

وعن أنس بن مالك ، رضى الله عنه : «أنّ رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ، كان يرينا مصرع أهل بدر ، يقول : هذا مصرع فلان غدا ، وهذا مصرع فلان غدا إن شاء الله تعالى .. قال عمر : فو الّذى نفسى بيده (٤) ما أخطئوا الحدود التى حدّها رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ، فجعلوا فى قبر (٥) بعضهم على بعض ، فانطلق رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم ، فقال : يا فلان ابن فلان ، ويا فلان ابن فلان ، هل وجدتم ما وعد الله ورسوله حقّا؟ .. فقال عمر : يا رسول الله ، كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها؟! فقال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنهم (٦) لا يستطيعون الجواب» (٧).

__________________

(١) فى «م» : «فى قبر به وتولوا» وما أثبتناه عن «ص» وهو موافق لرواية مسلم.

(٢) فى «ص» : «ليسمع».

(٣) رواه البخارى فى كتاب الجنائز ، باب الميت يسمع خفق النّعال ، ج ٣ ص ٢٠٥ من فتح البارى. ورواه مسلم من كتاب الجنة ، باب عرض مقعد الميت عليه ، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه ، ج ١٧ ص ٢٠٣ بشرح النووى. كما رواه أيضا أبو داود فى كتاب الجنائز ، باب المشى بين القبور. ورواه النّسائى فى كتاب الجنائز ، ج ٤ ص ٩٦ بشرح السيوطى.

(٤) هكذا فى «م» .. وفى «ص» : «فو الذي بعثه بالحق».

(٥) فى «ص» : «فى بئر».

(٦) فى «م» : «ولكن».

(٧) فى «ص» : «لا يستطيعون أن يردّوا شيئا».

١٢٠