السيد جعفر مرتضى العاملي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-225-0
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٩٢
وعنه «عليهالسلام» قال : قبر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» محصب حصباء حمراء (١).
وعن جابر قال : رش على قبر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» الماء رشا قال : وكان الذي رش على قبره الماء بلال بن رباح بقربة ، بدءا من قبل رأسه من شقه الأيمن ، حتى انتهى إلى رجليه. ثم ضرب الماء إلى الجدار ، ولم يقدر على أن يدور من الجدار (٢).
آخر الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآله :
وروي برجال ثقات عن أبي عسيب : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لما وضع في لحده ، قال المغيرة بن شعبة : إنه قد بقي من قبل رجليه
__________________
ودلائل النبوة للبيهقي ج ٤ ص ٢٥٢. وراجع : روضة الطالبين للنووي ج ٧ ص ٤٠٩ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٨٦ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج ١ ص ٤٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣٥.
(١) البحار ج ٢٢ ص ٥٣٩ عن الكافي (الفروع) ج ١ ص ٥٤ و ٥٥ و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج ٣ ص ٢٠١ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٣ ص ٢٠٣ و (ط دار الإسلامية) ج ٢ ص ٨٦٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٤٤٣ والأنوار البهية ص ٤٩ وتهذيب الأحكام ج ١ ص ٤٦١ والدعوات للراوندي ص ٢٧٣ والحدائق الناضرة ج ٤ ص ١٣٧ ومستند الشيعة ج ٣ ص ٢٧٦.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٥ عن ابن سعد والبيهقي ، وفي هامشه عن ابن سعد ج ٢ ص ٢٣٣ وعن البيهقي ج ٧ ص ٢٦٤. وراجع : إمتاع الأسماع ج ٢ ص ١٣٨.
شيء لم تصلحوه.
قالوا : فادخل فأصلحه.
فدخل فمسح قدميه «صلىاللهعليهوآله» ثم قال : أهيلوا عليّ التراب!
فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف ساقيه ، فخرج فجعل يقول : أنا أحدثكم عهدا برسول الله «صلىاللهعليهوآله» (١).
وعن عروة بن الزبير قال : لما وضع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في لحده ألقى المغيرة بن شعبة خاتمه في القبر ، ثم قال : خاتمي.
فقالوا : ادخل فخذه.
قال : فدخل ثم قال : أهيلوا عليّ التراب.
فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف قدميه ، فخرج.
فلما سوّي على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قال : اخرجوا حتى أغلق الباب ، فإني أحدثكم عهدا برسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : لعمري ، لئن كنت أردتها لقد أصبتها (٢).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٣١ و (ط دار صادر) ج ٢ ص ٣٠٣. وراجع : مسند أحمد ج ٥ ص ٨١ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤ ص ٢٩٦ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج ٤ ص ١٧١٥ وأسد الغابة ج ٥ ص ٢٥٤ والإصابة (ط دار الكتب العلمية) ج ٧ ص ٢٢٩ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٨٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣٨.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٣١ و (ط دار صادر) ج ٢ ص ٣٠٣ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٨٨.
وعن المغيرة بن شعبة قال : لأنا آخر الناس عهدا برسول الله «صلىاللهعليهوآله» حضرنا ولحدنا ، فلما حضروا ودفنوا ألقيت الفأس في القبر ، فقلت : الفأس الفأس ، فأخذته ومسحت بيدي على رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
رواه أبو يعلى بلفظ : ألقيت خاتمي ، فقلت : يا أبا الحسن ، خاتمي.
قال : انزل فخذ خاتمك.
ووضعت يدي على الكفن ثم خرجت ، فنزلت فأخذت خاتمي (١). في سنده مجالد وهو ضعيف.
وروى الطبراني برجال ثقات ـ غير مجالد ، وهو مختلف فيه ـ عن المغيرة بن شعبة قال : كنت فيمن حفر قبر النبي «صلىاللهعليهوآله».
قالوا : فلحدنا لحدا ، فلما دخل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» القبر طرحت الفأس ثم قلت : الفأس الفأس ، ثم نزلت فوضعت يدي على اللحد (٢).
وروى أيضا بإسناد قوي عن ابن أبي مرحب قال : نزل في قبر النبي «صلىاللهعليهوآله» أربعة : أحدهم عبد الرحمن بن عوف ، وكان المغيرة بن
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ عن المطالب العالية ج ٤ ص ٢٦٣ (٤٣٩٦ و ٤٣٩٧) والآحاد والمثاني ج ٣ ص ٢٠١ وراجع : السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٩٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٣٠٢ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٨٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٠ ص ٢٩.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ و ٣٣٩ والمعجم الكبير ج ٢٠ ص ٤١٤ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٦٠ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٩٥.
شعبة يدّعي : أنه أحدث الناس عهدا برسول الله «صلىاللهعليهوآله» ويقول : أخذت خاتمي ، فألقيته ، وقلت : خاتمي سقط من يدي ، لأمسّ رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فأكون آخر الناس عهدا به (١).
ونقول :
إن ما ادّعاه المغيرة لنفسه ، لا يصح ، كما أن ما ادّعوه لقثم بن العباس غير صحيح أيضا .. وإن صححه الحاكم ، أو غيره .. فلاحظ ما يلي :
١ ـ بالنسبة للمغيرة نقول :
قال الحاكم أصح الأقاويل : أن آخر الناس عهدا برسول الله «صلىاللهعليهوآله» قثم بن العباس (٢).
وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : لما وضع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في لحده ألقى المغيرة بن شعبة خاتمه في قبر النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فقال علي : إنما ألقيته لتنزل.
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٩ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٦١ وراجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٤١ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٥٢ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩١ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٧٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣٧ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٩٥.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٩. وراجع : ذخائر العقبى ص ٢٣٨ والآحاد والمثاني ج ١ ص ٢٩٥ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج ٣ ص ١٣٠٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٦ ص ١٤٠ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٣٠٤ وأسد الغابة ج ٤ ص ١٩٧ وتهذيب التهذيب ج ٨ ص ٣٢٤ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٨٩ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٩٥.
فنزل فأعطاه إياه ، أو أمر رجلا فأعطاه (١).
وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل : أن نفرا من أهل العراق قالوا لعلي بن أبي طالب «عليهالسلام» : يا أبا الحسن ، جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه.
قال : أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟!
قالوا : أجل ، عن ذلك جئنا لنسألك.
قال : أحدث الناس عهدا برسول الله «صلىاللهعليهوآله» قثم بن العباس (٢).
٢ ـ قال ابن كثير : وقول من قال : إن المغيرة بن شعبة كان آخرهم عهدا ليس بصحيح ، لأنه لم يحضر دفنه ، فضلا عن أن يكون آخرهم عهدا برسول الله «صلىاللهعليهوآله» (٣).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ عن البيهقي في الدلائل ج ٧ ص ٢٥٨ والمغازي للواقدي ج ٣ ص ١١٢١. وراجع : البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣٨ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٢٣ ص ٥١٢.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٧ ص ٢٥٧.
وراجع : مسند أحمد ج ١ ص ١٠١ والكامل لابن عدي ج ١ ص ٤٧ وأسد الغابة ج ٤ ص ١٩٧ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩٠ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٧٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣٧.
(٣) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٩ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٤.
وقول الصالحي الشامي : فيه نظر ، إنما استند فيه إلى دعاوى المغيرة نفسه. وهو غير مأمون في ذلك.
يكفي أن نذكر أن عليا أمير المؤمنين «عليهالسلام» قد وصفه بقوله : «فإنه والله دائما يلبس الحق بالباطل ، ويموه فيه ، ولم يتعلق من الدين إلا بما يوافق الدنيا» (١).
وقد تقدم في بعض المواضع من هذا الكتاب ما يشير إلى حال المغيرة ، ويمكن مراجعة ترجمته في كتاب قاموس الرجال للعلامة التستري «رحمهالله» ، وفي تنقيح المقال للعلامة المامقاني : ليقف الإنسان المنصف على حال هذا الرجل ، وما ارتكبه من موبقات ومآثم (٢).
٣ ـ هناك ما ينفي حضور كل من المغيرة وعبد الرحمن بن عوف دفن رسول الله «صلىاللهعليهوآله». فضلا عن أن يكون عبد الرحمن بن عوف دخل معهم القبر ، فقد قالوا : «ولي وضع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في قبره هؤلاء الرهط الذين غسلوه : العباس ، وعلي ، والفضل ، وصالح مولاه. وخلّى أصحاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بين رسول الله وأهله ، فولوا إجنانه» (٣).
__________________
(١) راجع : الأمالي للمفيد ص ٢١٨ والبحار ج ٣٢ ص ١٢٥ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ١٩٤.
(٢) راجع : قاموس الرجال ج ١٠ ص ١٩٤ ومستدركات علم رجال الحديث ج ٧ ص ٤٧٠ ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج ١٩ ص ٣٠٣.
(٣) الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ق ٢ ص ٧٠ و (ط دار صادر) ج ٢ ص ٣٠١ عن البدء والتاريخ ، وسبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٧ وراجع : الغدير ج ٧ ص ٧٥.
٤ ـ في نص آخر : «ودخل القبر علي ، والفضل وقثم ابنا العباس ، وشقران مولاه. ويقال : أسامة بن زيد. وهم تولوا غسله وتكفينه وأمره كله» (١).
٥ ـ في نص آخر : «وولي دفنه وإجنانه أربعة من الناس» ثم ذكر أنهم : علي ، والعباس ، والفضل ، وصالح (٢).
٦ ـ قال ابن سعد : «فلم يدفن حتى كانت العتمة ، ولم يله إلا أقاربه» (٣).
بل إن هذه النصوص نفسها تدل على عدم حضور أسامة بن زيد دفن النبي «صلىاللهعليهوآله». فضلا عن صالح ، وشقران ، فإن أسامة لم يكن من أقارب النبي «صلىاللهعليهوآله» ، ولا هو من أهله.
٧ ـ إن لدينا ما يدل على أن أحدث الناس عهدا برسول الله «صلىاللهعليهوآله» هو علي «عليهالسلام» .. فقد ورد في حديث المناشدة قول علي «عليهالسلام» : «نشدتكم بالله ، أفيكم أحد كان آخر عهده برسول الله «صلىاللهعليهوآله» حتى وضعه في حفرته غيري»؟!.
قالوا : اللهم لا (٤).
__________________
(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٩.
(٢) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٩ عن الطبراني ، وكنز العمال ج ٧ ص ٢٤٩ و (ط مؤسسة الرسالة) ج ٧ ص ٢٧٠. وراجع : المصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ٢٠٥ وج ٨ ص ٥٦٧.
(٣) راجع : الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر) ج ٢ ص ٣٠٤ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٤ ص ٣٩٦. وراجع : الغدير ج ٧ ص ٧٥.
(٤) راجع : المناقب للخوارزمي ص ٣١٥ وكتاب الولاية لابن عقدة الكوفي ص ١٧٨ ـ
ويدل على ذلك أيضا قول عتبة بن أبي لهب :
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف |
|
عن هاشم ، ثم منها عن أبي حسن |
إلى أن قال :
وآخر الناس عهدا بالنبي ومن |
|
جبريل عون له في الغسل والكفن (١) |
__________________
وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٤٣٣ و ٤٣٥ وكنز العمال ج ٥ ص ٧٢٦ وراجع : الأمالي للطوسي ص ٥٤٧ والروضة في فضائل أمير المؤمنين ص ١١٨ والطرائف لابن طاووس ص ٤١٣ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٢٢ وحلية الأبرار ج ٢ ص ٣٢٦ وكتاب الأربعين للشيخ الماحوزي ص ٤٣٣ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهمالسلام» ج ٥ ص ٤٥٤ ونهج السعادة ج ١ ص ١٣٣ و ١٤٠ وضعفاء العقيلي ج ١ ص ٢١٢ والموضوعات لابن الجوزي ج ١ ص ٣٨٠ ومناقب علي بن أبي طالب للأصفهاني ص ١٢٩ ونهج الإيمان لابن جبر ص ٥٣٠ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليهالسلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٣ ص ١١٦ وغاية المرام ج ٥ ص ٧٩ وج ٦ ص ٦ وشرح إحقاق الحق ج ٥ ص ٣٠ و ٣٩ وج ٨ ص ٧٠١ و ٧٠٢ وج ١٥ ص ٦٨٤ و ٦٨٦.
(١) راجع : تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٢٤ والغدير ج ٣ ص ٢٣٢ وج ٧ ص ٩٣ عنه ، وعن رسائل الجاحظ ص ٢٢ وأسد الغابة ج ٤ ص ٤٠ وتاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٦٤ والإستيعاب لابن عبد البر ج ٣ ص ١١٣٣ وشرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٢١ وج ١٣ ص ٢٣٢ والصراط المستقيم ج ١ ص ٢٣٧ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٨٧ والبحار ج ١٢ ص ٣٣٧ وج ٢٨ ص ٣٥٢ ومناقب أهل البيت «عليهالسلام» للشيرواني ص ٤٧ والتفسير الكبير للرازي ج ٢ ص ٢١٢ وج ١٨ ص ٢١٢ والجوهرة في نسب الإمام علي وآله للبري ص ١٢٢ والعثمانية للجاحظ ص ٢٩٣ والوافي بالوفيات ج ٢١ ص ١٨٣.
الزهراء عليهاالسلام ترثي رسول الله صلىاللهعليهوآله :
عن علي بن أبي طالب «عليهالسلام» قال : لما رمس رسول الله «صلىاللهعليهوآله» جاءت فاطمة «عليهاالسلام» ، فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينيها وبكت ، وأنشأت تقول :
ماذا على من شم تربة أحمد |
|
أن لا يشم مدى الزمان غواليا |
صبت عليّ مصائب لو أنها |
|
صبت على الأيام عدن لياليا (١) |
ونقول :
إننا نشير إلى أمرين :
أحدهما : أن هذا الشعر قد تضمن أنها «عليهاالسلام» قد واجهت مصائب كبيرة ، وعديدة ، وموت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ليس إلا إحدى المصائب ..
وهذا معناه : أنها قد قالت هذين البيتين بعد تعرضها للضرب ، وإسقاط الجنين ، واقتحام البيت ، وإشعال النار فيه ، وما إلى ذلك .. فإن هذه المصائب المتعددة يصح أن تصفها الزهراء «عليهاالسلام» بأنها لو صبت على الأيام
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٧ عن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي ، وعن ابن الجوزي في الوفاء ، وراجع : المغني لابن قدامة ج ٢ ص ٤١١ والحدائق الناضرة ج ٤ ص ١٦٩ والغدير ج ٥ ص ١٤٧ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٠ ص ٤٨٣ وج ٢٥ ص ٥٢٥ ونظم درر السمطين ص ١٨١ وروضة الواعظين للفتال النيسابوري ص ٧٥ وتفسير الآلوسي ج ١٩ ص ١٤٩ والفصول المهمة في معرفة الأئمة لابن الصباغ ج ١ ص ٦٧٢.
صرنا لياليا.
ويؤكد ذلك : أن عليا «عليهالسلام» حين دفن الزهراء «عليهاالسلام» خاطب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فقال : «فاحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج في صدرها لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستنبؤك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها» (١).
فهناك إذن مصائب عديدة وردت على الزهراء «عليهاالسلام» لم تصل أخبارها إلينا ، ولم تحدث بها الزهراء «عليهاالسلام» أحدا ، وليس استشهاد أبيها «صلىاللهعليهوآله» إلا أحدها ، فما هي هذه المصائب والبلايا يا ترى؟!
الفطن الذكي هو الذي يدري!!
الثاني : قد اتضح مما تقدم : أن ثمة تدليسا ظاهرا في طريقة عرض ما جرى ، لأنه أراد أن يوهم أن الهدف من هذا الشعر هو الإشارة إلى مصابها بموت رسول الله دون ما عداه ، فادّعى : أن ذلك قد حصل بمجرد فراغهم من دفن رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
وقال ابن سيد الناس : ولما دفن «عليهالسلام» قالت فاطمة ابنته «عليهاالسلام» :
__________________
(١) الكافي ج ١ ص ٤٥٩ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ١٣٩ والبحار ج ٤٣ ص ١٩٣ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٠ ص ٢٦٥ ودلائل الإمامة للطبري (الشيعي) ص ١٣٨ وقاموس الرجال ج ١٢ ص ٣٢٥. وراجع : روضة الواعظين ص ١٥٢ ونهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٢ ص ١٨٢ وكشف الغمة ج ٢ ص ١٢٧.
اغبر آفاق السماء وكورت |
|
شمس النهار وأظلم العصران |
فالأرض من بعد النبي كئيبة |
|
أسفا عليه كثيرة الرجفان |
فليبكه شرق البلاد وغربها |
|
ولتكبه مضر وكل يمان |
وليبكه الطود المعظم جوه |
|
والبيت ذو الأستار والأركان |
يا خاتم الرسل المبارك ضوءه |
|
صلى عليك منزل الفرقان |
ويروى أنها تمثلت بشعر فاطمة بنت الأحجم :
قد كنت لي جبلا ألوذ بظله |
|
فتركتني أمشى بأجرد ضاح |
قد كنت ذات حمية ما عشت لي |
|
أمشى البراز وكنت أنت جناحي |
فاليوم أخضع للذليل وأتقى |
|
منه وأدفع ظالمي بالراح |
وإذا دعت قمرية شجنا لها |
|
ليلا على فنن دعوت صباح (١) |
ولها «عليهاالسلام» :
كنت السواد لمقلتي |
|
يبكي عليك الناظر |
من شاء بعدك فليمت |
|
فعليك كنت أحاذر (٢) |
وقد نسبت هذه الأشعار لآخرين تمقلوا بها في مناسبات أخرة ، ولا مانع من التعدد.
__________________
(١) عيون الأثر لابن سيد الناس ج ٢ ص ٤٣٤. وراجع : المناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ٢٠٨ وسبل الهدى والرشاد ج ١٢ هامش ص ٢٨٧ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٩ ص ١٦١ وج ٢٥ ص ٥٢٣.
(٢) المناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ٢٠٨.
الزهراء عليهاالسلام تخاطب أنسا :
وتزعم بعض الروايات : أن السيدة فاطمة الزهراء «عليهاالسلام» خاطبت أنسا بن مالك بعبارات مؤثرة ، لتعبر له عن عميق حزنها على أبيها ، فقد رووا عن أنس قال : لما دفن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قالت فاطمة «عليهاالسلام» : يا أنس ، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» التراب؟! (١).
ونقول :
١ ـ إن كلام الزهراء «عليهاالسلام» مع أنس مشكوك في صحته ، فأنس أجنبي عن الزهراء «عليهاالسلام» ، ولم تكن الزهراء لتكلم رجلا أجنبيا إلا لضرورة ، وليس هذا من مواردها.
وإذا كان وجود الأجنبي الأعمى مع النساء مرفوضا عندها ، لأنه يشم الريح ، فما بالك بشاب في مقتبل العمر ، وهو بكامل قواه ، وفي أوج فتوته؟! مع ما عرفناه عن أنس من عدم التزامه خط الإستقامة في تعامله ، وحديث
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٧ عن البخاري ، وابن سعد ، والمجموع للنووي ج ٥ ص ٣٠٨ ونيل الأوطار ج ٤ ص ١٦١ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ٤١٠ وعمدة القاري ج ١٨ ص ٧٤ وفيض القدير ج ٥ ص ٤٧١ ورياض الصالحين للنووي ص ٧٥ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٥٩٢ ومنتخب مسند عبد بن حميد ص ٤٠٣ ومسند ابن راهويه ج ٥ ص ١٤ والمستدرك للحاكم ج ١ ص ٣٨٢ وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ٥ ص ١٤٤ ومسند أحمد ج ٣ ص ٢٠٤ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٣١١ وتاريخ بغداد ج ٦ ص ٢٥٩ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٤٣.
الطائر المشوي ، وحديث عدم إقراره بحديث الغدير فدعا «عليهالسلام» عليه ، واستجاب الله دعاءه فيه ليسا إلا شاهد صدق على ما نقول.
على أن نفس المضمون الذي نسب إليها «عليهاالسلام» لا يحمل أمرا ذا بال ، يستحق حتى أن تتفوه به السيدة الزهراء «عليهاالسلام» أمام رجل أجنبي كأنس؟! ..
ولو سلمنا أنها قالت ذلك بسبب حرقتها وشدة حزنها على أبيها رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فلما ذا تختار أنسا لخطابها هذا ، ولا تخاطب به عليا «عليهالسلام» ، أو عباسا ، أو سلمان ، أو أبا ذر ، أو غير هؤلاء ممن تعرف أن فقد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» سوف يحزنهم حقا ، وبدرجة كبيرة؟!
إلا إذا فرض : أن الزهراء «عليهاالسلام» تتهم فريقا من الناس بأنهم يودّون موت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأن دفنه يفرحهم ، فيكون سؤالها لأنس بمثابة اتهام له ، وإفهامه هو وغيره بأنها على علم بما يفكر به هؤلاء ، وأن إظهارهم الحزن مجرد تمثيل ، يهدف إلى خداع الناس ، والتعمية عليهم.
على أن أنسا كان معروفا بانحرافه عن علي «عليهالسلام» ، وقضيته معه في حديث الطير ، وكتمانه لحديث الغدير ، وإصابة دعوة علي له مما لا يخفى على أحد.
الجزع على رسول الله صلىاللهعليهوآله :
روى المفيد بسنده إلى ابن عباس قال : لما توفي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» تولى غسله علي بن أبي طالب «عليهالسلام» والعباس معه ، والفضل
بن العباس ، فلما فرغ «عليهالسلام» من غسله كشف الإزار عن وجهه ، ثم قال : بأبي وأمي ، طبت حيا ، وطبت ميتا ، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك ، من النبوة ، والأنبياء ، خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك ، وعممت حتى صار الناس فيك سواء.
ولو لا أنك أمرت بالصبر ، ونهيت عن الجزع لأنفذنا عليك الشؤون ، ولكان الداء مما طلا ، والكمد محالفا ، وقلّا لك ، ولكنه ما لا يملك رده ، لا يستطاع دفعه.
ثم أكب عليه فقبل وجهه والإزار عليه (١).
والشؤون : هي منابع الدمع في الرأس.
ونقول :
قد يقال : إن عليا «عليهالسلام» ذكر أن امتناعه عن إنفاذ ماء الشؤون عليه ، لأن ذلك يعد جزعا ، والنبي «صلىاللهعليهوآله» قد أمر بالصبر ، ونهى عن الجزع.
مع أن ثمة نصا آخر مرويا عنه «عليهالسلام» يخالف هذا المعنى ويدل على أنه لا مانع من الجزع عليه «صلىاللهعليهوآله» ، حيث يقول : «إن الصبر لجميل إلا عنك ، وإن الجزع لقبيح إلا عليك» (٢).
__________________
(١) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٢ ص ٢٢٨ والأمالي للمفيد ص ٦٠ و (نشر دار المفيد) ص ١٠٣ والبحار ج ٢٢ ص ٣٢٧ والبحار ج ٢٢ ص ٥٢٧ و ٥٤٢ والأنوار البهية ص ٤٥ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢ ص ١٦٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٤ وتمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل للباقلاني ص ٤٨٨.
(٢) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٤ ص ٧١ البحار ج ٧٩ ص ١٣٤ ودستور معالم ـ
وقد جزع الإمام الصادق «عليهالسلام» على ابنه إسماعيل جزعا شديدا (١) ، وجزع آدم على ابنه هابيل (٢).
ونجيب :
أولا : إنه لا منافاة بين ذلك كله ، فإن للجزع مراتب ، بعضها محرم مطلقا ، حتى لو كان جزعا على النبي «صلىاللهعليهوآله» والوصي ، وهو ما يوجب اختلال الحال ، لمجرد كونه أبا أو قريبا ، أو لتخيله فوات أمر دنيوي بموته ، ومن دون أية فائدة أو عائدة ، لا على الإنسان في مزاياه وأخلاقه ، ولا على الدين ..
وهناك مرتبة من الجزع تحرم إذا كان المصاب بغير النبي والوصي ، وتحل إذا كان المصاب بهما «صلوات الله عليهما وآلهما». شرط أن يكون له فائدة على الإنسان في إيمانه وتقواه ، أو على نصرة الدين ، وحفظ المسلمين ، كجزع يعقوب على يوسف «عليهماالسلام» ، الذي كان جزعا محبوبا لله
__________________
الحكم ص ١٩٨ وعيون الحكم والمواعظ للواسطي ص ١٥٠ وغرر الحكم ص ١٠٣ ونهاية الأرب ج ٥ ص ١٩٣ والبحار ج ٧٩ ص ١٣٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٤٩٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٩ ص ١٩٥.
(١) راجع : بحار الأنوار ج ٤٧ ص ٢٤٩ و ٢٥٠ ومستدرك سفينة البحار ج ٢ ص ٦٠.
(٢) البحار ج ١١ ص ٢٢٤ و ٢٣٠ و ٢٤٠ و ٢٦٤ وج ٢٣ ص ٥٩ و ٦٣ و ٦٤ وعلل الشرائع ج ١ ص ١٩ وتفسير العياشي ج ١ ص ٣٠٦ وتفسير القمي ج ١ ص ١٦٦ والتفسير الصافي ج ١ ص ٤١٦ وج ٢ ص ٢٩ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٤٣٢ و ٦١٦ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٣٤١ وقصص الأنبياء للراوندي ص ٥٨.
ومطلوبا ، لأنه يعطيهم الإنطباع عن قيمة الإنسانية في الإنسان ، المتمثلة بما تجلى في يوسف «عليهالسلام» من خصال الخير ، وحميد الصفات ، وفريد المزايا لدى أنبياء الله وأصفيائه ، وهو يؤكد عظم الخسارة بفقد هذا النوع من الناس.
بالإضافة إلى فوائد أخرى تعود على الجازع نفسه ، تكاملا ، وثباتا ، وصلابة في الدين ، وجهادا وصبرا في سبيل الله تعالى ، إلى الكثير من الفوائد الأخرى ..
فهذا الجزع المفيد جدا محبوب ومطلوب لله تعالى ، حتى لو أدى إلى العمى ، أو الخوف من أن يكون حرضا (١) أو أن يكون من الهالكين ..
وأما الجزع على الناس العاديين الذي لا دافع له إلا شدة التعلق العاطفي ، ولا فائدة منه ولا عائدة ، فهو مبغوض لله ، ومحرم على عباد الله تبارك وتعالى. لأنه إنما يعبر عن أنانية طاغية ، وحب عارم للدنيا ، وتعلق مقيت بها ، لأنه إنما يجزع على شيء فقده ، ولذة فاتته.
وربما يبلغ حدّ إظهار الإعتراض على قضاء الله تعالى وقدره.
وهذا يفسر لنا الروايات الصحيحة التي أكدت على استحباب الجزع على الإمام الحسين «صلوات الله وسلامه عليه» ، ويبين لنا المراد من قول علي «عليهالسلام» وهو يرثي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «إن الجزع قبيح إلا عليك الخ ..».
__________________
(١) حرض حرضا من باب تعب : أشرف على الهلاك. راجع مجمع البحرين ج ١ ص ٤٨٩.
ثانيا : قد يشار هنا إلى جواب آخر أيضا ، وهو : أن الجزع ، وإن كان جائزا عليه «صلىاللهعليهوآله» وله درجة من الثواب ، ولكن التجلد والصبر هو الأفضل ، والأكثر ثوابا لأن فيه المزيد من المشقة والجهد ، وهو أيضا يوجب ثبات الناس على دينهم ، وعدم السقوط أمام التحدي الكبير الذي ينتظرهم ، بل قد يتخذ منه بعض المغرضين ذريعة للتخلف عن جيش أسامة ، فأصبح بذلك مرجوحا ، وربما يكون محرما ، وإن كان لو لا ذلك لكان هو الأفضل والأرجح.
الخضر عليهالسلام يعزي برسول الله صلىاللهعليهوآله :
عن أنس قال : لما قبض النبي «صلىاللهعليهوآله» أحدق به أصحابه ، فبكوا حوله واجتمعوا ، فدخل رجل أشهب اللحية ، جسيم صبيح ، فتخطى [رقابهم] فبكى ، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : إن في الله عزاء من كل مصيبة ، وعوضا من كل فائت ، وخلفا من كل هالك ، فإلى الله فأنيبوا ، وإليه فارغبوا ، ونظره إليكم في البلاء ، فانظروا ، فإن المصاب من لم يجبره.
فانصرف ، وقال بعضهم لبعض : تعرفون الرجل؟!
قال أبو بكر وعلي : نعم ، هو أخو رسول الله «صلىاللهعليهوآله» الخضر «عليهالسلام» (١).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٤٠ عن ابن أبي الدنيا ، والحاكم ، والبيهقي ، ومسكن الفؤاد للشهيد الثاني ص ١٠٩ والبحار ج ٧٩ ص ٩٧ وتفسير الآلوسي ج ١٥ ص ٣٢٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٤٢٤ والبداية والنهاية ج ١ ـ
ونقول :
أولا : قال الصالحي الشامي عن هذا الحديث : قد ذكر في كتاب الموضوعات (١).
وقال البيهقي : هذا منكر بمرة (٢).
وقال الذهبي : عباد بن عبد الصمد ، منكر الحديث (٣).
ثانيا : روى محمد بن عمر برجال ثقات ، وابن أبي حاتم ، وأبو نعيم عن علي «عليهالسلام» : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لما قبض وكانت التعزية به جاء آت ، يسمعون حسه ولا يرون شخصه ، فقال : السلام عليكم ، أهل البيت ورحمة الله بركاته (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٤) إن في الله تعالى عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل فائت ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المحروم من حرم الثواب ، وإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله
__________________
ص ٣٨٧ وج ٥ ص ٢٩٨ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٦٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٥١ وقصص الأنبياء لابن كثير ج ٢ ص ٢٢٨.
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٤٠.
(٢) دلائل النبوة للبيهقي ج ٧ ص ٢٦٩ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٤٢٤ والبداية والنهاية لابن كثير ج ٥ ص ٢٩٨ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٦٤.
(٣) ميزان الإعتدال ج ٢ ص ٣٦٩ وراجع : التاريخ الكبير البخاري ج ٦ ص ٤١ وضعفاء العقيلي ج ٣ ص ١٣٧ والجرح والتعديل للرازي ج ٦ ص ٨٢ وبيان خطأ البخاري للرازي ص ٧٥ وكتاب المجروحين لابن حبان ج ٢ ص ١٧٠ والكامل لابن عدي ج ٢ ص ٢١٠ وج ٤ ص ٣٤٢.
(٤) الآية ١٨٥ من سورة آل عمران.
وبركاته ..
فقال علي : هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر «عليهالسلام» (١).
ولعل هذا أقرب إلى الصواب ، والله هو العالم بالحقائق.
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٤٠ وفي هامشه عن : ابن سعد ج ٢ ص ٢١١ و (ط دار صادر) ج ٢ ص ٢٧٥ وانظر المطالب العالية ج ٤ ص ٢٥٩ وكنز العمال ج ٧ ص ٢٥١ والمعجم الكبير ج ٣ ص ١٢٩ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٥ والإصابة ج ٢ ص ٢٦٦ و ٢٦٧ والدر المنثور ج ٢ ص ١٠٧ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٤٤ وتفسير ابن أبي حاتم ج ٩ ص ٣٠٧٦ وراجع : البحار ج ٢٢ ص ٥٠٥ و ٥١٥ وج ٣٩ ص ١٣٢ والأمالي للصدوق ص ١٦٦ وعن إكمال الدين ص ٢١٩ و ٢٢٠ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ٨٤ وروضة الواعظين ص ٧٢ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٣٠٨.