الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٣

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٣

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-225-0
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٩٢

وعنه «عليه‌السلام» قال : قبر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» محصب حصباء حمراء (١).

وعن جابر قال : رش على قبر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الماء رشا قال : وكان الذي رش على قبره الماء بلال بن رباح بقربة ، بدءا من قبل رأسه من شقه الأيمن ، حتى انتهى إلى رجليه. ثم ضرب الماء إلى الجدار ، ولم يقدر على أن يدور من الجدار (٢).

آخر الناس عهدا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وروي برجال ثقات عن أبي عسيب : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لما وضع في لحده ، قال المغيرة بن شعبة : إنه قد بقي من قبل رجليه

__________________

ودلائل النبوة للبيهقي ج ٤ ص ٢٥٢. وراجع : روضة الطالبين للنووي ج ٧ ص ٤٠٩ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٨٦ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج ١ ص ٤٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣٥.

(١) البحار ج ٢٢ ص ٥٣٩ عن الكافي (الفروع) ج ١ ص ٥٤ و ٥٥ و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج ٣ ص ٢٠١ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٣ ص ٢٠٣ و (ط دار الإسلامية) ج ٢ ص ٨٦٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٤٤٣ والأنوار البهية ص ٤٩ وتهذيب الأحكام ج ١ ص ٤٦١ والدعوات للراوندي ص ٢٧٣ والحدائق الناضرة ج ٤ ص ١٣٧ ومستند الشيعة ج ٣ ص ٢٧٦.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٥ عن ابن سعد والبيهقي ، وفي هامشه عن ابن سعد ج ٢ ص ٢٣٣ وعن البيهقي ج ٧ ص ٢٦٤. وراجع : إمتاع الأسماع ج ٢ ص ١٣٨.

٨١

شيء لم تصلحوه.

قالوا : فادخل فأصلحه.

فدخل فمسح قدميه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ثم قال : أهيلوا عليّ التراب!

فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف ساقيه ، فخرج فجعل يقول : أنا أحدثكم عهدا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

وعن عروة بن الزبير قال : لما وضع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في لحده ألقى المغيرة بن شعبة خاتمه في القبر ، ثم قال : خاتمي.

فقالوا : ادخل فخذه.

قال : فدخل ثم قال : أهيلوا عليّ التراب.

فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف قدميه ، فخرج.

فلما سوّي على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : اخرجوا حتى أغلق الباب ، فإني أحدثكم عهدا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : لعمري ، لئن كنت أردتها لقد أصبتها (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٣١ و (ط دار صادر) ج ٢ ص ٣٠٣. وراجع : مسند أحمد ج ٥ ص ٨١ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤ ص ٢٩٦ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج ٤ ص ١٧١٥ وأسد الغابة ج ٥ ص ٢٥٤ والإصابة (ط دار الكتب العلمية) ج ٧ ص ٢٢٩ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٨٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣٨.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٣١ و (ط دار صادر) ج ٢ ص ٣٠٣ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٨٨.

٨٢

وعن المغيرة بن شعبة قال : لأنا آخر الناس عهدا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حضرنا ولحدنا ، فلما حضروا ودفنوا ألقيت الفأس في القبر ، فقلت : الفأس الفأس ، فأخذته ومسحت بيدي على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

رواه أبو يعلى بلفظ : ألقيت خاتمي ، فقلت : يا أبا الحسن ، خاتمي.

قال : انزل فخذ خاتمك.

ووضعت يدي على الكفن ثم خرجت ، فنزلت فأخذت خاتمي (١). في سنده مجالد وهو ضعيف.

وروى الطبراني برجال ثقات ـ غير مجالد ، وهو مختلف فيه ـ عن المغيرة بن شعبة قال : كنت فيمن حفر قبر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

قالوا : فلحدنا لحدا ، فلما دخل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» القبر طرحت الفأس ثم قلت : الفأس الفأس ، ثم نزلت فوضعت يدي على اللحد (٢).

وروى أيضا بإسناد قوي عن ابن أبي مرحب قال : نزل في قبر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أربعة : أحدهم عبد الرحمن بن عوف ، وكان المغيرة بن

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ عن المطالب العالية ج ٤ ص ٢٦٣ (٤٣٩٦ و ٤٣٩٧) والآحاد والمثاني ج ٣ ص ٢٠١ وراجع : السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٩٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٣٠٢ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٨٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٠ ص ٢٩.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ و ٣٣٩ والمعجم الكبير ج ٢٠ ص ٤١٤ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٦٠ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٩٥.

٨٣

شعبة يدّعي : أنه أحدث الناس عهدا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ويقول : أخذت خاتمي ، فألقيته ، وقلت : خاتمي سقط من يدي ، لأمسّ رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فأكون آخر الناس عهدا به (١).

ونقول :

إن ما ادّعاه المغيرة لنفسه ، لا يصح ، كما أن ما ادّعوه لقثم بن العباس غير صحيح أيضا .. وإن صححه الحاكم ، أو غيره .. فلاحظ ما يلي :

١ ـ بالنسبة للمغيرة نقول :

قال الحاكم أصح الأقاويل : أن آخر الناس عهدا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قثم بن العباس (٢).

وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : لما وضع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في لحده ألقى المغيرة بن شعبة خاتمه في قبر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال علي : إنما ألقيته لتنزل.

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٩ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٦١ وراجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٤١ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٥٢ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩١ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٧٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣٧ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٩٥.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٩. وراجع : ذخائر العقبى ص ٢٣٨ والآحاد والمثاني ج ١ ص ٢٩٥ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج ٣ ص ١٣٠٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٦ ص ١٤٠ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٣٠٤ وأسد الغابة ج ٤ ص ١٩٧ وتهذيب التهذيب ج ٨ ص ٣٢٤ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٨٩ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٩٥.

٨٤

فنزل فأعطاه إياه ، أو أمر رجلا فأعطاه (١).

وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل : أن نفرا من أهل العراق قالوا لعلي بن أبي طالب «عليه‌السلام» : يا أبا الحسن ، جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه.

قال : أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟!

قالوا : أجل ، عن ذلك جئنا لنسألك.

قال : أحدث الناس عهدا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قثم بن العباس (٢).

٢ ـ قال ابن كثير : وقول من قال : إن المغيرة بن شعبة كان آخرهم عهدا ليس بصحيح ، لأنه لم يحضر دفنه ، فضلا عن أن يكون آخرهم عهدا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٣).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ عن البيهقي في الدلائل ج ٧ ص ٢٥٨ والمغازي للواقدي ج ٣ ص ١١٢١. وراجع : البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣٨ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٢٣ ص ٥١٢.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٨ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٧ ص ٢٥٧.

وراجع : مسند أحمد ج ١ ص ١٠١ والكامل لابن عدي ج ١ ص ٤٧ وأسد الغابة ج ٤ ص ١٩٧ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩٠ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٧٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣٧.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٩ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٤.

٨٥

وقول الصالحي الشامي : فيه نظر ، إنما استند فيه إلى دعاوى المغيرة نفسه. وهو غير مأمون في ذلك.

يكفي أن نذكر أن عليا أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قد وصفه بقوله : «فإنه والله دائما يلبس الحق بالباطل ، ويموه فيه ، ولم يتعلق من الدين إلا بما يوافق الدنيا» (١).

وقد تقدم في بعض المواضع من هذا الكتاب ما يشير إلى حال المغيرة ، ويمكن مراجعة ترجمته في كتاب قاموس الرجال للعلامة التستري «رحمه‌الله» ، وفي تنقيح المقال للعلامة المامقاني : ليقف الإنسان المنصف على حال هذا الرجل ، وما ارتكبه من موبقات ومآثم (٢).

٣ ـ هناك ما ينفي حضور كل من المغيرة وعبد الرحمن بن عوف دفن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله». فضلا عن أن يكون عبد الرحمن بن عوف دخل معهم القبر ، فقد قالوا : «ولي وضع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في قبره هؤلاء الرهط الذين غسلوه : العباس ، وعلي ، والفضل ، وصالح مولاه. وخلّى أصحاب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بين رسول الله وأهله ، فولوا إجنانه» (٣).

__________________

(١) راجع : الأمالي للمفيد ص ٢١٨ والبحار ج ٣٢ ص ١٢٥ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ١٩٤.

(٢) راجع : قاموس الرجال ج ١٠ ص ١٩٤ ومستدركات علم رجال الحديث ج ٧ ص ٤٧٠ ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج ١٩ ص ٣٠٣.

(٣) الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ق ٢ ص ٧٠ و (ط دار صادر) ج ٢ ص ٣٠١ عن البدء والتاريخ ، وسبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٧ وراجع : الغدير ج ٧ ص ٧٥.

٨٦

٤ ـ في نص آخر : «ودخل القبر علي ، والفضل وقثم ابنا العباس ، وشقران مولاه. ويقال : أسامة بن زيد. وهم تولوا غسله وتكفينه وأمره كله» (١).

٥ ـ في نص آخر : «وولي دفنه وإجنانه أربعة من الناس» ثم ذكر أنهم : علي ، والعباس ، والفضل ، وصالح (٢).

٦ ـ قال ابن سعد : «فلم يدفن حتى كانت العتمة ، ولم يله إلا أقاربه» (٣).

بل إن هذه النصوص نفسها تدل على عدم حضور أسامة بن زيد دفن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله». فضلا عن صالح ، وشقران ، فإن أسامة لم يكن من أقارب النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولا هو من أهله.

٧ ـ إن لدينا ما يدل على أن أحدث الناس عهدا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو علي «عليه‌السلام» .. فقد ورد في حديث المناشدة قول علي «عليه‌السلام» : «نشدتكم بالله ، أفيكم أحد كان آخر عهده برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى وضعه في حفرته غيري»؟!.

قالوا : اللهم لا (٤).

__________________

(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٩.

(٢) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٩ عن الطبراني ، وكنز العمال ج ٧ ص ٢٤٩ و (ط مؤسسة الرسالة) ج ٧ ص ٢٧٠. وراجع : المصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ٢٠٥ وج ٨ ص ٥٦٧.

(٣) راجع : الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر) ج ٢ ص ٣٠٤ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٤ ص ٣٩٦. وراجع : الغدير ج ٧ ص ٧٥.

(٤) راجع : المناقب للخوارزمي ص ٣١٥ وكتاب الولاية لابن عقدة الكوفي ص ١٧٨ ـ

٨٧

ويدل على ذلك أيضا قول عتبة بن أبي لهب :

ما كنت أحسب أن الأمر منصرف

عن هاشم ، ثم منها عن أبي حسن

إلى أن قال :

وآخر الناس عهدا بالنبي ومن

جبريل عون له في الغسل والكفن (١)

__________________

وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٤٣٣ و ٤٣٥ وكنز العمال ج ٥ ص ٧٢٦ وراجع : الأمالي للطوسي ص ٥٤٧ والروضة في فضائل أمير المؤمنين ص ١١٨ والطرائف لابن طاووس ص ٤١٣ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٢٢ وحلية الأبرار ج ٢ ص ٣٢٦ وكتاب الأربعين للشيخ الماحوزي ص ٤٣٣ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» ج ٥ ص ٤٥٤ ونهج السعادة ج ١ ص ١٣٣ و ١٤٠ وضعفاء العقيلي ج ١ ص ٢١٢ والموضوعات لابن الجوزي ج ١ ص ٣٨٠ ومناقب علي بن أبي طالب للأصفهاني ص ١٢٩ ونهج الإيمان لابن جبر ص ٥٣٠ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٣ ص ١١٦ وغاية المرام ج ٥ ص ٧٩ وج ٦ ص ٦ وشرح إحقاق الحق ج ٥ ص ٣٠ و ٣٩ وج ٨ ص ٧٠١ و ٧٠٢ وج ١٥ ص ٦٨٤ و ٦٨٦.

(١) راجع : تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٢٤ والغدير ج ٣ ص ٢٣٢ وج ٧ ص ٩٣ عنه ، وعن رسائل الجاحظ ص ٢٢ وأسد الغابة ج ٤ ص ٤٠ وتاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٦٤ والإستيعاب لابن عبد البر ج ٣ ص ١١٣٣ وشرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٢١ وج ١٣ ص ٢٣٢ والصراط المستقيم ج ١ ص ٢٣٧ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٨٧ والبحار ج ١٢ ص ٣٣٧ وج ٢٨ ص ٣٥٢ ومناقب أهل البيت «عليه‌السلام» للشيرواني ص ٤٧ والتفسير الكبير للرازي ج ٢ ص ٢١٢ وج ١٨ ص ٢١٢ والجوهرة في نسب الإمام علي وآله للبري ص ١٢٢ والعثمانية للجاحظ ص ٢٩٣ والوافي بالوفيات ج ٢١ ص ١٨٣.

٨٨

الزهراء عليها‌السلام ترثي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

عن علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» قال : لما رمس رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» جاءت فاطمة «عليها‌السلام» ، فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينيها وبكت ، وأنشأت تقول :

ماذا على من شم تربة أحمد

أن لا يشم مدى الزمان غواليا

صبت عليّ مصائب لو أنها

صبت على الأيام عدن لياليا (١)

ونقول :

إننا نشير إلى أمرين :

أحدهما : أن هذا الشعر قد تضمن أنها «عليها‌السلام» قد واجهت مصائب كبيرة ، وعديدة ، وموت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ليس إلا إحدى المصائب ..

وهذا معناه : أنها قد قالت هذين البيتين بعد تعرضها للضرب ، وإسقاط الجنين ، واقتحام البيت ، وإشعال النار فيه ، وما إلى ذلك .. فإن هذه المصائب المتعددة يصح أن تصفها الزهراء «عليها‌السلام» بأنها لو صبت على الأيام

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٧ عن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي ، وعن ابن الجوزي في الوفاء ، وراجع : المغني لابن قدامة ج ٢ ص ٤١١ والحدائق الناضرة ج ٤ ص ١٦٩ والغدير ج ٥ ص ١٤٧ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٠ ص ٤٨٣ وج ٢٥ ص ٥٢٥ ونظم درر السمطين ص ١٨١ وروضة الواعظين للفتال النيسابوري ص ٧٥ وتفسير الآلوسي ج ١٩ ص ١٤٩ والفصول المهمة في معرفة الأئمة لابن الصباغ ج ١ ص ٦٧٢.

٨٩

صرنا لياليا.

ويؤكد ذلك : أن عليا «عليه‌السلام» حين دفن الزهراء «عليها‌السلام» خاطب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فقال : «فاحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج في صدرها لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستنبؤك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها» (١).

فهناك إذن مصائب عديدة وردت على الزهراء «عليها‌السلام» لم تصل أخبارها إلينا ، ولم تحدث بها الزهراء «عليها‌السلام» أحدا ، وليس استشهاد أبيها «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلا أحدها ، فما هي هذه المصائب والبلايا يا ترى؟!

الفطن الذكي هو الذي يدري!!

الثاني : قد اتضح مما تقدم : أن ثمة تدليسا ظاهرا في طريقة عرض ما جرى ، لأنه أراد أن يوهم أن الهدف من هذا الشعر هو الإشارة إلى مصابها بموت رسول الله دون ما عداه ، فادّعى : أن ذلك قد حصل بمجرد فراغهم من دفن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

وقال ابن سيد الناس : ولما دفن «عليه‌السلام» قالت فاطمة ابنته «عليها‌السلام» :

__________________

(١) الكافي ج ١ ص ٤٥٩ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ١٣٩ والبحار ج ٤٣ ص ١٩٣ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٠ ص ٢٦٥ ودلائل الإمامة للطبري (الشيعي) ص ١٣٨ وقاموس الرجال ج ١٢ ص ٣٢٥. وراجع : روضة الواعظين ص ١٥٢ ونهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٢ ص ١٨٢ وكشف الغمة ج ٢ ص ١٢٧.

٩٠

اغبر آفاق السماء وكورت

شمس النهار وأظلم العصران

فالأرض من بعد النبي كئيبة

أسفا عليه كثيرة الرجفان

فليبكه شرق البلاد وغربها

ولتكبه مضر وكل يمان

وليبكه الطود المعظم جوه

والبيت ذو الأستار والأركان

يا خاتم الرسل المبارك ضوءه

صلى عليك منزل الفرقان

ويروى أنها تمثلت بشعر فاطمة بنت الأحجم :

قد كنت لي جبلا ألوذ بظله

فتركتني أمشى بأجرد ضاح

قد كنت ذات حمية ما عشت لي

أمشى البراز وكنت أنت جناحي

فاليوم أخضع للذليل وأتقى

منه وأدفع ظالمي بالراح

وإذا دعت قمرية شجنا لها

ليلا على فنن دعوت صباح (١)

ولها «عليها‌السلام» :

كنت السواد لمقلتي

يبكي عليك الناظر

من شاء بعدك فليمت

فعليك كنت أحاذر (٢)

وقد نسبت هذه الأشعار لآخرين تمقلوا بها في مناسبات أخرة ، ولا مانع من التعدد.

__________________

(١) عيون الأثر لابن سيد الناس ج ٢ ص ٤٣٤. وراجع : المناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ٢٠٨ وسبل الهدى والرشاد ج ١٢ هامش ص ٢٨٧ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٩ ص ١٦١ وج ٢٥ ص ٥٢٣.

(٢) المناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ٢٠٨.

٩١

الزهراء عليها‌السلام تخاطب أنسا :

وتزعم بعض الروايات : أن السيدة فاطمة الزهراء «عليها‌السلام» خاطبت أنسا بن مالك بعبارات مؤثرة ، لتعبر له عن عميق حزنها على أبيها ، فقد رووا عن أنس قال : لما دفن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قالت فاطمة «عليها‌السلام» : يا أنس ، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» التراب؟! (١).

ونقول :

١ ـ إن كلام الزهراء «عليها‌السلام» مع أنس مشكوك في صحته ، فأنس أجنبي عن الزهراء «عليها‌السلام» ، ولم تكن الزهراء لتكلم رجلا أجنبيا إلا لضرورة ، وليس هذا من مواردها.

وإذا كان وجود الأجنبي الأعمى مع النساء مرفوضا عندها ، لأنه يشم الريح ، فما بالك بشاب في مقتبل العمر ، وهو بكامل قواه ، وفي أوج فتوته؟! مع ما عرفناه عن أنس من عدم التزامه خط الإستقامة في تعامله ، وحديث

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٧ عن البخاري ، وابن سعد ، والمجموع للنووي ج ٥ ص ٣٠٨ ونيل الأوطار ج ٤ ص ١٦١ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ٤١٠ وعمدة القاري ج ١٨ ص ٧٤ وفيض القدير ج ٥ ص ٤٧١ ورياض الصالحين للنووي ص ٧٥ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٥٩٢ ومنتخب مسند عبد بن حميد ص ٤٠٣ ومسند ابن راهويه ج ٥ ص ١٤ والمستدرك للحاكم ج ١ ص ٣٨٢ وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ٥ ص ١٤٤ ومسند أحمد ج ٣ ص ٢٠٤ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٣١١ وتاريخ بغداد ج ٦ ص ٢٥٩ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٤٣.

٩٢

الطائر المشوي ، وحديث عدم إقراره بحديث الغدير فدعا «عليه‌السلام» عليه ، واستجاب الله دعاءه فيه ليسا إلا شاهد صدق على ما نقول.

على أن نفس المضمون الذي نسب إليها «عليها‌السلام» لا يحمل أمرا ذا بال ، يستحق حتى أن تتفوه به السيدة الزهراء «عليها‌السلام» أمام رجل أجنبي كأنس؟! ..

ولو سلمنا أنها قالت ذلك بسبب حرقتها وشدة حزنها على أبيها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فلما ذا تختار أنسا لخطابها هذا ، ولا تخاطب به عليا «عليه‌السلام» ، أو عباسا ، أو سلمان ، أو أبا ذر ، أو غير هؤلاء ممن تعرف أن فقد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» سوف يحزنهم حقا ، وبدرجة كبيرة؟!

إلا إذا فرض : أن الزهراء «عليها‌السلام» تتهم فريقا من الناس بأنهم يودّون موت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وأن دفنه يفرحهم ، فيكون سؤالها لأنس بمثابة اتهام له ، وإفهامه هو وغيره بأنها على علم بما يفكر به هؤلاء ، وأن إظهارهم الحزن مجرد تمثيل ، يهدف إلى خداع الناس ، والتعمية عليهم.

على أن أنسا كان معروفا بانحرافه عن علي «عليه‌السلام» ، وقضيته معه في حديث الطير ، وكتمانه لحديث الغدير ، وإصابة دعوة علي له مما لا يخفى على أحد.

الجزع على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

روى المفيد بسنده إلى ابن عباس قال : لما توفي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» تولى غسله علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» والعباس معه ، والفضل

٩٣

بن العباس ، فلما فرغ «عليه‌السلام» من غسله كشف الإزار عن وجهه ، ثم قال : بأبي وأمي ، طبت حيا ، وطبت ميتا ، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك ، من النبوة ، والأنبياء ، خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك ، وعممت حتى صار الناس فيك سواء.

ولو لا أنك أمرت بالصبر ، ونهيت عن الجزع لأنفذنا عليك الشؤون ، ولكان الداء مما طلا ، والكمد محالفا ، وقلّا لك ، ولكنه ما لا يملك رده ، لا يستطاع دفعه.

ثم أكب عليه فقبل وجهه والإزار عليه (١).

والشؤون : هي منابع الدمع في الرأس.

ونقول :

قد يقال : إن عليا «عليه‌السلام» ذكر أن امتناعه عن إنفاذ ماء الشؤون عليه ، لأن ذلك يعد جزعا ، والنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أمر بالصبر ، ونهى عن الجزع.

مع أن ثمة نصا آخر مرويا عنه «عليه‌السلام» يخالف هذا المعنى ويدل على أنه لا مانع من الجزع عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، حيث يقول : «إن الصبر لجميل إلا عنك ، وإن الجزع لقبيح إلا عليك» (٢).

__________________

(١) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٢ ص ٢٢٨ والأمالي للمفيد ص ٦٠ و (نشر دار المفيد) ص ١٠٣ والبحار ج ٢٢ ص ٣٢٧ والبحار ج ٢٢ ص ٥٢٧ و ٥٤٢ والأنوار البهية ص ٤٥ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢ ص ١٦٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٤ وتمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل للباقلاني ص ٤٨٨.

(٢) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٤ ص ٧١ البحار ج ٧٩ ص ١٣٤ ودستور معالم ـ

٩٤

وقد جزع الإمام الصادق «عليه‌السلام» على ابنه إسماعيل جزعا شديدا (١) ، وجزع آدم على ابنه هابيل (٢).

ونجيب :

أولا : إنه لا منافاة بين ذلك كله ، فإن للجزع مراتب ، بعضها محرم مطلقا ، حتى لو كان جزعا على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» والوصي ، وهو ما يوجب اختلال الحال ، لمجرد كونه أبا أو قريبا ، أو لتخيله فوات أمر دنيوي بموته ، ومن دون أية فائدة أو عائدة ، لا على الإنسان في مزاياه وأخلاقه ، ولا على الدين ..

وهناك مرتبة من الجزع تحرم إذا كان المصاب بغير النبي والوصي ، وتحل إذا كان المصاب بهما «صلوات الله عليهما وآلهما». شرط أن يكون له فائدة على الإنسان في إيمانه وتقواه ، أو على نصرة الدين ، وحفظ المسلمين ، كجزع يعقوب على يوسف «عليهما‌السلام» ، الذي كان جزعا محبوبا لله

__________________

الحكم ص ١٩٨ وعيون الحكم والمواعظ للواسطي ص ١٥٠ وغرر الحكم ص ١٠٣ ونهاية الأرب ج ٥ ص ١٩٣ والبحار ج ٧٩ ص ١٣٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٤٩٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٩ ص ١٩٥.

(١) راجع : بحار الأنوار ج ٤٧ ص ٢٤٩ و ٢٥٠ ومستدرك سفينة البحار ج ٢ ص ٦٠.

(٢) البحار ج ١١ ص ٢٢٤ و ٢٣٠ و ٢٤٠ و ٢٦٤ وج ٢٣ ص ٥٩ و ٦٣ و ٦٤ وعلل الشرائع ج ١ ص ١٩ وتفسير العياشي ج ١ ص ٣٠٦ وتفسير القمي ج ١ ص ١٦٦ والتفسير الصافي ج ١ ص ٤١٦ وج ٢ ص ٢٩ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٤٣٢ و ٦١٦ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٣٤١ وقصص الأنبياء للراوندي ص ٥٨.

٩٥

ومطلوبا ، لأنه يعطيهم الإنطباع عن قيمة الإنسانية في الإنسان ، المتمثلة بما تجلى في يوسف «عليه‌السلام» من خصال الخير ، وحميد الصفات ، وفريد المزايا لدى أنبياء الله وأصفيائه ، وهو يؤكد عظم الخسارة بفقد هذا النوع من الناس.

بالإضافة إلى فوائد أخرى تعود على الجازع نفسه ، تكاملا ، وثباتا ، وصلابة في الدين ، وجهادا وصبرا في سبيل الله تعالى ، إلى الكثير من الفوائد الأخرى ..

فهذا الجزع المفيد جدا محبوب ومطلوب لله تعالى ، حتى لو أدى إلى العمى ، أو الخوف من أن يكون حرضا (١) أو أن يكون من الهالكين ..

وأما الجزع على الناس العاديين الذي لا دافع له إلا شدة التعلق العاطفي ، ولا فائدة منه ولا عائدة ، فهو مبغوض لله ، ومحرم على عباد الله تبارك وتعالى. لأنه إنما يعبر عن أنانية طاغية ، وحب عارم للدنيا ، وتعلق مقيت بها ، لأنه إنما يجزع على شيء فقده ، ولذة فاتته.

وربما يبلغ حدّ إظهار الإعتراض على قضاء الله تعالى وقدره.

وهذا يفسر لنا الروايات الصحيحة التي أكدت على استحباب الجزع على الإمام الحسين «صلوات الله وسلامه عليه» ، ويبين لنا المراد من قول علي «عليه‌السلام» وهو يرثي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إن الجزع قبيح إلا عليك الخ ..».

__________________

(١) حرض حرضا من باب تعب : أشرف على الهلاك. راجع مجمع البحرين ج ١ ص ٤٨٩.

٩٦

ثانيا : قد يشار هنا إلى جواب آخر أيضا ، وهو : أن الجزع ، وإن كان جائزا عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وله درجة من الثواب ، ولكن التجلد والصبر هو الأفضل ، والأكثر ثوابا لأن فيه المزيد من المشقة والجهد ، وهو أيضا يوجب ثبات الناس على دينهم ، وعدم السقوط أمام التحدي الكبير الذي ينتظرهم ، بل قد يتخذ منه بعض المغرضين ذريعة للتخلف عن جيش أسامة ، فأصبح بذلك مرجوحا ، وربما يكون محرما ، وإن كان لو لا ذلك لكان هو الأفضل والأرجح.

الخضر عليه‌السلام يعزي برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

عن أنس قال : لما قبض النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أحدق به أصحابه ، فبكوا حوله واجتمعوا ، فدخل رجل أشهب اللحية ، جسيم صبيح ، فتخطى [رقابهم] فبكى ، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : إن في الله عزاء من كل مصيبة ، وعوضا من كل فائت ، وخلفا من كل هالك ، فإلى الله فأنيبوا ، وإليه فارغبوا ، ونظره إليكم في البلاء ، فانظروا ، فإن المصاب من لم يجبره.

فانصرف ، وقال بعضهم لبعض : تعرفون الرجل؟!

قال أبو بكر وعلي : نعم ، هو أخو رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الخضر «عليه‌السلام» (١).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٤٠ عن ابن أبي الدنيا ، والحاكم ، والبيهقي ، ومسكن الفؤاد للشهيد الثاني ص ١٠٩ والبحار ج ٧٩ ص ٩٧ وتفسير الآلوسي ج ١٥ ص ٣٢٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٤٢٤ والبداية والنهاية ج ١ ـ

٩٧

ونقول :

أولا : قال الصالحي الشامي عن هذا الحديث : قد ذكر في كتاب الموضوعات (١).

وقال البيهقي : هذا منكر بمرة (٢).

وقال الذهبي : عباد بن عبد الصمد ، منكر الحديث (٣).

ثانيا : روى محمد بن عمر برجال ثقات ، وابن أبي حاتم ، وأبو نعيم عن علي «عليه‌السلام» : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لما قبض وكانت التعزية به جاء آت ، يسمعون حسه ولا يرون شخصه ، فقال : السلام عليكم ، أهل البيت ورحمة الله بركاته (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٤) إن في الله تعالى عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل فائت ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المحروم من حرم الثواب ، وإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله

__________________

ص ٣٨٧ وج ٥ ص ٢٩٨ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٦٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٥١ وقصص الأنبياء لابن كثير ج ٢ ص ٢٢٨.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٤٠.

(٢) دلائل النبوة للبيهقي ج ٧ ص ٢٦٩ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٤٢٤ والبداية والنهاية لابن كثير ج ٥ ص ٢٩٨ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٦٤.

(٣) ميزان الإعتدال ج ٢ ص ٣٦٩ وراجع : التاريخ الكبير البخاري ج ٦ ص ٤١ وضعفاء العقيلي ج ٣ ص ١٣٧ والجرح والتعديل للرازي ج ٦ ص ٨٢ وبيان خطأ البخاري للرازي ص ٧٥ وكتاب المجروحين لابن حبان ج ٢ ص ١٧٠ والكامل لابن عدي ج ٢ ص ٢١٠ وج ٤ ص ٣٤٢.

(٤) الآية ١٨٥ من سورة آل عمران.

٩٨

وبركاته ..

فقال علي : هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر «عليه‌السلام» (١).

ولعل هذا أقرب إلى الصواب ، والله هو العالم بالحقائق.

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٤٠ وفي هامشه عن : ابن سعد ج ٢ ص ٢١١ و (ط دار صادر) ج ٢ ص ٢٧٥ وانظر المطالب العالية ج ٤ ص ٢٥٩ وكنز العمال ج ٧ ص ٢٥١ والمعجم الكبير ج ٣ ص ١٢٩ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٥ والإصابة ج ٢ ص ٢٦٦ و ٢٦٧ والدر المنثور ج ٢ ص ١٠٧ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٤٤ وتفسير ابن أبي حاتم ج ٩ ص ٣٠٧٦ وراجع : البحار ج ٢٢ ص ٥٠٥ و ٥١٥ وج ٣٩ ص ١٣٢ والأمالي للصدوق ص ١٦٦ وعن إكمال الدين ص ٢١٩ و ٢٢٠ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ٨٤ وروضة الواعظين ص ٧٢ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٣٠٨.

٩٩
١٠٠