الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٣

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٣

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-225-0
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٩٢

برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويسوقهم إلى حقائق الإيمان ، من خلال تجسيدها ممارسة وعملا ، ولا يبقيها في دائرة النظرية والتوجيه والإرشاد ..

غسل مس الميت :

روى محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن القاسم الصيقل قال : كتبت إليه : جعلت فداك هل اغتسل أمير المؤمنين «عليه‌السلام» حين غسل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عند موته؟

فأجابه : النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» طاهر مطهر ، ولكن أمير المؤمنين «عليه‌السلام» فعل ، وجرت به السنة (١).

__________________

(١) البحار ج ٢٢ ص ٥٤٠ وتهذيب الأحكام ج ١ ص ٣٠ و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج ١ ص ١٠٨ وذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ج ٢ ص ٩٧ والحدائق الناضرة ج ٣ ص ٣٣١ والإستبصار للشيخ الطوسي ج ١ ص ١٠٠ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ١.

٤١
٤٢

الفصل الثامن :

تكفين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والصلاة عليه

٤٣
٤٤

الصلاة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

ورد في صحيحة أو حسنة الحلبي : عن الإمام الصادق «عليه‌السلام» أنه قال : «أتى العباس عليا أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، فقال : يا علي ، إن الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في بقيع المصلى ، وأن يؤمهم رجل منهم.

فخرج أمير المؤمنين «عليه‌السلام» إلى الناس ، فقال : أيها الناس ، إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إمامنا حيا وميتا. وقال : إني أدفن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في البقعة التي قبض فيها.

ثم قام على الباب فصلى عليه ، ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ويخرجون» (١). ولهذه الرواية نص آخر ورد في فقه الرضا «عليه‌السلام» لا يخلو من إشكال.

لكن ابن شهرآشوب ذكر في المناقب أن أبا جعفر «عليه‌السلام» قال : إنهم صلوا عليه يوم الإثنين وليلة الثلاثاء حتى الصباح ، ويوم الثلاثاء حتى صلى

__________________

(١) الكافي ج ١ ص ٤٥١ وفقه الرضا «عليه‌السلام» ص ١٨٨ والبحار ج ٢٢ ص ٥١٧ و ٥٤٠ وج ٧٨ ص ٣٠٢ وجواهر الكلام ج ١٢ ص ١٠٢ والحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٤٥١ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٣٤٨.

٤٥

عليه الأقرباء والخواص ، ولم يحضر أهل السقيفة ، وكان علي «عليه‌السلام» أنفذ إليهم بريدة ، وإنما تمت بيعتهم بعد دفنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

وروى سليم بن قيس أيضا ، عن سلمان قال : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لما غسله علي «عليه‌السلام» وكفنه أدخلني وأدخل أبا ذر والمقداد وفاطمة وحسنا وحسينا «عليهم‌السلام» ، فتقدم علي عليه‌السلام وصففنا خلفه وصلى عليه ، وعائشة في الحجرة لا تعلم قد أخذ الله ببصرها. ثم أدخل عشرة من المهاجرين وعشرة من الأنصار ، فكانوا يدخلون ويدعون ويخرجون ، حتى لم يبق أحد شهد من المهاجرين والأنصار إلا صلى عليه (٢).

ونلاحظ على هاتين الروايتين :

أولا : أن قولهم : إنهم استمروا في الصلاة عليه يوم الإثنين وليلة الثلاثاء حتى الصباح ، ويوم الثلاثاء لا يتلاءم مع ما ذكرته الرواية نفسها

__________________

(١) المناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ٢٠٦ والأنوار البهية ص ٤٨ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٦٣ و ٢٦٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٣٤٩ والدر النظيم ص ١٩٥ والبحار ج ٢٢ ص ٥٢٥.

(٢) كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص ١٤٣ وراجع : الإحتجاج ج ١ ص ١٠٦ والبحار ج ٢٢ ص ٥٠٦ وج ٢٨ ص ٢٦٢ وج ٧٨ ص ٣٨٥ والأنوار البهية ص ٤٧ والحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٤٥١ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٣٥٠ وجواهر الكلام ج ١٢ ص ١٠٣ وراجع : كشف اللثام (ط. ق) ج ١ ص ١٣٢ و (ط. ج) ج ٢ ص ٣٦٢ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٣ ص ٨٣ و (ط دار الإسلامية) ج ٢ ص ٧٧٩ وإعلام الورى ج ١ ص ٢٧٠ والحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٤٥١.

٤٦

من أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد دفن قبل انتهاء أهل السقيفة من سقيفتهم ، وليس من المعقول أن تستمر السقيفة هذا المقدار من الوقت ، فإن غاية ما يمكن قوله هو أنها استمرت بضع ساعات لا أكثر ، ولم تستمر قطعا من يوم الإثنين إلى يوم الثلاثاء.

ثانيا : قول رواية سليم : إنه لم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلا صلى على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لا يتلاءم أيضا مع القول بأن أهل السقيفة لم يحضروا دفن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وأن بيعتهم قد تمت بعد دفنه.

وما ورد في آخر الرواية يوضح ذلك حيث يقول : «حتى لم يبق أحد شهد من المهاجرين والأنصار إلا صلى عليه».

وبذلك تنسجم هاتان الروايتان فيما بينهما ، وتنسجمان أيضا مع صحيحة أو حسنة أبان بن عثمان ، ويرتفع ما يظهر منه التنافي والإختلاف فيما بينها.

وفي نص آخر قال : حتى لم يبق أحد في المدينة ، حر ولا عبد إلا صلى عليه (١).

وكانوا يصلون عليه أرسالا (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٢٩ و ٣٣٠ عن أحمد ، وأبي يعلى ، ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٣ ومسند أبي يعلى ج ٨ ص ٣٧١.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٢٩ ومسند أبي يعلى ج ١ ص ٣١ ونصب الراية ج ٢ ص ٣٥٠ وكنز العمال ج ٧ ص ٢٣٧ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ١٥٨ والكامل لابن عدي ج ٢ ص ٣٤٩ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٤ وتاريخ الأمم ـ

٤٧

ولم يؤم الصلاة على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أحد (١).

وقال ابن كثير وأبو عمر : إن هذا مجمع عليه ، ولا خلاف فيه (٢).

وبعض الروايات تصرح : بأن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو الذي أمرهم بذلك (٣).

__________________

والملوك ج ٢ ص ٤٥٢ و ٣٣٣ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٨٧ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٧٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣١ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٧٧ وكشاف القناع للبهوتي ج ٢ ص ١٣٠ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٥٢١ والجامع لأحكام القرآن ج ٤ ص ٢٢٥.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٢٩ و ٣٣٠ عن ابن إسحاق وغيره ، وأحمد وأبي يعلي ، ونيل الأوطار ج ٤ ص ٧٧ وكشاف القناع للبهوتي ج ٢ ص ١٣٠ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٥٢١ وكنز العمال ج ٧ ص ٢٣٧ ونصب الراية ج ٢ ص ٣٥٠ ومسند أبي يعلى ج ١ ص ٣١ والجامع لأحكام القرآن ج ٤ ص ٢٢٥ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ١٥٨ والكامل لابن عدي ج ٢ ص ٣٤٩ والثمر الداني للآبي ص ٢٧٢ وتنوير الحوالك ص ٢٣٨ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٥٢ و ٣٣٣ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٨٦ و ٢٨٧ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٧٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٢٨ و ٥٣١ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٧٨.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٠ و ٣٣١ وتنوير الحوالك ص ٢٣٨ والثمر الداني للآبي ص ٢٧٢ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٨٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٢٨ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٧٨.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٢٩ و ٣٣١ عن مسند أحمد ج ٥ ص ٨١ وعن ابن سعد ج ٢ ص ٢٢١ وعن الطبري ، وراجع : تلخيص الحبير ج ٥ ص ١٨٧ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٧٧ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٧ والإستيعاب (ط دار الجيل)

٤٨

وعند مجد الدين الفيروزآبادي في القاموس : صلوا عليه فنادى مناد : صلوا أفواجا بلا إمام (١).

قال المفيد : «ولما فرغ من غسله تقدم فصلى عليه وحده ، ولم يشركه معه أحد في الصلاة عليه.

وكان المسلمون يخوضون في من يؤمهم في الصلاة عليه ، وأين يدفن ، فخرج إليهم أمير المؤمنين «عليه‌السلام» وقال لهم : إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إمامنا حيا وميتا ، فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم ، فيصلون عليه بغير إمام ، وينصرفون ..

إلى أن قال : فسلم القوم بذلك ، ورضوا به» (٢).

صلاة أهل السقيفة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وقد صرحت بعض الروايات المتقدمة : بأنه لم يبق في المدينة حر ولا عبد إلا صلى على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٣).

__________________

ج ٤ ص ١٧١٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤ ص ٢٩٦ وأسد الغابة ج ٥ ص ٢٥٤ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٣٨.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٠. وراجع : التنبيه والإشراف ص ٢٤٥.

(٢) الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٨٧ والبحار ج ٢٢ ص ٥١٧ وراجع ص ٥٢٤ و ٥٢٩ و ٥٣٦ عن فقه الرضا ص ٢٠ والأنوار البهية ص ٤٧ وينابيع المودة ج ٢ ص ٣٣٩ وعن كفاية الأثر ص ٣٠٤.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٢٩ و ٣٣٠ عن أحمد وأبي يعلى ، ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٣ ومسند أبي يعلى ج ٨ ص ٣٧١.

٤٩

وزعم حرام بن عثمان : أن أبا بكر قد أمّهم في الصلاة عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

قال محمد بن عمر الأسلمي : حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال : وجدت هذا في صحيفة بخط أبي فيها : أنه لما كفن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ووضع على سريره دخل أبو بكر وعمر فقالا : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. ومعهما نفر من المهاجرين والأنصار قدر ما يسع البيت ، فسلموا كما سلم أبو بكر وعمر ، وصفوا صفوفا لا يؤمهم أحد ، فقال أبو بكر وعمر ـ وهما في الصف الأول حيال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ـ : اللهم إنا نشهد أنه قد بلغ ما أنزل إليه ، ونصح لأمته ، وجاهد في سبيل الله تعالى ، حتى أعز الله تعالى دينه وتمت كلماته ، فآمن به وحده لا شريك له ، فاجعلنا يا إلهنا ممن يتبع القول الذي أنزل معه ، واجمع بيننا وبينه حتى يعرفنا ونعرفه ، فإنه كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما ، لا نبتغي بالإيمان بدلا ، ولا نشتري به ثمنا أبدا.

فيقول الناس : آمين آمين!

ثم يخرجون ويدخل آخرون ، حتى صلى عليه الرجال ، ثم النساء ، ثم الصبيان (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣١ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٧٧.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٢٨ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٨٦ وتنوير الحوالك ص ٢٣٩ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ٢٩٠ وكنز العمال ج ٧ ص ٢٢٨ وراجع : إمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٥٨٣.

٥٠

ونقول :

إننا لا نريد التحدث عن ضعف سند رواية حرام بن عثمان ، وانقطاعه ، وإنما نكتفي بالإشارة إلى ما يلي :

أولا : إنهم يقولون : ولم يحضر أهل السقيفة ، وكان علي أنفذ إليهم بريدة (١).

ثانيا : سؤال علي «عليه‌السلام» حين فرغ من دفن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن خبر أهل السقيفة (٢).

ثالثا : هناك خلاف في وقت دفن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، هل دفن ليلة الثلاثاء. أم بعد وفاته بساعات؟! أم دفن يوم الثلاثاء؟! مع تصريحهم بأن أهل السقيفة قد فرغوا من سقيفتهم في يوم الثلاثاء بالذات ، فراجع (٣).

رابعا : إن النص الذي ترويه لنا هذه الرواية ليس هو نص الصلاة على الميت ، لا عند السنة ولا عند الشيعة ، وإنما هو مجرد دعاء وشهادة.

كيفية الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

يستفاد من الرواية التي نحن بصدد الحديث عنها أن الصلاة على النبي

__________________

(١) المناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ٢٠٥ و ٢٠٦ والأنوار البهية ص ٤٨ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٦٣ و ٢٦٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٣٤٩ والدر النظيم ص ١٩٥ والبحار ج ٢٢ ص ٥٢٥ وعن إعلام الورى ص ١٤٣ و ١٤٤.

(٢) راجع : الأمالي للسيد المرتضى ج ١ ص ١٩٨.

(٣) راجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.

٥١

«صلى‌الله‌عليه‌وآله» إنما كانت مجرد دعاء وشهادة ، وهذا هو ما تؤكده سائر النصوص الأخرى أيضا ، حيث دلت على أن عليا وأهل البيت «عليهم‌السلام» معه دون غيرهم هم الذين صلوا على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الصلاة المشروعة على الميت .. ويدل على ذلك أيضا ما يلي :

١ ـ صرح ابن سعد في رواية له عن علي «عليه‌السلام» بكيفية صلاتهم على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : فكان يدخل الناس رسلا رسلا ، فيصلون عليه صفا صفا ، ليس لهم إمام ، يقولون : سلام عليك أيها النبي ، ورحمة الله وبركاته (١).

٢ ـ وروى سالم بن عبد الله قال : قالوا لأبي بكر : هل يصلّى على الأنبياء؟!

قال : يجيء قوم فيكبرون ، ويدعون ، ويجيء آخرون ، حتى يفرغ الناس (٢).

ملاحظة : لعل الذي دعا أبا بكر إلى إنكار الصلاة على الأنبياء بعد موتهم هو تبرير عدم حضوره للصلاة على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، بسبب انشغاله بالسقيفة ..

٣ ـ قيل للإمام الباقر «عليه‌السلام» : كيف كانت الصلاة على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟

فقال : لما غسله أمير المؤمنين كفنه وسجاه ، وأدخل عليه عشرة ، فداروا

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٢٩ وراجع : تنوير الحوالك ص ٢٣٩ وكنز العمال ج ٧ ص ٢٥٤ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٩١.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٠ وتنوير الحوالك ص ٢٣٩ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٤ ص ٣٩٨.

٥٢

حوله ثم وقف أمير المؤمنين في وسطهم ، فقال : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (١) ، فيقول القوم مثل ما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة وأهل العوالي (٢).

٤ ـ قال في «المورد» نقلت من خط شيخنا الحافظ الزاهد أبي عبد الله محمد بن عثمان المعروف بالضياء الرازي قال : قال سحنون بن سعيد : سألت جميع من لقيت من فقهاء الأمصار من أهل المغرب والمشرق ، عن الصلاة على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعد وفاته : هل صلوا عليه؟ وكم كبر عليه؟ فكل لم يدر حتى قدمت المدينة ، فلقيت عبد الله بن ماجشون فسألته فقال : صلّي عليه اثنان وتسعون صلاة ، وكذلك صلّي على عمه حمزة.

قال : قلت : من أين لك هذا دون الناس؟

قال : وجدتها في الصندوق التي تركها مالك ، وفيه عميقات المسائل ، ومشكلات الأحاديث بخطه عن نافع عن ابن عمر.

قال الحافظ أبو الفضل العراقي في سيرته المنظومة :

وليس ذا متصل الإسناد

عن مالك في كتب النقاد (٣)

فهذا يعطي : أن أحدا من سائر المسلمين لم يصل على رسول الله «صلى

__________________

(١) الآية ٥٦ من سورة الأحزاب.

(٢) راجع : الكافي ج ١ ص ٤٥٠ والمناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ٢٠٦ والبحار ج ٢٢ ص ٥٣٩ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٣٤٨ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٦٣ و ٢٦٥ والحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٤٥٠ وتفسير نور الثقلين ج ٤ ص ٣٠٤.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٢.

٥٣

الله عليه وآله» ، ولا سيما مع كون ابن القصار حكى الخلاف : هل صلوا عليه الصلاة المعهودة ، أو دعوا فقط؟! وهل صلوا عليه أفرادا أو جماعة؟! (١).

وقد يؤيد ذلك : ما أوضحناه في الجزء الأول من هذا الكتاب من فشوّ جهل الناس آنئذ بأحكام الشريعة ، فلا نتوقع أن يكون كثير منهم وقتئذ يحسنون الصلاة على الميت ، بل لعل بعض من كان مشاركا في السقيفة لم يكن يحسنها أيضا.

٥ ـ قولهم : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أوصى بأن يصلّى عليه بدون إمام ، يقابله ما تقدم من أنه أوصى عليا «عليه‌السلام» بأن يصلي عليه. وقد فعل.

إلا إذا كان المقصود : أن الناس الآخرين ـ باستثناء علي «عليه‌السلام» وأهل بيته ـ إذا أرادوا الصلاة عليه ، فليصلوا عليه من دون إمام ، حتى لا يتخذ ذلك ذريعة لادّعاء : أن الإمام في الصلاة عليه هو الإمام للأمة.

ثم قد يدعي محبو ذلك الذي يتصدى لهذا الأمر : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو الذي أمره بذلك ، أو أوصى إليه به ، ليجعلوا ذلك إشارة إلى خلافته ..

وقد تنبه إلى ما ذكرناه المحقق البحراني أيضا حيث قال : «وأنت خبير بأنه ربما ظهر من التأمل في هذه الأخبار الواردة في صلاة الناس على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فوجا فوجا إنما هو بمعنى الدعاء خاصة ، وأنه لم يصل

__________________

(١) نيل الأوطار ج ٤ ص ٧٧ وتلخيص الحبير ج ٥ ص ١٨٧.

٥٤

عليه الصلاة المعهودة إلا علي «عليه‌السلام» مع هؤلاء النفر الذين تضمنهم حديث الإحتجاج ، وإليه تشير أيضا صحيحة الحلبي أو حسنته.

وقوله فيها : «ثم قام علي «عليه‌السلام» على الباب فصلى عليه ثم أمر الناس الخ ..» فإن ظاهر صحيح أبي مريم الأول وقوله فيه : «فإذا دخل قوم داروا به وصلوا ودعوا له» أنهم يحيطون به من جميع الجهات ويدعون له ، وهكذا من يدخل بعدهم.

وكذا قوله في حديثه الثاني : «ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله ـ يعني بعد ما صلى عليه أمير المؤمنين «عليه‌السلام» كما دل عليه خبر الإحتجاج ـ ثم وقف أمير المؤمنين «عليه‌السلام» في وسطهم فقال : .. الحديث». فإنه ظاهر في أن الصلاة كانت بهذه الكيفية كما يدل عليه قوله : «فيقول القوم كما يقول».

وإليه يشير قوله في حديث جابر : «إنه سمع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يقول في حال صحته : «أن هذه الآية نزلت عليه في الصلاة عليه بعد الموت» ولا ريب أن الصلاة في الآية إنما هي بمعنى الدعاء (١).

تكفين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

عن ابن عباس : إن مما أوصى به النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عليا «عليه‌السلام» قوله : وكفني في طمريّ هذين ، أو في بياض مصر وبرد اليمان. ولا تغال في كفني (٢).

__________________

(١) الحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٤٥١.

(٢) البحار ج ٢٢ ص ٥٠٧ والأمالي للصدوق ص ٧٣٢ وروضة الواعظين للفتال ـ

٥٥

وروي أن عليا «عليه‌السلام» غسل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في قميص. وكفنه في ثلاثة أثواب : ثوبين صحاريين ، وثوب حبرة يمنية (١).

وعن زيد الشحام ، قال : سئل أبو عبد الله «عليه‌السلام» عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : بما كفن؟

قال : في ثلاثة أثواب : ثوبين صحاريين وبرد حبرة (٢).

__________________

النيسابوري ص ٧٢ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٠٦ و ٢٢٢ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٢٣١ و ٢٣٦ و ٢٤٠.

(١) البحار ج ٢٢ ص ٥١٦ وج ٢٢ ص ٥٣٨ وج ٤٧ ص ٣٦٨ وج ٧٨ ص ٣١٨ و ٣٣٣ وفقه الرضا ص ٢٠ و (بتحقيق مؤسسة آل البيت) ص ١٨٣ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٠٥ و ٢٠٦ و ٢٠٧ وذكرى الشيعة في أحكام الشريعة للشهيد الأول ج ١ ص ٣٦١ وراجع : التحفة السنية (مخطوط) للسيد عبد الله الجزائري ص ٣٥٢ ورياض المسائل للطباطبائي ج ٢ ص ١٦٨ ومستند الشيعة للمحقق النراقي ج ٣ ص ١٨٠ وجواهر الكلام للشيخ الجواهري ج ٤ ص ١٩٦ والكافي ج ١ ص ٤٠٠ ودعائم الإسلام ج ١ ص ٢٣١ وتهذيب الأحكام ج ١ ص ٢٩١ و ٢٩١ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٣ ص ٧ و ٨ و ٩ و ١١ والوسائل (ط دار الإسلامية) ج ٢ ص ٧٢٦ و ٧٢٧ و ٧٢٨ و ٧٢٩ والمصنف للصنعاني ج ٣ ص ٤٢١ والفايق في غريب الحديث ج ٢ ص ٢٣٧.

(٢) البحار ج ٢٢ ص ٥٣٨ عن الكافي (الفروع) ج ١ ص ٤٠ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ٤٠٠ والمصنف للصنعاني ج ٣ ص ٤٧٤ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ١٤٥ والإستذكار لابن عبد البر ج ٣ ص ٣ و ٥٣ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٣٨ وتفسير نور الثقلين ج ٣ ص ٣٢٩ وقاموس الرجال ج ٩ ص ١٠٤ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٨٥ والكامل لابن عدي ج ٢ ص ٣٥١ ـ

٥٦

وصحار : قرية باليمن.

وقيل : هو من الصحرة. وهي حمرة خفية كالغبرة ، يقال : ثوب أصحر ، وصحاري.

علي عليه‌السلام كفن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وحده :

وقد تولى علي «عليه‌السلام» وحده تكفين رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أيضا ، فقد ورد في حديث المناشدة يوم الشورى قوله «عليه‌السلام» : فهل فيكم من كفن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ووضعه في حفرته غيري (١).

ونقول :

حديث أهل البيت عليهم‌السلام هو الأصح :

إن إيمان أي إنسان لا يتم إلا إذا كان على يقين بأن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان يهتم بمراعاة أحكام الشريعة ، واختيار كل ما هو أفضل وأقرب إلى رضا الله تبارك وتعالى .. وكذلك كان علي «عليه‌السلام» الذي تولى تغسيل وتكفين وتجهيز ودفن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

__________________

ـ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١١٤ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٥١ والتنبيه والإشراف ص ٢٤٤ والبداية والنهاية لابن كثير ج ٥ ص ٢٨٤ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٦٣ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٧٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٢٤.

(١) البحار ج ٢٢ ص ٥٤٣ والأمالي للشيخ ج ٢ ص ٤ و ٦ و (ط دار الثقافة) ص ٥٤٧.

٥٧

فإذا كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أوصى عليا «عليه‌السلام» بأن يتولى ذلك كله ، وكان علي «عليه‌السلام» على علم تام بكل ما هو أفضل ، سواء أصرّحت النصوص بأنه «عليه‌السلام» قد سأل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن تفاصيل ما سيقوم به ، أو أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نفسه بادر إلى بيانها له ، أو لم تصرح بشيء من ذلك ، فالمتوقع هو أن ينفذ «عليه‌السلام» وصية رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بكل دقة ، وأن يتوخى الأرجح والأفضل من ذلك كله عند الله تبارك وتعالى ..

ومن جهة أخرى ، فإننا إذا أردنا أن نتحرى الدقة والصحة في معرفة الحكم الشرعي ، والتوجيه الإلهي لما هو أفضل وأمثل ، فعلينا أن نتوجه إلى نفس ذلك الذي أوصانا النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بأن يتولى ذلك منه ، وقد قام بالمهمة على أفضل وجه واتمه ، فنسأله عما فعل ، ونأخذ به على أنه هو الراجح والمرضي لله دون سواه.

وعلينا أن نعتبر ما يخالف ما يخبرنا به أنه قد حصل الوهم فيه ، أو تعرض للتلاعب والتزوير ..

وقد ذكرنا آنفا : أن عليا وأهل بيته «عليهم‌السلام» يقولون : إنه «عليه‌السلام» قد كفنه بثوبين صحاريين ، وبردة حبرة يمنية ..

وقد روى أبو داود عن جابر هذا المعنى أيضا (١).

فلا قيمة لكل ما رووه مما يخالف ذلك ، ومع ذلك نقول :

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٢٦ عن أبي داود بإسناد حسن ، وقال في هامشه : أخرجه أبو داود (٣١٥). ونيل الأوطار ج ٤ ص ٧١ وتحفة الأحوذي ج ٤ ص ٦٥.

٥٨

تناقض روايات أهل السنة :

إن تناقض الروايات الواردة من غير طريق علي وأهل بيته «عليهم‌السلام» يكفي للريب في صحتها ، ولإسقاطها عن درجة الإعتبار ، فكيف إذا كانت التناقضات قد ظهرت في روايات الراوي الواحد ، مثل الروايات عن عائشة وابن عباس مثلا؟! إذ لا ريب في أن هذا التناقض يدل على أن شيئا واحدا من هذه المتناقضات يحتمل في حقه الصحة ، ويحكم على الباقي بأنه ساقط ومكذوب بلا ريب.

وبذلك نعرف : أن ما رواه أبو داود مما يتوافق مع المروي عن علي وأهل البيت «عليهم‌السلام» هو الأقوى والأقرب إلى الإعتبار.

وللتدليل على صحة ما نقول نذكر من رواياتهم المتناقضة خصوص ما ذكره الصالحي الشامي ، ونكتفي به عما سواه ، وهو ما يلي :

روى الشيخان والبيهقي عن عائشة : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة (١).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٢٦ وقال في هامشه : أخرجه البخاري ج ٣ ص ١٣٥ (١٢٦٤) و (ط دار الفكر) ج ٢ ص ٧٧ و ١٠٦ ومسلم ج ٢ ص ٦٤٩ (٤٥ / ٩٤١) ومالك في الموطأ ج ١ ص ٢٢٣ (٥) وأبو داود (٣١٥١ و ٣١٥٢) وابن سعد ج ٢ ص ٢١٥ وأحمد ج ٦ ص ٤٠ و ٩٣ و ١١٨ و ١٢٣ و ١٦٥ والبيهقي في الدلائل ج ٧ ص ٢٤٦ والنسائي ج ٤ ص ٣٥ و ٣٦. وراجع : المعتبر للمحقق الحلي ج ١ ص ٢٧٩ وكتاب الأم للشافعي ج ١ ص ٣٠٣ والمبسوط للسرخسي ج ٢ ص ٦٠ و ٧٣ وبدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ج ١ ص ٣٠٦

٥٩

ورواه ابن ماجة : وزاد : فقيل لعائشة : إنهم كانوا يزعمون أنه قد كان كفن في حبرة.

فقالت : قد جاؤوا ببرد حبرة ، فلم يكفنوه فيها (١).

وفي رواية للشيخين وأبي داود : وأدرج رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في حلة يمانية كانت لعبد الرحمن بن أبي بكر ، ثم نزعت عنه ، وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية ليس فيها قميص ولا عمامة.

وفي رواية أخرى لهما : أما الحلة فاشتبه على الناس فيها أنها اشتريت ليكفن فيها ، فتركت الحلة ، وكفن في ثلاث أثواب بيض سحولية ، فأخذها عبد الله بن أبي بكر ، فقال : احبسها حتى أكفن فيها.

ثم قال : لو رضيها الله تعالى لنبيه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لكفنه فيها ، فباعها وتصدق بثمنها (٢).

__________________

والمغني لابن قدامة ج ٢ ص ٣٢٩ والشرح الكبير لابن قدامة ج ٢ ص ٣٣٩ والمحلى لابن حزم ج ٥ ص ١١٨ وبداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد ج ١ ص ١٨٦ ونيل الأوطار ج ٤ ص ٧٠ وكتاب المسند للشافعي ص ٣٥٦ وسنن النسائي ج ٤ ص ٣٥. بالإضافة إلى مصادر كثيرة أخرى.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٢٦ وقال في هامشه : عن الدلائل للبيهقي ج ٧ ص ٢٤٨ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ٣٩٩ و (ط دار الفكر) ج ٣ ص ٤٠١ وأبو داود (٣١٤٩). وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٤٧٢.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٢٦ وقال في هامشه : عن ابن ماجة ج ١ ص ٤٧٢ (١٤٦٩).

وراجع : صحيح مسلم ج ٣ ص ٤٩ وكنز العمال ج ٧ ص ٢٥٧ والطبقات الكبرى لابن

٦٠