الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٣

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٣

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-225-0
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٩٢

بمنزلتكم ، فنحن الأمراء وأنتم الوزراء» (١).

توضيح خطبة أبي بكر :

وهذه الكلمات كانت هي الرشوة الشكلية التي قدموها للأنصار ، حين ذكروا سابقتهم وفضلهم ، واعتبروهم أول من آمن ونصر ، وجعلهم الله موضع هجرة نبيهم ، وفيهم جلة أزواجه واصحابه ، فأرضوا بذلك غرور الأنصار واستمالوهم به.

ولكنهم فضلوا المهاجرين عليهم ، فهم في الدرجة التي تلي درجة المهاجرين.

ثم تحاشوا أي تعبير يدل على استبعادهم ، بل هم أزاحوهم عن موقعهم بطريقة تفيد أن لهم نصيبا في هذا الأمر ، حيث أعطوا الأمارة للمهاجرين والوزارة للأنصار.

وأوقعوا بين الأنصار الخلاف ، وأسالوا لعاب الكثيرين منهم ، وأذكوا طموحهم للتوثب على هذا الأمر ، ومنافسة سعد بن عبادة فيما يرشح نفسه له.

وحركوا عصبياتهم القبلية (التي وصفها النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالنتنة).

وذكروهم بما كان بينهم في الجاهلية من حروب وترات ، وجراح وآلام ، وأذكوا نيران الحقد والإحن في قلوبهم ، وادّعوا لهم : أنها لا تنسى ، ولا تداوى ، مع أن الإسلام قد أخمدها ، وكان البلسم الشافي لها ، لو التزموا

__________________

(١) راجع : البيان والتبيين ج ٣ ص ١٨١ وراجع : تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٥٧ والبحار ج ٢٨ ص ٣٣٥ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٢٩.

٣٠١

بأحكامه وتعاليمه.

ثم هددوهم ..

وأهانوهم ، وأهانوا سيدهم ، الذي يرشح نفسه لهذا الأمر ، واعتبروه ناعقا ، بل اعتبروا كل من يطلب منهم هذا الأمر ناعقا أيضا ..

وتحاشوا أن يفضلوا المهاجرين بصورة مطلقة على الأنصار ، لأن ذلك لن يكون مقبولا ، مع وجود كثير من المهاجرين ممن لا يحسن ذكر أفاعيلهم ، لأنها ستكون مخجلة ومضرة ، فاكتفوا بالإشارة إلى تقدم خصوص المهاجرين الأولين على من عداهم.

وجعلوا أنفسهم حكاما في هذا الأمر ، فهم الذين يقررون لأنفسهم ولغيرهم ..

وأثبتوا لأنفسهم الأحقية في هذا الأمر .. فإنهم هم أولياء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وعشيرته .. وأسقطوا حجة الأنصار فيه ، وجعلوهم مبطلين.

وأعادوا الحكم إلى شريعة الجاهلية ، واستبعدوا حكم الإسلام فيه.

وأخرجوا موقف الأنصار عن دائرة التدبير الحكيم.

وجعلوه من أعمال الفتنة ، بهدف إثارة الخوف والشك لدى كل من يريد أن يشاركهم في مشروعهم ، فربما يكون عمله إسهاما في مشروع الفتنة.

وأدخلوا بذلك اليأس إلى قلوب الأنصار من أن يخضع لهم الناس ، فإن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش ..

وكان أبو بكر يسوق ذلك كله ، وكأنه من الأمور البديهية والمسلمة.

ثم جاء عمر بن الخطاب ليؤكد ذلك التهديد والوعيد ، وسائر المضامين التي سجلها أبو بكر ، فقال مجيبا على مقولة : منا أمير ومنكم أمير.

٣٠٢

«لا يجتمع اثنان في قرن ، والله لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم ، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم ، وولي أمورهم منهم.

ولنا بذلك على من أبى من العرب الحجة الظاهرة ، والسلطان المبين.

من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل ، أو متجانف لإثم ، أو متورط في هلكة» (١).

وبعد أن أظهر بشير بن سعد اقتناعه بحجة أبي بكر وعمر ، وتسليمه بأن لا نصيب للأنصار في الحكم والحاكمية ، بادر أبو بكر إلى إظهار زهده في هذا الأمر ، والتحدث بطريقة توحي أنه ينأى بنفسه عن هذا المقام ، وأنه إنما كان يتكلم لمجرد إحقاق الحق ، فقال مشيرا إلى عمر ، وإلى أبي عبيدة : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فأيهما شئتم فبايعوا.

لقد قال هذا مع علمه بأن هذين الرجلين سيردان الأمر إليه ، ربما لأنهم كانوا متفقين على ذلك.

وربما لعلمه بعدم جرأتهما على القبول بالتقدم عليه لأكثر من سبب ..

وهكذا كان ، فبايعاه وسبقهما بشير بن سعد بالبيعة ، وبايعه أيضا أسيد بن حضير ، وعويم بن ساعدة ، ومعن بن عدي ، وسالم مولى أبي حذيفة فيما قيل.

__________________

(١) راجع : الإحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٩٢ والبحار ج ٢٨ ص ١٨١ و ٣٤٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٩ والسقيفة وفدك للجوهري ص ٦٠ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٥٧ والإمامة والسياسة (بتحقيق الزيني) ج ١ ص ١٥ و (بتحقيق الشيري) ج ١ ص ٢٥ والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج ٣ ص ١٨٨.

٣٠٣

وترك هؤلاء سقيفة أولئك ، ليواصلوا فيها نزاعاتهم ، وخرجوا إلى المسجد لمعالجة امر علي وبني هاشم ، وذلك بوضعهم أمام الأمر الواقع ، ومواجهتهم بأمر قد قضي ، ولا مجال للنقاش فيه ولا للعودة عنه.

الذين لم يبايعوا أبا بكر :

وقد تخلف عن بيعة أبي بكر جماعة منهم : بنو هاشم ، وعلي ، والعباس ، والفضل بن العباس ، وعتبة بن أبي لهب ، وسعد بن عبادة ، وسلمان ، وعمار ، والمقداد ، وأبو ذر ، وأبي بن كعب ، وسعد بن أبي وقاص ، والزبير ، وطلحة ، والبراء بن عازب ، وخزيمة بن ثابت ، وفروة بن عمرو الأنصاري ، وخالد بن سعيد بن العاص (١).

والذين بايعوه إنما بايعوه كرها (٢).

ومن المقولات المشهورة قول أبي بكر : «إن بيعتي كانت فلتة وقى الله

__________________

(١) مروج الذهب ج ٢ ص ٣٠١ والعقد الفريد ج ٤ ص ٢٥٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٣١ وأسد الغابة ج ٣ ص ٢٢٢ وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج ٣ ص ٢٠٨ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٢٥ و ٣٣١ وتاريخ اليعقوبي (ط الغري) ج ٢ ص ١٠٣ و ١٠٥ وسمط النجوم العوالي ج ٢ ص ٢٤٤ والسيرة الحلبية (ط البيهة بمصر) ج ٣ ص ٣٥٦ والمختصر لأبي الفداء ج ١ ص ١٥٦.

وراجع : الرياض النضرة ج ١ ص ١٦٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ١٨٨ وابن عبد ربه ج ٣ ص ٦٤ وتاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٥٦ وابن شحنة (بهامش الكامل) ج ١١ ص ١١٢ والجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد ج ٢ ص ١٣٠ ـ ١٣٤.

(٢) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ٢١٩ وج ٦ ص ٩ و ١١ و ١٩ و ٤٠ و ٤٧ و ٤٨ و ٤٩.

٣٠٤

شرها ، وخشيت الفتنة» (١).

وسمع عمر ، وهو في مسيره إلى الحج أن الزبير قال : لو قد مات عمر لقد بايعت عليا.

فلما بلغ المدينة صعد المنبر وقال : إنه قد بلغني أن فلانا قال : لو قد مات عمر لقد بايعت عليا ، لا يغرن امرأ أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، وقى الله شرها ، فتمت والله.

أو قال : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، وقى الله شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه (٢).

__________________

(١) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٥٠ وج ٦ ص ٤٧ وأنساب الأشراف البلاذري ج ١ ص ٥٩٠ وسبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣١٤ عنه. وراجع : كتاب الأربعين للشيرازي ص ١٥٤ والمراجعات للسيد شرف الدين ص ٣٣٧ والسقيفة وفدك للجوهري ص ٤٦.

(٢) راجع : صحيح البخاري (كتاب الحدود ، باب رحم الحبلى من الزنا إذا أحصنت) (ط محمد علي صبيح) ج ٨ ص ٢٠٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٢٣ و ٢٦ و ٢٩ وج ٦ ص ٤٧ والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الجيل) ج ٤ ص ٢٢٦ والنهاية لابن الأثير ج ٣ ص ٤٦٦ وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف بمصر) ج ٣ ص ٣٠٥ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٢٧ ولسان العرب ج ٢ ص ٣٧١ وتاج العروس ج ١ ص ٥٦٨ والصواعق المحرقة (ط المحمدية) ص ٨ و ١٢ و ٣٤ و ٣٦ وتاريخ الخلفاء ص ٦٧ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٦٠ و ٣٦٣ ومسند أحمد ج ٦ ص ٥٥ وأنساب الأشراف ج ٥ ص ١٥ والرياض النضرة ج ١ ص ١٦١ وتيسير الوصول ج ٢ ص ٤٢ و ٤٤ وتمام المتون للصفدي ص ١٣٧ والملل والنحل (ط دار المعرفة) ج ١ ص ٢٢ والتمهيد للباقلاني ج ١ ص ١١٦.

٣٠٥

و «الفلتة» : بفاء ، فلام ، فمثناة فوقية.

والفجأة : ما وقع من غير إحكام ، وذلك أنهم لم ينظروا في بيعة أبي بكر بإجماع الصحابة ، وإنما ابتدرها عمر مخافة الفرقة.

وقيل : يجوز أن يريد بالفلتة الخلسة بمعنى : أن الإمامة يوم السقيفة مالت إلى توليتها الأنفس ، ولذلك كثر فيها التشاجر ، فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعا من الأيدي ، واختلاسا. ومثل هذه البيعة جديرة أن تكون مثيرة للفتن ، فعصم الله من ذلك ، ووقى شرها (١).

أبو بكر لم يدع النص :

والأهم من ذلك : أن أبا بكر نفسه لم يكن يدعي النص عليه بالخلافة ، ولم يكن يدّعيها له أيضا أبو عبيدة ، وعمر ، وعائشة ، فضلا عن غيرهم ..

ويشهد لذلك : أن أبا بكر لم يستطع أن يلمح لشيء من هذا القبيل في اجتماع السقيفة ، وقد كان بأمس الحاجة إلى التلميح فضلا عن التصريح ..

فلم يقل مثلا : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد انتدبني للصلاة بالناس في مرض موته .. كما أنه لم يشر إلى أي شيء آخر في هذا السياق ، بل اكتفى بالإستدلال على الأنصار بقوله : «لن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، أوسط العرب نسبا ودارا» (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣١٨. والفايق في غريب الحديث للزمخشري ج ٣ ص ٥٠.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣١٢. وراجع : الطرائف لابن طاووس ص ٤٨٣ ومسند أحمد ج ١ ص ٥٦ وصحيح البخاري ج ٨ ص ٢٧ والسنن الكبرى ـ

٣٠٦

وقال : «ونحن عشيرته ، وأقاربه ، وذوو رحمه» (١).

كما أنه قال لأهل السقيفة : إنه قد رضي لهم أحد الرجلين : عمر ، وأبا عبيدة حسبما تقدم ، فلو كان هناك نص عليه لم يصح له التخلف عنه ، ولا الإجتهاد في مخالفته.

وعمر بن الخطاب لم يستدل على الأنصار بالنص أيضا في السقيفة ، بل قال : من ينازعنا سلطان محمد ، ونحن أولياؤه وعشيرته (٢).

بل إن أبا بكر نفسه قد أعلن في مرض موته عن عدم وجود نص أصلا ، فقد روي بسند صحيح : أنه تحدث عن ثلاثة أشياء ، فعلها ودّ أنه لم يفعلها ، وثلاثة أشياء لم يفعلها ودّ أنه فعلها ، وثلاثة أشياء ودّ أنه سأل عنها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

__________________

للبيهقي ج ٨ ص ١٤٢ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٤ وج ١٢ ص ١٣٥ و ١٣٦ وعمدة القاري ج ٢٤ ص ١١ والمصنف للصنعاني ج ٥ ص ٤٤٣ وصحيح ابن حبان ج ٢ ص ١٥٠ وكنز العمال ج ٥ ص ٦٤٦ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ١٥٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٠ ص ٢٨٢ و ٢٨٥ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٤٦ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ٧ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٦٧ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٧٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٨٨ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٨٠.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣١٢. وراجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.

(٢) البحار ج ٢٨ ص ٣٢٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٣٨. وراجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.

٣٠٧

فكان مما قال : «وددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء ، وإن كانوا أغلقوه على الحرب! (١).

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٣٧ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ١ ص ١١٧ و ١١٨ وإثبات الهداة ج ٢ ص ٣٥٩ و ٣٦٧ و ٣٦٨ والعقد الفريد ج ٤ ص ٢٦٨ والإيضاح لابن شاذان ص ١٦١ والإمامة والسياسة ج ١ ص ١٨ وسير أعلام النبلاء (سير الخلفاء الراشدين) ص ١٧ ومجموع الغرائب للكفعمي ص ٢٨٨ ومروج الذهب ج ١ ص ٤١٤ وج ٢ ص ٣٠١ وشرح النهج للمعتزلي الشافعي ج ١ ص ١٣٠ وج ١٧ ص ١٦٨ و ١٦٤ وج ٦ ص ٥١ وج ٢ ص ٤٧ و ٤٦ وج ٢٠ ص ٢٤ و ١٧ وميزان الإعتدال ج ٣ ص ١٠٩ وج ٢ ص ٢١٥ والإمامة (مخطوط ، توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات في بيروت) ص ٨٢ ولسان الميزان ج ٤ ص ١٨٩ وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج ٣ ص ٤٣٠ وكنز العمال ج ٣ ص ١٢٥ وج ٥ ص ٦٣١ و ٦٣٢ والرسائل الإعتقادية (رسالة طريق الإرشاد) ص ٤٧٠ و ٤٧١ ومنتخب كنز العمال (مطبوع بهامش مسند أحمد) ج ٢ ص ١٧١ والمعجم الكبير للطبراني ج ١ ص ٦٢ وضياء العالمين (مخطوط) ج ٢ ق ٣ ص ٩٠ و ١٠٨ عن العديد من المصادر ، والنص والإجتهاد ص ٩١ والسبعة من السلف ص ١٦ و ١٧ والغدير ج ٧ ص ١٧٠ ومعالم المدرستين ج ٢ ص ٧٩ وعن تاريخ ابن عساكر (ترجمة أبي بكر) ، ومرآة الزمان ، وراجع : زهر الربيع ج ٢ ص ١٢٤ وأنوار الملكوت ص ٢٢٧ والبحار ج ٣٠ ص ١٢٣ و ١٣٦ و ١٣٨ و ١٤١ و ٣٥٢ ونفحات اللاهوت ص ٧٩ وحديقة الشيعة ج ٢ ص ٢٥٢ وتشييد المطاعن ج ١ ص ٣٤٠ ودلائل الصدق ج ٣ ق ١ ص ٣٢ والخصال ج ١ ص ١٧١ ـ ١٧٣ وحياة الصحابة ج ٢ ص ٢٤ والشافي للمرتضى ج ٤ ص ١٣٧ و ١٣٨ والمغني لعبد الجبار ج ٢٠ ق ١ ص ٣٤٠ و ٣٤١ ونهج الحق ص ٢٦٥ والأموال لأبي عبيد ص ١٩٤ (وإن لم

٣٠٨

ووددت أني لم أكن حرقت النحام (الفجاءة. ظ) السلمي ، وأني قتلته شديخا أو خليته نجيحا!

ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة قدمت (قلدت. أو قذفت ظ) الأمر في عنق أحد الرجلين ، ـ يريد عمر وأبا عبيدة ـ فكان أحدهما أميرا وكنت له وزيرا».

إلى أن قال : «وددت أني أسأل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عنهن ، فإني وددت أني سألته لمن هذا الأمر من بعده؟ فلا ينازعه أحد!

وأني سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟ فلا يظلموا نصيبهم منه!

ووددت أني سألته عن بنت الأخ والعمة ، فإن في نفسي منهما شيئا» (١).

موقفنا من حديث أبي بكر :

ولنا على هذا الحديث حول ندم أبي بكر حين موته مؤاخذات عديدة ، نكتفي بالإشارة إلى بعضها ، وهي التالية :

__________________

يصرح بها) ، ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٢٠٣ وتلخيص الشافي ج ٣ ص ١٧٠ وتجريد الإعتقاد لنصير الدين الطوسي ص ٤٠٢ وكشف المراد ص ٤٠٣ ومفتاح الباب (أي الباب الحادي عشر) للعربشاهي (تحقيق مهدي محقق) ص ١٩٩ وتقريب المعارف ص ٣٦٦ و ٣٦٧ واللوامع الإلهية في المباحث الكلامية للمقداد ص ٣٠٢ ومختصر تاريخ دمشق ج ١٣ ص ١٢٢ ومنال الطالب ص ٢٨٠.

(١) راجع : الأموال ص ١٧٤ والعقد الفريد ج ٤ ص ٩٣ ومروج الذهب ج ٢ ص ٣١٧ والإمامة والسياسة ج ١ ص ٢٤ وتاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٤٢٩ وراجع : ضعفاء العقيلي ج ٣ ص ٤٢٠ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٣٢٤.

٣٠٩

أولا : إنه يريد أن يوهم أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم ينص على أحد حتى على علي «عليه‌السلام» ، مع أنه كان قد بايعه هو وعشرات الألوف من المسلمين في يوم الغدير ، وقال له : بخ بخ لك يا علي ، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

بالإضافة إلى عشرات أو مئات النصوص على إمامته «عليه‌السلام» ، وفضلا عن نزول الآيات القرآنية في ذلك ، كقوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١).

ثانيا : إن كلامه عن بيت فاطمة «عليها‌السلام» فيه إيحاء بأنهم كانوا محاربين ، وهو إنما أراد بمهاجمته لهم وأد الفتنة. مع أن مهاجمته لهم قد حصلت فور فراغهم من دفن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولم يكونوا قد جمعوا الرجال ، ولا أعدوا السلاح بعد ، بل إن أنصار الخلافة أنفسهم كانوا هم المهاجمين ، والضاربين ، والمشعلين للنيران ، ليحرقوا بها بيوت الأنبياء والأوصياء ، وأبناء الأنبياء «عليهم‌السلام» على من فيها. وفيها وصي الأوصياء ، وخير النساء ..

ثالثا : إنه حتى وهو يظهر هذا الندم قد بقي مصرا على إبعاد الأمر عن صاحبه الشرعي ، وعلى مخالفة أمر الله تعالى ورسوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فيه.

رابعا : إنه قد أبقى لنفسه شراكة مهمة ، وهي أن يصبح وزيرا لأبي عبيدة ، ولعمر ، وشريكا لهما في الأمر ..

__________________

(١) الآية ٥٥ من سورة المائدة.

٣١٠

وهذا معناه : أنه لم يقل ذلك لأنه ندم على تصديه للأمر ، خوفا من أن يكون قد وقع في خلاف ما يريده الله تبارك وتعالى.

خامسا : إنه قد أقر بارتكابه أمرا خطيرا من دون أن يكون مطمئنا لحكم الله فيه ، وهو إحراقه للفجاءة. ثم هو يندم على أنه لم يقتل الأشعث لمجرد أنه يتخيل أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه. مع أنه لا يصح قتل الناس استنادا إلى تخيلات وأوهام.

ومع غض النظر عن هذا وذاك!! فإن كلامه هذا يتضمن اعترافا بالخطأ في أحكامه وسياساته.

سادسا : إنه يقر بأنه لم يكن له معرفة ببعض الأحكام الشرعية الفقهية ، التي يكثر الإبتلاء بها ، فكيف يصلح للإمامة من كان هذا حاله؟!

سابعا : قوله : لو أنه سأل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لمن هذا الأمر ، يدل على أن النبي هو الذي يعين صاحب هذا الأمر .. ولا يصح الإجتهاد فيه .. ولا هو من موارد الشورى ، ولا من صلاحيات أهل الحل والعقد كما يدعون ، فلما ذا لم يتريث ويسأل سائر الصحابة ، فلعل أحدا سمع من النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ما يحل له هذه المشكلة؟!

ولما ذا صار يهدد ويتوعد ، ويضرب الناس حتى بنت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويسقط جنينها .. و .. و ..

مع أن رأي عمر المعلن في هذا الأمر ، هو أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يستخلف ، فقد روى البخاري والبيهقي عنه أنه قال : إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني ، يعني أبا بكر ، وإن أترك فقد ترك من هو خير

٣١١

مني ، وهو رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

ثم جعلها شورى في ستة أشخاص.

كما أن عائشة نفسها قد أنكرت أن يكون «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أوصى إلى أحد ، مدعية أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» انخنث في حجري .. فمتى أوصى لعلي أو لغيره؟! (٢).

وهذا الإختلاف الظاهر في مواقف هؤلاء الذين استولوا على الخلافة من صاحبها الشرعي ، يدل على أنها كلها تأويلات جاءت بعد الوقوع ، من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الإعتراف بالحق ، والتنازل عن الحق لأهله بعد اغتصابه منهم.

__________________

(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٠٩ وفي هامشه عن : البخاري ج ١٣ ص ٢١٨ (٧٢١٨) والبيهقي في الدلائل ج ٧ ص ٢٢٢ ومسلم في الإمارة ، باب الإستخلاف ج ٣ ص ١٤٥٤ (١١) ، وراجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.

(٢) راجع : سنن ابن ماجة ج ١ ص ٥١٩ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٨٢ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٦١ وعمدة القاري ج ١٤ ص ٣١ وشرح مسلم للنووي ج ١١ ص ٨٨ وصحيح مسلم ج ٥ ص ٧٥ وصحيح البخاري ج ٣ ص ١٨٦ ومسند أحمد ج ٦ ص ٣٢ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٢٨٦ وشرح أصول الكافي ج ٦ ص ١١٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٧ ص ٣٦١.

٣١٢

الفصل الرابع :

السقيفة .. انقلاب مسلح

٣١٣
٣١٤

الإكراه في بيعة أبي بكر :

وقد رسم العلامة الأميني «رحمه‌الله» صورة للعنف الذي رافق بيعة أبي بكر ، نحاول أن نلخصها على النحو التالي : لقد رأينا كيف جرت الأمور في السقيفة ، حيث بلغت الأمور فيها حدا جعل عمر بن الخطاب يقول : «اقتلوا سعدا قتل الله سعدا ، إنه منافق أو صاحب فتنة».

وقد قام الرجل (عمر) على رأسه وقال له : «لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك ، أو عيونك» (١).

فيتلقاه قيس بن سعد بقوله : «لئن حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة ، أو جارحة» (٢).

__________________

(١) مسند أحمد ج ١ ص ٥٦ والعقد الفريد ج ٤ ص ٨٦ وتاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٢٢٢ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٢ ص ٤٥٩ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٣٣٩ والرياض النضرة ج ١ ص ١٦٢ و ١٦٤ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٥٩ و (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٨٢. وراجع : البحار ج ٢٨ ص ٣٣٦.

(٢) تاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٢٢٢ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٢ ص ٤٥٩ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٥٩ والشافي في الامامة للشريف المرتضى ج ٣ ص ١٩٠ وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص ٦٨ والغدير ج ٥ ص ٣٦٩ وج ٧ ص ٧٦.

٣١٥

ثم قال عمر : «والله ما يخالفنا أحد إلا قتلناه ..» حسبما ورد.

وارتفعت الأصوات حتى كادت الحرب أن تقع ..

وينتضي الحباب بن المنذر سيفه ويقول : «والله لا يرد علي أحد ما أقول إلا حطمته بالسيف».

فيقال له : إذن يقتلك الله.

فيقول : بل إياك يقتل (١).

فأخذ ووطئ في بطنه ، ودس في فيه التراب (٢).

وآخر ينادي : «أما والله أرميكم بكل ما في كنانتي من نبل ، وأخضب منكم سناني ورمحي ، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي ، وأقاتلكم مع من معي من أهلي وعشيرتي» (٣).

__________________

(١) مسند أحمد ج ١ ص ٥٦ والبيان والتبيين ج ٣ ص ١٩٨ والعقد الفريد ج ٤ ص ٨٦ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٣٣٩ والإمامة والسياسة ج ١ ص ١٥ وعن صحيح البخاري ج ٦ ص ٢٥٦ وتاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٢٢٠ و ٢٢٣ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٢ ص ٤٥٧ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٣٠ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٣٣٩ والرياض النضرة ج ١ ص ٢٠٢ و ٢٠٤ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٤٦ وج ٧ ص ١٤٢ وعن صفة الصفوة ج ١ ص ٢٥٦ وتيسير الوصول ج ٢ ص ٤٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٣٨ وج ٦ ص ٩ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٥٨ والبحار ج ٢٨ ص ٣٢٥

(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٤٠ والغدير ج ٧ ص ٧٦.

(٣) الإمامة والسياسة لابن قتيبة (بتحقيق الزيني) ج ١ ص ١٧ و (بتحقيق الشيري) ج ١ ص ٢٧ وتاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٢٢٢ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٣١ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٣٩ والغدير ج ٧ ص ٧٦ والسيرة

٣١٦

ويسمع آخر يقول : «إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دم» (١).

ويستل الزبير سيفه ، ويقول : «لا أغمده حتى يبايع علي».

فيقول عمر : «عليكم بالكلب».

فيؤخذ سيفه من يده ، ويضرب به الحجر فيكسر (٢).

كما أن المقداد يدفع في صدره (٣) ، ويضرب أنف الحباب بن المنذر ويكسر (٤).

والأمر الأدهى من ذلك كله أن أبا بكر بعث عمر بن الخطاب إلى بيت الزهراء «عليها‌السلام» وقال له : إن أبوا فقاتلهم.

فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة فقالت :

__________________

الحلبية ج ٣ ص ٣٥٩ و (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٨٣ والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج ٣ ص ١٩١.

(١) الغدير ج ٣ ص ٢٥٣ وج ٧ ص ٧٦ والسقيفة وفدك للجوهري ص ٣٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ٢٢١ وج ٢ ص ٤٤ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٤٩ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٢٦.

(٢) الإمامة والسياسة ج ١ ص ١٨ وتاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٢٠٣ والرياض النضرة ج ١ ص ٢٠٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٧٤ وج ٢ ص ١٥٦ وج ٦ ص ١١ و ٤٧ والأمالي للمفيد ص ٤٩ والإحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٩٥ والبحار ج ٢٨ ص ١٨٤.

(٣) الصوارم المهرقة ص ٥٨ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٤٦ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ٢٦٦ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٧٤.

(٤) الغدير ج ٥ ص ٣٦٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٧٤ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ٢٦٦.

٣١٧

«يا بن الخطاب ، أجئت لتحرق دارنا»؟!

قال : «نعم ، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة» (١).

وقال لهم عمر : «لتخرجن إلى البيعة ، أو لأحرقنها على من فيها».

فقيل له : «إن فيها فاطمة».

فقال : «وإن» (٢).

ثم إنهم ضربوا الزهراء «عليها‌السلام» ، وأسقطوا جنينها في هذا السبيل (٣) ،

__________________

(١) العقد الفريد ج ٤ ص ٨٧ وتاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٥٦ وأعلام النساء ج ٤ ص ١١٤ وراجع : روضة المناظر ج ١ ص ١٨٩ حوادث سنة ١١ والطرائف لابن طاووس ص ٢٣٩ والبحار ج ٢٨ ص ٣٣٩ والغدير ج ٧ ص ٧٧ ونهج السعادة للمحمودي ج ٥ ص ٢٧٢ ومجمع النورين للمرندي ص ٢٤٦ ونهج الحق وكشف الصدق للعلامة الحلي ص ٢٧١ وإحقاق الحق (الأصل) ص ٢٢٨ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٢٥ ص ٥٤٤. وراجع : البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٥٠ وسير أعلام النبلاء (سيرة الخلفاء الراشدين) ص ٢٦ والرياض النضرة ج ١ ص ٢٤١.

(٢) تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٠٢ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٢ ص ٤٤٣ والإمامة والسياسة ج ١ ص ١٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٥٦ وج ٦ ص ٤٨ وأعلام النساء ج ٤ ص ١١٤ والسقيفة وفدك للجوهري ص ٥٣ و ٧٣ والطرائف للسيد ابن طاووس ص ٢٣٨ وبناء المقالة الفاطمية لابن طاووس ص ٤٠٢ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٥١ و ١٥٥ والبحار ج ٢٨ ص ٣١٥ و ٣٢١ والغدير ج ٥ ص ٣٦٩ و ٣٧١ وج ٧ ص ٧٧ و ٨٦.

(٣) راجع كتابنا : مأساة الزهراء ج ٢ ص ١٣٢ ـ ١٤٣.

٣١٨

ولم يبايع علي «عليه‌السلام» حتى رأى الدخان يخرج من بيته (١).

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٣٧ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ١ ص ١١٧ و ١١٨ وإثبات الهداة ج ٢ ص ٣٥٩ و ٣٦٧ و ٣٦٨ والعقد الفريد ج ٤ ص ٢٦٨ والإيضاح لابن شاذان ص ١٦١ والإمامة والسياسة ج ١ ص ١٨ وسير أعلام النبلاء (سير الخلفاء الراشدين) ص ١٧ ومجموع الغرائب للكفعمي ص ٢٨٨ ومروج الذهب ج ١ ص ٤١٤ وج ٢ ص ٣٠١ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٣٠ وج ١٧ ص ١٦٨ و ١٦٤ وج ٦ ص ٥١ وج ٢ ص ٤٧ و ٤٦ وج ٢٠ ص ٢٤ و ١٧ وميزان الإعتدال ج ٣ ص ١٠٩ وج ٢ ص ٢١٥ والإمامة ص ٨٢ (مخطوط) توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات في بيروت. ولسان الميزان ج ٤ ص ١٨٩ وتاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٤٣٠ (ط المعارف) وكنز العمال ج ٣ ص ١٢٥ وج ٥ ص ٦٣١ و ٦٣٢ والرسائل الاعتقادية (رسالة طريق الإرشاد) ص ٤٧٠ و ٤٧١. ومنتخب كنز العمال (مطبوع بهامش مسند أحمد) ج ٢ ص ١٧١ والمعجم الكبير للطبراني ج ١ ص ٦٢ وضياء العالمين (مخطوط) ج ٢ ق ٣ ص ٩ و ١٠٨ عن العديد من المصادر والنص والإجتهاد ص ٩١ والسبعة من السلف ص ١٦ و ١٧ والغدير ج ٧ ص ١٧٠ ومعالم المدرستين ج ٢ ص ٧٩ وعن تاريخ ابن عساكر (ترجمة أبي بكر) ومرآة الزمان. وراجع زهر الربيع ج ٢ ص ١٢٤ وأنوار الملكوت ص ٢٢٧ والبحار ج ٣٠ ص ١٢٣ و ١٣٦ و ١٣٨ و ١٤١ و ٣٥٢ ونفحات اللاهوت ص ٧٩ وحديقة الشيعة ج ٢ ص ٢٥٢ وتشييد المطاعن ج ١ ص ٣٤٠ ودلائل الصدق ج ٣ ق ١ ص ٣٢. والخصال ج ١ ص ١٧١ و ١٧٣ وحياة الصحابة ج ٢ ص ٢٤ والشافي للمرتضى ج ٤ ص ١٣٧ و ١٣٨. والمغني لعبد الجبار ج ٢٠ ق ١ ص ٣٤٠ و ٣٤١. ونهج الحق ص ٢٦٥ والأموال لأبي عبيد ص ١٩٤ (وإن لم يصرح بها). ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٢٠٣ وتلخيص الشافي ج ٣ ص ١٧٠

٣١٩

ثم يذكر «رحمه‌الله» ما لاقاه علي والزهراء «عليهما‌السلام» من ظلم واضطهاد في هذا السبيل (١) ، فراجع كلامه.

كبس الناس في بيوتهم :

ونعود إلى ذكر بعض النصوص التي لا تبتعد عن تلك النصوص التي ذكرناها آنفا. بل تأتي مؤكدة لمضمونها الصريح بإجبار الناس على البيعة ، فنقول :

١ ـ روي عن عبد الله بن عبد الرحمن قال :

«إن عمر احتزم بإزاره ، وجعل يطوف بالمدينة ، وينادي : ألا إن أبا بكر قد بويع له ، فهلموا إلى البيعة ، فينثال الناس عليه فيبايعون. فعرف أن جماعة في بيوت مستترون ، فكان يقصدهم في جمع كثير ويكبسهم ، ويحضرهم المسجد ، فيبايعون ، حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» .. الخ ..».

ثم تذكر الرواية إحضارهم الحطب لإحراق باب علي والزهراء «عليهما‌السلامه» على من فيه .. (٢).

__________________

وتجريد الإعتقاد لنصير الدين الطوسي ص ٤٠٢ وكشف المراد ص ٤٠٣ ومفتاح الباب (أي الباب الحادي عشر) للعربشاهي (تحقيق مهدي محقق) ص ١٩٩ وتقريب المعارف ص ٣٦٦ و ٣٦٧ واللوامع الإلهية في المباحث الكلامية للمقداد ص ٣٠٢ ومختصر تاريخ دمشق ج ١٣ ص ١٢٢ ومنال الطالب ص ٢٨٠.

(١) الغدير ج ٧ ص ٧٧ ـ ٨٢.

(٢) راجع : الإحتجاج ج ١ ص ٢٠١ ـ ٢٠٢ والبحار ج ٢٨ ص ٢٠٤.

٣٢٠