الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٢

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٢

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-204-8
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٦٨

والعناد ، وجنبهم مخاطر إبطان الحقد عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، أو السعي لتحريف كتاب الله ، أو الإعلان بالخروج على الدين وأهله ، لأن ذلك ـ لو حصل ـ سوف يزيد من صعوبة نشر هذا الدين ، إن لم يكن سببا في أن يسقط الكيان كله ، ولتبطل من ثم جهود الأنبياء ، وتطلّ دماء الشهداء ..

فالأخذ بهذا الخيار إذن يجسد رحمة الله للناس ، ورفقه بهم ، وتيسير الإيمان لهم ، ولذرياتهم ، ولمن يلوذ بهم.

ولعله لأجل ذلك لم يذكر اسم الإمام علي «عليه‌السلام» في القرآن .. حفظا للقرآن من أن يحرفه من هو أشر وأضر ممن رمى القرآن بالنبل وهو يقول :

تهددني بجبار عنيد

فها أنا ذاك جبار عنيد

إذا ما جئت ربك يوم حشر

فقل : يا رب مزقني الوليد

نعم ، إنه من أجل ذلك وسواه لم يذكر اسم الإمام علي «عليه‌السلام» في القرآن بصراحة ، مع كثرة ذكره للأمور التي صنعها الإمام علي «عليه‌السلام» ، كآية النجوى ، وكتصدّقه بالخاتم حين صلاته وغير ذلك .. وأنزل آيات كثيرة فيه ، ومنها آية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) .. وآية الأمر ببلاغ الرسالة .. وتحدث عن إمامته «عليه‌السلام» كأساس للدين ، وركز مفهومها ، وأوضح معالمها ..

ومما يؤيد حقيقة : أن عدم ذكر اسم الإمام علي «عليه‌السلام» في القرآن قد جاء وفق سياسة بيانية إلهية .. ما روي بسند صحيح عن الإمام الصادق «عليه‌السلام» ، حيث أوضح صلوات الله وسلامه عليه هذا المعنى.

وأشار إلى أن ذلك يدخل في السياسة القاضية بحفظ القرآن : (وَإِنَّا لَهُ

٢١

لَحافِظُونَ) (١) .. والرفق بالأمة ، واللطف بالناس ، وتألفهم ، وفسح المجال أمام من يلوذ بهم للتأمل ، والتدبر ، بعيدا عن الموانع ، والعقد ، وغير ذلك ، والحديث الصحيح الذي نتحدث عنه ، يقول :

قيل للإمام الصادق «عليه‌السلام» ، إن الناس يقولون : فما له لم يسمّ عليا وأهل بيته «عليهم‌السلام» في كتاب الله عزوجل ..

قال : فقال : قولوا لهم : إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نزلت عليه الصلاة ، ولم يسم الله لهم ثلاثا ، ولا أربعا ، حتى كان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم ، حتى كان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو الذي فسر ذلك لهم ..

ونزلت : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٢) .. ونزلت في علي والحسن والحسين «عليهم‌السلام» ـ فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في علي «عليه‌السلام» : من كنت مولاه فعلي مولاه ..

وقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أوصيكم بكتاب الله ، وأهل بيتي ، فإني سألت الله عزوجل أن لا يفرق بينهما ، حتى يوردهما علي الحوض ، فأعطاني ذلك ..

وقال : لا تعلّموهم فهم أعلم منكم.

وقال : إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلالة ..

__________________

(١) الآية ١٢ من سورة يوسف.

(٢) الآية ٥٩ من سورة النساء.

٢٢

فلو سكت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فلم يبين من أهل بيته «عليهم‌السلام» ، لادّعاها آل فلان ، وآل فلان. لكن الله عزوجل ، أنزله في كتابه تصديقا لنبيه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١) .. فكان علي والحسن والحسين ، وفاطمة «عليهم‌السلام» فأدخلهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» تحت الكساء في بيت أم سلمة الخ (٢) ..

خلاصة توضيحية :

وخلاصة ما نريد أن نؤكد عليه هنا هو : أن آية الإكمال قد نزلت قبل آية (بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ، سواء في النزول الدفعي لسورة المائدة ، حيث تقدم : أن الروايات دلت على أن سورة المائدة ، قد نزلت دفعة واحدة في عرفات ، وفيها آية أمر الله تعالى نبيه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بنصب علي «عليه‌السلام» إماما ، وآية إكمال الدين مبينة له أن الدين يكمل بهذه الولاية.

وقد حاول رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يبين للناس ذلك ، فمنع ، فكان ينتظر توفر الشرائط والظروف لذلك ، ومنها : العصمة الإلهية

__________________

(١) الآية ٣٣ سورة الأحزاب.

(٢) هذا الحديث في الكافي ج ١ ص ٢٨٧ و ٢٨٨ وتفسير الصافي ج ١ ص ٤٦٢ وج ٤ ص ١٨٨ وج ٦ ص ٤٣ عنه ، وعن العياشي ، وراجع : نور الثقلين ج ١ ص ٥٠٢ وج ٤ ص ٢٧٤ وتفسير فرات ص ١١١ وكنز الدقائق ج ٣ ص ٤٤١ و ٤٤٢ و (مؤسسة النشر الإسلامي) ج ٢ ص ٤٩٧ وشرح أصول الكافي ج ٦ ص ١٠٩ والبحار ج ٣٥ ص ٢١١ وجامع أحاديث الشيعة ج ١ ص ١٨٧.

٢٣

من كيد الخائنين.

ثم أمره الله في منى في مسجد الخيف ، فلم يتمكن منه أيضا.

حتى نزلت آية بلغ ما أنزل إليك ، وفي النزول التدريجي ، لتشير له إلى أن الشرائط قد تحققت ، والعصمة قد حصلت ، فبادر إلى نصب علي «عليه‌السلام» في يوم الغدير ، وتمت الحجة بذلك على الناس جميعا.

النزول على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الإبلاغ :

ولبيان أن نزول آية الإكمال قبل آية البلاغ إنما هو في النزول الدفعي ، لا في التدريجي ، نقول :

هناك آيات دلت أو أشارت إلى نزول القرآن دفعة واحدة ، فقد قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (١) ..

وقال سبحانه : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (٢) ..

هناك الآيات التي تقول : إن القرآن (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) (٣) ..

(وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (٤) ..

وقد روى أهل السنة وغير هم : أن القرآن قد نزل أولا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ، ثم صار ينزل نجوما (٥) ..

__________________

(١) الآية ١٨٥ من سورة البقرة.

(٢) الآية ١ من سورة القدر.

(٣) الآية ٢٢ من سورة البروج.

(٤) الآية ٤ سورة الزخرف.

(٥) الإتقان ج ١ ص ٣٩ و ٤٠ و (ط دار الفكر) ج ١ ص ١١٨ عن الحاكم والبيهقي ،

٢٤

وحكي الإجماع على ذلك (١) ..

وهناك روايات تقول : إن القرآن قد نزل أولا جملة واحدة إلى البيت المعمور (٢) ،

__________________

والنسائي ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي حاتم ، وابن أبي شيبة ، والطبراني ، والبزار ، والمجموع للنووي ج ٦ ص ٤٥٦ والدر المنثور ج ٦ ص ١٦١ وراجع : المغني لابن قدامة ج ٣ ص ١١٣ ومجمع الزوائد ج ٧ ص ١٢٠ و ١٤٠ وفتح الباري ج ١٣ ص ٤١٤ وج ٢٧ ص ١٥٣ وتفسير الآلوسي ج ١٥ ص ١٨٨ وفتح القدير ج ٥ ص ١٦٣ ومسند ابن الجعد ص ٣٤٤ والمعجم الأوسط ج ٢ ص ١٣١ والمعجم الكبير ج ١١ ص ٢٤٧ وج ١٢ ص ٣٥ والتبيان للطوسي ج ٢ ص ١٢١ و ٢٢٤ وتفسير جوامع الجامع للطبرسي ج ٣ ص ٨١٨ وتفسير مجمع البيان ج ٢ ص ١٤ وج ١٠ ص ٤٠٥ وتفسير ابن زمنين ج ٤ ص ١٩٨ وج ٥ ص ١٤٩ وتفسير البغوي ج ٤ ص ١٤٨ والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج ٥ ص ٢٥١ وزاد المسير ج ٧ ص ١١٢ وفقه القرآن للراوندي ج ١ ص ١٧٩ ومجمع البحرين للطريحي ج ٣ ص ٤٦٥.

(١) راجع : الإتقان ج ١ ص ٤٠ و ٤٤.

(٢) راجع : الكافي ج ٢ ص ٦٢٩ والصافي ج ١ ص ٦٤ و ٦٥ وج ٤ ص ٤٠٣ وج ٦ ص ٤١٥ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ١٦٦ و ٣١١ وج ٤ ص ٦٢٠ وج ٥ ص ٥٥٨ و ٦٢٤ وتفسير كنز الدقائق ج ١ ص ٤٣٠ وج ٢ ص ١١ والأمالي للصدوق ص ١١٩ وفضائل الأشهر الثلاثة للصدوق ص ٨٧ والبحار ج ٩ ص ٢٣٧ وج ٩٤ ص ١١ و ١٢ و ٢٥ والحدائق الناضرة ج ١٣ ص ٤٤٩ والوسائل (ط دار الإسلامية) ج ٧ ص ٢٢٩ وجامع أحاديث الشيعة ج ٩ ص ٥١ و ٥٢ ومستدرك سفينة البحار ج ٨ ص ٤٥٤ و ٤٨٥ وتفسير العياشي ج ١ ص ٨٠ وتفسير القمي ج ١ ص ٦٦ وج ٢ ص ٢٩٠ والتفسير الأصفى ج ١ ص ٨٨ وينابيع المودة ج ٣ ص ٢٥٠ وجامع البيان ج ٢ ص ١٩٧ والدر المنثور ج ١ ص ١٨٩ وفتح القدير ج ١ ص ١٨٤.

٢٥

الذي هو في السماء الرابعة (١).

ولم ير الشيخ المفيد أنه يمكن الإطمينان إلى صحة هذه الروايات (٢) ..

وبعض الروايات تحدثت عن نزول القرآن إلى السماء الدنيا (٣).

__________________

(١) علل الشرائع ج ٢ ص ٤٠٧ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٣ ص ٣٣٢ و (ط دار الإسلامية) ج ٩ ص ٤١٤ والبحار ج ٥ ص ٣٣٠ وج ١١ ص ١١١ وج ١٧ ص ٨٩ وج ٥٥ ص ٥٥ و ٥٦ و ٥٧ عن محاسبة النفس لابن طاووس ، وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٣١ وسفينة البحار ج ٢ ص ٢٧٧ والمناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ٢٩٩ والمحتضر ص ٤٣.

(٢) راجع كلامه في تصحيح الاعتقاد ص ٥٨.

(٣) راجع : المجموع ج ٦ ص ٤٥٦ والمغني لابن قدامة ج ٣ ص ١١٣ وشرح أصول الكافي ج ٥ ص ٣٥٠ وأمالي السيد المرتضى ج ٤ ص ١٦١ وإقبال الأعمال لابن طاووس ج ١ ص ٢٣٠ و ٢٣١ والبحار ج ٩٥ ص ٤ والمستدرك للحاكم ج ٢ ص ٢٢٢ و ٢٢٣ و ٣٦٨ و ٤٧٧ و ٥٣٠ ومجمع الزوائد ج ٧ ص ١٢٠ و ١٤٠ وفتح الباري ج ١ ص ٣٠ وج ٩ ص ٣ وج ١٣ ص ٤١٤ وعمدة القاري ج ١ ص ٥٥ وج ١١ ص ١٢٩ وج ١٩ ص ٣٠٨ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ١٩١ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٦ وج ٦ ص ٤٢١ و ٤٨٠ والمعجم الأوسط ج ٢ ص ١٣١ والمعجم الكبير ج ١١ ص ٢٤٧ وج ١٢ ص ٢٦ و ٣٥ والتمهيد لابن عبد البر ج ٦ ص ١٩١ وج ١٧ ص ٥١ والتبيان ج ٢ ص ١٢١ وج ٩ ص ٢٢٤ والحاشية على الكشاف للجرجاني ص ٣ وتفسير جوامع الجامع ج ١ ص ١٨٤ وج ٣ ص ٣٢٠ و ٨١٨ ومجمع البيان ج ٢ ص ١٤ وج ١٠ ص ٢٦٨ و ٤٠٥ وفقه القرآن للراوندي ج ١ ص ١٧٩ وتفسير الميزان ج ٢ ص ٢٩ وج ١٢ ص ١٢٧ وج ١٩ ص ١٤١.

٢٦

وقالوا أيضا : إن القرآن قد نزل أولا دفعة واحدة على قلب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لكنه لم يؤمر بتبليغه ، وربما يستأنس لهذا القول ببعض الشواهد (١).

وهذه الروايات والأقوال .. قد يكون جلها ، أو كلها صحيحا ، إذا اعتبرنا : أن جلال وعظمة القرآن اقتضت مراتب من النزول له ، فنزل إلى اللوح المحفوظ ، ثم إلى البيت المعمور ، ثم إلى السماء الدنيا ..

ثم يأتي النزول التبليغي للناس ، فينزله الله في شهر رمضان ، على قلب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ثم ينزل سورة سورة ، ليقرأها النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على الناس ، ثم تنزل الآيات متفرقة ، كلما حدث أمر يكون لتلك الآيات نوع ارتباط به ..

متى كانت النبوة :

وإذا كانت نبوة النبي الأكرم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم تبدأ حين كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في سن الأربعين ، بل هو نبي منذ صغره كما أيده المجلسي بوجوه كثيرة (٢).

أو أنه كان نبيا وآدم بين الروح والجسد (٣) ..

__________________

(١) راجع : تفسير الميزان ج ٢ ص ١٨ وتفسير الصافي المقدمة التاسعة ، وتاريخ القرآن للزنجاني ص ١٠.

(٢) البحار ج ١٨ من ص ٢٧٧ إلى ص ٢٨١.

(٣) راجع : الإحتجاج ج ٢ ص ٢٤٨ والفضائل لابن شاذان ص ٣٤ والبحار ج ١٥ ص ٣٥٣ وج ٥٠ ص ٨٢ والغدير ج ٧ ص ٣٨ وج ٩ ص ٢٨٧ ومسند أحمد ج ٤ ـ

٢٧

وأنه كان من المرسلين قبل خلق الخلق بألفي عام (١).

__________________

ص ٦٦ وج ٥ ص ٥٩ و ٣٧٩ وسنن الترمذي ج ٥ ص ٢٤٥ ومستدرك الحاكم ج ٢ ص ٦٠٩ ومجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٢٣ وتحفة الأحوذي ج ٧ ص ١١١ وج ١٠ ص ٥٦ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٨ ص ٤٣٨ والآحاد والمثاني ج ٥ ص ٣٤٧ وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص ١٧٩ والمعجم الأوسط ج ٤ ص ٢٧٢ والمعجم الكبير ج ١٢ ص ٧٣ وج ٢٠ ص ٣٥٣ والجامع الصغير ج ٢ ص ٢٩٦ وكنز العمال ج ١١ ص ٤٠٩ و ٤٥٠ وتذكرة الموضوعات للفتني ص ٨٦ وكشف الخفاء ج ٢ ص ١٢٩ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٩ ص ٢٦٤ عن ابن سعد ، ومستدرك سفينة البحار ج ٢ ص ٣٩٢ و ٥٢٢ عن كتاب النكاح ، وعن فيض القدير ج ٥ ص ٦٩ وعن الدر المنثور ج ٥ ص ١٨٤ وفتح القدير ج ٤ ص ٢٦٧ والطبقات الكبرى ج ١ ص ١٤٨ وج ٧ ص ٥٩ والتاريخ الكبير للبخاري ج ٧ ص ٢٧٤ وضعفاء العقيلي ج ٤ ص ٣٠٠ والكامل لابن عدي ج ٤ ص ١٦٩ وج ٧ ص ٣٧ وعن أسد الغابة ج ٣ ص ١٣٢ وج ٤ ص ٤٢٦ وج ٥ ص ٣٧٧ وتهذيب الكمال ج ١٤ ص ٣٦٠ وسير أعلام النبلاء ج ٧ ص ٣٨٤ وج ١١ ص ١١٠ وج ١٣ ص ٤٥١ ومن له رواية في مسند أحمد ص ٤٢٨ وتهذيب التهذيب ج ٥ ص ١٤٨ وعن الإصابة ج ٦ ص ١٨١ والمنتخب من ذيل المذيل ص ٦٦ وتاريخ جرجان ص ٣٩٢ وذكر أخبار إصبهان ج ٢ ص ٢٢٦ وعن البداية والنهاية ج ٢ ص ٢٧٥ و ٢٧٦ و ٣٩٢ وعن الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج ١ ص ١٦٦ وعن عيون الأثر ج ١ ص ١١٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ١ ص ٢٨٨ و ٢٨٩ و ٣١٧ و ٣١٨ ودفع الشبه عن الرسول ص ١٢٠ وسبل الهدى والرشاد ج ١ ص ٧٩ و ٨١ و ٨٣ وج ٢ ص ٢٣٩ وعن ينابيع المودة ج ١ ص ٤٥ وج ٢ ص ٩٩ و ٢٦١.

(١) الدر المنثور ج ٥ ص ٢٥٨ عن ابن مردويه.

٢٨

وكان الله سبحانه قد خلقه قبل الخلق بألف دهر ، وأشهده خلق كل شيء ، كما في بعض الروايات (١) ..

ثم جعله نورا محدقا بالعرش ـ عرش القدرة ـ ليطلع على المزيد من جلال وعظمة وقدرة وملك الله سبحانه ، وذلك تكريما منه تعالى له ، وتجلة وشرفا استحقه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وكان له أهلا (٢).

ومن خلال هذا الإشراف ، وذلك المقام ، فإنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يكون قد نال من المعارف الإلهية ما يليق بمقام النبوة الخاتمة ، التي هي أعظم مقام ..

__________________

(١) راجع الكافي ج ١ ص ٤٤١ والبحار ج ١٥ ص ١٩ وج ٢٥ ص ٣٤٠ وج ٥٤ ص ١٢ و ٦٦ و ١٩٥ ومستدرك سفينة البحار ج ٦ ص ١٠٣ وج ٨ ص ٣٢٧ والتفسير الصافي ج ٣ ص ٢٤٧ والمحتضر ص ٢٨٥ وحلية الأبرار ج ١ ص ١٨. وشرح أصول الكافي ج ٧ ص ١٤٧ وراجع كتاب : براءة آدم ص ٤١ ـ ٤٥ وكتاب مختصر مفيد ج ٨ ص ٢٣ ـ ٢٦ ففيهما أحاديث أخرى ..

(٢) راجع : البحار ج ١٥ ص ١١ و ١٤ و ٢٣ و ٢٤ وج ٢٢ ص ١٤٨ وج ٢٥ ص ٤ و ١٥ ص ٢٤ وج ٣٨ ص ٨٠ وج ٥١ ص ١٤٤ عن إكمال الدين ص ١٦٢ و ١٦٣ و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص ٣٣٥ وعن رياض الجنان (مخطوط) وراجع : الصراط المستقيم ج ٢ ص ١٣٤ وإعلام الورى ج ٢ ص ١٩٧ وراجع : معاني الأخبار ص ٣٥١ ومستدرك سفينة البحار ج ٢ ص ١٦٩ ج ٣ ص ١٦٤ وج ٦ ص ٤٨٢ وينابيع المودة ج ١ ص ٤٢٢ ومنتخب الأنوار المضيئة للسيد بهاء الدين النجفي ص ٣٤٥ ومشارق أنوار اليقين للبرسي ص ٥٩ وعلل الشرائع ج ١ ص ١٦١ و ١٧٤ وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص ٣٧٧ ومختصر بصائر الدرجات ص ١٧٦ وكتاب الغيبة للنعماني ص ٩١ والروضة في فضائل أمير المؤمنين ص ١١٢ والمحتضر ص ١٢٨ والتفسير الصافي ج ١ ص ٢٧.

٢٩

ومن خلال نبوته الخاتمة هذه ، فإن الله سبحانه يطلعه على غيبه ، ويكشف اللوح المحفوظ له «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويكون بذلك قد علم بالقرآن قبل إنزاله إليه للتبليغ على يد جبرئيل «عليه‌السلام» ..

ولعل هذا يفسر لنا حقيقة أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حين كان ينزل عليه القرآن في المرة التالية ، كان يسبق جبرئيل «عليه‌السلام» بالقراءة ، ليشير لنا إلى معرفته به ، فقد قال الله تعالى له : (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) (١) ..

وقال : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (٢) ..

أي أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان يعرف القرآن قبل هذا النزول ، إما باطلاعه على اللوح المحفوظ ، أو بإيداع القرآن في قلبه سابقا بواسطة جبرئيل «عليه‌السلام» ، أو بواسطة الوحي الإلهامي ..

فأراد الله سبحانه أن يعرف الناس بأن هذا النزول ليس هو النزول الأول ، بل هو نزول اقتضته مصالح العباد في هدايتهم وإرشادهم ، وفي تربيتهم بالصورة المناسبة لحالهم ..

النزول لأجل هداية الناس :

وحين يريد الله سبحانه أن يوصل القرآن إلى الناس ، فإنه يستفاد من الروايات : أن ذلك كان يتم عبر إنزاله مرتين ، فيكون له نزولان بالنسبة إليهم ..

__________________

(١) الآية ١١٤ من سورة طه.

(٢) الآيات ١٦ ـ ١٨ من سورة القيامة.

٣٠

وهما نزول السورة بتمامها مرة واحدة أو أكثر .. والنزول التدريجي لها مرة ثانية. وسنورد بعض الشواهد لكلا هذين القسمين فيما يلي من صفحات ، فنقول :

نزول السورة بتمامها :

فقد ورد في الروايات : أن سورة المائدة ، والأنعام ، ويونس ، والتوبة ، والكهف ، وبضعا وثمانين آية من أول سورة آل عمران ، وجميع سور المفصل .. بل أكثر سور القرآن ، ربما باستثناء سورتين أو ثلاث ـ كالبقرة وآل عمران ـ إن جميع ذلك قد نزل سورة سورة ..

وقد قال تعالى في أول سورة النور : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها) .. مع أن الأحداث التي ذكرت سببا لنزول آياتها مختلفة ومتفرقة ..

وقال تعالى أيضا : (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً) (١) .. فإنهم كانوا يقولون ذلك بمجرد فراغه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، من تلاوة القرآن عليهم ، ولم يكن القائلون ينتظرون الأيام والليالي ، حتى إذا اكتمل نزول السورة التدريجي قالوا ذلك ..

بل إنه حتى حين كانت تنزل آيات السورتين أو الثلاث تدريجا ، فإن المقصود هو أن تنزل بتمامها ضمن مدة شهر مثلا .. ثم تبدأ سورة أخرى بالنزول ..

وليس المقصود أن ينزل بعض السورة ، ثم ينزل بعض من غيرها ، ثم

__________________

(١) الآية ١٢٤ من سورة التوبة.

٣١

ينزل ما يكمل السورة الأولى مثلا .. فإن هذا مما دلت النصوص على خلافه ، خصوصا تلك التي تقول : إنهم كانوا يعرفون انتهاء السورة وابتداء غيرها بنزول : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ..

لو كان لا بد من الانتظار :

نضيف إلى ما تقدم : أن السورة القرآنية كانت تؤخذ من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويكتبها الناس في مصاحفهم ، ويحفظونها ، ويقرؤونها في صلواتهم .. وكان النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يرشدهم إلى مواضع استحباب قراءتها .. وإلى كيفية القراءة ، وأوقاتها ، وحالاتها ومواردها ..

وكانت السور تعرف بأسمائها في عهده «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويسافر بها أهل القبائل إلى منتجعاتهم ، وأهل البلاد والقرى إلى بلادهم وقراهم ..

ولم يكونوا ينتظرون زيادة شيء فيها ، ولا كانوا يسألون عن هذه الزيادة ، كما أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يرسل إليهم طالبا منهم إضافة شيء إلى أية سورة كانوا قد حملوها عنه ، وأخذوها منه ..

ولو أن الباب كان قد بقي مفتوحا على التبديل والتعديل ، لكان علينا أن نشهد وأن نقرأ في التاريخ الكثير من موارد السؤال عن الزيادة أو الإخبار عنها ، وبها لهذا الصحابي ، ولذاك إلى حين وفاته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

نزول السورة مرتين :

وكانت بعض السور التي تنزل دفعة واحدة كما قلنا ، تنزل نفسها مرة أخرى دفعة واحدة أيضا .. كما هو الحال في سورة الإخلاص ، التي نزلت في

٣٢

مكة مرة ، وفي المدينة أخرى ، وكذلك سورة الفاتحة .. فقد نزلت مرة بمكة حين فرضت الصلاة ، ومرة بالمدينة لما حولت القبلة (١) ..

نزول الآية أيضا مرتين :

وكما كانت السورة تنزل أكثر من مرة ، كانت الآية تنزل أكثر من مرة أيضا .. وقد رووا ذلك في العديد من الموارد ، مثل خواتيم سورة النحل ، وأول سورة الروم ، وآية الروح ، وقوله تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ) (٢) .. فإن سورتي الإسراء وهود مكيتان ، وسبب نزولهما يدل على أنهما نزلتا في المدينة ..

قال الزركشي : ولهذا أشكل ذلك على بعضهم ، ولا إشكال ، لأنها نزلت مرة بعد مرة (٣) ..

وقد صرحوا : بأن مما يدخل في هذا السياق : أنه قد تنزل الآية لأجل سبب بعينه ، ثم يتجدد سبب آخر ، فيقتضي نزولها مرة أخرى ..

__________________

(١) راجع : الإتقان ج ١ ص ٣٥ ، والدر المنثور ج ١ في تفسير سورة الفاتحة وج ٦ في تفسير سورة الإخلاص ، فإنه قد روى ذلك عن مصادر كثيرة. وراجع أيضا :

شرح أصول الكافي لملا صالح المازندراني ج ١ ص ٤٦٣ وفتح الباري ج ٨ ص ١٢١ وتحفة الأحوذي ج ٨ ص ٢٢٨ ومجمع البيان ج ١ ص ٤٧ والبيان للسيد الخوئي ص ٤١٨.

(٢) الآية ١١٤ من سورة هود.

(٣) البرهان للزركشي ج ١ ص ٢٩ والإتقان ج ١ ص ٣٥ و (ط دار الفكر) ج ١ ص ١٠٤ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٨ ص ٣٩٤.

٣٣

وقد مثلوا لذلك :

١ ـ بقوله تعالى : (فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) (١) .. فقد زعموا ـ كذبا وزورا ـ : أنها نزلت في النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حينما غضب لتمثيل المشركين بعمه حمزة ، فتوعدهم بالتمثيل بسبعين (أو بثلاثين) منهم (٢).

ولعل الصحيح هو ما روي عن الإمام الحسن «عليه‌السلام» من أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : لأقتلن سبعين رجلا ، قال «عليه‌السلام» : إنما أحب الله جل اسمه أن يجعل ذلك سنة في المسلمين ، فإنه لو قتل بكل شعرة من عمه حمزة سبعين رجلا من المشركين ، ما كان في قتله حرج (٣).

وإذا أردنا أن نحسن الظن ههنا ، فإننا نقول : لعل من قرأها قد قرأها على سبيل التصحيف «لأمثلنّ» لتقارب الرسم بين الكلمتين ، وهذا كلام

__________________

(١) الآية ١٢٦ من سورة النحل.

(٢) الإتقان ج ١ ص ٣٣ و (ط دار الفكر) ج ١ ص ٩٨ والمعجم الكبير ج ١١ ص ٥٢ وتخريج الأحاديث والآثار ج ٢ ص ٢٥٠ ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص ١٣٥ و (ط دار الكتب العلمية) ص ١٢١ والدر المنثور ج ٤ ص ١٣٥ وأسباب نزول الآيات للواحدي النيسابوري ص ١٩٢ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ١٦٨ والوافي بالوفيات ج ١٣ ص ١٠٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٢٠٨ وزاد المسير ج ٤ ص ٣٧٠ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٨٠ وأسد الغابة ج ٢ ص ٤٨ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ ص ١٤ وراجع : تفسير مقاتل بن سليمان ج ٢ ص ٢٤٤ وتفسير السمرقندي ج ٢ ص ٢٩٦ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٦١ وراجع : تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٧٥ وتفسير القمي ج ١ ص ١٢٣.

(٣) البحار ج ٧٨ ص ٣٩٥ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٥٧ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٣٠٩ وراجع : تفسير نور الثقلين ج ٣ ص ٩٦ والهداية الكبرى للخصيبي ص ٣٤٦.

٣٤

صحيح في نفسه ، وليس فيه إشكال. وإن كان ذلك بعيدا ، فإن الظاهر : أنهم في أكثر الموارد قد تناقلوها على سبيل الرواية ، لا قراءة من كتاب.

ونزلت أيضا في الأنصار في حرب أحد ، لنفس السبب (١).

٢ ـ مثلوا له أيضا بقوله تعالى : (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) (٢).

فزعموا ـ كذبا وزورا ـ : أنها نزلت في استغفار النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لأبي طالب «عليه‌السلام» (٣).

__________________

(١) الإتقان ج ١ ص ٣٣ والسنن الكبرى للنسائي ج ٦ ص ٣٧٦ ومسند أحمد ج ٥ ص ١٣٥ وسنن الترمذي ج ٤ ص ٣٦٢ والمستدرك للحاكم ج ٢ ص ٣٥٩ وج ٢ ص ٤٤٦ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٨٦ والمعجم الكبير ج ٣ ص ١٤٤ وصحيح ابن حبان ج ٢ ص ٢٣٩ وموارد الظمآن ج ٥ ص ٣١٤ وكنز العمال ج ٢ ص ٤٥١ والدر المنثور ج ٤ ص ١٣٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٢٢٣ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٢١٠ وفتح القدير ج ٣ ص ٢٠٥.

(٢) الآية ١١٣ من سورة التوبة.

(٣) مسند أحمد ج ٥ ص ٤٣٣ وصحيح البخاري ج ٢ ص ٩٨ وج ٥ ص ٢٠٨ وج ٦ ص ١٨ وصحيح مسلم ج ١ ص ٤٠ وسنن النسائي ج ٤ ص ٩١ والمستدرك للحاكم ج ٢ ص ٣٣٦ وفتح الباري ج ٨ ص ٢٥٦ وعمدة القاري ج ٨ ص ١٨٠ وج ١٨ ص ٢٧٦ وج ١٩ ص ١٠٥ وتحفة الأحوذي ج ٨ ص ٣٩٤ و ٤٠١ والسنن الكبرى ج ١ ص ٦٥٥ وج ٦ ص ٣٥٩ و ٤٢٥ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج ١ ص ٣٩ وصحيح ابن حبان ج ٣ ص ٢٦٢ والمحلى لابن حزم ج ١١ ص ٢١٠ وتفسير القرآن للصنعاني ج ٢ ص ٢٨٩ وتخريج الأحاديث والآثار ج ٢ ص ١٠٥ وجامع البيان ج ١١ ص ٥٧ وج ٢٠ ص ١١٣ وأسباب نزول الآيات ـ

٣٥

وزعموا ـ كذبا وزورا أيضا ـ : أنها نزلت في والدة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

وزعموا كذلك : أنها نزلت في رجل استغفر لأبويه ، كما رواه الترمذي (٢) ..

__________________

ـ للواحدي النيسابوري ص ٢٢٨ وتفسير البغوي ج ٢ ص ٣٣١ وأحكام القرآن لابن العربي ج ٢ ص ٥٩١ وزاد المسير ج ٣ ص ٣٤٥ والجامع لأحكام القرآن ج ٨ ص ٢٧٢ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٤٠٧ وج ٣ ص ٤٠٦ ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص ١٢٦ و (ط دار الكتب العلمية) ص ١١٣ وفتح القدير ج ٢ ص ٤١١ وتفسير الآلوسي ج ١١ ص ٣٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٤ ص ٤٢٢ وج ٤١ ص ٢٣١ وج ٥٨ ص ١٨١ و ١٨٢ و ١٨٣ وج ٦٦ ص ٣٣٢ والإصابة (ط دار الكتب العلمية) ج ٧ ص ١٩٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ١ ص ٢٣٠ والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٥٣ وعيون الأثر ج ١ ص ١٧٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ١٢٦.

(١) فتح الباري ج ٨ ص ٣٩٠ وجامع البيان ج ١١ ص ٥٨ وتفسير الثعلبي ج ٥ ص ١٠٠ ومعاني القرآن للنحاس ج ٣ ص ٢٦٠ وتفسير البغوي ج ٢ ص ٣٣١ ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص ١٢٧ و (ط دار الكتب العلمية) ص ١١٤ وتفسير أبي السعود ج ٤ ص ١٠٧.

(٢) مسند أحمد ج ١ ص ٩٩ و ١٣٠ وسنن الترمذي ج ٤ ص ٣٤٤ وتخريج الأحاديث والآثار ج ٢ ص ١٠٦ وعمدة القاري ج ٨ ص ١٨٢ وكنز العمال ج ٢ ص ٤٢١ وتفسير ابن أبي حاتم ج ٦ ص ١٨٩٣ وتفسير السمرقندي ج ٢ ص ٩٠ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٤٠٧ والإتقان في علوم القرآن ج ١ ص ٩٨ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٨٢ ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص ١٢٦ و (ط دار الكتب العلمية) ص ١١٣ وفتح القدير ج ٢ ص ٤١١.

٣٦

غير أن ما يهمنا هنا هو تصريحهم بأن الآية والسورة قد تنزل أكثر من مرة لأسباب مختلفة ..

٣ ـ قالوا : إن آية (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قد نزلت مرتين أيضا : مرة في مكة ، ومرة في المدينة (١) ..

٤ ـ قالوا : إن سورة الفاتحة نزلت مرتين أيضا : مرة في مكة ، ومرة في المدينة (٢) ..

٥ ـ احتمل سبط ابن الجوزي ، وغيره : أن آية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) .. قد نزلت مرتين : في عرفة ، وفي غدير خم (٣) ..

٦ ـ قالوا : إن آية : (تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) قد نزلت مرتين ، كما نقله الحافظ ابن حجر (٤).

__________________

(١) راجع : تذكرة الخواص ص ٣٠.

(٢) راجع : عمدة القاري ج ١٩ ص ١١ وتفسير مجمع البيان للطبرسي ج ١ ص ٤٧ وج ٦ ص ١٢٩ وشرح أصول الكافي ج ١٠ ص ٤٦٣ وتحفة الأحوذي ج ٨ ص ٢٢٨ وتفسير البغوي ج ١ ص ٣٧ وتفسير السمعاني ج ١ ص ٣١ وتفسير البغوي ج ٣ ص ٥٧ وزاد المسير ج ٤ ص ٣٠٣ والتفسير الكبير ج ١٩ ص ٢٠٧ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٩ والإتقان في علوم القرآن ج ١ ص ٤١ و ١٥٠ والبرهان للزركشي ج ١ ص ٢٩ وفتح القدير ج ١ ص ١٥ وتفسير الآلوسي ج ١ ص ٣٨ وج ١٤ ص ٧٩.

(٣) تذكرة الخواص ص ٣٠ وشرح أصول الكافي لملا صالح المازندراني ج ١١ ص ٢٧٨ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٨ ص ٣٠١.

(٤) تفسير الميزان ج ٣ ص ٢٦٧ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٣٧٩.

٣٧

٧ ـ قالوا : إن آية : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) قد نزلت مرتين (١).

٨ ـ قالوا : إن آية : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) قد نزلت مرتين (٢).

٩ ـ قالوا : إن آية : (.. تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) قد نزلت مرتين (٣).

١٠ ـ قالوا أيضا : إن آية اللعان قد تكون نزلت مرتين (٤) ..

١١ ـ وقالوا أيضا عن آية الجزية : إنها يحتمل أن تكون قد نزلت مرتين (٥).

١٢ ـ وقالوا ذلك أيضا عن خواتيم سورة النحل (٦).

١٣ ـ وقالوا : إن سورة الحجر نزلت مرتين (٧).

١٤ ـ وقالوا : إن سورة الأنعام نزلت مرتين أيضا (٨).

١٥ ـ وقالوا : إن سورة الكوثر نزلت مرتين (٩).

__________________

(١) تفسير الآلوسي ج ١٥ ص ١٥٣ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٣٧٩.

(٢) تفسير الآلوسي ج ٢١ ص ١٩.

(٣) جامع البيان للطبري ج ٧ ص ١٧٧.

(٤) لباب النقول (ط دار إحياء العلوم) ص ١٥ و (ط دار الكتب العلمية) ص ٥.

(٥) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ١ ص ٣٧٩.

(٦) تفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٣٧٩.

(٧) راجع : فتح الباري ج ٨ ص ١٢١.

(٨) راجع : تفسير الآلوسي ج ٧ ص ٧٦.

(٩) راجع : تفسير الآلوسي ج ٣٠ ص ٢٤٤.

٣٨

١٦ ـ وقالوا : إن سورة المرسلات نزلت مرتين أيضا (١).

النزول التدريجي للآيات :

وقد ذكر الله سبحانه نزول آيات القرآن بصورة تدريجية في قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً) (٢).

وقال تعالى : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) (٣).

فإنه وإن كان نزول القرآن سورة سورة يكفي في صحة القول بأنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان يقرؤه على مكث ، وبأن الله تعالى قد فرقه ، وبأنه لم ينزل جملة واحدة ..

ولكن الظاهر من الروايات المتواترة أن آياته كانت تنزل أيضا متفرقة ، وفق ما يستجد من أحداث ..

وذلك بعد أن تنزل السورة بكاملها أولا.

ونذكر من الشواهد على ذلك ، ما يلي :

شواهد وأدلة :

ألف : إن سورة الأنعام قد نزلت جملة واحدة بمكة ، وقد شيعها سبعون

__________________

(١) راجع : الفتوحات المكية لابن العربي ج ٢ ص ٥٠٧.

(٢) الآية ٣٢ من سورة الفرقان.

(٣) الآية ١٠٦ من سورة الإسراء.

٣٩

ألف ملك (١) ..

والروايات تقول أيضا : إن آيات هذه السورة قد نزلت في مناسبات مختلفة ، ونذكر من ذلك على سبيل المثال ما يلي :

١ ـ عن ابن إسحاق ، قال : مر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فيما بلغني بالوليد بن المغيرة ، وأمية بن خلف ، وأبي جهل بن هشام ، فهمزوه واستهزؤوا به ، فغاظه ذلك ، فأنزل الله : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ

__________________

(١) راجع : الكافي ج ٢ ص ٦٢٢ وثواب الأعمال الصدوق ص ١٠٥ وشرح أصول الكافي ج ١١ ص ٦٣ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٦ ص ٢٣٠ و (ط دار الإسلامية) ج ٤ ص ٨٧٣ والمصباح للكفعمي ص ٤٤١ والبحار ج ٨٩ ص ٢٧٤ و ٢٧٥ ومستدرك سفينة البحار ج ٨ ص ٤٧١ والتفسير الأصفى ج ١ ص ٣٥٧ وتفسير العياشي ج ١ ص ٣٥٤ و ٣٨٣ وتفسير مجمع البيان للطبرسي ج ٤ ص ٦ و ٣٠٦ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٦٩٦ و ٧٧٨ وج ٣ ص ٢٤١ والتفسير الصافي ج ٢ ص ١٧٨ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٥ ص ٩٤ والبرهان للزركشي ج ١ ص ١٩٩ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ١ ص ٤١٩ والدر المنثور ج ٣ ص ٢ و ٣ و ٤ والتفسير الكبير للرازي ج ١٢ ص ١٤١ والإتقان ج ١ ص ٣٧ و (ط دار الفكر) ج ١ ص ١١١ عن ابن الضريس ، وأبي عبيدة وابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه ، والحاكم ، وأبي الشيخ ، والبيهقي في شعب الإيمان ، والسلفي في الطيوريات ، والإسماعيلي في معجمه ، والخطيب في تاريخه ، وعبد الرزاق ، والفريابي ، وعبد بن حميد ، وغيرهم ، عن ابن عباس ، وابن مسعود ، وأسماء بنت يزيد الأنصارية ، وابن عمر ، وأنس ، وجابر ، وعن الإمام علي «عليه‌السلام» ، وعن أبي بن كعب ، ومجاهد ، ومحمد بن المكندر ، وعطاء ، وغيرهم.

٤٠