الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٢

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٢

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-204-8
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٦٨

بالناس» (١). فكيف يتلاءم ذلك مع القول : يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر؟!

سادسا وأخيرا : إن التعبير بكلمة استعزّ برسول الله غير لائق أبدا ، فإنما يقال : استعز بفلان إذا غلب على كل شيء ، من مرض أو غيره.

وكأنهم يريدون بذلك تأكيد مقولة عمر «إن النبي ليهجر» أو «غلبه الوجع» .. فإنا لله وإنا إليه راجعون ..

وقال أبو عمر : استعز بالعليل إذا غلب على عقله (٢).

صلاتان .. أم صلاة واحدة؟! :

ونقل ابن الجوزي عن أبي حاتم : أنها كانت صلاتين ، كان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في إحداها مأموما ، وفي الأخرى كان إماما.

قال : والدليل على أنها كانت صلاتين لا صلاة واحدة ، أن في خبر عبيد الله بن عبد الله عن عائشة : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خرج بين رجلين ، يريد بأحدهما العباس ، والآخر عليا.

وفي خبر مسروق عن عائشة : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خرج بين رجلين ، أو (بريرة وميمونة) ، أو (بريرة ونوبة) قال : فهذا يدلك على أنها كانت صلاتين ، لا صلاة واحدة» (٣).

__________________

(١) بغية الطالب في تاريخ حلب لابن النديم (مخطوط في مكتبة قبو سراي) الورقة ١٩٤ رقم ٢٩٢٥.

(٢) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٢ ص ٢٤٦.

(٣) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٨ ص ١٩٥ و ١٩٦ وآفة أصحاب الحديث ص ٧٩ وصحيح ابن حبان ج ٥ ص ٤٨٨ وعمدة القاري ج ٥ ص ١٨٨ وتنوير الحوالك ص ٦٠.

٣٢١

ولكن ابن الجوزي رد حديث صلاة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مأموما بعدة أوجه :

أحدها : أن فيه شبابة ، وقد نسب إلى الغلط.

والحديث الذي يجعله (أي النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله») إماما لأبي بكر ولغيره مؤيد بما رواه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة ، وهو مروي في الصحاح ..

الثاني : إن خروجه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بين علي «عليه‌السلام» والعباس مذكور في الصحيحين.

ويمكن الجمع بينه وبين الحديث الآخر : باحتمال أن تكون ميمونة وبريرة أخرجتاه إلى باب الدار ، ثم تولاه علي والعباس .. خصوصا وأنه لم يجر في العادة أن تمشي الجواري بين الصفوف ، وكان القوم في الصلاة.

الثالث : تقول رواية بريرة وميمونة : «فكان رسول الله يصلي جالسا ، وأبو بكر قائما يصلي بصلاة رسول الله ، والناس يصلون بصلاة أبي بكر».

فالعجب لأبي حاتم كيف يقول : كان رسول الله مأموما ، وهو يروي في حديث بريرة وميمونة : وأبو بكر يصلي بصلاة رسول الله؟!

وكيف يصلي أبو بكر بصلاة رسول الله ، ويكون هو الإمام لرسول الله؟! (١). انتهى كلام ابن الجوزي.

ونقول :

إننا وإن كتا نؤكد صحة قولهم : إنها كانت صلاة واحدة .. ولكننا لا نوافق

__________________

(١) راجع : آفة أصحاب الحديث ص ٨٠.

٣٢٢

على قولهم : إن الناس كانوا يصلون بصلاة أبي بكر ، إذ لا حاجة إلى ذلك ، فإن المسلمين الحاضرين كانوا قليلين ، لأن الناس كانوا في جيش أسامة ، وكان الصف الأول وبعض الصف الذي خلفه يرى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وهو جالس .. ويرى حركته بصورة مباشرة .. فما الحاجة إلى أبي بكر إذن؟!

رواية الواقدي :

روى الواقدي ، عن عبد الرحمن بن عبد العزيز ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أبيه ، عن عائشة : جاء رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فاستأخر أبو بكر ، فأخذ بيده ، فقدمه في مصلاه ، فصفا جميعا ، ورسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» جالس ، وأبو بكر قائم ، فلما سلم ، صلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الركعة الأخيرة ، ثم انصرف (١).

ونقول :

أولا : قد طعن في الواقدي يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، والبخاري ، وأبو حاتم الرازي ، وأبو عبد الرحمن النسائي ، وابن عدي. وقد اتهمه بعض هؤلاء بوضع الحديث (٢).

وطعن أبو حاتم الرازي بعبد الرحمن بن عبد العزيز ، بأنه مضطرب

__________________

(١) آفة أصحاب الحديث ص ٨٦ وتنوير الحوالك ص ٦٠ ومعرفة السنن والآثار ج ٢ ص ٣٦٠ ونصب الراية ج ٢ ص ٥٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٢٠ وسبل الهدى والرشاد ج ٨ ص ١٩٦ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٧١.

(٢) تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٣٦٣ و ٣٦٨.

٣٢٣

الحديث (١).

وطعن أبو زرعة وموسى بن هارون بعبد الله بن أبي بكر (٢).

ثانيا : إن الأحاديث تشير إلى أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أشار إلى أبي بكر بما أراد ، وهذا الحديث يقول : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أخذ بيده فقدمه في مصلاه ..

ثالثا : لا تدل هذه الرواية على أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد ائتم بأبي بكر ، ولا على العكس ، بل هي تدل على أصل وجود الإئتمام فيما بينهما .. فما معنى قوله : «فصفا جميعا»؟! فإن كان المقصود أنهما كانا إمامين للناس معا وفي عرض واحد ، ولم يكن أحدهما إماما للآخر .. فإننا لم نعهد في الشريعة جعل إمامين لجماعة واحدة ..

وهذا يخالف قولهم : إن أبا بكر قد صلى بصلاة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويخالف الرواية التي تدعي : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد ائتم بأبي بكر. وإضافة الركعة الأخيرة لا يدل على اقتدائه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بأبي بكر ..

كل نبي يؤمه رجل من أمته :

عن أبي عبد العزيز الترمذي ، يرفعه إلى عائشة : إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» رفع سترا ، فرأى الناس من وراء أبي بكر يصلون ، فحمد الله وقال : «الحمد لله ، ما من نبي يتوفاه الله عزوجل حتى يؤمه رجل من أمته ..» ولم يذكر

__________________

(١) تهذيب التهذيب ج ٦ ص ٢٢٠.

(٢) لسان الميزان ج ٣ ص ٢٦٤.

٣٢٤

أنه خرج ، ولا صلى خلفه (١).

ونقول :

أولا : قد تقدم في غزوة تبوك أنهم يزعمون : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» صلى خلف عبد الرحمن بن عوف ، فلماذا لا تكون كلمته المزعومة هذه إشارة إلى تلك المزعمة؟!.

ثانيا : إن أبا عبد العزيز الترمذي هو موسى بن عبيدة بن نشيط ، وقد طعن فيه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلي بن الجنيد الحافظ ، كما ذكره ابن الجوزي ، فلا عبرة بحديثه (٢).

يضاف إلى ما تقدم : أن الحديث غير متصل بل هو من المرفوعات ..

ثالثا : إنه لا تناسب بين هذه الكلمة المنسوبة إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وبين صلاة أبي بكر .. كما أن هذه الكلمة لا تدل على رضاه بأن يؤم أبو بكر الناس في صلاتهم تلك أو غيرها .. بل قد تكون على خلاف ذلك أدل. إذا لوحظ قول الرواية : «ولم يذكر أنه خرج ولا صلى خلفه» ..

__________________

(١) آفة أصحاب الحديث ص ٨٧ والمعجم الأوسط ج ٤ ص ٣٦٥ ومجمع الزوائد ج ٣ ص ١١ وج ٩ ص ٣٧ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٧٣. وراجع : تنوير الحوالك ص ٥٩ والمغني لابن قدامة ج ٢ ص ٤٩ والإستذكار لابن عبد البر ج ٢ ص ١٧٣ وبداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد ج ١ ص ١٢٤ وبغية الباحث ص ٢٩٧ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٢٢ والتمهيد لابن عبد البر ج ٦ ص ١٤٤.

(٢) تهذيب التهذيب ج ١٠ ص ٣٥٦ ـ ٣٦٠ وراجع : التاريخ الصغير للبخاري ج ٢ ص ٨٧ وج ٧ ص ٢٩١ والكامل لابن عدي ج ٦ ص ٣٣٣.

٣٢٥

فلعله يريد أن يشير إلى أنه كان قد أمه رجل آخر غير أبي بكر ، ربما يكون ذلك الشخص هو علي «عليه‌السلام» ، حيث ذكرنا في ما سبق عدم صحة قولهم : إن ابن عوف قد أمّ النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في غزوة تبوك ، وعدم صحة قولهم هنا : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد صلى خلف أبي بكر ..

النصب بعد العزل :

وآخر كلمة نقولها هنا هي :

أننا لو فرضنا أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو الذي أمر أبا بكر بالصلاة بالناس ، فإن الروايات التي تصرح بأنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خرج على تلك الحال من معاناة شدة المرض ، حتى كانت رجلاه تخطان في الأرض (١) ، فعزله وصلى هو بالناس ثابتة بلا ريب.

ولا مجال لدعوى : أن حركته هذه هي نتيجة شدة اهتمامه «صلى الله

__________________

(١) مسند أحمد ج ١ ص ٣٥٦ وج ٦ ص ٢١٠ و ٢٢٤ والمبسوط للسرخسي ج ١ ص ٢١٤ والمحلى لابن حزم ج ٣ ص ٦٤ وصحيح مسلم ج ٢ ص ٢٣ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٣٨٩ و ٣٩١ وسنن النسائي ج ٢ ص ٩٩ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٢ ص ٣٠٤ وج ٣ ص ٨١ وعمدة القاري ج ٥ ص ١٨٦ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٢ ص ٢٢٧ ومسند ابن راهويه ج ٣ ص ٨٣١ والسنن الكبرى للنسائي ج ١ ص ٢٩٣ وصحيح ابن خزيمة ج ٣ ص ٥٣ وشرح معاني الآثار ج ١ ص ٤٠٦ وصحيح ابن حبان ج ٥ ص ٤٨٩ ومعرفة السنن والآثار ج ٢ ص ٣٥٦ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٢ ص ٣١٧ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ ص ١٧٩ وأسد الغابة ج ٣ ص ٢٢١ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٣٩ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٥٣.

٣٢٦

عليه وآله» بأمر الصلاة ، فإن الشدائد المرضية التي كان يعاني منها كانت توجب عليه أن لا يتحمل هذا الجهد ، فهو قد احتاج إلى رجلين ليساعداه على الوصول إلى موضع الصلاة ، على تلك الحال الصعبة من الضعف ، والجهد البالغ ، حتى لقد كانت رجلاه تخطان بالأرض.

كما لا مجال لحمل ذلك على إرادة تكريم أبي بكر ، فإن تكريمه لا يكون بعزله عن الصلاة ، كما أنه كان يمكن تكليمه بما لا يوجب للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هذا الجهد ، فلا بد من حمله على أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان مأمورا بهذا العزل ، ولعله كان مأمورا بذلك النصب أولا أيضا ، لأن الله تعالى أراد أن يعلم الأمة بأن هذا الرجل ليس أهلا لما يطمح له من نيل الخلافة بعد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

ولعلك تقول : إن هذا لو صح لكان عقوبة لأبي بكر قبل ارتكابه أية جناية. وهو غير معقول ، ولا مقبول ، ولا سيما من الرسول الأكرم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، الذي لا ينطق عن الهوى!!

ونجيب : بأن القول : إن أبا بكر لم يرتكب ما يوجب هذه العقوبة غير صحيح ، فإن مساعيه لنقض التدبير الإلهي في علي «عليه‌السلام» ، كانت واضحة للعيان ، ولم ينس الناس بعد ما فعله هو وقريش في منى وفي عرفات في حجة الوداع.

بل إن نفس تخلفه عن جيش أسامة ، ومعصيته المتواصلة لله ولرسوله في ذلك ، يكفي لمواجهته بحرمانه من نفس ذلك الذي دعاه إلى هذه المخالفة. وهو العزل عن إمامة الصلاة ، وإعلام الناس بعدم أهليته لها ، واستحقاقه للعزل عنها. فمن كان بهذه المثابة ، فهل يرضاه الله للمقام الأعظم ، والأجل والأفخم؟!

٣٢٧
٣٢٨

الفصل السادس :

أحداث الوفاة في النصوص والآثار

٣٢٩
٣٣٠

توفي في بيتي بين سحري ونحري :

عن عائشة قالت : «إن من أنعم الله عليّ أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» توفي في بيتي وبين سحري ونحري» (١).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٨ ص ٢٨ ج ١٢ ص ٢٦١ عن الشيخين ، وعن ابن سعد. وراجع : المجموع للنووي ج ١٦ ص ٤٢٩ ومسند أحمد ج ٦ ص ٤٨ وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ٤ ص ٤٥ وج ٥ ص ١٤١ و ١٤٢ والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٦ و ٧ وفتح الباري ج ٨ ص ١٠٦ وج ١٠ ص ٤٩٢ وفتح الباري (المقدمة) ص ٣٧٠ وعمدة القاري ج ١٥ ص ٢٩ وج ١٨ ص ٧٠ و ٧١ وج ٢٢ ص ٢٢١ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ٥٢٩ ومسند ابن راهويه ج ٣ ص ٦٦١ ومسند أبي يعلى ج ٨ ص ٧٧ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٥٨٤ وج ١٦ ص ٥٣ والمعجم الكبير ج ٢٣ ص ٣٢ و ٣٤ وكنز العمال ج ١٣ ص ٦٩٧ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٣٤ و ٢٦١ والعلل لأحمد بن حنبل ج ٢ ص ٤٠٧ وضعفاء العقيلي ج ٢ ص ٢٤٩ والثقات ج ٢ ص ١٣٣ وتاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٦٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٦ ص ٣٠٦ و ٣٠٧ وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٢٣١ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ١٨٩ وج ٧ ص ٤٣٤ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٦٠ و ٢٨٩ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٩٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٧٥ و ٥٣٣ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٧٠.

٣٣١

وفي رواية : «بين حاقنتي وذاقنتي (١)» (٢).

وفي رواية : «وجمع الله بين ريقي وريقه عند موته» (٣).

__________________

(١) بين حاقنتي وذاقنتي : وهو ما بين اللحيين ، ويقال : الحاقنة ما سفل من البطن (الصحاح للجوهري ج ٥ ص ٢١٠٣).

الحاقنة : أسفل من الذقن ، والذاقنة طرف الحلقوم والسحر الصدر ، والنحر محل الذبح ، والمراد : أنه عليه الصلاة والسلام توفي ورأسه بين حنكها وصدرها (شرح مسند أبي حنيفة ص ٢٥٥).

(٢) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٢٦١ ومسند أحمد ج ٦ ص ٦٤ و ٧٧ وصحيح البخاري ج ٥ ص ١٣٩ و ١٤٠ وسنن النسائي ج ٤ ص ٧ وفتح الباري ج ٨ ص ١٠٦ وج ١١ ص ٣١٢ وعمدة القاري ج ١٨ ص ٦٥ و ٦٨ والسنن الكبرى للنسائي ج ١ ص ٦٠٢ وج ٤ ص ٢٦٠ وشرح مسند أبي حنيفة ص ٢٥٥ ونصب الراية ج ١ ص ٥٩ والمعجم الأوسط ج ٨ ص ٣٣٣ وكتاب الوفاة للنسائي ص ٥٠ وراجع : البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٥٧ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٩٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٧١ وراجع : المراجعات للسيد شرف الدين ص ٣٠٥ وشرح مسند أبي حنيفة ص ٢٥٥.

(٣) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٢٦١ والمجموع للنووي ج ١٦ ص ٤٢٩ ومسند أحمد ج ٦ ص ٤٨ وصحيح البخاري ج ٤ ص ٤٥ وج ٥ ص ١٤١ و ١٤٢ والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٧ وعمدة القاري ج ١٥ ص ٢٩ وج ١٨ ص ٧٠ و ٧١ ومسند ابن راهويه ج ٣ ص ٦٦١ و ٩٨٩ ومسند أبي يعلى ج ٨ ص ٧٧ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٥٨٤ و ٥٨٥ وج ١٦ ص ٥٣ والمعجم الكبير ج ٢٣ ص ٣٢ و ٣٤ وكنز العمال ج ١٣ ص ٦٩٧ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٣٤ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ١٣٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٦ ص ٣٠٦ و ٣٠٧ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ١٨٩.

٣٣٢

وفي رواية : «دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى صدري ، فرأيته ينظر إليه ، فعرفت أنه يحب السواك ، فقلت : آخذه لك ، فأشار برأسه ، أي نعم ، فقصمته ثم مضغته ونقضته فأخذه ، فاستن به أحسن ما كان مستتنّا (١).

ونقول :

إن هذا الكلام غير صحيح ، فإن نفس النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد فاضت وهو على صدر علي أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، ويدل على ذلك ما يلي :

١ ـ إن عليا «عليه‌السلام» يقول : «فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين سحري وصدري نفسك ، إنا لله وإنا إليه راجعون (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٢٦١ عن الشيخين ، وعن ابن سعد ، وراجع : صحيح البخاري ج ٥ ص ١٤١ وفتح الباري ج ٨ ص ١٠٦ وعمدة القاري ج ١٨ ص ٧٠ والمعجم الكبير ج ٢٣ ص ٣٢ وضعفاء العقيلي ج ٢ ص ٢٥٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٦ ص ٣٠٧ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٦٠ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٩٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٧٥.

(٢) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٢ ص ١٨٢ والبحار ج ٢٢ ص ٥٤٢ وج ٤٣ ص ١٩٣ والمراجعات للسيد شرف الدين ص ٣٣٠ والكافي ج ١ ص ٤٥٩ وروضة الواعظين ص ١٥٢ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج ٢ ص ٢١٥ والغدير ج ٩ ص ٣٧٤ ودلائل الإمامة للطبري (الشيعي) ص ١٣٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٠ ص ٢٦٥ و ٢٦٦ وقاموس الرجال ج ١٢ ص ٣٢٤ وكشف الغمة ج ٢ ص ١٢٧ وشرح إحقاق الحق ج ١٠ ص ٤٨١ وج ٢٥ ص ٥٥١ وج ٣٣ ص ٣٨٥.

٣٣٣

٢ ـ وقال «عليه‌السلام» : «إن آخر ما قال النبي : الصلاة ، الصلاة ، إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان واضعا رأسه في حجري ، فلم يزل يقول : الصلاة ، الصلاة ، حتى قبض» (١).

٣ ـ وقال «عليه‌السلام» أيضا : «ولقد قبض رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وإن رأسه لعلى صدري» (٢).

٤ ـ وفي خطبة له «عليه‌السلام» قال : «.. ولقد قبض النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وإن رأسه لفي حجري ، ولقد وليت غسله بيدي ، تقلبه الملائكة المقربون معي ..» (٣).

٥ ـ ما رواه ابن سعد بسنده إلى الشعبي ، قال : «توفي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ورأسه في حجر علي» ومثله عن أبي رافع (٤).

__________________

(١) خصائص الأئمة للشريف الرضي ص ٥١.

(٢) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٢ ص ١٧٢ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٤٩٥ والبحار ج ٢٢ ص ٥٤٠ وج ٣٤ ص ١٠٩ وج ٣٨ ص ٣٢٠ ومناقب أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيرواني ص ٢٢٢ والمراجعات للسيد شرف الدين ص ٣٣٠.

(٣) الأمالي للمفيد ص ٢٣ والبحار ج ٣٢ ص ٥٩٥ وج ٣٤ ص ١٤٧ وج ٧٤ ص ٣٩٧ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ١٤٦ ومستدرك سفينة البحار ج ١٠ ص ١١٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٠ ص ١٧٩ و ١٨٢ وينابيع المودة ج ٣ ص ٤٣٦.

(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٦٣ وفتح الباري ج ٨ ص ١٠٧ وعمدة القاري ج ١٨ ص ٦٦ و ٧١ والمراجعات للسيد شرف الدين ص ٣٢٩ وراجع : علل الشرائع للصدوق ج ١ ص ١٦٨ والبحار ج ٢٢ ص ٤٥٩ ومجمع الزوائد ج ١ ص ٢٩٣.

٣٣٤

ملك الموت يستأذن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وروي أن جبرئيل «عليه‌السلام» قال للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : إن ملك الموت يستأذن عليك ، وما استأذن أحدا قبلك ولا بعدك.

فأذن له ، فدخل وسلم عليه ، وقال : يا أحمد ، إن الله تعالى بعثني إليك لأطيعك ، أقبض أو أرجع؟!

فأمره فقبض (١).

وفي نص آخر عن الإمام السجاد «عليه‌السلام» : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال له : أتفعل ذلك يا ملك الموت.

قال : نعم ، بذلك أمرت أن أطيعك فيما تأمرني.

فقال له جبرئيل : يا أحمد ، إن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : يا ملك الموت امض لما أمرت له.

فقال جبرئيل : هذا آخر وطئي الأرض ، إنما كنت حاجتي من الدنيا (٢).

قال المجلسي : لعل المراد : آخر نزولي لتبليغ الرسالة ، فلا ينافي الأخبار الدالة على نزوله بعد ذلك (٣).

وفي نص آخر : أنه استأذن على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بصفة

__________________

(١) البحار ج ٢٢ ص ٣٢٢ وراجع ٥٣٢ و ٥٣٣ و ٣٣٤ عن المناقب لابن شهر آشوب ج ١ ص ٣٠٣ ـ ٣٠٦ وعن كشف الغمة ص ٦ ـ ٨.

(٢) البحار ج ٢٢ ص ٣٠٥ وراجع ص ٥٣٢ و ٥٣٣ و ٣٣٤ عن أمالي الصدوق ص ١٦٥ و ١٦٦ وعن كشف الغمة ص ٦ ـ ٨.

(٣) البحار ج ٢٢ ص ٥٠٥ والأمالي للصدوق ص ٣٤٩ وروضة الواعظين ص ٧٢.

٣٣٥

رجل غريب جاء يسأل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقالت له فاطمة «عليها‌السلام» : إن رسول الله مشغول عنك. فرجع ، ثم عاد فاستأذن ، فسمعه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فأخبر فاطمة «عليها‌السلام» بأنه ملك الموت ، فأذنت له ، فدخل ، وقبض روح رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فراجع (١).

يوم وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

تضاربت الأقوال في وقت وفاة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» :

فقيل : توفي يوم الإثنين من غير تحديد (٢).

وقيل : توفي يوم الإثنين حين زاغت الشمس ، أي : ظهرا (٣).

__________________

(١) البحار ج ٢٢ ص ٥٢٨ عن مناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ١١٦ والأنوار البهية ص ٣٨ ومجمع النورين الشيخ أبو الحسن المرندي ص ٦٩.

(٢) البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩٢ وسبل السلام ج ١ ص ١٢ والتنبيه والإشراف ص ٢٤٤ والبحار ج ٢٢ ص ٥١٤ وسبل السلام ج ٢ ص ١١١ وتاج المواليد (المجموعة) للطبرسي ص ٧ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٤٤١.

(٣) تنوير الحوالك ص ٢٣٨ وعمدة القاري ج ٨ ص ٢١٨ وج ١٨ ص ٦٠ وناسخ الحديث ومنسوخه ص ٣٨٤ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٧٣ و ٢٧٤ و ٣٠٥ و ٤٤١ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٧٥ وإمتاع الأسماع للمقريزي ج ١٤ ص ٤٧٣ و ٥٨٨ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٩٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ٤٣٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٠٦ وسبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٠٥ و ٣٣٣ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٧٣ وكنز العمال ج ١٠ ص ٥٧٥ والبحار ج ٢٢ ص ٥١١ و ٥٣٥ وج ٥٥ ص ٣٦٤.

٣٣٦

وقيل : توفي يوم الإثنين قبل أن ينتصف النهار (١).

وقيل : توفي يوم الإثنين في الضحى ، وجزم به ابن إسحاق.

وقيل : الأكثر على أنه اشتد الضحى (٢).

وقيل : توفي آخر يوم الإثنين (٣).

متى دفن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله؟! :

وتضاربت الأقوال أيضا في وقت دفن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» :

فقيل : دفن يوم الأربعاء ، أي بقي ثلاثة أيام لم يدفن ، وكان يدخل عليه

__________________

(١) البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٧١ و ٢٧٥ و ٢٩٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٨٤ و ٤٩٨ و ٥٠٦ و ٥٣٩ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٤ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٩٤ وعمدة القاري ج ٨ ص ٢١٩.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٠٥ عن المنهل ، وراجع : فتح الباري ج ٨ ص ١١٠ والغدير ج ٥ ص ٣٤٣ والجامع لأحكام القرآن ج ١٨ ص ٩٨ وتهذيب الكمال ج ١ ص ١٩٠ وسير أعلام النبلاء ج ١٠ ص ٦٢٠ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ١٠٥ و ٤٣٧ والنزاع والتخاصم ص ٧٨ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٨٠.

(٣) البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٧٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٠٦ وسبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٢٤٦ وكنز العمال ج ٧ ص ٢٦١ والبحار ج ٢٨ ص ١٤٤ والشمائل المحمدية ص ٣٢٧ والسنن الكبرى للنسائي ج ١ ص ٢٦١ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢١٦ وسير أعلام النبلاء ج ١٠ ص ٦٢٠ وخاتمة المستدرك للنوري ج ٢ ص ٤٢٦.

٣٣٧

الناس أرسالا أرسالا ، يصلون ، لا يصفون ، ولا يؤمهم عليه أحد (١).

ويصف ابن كثير هذا القول : بأنه من الأقوال الغريبة (٢).

ولا شك في غرابته ، وقد ندب الإسلام إلى الإسراع في دفن الميت ، فلماذا يخالف المسلمون هذا المستحب في حق نبيهم بالذات؟!

وروي عن عائشة أنها قالت : «ما علمنا بدفن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى سمعنا صوت المساحي في جوف ليلة الأربعاء» (٣).

وقد تعجب ابن أبي الحديد من هذه الرواية أيضا ، فهو يقول : «قلت :

__________________

(١) البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩٢ وسبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٣٠ و ٣٣٣ وراجع : تنوير الحوالك ص ٢٣٨ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٧٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٤٠.

(٢) البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٤٠ وراجع : تنوير الحوالك ص ٢٣٨ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٩٤.

(٣) البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٧٠ و ٢٩١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٠٥ و ٥٣٨ ونيل الأوطار للشوكاني ج ٤ ص ١٣٧ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٢٤٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٥٤٢ و ٤٥٥ والكامل في التاريخ ج ٥ ص ٢٧٠ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٤ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ٤٠٩ ومسند ابن راهويه ج ٢ ص ٤٣٠ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٤ ص ٣٩٦ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٣٩ وناسخ الحديث ومنسوخه ص ٢٨٥ وتنوير الحوالك ص ٢٤٠ ونيل الأوطار ج ٤ ص ١٣٧ ومسند أحمد ج ٦ ص ٦٢ و ٢٤٢ و ٢٧٤ وعمدة القاري ج ٨ ص ١٢١ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ٢٢٧ وشرح معاني الآثار ج ١ ص ٥١٤ والإستذكار لابن عبد البر ج ٣ ص ٥٦ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج ١ ص ٤٧.

٣٣٨

وهذا أيضا من العجائب ، لأنه إذا مات يوم الإثنين وقت ارتفاع الضحى ـ كما ذكر في الرواية ـ ودفن ليلة الأربعاء وسط الليل ، فلم يمض عليه ثلاثة أيام كما ورد في تلك الرواية» (١).

ونقول :

والصحيح هو : أن تعجبه هذا في غير محله ، فإن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد دفن بعد وفاته بساعات يسيرة ، وقبل أن يفرغ أهل السقيفة من سقيفتهم كما سنرى.

ثم هو يتابع فيقول :

وأيضا فمن العجب كون عائشة ، وهو في بيتها لا تعلم بدفنه حتى سمعت صوت المساحي ، أتراها أين كانت؟! وقد سألت عن هذا جماعة ، فقالوا : لعلها كانت في بيت يجاور بيتها عندها نساء ، كما جرت عادة أهل الميت : وتكون قد اعتزلت بيتها ، وسكنت ذلك البيت ، لأن بيتها مملوء بالرجال من أهل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وغيرهم من الصحابة ، وهذا قريب (٢).

ولكننا نقول للمعتزلي :

بل السبب هو : أن الموضع الذي دفن فيه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يكن لعائشة ، وإنما هو بيت فاطمة «عليها‌السلام» ، حسبما سيأتي بيانه وإثباته بالأدلة الظاهرة ، والبراهين القاهرة ، والحقائق الباهرة. ولم تكن

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٤٠.

(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٤٠.

٣٣٩

عائشة تحب أن يطول مكثها في بيت الزهراء «عليها‌السلام» ، لأسباب معروفة ..

وقيل : توفي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يوم الإثنين ، ودفن يوم الثلاثاء (١) ، حين زالت الشمس (٢).

القول الأصوب والأصح :

والصحيح هو : ما روي عن أهل البيت «عليهم‌السلام» بلا شك ، كما سيأتي من أن بيعتهم قد تمت بعد دفنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. ولعل فراغهم من السقيفة قد حصل ليلة الثلاثاء ، لا سيما وأنهم قد انتظروا أبا بكر حتى رجع من السنح ، ثم ذهبوا إلى السقيفة بعد رجوعه. ولعل هذا يفسر ما ورد في الروايات التالية :

روى الواقدي ، عن أبي بن عباس بن سهل بن سعد ، عن أبيه قال :

__________________

(١) كنز العمال ج ٧ ص ٢٧٠ و ٢٧١ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٨ ص ٥٦٩ وراجع : مسند أبي يعلى ج ١ ص ٣١ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٩٢ عن ابن أبي الدنيا ، وكتاب الموطأ لمالك ج ١ ص ٢٣ وتنوير الحوالك ص ٢٣٨ وحاشية رد المحتار ج ١ ص ٥٩٠ وعمدة القاري ج ٨ ص ٢٤٤ والشمائل المحمدية ص ٢٠٤ والإستذكار لابن عبد البر ج ٣ ص ٥٣ و ٥٤ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٤ ص ٣٩٤ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٧٣ و ٢٧٤ و ٣٠٥.

(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٣٠٥ وج ٣ ص ٨ والإستيعاب لابن عبد البر ج ١ ص ٤٧ وناسخ الحديث ومنسوخه ص ٣٨٤ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٤ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٤٢.

٣٤٠