الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٢

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٢

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-204-8
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٦٨

صلاة أبي بكر في الروايات :

هناك روايات عديدة ، متناقضة جدا تتحدث عن صلاة أبي بكر بالناس ، ونحن نورد هنا عمدتها مما روي في كتب الصحاح وغيرها .. ونذكر منها ما يلي :

عن أنس : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يخرج ثلاثا وأبو بكر يصلي بالناس ، وأن الناس بينما هم في صلاة الفجر من يوم الإثنين وأبو بكر يصلي لهم ، لم يفجأهم إلا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد كشف ستر حجرة عائشة ، فنظر إليهم وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ، فما رأيت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أحسن هيئة منه في تلك الساعة ، وكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وهم صفوف في الصلاة ، ثم تبسم يضحك.

فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف ، فظن أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يريد أن يخرج إلى الصلاة.

قال أنس : وهمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فأشار إليهم أن أتموا صلاتكم ، فقال :

«أيها الناس ، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة ، يراها

٢٨١

المسلم أو ترى له ، ألا وإني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم».

ثم دخل الحجرة ، وأرخى الستر ، فتوفي من يومه ذلك (١).

وفي نص آخر عنه : وتوفي من آخر ذلك اليوم (٢).

ونقول :

قد ذكرنا هذه الرواية في فاتحة الكلام عن صلاة أبي بكر ، لأنها تضمنت صورة مخففة عن موضوع الصلاة ، وأشارت إلى أمور عديدة كلها موضع

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٣٠٥ عن البخاري ، ومسلم ، والبيهقي ، والبلاذري ، وابن حجر ، وابن سعد. وراجع : المحلى لابن حزم ج ٤ ص ٢٣٩ والبحار ج ٢٨ ص ١٤٤ وصحيح البخاري ج ٢ ص ٦٠ وصحيح البخاري ج ٥ ص ١٤١ وفتح الباري ج ٨ ص ١٠٩ وعمدة القاري ج ٧ ص ٢٨٠ وج ١٨ ص ٦٩ وصحيح ابن خزيمة ج ٣ ص ٧٥ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٥٨٧ و ٥٨٨ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢٤ ص ٣٩٤ وشرح مسند أبي حنيفة ص ٥٨ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ١٣٠.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٢٤٦ و ٣٠٥ عن البخاري ، ومسلم ، والبيهقي ، والبلاذري ، وابن حجر ، وابن سعد. وراجع : صحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ١ ص ١٨٣ وسنن النسائي ج ٤ ص ٧ والبحار ج ٢٨ ص ١٤٤ وفتح الباري ج ٨ ص ١١٠ وعمدة القاري ج ٦ ص ٣ والسنن الكبرى ج ١ ص ٦٠٢ وج ٤ ص ٢٦١ وكتاب الوفاة للنسائي ص ٥٦ ومسند أبي يعلى ج ٦ ص ٢٨٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢١٦ وسير أعلام النبلاء ج ١٠ ص ٦٢٠ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٧٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٥٠٦.

٢٨٢

شك وريب ، مثل : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان صباح يوم الإثنين في حجرة عائشة.

كما أنها لم تشر إلى عزل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لأبي بكر عن هذه الصلاة بالذات ، كما سيأتي في الروايات الصحيحة إن شاء الله تعالى.

وتضمنت أيضا : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نظر إلى المصلين وهو قائم ، مع أنه سيأتي أن رجلين قد حملاه إلى المصلى ، ورجلاه تخطان في الأرض.

كما أن هذه الرواية لم تذكر إن كان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو الذي أمر أبا بكر بالصلاة ، أم أن الذي أمره بها شخص آخر ، ولكنها تدل على رضا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بصلاة أبي بكر .. وأن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يشارك في الصلاة ، وأن هذا الذي جرى قد كان يوم الإثنين ، وهو يوم وفاة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

وزعمت : أن أبا بكر قد صلى بالناس ثلاثة أيام.

وقد يستشعر من هذه الرواية أيضا أن ابا بكر قد صلى ثلاثة أيام من دون علم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

ولكن سيأتي أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد عزل أبا بكر عن هذه الصلاة بالذات ، فإن كان أبو بكر قد صلى بالناس ثلاثة أيام ، فلعله لعدم علم النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالأمر.

وسيأتي المزيد من المناقشات لمضامين هذه الرواية وأمثالها ، فانتظر ..

٢٨٣

نصوص نذكرها ثم نناقشها :

١ ـ عن عائشة : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أمر أبا بكر أن يصلي بالناس قائما ، والناس خلفه (١).

٢ ـ وعن ابن عباس قال : ابعثوا إلى علي ، فادعوه.

فقالت عائشة : لو بعثت إلى أبى بكر.

وقالت حفصة : لو بعثت إلى عمر.

فاجتمعوا عنده جميعا ، فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : انصرفوا فإن تك لي حاجة أبعث إليكم ، فانصرفوا.

وقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : آن الصلاة؟!

قيل : نعم.

قال : فأمروا أبا بكر ليصلي بالناس.

فقالت عائشة : إنه رجل رقيق فمر عمر.

فقال : مروا عمر.

فقال عمر : ما كنت لأتقدم وأبو بكر شاهد.

فتقدم أبو بكر ، ووجد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خفة ، فخرج

__________________

(١) مسند أحمد ج ٦ ص ٢٤٩ وآفة أصحاب الحديث ص ٨٥. والرسالة الشافعي ص ٢٥٣ وفتح العزيز للرافعي ج ٤ ص ٣٢٠ والإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع للشربيني ج ١ ص ١٥٣ وكشاف القناع للبهوتي ج ١ ص ٥٨٠ وكنز العمال ج ١٥ ص ٧٤٧ وشرح مسلم للنووي ج ٤ ص ١٣٣ وعون المعبود ج ٢ ص ٢١٩ والإستذكار لابن عبد البر ج ٢ ص ١٧٣ والتمهيد لابن عبد البر ج ٦ ص ١٤٠ ونصب الراية للزيلعي ج ٢ ص ٥٨ والجامع لأحكام القرآن ج ٣ ص ٢١٨.

٢٨٤

فلما سمع أبو بكر حركته تأخر الخ .. (١).

٣ ـ عن إبراهيم بن الأسود عن عائشة قالت : لما ثقل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبا بكر فليصلّ بالناس.

قالت : فقلت : يا رسول الله ، إن أبا بكر رجل أسيف ، وإنه متى يقوم مقامك لا يسمع الناس (من البكاء) ، فلو أمرت عمر.

فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس.

قالت : فقلت لحفصة : قولي له.

فقالت له حفصة : يا رسول الله ، إن أبا بكر رجل أسيف ، وإنه متى يقوم مقامك لا يسمع الناس (من البكاء) فلو أمرت عمر.

فقال : إنكن لأنتن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصلّ بالناس.

قالت : فأمروا أبا بكر يصلي بالناس ، فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من نفسه خفة ، فقام يهادي بين رجلين ، ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل المسجد.

فلما سمع أبو بكر حسه ذهب ليتأخر ، فأومأ إليه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن قم كما أنت.

فجاء رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى جلس عن يسار أبى بكر ، وكان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يصلي بالناس قاعدا ، وأبو بكر قائما ،

__________________

(١) تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٣٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٣٣ و ٣٥ ومناقب أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيرواني ص ٣٩٧ وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص ١٤٩.

٢٨٥

يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، والناس يقتدون بصلاة أبى بكر .. وقريب منه عن عائشة (١).

زاد في نص آخر مروي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن عائشة قوله : فدخلت على ابن عباس ، فعرضت حديثها عليه ، فما أنكر منه شيئا ، غير أنه قال : أسمّت لك الرجل الذي كان مع العباس؟!

قال : لا.

قال : هو علي بن أبي طالب (٢).

__________________

(١) مسند أحمد ج ٦ ص ٢٢٤ وعن صحيح البخاري ج ١ ص ١٨٢ و ١٨٣ و (ط دار الفكر) ج ١ ص ١٦٢ و ١٧٥ وصحيح مسلم ج ٢ ص ٢٣ كتاب الصلاة ، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر ، وآفة أصحاب الحديث ص ٥٧ و ٥٨ و ٥٩ وسبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٢٤٤ و ٢٤٥ والمجموع للنووي ج ٤ ص ٢٤١ والمبسوط للسرخسي ج ١ ص ٢١٤ وبدائع الصنائع ج ١ ص ١٤٢ والبحار ج ٢٨ ص ١٣٧ عن جامع الأصول ، وص ١٣٨ عن البخاري ، ومسند أحمد ج ٦ ص ٢١٠ و ٢٢٤ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٣٨٩ وسنن النسائي ج ٢ ص ١٠٠ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٢ ص ٣٠٤ وج ٣ ص ٨١ و ٩٤ وعمدة القاري ج ٥ ص ١٨٦ و ٢٤٨ و ٢٥٠ ومسند ابن راهويه ج ٣ ص ٨٣١ والسنن الكبرى للنسائي ج ١ ص ٢٩٣ وصحيح ابن خزيمة ج ٣ ص ٥٣ وشرح معاني الآثار ج ١ ص ٤٠٦ وصحيح ابن حبان ج ٥ ص ٤٨٥ و ٤٨٩ و ٤٩٥ وج ١٥ ص ٢٩٢ وكنز العمال ج ٥ ص ٦٣٤.

(٢) آفة أصحاب الحديث ص ٥٨ و ٥٩ و ٨٥ والبخاري ج ١ ص ١٧٥ و (ط دار الفكر) ج ١ ص ١٦٩ وصحيح مسلم ج ٢ ص ٢١ وسنن النسائي ج ٢ ص ١٠٢ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ٨١ وج ٨ ص ١٥١ ومعرفة السنن والآثار

٢٨٦

٤ ـ وفي لفظ عن عائشة : علمت أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به ، فأحببت أن يعدل ذلك رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن أبي بكر إلى غيره ، فأرسل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس.

وكان أبو بكر رجلا رقيقا ، إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه من البكاء.

فقال : يا عمر صلّ بالناس.

قال : أنت أحق بذلك.

فصلى بهم تلك الأيام.

ثم إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وجد خفة ، فخرج يهادي بين رجلين ، أحدهما العباس لصلاة الظهر ، كأني أنظر إلى رجليه يخطان الأرض من الوجع.

فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر ، فأومأ إليه أن لا يتأخر ، وأمرهما فأجلساه إلى جنب أبي بكر عن يساره ، فأخذ النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من حيث الآية التي انتهى أبو بكر إليها فقرأ ، فجعل أبو بكر يصلي قائما ورسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يصلي قاعدا (١).

__________________

ج ٢ ص ٣٥٩ ونصب الراية للزيلعي ج ٢ ص ٥٢ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٥٥ ومسند ابن راهويه ج ٢ ص ٥٠٥ والبحار ج ٢٨ ص ١٤٢ عن جامع الأصول ج ١١ ص ٣٨٢ ـ ٣٨٣ وسنن الدارمي ج ١ ص ٢٨٨ وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص ١٤٨ و ١٤٩.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٢٤٥ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٥٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٦٢ ونيل الأوطار ج ١ ص ٣٠٦ والطرائف في

٢٨٧

وفي رواية : فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله ، والناس يصلون بصلاة أبي بكر (١).

__________________

معرفة مذاهب الطوائف للسيد ابن طاووس ص ٢٢٨ والبحار ج ٢٨ ص ١٤١ ومسند أحمد ج ٢ ص ٥٢ وج ٦ ص ٢٥١ وسنن الدارمي ج ١ ص ٢٨٧ وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ١ ص ١٦٨ وصحيح مسلم ج ٢ ص ٢١ وسنن النسائي ج ٢ ص ١٠١ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ٨٠ وج ٨ ص ١٥١ وعمدة القاري ج ٥ ص ٢١٥ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٢ ص ٢٢٩ وج ٨ ص ٥٦٩ ومسند ابن راهويه ج ٢ ص ٥٠٤ والسنن الكبرى للنسائي ج ١ ص ٢٩٣ وج ٤ ص ٢٥٥ وكتاب الوفاة للنسائي ص ٢٩ وصحيح ابن حبان ج ٥ ص ٤٨١ ومعرفة السنن والآثار ج ٢ ص ٣٥٨ ونصب الراية ج ٢ ص ٥٢ وكنز العمال ج ٧ ص ٢٦٧ وشرح مسند أبي حنيفة ص ١٠١ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢١٨ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ١٣٢ والبداية والنهاية لابن كثير ج ٥ ص ٢٥٤ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٥٤ و ٤٦٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٦٢.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٢٤٥ والمجموع للنووي ج ٤ ص ٢٦٦ والشرح الكبير لابن قدامة ج ٢ ص ٤٦ وبدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ج ١ ص ١٤٢ والمغني لابن قدامة ج ٢ ص ٤٨ ونيل الأوطار ج ١ ص ٣٠٦ وج ٣ ص ١٨٤ والإفصاح للشيخ المفيد ص ٢٠٥ والطرائف لابن طاووس ص ٢٢٨ والبحار ج ٢٨ ص ١٣٦ و ١٣٧ و ١٤١ و ١٦٥ و ٣٦٢ ومسند أحمد ج ٦ ص ٢٥١ وسنن الدارمي ج ١ ص ٢٨٨ وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ١ ص ١٦٢ و ١٦٧ وصحيح مسلم ج ٢ ص ٢١ و ٢٤ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٣٩٠ وسنن النسائي ج ٢ ص ١٠٢ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ٨٠ و ٨٢ وفتح الباري ج ٢ ص ١٣٠ و ١٧١ وعمدة القاري ج ٥ ص ١٨٧ و ٢٠٧ وتحفة الأحوذي

٢٨٨

٥ ـ وعن عبيد بن عمير : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لما فرغ من الصلاة يوم صلى قاعدا عن يمين أبي بكر قال : وأقبل عليهم فكلمهم رافعا صوته حتى خرج صوته من باب المسجد : يا أيها الناس سعرت النار الخ ..

إلى أن قال : قال أبو بكر : يا رسول الله ، إني أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما تحب ، واليوم يوم بنت خارجة فآتها؟!

قال : نعم.

ثم دخل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وخرج أبو بكر إلى أهله بالسنح (١).

__________________

ج ٢ ص ٢٩٦ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٢ ص ٢٢٩ وج ٨ ص ٥٦٩ ومسند ابن راهويه ج ٢ ص ١١٠ و ٥٠٤ والسنن الكبرى للنسائي ج ١ ص ٢٩٣ ومسند أبي يعلى ج ٣ ص ٤٣٨ وصحيح ابن حبان ج ٥ ص ٤٨١ والتمهيد لابن عبد البر ج ٦ ص ١٤٥ وج ٢٢ ص ٣١٧ و ٣٢١ والمواقف للإيجي ج ٣ ص ٦١٠ وصحيح ابن حبان ج ٥ ص ٤٨٦ وج ١٤ ص ٥٦٧ و ٥٦٨ ونصب الراية ج ٢ ص ٥٢ و ٥٣ و ٥٦ وموارد الظمآن ج ٢ ص ٦١ وكنز العمال ج ٧ ص ٢٦٨ وشرح مسند أبي حنيفة ص ١٠١ والعلل ج ٣ ص ٣١١ والثقات ج ٢ ص ١٣٢ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢١٨ ومعرفة السنن والآثار ج ٢ ص ٣٥٩ والإستذكار لابن عبد البر ج ٢ ص ١٧٣ وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٣ ص ٤٤٣ وج ٩ ص ١٨٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٠ ص ١٦٦ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٢٢ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٥٣ و ٢٥٤ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٦٣ والإستغاثة لأبي القاسم الكوفي ج ٢ ص ١٥ وج ٤ ص ٤٦٠ و ٤٦٣ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٦٥.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ٢٤٥ عن ابن إسحاق ، وابن سعد ، والبلاذري ، ـ

٢٨٩

٦ ـ وعن عائشة قالت : صلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خلف أبي بكر قاعدا في مرضه الذي مات فيه (١).

٧ ـ ونص آخر عن ابن عباس :

لما مرض رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة ، فقال : ادعوا لي عليا.

قالت عائشة : ندعو لك أبا بكر.

قال : ادعوه.

قالت حفصة : يا رسول الله ، ندعو لك عمر.

قال : ادعوه.

__________________

وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٤٠ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٤٦٧ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٦٢ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٦٨ وراجع : إمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٤٧٥.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٨ ص ١٩٤ وج ١٢ ص ٢٤٥ عن أحمد ، والنسائي ، والبيهقي ، والترمذي وصححه ، والمغني لابن قدامة ج ٢ ص ٤٩ وتنوير الحوالك ص ٥٩ والشرح الكبير لابن قدامة ج ٢ ص ٤٩ ونيل الأوطار ج ٣ ص ٢٠٧ والبحار ج ٢٨ ص ١٤٢ وحاشية السندي على النسائي ج ٢ ص ١٠٠ وعمدة القاري ج ٥ ص ١٨٧ ومسند أحمد ج ٣ ص ٢٤٣ وج ٦ ص ١٥٩ وسنن الترمذي ج ١ ص ٢٢٦ وتحفة الأحوذي ج ٢ ص ٢٩٦ ونصب الراية ج ٢ ص ٥٦ والإحكام لابن حزم ج ٤ ص ٤٨٤ وتاريخ بغداد ج ٢ ص ٣٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٦٤ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٥٤ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٦٥.

٢٩٠

قالت أم الفضل : يا رسول الله ، ندعو لك العباس.

قال : ادعوه.

فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا ، فسكت.

فقال عمر : قوموا عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس.

فقالت عائشة : إن أبا بكر رجل حصر ، ومتى ما لا يراك الناس يبكون ، فلو أمرت عمر يصلى بالناس.

فخرج أبو بكر فصلى بالناس. ووجد النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من نفسه خفة ، فخرج يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض ، فلما رآه الناس سبحوا أبا بكر ، فذهب يتأخر ، فأومأ إليه. أي مكانك.

فجاء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى جلس.

قال : وقام أبو بكر عن يمينه. وكان أبو بكر يأتم بالنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وكان الناس يأتمون بأبي بكر (٢).

قال ابن عباس : وأخذ النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من القراءة من حيث بلغ أبو بكر (٣).

__________________

(١) المناقب لابن شهر آشوب ج ١ ص ٢٠٣ والبحار ج ٢٢ ص ٥٢١ عنه.

(٢) مسند أحمد ج ١ ص ٣٥٦ وآفة أصحاب الحديث ص ٦٠ ولكنه اختصره ، وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٣٩١ وتاريخ مدينة دمشق ج ٨ ص ١٨ وراجع : شرح معاني الآثار ج ١ ص ٤٠٥.

(٣) مسند أحمد ج ١ ص ٣٥٥ و ٣٥٦ وفتح الباري ج ٢ ص ١٤٥ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٢ ص ٩٩ ونيل الأوطار ج ٢ ص ٢٣٢ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٣٩١ ـ

٢٩١

ونقول :

إن لنا مع النصوص المتقدمة ، وقفات عديدة ، سنكتفي منها بالأمور التالية :

في بيت عائشة :

ذكرت الرواية ، المتقدمة : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مرض في بيت عائشة. ونحن لا نمانع في أن يكون مرضه قد ابتدأ في حجرة عائشة ، ولكن لا ريب في أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد انتقل منها إلى بيت فاطمة «عليها‌السلام» ، ووافته المنية هناك وفيه دفن ، لا في بيت عائشة ، وستأتي الأدلة على أن هذا هو الصحيح ، وأنه لا صحة لما يزعمونه : من أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد مات ودفن في بيت عائشة ..

أبو بكر أسيف لا يسمع الناس :

ثم إننا لا ندري متى كان من شرط الجماعة أن يسمع الإمام الناس .. ولذلك لم نستطع أن نفهم مراد عائشة من اعتراضها على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : بأن أبا بكر رجل أسيف ، لا يسمع الناس ..

إمامان لجماعة واحدة :

لقد اختلفت كلمة فقهاء العامة حول إمامة القائم بالقاعد والصحيح بالمريض اختلافا كبيرا ، وتفاوتت النقول عن كل فريق منهم بين مؤيد

__________________

وعمدة القاري ج ٤ ص ١٠٧ ونصب الراية ج ٢ ص ٥٩ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ ص ١٨٣.

٢٩٢

ومفند ، ولا نريد الدخول في تفاصيل ذلك ، بل نكتفي ببعض منه ، فقد قال ابن الجوزي كما أحمد بن حنبل ، وكذلك الأحناف والمالكية : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان إماما لأبي بكر ، وأبو بكر كان الإمام للمسلمين ، ولعله لأجل ذلك جلس النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على يسار أبي بكر. فحصلت الصلاة بإمامين كما جاء في رواية ابن عباس.

أما الشافعي والشافعية ، فقالوا : كان الإمام واحدا ، وهو رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» دون سواه ، أما أبو بكر فكان مأموما ، ولم يكن إماما لأحد (١).

قال ابن عبد البر : «وهذه المسألة فيها للعلماء أقوال.

أحدها : قول أحمد بن حنبل ومن تابعه ، تجوز صلاة الصحيح جالسا خلف الإمام المريض جالسا ، لقوله «عليه‌السلام» : وإذا صلى جالسا ، فصلوا جلوسا.

والثاني : قول الشافعي ، وأبي حنيفة ، وأبي يوسف ، وزفر ، والأوزاعي ، وأبي ثور وداود : جائز أن يقتدي القائم بالقاعد في الفريضة وغيرها ، لأن على كل واحد أن يصلي كما يقدر عليه ، ولا يسقط فرض القيام عن المأموم الصحيح لعجز إمامه عنه.

وقد روى الوليد بن مسلم عن مالك مثل ذلك.

والثالث : قول مالك في المشهور عنه وعن أصحابه : أنه ليس لأحد أن يؤم جالسا وهو مريض بقوم أصحاء قيام ولا قعود ، وهو مذهب محمد بن

__________________

(١) آفة اصحاب الحديث ص ٦٢ ـ ٦٤.

٢٩٣

الحسن ، صاحب أبي حنيفة ، فإن صلوا قياما خلف إمام مريض جالس فعليهم عند مالك الإعادة.

قيل عنه : في الوقت.

وقيل : أبدا.

قال سحنون : اختلف قول مالك في ذلك ، ومن أصحاب مالك من قال : يعيد الإمام المريض معهم ، وأكثرهم على أنهم يعيدون دونه.

وقال مالك والحسن بن حي ، والثوري ، ومحمد بن الحسن في قائم اقتدى بجالس ، أو جماعة صلوا قياما خلف إمام جالس مريض إنها تجزيه ولا تجزيهم» (١).

ولو صح ما يذكرونه عن صلاة أبي بكر والنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لما اختلفت أقوالهم في هذه المسألة.

فإن قيل : للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خصوصية في هذا الأمر.

فالجواب : أنه قد كان يجب بيان هذه الخصوصية من قبل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نفسه حتى لا يقع الناس في الوهم والإختلاف في مسألة فقهية يبتلى بها الناس بعده.

أيهما الإمام؟! :

وقد ذكرت بعض روايات صلاة أبي بكر بالناس : أن أبا بكر قد صلى بصلاة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وصلى الناس بصلاة أبي بكر ..

__________________

(١) الإستذكار لابن عبد البر ج ٢ ص ١٧٦.

٢٩٤

وحيث إنه لم يظهر لنا وجه مقنع لهذا التصوير. فإننا نذكر القارئ الكريم بما يلي :

ألف : إن هذا مجرد اجتهاد من الراوي لم يرد عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ما يؤيده ، ولا بيّن وجهه لنا أحد من علماء الصحابة. ولا أقره أحد من أهل بيت النبوة «صلوات الله وسلامه عليهم» الذين هم أحد الثقلين اللذين لا يضل من تمسك بهما ، ولا حجية للإجتهاد في مثل هذه الأمور ، التي هي من موارد التعبد بالنص ، والإنتهاء إليه.

ب : إن كان أبو بكر هو الإمام ، وكان النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مأموما ، فمعنى ذلك أن أبا بكر لم يصلّ بصلاة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، بل كان الأمر على عكس ذلك .. وهذا يتناقض مع الروايات التي صرحت بذلك ..

وإن كان الإمام هو النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فمعنى ذلك أن الناس لم يكونوا قد صلوا بصلاة أبي بكر ، بل صلوا بصلاة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نفسه.

وحاول بعضهم أن يدّعي أن الناس قد اقتدوا بأبي بكر ، بمعنى أنهم تحركوا بحركته ، لأنهم كانوا لا يرون حركة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في ركوعه وسجوده ، وسائر أفعاله ، لأنه كان يصلي جالسا بسبب مرضه.

وهي دعوى غير مقبولة ، فإن المفروض هو أن المشاركين في الجماعة كانوا قلة قليلة جدا ، لأن معظم الناس القادرين على حمل السلاح كانوا في جيش أسامة ، ومن الواضح : أن الصف الأمامي ، وبعض من في الصف الذي بعده كان يرى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويتحرك بحركته ،

٢٩٥

فلماذا خص الرواة أبا بكر بكونه وحده كان يرى حركة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟! وجعلوه هو المحور لحركة غيره دون سواه!! مع أن الأمر لا يحتاج إلى ذلك من الأساس .. فقد كان باستطاعة كل المشاركين بالصلاة أن يتحركوا بحركة الصف الأول كله.

تناقض روايات صلاة أبي بكر :

وقد ادّعى نعيم بن أبي هند : أن الأخبار التي وردت في هذه القصة كلها صحيحة ، وليس فيها تعارض (١).

ونقول :

بل الأمر على عكس ذلك تماما ، فإن روايات صلاة أبي بكر قد جاءت كثيرة التناقض ، وقد ذكر العلامة المظفر طائفة من تناقضاتها ، ونحن نقتصر على ما ذكره «رحمه‌الله» وإن كان لنا تحفظ على موارد يسيرة جدا منه ، والموارد التي ذكرها هي التالية :

١ ـ (في علاقة عمر بالصلاة) ، يذكر بعضها أن النبي قال : «مروا عمر» بعد مراجعة عائشة عن أبيها ، فأبى عمر وتقدم أبو بكر (٢).

وبعضها ذكر : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ابتداء أمر عمر ، فقال عمر لبلال : قل له إن أبا بكر على الباب. وحينئذ أمر أبا بكر (٣).

وبعضها ذكر : أن أول من صلى عمر بغير إذن النبي ، فلما سمع «صلى

__________________

(١) راجع : عمدة القاري ج ٥ ص ١٩١.

(٢) تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٣٩ وراجع المصادر المتقدمة.

(٣) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٤٦٢.

٢٩٦

الله عليه وآله» صوته قال : «يأبى الله ذلك والمؤمنون» (١).

وفي بعضها : أنه أمر أبا بكر أن يصلي نفس الصلاة التي صلاها عمر بالناس (٢).

وفي بعضها : صلى عمر ، وكان أبو بكر غائبا (٣).

وفي بعضها : أن النبي أمر أبا بكر ، وأبو بكر قال لعمر : صلّ بالناس ، فامتنع (٤).

٢ ـ (في من أمره النبي ليأمر أبا بكر) ، فبعضها تذكر عائشة (٥).

وبعضها : بلالا (٦).

وبعضها : عبد الله بن زمعة (٧).

٣ ـ (فيمن راجعه في أمر أبي بكر) ، فبعضها تذكر أن عائشة وحدها راجعته ثلاث مرات أو أكثر (٨).

وبعضها تذكر : أن عائشة راجعته ، ثم قالت لحفصة فراجعته مرة أو

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ١٧٥.

(٢) السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٦٦.

(٣) مسند أحمد ج ٤ ص ٣٢٢.

(٤) فتح الباري ج ١١ ص ٥١.

(٥) كنز العمال ج ٧ ص ٢٦٦.

(٦) سنن أبي داود ج ١ ص ٢١٤.

(٧) المواقف للإيجي ج ٣ ص ٦٣١.

(٨) بدائع الصنائع ج ١ ص ١٤٢ ومسند أحمد ج ٦ ص ٣٤.

٢٩٧

مرتين ، فلما زجرها النبي قالت لعائشة : «ما كنت لأصيب منك خيرا» (١).

٤ ـ (في الصلاة المأمور بها) ، فبعضها يخصها بصلاة العصر (٢).

وبعضها : بصلاة العشاء (٣).

والثالث : بصلاة الصبح (٤).

٥ ـ (في خروج النبي) ، فبعضها تذكر : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خرج وصلى (٥).

وأخرى تقول : أخرج رأسه من الستار والناس خلف أبي بكر ، ثم ألقى الستار ولم يصلّ معهم (٦).

٦ ـ (في كيفية صلاة النبي بعد الخروج) ، فيذكر بعضها : أنه ائتم بأبي بكر ، بعد أن دفع في ظهره ، ومنعه من التأخر (٧).

وبعضها : أن أبا بكر تأخر وائتم بالنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٨).

وبعضها : أن أبا بكر صلى بصلاة النبي ، والناس بصلاة أبي بكر (٩).

__________________

(١) صحيح البخاري ج ١ ص ١٦٥.

(٢) سنن أبي داود ج ١ ص ٢١٤.

(٣) صحيح البخاري ج ١ ص ١٦٨.

(٤) مجمع الزوائد ج ١ ص ٣٣٠.

(٥) مسند أحمد ج ١ ص ٣٥٦.

(٦) مسند أبي يعلى ج ٦ ص ٢٥٠.

(٧) السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٦٨.

(٨) مسند أحمد ج ٥ ص ٣٣٦.

(٩) عمدة القاري ج ٥ ص ٢١٥.

٢٩٨

وبعضها : أن النبي ابتدأ بالقراءة من حيث انتهى أبو بكر (١).

٧ ـ (في جلوس النبي إلى جنب أبي بكر) فبعضها تذكر جلوسه إلى يساره (٢).

وبعضها : إلى يمينه (٣).

٨ ـ (في مدة صلاة أبي بكر) ، فبعضها : تجعلها طيلة مرض النبي (٤).

وأخرى : تخصها بسبع عشرة صلاة (٥).

وثالثة : بثلاثة أيام (٦).

ورابعة : بستة (بسبعة) (٧).

ويظهر من بعضها أنه صلى صلاة واحدة (٨).

٩ ـ (في وقت خروج النبي إلى الصلاة) ، فبعضها صريحة في : أنه خرج

__________________

(١) مسند أحمد ج ١ ص ٣٥٥ و ٣٥٦ وفتح الباري ج ٢ ص ١٤٥ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٢ ص ٩٩ ونيل الأوطار ج ٢ ص ٢٣٢ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٣٩١ وعمدة القاري ج ٤ ص ١٠٧ ونصب الراية ج ٢ ص ٥٩ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ ص ١٨٣.

(٢) مسند أحمد ج ١ ص ٢٣١.

(٣) مسند أحمد ج ١ ص ٣٥٦.

(٤) كتاب الأم الشافعي ج ٧ ص ٢١٠.

(٥) تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٤٤٠.

(٦) الكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٢٢.

(٧) أسد الغابة ج ٤ ص ٦٨.

(٨) عمدة القاري ج ٥ ص ٢١٦.

٢٩٩

لنفس الصلاة التي كان قد أمر بها أبا بكر حسب زعمهم (١).

وفي بعضها : أنه خرج لصلاة الظهر بعد صلاة أبي بكر أياما (٢).

وبعضها : صريح بخروجه لصلاة الصبح (٣).

وهذه الإختلافات كما رأيت في جوهر الحادثة. ولم يظهر من الأخبار تعدد أمر النبي له بالصلاة ، ولا تعدد خروجه».

إلى أن قال :

«ولعل أبا بكر كان مخدوعا في تبليغه أمر النبي ، كما جاء في الحديث : أن عبد الله بن زمعة خدع عمر بن الخطاب ، فبلّغه أمر النبي له بالصلاة.

وأحسب أن أصل الواقعة أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أمر الناس بالصلاة لما تعذر عليه الخروج ، من دون أن يخص أحدا بالتقديم ، فتصرف متصرف ، وتأول متأول.

ولما بلغ ذلك أسماع النبي التجأ أن يخرج يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان الأرض من الوجع ، فصلى بالناس جالسا صلاة المضطرين ، ليكشف للناس هذا التصرف الذي استبد به عليه» (٤).

أو ليكشف للناس أن من تصدى للصلاة لم يكن جامعا لشرائطها المقررة في الشرع الشريف.

وربما يكون النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يأمر بالصلاة أصلا ، فضلا

__________________

(١) صحيح البخاري ج ١ ص ١٦٢.

(٢) صحيح البخاري ج ١ ص ١٦٨.

(٣) كتاب الأم للشافعي ج ١ ص ٩٩.

(٤) السقيفة ص ٥٢ ـ ٥٤ و (نشر مؤسسة أنصاريان) ص ٥٦ ـ ٥٨ بتصرف يسير.

٣٠٠