الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣١

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣١

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-203-x
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٦

وقال العسقلاني في فتح الباري : «وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقد أخرجه الترمذي والنسائي ، وهو كثير الطرق جدا ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان» (١).

وقال العاصمي : «هذا حديث تلقته الأمة بالقبول ، وهو موافق بالأصول» (٢).

وقال ابن عبد البر عن حديث المؤاخاة ، وحديثي الراية والغدير : «وهذه كلها آثار ثابتة» (٣).

وقال ابن المغازلي عن هذا الحديث : «وقد رواه نحو مائة نفس ، منهم العشرة المبشرة ، وهو حديث ثابت ، لا أعرف له علة» (٤).

وفي سر العالمين : «أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم

__________________

(١) الغدير ج ١ ص ١٥٣ و ٣٩٩ و ٣٠٤ و ٣١٠ وفتح الباري ج ٧ ص ٦١ والمواهب اللدنية ج ٣ ص ٣٦٥ والصواعق المحرقة ص ٤٢ و ٤٣ ووسيلة المآل ص ١١٧ و ١١٨ ونزل الأبرار ص ٥٤ والبحار ج ٣٧ ص ١٩٩ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ٢١١ و ٢١٦ وينابيع المودة ج ٢ ص ٣٦٩ وراجع : شرح إحقاق الحق ج ٦ ص ٢٩١ و ٢٩٢ و ٢٩٥.

(٢) الغدير ج ١ ص ٢٩٥ عن زين الفتى.

(٣) الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج ٢ ص ٣٧٣ و (ط دار الجيل) ج ٣ ص ١٠٩٩ والغدير ج ١ ص ٢٩٥ ومناقب أهل البيت «عليهم‌السلام» ص ٤٤.

(٤) مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ٢٧ والعمدة لابن البطريق ص ١٠٨ والطرائف ص ١٤٢ والصراط المستقيم ج ١ ص ٣٠٠ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٢١ والبحار ج ٣٧ ص ١٨٣ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ١٤١ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ١٣٩ وج ٩ ص ١٦ والغدير ج ١ ص ٢٩٥ و ٣١٥ ونهج الإيمان لابن جبر ص ١٢٢.

٢٦١

غدير خم ، باتفاق الجميع» (١).

وفي المناقب لابن الجوزي : «اتفق علماء السير» (٢).

وقال السمناني : «هذا حديث متفق على صحته» (٣).

وقال الذهبي : «صدر الحديث متواتر ، أتيقن أن رسول الله قاله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وأما «اللهم وال من والاه ..» فزيادة قوية الإسناد» (٤).

كما أن شمس الدين الجزري روى حديث الغدير من ثمانين طريقا ، وأفرد في إثبات تواتره رسالته أسنى المطالب. وقال بعد ذكر مناشدة أمير المؤمنين «عليه‌السلام» يوم الرحبة : «هذا حديث حسن من هذا الوجه ، صحيح من وجوه كثيرة ، تواتر عن أمير المؤمنين علي «عليه‌السلام» ..» (٥).

__________________

(١) سر العالمين ص ٢١ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٨٤ والبحار ج ٣٧ ص ٢٥١ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٩ ص ١٨٦ والغدير ج ١ ص ٢٧٦ و ٢٩٦ و ٣٩٢.

(٢) البحار ج ٣٧ ص ١٥٠ وج ١٠٩ ص ١٩ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٨ ص ٣٥٠ وج ٩ ص ١٩٥ والغدير ج ١ ص ٢٩٦ و ٣٩٢ والعدد القوية ص ١٨٣.

(٣) العروة لأهل الخلوة ص ٤٢٢ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٩ ص ٣١٤ و ٣١٥ والغدير ج ١ ص ٢٩٧ و ٣٩٦.

(٤) البداية والنهاية ج ٥ ص ٢٢٨ و (دار إحياء التراث العربي) ج ٥ ص ٣٣٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤٢٦ وراجع : الغدير ج ١ ص ٢٩٧ و ٢٩٨ و (ط مركز الغدير للدراسات) ج ١ ص ١٣٢ و ١٣٣ وراجع : روح المعاني ج ٦ ص ١٩٥ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٨ ص ٢٨٢.

(٥) الغدير ج ١ ص ٢٩٨ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ١٨٦ و ١٩٠ وشرح إحقاق الحق ج ٢١ ص ١٠٢.

٢٦٢

لماذا ينكرون التواتر؟! :

والذين حاولوا أن ينكروا تواتر حديث الغدير إنما أرادوا أن يعتبروه من أخبار الآحاد ، ربما لكي يلزموا الشيعة بذلك ، وليسقطوا احتجاجهم به ، لأن الشيعة متفقون على لزوم التواتر فيما يستدل به على الإمامة (١).

وقد غفلوا عن أن المتواتر عند بعض طائفة من علماء أهل نحلتهم هو : ما يرويه ثمانية من الصحابة (٢) ، أو أربعة منهم (٣) ، أو خمسة (٤) ، بل إن هذا المدعي نفسه يجزم بتواتر حديث الأئمة من قريش ، وقد رواه عندهم ثلاثة أشخاص هم : أنس ، وابن عمر ، ومعاوية ، وروى معناه ثلاثة آخرون هم : جابر بن سمرة ، وجابر بن عبد الله ، وعبادة بن الصامت (٥).

ومنهم من يحكم بتواتر حديث روي باثنتي عشرة طريقا (٦) ، وجوّد السيوطي قول من حدد التواتر بعشرة (٧).

__________________

(١) شرح المقاصد للتفتازاني ج ٥ ص ٢٧٢ والصواعق المحرقة ص ٤٢.

(٢) الصواعق المحرقة ص ٢٣ والغدير ج ١ ص ٣٢١ وخلاصة عبقات الأنوار ج ١ ص دراسات ٣٥.

(٣) المحلى لابن حزم ج ٢ ص ١٣٥ وج ٧ ص ٥١٢ وج ٨ ص ٤٥٣ وج ٩ ص ٧ والغدير ج ١ ص ٣٢١ والفصول في الأصول للجصاص ج ٣ ص ٥١ وفيض القدير ج ١ ص ٦٤٩.

(٤) المنخول للغزالي ص ٣٢٩.

(٥) الفصل لابن حزم ج ٤ ص ٨٩.

(٦) البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٨٩ ونظم المتناثر من الخديث المتواتر ص ١٦.

(٧) ألفية السيوطي في علم الحديث ص ٤٤ والمجموع للنووي ج ١٩ ص ٢٣٢ ـ

٢٦٣

فكيف إذا كان الحديث مرويا بمئات الطرق ذكر منها بعضهم مائة وخمسين ، وبعضهم الآخر مائتين وخمسين طريقا عن أكثر من مائة وعشرة من الصحابة؟!

أما أحمد أمين ، فقد فضح نفسه ، حين اكتفى بالقول : إن الشيعة يروون حديث الغدير عن البراء بن عازب .. فاقرأ واعجب ، فما عشت أراك الدهر عجبا!!

الغدير لم يخرّجه الشيخان :

وطعن بعضهم في حديث الغدير : بأن البخاري ومسلم لم يخرجاه (١) ، بل قال بعضهم : إن أحدا من أصحاب الصحاح لم يخرجه (٢). مع أن الترمذي قد أخرجه في صحيحه ، وكذلك ابن ماجة في سننه ، فضلا عمن عداهم ، مثل الضياء في المختارة وغيره.

وعدم إخراج الشيخين له إنما يوجب الطعن بهما ، من حيث إنه يشير إلى تعصبهما ، ومجانبتهما سبيل الإنصاف ، واتباعهما طريق الإعتساف ..

على أن هناك آلافا من الأحاديث التي لم يخرجها الشيخان ، فراجع المستدرك للحاكم ، وتلخيصه للذهبي ، فضلا عن مستدركات أخرى ذكرها آخرون ، فهل يرضى هؤلاء بإهمالهما ، أو بطمسهما؟!

__________________

ونظم المتناثر من الحديث المتواتر ص ٨.

(١) شرح المقاصد للتفتازاني ج ٥ ص ٢٧٤ والمواقف لعضد الدين الأيجي ص ٤٠٥ والغدير ج ١ ص ٣١٦.

(٢) الغدير ج ١ ص ٣١٧ عن مرافض الروافض للسهارنپوري.

٢٦٤

الفصل الخامس :

في ظلال حديث الغدير

٢٦٥
٢٦٦

بداية :

كان حديثنا في الفصل يهدف إلى إعطاء لمحة عن الحدث الخالد الذي جرى في غدير خم ، ولمحة أخرى عن تواتر أسانيده ، وثبوته بصورة قاطعة لكل عذر ، بعيدة عن أي ريب.

ونريد هنا أن نعمق فهمنا لمرامي الأقوال والتوجيهات ، والتحركات ، والإجراءات في المواقف المختلفة ، لنستفيد الفكرة الهادية ، والعبرة الصادقة ، والوعي الصحيح ، والعميق لسياسة الإسلام ، القائمة على الحق والعدل ، والهدى الإلهي ، فنقول :

الخروج السريع من مكة :

إن من جملة ما لا بد أن يثير انتباه الناس ، ليتبلور لديهم أكثر من سؤال هو إسراعه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في الخروج من مكة ، حتى إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يطف بالبيت ، بل هو لم يدخل إلى المسجد الحرام أصلا ، ولو لإلقاء نظرة الوداع على بيت الله تبارك وتعالى ..

ولا أحد من الناس يجهل مدى علاقة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ببيت الله ، وحبه له ، فلا بد أن يتساءلوا عن أسباب هذه السرعة في المغادرة ، وأن يربطوا بين الخروج على هذا النحو وبين ما جرى في مكة وفي منى ، حيث

٢٦٧

واجهته قريش ، ومن يدور في فلكها بالأذى والخذلان .. وبين ما يجري في غدير خم.

إرجاع المتقدم وحبس المتأخر :

وإذا اتصل بهذا الإجراء إجراء آخر يتمثل في أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، حين وصل إلى غدير خم ، وقف حتى لحقه من تأخر بعده ، وأمر برد من كان تقدم ، فإنهم سيعرفون أن ثمة أمرا سيحدث ، وأنه سيكون بالغ الأهمية أيضا ، وسيتوقعون أن يكون اتصاله بما جرى في منى وعرفات قويا ، وسيفتحون آذانهم ، وتتعلق قلوبهم بكل حركة تصدر عنه ، أو كلمة يتفوه بها ..

الدوحات الخمس منطقة محظورة :

ويتأكد هذا الأمر لديهم حين منعهم من النزول تحت الشجرات ، الخمس دوحات المتقاربات العظام ، اللواتي أمر بإزالة الشوك ، وتمهيد المكان عندها ، حتى إذا نودي بالصلاة عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن ، ثم نصّب لهم عليا «عليه‌السلام» (١).

__________________

(١) الفصول المهمة لابن الصباغ ص ٢٤١ والغدير ج ١ ص ١٠ و ٢٦ و ٢٧ عن مصادر كثيرة أخرى ، والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٠٩ وج ٧ ص ٣٤٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٢ ص ٢٢٦ والصواعق المحرقة ص ٤٣. وراجع : كتاب الأربعين للماحوزي ص ١٣٩ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ١٥٥ و ١٥٦ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٦ ص ٣٤٢.

٢٦٨

دقة وبلاغة في أسلوب الإبلاغ :

ثم إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد اتبع أساليب بالغة الدقة في واقعة الغدير ، بهدف رفع مستوى الإطمينان إلى دقة وشمولية المعرفة بما يجري ، واتساع نطاقها إلى أبعد مدى ، حتى ليكاد الباحث يجزم بأن كل فرد فرد من المسلمين قد وقف على ما يراد إيقافه عليه ، وعرف حدوده وتفاصيله ، ودقائقه ، وحقائقه ، بل لقد صرحت بعض الروايات بهذه الشمولية ، بالقول :

«وأخذ بيد علي فرفعها حتى عرفه القوم أجمعون ، ثم قال : اللهم وال من والاه الخ ..» (١).

وفي نص آخر عن زيد بن أرقم : فقلت لزيد : سمعته من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟

فقال : وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه ، وسمعه بأذنيه (٢).

__________________

(١) جامع أحاديث الشيعة ج ١ ص ٣٣ وكتاب الولاية لابن عقدة الكوفي ص ٢٣٣ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٦ ص ٣٤٤ وج ٢١ ص ٧٩ والغدير ج ١ ص ٢٥ و ٤٧ عن جواهر العقدين للسمهودي ، وينابيع المودة ص ٣٨ و ٣٩ و (دار الأسوة للطباعة) ج ١ ص ١٢٠.

(٢) الخصائص للنسائي ص ٢١ والغدير ج ١ ص ٣٠ و ٣٤ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٥ ص ١٣٠ وإكمال الدين ص ٢٣٥ و ٢٣٨ ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» للكوفي ج ٢ ص ٤٣٥ والبحار ج ٣٧ ص ١٣٧ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٦٤ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ١٣٠ و (مكتبة نينوى الحديثة) ص ٩٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤١٦ والمناقب للخوارزمي ص ١٥٤ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٢٨ وأنساب الأشراف للبلاذري ص ١١١ وتفسير

٢٦٩

ويؤكد ذلك سائر الإجراءات التي اتخذت ، والبيانات التي قيلت ، كما ربما يتضح جانب منه إن شاء الله تعالى.

رفع مستوى اليقظة والتنبه :

إن حبس المتقدمين وإرجاعهم ، وانتظار وصول واجتماع المتأخرين منهم ، سيثير لدى أولئك الناس أكثر من سؤال ، وسيجعلهم أشد انتباها ويقظة ، وسعيا لفهم مغزى هذا الإجراء النبوي ، ولن تؤثر سائر الصوارف على تشويش الفكرة التي يراد إيصالها إليهم ..

حر الرمضاء :

وزاد من شعورهم بخطورة ما يريد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن ينتهي بهم إليه أن هذه الإجراءات كلها إنما تتم في حر الهاجرة الذي يصرح بعض هؤلاء بأنه كان بالغ الشدة إلى حد أن زيد بن أرقم يقول : ما أتى علينا يوم كان أشد حرا منه (١). فخطب خطبته هناك ، وبدأت إجراءات البيعة والتهنئة

__________________

الآلوسي ج ٦ ص ١٩٤ وكنز العمال ج ١٣ ص ١٠٤ وخلاصة عبقات الأنوار ج ١ ص ١٣٤ و ١٣٨ و ١٤٥ و ١٧٤ و ١٩٣ و ٢٣١ وج ٧ ص ١١ و ٢٥٦ و ٢٩٢ وج ٨ ص ١١٦ و ١١٨ و ١٢٠ و ١٢٦ والمراجعات للسيد شرف الدين ص ٢٦٢ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٤ ص ٤٤٠ وج ٦ ص ٣٧٤ وج ١٥ ص ٦٤٨ وج ١٦ ص ٥٦٦ وج ٢٠ ص ٣٥٤ وج ٢١ ص ٤٦ وج ٢٢ ص ١١٩ و ١٢٧ و ١٢٩ وج ٢٤ ص ٢١٧ وج ٣٠ ص ٤٠٣.

(١) المستدرك للحاكم ج ٣ ص ٥٣٣ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ٢٤٨ وج ٩ ص ٨٣ والغدير ج ١ ص ٣٢ والمعجم الكبير ج ٥ ص ١٧١ وشرح إحقاق الحق

٢٧٠

لعلي «عليه‌السلام».

أكثر من خطبة :

ويبدو أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد خطب في ذلك المكان أكثر من مرة ، فإن النصوص تشير تارة إلى أن ذلك قد كان ظهرا في حر الهاجرة ، وبعضها قال : إنه فعل ذلك عشية بعد الصلاة (١).

فإذا لاحظنا اختلاف نص الخطب المنقولة ، فسوف يترجح لدينا احتمال تعدد الخطبة في أيام الثلاثة ..

وبعض نصوص الغدير تقول : «ينادي رسول الله بأعلى صوته» (٢).

الحديث عن الضلال والهدى :

وقد استهل «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خطبته يوم الغدير بالحديث عن الضلال والهدى ، وكل الناس يحبون ويعتزّون بأن يعدوا أو أن يوصفوا بالهداية ، ويربأون بأنفسهم عن الاتصاف بالضلال والغواية.

__________________

ج ٤ ص ٤٣٨ وج ١٨ ص ٢٧١ ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» للكوفي ج ٢ ص ٤٤٠.

(١) المستدرك على الصحيحين ج ٣ ص ١٠٩ وشرح إحقاق الحق ج ٤ ص ٤٣٧ وج ٩ ص ٣٢١ وج ١٨ ص ٢٧٢ وج ٢١ ص ٤١ وخلاصة عبقات الأنوار ج ١ ص ١٥٣ وج ٧ ص ١٠٥ و ٢٦١ و ٣٣٩ وجامع أحاديث الشيعة ج ١ ص ٢٤ والغدير ج ١ ص ٣١ والإكمال في أسماء الرجال ص ١١٩.

(٢) المناقب للخوارزمي ص ٩٤ والغدير ج ١ ص ٢٧٧ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٦ ص ٢٣٥.

٢٧١

وهذا مغروس في طبائعهم ، ومستقر في نفوسهم ، وكل منهم يحب أن يعرف موقعه بالنسبة لطريقي الهدى والضلال .. ولا سيما إذا جاء هذا من قبل نبي يبلغهم عن الله ، ومتصل بالغيب ، ومطّلع عليه.

وقد أظهرت بداية كلامه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أنه يريد أن يبين لهم أمرا يرتبط بهذا الأمر بالذات ، الذي يعني كل شخص مباشرة ، ولا يستطيع أن يتجاهله ، ويمضي عنه.

يوشك أن أدعى فأجيب :

ثم ساق «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الكلام في اتجاه مثير لمشاعر الخوف من المجهول ، والرهبة من فقدان ما يرون فيه الضمان ، ويشعرون معه بالسكينة والأمان ، حين قال : يوشك أن أدعى فأجيب ، موضحا لهم : أن هذا الأمر الذي يريد بيانه ، يفيد في هدايتهم وحفظهم في خصوص تلك المرحلة المخيفة ، وهي مرحلة ما بعد موته «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

إني مسؤول ، وأنتم مسؤولون :

ثم قد أكد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حساسية هذا الأمر الذي يريد أن يثيره أمامهم حين قال لهم : إني مسؤول ، وأنتم مسؤولون .. فما أنتم قائلون؟!

مما يعني : أن تملصهم من المسؤولية في الدنيا لا يجديهم ، لأن الحساب سيكون أمامهم في الآخرة ، فلا منجا ولا مهرب منه ، ولا مفر ولا محيص عنه.

بل قرر أنه هو «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أيضا مسؤول ومحاسب. وسيرى الخلائق في الآخرة كما هو الحال في الدنيا أنه قد أبلغهم ما أمره الله بإبلاغه إياهم على أتم وجه.

٢٧٢

ولذلك قالوا : نشهد أنك قد بلغت ، ونصحت ، وجهدت ..

التذكير بالركائز العقائدية :

ثم ذكرهم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالركائز العقائدية الصحيحة ، التي تضع كل إنسان أمام مسؤولياته .. كما أنها تمثل الحافز القوي للالتزام بأوامر الله الواحد الأحد ، والإنتهاء بنواهيه المتمثلة بالشريعة والأحكام ، والإلتزام بالحقائق الإيمانية ، وكل ما جاءهم به رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن الله تبارك وتعالى ..

ثم بين لهم سبل الرشاد والهداية إلى ذلك كله وهو الالتزام بالثقلين ، وهما كتاب الله والعترة.

الأسئلة التقريرية هي الأهم :

ثم تأتي بعد ذلك الأسئلة التقريرية ، التي واجههم بها التي فرضت عليهم التنبه التام ، وأن تنشد القلوب والعقول إلى النتيجة التي يريد أن ينتهي إليها. وليكون الجميع قد استنفروا كل قواهم لتلقي كل كلمة ، واستنطاق كل حرف يتفوه به ، لتقوم بذلك الحجة عليهم ، وليأخذوا الأمر بجدية تامة ، من دون أن يفسح المجال لأي تأويل أو اجتهاد يرمي إلى تمييع القضية ، والإنتقاص من حيويتها ، ومن الشعور بخطورتها وأهميتها.

أما مضمون الأسئلة فكان هو الأهم ، والأجدر بالتأثير ، حيث إنه بعد سؤاله عن أولويته بالمؤمنين ـ بما هم جماعة (١) ـ من أنفسهم ، سألهم عن

__________________

(١) وقد قال تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) الآية ٦ من سورة الأحزاب.

٢٧٣

أولويته بكل فرد فرد من نفسه .. فأعطاهم الإنطباع بأن الأمر يعني كل فرد فرد منهم ، بشخصه ، وبلحمه ودمه ، وكل وجوده.

ثم هو يسألهم عن حدود سلطتهم على أنفسهم ، ويريد أن يسمع إقرارهم له بأن سلطته وولايته عليهم ، وموقعه منهم فوق سلطة وموقعية وولاية أمهاتهم وآبائهم ، وحتى أنفسهم على أنفسهم.

وهذا يؤكد لهم : أن القرار الذي يريد أن يتخذه يعنيهم في صميم وجودهم ، وينالهم في أخص شؤونهم وحالاتهم ، ولا بد أن يزيد هذا الأمر من اهتمامهم بمعرفة هذا الأمر الخطير ، والتعامل معه بإيجابية متناهية.

ثم إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يكتف بسؤالهم عن ذلك لمرة واحدة ، بل كرر السؤال عن نفس الأمور الأساسية والحساسة عليهم ثلاث مرات على سبيل التعميم أولا ، ثم على سبيل التحديد والتشخيص بفرد بعينه أخرى ، فقد روي أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : أيها الناس ، من أولى الناس بالمؤمنين.

قالوا : الله ورسوله أعلم.

قال : أولى الناس بالمؤمنين أهل بيتي. يقول ذلك ثلاث مرات.

ثم قال في الرابعة ، وأخذ بيد علي : اللهم من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ـ يقولها ثلاث مرات ـ ألا فليبلغ الشاهد الغائب (١).

__________________

(١) الفصول المهمة لابن الصباغ ج ١ ص ٢٣٨ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ١٤٤ وكشف الغمة ج ١ ص ٤٩ ـ ٥٠ عن الزهري ، وخلاصة عبقات الأنوار ج ١ ص ٢٥٨ وج ٧ ص ٢٢٩ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٦ ص ٢٣٤ و ٣٠١ وج ٢١ ص ٩٣ والروضة في فضائل أمير المؤمنين ص ١١٨ وسعد السعود لابن ـ

٢٧٤

وفي نص آخر : كرر ذلك أربع مرات (١).

وعن البراء بن عازب : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نزل بعد حجته في بعض الطريق ، وأمر بالصلاة جامعه ، فأخذ بيد علي ، فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟!

قالوا : بلى.

قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟!

قالوا : بلى.

قال : فهذا ولي من أنا مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (٢).

__________________

طاووس ص ٧١ والبحار ج ٤٢ ص ١٥٦ والغدير ج ١ ص ١١ و ٣٣ و ١٧٦ وراجع : الإصابة لابن حجر (ط دار الكتب العلمية) ج ١ ص ٣٤

(١) مشكاة المصابيح ج ٣ ص ٣٦٠ وتذكرة الخواص ص ٢٩ وفضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج ٢ ص ٥٨٦ وعن مسند أحمد ج ٥ ص ٤٩٤ وكفاية الطالب ص ٢٨٥ وعن ابن عقدة ، والغدير ج ١ ص ١١.

(٢) الطرائف ص ١٤٩ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١١٦ والعمدة لابن البطريق ص ٩٦ و ١٠٠ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ٢٣٦ والبحار ج ٣٧ ص ١٥٩ ومسند أحمد ج ٤ ص ٢٨١ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٤٣ ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» للكوفي ج ١ ص ٤٤٢ وج ٢ ص ٣٧٠ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ٨٠ و ٨٦ و ١١٥ و ١٢٢ و ١٤٧ و ٢٩٤ و ٣٠١ و ٣٣٥ وج ٨ ص ١١٧ و ٢١٨ و ٢٤٧ وج ٩ ص ٢٦١ والغدير ج ١ ص ٢٢٠ و ٢٧٢ و ٢٧٤ و ٢٧٧ و ٢٧٩ ونظم درر السمطين ص ١٠٩ وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص ٨٩ وتفسير الثعلبي ج ٤ ص ٩٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٢٢١ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ٦٣٢ وبشارة المصطفى لطبري ص ٢٨٤ والمناقب للخوارزمي ـ

٢٧٥

وفي نص آخر عن البراء : خرجنا مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى نزلنا غدير خم ، بعث مناديا ينادي. فلما اجتمعنا قال : ألست أولى بكم من أنفسكم؟

قلنا : بلى يا رسول الله.

قال : ألست أولى بكم من أمهاتكم؟

قلنا : بلى يا رسول الله.

قال : ألست أولى بكم من آبائكم؟

قلنا : بلى يا رسول الله.

قال : ألست؟ ألست؟ ألست؟

قلنا : بلى يا رسول الله.

قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه».

فقال عمر بن الخطاب : هنيئا لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن (١).

__________________

ص ١٥٥ ونهج الإيمان لابن جبر ص ١٢٠ وينابيع المودة ج ١ ص ١٠٢ وج ٢ ص ٢٨٤ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٦ ص ٢٣٥ و ٢٣٨ وج ١٤ ص ٣٤ وج ٢٠ ص ١٧٣ و ٣٥٧ وج ٢١ ص ٣٤ و ٣٨ و ٣٩ وج ٢٣ ص ٣٢٥ و ٥٥٤ وج ٣٠ ص ٤١٨ و ٤١٩.

(١) مناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» للكوفي ج ٢ ص ٣٦٨ و ٤٤١ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ٢٩ و ١٤٦ وج ٩ ص ٩٣ والبداية والنهاية ج ٧ ص ٣٨٦ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٢٢٠ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٦

٢٧٦

فليبلغ الشاهد الغائب :

ثم إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يتكل على ما يعرفه من رغبة الناس بنقل ما يصادفونه في أسفارهم ، إلى زوارهم بعد عودتهم ، فلعل أحدا يكتفي بذكر ذلك فور عودته ، ثم لا يعود لديه دافع إلى ذكره في الفترات اللاحقة ، فجاء أمر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لهم ليلزمهم بإبلاغ كل من غاب عن هذا المشهد ، مهما تطاول الزمن ، وجعل ذلك مسؤولية شرعية في أعناقهم.

وبذلك يكون قد سد باب التعلل من أي كان من الناس بادعاء أن أحدا لم يبلغه هذا الأمر ، وأنه إنما كان قضية في واقعة ، وقد لا ينشط الكثيرون لذكرها ، إن لم يكن ثمة ما يلزمهم بذلك .. ولعلهم قد كانت لديهم اهتمامات أخرى شغلتهم عنها ..

العمائم تيجان العرب :

قال الزبيدي : «ومن المجاز : عمّم ـ بالضم ـ أي سوّد ، لأن تيجان العرب العمائم ، فكلما قيل في العجم : توج ، من التاج قيل في العرب : عمم .. وكانوا إذا سودوا رجلا عمموه عمامة حمراء ، وكانت الفرس تتوج ملوكها ، فيقال له : المتوج ..» (١).

__________________

ص ٣٦١ و ٣٧٦ والغدير (ط مركز الغدير للدراسات الإسلامية) ج ١ ص ٥٠ ـ ٥٣ و (ط دار الكتاب العربي) ج ١ ص ١٩ و ٢٠ متنا وهامشا عن مصادر كثيرة جدا.

(١) تاج العروس ج ٨ ص ٤١٠ و (ط دار الكفر) ج ١٧ ص ٥٠٦ والغدير ج ١ ص ٢٩٠ وراجع : لسان العرب ج ١٧ ص ٥٠٦.

٢٧٧

وقال : «والعرب تسمي العمائم التاج ، وفي الحديث : «العمائم تيجان العرب» جمع تاج ، وهو ما يصاغ للملوك من الذهب والجوهر ، أراد أن العمائم للعرب بمنزلة التيجان للملوك ؛ لأنهم أكثر ما يكونون في البوادي مكشوفي الرؤوس أو بالقلانس ، والعمائم فيهم قليلة .. والأكاليل : تيجان ملوك العجم. وتوّجه : أي سوّده ، وعممه» (١).

وعن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «العمائم تيجان العرب» (٢).

وعن علي «عليه‌السلام» قوله : عممني رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يوم غدير خم بعمامة ، فسدلها خلفي (أو فسدل طرفها على منكبي) ، ثم قال : «إن الله أمدّني (أيدني) يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمة».

وقال : «إن العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان» (٣).

__________________

(١) تاج العروس ج ٢ ص ١٢ و (ط دار الفكر) ج ٣ ص ٣٠٥ والغدير ج ١ ص ٢٩٠ ولسان العرب ج ٢ ص ٢١٩.

(٢) راجع بالإضافة إلى تاج العروس ج ٢ ص ١٢ : الجامع الصغير ج ٢ ص ١٩٣ والنهاية في غريب الحديث ج ١ ص ١٩٩ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٥ ص ٥٦ و ٥٧ و (ط دار الإسلامية) ج ٣ ص ٣٧٨ ومكارم الأخلاق للطبرسي ص ١١٩ وأدب الإملاء والإستملاء للسمعاني ص ٣٩ ومسند الشهاب لابن سلامة ج ١ ص ٧٥ والغدير ج ١ ص ٢٩٠ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٦ ص ٧٤٦ ونور الأبصار ص ٥٨ والفردوس للديلمي ج ٣ ص ٨٧ حديث رقم ٤٢٤٦.

(٣) مسند أبي داود الطيالسي ص ٢٣ وكنز العمال ج ١٥ ص ٣٠٦ و ٤٨٢ و ٤٨٣ والسمط المجيد ص ٩٩ ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» للكوفي ج ٢ ص ٤٢ وفرائد السمطين ج ١ ص ٧٥ و ٧٦ وعن ابن أبي شيبة ، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم ج ١ ص ٣٠١ والسنن الكبرى للبيهقي ج ١٠ ص ١٤ ـ

٢٧٨

وعن ابن شاذان في مشيخته عن علي «عليه‌السلام» : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عممه بيده ، فذنب العمامة من ورائه ومن بين يديه ، ثم قال له النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أدبر.

فأدبر.

ثم قال له : أقبل.

فأقبل.

وأقبل على أصحابه ، فقال النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : هكذا تكون تيجان الملائكة (١).

والعمامة التي عممه بها تسمى السحاب (٢).

وقد قال ابن الأثير : «كان اسم عمامة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله»

__________________

والرياض النضرة ج ٣ ص ١٧٠ والغدير ج ١ ص ٢٩١ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٩ ص ٢٣٤ وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٥ ص ١٠ والفصول المهمة لابن الصباغ ص ٤١ وعن الصراط السوي.

(١) الغدير ج ١ ص ٢٩١ وفرائد السمطين ج ١ ص ٧٦ ونظم درر السمطين ص ١١٢ وكنز العمال ج ١٥ ص ٤٨٤ وراجع : الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٥ ص ٥٦ و (ط دار الإسلامية) ج ٣ ص ٣٧٧ وكشف اللثام (ط. ج) ج ٣ ص ٢٦٣ والحدائق الناضرة ج ٧ ص ١٢٧ والكافي ج ٦ ص ٤٦١ وجواهر الكلام ج ٨ ص ٢٤٧ وغنائم الأيام ج ٢ ص ٣٥٣ والبحار ج ٤٢ ص ٦٩ وج ٨٠ ص ١٩٨ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٦ ص ٧٤٧ ومكارم الأخلاق للطبرسي ص ١٢٠ ورياض المسائل ج ٣ ص ٢١٣.

(٢) الفردوس ج ٣ ص ٨٧ وفرائد السمطين ج ١ ص ٧٦ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٩ ص ٢٣٦ والغدير ج ١ ص ٢٩٠ و ٢٩١.

٢٧٩

السحاب» (١).

قال الملطي : «قولهم ـ يعني الروافض ـ : علي في السحاب. فإنما ذلك قول النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعلي : أقبل ، وهو معتم بعمامة للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كانت تدعى «السحاب» ، فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : قد أقبل علي في السحاب ، يعني في تلك العمامة التي تسمى «السحاب» ، فتأولوه هؤلاء على غير تأويله» (٢).

وقال الغزالي والحلبي والشعراني : «وكانت له عمامة تسمى السحاب ، فوهبها من علي ، فربما طلع علي فيها ، فيقول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : طلع علي في السحاب» (٣).

ونقول :

إن لنا مع النصوص المتقدمة وقفات هي التالية :

__________________

(١) النهاية في اللغة ج ٢ ص ٣٤٥ وراجع : البحار ج ١٠ ص ٥ وج ١٦ ص ٩٧ و ١٢١ و ١٢٦ وج ٣٠ ص ٩٤ وشرح السير الكبير للسرخسي ج ١ ص ٧١ ونهج الإيمان لابن جبر ص ٤٩٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٧ ص ٢٧١ ولسان العرب ج ١ ص ٤٦١ وتاج العروس ج ٢ ص ٦٨.

(٢) التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ص ١٩ والغدير ج ١ ص ٢٩٢.

(٣) إحياء علوم الدين ج ٢ ص ٣٤٥ والبحر الزخار ج ١ ص ٢١٥ وعن السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٤١ والغدير ج ١ ص ٢٩٢ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٦ ص ٥٦٣ والإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» ص ٢٨٣.

٢٨٠