الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣١

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣١

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-203-x
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٦

الصخب والغضب :

لقد ذكرت الروايات الصحيحة : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، قد خطب الناس في حجة الوداع ؛ في عرفة ، فلما أراد أن يتحدث في أمر الإمامة وذكر حديث الثقلين (١) ، ثم ذكر عدد الأئمة ، وأنهم اثنا عشر ، واجهته فئات من الناس بالضجيج والفوضى ، إلى حد أنه لم يتمكن من إيصال كلامه إلى الناس.

وقد صرح بعدم التمكن من سماع كلامه كل من : أنس ، وعبد الملك بن عمير ، وعمر بن الخطاب ، وأبي جحيفة ، وجابر بن سمرة (٢) ، ولكن رواية

__________________

(١) راجع : حديث الثقلين للوشنوي ص ١٣ وما ذكره من مصادر ..

(٢) راجع : كشف الغطاء (ط. ق) ج ١ ص ٧ والسنة في الشريعة الإسلامية لمحمد تقي الحكيم ص ٦٣ والأمالي للصدوق ص ٣٨٧ و ٤٦٩ والخصال ص ٤٧٠ و ٤٧١ و ٤٧٢ وإكمال الدين ص ٦٨ و ٢٧٢ و ٢٧٣ وكفاية الأثر ص ٥١ و ٧٦ و ٧٧ و ٧٨ وشرح أصول الكافي ج ٢ ص ٢٤٠ وج ٥ ص ٢٣٠ وج ٧ ص ٣٧٤ وكتاب الغيبة للنعماني ص ١٠٤ و ١٠٥ و ١٢٠ و ١٢١ و ١٢٢ و ١٢٣ و ١٢٤ والغيبة للطوسي ص ١٢٨ و ١٢٩ والمناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ٢٤٨ و ٢٤٩ و ٢٥٤ والعمدة لابن البطريق ص ٤١٦ و ٤١٧ و ٤١٨ و ٤٢٠ و ٤٢١ والطرائف لابن طاووس

١٦١

__________________

ص ١٧٠ والبحار ج ٣٦ ص ٢٣١ و ٢٣٤ و ٢٣٥ و ٢٣٦ و ٢٣٧ و ٢٦٦ و ٢٦٧ و ٢٦٩ و ٢٩٨ و ٣٦٢ و ٣٦٣ و ٣٦٤ و ٣٦٥ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ٣٨١ و ٣٨٦ وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص ٣٨٥ والإكمال في أسماء الرجال للخطيب التبريزي ص ١٩٣ والملاحم والفتن لابن طاووس ص ٣٤٥ والمسلك في أصول الدين للمحقق الحلي ص ٢٧٤ وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص ٤١٨ وإعلام الورى ج ٢ ص ١٥٩ و ١٦٢ وكشف الغمة ج ١ ص ٥٧ و ٥٨ ومسند أحمد ج ٥ ص ٨٧ و ٨٨ و ٩٠ و ٩٢ و ٩٣ و ٩٤ و ٩٥ و ٩٦ و ٩٧ و ٩٨ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠١ و ١٠٦ و ١٠٧ و ١٠٨ وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ٨ ص ١٢٧ وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج ٦ ص ٣ و ٤ وسنن أبي داود ج ٢ ص ٣٠٩ وسنن الترمذي ج ٣ ص ٣٤٠ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٦١٧ و ٦١٨ وشرح مسلم للنووي ج ١٢ ص ٢٠١ ومجمع الزوائد ج ٥ ص ١٩٠ وفتح الباري ج ١٣ ص ١٨١ وعمدة القاري ج ٢٤ ص ٢٨١ ومسند أبي داود الطيالسي ص ١٠٥ و ١٨٠ ومسند ابن الجعد ص ٣٩٠ والآحاد والمثاني ج ٣ ص ١٢٦ و ١٢٧ وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص ٥١٨ وصحيح ابن حبان ج ١٥ ص ٤٣ و ٤٤ و ٤٦ والمعجم الأوسط ج ٣ ص ٢٠١ وج ٦ ص ٢٠٩ والمعجم الكبير ج ٢ ص ١٩٥ و ١٩٦ و ١٩٧ و ٢١٤ و ٢١٨ و ٢٢٣ و ٢٢٦ و ٢٣٢ و ٢٤١ و ٢٤٩ و ٢٥٣ و ٢٥٤ و ٢٥٥ والمعجم الكبير ج ٢٢ ص ١٢٠ والرواة عن سعيد بن منصور لأبي نعيم الأصبهاني ص ٤٤ والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص ٩٥ والكامل لابن عدي ج ٢ ص ٣٨٦ وطبقات المحدثين بأصبهان ج ٢ ص ٩٠ وتاريخ بغداد ج ٢ ص ١٢٤ وج ١٤ ص ٣٥٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٥ ص ١٩١ وسير أعلام النبلاء ج ٨ ص ١٨٤ وج ١٤ ص ٤٤٤ وذكر أخبار إصبهان ج ٢ ص ١٧٦ والبداية والنهاية ج ١ ص ١٧٧ وج ٦ ص ٢٧٨ و ٢٧٩ وإمتاع الأسماع للمقريزي ج ١٢ ص ٣٠٢ و ٢٠٣ وينابيع المودة ج ٣ ص ٢٨٩.

١٦٢

هذا الأخير ، كانت أكثر صراحة ووضوحا.

ويبدو أنه قد حدّث بما جرى مرات عديدة ، فرويت عنه بأكثر من طريق. وحيث إننا لسنا بصدد التتبع والإستقصاء ، فإننا نختار بعض نصوصها ـ ولا سيما ما ورد منها في الصحاح والكتب المعتبرة ، فنقول :

١ ـ في مسند أحمد ؛ حدّثنا عبد الله ، حدثني أبو الربيع الزهراني ، سليمان بن داود ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي ، قالوا :

حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا مجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن جابر بن سمرة ، قال : خطبنا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعرفات ـ وقال المقدمي في حديثه : سمعت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يخطب بمنى.

وهذا لفظ حديث أبي الربيع : فسمعته يقول :

«لن يزال هذا الأمر عزيزا ظاهرا ، حتى يملك اثنا عشر كلهم ـ ثم لغط القوم ، وتكلموا ـ فلم أفهم قوله بعد (كلّهم) ؛ فقلت لأبي : يا أبتاه ، ما بعد كلّهم؟.

قال : «كلّهم من قريش» (١).

وحسب نص النعماني : «وتكلم الناس ، فلم أفهم ، فقلت لأبي ..» (٢).

٢ ـ عن الشعبي ، عن جابر بن سمرة ، قال : قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا ، ينصرون على من ناواهم عليه إلى اثني عشر خليفة.

__________________

(١) مسند أحمد ج ٥ ص ٩٩.

(٢) الغيبة للنعماني ص ١٢١ و ١٢٢.

١٦٣

قال : «فجعل الناس يقومون ويقعدون» (١).

زاد الطوسي : «وتكلم بكلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي ، أو لأخي : ..» (٢).

وفي حديث آخر عن جابر بن سمرة صرّح فيه : «أن ذلك قد كان في حجة الوداع» (٣).

ومن المعلوم : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يحج إلا هذه الحجّة .. (٤).

٣ ـ عن جابر بن سمرة ، قال : «خطبنا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعرفات ؛ فقال : لا يزال هذا الأمر عزيزا منيعا ، ظاهرا على من ناواه حتى يملك اثنا عشر ، كلهم ـ قال : فلم أفهم ما بعد ـ قال : فقلت لأبي : ما قال

__________________

(١) مسند أحمد ج ٥ ص ٩٩ الغيبة للنعماني ص ١٠٥ والغيبة للطوسي ص ١٢٩ وإعلام الورى ص ٣٨٤ و (ط مؤسسة آل البيت) ج ٢ ص ١٦٢ والبحار ج ٣٦ ص ٢٣٧ و ٢٩٩ وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص ٤١٨ ومنتخب الأثر ص ٢٠.

(٢) الغيبة للطوسي ص ٨٨ و ٨٩ و (مؤسسة المعارف الإسلامية) ص ١٢٩ وكتاب الغيبة للنعماني ص ١٠٥ وإعلام الورى ص ٣٨٤ و (ط مؤسسة آل البيت) ج ٢ ص ١٦٢ والبحار ج ٣٦ ص ٢٣٧ و ٢٩٩ وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص ٤١٨ ومنتخب الأثر ص ٢٠.

(٣) مسند أحمد ج ٥ ص ٨٧.

(٤) راجع : السيرة الحلبية (مطبعة مصطفى محمد بمصر سنة ١٣٩١ ه‍) ج ٣ ص ٢٨٩ والسيرة النبوية لدحلان (بهامش السيرة الحلبية أيضا) ج ٣ ص ٢. وراجع : صحيح ابن خزيمة ج ٤ ص ٣٥٢ ومسند زيد بن علي ص ٢٢٠ وعمدة القاري ج ٤ ص ٢٧١ وج ١٨ ص ٤١ وج ٢٥ ص ٦٢ وشرح مسلم للنووي ج ٨ ص ٢٣٦ وأضواء البيان للشنقيطي ج ٤ ص ٣٣١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٠٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٤٢.

١٦٤

بعد كلّهم؟

قال : «كلّهم من قريش» (١).

وعن أبي داود وغيره : ـ وإن لم يصرّح بأن ذلك كان في عرفات ـ زاد قوله : كلّهم تجتمع عليه الأمة ، فسمعت كلاما من النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم أفهمه ، فقلت لأبي .. (٢).

وفي لفظ آخر : «كلهم يعمل بالهدى ودين الحق» (٣).

__________________

(١) مسند أحمد ج ٥ ص ٩٣ وفي ص ٩٦ في موضعين وص ٩٨ و ١٠١ ، وكتاب الغيبة للنعماني ص ١٢٣ والإكمال في أسماء الرجال ص ٣٤ و ١٨٣.

(٢) سنن أبي داود السجستاني ج ٤ ص ١٠٦ و (ط دار الفكر) ج ٢ ص ٣٠٩ ومسند أبي عوانة ج ٤ ص ٤٠٠ وتاريخ الخلفاء ص ١٠ و ١١ وراجع : فتح الباري ج ١٣ ص ١٨١ وكرر عبارة «كلهم تجتمع عليه الأمة» في ص ١٨٢ و ١٨٣ و ١٨٤ وذكرها أيضا في الصواعق المحرقة ص ١٨ وفي إرشاد الساري ج ١٠ ص ٢٧٣ وينابيع المودة ص ٤٤٤ و (ط دار الأسوة) ج ٣ ص ٢٨٩ وراجع : الغيبة للطوسي ص ٨٨ والغيبة للنعماني ص ١٢١ و ١٢٢ و ١٢٣ و ١٢٤ والبحار ج ٣٦ ص ٣٦٥ وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص ٣٨٦ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٣ ص ١٨ وج ١٩ ص ٦٢٩.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٤٧٤ و (ط مركز النشر الإسلامي) ص ٤٧٤ وعيون أخبار الرضا «عليه‌السلام» للصدوق ج ٢ ص ٥٥ والبحار ٣٦ ص ٢٤٠ عنه وعن عيون أخبار الرضا «عليه‌السلام» وفتح الباري ج ١٣ ص ١٨٤ وعمدة القاري ج ٢٤ ص ٢٨٢ وتاريخ بغداد ج ٤ ص ٢٥٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٥ ص ١٨٩ والبداية والنهاية ج ٦ ص ٢٨٠ وإمتاع الأسماع ج ١٢ ص ٣٠٦ وشرح إحقاق الحق ج ١٣ ص ٤٧ وج ١٩ ص ٦٢٩.

١٦٥

وفي بعض الروايات : ثم أخفى صوته ، فقلت لأبي : ما الذي أخفى صوته؟

قال : قال : «كلهم من بني هاشم» (١).

٤ ـ وذكر في نص آخر : أن ذلك كان في حجة الوداع ، وقال :

ثم خفي عليّ قول رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مني ؛ فقلت : يا أبتاه ، ما الذي خفي عليّ من قول رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟!

قال : يقول «كلهم من قريش».

قال : فأشهد على إفهام أبي إيّاي : قال : «كلهم من قريش» (٢).

٥ ـ وبعد أن ذكرت رواية أخرى عنه حديث أن الأئمة اثنا عشر قال : ثم تكلم بكلمة لم أفهمها ، وضج الناس ؛ فقلت لأبي : ما قال؟ (٣).

٦ ـ ولفظ مسلم عن جابر بن سمرة ، قال : انطلقت إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ومعي أبي ؛ فسمعته يقول : لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة ؛ فقال كلمة صمّنيها الناس.

فقلت لأبي : ما قال؟

__________________

(١) ينابيع المودة ص ٤٤٥ و (ط دار الأسوة) ج ٢ ص ٣١٥ وج ٣ ص ٢٩٠ عن كتاب : مودة القربى للسيد علي الهمداني (المودة العاشرة) وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٣ ص ٣٠ عن مودة القربى (ط لاهور) ص ٤٤٥.

(٢) مسند أحمد ج ٥ ص ٩٠ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٣ ص ٣٢.

(٣) مسند أحمد ج ٥ ص ٩٣ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٣ ص ٣٥.

١٦٦

قال : «كلهم من قريش» (١).

وعند أحمد وغيره : فقلت لأبي ـ أو لابني ـ : ما الكلمة التي أصمّنيها الناس؟!.

قال : «كلهم من قريش» (٢).

٧ ـ وعن جابر بن سمرة قال : كنت عند النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : يلي هذا الأمر اثنا عشر ، فصرخ الناس ؛ فلم أسمع ما قال ، فقلت لأبي ـ وكان أقرب إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مني ـ فقلت : ما قال رسول الله؟

فقال : قال : «كلّهم من قريش ، وكلهم لا يرى مثله» (٣).

٨ ـ ولفظ أبي داود : فكبر الناس ، وضجوا ، ثم قال كلمة خفية .. (٤).

__________________

(١) صحيح مسلم ج ٦ ص ٤ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٣ ص ١ عنه ، والعمدة لابن البطريق ص ٤٢١ و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص ٤١٨ الإكمال في أسماء الرجال ص ٣٤.

(٢) مسند أحمد ج ٥ ص ١٠١ والخصال ج ٢ ص ٤٧٠ و ٤٧٢ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٣ ص ٣٩ والبحار ج ٣٦ ص ٢٣٥ وراجع : النهاية في اللغة ج ٣ ص ٥٤ ولسان العرب ج ١٢ ص ٣٤٣ ونقل عن كتاب : القرب في محبة العرب ص ١٢٩.

(٣) إكمال الدين ج ١ ص ٢٧٢ ـ ٢٧٣ و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص ٦٨ و ٢٧٣ والخصال ج ٢ ص ٤٧٣ وراجع : البحار ج ٣٦ ص ٢٣٩.

(٤) سنن أبي داود ج ٤ ص ١٠٦ و (ط دار الفكر) ج ٢ ص ٣٠٩ ومسند أحمد ج ٥ ص ٩٨ وفتح الباري ج ١٣ ص ١٨١ والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص ٩٥ وإرشاد الساري ج ١٠ ص ٢٣٧ والبحار ج ٣٦ ص ٣٦٥ تاريخ بغداد ج ٢ ص ١٢٤ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٢٩ ص ٩٤.

١٦٧

ولفظ أبي عوانة : فضج الناس.

وقد قال النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كلمة خفيت عليّ .. (١).

وعلى كل حال .. فإن حديث الاثني عشر خليفة بعده «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، والذي قال فيه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كلمة لم يسمعها جابر ، وغيره ـ ممن كان حاضرا ، وروى الحديث .. أو لم يفهمها ، أو خفض بها صوته ، أو خفيت عليه ، أو نحو ذلك ـ إن هذا الحديث ـ مذكور في كثير من المصادر والمراجع ، فليراجعها طالبها (٢).

__________________

(١) مسند أبي عوانة ج ٤ ص ٣٩٤ والخصال ج ٢ ص ٤٧١ والبحار ج ٣٦ ص ٢٣٦ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٦١٧ والمعجم الكبير ج ٢ ص ١٩٦ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٣ ص ٢٩ و ٤١.

(٢) راجع المصادر التالية : صحيح مسلم ج ٦ ص ٣ بعدة طرق ، ومسند أحمد ج ٥ ص ٩٣ و ٩٢ و ٩٤ و ٩٠ و ٩٥ و ٩٦ و ٩٧ و ٩٨ و ٨٩ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠١ و ١٠٦ و ١٠٧ و ١٠٨ ومسند أبي عوانة ج ٤ ص ٣٩٤ وحلية الأولياء ج ٤ ص ٣٣٣ وإعلام الورى ص ٣٨٢ والعمدة لابن البطريق ص ٤١٦ ـ ٤٢٢ وإكمال الدين ج ١ ص ٢٧٢ و ٢٧٣ والخصال ج ٢ ص ٤٦٩ و ٤٧٥ وفتح الباري ج ١٣ ص ١٨١ ـ ١٨٥ والغيبة للنعماني ص ١١٩ ـ ١٢٥ وصحيح البخاري ج ٤ ص ١٥٩ وينابيع المودة ص ٤٤٤ ـ ٤٤٦ وتاريخ بغداد ج ٢ ص ١٢٦ وج ١٤ ص ٣٥٣ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٦١٨ وتلخيصه للذهبي (مطبوع بهامش المستدرك) نفس الصفحة ، ومنتخب الأثر ص ١٠ ـ ٢٣ عن مصادر كثيرة ، والجامع الصحيح ج ٤ ص ٥٠١ وسنن أبي داود ج ٤ ص ١١٦ وكفاية الأثر ص ٤٩ إلى آخر الكتاب ، والبحار ج ٣٦ ص ٢٣١ إلى آخر الفصل ، وإحقاق الحق (الملحقات) ج ١٣ ص ١ ـ ٥٠ عن مصادر كثيرة ..

١٦٨

الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله والمتآمرون :

قد عرفنا فيما تقدم : أن قريشا قد صدت النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن إبلاغ أمر الإمامة في عرفات وفي منى في مسجد الخيف ..

وتقدم في فصول أخرى : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بمجرد انتهائه من المناسك ، بادر إلى ترك مكة من دون أن يذهب إلى البيت ، ولو لإلقاء نظرة الوداع عليه من قرب ..

وقد تأكد لنا مما أسلفناه : أن تأخيره «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إبلاغ ما أنزل إليه في شأن الإمامة والولاية ، قد كان بسبب المعارضة الكبيرة التي يجدها لدى قريش ، التي كانت لا تتورع عن مواجهة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ليس فقط بالضجيج والصخب ، وإنما باتهام شخصه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، والطعن والتشكيك في نزاهته ، وفي خلوص عمله ونيته. بل سيأتي أنها قد اتهمته حتى في عقله بعد إظهارها الإسلام ، كما اتهمته بالجنون قبل ذلك ، وهذا هو ما عبرت عنه كلمة عمر الشهيرة : إن النبي ليهجر. أو غلبه الوجع. أو كلمة معناها ذلك.

وقد صرحت طائفة من النصوص المتقدمة : بأن قريشا كانت هي التي تتصدى وتتحدى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وإليك نموذجا آخر من تصريحات الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، مع التذكير بأن الله تعالى لم يكن أمر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بأن يبلغ أمر الولاية على كل حال ، بل وفقا لظروف ومقتضيات النجاح. أي أنه أمره بإبلاغ منتج ، لا بإبلاغ عقيم.

وكان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يحتاج إلى ما يطمئنه إلى جدوى تبليغ أمر الإمامة ، وعدم إثارة قريش للشبهات التي تضيع جهده «صلى الله عليه

١٦٩

وآله» ، ولو باتهامه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في عقله ، أو في عصمته ..

فحين جاءته العصمة بادر إلى ما أمره الله تعالى به.

أمثلة وشواهد :

فمن الشواهد التي تدل على أن المطلوب هو إسكات قومه وخصوصا عشيرته ، وأن يكون تبليغ أمر الإمامة مجديا ، في إقامة الحجة ، نذكر ما يلي :

١ ـ قال الطبرسي : «قد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله «عليهما‌السلام» : أن الله أوحى إلى نبيه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أن يستخلف عليا «عليه‌السلام» ؛ فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه ؛ فأنزل الله هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره الله بأدائه ..» (١).

والمراد ب «هذه الآية» قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ..) (٢).

٢ ـ عنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أنه لما أمر بإبلاغ أمر الإمامة قال : «إن قومي قريبو عهد بالجاهلية ، وفيهم تنافس وفخر ، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليّهم ، وإني أخاف ، فأنزل الله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ..)» (٣).

__________________

(١) مجمع البيان ج ٣ ص ٢٢٣ و (ط مؤسسة الأعلمي) ص ٣٨٣ وسعد السعود للسيد ابن طاووس ص ٦٩ والبحار ج ٣٧ ص ٢٥٠ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ١٥٣ والتبيان ج ٣ ص ٥٨٨ ومجمع البحرين ج ١ ص ٢٤٢.

(٢) الآية ٦٧ من سورة المائدة.

(٣) شواهد التنزيل ج ١ ص ١٩١ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٢ ص ٢٦١ وشرح إحقاق الحق ج ١٤ ص ٣٩ ـ

١٧٠

٣ ـ عن ابن عباس إنّه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال في غدير خم : «إن الله أرسلني إليكم برسالة ، وإني ضقت بها ذرعا ، مخافة أن تتهموني ، وتكذبوني ، حتى عاتبني ربي بوعيد أنزله علي بعد وعيد ..» (١).

٤ ـ عن الحسن قال في غدير خم أيضا : «إن الله بعثني برسالة ؛ فضقت بها ذرعا ، وعرفت : أن الناس مكذبي ، فوعدني لأبلغنّ أو ليعذبني ، فأنزل الله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ..)» (٢).

__________________

وراجع : مكاتيب الرسول ج ١ ص ٥٩٧ وقال في هامشه : راجع البرهان ج ٢ ص ١٤٦ وكنز الدقائق ج ٣ ص ١٣٧ و ١٤٠ و ١٥٨ ومجمع البيان ج ٣ ص ٢٢٣ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٩٨ وج ٣ ص ٢٥٩ و ٢٦٠ ونور الثقلين ج ٢ وراجع إثبات الهداة ج ١.

(١) شواهد التنزيل ج ١ ص ١٩٣ و (مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ـ ايران) ج ١ ص ٢٥٨ والأمالي للصدوق ص ٤٣٦ والتحصين لابن طاووس ص ٦٣٣ والبحار ج ٣٧ ص ١١١ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٦٥٤ وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج ١ ص ١٥٩ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٤ ص ٣٤.

(٢) شواهد التنزيل ج ١ ص ١٩٣ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٩٨ عن أبن أبي حاتم ، وعبد بن حميد وابن جرير وأبي الشيخ وراجع : إكمال الدين ص ٢٧٦ والإحتجاج ج ١ ص ٢١٣ وفتح القدير ج ٢ ص ٦٠ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٦ ص ٣٥١ والتحصين لابن طاووس ص ٦٣٣ والبحار ج ٣٣ ص ١٤٧ ومناقب أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيرواني ص ١٢٩ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٨ ص ٢٥٥ و ٢٧٠ ولباب النقول (دار إحياء العلوم) للسيوطي ص ٩٤ و (دار الكتب العلمية) ص ٨٢ والغدير ج ١ ص ١٦٥ و ١٩٦ و ٢٢١ ومسند ابن

١٧١

٥ ـ عن ابن عباس ، وجابر الأنصاري ، قالا : أمر الله تعالى محمدا «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أن ينصب عليا للناس ، فيخبرهم بولايته ، فتخوف النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يقولوا : حابى ابن عمه ، وأن يطعنوا في ذلك فأوحى الله : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ..)» (١).

٦ ـ عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نزل بخم ، فتنحى الناس عنه ، ونزل معه علي بن أبي طالب ؛ فشقّ على النبي تأخر الناس ؛ فأمر عليا فجمعهم ؛ فلمّا اجتمعوا قام فيهم ، متوسدا (يد) علي بن أبي طالب ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : «أيها الناس ، إنه قد كرهت تخلفكم عني حتى خيّل إلى : أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني ..» (٢).

__________________

راهويه ج ١ ص ٤٠٢ ومسند الشاميين ج ٣ ص ٣١٤ وتخريج الأحاديث والآثار ج ١ ص ٤١٣ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٩٨.

(١) الدر المنثور ج ٢ ص ١٩٣ وص ٢٩٨ عن أبي الشيخ ، وراجع : البرهان ج ٢ ص ١٤٦ وكنز الدقائق ج ٣ ص ١٣٧ و ١٤٠ و ١٥٨ ومجمع البيان ج ٣ ص ٣٤٤ و (ط مؤسسة الأعلمي) ص ٣٨٢ وتفسير الآلوسي ج ٦ ص ١٩٣ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٥٩٧ وروح المعاني ج ٢ ص ٣٤٨ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ١٥٢ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٨ ص ٢٢٧ ومجمع البيان ج ٣ ص ٣٨٢ والغدير ج ١ ص ٢١٩ و ٢٢٣ و ٣٧٧ والبحار ج ٣٧ ص ٢٥٠ وإثبات الهداة ، ونور الثقلين ج ٢ ص والدر المنثور ج ٢ ص ٢٩٨ وج ٣ ص ٢٥٩ و ٢٦٠.

(٢) راجع : مجمع البيان ج ٣ ص ٢٢٣ وتفسير العياشي ج ١ ص ٣٣١ وتفسير البرهان ج ١ ص ٤٨٩ وشواهد التنزيل ج ١ ص ١٩٢ وإقبال الأعمال للسيد ابن طاووس ج ٢ ص ٢٤٨ والغدير ج ١ ص ٢٢ و ٢١٩ و ٢٢٣ و ٣٧٧ عن المجمع ، وعن روح المعاني ج ٢ ص ٣٤٨ وعن الثعلبي في تفسيره ، وعن ابن المغازلي كما في

١٧٢

٧ ـ ويقول نص آخر : إنه لما أمر «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بنصب علي «عليه‌السلام» : «خشي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من قومه ، وأهل النفاق ، والشقاق : أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية ، لما عرف من عداوتهم ، ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي «عليه‌السلام» من العداوة والبغضاء ، وسأل جبرائيل أن يسأل ربّه العصمة من الناس».

ثم تذكر الرواية :

«أنه انتظر ذلك حتى بلغ مسجد الخيف. فجاءه جبرئيل ، فأمره بذلك مرة أخرى ، ولم يأته بالعصمة ، ثم جاء مرة أخرى في كراع الغميم ـ موضع بين مكة والمدينة ـ وأمره بذلك ، ولكنه لم يأته بالعصمة. ثم لما بلغ غدير خم جاءه بالعصمة».

فخطب «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الناس ، فأخبرهم : «أن جبرئيل هبط إليه ثلاث مرات يأمره عن الله تعالى ، بنصب علي «عليه‌السلام» إماما ووليّا للناس» ..

إلى أن قال :

«وسألت جبرائيل : أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم ـ أيها الناس ـ لعلمي بقلة المتقين ، وكثرة المنافقين ، وإدغال الآثمين ، وختل المستهزئين

__________________

ضياء العالمين ، وراجع : البحار ج ٣٧ ص ١٣٣ والطرائف ص ١٤٥ والعمدة لابن البطريق ص ١٠٧ ومناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ٢٥ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١١٥ و ٢٣١ وج ٩ ص ١٦٩ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٥ ص ٨٩ وج ٦ ص ٢٥٣ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ١٣٨ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ١٤٣.

١٧٣

بالإسلام ، الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم : (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) (١) ، (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ) (٢) ، وكثرة أذاهم لي في غير مرّة ، حتى سمّوني أذنا ، وزعموا : أنّي كذلك لكثرة ملازمته إيّاي ، وإقبالي عليه ، حتى أنزل الله عزوجل في ذلك قرآنا : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ) (٣).

إلى أن قال :

ولو شئت أن أسميهم بأسمائهم لسميت ، وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت ، وأن أدل عليهم لفعلت. ولكني والله في أمورهم تكرّمت» (٤).

٨ ـ عن مجاهد ، قال : «لما نزلت : (بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ..). قال : «يا رب ، إنما أنا واحد كيف أصنع ، يجتمع عليّ الناس؟ فنزلت (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ)» (٥).

__________________

(١) الآية ١١ من سورة الفتح.

(٢) الآية ١٥ من سورة النور.

(٣) الآية ٦١ من سورة التوبة.

(٤) راجع : مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ٢٥ والعمدة لابن البطريق ص ١٠٧ والإحتجاج ج ١ ص ٧٣ واليقين ص ٣٤٩ والبحار ج ٣٧ ص ٢٠٦ وتفسير نور الثقلين ج ٢ ص ٢٣٦ والغدير ج ١ ص ٢٢ عنه وعن الثعلبي في تفسيره ، كما في ضياء العالمين. وراجع : موسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» ج ٨ ص ٥٣ والتفسير الصافي ج ٢ ص ٥٨

(٥) الإحتجاج ج ١ ص ٦٩ و ٧٠ و ٧٣ و ٧٤ وراجع : روضة الواعظين ص ٩٠ و ٩٢ والبرهان ج ١ ص ٤٣٧ ـ ٤٣٨ والغدير ج ١ ص ٢٢١ وفتح القدير ج ٢

١٧٤

٩ ـ قال ابن رستم الطبري : «فلما قضى حجّه ، وصار بغدير خم ، وذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، أمره الله عزوجل بإظهار أمر علي ؛ فكأنه أمسك لما عرف من كراهة الناس لذلك ، إشفاقا على الدين ، وخوفا من ارتداد القوم ؛ فأنزل الله (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ..)» (١).

١٠ ـ وفي حديث مناشدة علي «عليه‌السلام» للناس بحديث الغدير ، أيّام عثمان ، شهد ابن أرقم ، والبراء بن عازب ، وأبو ذر ، والمقداد ، أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وسلم قال ، وهو قائم على المنبر ، وعلي «عليه‌السلام» إلى جنبه :

«أيها الناس ، إن الله عزوجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم ، والقائم فيكم بعدي ، ووصيي ، وخليفتي ، والذي فرض الله عزوجل على المؤمنين في كتابه طاعته ، فقرب (٢) بطاعته طاعتي ، وأمركم بولايته ، وإني راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق ، وتكذيبهم ، فأوعدني لأبلغها ، أو ليعذبني» (٣).

__________________

ص ٦٠ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٩٨ عن عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ. وراجع : مناقب أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيرواني ص ١٣٠.

(١) المسترشد في إمامة علي «عليه‌السلام» (ط مؤسسة الثقافة الإسلامية) ص ٤٦٥.

(٢) لعل الصحيح : فقرن.

(٣) الإحتجاج ج ١ ص ٢١٤ وإكمال الدين للصدوق ص ٢٧٧ والغدير ج ١ ص ١٦٦ والتحصين للسيد ابن طاووس ص ٦٣٤ والبحار ج ٣١ ص ٤١٢ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ٤٤٢ ومصباح الهداية في إثبات الولاية للسيد علي البهبهاني ص ٣٥٤ والمناشدة والإحتجاج بحديث الغدير للشيخ الأميني ص ١٤ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٤ ص ٧٩ وج ٥ ص ٣٦ وج ١٣ ص ٥٢.

١٧٥

وعند سليم بن قيس :

«إن الله عزوجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري ، وظننت الناس تكذبني ، فأوعدني ..» (١).

١١ ـ وعن ابن عباس : لما أمر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يقوم بعلي بن أبي طالب المقام الذي قام به ؛ فانطلق النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى مكة ، فقال :

«رأيت الناس حديثي عهد بكفر (بجاهلية) ومتى أفعل هذا به ، يقولوا ، صنع هذا بابن عمّه. ثم مضى حتى قضى حجة الوداع» (٢).

وعن زيد بن علي ، قال : لما جاء جبرائيل بأمر الولاية ضاق النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بذلك ذرعا ، وقال : «قومي حديثو عهد بجاهليّة ، فنزلت

__________________

(١) فرائد السمطين ج ١ ص ٣١٥ و ٣١٦ والغدير ج ١ ص ١٦٥ ـ ١٦٦ و ١٩٦ و ٣٧٧ عنه ، وإكمال الدين ج ١ ص ٢٧٧ وراجع البرهان ج ١ ص ٤٤٥ و ٤٤٤ والبحار ج ٣١ ص ٤١١ وج ٣٣ ص ١٤٧ وكتاب الولاية لابن عقدة الكوفي ص ١٩٨ وينابيع المودة للقندوزي ج ١ ص ٣٤٧ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ٤٤١ وجامع أحاديث الشيعة ج ١ ص ٢٨ وسليم بن قيس ص ١٤٩ و (بتحقيق الأنصاري) ص ١٩٩ والإحتجاج ج ١ ص ٢١٣ وكتاب الغيبة للنعماني ص ٧٥ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٥ ص ٣٥ وج ٢٠ ص ٩٦ و ٣٦١ وج ٢١ ص ٧٨ وج ٢٢ ص ٢٨٥ وثمة بعض الإختلاف في التعبير.

(٢) كتاب سليم بن قيس ص ١٤٨ والبرهان ج ١ ص ٤٤٤ و ٤٤٥ والغدير ج ١ ص ٥٢ و ٣٧٧ عن سليم بن قيس ، وراجع ص ٢١٧ عن ابن مردويه. وراجع : خلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ١٩٨ وج ٨ ص ٢٦٢.

١٧٦

الآية» (١).

١٢ ـ وروي : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لما انتهى إلى غدير خم : «نزل عليه جبرائيل ، وأمره أن يقيم عليا ، وينصبه إماما للناس.

فقال : إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية.

فنزل عليه : إنها عزيمة لا رخصة فيها ، ونزلت الآية : (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ..)» (٢).

١٣ ـ وجاء في رواية عن الإمام الباقر «عليه‌السلام» : أنه حين نزلت آية إكمال الدين بولاية علي «عليه‌السلام» :

«قال عند ذلك رسول الله : إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية ، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي ، يقول قائل ، ويقول قائل. فقلت في نفسي من غير أن ينطلق لساني ، فأتتني عزيمة من الله بتلة أوعدني : إن لم أبلغّ أن يعذبني.

__________________

(١) الغدير ج ١ ص ٥١ ـ ٥٢ و ٢١٧ و ٣٧٨ عن كنز العمال ج ٦ ص ١٥٣ عن المحاملي في أماليه ، وعن شمس الأخبار ص ٣٨ عن أمالي المرشد بالله ، وراجع : كشف الغمة ج ١ ص ٣١٨ والبحار ج ٣٧ ص ١٧٧ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٨ ص ٢٦٩ و ٣٠٨ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٦ ص ٣٤٩ والغدير ج ١ ص ٢١٧ و ٣٧٨ ومناقب علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» وما نزل من القرآن في علي «عليه‌السلام» لابن مردويه ص ٢٤٠ وكشف الغمة ج ١ ص ٣٢٤ و ٣٢٥.

(٢) إعلام الورى ص ١٣٢ و (نشر مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث) ج ١ ص ٢٦١.

١٧٧

فنزلت : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ)» (١).

وفي بعض الروايات : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إنما أخر نصبه «عليه‌السلام» فرقّا من الناس ، أو لمكان الناس (٢).

ولما انتهى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من نصب علي «عليه‌السلام» لقي عمر عليا فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (٣).

__________________

(١) البرهان في تفسير القرآن ج ١ ص ٤٨٨ والكافي ج ١ ص ٢٩٠ والتفسير الأصفى ج ١ ص ٢٨٥ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٥٨٨ والتفسير الصافي ج ٢ ص ٥٢ وشرح أصول الكافي ج ٦ ص ١٢٢ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٢ ص ٢٨٧.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٣٣٢ والبرهان (تفسير) ج ١ ص ٤٨٩ والبحار ج ٣٧ ص ١٣٩ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٢ ص ٢٦٢ وتفسير الميزان ج ٦ ص ٥٣ وغاية المرام ج ٣ ص ٣٢٥.

(٣) مسند أحمد ج ٤ ص ٢٨١ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ٥٠٣ وكنز العمال ج ١٣ ص ١٣٤ والتفسير الكبير للرازي (ط الثالثة) ج ١٢ ص ٢ و ٤٩ وتفسير الآلوسي ج ٦ ص ١٩٤ وتفسير الثعلبي ج ٤ ص ٩٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٢٢٠ و ٢٢١ و ٢٢٢ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ٦٣٢ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٢٩ وج ٧ ص ٣٨٦ والمناقب للخوارزمي ص ١٥٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٤١٧ وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه‌السلام» لابن الدمشقي ج ١ ص ٨٤ ونهج الإيمان لابن جبر ص ١١٣ و ١١٦ و ١٢٠ وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص ٦٤ و ٦٥ وبشارة المصطفى ص ٢٨٤ وذخائر العقبى للطبري ص ٦٧ ونظم درر السمطين

١٧٨

__________________

للزرندي الحنفي ص ١٠٩ وينابيع المودة للقندوزي ج ١ ص ٩٨ و ١٠١ و ١٥٨ وج ٢ ص ٢٨٥ ومودة القربى (المودة الخامسة) ، وبناء المقالة الفاطمية لابن طاووس ص ٢٩٤ و ٢٩٧ وتفسير غرائب القرآن للنيسابوري ج ٦ ص ١٧٠ وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص ٩٠ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ٢٣٦ و ٢٣٧ والعمدة لابن البطريق ص ٩٢ و ٩٦ و ١٠٠ والمراجعات ص ٢٦٣ وشرح أصول الكافي ج ٥ ص ١٩٦ وج ٦ ص ١٢٠ والعدد القوية للحلي ص ١٨٥ والطرائف ص ١٤٦ و ١٥٠ والبحار ج ٣٧ ص ١٤٩ و ١٥٩ و ١٧٩ و ١٩٨ و ٢٤٩ وكتاب الأربعين للماحوزي ص ١٤٤ و ١٤٨ والإكمال في أسماء الرجال ص ٢٥ وخلاصة عبقات الأنوار ج ١ ص ٣٠٥ وج ٧ ص ٢٩ و ٥٤ و ٦١ و ٦٩ و ٨٦ و ٩٢ و ١١٥ و ١١٩ و ١٢٢ و ١٢٤ و ١٢٧ و ١٤٦ و ١٤٨ و ١٤٩ و ١٦٧ و ١٧٠ و ١٨٠ و ١٨٢ و ١٩٢ و ١٩٦ و ٢٠٨ و ٢١٨ و ٢٥٣ و ٢٨٥ و ٢٩٥ و ٣٠١ و ٣٢١ و ٣٢٦ وج ٨ ص ٢١٨ و ٢٣٤ و ٢٤١ و ٢٤٧ و ٢٥٩ و ٢٧٢ وج ٩ ص ٩٣ والغدير ج ١ ص ١٩ و ١٤٣ و ١٤٤ و ٢١٩ و ٢٢٠ و ٢٢١ و ٢٧١ و ٢٧٢ و ٢٧٣ و ٢٧٤ و ٢٧٥ و ٢٧٧ و ٢٧٩ و ٢٨٠ و ٢٨١ و ٣٠٦ و ٣٥٥ وج ٢ ص ٣٧ وج ٦ ص ٥٦ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١١٦ و ١١٨ و ١٢٠ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٢ ص ٢٦٤ و ٢٧٢ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٦ ص ٢٣١ و ٢٣٥ و ٢٣٦ و ٢٣٨ و ٢٣٩ و ٢٤٠ و ٢٩٠ و ٣٦٢ و ٣٦٣ و ٣٦٤ و ٣٦٦ وج ١٤ ص ٣٤ و ٥٦١ و ٥٦٩ و ٥٨٣ وج ٢٠ ص ١٧٣ و ١٧٤ و ٣٥٨ و ٦٠٣ وج ٢١ ص ٣١ و ٣٢ و ٣٤ و ٣٥ و ٣٧ و ٣٨ و ٣٩ و ٤٠ و ٦٦ و ٨٦ و ٨٨ وج ٢٢ ص ١١٣ و ١١٥ و ١٢١ وج ٢٣ ص ٤ و ٩ و ٣٢٥ و ٥٥٤ و ٦٣٥ و ٦٣٧ وج ٣٠ ص ٢٣ و ٤١٨ و ٤١٩ ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» للكوفي ج ٢ ص ٣٦٨ و ٣٧٠.

١٧٩

أو قال له : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (١).

__________________

(١) ما نزل من القرآن في علي «عليه‌السلام» لأبي نعيم ص ٨٦ وثمار القلوب للثعالبي ص ٦٣٦ وراجع : تاريخ بغداد ج ٨ ص ٢٩٠ و (ط دار الكتب العلمية) ج ٨ ص ٢٨٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٢٣٣ و ٢٣٤ وسير أعلام النبلاء ج ١٩ ص ٣٢٨ والبداية والنهاية ج ٧ ص ٣٨٦ والمناقب للخوارزمي ص ١٥٦ ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» للكوفي ج ٢ ص ٤٣٠ و ٥١٦ وينابيع المودة ج ٢ ص ٢٤٩ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٣٨ و ٣٣٥ وكشف اليقين ص ٢٠٨ و ٢٥٠ ونهج الإيمان لابن جبر ص ٤٢٧ والإرشاد ج ١ ص ١٧٧ وكنز الفوائد ص ٢٣٢ والعمدة لابن البطريق ص ١٠٦ و ١٧٠ و ١٩٥ و ٣٤٤ والطرائف ص ١٤٧ والمحتضر للحلي ص ١١٤ وبشارة المصطفى ص ١٥٨ و ٤٠٢ وإعلام الورى ج ١ ص ٢٦٢ و ٣٢٩ وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص ٦٤ والبحار ج ٢١ ص ٣٨٨ وج ٣٧ ص ١٠٨ و ١٤٢ و ٢٥١ وج ٣٨ ص ٣٤٤ وج ٩٤ ص ١١٠ وج ٩٥ ص ٣٢١ ومسار الشيعة للمفيد ص ٣٩ والأمالي للصدوق ص ٥٠ والمحتضر للحلي ص ١١٤ ورسائل المرتضى للشريف المرتضى ج ٤ ص ١٣١ وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص ٣٥٦ وروضة الواعظين للنيسابوري ص ٣٥٠ وشرح أصول الكافي ج ٥ ص ١٩٦ وج ٦ ص ١٢٠ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٧ ص ١٣٤ و ٢٤٦ و ٢٧٧ و ٣٤٤ و ٣٥٤ وج ٨ ص ٢٦١ و ٢٧٨ و ٢٧٩ و ٣٠٢ و ٣٠٣ وج ٩ ص ١٨٦ والغدير ج ١ ص ١١ و ٢٢٢ و ٢٣٣ و ٢٧٢ و ٢٧٥ و ٢٧٦ و ٣٩٢ و ٤٠٢ والمعيار والموازنة ص ٢١٢ وتفسير الإمام العسكري «عليه‌السلام» ص ١١٢ وتفسير فرات الكوفي ص ٥١٦ وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص ٩٧ و ١٥٣ وتفسير كنز الدقائق ج ١ ص ١١٤ وشواهد التنزيل للحسكاني ج ١ ص ٢٠٣ وج ٢ ص ٣٩١.

١٨٠