الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣١

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣١

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-203-x
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٦

وقال المقداد : واعجبا لقريش ، ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم (١).

وقال الثقفي : كانت قريش كلها على خلافه مع بني أمية (٢).

وبعد بيعة عثمان تلكم عمار ، فذكر : أن قريشا هي التي صرفت هذا الأمر عن أهل البيت «عليهم‌السلام» ، ثم قال المقداد لعبد الرحمن بن عوف :

«يا عبد الرحمن ، اعجب من قريش ، إنما تطوّلهم على الناس بفضل أهل هذا البيت ، قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعده من أيديهم. أما وأيم الله يا عبد الرحمن ، لو أجد على قريش أنصارا لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي «عليه الصلاة والسلام» يوم بدر» (٣).

«وبعد أن بايع الناس عليا «عليه‌السلام» قام أبو الهيثم ، وعمار ، وأبو أيوب ، وسهل بن حنيف ، وجماعة معهم ، فدخلوا على علي «عليه‌السلام» ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، انظر في أمرك ، وعاتب قومك هذا الحي من قريش ، فإنهم قد نقضوا عهدك ، وأخلفوا وعدك ، ودعونا في السر إلى رفضك» (٤).

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٦٣ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٢٢٩ وشرح أصول الكافي ج ١٢ ص ٤٦٨ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ١٢ ص ٣١٤.

(٢) الغارات ج ٢ ص ٥٦٩ وراجع ٥٥٤.

(٣) مروج الذهب ج ٢ ص ٣٤٣ والغدير ج ٩ ص ١١٦ وراجع : إختيار معرفة الرجال ج ١ ص ١٢٧ وشرح أصول الكافي ج ١٢ ص ٤٦٨.

(٤) شرح النهج لابن للمعتزلي ج ٧ ص ٣٩ ـ ٤٠ والبحار ج ٣٢ ص ١٩ والمعيار والموازنة ص ١٠٩ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للمير جهاني ج ٢ ص ٢٧٧ والجمل لضامن بن شدقم المدني ص ٦٨ وموسوعة الإمام علي بن

١٤١

كما أن البراء بن عازب قد ذكر : أنه حين توفي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» تخوف أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عن بني هاشم (١).

وروي : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد قال لعلي «عليه‌السلام» :

«إن الأمة ستغدر بك بعدي» (٢).

__________________

أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٤ ص ١٠٩.

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ٢١٩ وج ٢ ص ٥١ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٤٦ والبحار ج ٢٨ ص ٢٩٣ والدرجات الرفيعة ص ٨٧ و ٤٥٤ والسقيفة وفدك للجوهري ص ٤٨.

(٢) نزل الأبرار ص ٢٦١ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٤٤٨ والبداية والنهاية ج ٦ ص ٢٤٤ وج ٧ ص ٣٦٠ وتاريخ بغداد ج ١١ ص ٢١٦ وتذكرة الحفاظ للذهبي ج ٣ ص ٩٩٥ والجمل للمفيد ص ٩٢ وإعلام الورى ج ١ ص ٩٢ والدر النظيم ص ٤٤٢ وسبل الهدى والرشاد ج ١٠ ص ١٥٠ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٤٢ وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة ، وكنز العمال ج ١٥ ص ٥٦ و (ط مكتبة الرسالة) ج ١١ ص ٢٩٧ و ٦١٧ والبحار ج ١٨ ص ١٢٤ وج ٢٨ ص ٤٥ و ٥٠ و ٦٥ و ٧٦ و ١٩١ و ٢١٠ وج ٢٩ ص ٤٥٣ وج ٣٤ ص ٣٣٨ و (طبعة حجرية) ج ٨ ص ٦٢٩ وفي هوامشه عن : أمالي الطوسي ، وعيون أخبار الرضا «عليه‌السلام» ، والإرشاد للمفيد ، والإيضاح لابن شاذان ، وعن المعتزلي ، وعن التاريخ الكبير للبخاري ، والطرائف ، والمطالب العالية ج ٤ ص ٥٦ وشرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ١٠٧ وج ٢٠ ص ٣٢٦ وراجع : كشف الغطاء (ط. ق) ج ١ ص ١٠ والإيضاح لابن شاذان ص ٤٥٢ وشرح الأخبار ج ١ ص ٤٣٦ والأمالي للطوسي ص ٤٧٦ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٦٥ والمراجعات ص ٢٥١ ونهج السعادة للمحمودي ج ٢ ص ٦٠٧ والإكمال في أسماء الرجال للخطيب ـ

١٤٢

كما أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أخبر أمير المؤمنين ، بأن في صدور أقوام ضغائن ، لا يبدونها له إلا بعده.

وفي بعض المصادر : أن ذلك كان منه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حين حضرته الوفاة (١).

__________________

التبريزي ص ٦٨ ومستدركات علم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٠٤ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٩ ص ٤٠٩ ونهج الحق وكشف الصدق ص ٣٣٠ وإحقاق الحق (الأصل) ص ٢٧٩ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٧ ص ٣٢٦ و ٣٢٧ وج ١٧ ص ٢٥٧ وج ٢١ ص ٤٣٦ و ٤٣٧ وج ٢٢ ص ٤٥٤ وج ٢٣ ص ٢٩٤ و ٢٩٥ وج ٢٣ ص ٣١٣ و ٣١٩ و ٣٢٠ و ٣٨٨ وج ٣١ ص ٢٤٤ والخصال ص ٤٦٢ ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه‌السلام» للكوفي ج ٢ ص ٥٣٣ و ٥٤٥ والإرشاد ج ١ ص ٢٨٥ والإحتجاج ج ١ ص ٩٨ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ١٧ والطرائف ص ٤٢٧ واليقين ص ٣٣٧ ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص ٦٨ والغدير ج ٧ ص ١٧٣ وبغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ص ٢٩٦.

(١) راجع المصادر التالية : تذكرة الخواص ص ٤٥ ـ ٤٦ وكفاية الطالب ص ٢٧٢ وفرائد السمطين ج ١ ص ١٥٢ والبحار ج ٢٨ ص ٤٥ و ٥٢ و ٥٣ و ٥٤ و ٦٦ و ٧٥ و ٧٨ و ١٢٩ وج ٢٦ ص ٣٥٠ و ٥٤ و ٥٥ و ٦٦ و ٣٥ وج ٤٤ ص ٧٥ وج ٣٦ ص ٣٣٧ و ٣٢٨ و ٢١٨ وج ٣٧ ص ١٩٢ وج ٢٢ ص ٥٣٦ وج ٥١ ص ١٠٨ وكتاب سليم بن قيس ص ٢٢.

وراجع : مجمع الزوائد ج ٩ ص ١١٨ و ٢٦٩ وج ١ ص ٨٨ عن البزار والطبراني وأبي يعلى ، والمناقب للخوارزمي ص ٣٧ وتاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٩٨ ومقتل

١٤٣

__________________

الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٣٦ وترجمة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج ٢ ص ٣٢٢ ـ ٣٢٥ ونور الأبصار ص ٧٩ وميزان الإعتدال ج ٣ ص ٣٥٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٠ ص ١٠٧ وكنز العمال ج ١٥ ص ١٥٦ عن ابن النجار ، وأبي الشيخ ، والمستدرك ، والبزار ، وابن الجوزي ، والخطيب ، وأبي يعلى ، وكفاية الأثر ص ١٢٤ و ١٥٨ و ١٠٢ ونثر الدر للآبي ج ١ ص ٢٤١ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ١٣٩ و ٣٣٣ والملاحم والفتن لابن طاووس ص ١١٢ والمسترشد للطبري (الشيعي) ص ٣٤٠ و ٣٤١.

وراجع : مكاتيب الرسول ج ١ ص ٥٧٨ وفي هامشه عن : المعجم الكبير للطبراني ج ١٧ ص ١٨٥ والضعفاء الكبير للعقيلي ج ٤ ص ١٤٨ والكامل لابن عدي ج ٥ ص ١٨٨٥ وج ٢ ص ٦٦٥ وتأريخ المدينة لابن شبه ج ٢ ص ٦٣٩ و ٦٤٠ والنهاية لابن الأثير ج ٣ ص ٩١ في «ضغن» وج ٤ ص ٧٥ في «قطب».

وراجع : لسان العرب ، وأسد الغابة ج ٣ ص ١١٠ و ٣٣١ والإصابة ج ٢ ص ٢٧١ وكنز العمال ج ١٣ ص ٨٣ و ٨٨ و ٨٩ وج ٤ ص ١٦٥ وج ١٦ ص ١٢٨ و ١٣٥ و ٢٥٤ ومسند أحمد ج ٤ ص ١٦٥ بسندين ، والمعرفة والتأريخ ج ١ ص ٢٩٥ و ٢٩٧ و ٤٩٩ ومنحة المعبود ج ٤ ص ١٤٧.

وراجع : المصنف لابن أبي شيبة ج ١٢ ص ١٠٨ وفي هامشه عن : الترمذي ج ٢ ص ٢١٧ وحياة الصحابة ج ٢ ص ٤٣١ و ٤٣٢ وج ٣ ص ٣٣٣ والعمدة لابن بطريق ص ٥٤ والفردوس للديلمي ج ٤ ص ١١٣ ومسند علي ص ١٠٠٥ والمعجم الصغير للطبراني ج ١ ص ٢٣٩ ومشكل الآثار للطحاوي ج ٢ ص ٢٦ وينابيع المودة ص ١٢ و ١٣٥ و ١٩٠ و ١٩١ و ٢٧١ و ٢٧٢ و ٣٠٣ و ٣٠٩ والصواعق المحرقة ص ١٧٢ و ١٨٧ و ٢٣٠ و ٢٣١ والمعجم الأوسط للطبراني ج ٣ ص ٤٦٠.

١٤٤

الخليفة الثاني يتحدث أيضا :

قال عمر لابن عباس ، وهو يتحدث عن سبب صرف الأمر عن علي «عليه‌السلام» :

«والله» ، ما فعلنا الذي فعلنا معه عن عداوة ، ولكن استصغرناه ، وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب ، وقريش ؛ لما قد وترها» (١).

وقال لابن عباس أيضا : «كرهت قريش أن تجمع لكم النبوة والخلافة ، فتجفخوا الناس جفخا (٢) ، فنظرت قريش لأنفسها ، فاختارت ، ووفقت ، فأصابت» (٣).

__________________

(١) اليقين لابن طاووس ص ٥٢٣ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٣ ص ٧٠ والغدير ج ١ ص ٣٨٩ وج ٧ ص ٨٠ عن محاضرات الراغب ، والبحار ج ٣٠ ص ٢١٢ و (ط حجرية) ج ٨ ص ٢٠٩.

(٢) الجفخ : التكبر.

(٣) قاموس الرجال ج ٦ ص ٣٣ و ٤٠٣ وج ٧ ص ١٩٩ وقال : رواه الطبري في أحوال عمر ، والمسترشد في إمامة علي «عليه‌السلام» ص ١٦٧ و (مؤسسة الثقافة الإسلامية) ص ٦٨٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٢ ص ٥٣ وراجع ص ٩ وعبر فيه ب «قومكم» وفيه : «إنهم ينظرون إليه نظر الثور إلى جازره» ، وراجع ج ٢ ص ٥٨ والإيضاح ص ١٩٩ وعن شرح ديوان زهير لثعلب ، والبحار ج ٨ ص ٢٠٩ وج ٣١ ص ٧١ والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص ١٤٥ ومناقب أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيرواني ص ٤٥٢ والمراجعات ص ٣٩٤ ومواقف الشيعة مع خصومهم ج ١ ص ١٥١ وج ٢ ص ٢٣٧ عن الأغاني.

١٤٥

وفي موقف آخر قال الخليفة له : «فاستصغرت العرب سنه» (١).

وقال لابن عباس أيضا : ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلا أنهم استصغروه (٢).

وفي مناسبة أخرى قال له : «لا ، ورب هذه البنية ، لا تجتمع عليه قريش أبدا» (٣).

__________________

(١) راجع : البحار ج ٢٩ ص ٦٣٧ ومناقب أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيرواني ص ٤٤٨ ومكاتيب الرسول ج ٣ ص ٧٣٣ عن : شرح النهج للمعتزلي ج ١٢ ص ٨٠ وقاموس الرجال ج ٦ ص ٣٤ و ٣٨٠ وبهج الصباغة ج ٤ ص ٣٦١ وراجع : التحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص ١٤٧ وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص ٢٣.

(٢) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٤٥ وج ١٢ ص ٤٦ وراجع ج ٢ ص ٥٨ و ٨١ وفي هامشه عن الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٣ وراجع : بهج الصباغة ج ٤ ص ٣٦١ وقاموس الرجال ج ٧ ص ٢٠١ وج ٦ ص ٣٥ عن الموفقيات ، والبحار ج ٤٠ ص ١٢٥ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٢٦ والسقيفة وفدك للجوهري ص ٧٢ والدرجات الرفيعة ص ١٠٥ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص ١٢٢ وكشف الغمة ج ٢ ص ٤٧ وكشف اليقين للعلامة الحلي ص ١٧٥ و ٤٧٠.

(٣) شرح النهج ج ١٢ ص ٢٠ و ٢١ عن كتاب بغداد لأحمد بن أبي طاهر ، وراجع ج ١٢ ص ٧٩ و ٨٥ و ٨٦ و ٨٤ و ٨٠ و ٨٢ وقاموس الرجال ج ٦ ص ٣٩٨ وج ٧ ص ١٨٨ وبهج الصباغة ج ٦ ص ٢٤٤ وج ٤ ص ٣٨١ وعن ناسخ التواريخ (الجزء المتعلق بالخلفاء) ص ٧٢ و ٨٠. وراجع : البحار ج ٣٠ ص ٢٤٤ و ٥٥٦ وج ٣١ ص ٧٥ وج ٣٨ ص ١٥٧ ومناقب أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيرواني ص ٤٥٠ ومكاتيب الرسول ج ٣ ص ٧٠٧ والدرجات الرفيعة ـ

١٤٦

وفي نص آخر : «إن قومكم كرهوا أن تجتمع لكم النبوة والخلافة» (١).

وفي آخر : «لولا ثلاث هنّ فيه ما كان لهذا الأمر من أحد سواه.

قلت : وما هن يا أمير المؤمنين؟

قال : كثرة دعابة ، وبغض قريش له ، وصغر سنه» (٢).

وقال أيضا لابن عباس : «إن عليا لأحق الناس بها ، ولكن قريشا لا تحتمله ..» (٣).

__________________

ص ١٠٦ وكشف الغمة لابن أبي الفتح ج ٢ ص ٤٧ وكشف اليقين ص ٤٧٢ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٢ ص ٩١ و ٣٩١ والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص ١٤٤ وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص ٢٢٦.

(١) البحار ج ٣١ ص ٧٥ ومواقف الشيعة مع خصومهم ج ١ ص ١٤٧ و ١٤٨ ومناقب الإمام علي من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج ١ ص ٦ وشرح نهج البلاغة ج ١ ص ١٨٩ وج ٢ ص ٥٨ وج ٢٠ ص ١٥٥ والتحفة العسجدية ص ١٤٤ وبناء المقالة الفاطمية للسيد ابن طاووس ص ١٥٧.

(٢) نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص ١٣٢ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٣ ص ٧٣ عن فرائد السمطين ، ومواقف الشيعة مع خصومهم ج ١ ص ٤٠٤ و ٣٩٦ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٣١ ص ٤٦٧.

(٣) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٥٨ وقاموس الرجال ج ٦ ص ٣٦ عنه. ومكاتيب الرسول ج ٣ ص ٧٣٣ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٣ ص ١٠٢.

١٤٧

قريش في كلمات علي عليه‌السلام :

وإذا رجعنا إلى كلمات أمير المؤمنين «عليه الصلاة والسلام» نفسه ، فإننا نجده يحمل قريشا مسؤولية كل المصائب والرزايا والبلايا التي واجهها هو وكل المخلصين بعد وفاة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ولا سيما فيما يرتبط بأمر الخلافة ، وما نشأ عن ذلك من تمزق ، في جسم الأمة ، وتوزع في أهوائها. ثم ما كان من تقاتل وتناحر ، وانحراف عن خط الإسلام وعن مفاهيمه وأحكامه ، وإلى يوم يبعثون.

ونذكر من كلماته «عليه‌السلام» هنا ، ما يلي :

قال «عليه‌السلام» : «اللهم اخز (اجز) قريشا ، فإنها منعتني حقي ، وغصبتني أمري» (١).

وعنه «عليه‌السلام» : «فجزى قريشا عني الجوازي ، فإنهم ظلموني حقي ، واغتصبوني سلطان ابن أمي» (٢).

__________________

(١) الغارات للثقفي ج ٢ ص ٧٦٨ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٩١ والبحار ج ٢٩ ص ٦٢٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ٩ ص ٣٠٦ ومناقب أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيرواني ص ٤٤٦ وميزان الحكمة ج ١ ص ١٤٦ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٩ ص ٤١٨ والتحفة العسجدية ص ١٤٢.

(٢) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٣ ص ٦١ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ١١٩ وج ٩ ص ٣٠٦ وج ١٦ ص ١٤٨ و ١٥١ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج ٤ ص ١٢٩ والغارات ج ٢ ص ٤٣١ و ٧٦٨ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٩١ والبحار ج ٢٩ ص ٦٢١ وج ٣٤ ص ٢٣ و ٢٤

١٤٨

وقال «عليه‌السلام» : «اللهم إني أستعديك على قريش ، فإنهم أضمروا لرسول الله ضروبا من الشر والغدر ، ففجروا عنها وحلت بينهم وبينها ، فكانت الوجبة بي ، والدائرة علي» (١).

وفي نهج البلاغة وغيره قال «عليه‌السلام» : «اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم ، فإنهم قطعوا رحمي ، وصغروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي ، ثم قالوا : ألا في الحق أن تأخذه ، وفي الحق أن تتركه».

__________________

و ٢٥ ومناقب أهل البيت «عليه‌السلام» للشيرواني ص ٤٤٦ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» ج ٥ ص ٣٩٣ والمعيار والموازنة ص ١٨٠ ونهج السعادة ج ٥ ص ٣٠٢ والدرجات الرفيعة ص ١٥٦ والجمل للمفيد ص ٦١ و ٩٢ وميزان الحكمة ج ١ ص ١٤٦ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٩ ص ٤١٨ وج ١١ ص ٣٣٤ و ٣٣٥ و ٣٣٦ والتحفة العسجدية ص ١٤٢.

(١) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٢ ص ٢٠٢ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للمير جهاني ج ١ ص ١٤٧ وج ٤ ص ٧٩ والإقتصاد للشيخ الطوسي ص ٢١٠ والجمل للشيخ المفيد ص ٩٢ والغارات ج ١ ص ٣٠٨ وج ٢ ص ٥٧٠ و ٧٦٧ والتعجب للكراجكي ص ٦٩ والبحار ج ٢٩ ص ٦٠٧ و ٦٢٩ وج ٣٠ ص ١٥ وج ٣٣ ص ٥٦٩ والنص والإجتهاد ص ٤٤٤ وكشف المحجة لثمرة المهجة للسيد ابن طاووس ص ١٨٠ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ٤٨ ومسألتان في النص على علي «عليه‌السلام» للشيخ المفيد ج ٢ ص ٢٨ والرسائل العشر للشيخ الطوسي ص ١٢٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ١٠٤ وج ٦ ص ٩٦ وج ٩ ص ٣٠٥ وج ١١ ص ١٠٩ وج ٢٠ ص ٢٩٨ والمسترشد للطبري (الشيعي) ص ٤١٦ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٥٧٩.

١٤٩

وزاد في نص آخر : «فاصبر كمدا ، أو فمت متأسفا حنقا ، وأيم الله لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي ـ كما قطعوا سنتي ـ لفعلوا ، ولكن لم يجدوا إلى ذلك سبيلا» (١).

وفي خطبة له «عليه‌السلام» ، يذكر فيها فتنة بني أمية ، ثم ما يفعله المهدي «عليه‌السلام» بهم ، يقول : «فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها ، لو يرونني مقاما واحدا ، ولو قدر جزر جزور ، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه ، فلا يعطونيه» (٢).

وعنه «عليه‌السلام» : «حتى لقد قالت قريش : إن ابن أبي طالب رجل شجاع ، ولكن لا علم له بالحرب» (٣).

__________________

(١) راجع : نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ٢ ص ٢٢٧ الخطبة ٢١٧ والمسترشد في إمامة علي «عليه‌السلام» ص ٨٠ و (ط مؤسسة الثقافة الإسلامية) ص ٤١٦ وشرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ١٠٤ وج ٦ ص ٩٦ راجع : البحار ج ٢٩ ص ٤٩٧ ج ٣٣ ص ٥٦٩ و (ط الحجرية) ج ٨ ص ٧٣٠ و ٦٧٢ وبهجة المجالس ج ١ ص ٤٠٦ والصراط المستقيم ج ١ ص ٤١ ـ ٤٣ والغارات ج ٢ ص ٣٠٨ و ٥٧٠ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج ١ ص ١٤٨ و ٢٧٦ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٨٦ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٧ ص ١٠١.

(٢) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ١ ص ١٨٤ وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص ٢٥٨ والغارات ج ٢ ص ٦٧٧ والبحار ج ٣٤ ص ١١٧ و ٢٦٢ وج ٤١ ص ٣٤٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ٧ ص ٤٥.

(٣) الأغاني ج ١٥ ص ٤٥ ونهج البلاغة (بشرح عبده) ج ١ ص ٧٠ والمهذب لابن البراج ج ١ ص ٣٢٤ ودعائم الإسلام ج ١ ص ٣٩٠ والغارات ج ٢ ص ٤٧٧

١٥٠

وقال «عليه‌السلام» : «إني لأعلم ما في أنفسهم ، إن الناس ينظرون إلى قريش ، وقريش تنظر في صلاح شأنها ، فتقول : إن وليّ الأمر بنو هاشم لم يخرج منهم أبدا. وما كان في غيرهم فهو متداول في بطون قريش» (١).

وقال «عليه‌السلام» : «إن العرب كرهت أمر محمد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وحسدته على ما آتاه الله من فضله ، واستطالت أيامه ، حتى قذفت زوجته ، ونفرت به ناقته ، مع عظيم إحسانه إليها ، وجسيم مننه عندها ، وأجمعت مذ كان حيا على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته.

ولولا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة ، وسلّما إلى العز والإمرة ، لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا ، ولارتدت في حافرتها ، وعاد قارحها جذعا ، وبازلها بكرا (٢).

ثم فتح الله عليها الفتوح ؛ فأثرت بعد الفاقة ، وتمولت بعد الجهد والمخمصة ، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجا ، وثبت في قلوب

__________________

ومقاتل الطالبيين ص ١٥ وشرح الأخبار ج ٢ ص ٧٥ والبحار ج ٣٤ ص ٦٥ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ١٠ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» ج ٥ ص ٢٨٥ ونهج السعادة ج ٢ ص ٥٦٤ وج ٥ ص ٣١٧ والمعيار والموازنة ص ٩٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٧٥ والأخبار الطوال للدينوري ص ٢١٢ والعثمانية للجاحظ ص ٩٦ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٤ ص ٤٣ ج ٧ ص ١٢٢.

(١) راجع : قاموس الرجال ج ٦ ص ٣٨٤ و ٣٨٥ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٩٤ وج ١٢ ص ٢٦٦ ج ٩ ص ٥٧ و ٥٨ والبحار ج ٣١ ص ٤٠٣.

(٢) البازل من الإبل : الذي فطر نابه.

١٥١

كثير منها من الدين ما كان مضطربا ، وقالت : لولا أنه حق لما كان كذا.

ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها ، وحسن تدبير الأمراء القائمين بها ، فتأكد عند الناس نباهة قوم ، وخمول آخرين ، فكنا نحن ممن خمل ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته ، حتى أكل الدهر علينا وشرب ..» (١).

وفي نص آخر عنه «عليه‌السلام» أنه قال : «فلما رق أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا» (٢).

وعنه «عليه‌السلام» : «يا بني عبد المطلب ، إن قومكم عادوكم بعد وفاة النبي ، كعدواتهم النبي في حياته ، وإن يطع قومكم لا تؤمرّوا أبدا» (٣).

وعنه صلوات الله وسلامه عليه : «ما رأيت منذ بعث الله محمدا رخاء ، لقد أخافتني قريش صغيرا ، وأنصبتني كبيرا ، (لقد خفت صغيرا وجاهدت

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٢٠ ص ٢٩٨ و ٢٩٩ والإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» للرحماني ص ٧٢٨ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ١١ ص ٢٤٤ والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص ٣٧.

(٢) الأمالي للشيخ المفيد ص ٣٢٤ والبحار ج ٢٩ ص ٥٨٢ ونهج السعادة ج ١ ص ٤٨٦ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٢ ص ٣٢٢ وج ٣ ص ٦٤ وشرح الأخبار ج ٢ ص ٢٦١ والأمالي للشيخ الطوسي ص ٩ وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص ٢٤٢ وكشف الغمة ج ٢ ص ٤.

(٣) شرح النهج للمعتزلي ج ٩ ص ٥٤ ونقل ذلك أيضا عن مروج الذهب ج ٣ ص ١٢ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢١٥ ومناقب أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيرواني ص ٤٠٨ والسقيفة وفدك للجوهري ص ٨٨.

١٥٢

كبيرا) حتى قبض الله رسوله ، فكانت الطامة الكبرى» (١).

وقال له رجل يوم صفين : «لم دفعكم قومكم عن هذا الأمر ، وكنتم أعلم الناس بالكتاب والسنة»؟!.

فقال «عليه‌السلام» : «فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرين» (٢).

وعنه «عليه‌السلام» : «ما لي ولقريش ، ولقد قاتلتهم كافرين ، ولأقاتلنهم مفتونين» (٣).

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ١٠٨ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٧٢ والبحار ج ٢٩ ص ٦٢٦ وج ٣٤ ص ٣٣٩ وج ٤١ ص ٥ وراجع : الإرشاد ج ١ ص ٢٨٤ والمناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ٣٨٧ ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج ١ ص ٣١٤.

(٢) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ١ ص ٨١ الخطبة رقم ٣٢ وراجع ج ٢ ص ٦٤ والمسترشد للطبري (الشيعي) ص ٣٧٢ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٧٧ والبحار ج ٢٩ ص ٤٨٥ وج ٣٨ ص ١٥٩ ومناقب أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيرواني ص ٤٥٦ ومستدرك سفينة البحار ج ٧ ص ٥٤٨ والمراجعات للسيد شرف الدين ص ٣٩١ وشرح النهج للمعتزلي ج ٩ ص ٢٤١ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» ج ٧ ص ٨٦ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٥٧٩ وج ٣ ص ٧٣٢ وميزان الحكمة ج ٣ ص ٢٣٦٠.

(٣) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج ١ ص ٨١ والإرشاد ج ١ ص ٢٤٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ١٨٥ و ١٨٧ والجمل لابن شدقم ص ١١٢ والبحار ج ٣٢ ص ٧٦ وج ٣٢ ص ١١٤ ونهج السعادة ج ١ ص ٢٥٠ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٥ ص ٣٦ و ١٤١ و ١٩٠ وج ١١ ص ٢٤٩.

١٥٣

كما أنه «عليه‌السلام» قد أجاب على رسالة من أخيه عقيل : «فإن قريشا قد اجتمعت على حرب أخيك اجتماعها على حرب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قبل اليوم ، وجهلوا حقي ، وحجدوا فضلي ، ونصبوا لي الحرب ، وجدّوا في إطفاء نور الله ، اللهم فاجز قريشا عني بفعالها ، فقد قطعت رحمي ، وظاهرت علي ..» (١).

وفي بعض المصادر ذكر (العرب) بدل قريش (٢).

وأما بالنسبة لمعاوية الخليفة الأموي ، فقد أخبر «عليه‌السلام» : أنه لو استطاع لم يترك من بني هاشم نافخ ضرمة (٣).

__________________

(١) جواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه‌السلام» لابن الدمشقي ج ١ ص ٣٦٥ والإمامة والسياسة (بتحقيق الزيني) ج ١ ص ٥٤ و (بتحقيق الشيري) ج ١ ص ٧٥ وراجع : المعيار والموازنة ص ١٨٠ وراجع : أنساب الأشراف للبلاذري (بتحقيق المحمودي) ص ٧٥.

(٢) راجع : الغارات ج ٢ ص ٤٣١ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ١١٩ وراجع ج ١٦ ص ١٤٨ ـ ١٥٢ والأغاني ج ١٥ ص ٤٦ والدرجات الرفيعة ص ١٥٦ والبحار ج ٢٩ ص ٦٢١ ج ٣٤ ص ٢٣ و (ط حجرية) ج ٨ ص ٦٢١ و ٦٧٣ وراجع أيضا : نهج السعادة ج ٥ ص ٣٠٢ وراجع : جمهرة رسائل العرب ج ١ ص ٥٩٥.

ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج ٤ ص ١٢٩ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٥٨٠ موسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٥ ص ٤٢ وج ١١ ص ٢٥٠ والعبارات في المصادر متفاوتة فليلاحظ ذلك.

(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ٨١ والبحار ج ٢١ ص ٣٤٩ وج ٣٢ ص ٥٩٢ و ٥٩٤ والغدير ج ١٠ ص ١٧٣ والفايق في غريب الحديث للزمخشري ج ٢ ص ٢٨٢

١٥٤

وبعد .. فإن الامام الحسن «عليه‌السلام» أيضا قد ذكر في خطبة له : أن قريشا هي المسؤولة عن موضوع إبعاد أهل البيت «عليه‌السلام» عن الخلافة ، فراجع (١).

بعض ما قاله المعتزلي هنا :

هذا .. وقد أكد المعتزلي هذه الحقيقة في مواضع من شرحه لنهج البلاغة. ونحن نذكر هنا فقرات من كلامه ، ونحيل من أراد المزيد على ذلك الكتاب ، فنقول :

قال المعتزلي : «إن قريشا اجتمعت على حربه منذ بويع ، بغضا له

__________________

وشرح النهج للمعتزلي ج ٥ ص ٢٢١ وج ١٩ ص ١٢٩ والدرجات الرفيعة ص ١٩١ وكتاب الفتوح لابن أعثم ج ٣ ص ١٤٤ وعيون الأخبار لابن قتيبة ج ١ ص ١٨١ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٥ ص ٣٠١ والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج ٣ ص ٨٦ و ١٢٨ وج ٥ ص ٩٠ و ١٤١ وغريب الحديث لابن قتيبة ج ١ ص ٣٦٧ والنصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص ١١٢ واللمعة البيضاء للتبريزي ص ٣٤٠ ولسان العرب ج ٣ ص ٦٣ وج ٧ ص ٤٢١ وج ١٢ ص ٣٥٥ وج ١٣ ص ٢٦٧ ومجمع البحرين ج ٤ ص ٣٤٣ و ٣٩٩ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١٨ ص ١٢٠.

(١) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٦ ص ٢٤ و ٣٣ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٨٠ والبحار ج ٤٤ ص ٥٥ و ٦٤ وكتاب الفتوح لابن أعثم ج ٤ ص ٢٨٥ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ١١ ص ٢٢٨ وج ٣٣ ص ٥٢٦ وكشف الغمة ج ٢ ص ١٩٢ ومطالب السؤول في مناقب آل الرسول لابن طلحة الشافعي ص ٣٥٦.

١٥٥

وحسدا ، وحقدا عليه ؛ فأصفقوا كلهم يدا واحدة على شقاقه وحربه ، كما كانت في ابتداء الإسلام مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، لم تخرم حاله من حاله أبدا» (١).

وقال : «إنه رأى من بغض الناس له ، وانحرافهم عنه ، وميلهم عليه ، وثوران الأحقاد التي كانت في أنفسهم ، واحتدام النيران التي كانت في قلوبهم ، وتذكروا الترات التي وترهم فيما قبل بها ، والدماء التي سفكها منهم ، وأراقها.

إلى أن قال : وانحراف قوم آخرين عنه للحسد الذي كان عندهم له في حياة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، لشدة اختصاصه له ، وتعظيمه إياه ، وما قال فيه فأكثر من النصوص الدالة على رفعة شأنه ، وعلو مكانه ، وما اختص به من مصاهرته وأخوّته ، ونحو ذلك من أحواله.

وتنكّر قوم آخرين له ، لنسبتهم إليه العجب والتيه ـ كما زعموا ـ واحتقاره العرب ، واستصغاره الناس ، كما عددوه عليه ، وإن كانوا عندنا كاذبين ، ولكنه قول قيل ، وأمر ذكر ..» (٢).

وقال : «فقد رأيت انتقاض العرب عليه من أقطارها ، حين بويع بالخلافة ، بعد وفاة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بخمس وعشرين سنة ، وفي دون هذه المدة تنسى الأحقاد ، وتموت الترات ، وتبرد الأكباد الحامية ، وتسلو القلوب الواجدة ، ويعدم قرن من الناس ، ويوجد قرن ، ولا يبقى من

__________________

(١) شرح النهج ج ١٦ ص ١٥١.

(٢) شرح النهج ج ١١ ص ١١٢ و ١١٣.

١٥٦

أرباب تلك الشحناء والبغضاء إلا الأقل».

«فكانت حاله بعد هذه المدة الطويلة مع قريش كأنها حاله لو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة ابن عمه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من إظهار ما في النفوس ، وهيجان ما في القلوب ، حتى إن الأخلاف من قريش ، والأحداث والفتيان ، الذين لم يشهدوا وقائعه وفعتكاته في أسلافهم وآبائهم ، فعلوا به ما لو كانت الأسلاف أحياء لقصرت عن فعله ، وتقاعست من بلوغ شأوه» (١).

وقال : «اجتهدت قريش كلها ، من مبدأ الأمر في إخمال ذكره ، وستر فضائله ، وتغطية خصائصه ، حتى محي فضله ومرتبته من صدور الإسلام» (٢).

وقال : «إن قريشا كلها كانت تبغضه أشد البغض ..

إلى أن قال : «ولست ألوم العرب ، ولا سيما قريشا في بغضها له ، وانحرافها عنه ، فإنه وترها ، وسفك دماءها ، وكشف القناع في منابذته. ونفوس العرب وأكبادها كما تعلم»! (٣).

وقال : «واتفق له من بغض قريش وانحرافها ، ما لم يتفق لأحد» (٤).

هذا وقد أشار إلى بغض قريش ومنابذتها له في مواضع عديدة أخرى من كتابه ، فليراجعها من أراد (٥).

__________________

(١) شرح النهج ج ١١ ص ١١٤.

(٢) شرح النهج ج ١٨ ص ١٨.

(٣) شرح النهج ج ١٤ ص ٢٩٩ وراجع : نثر الآبي ج ١ ص ٣٤٠.

(٤) شرح النهج ج ٩ ص ٢٨ و ٢٩.

(٥) راجع شرح النهج ج ٩ ص ٢٨ و ٢٩ و ٥٢ وج ٤ ص ٧٤ ـ ١٠٤.

١٥٧

واستقصاء النصوص الدالة على هذا الأمر غير متيسر ، بل هو متعذر ، بسبب كثرته وتنوعه ، وتفرقه في المصادر التي تعد بالمئات.

وبعد ما تقدم : فإن الوقت قد حان للوقوف على حقيقة موقف قريش ، ومن تابعها ، مما جرى في قضية «الغدير» ، والظرف الذي كان يواجهه الرسول الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مع هؤلاء ، في هذه المناسبة بالذات ، فإلى الفصل التالي.

١٥٨

الفصل الثاني :

الموقف ـ الفضيحة

١٥٩
١٦٠