الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣١

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣١

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-203-x
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٦

الفصل الأول :

الغدير والمعارضون

١٢١
١٢٢

توطئة وتمهيد :

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (١).

نزلت هذه الآية الشريفة في حجة الوداع ، لتؤكد على لزوم تبليغ النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ما أمر به من أمر الإمامة. وولاية علي «عليه الصلاة والسلام» على الناس. كما ذكرته المصادر الكثيرة والروايات الموثوقة .. ولسنا هنا بصدد الحديث عن ذلك.

وقد يرى البعض : أن هذه الآية قد تضمنت تهديدا للرسول نفسه ، بالعذاب والعقاب إن لم يبلّغ ما أنزل إليه من ربه ، وفي بعض الروايات الآتية : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد ذكر ذلك في خطبته للناس يوم الغدير.

ولكننا نقول :

إن التهديد الحقيقي موجه لفئات من الناس كان يخشاها الرسول ، كما صرح به هو نفسه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ولم يكن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله»

__________________

(١) الآية ٦٧ من سورة المائدة.

١٢٣

ممتنعا عن الإبلاغ ، ولكنه كان ممنوعا منه ، فالتهديد له ـ إن كان ـ فإنما هو من باب : «إياك أعني ، واسمعي يا جارة».

وهذا بالذات ، ما نريد توضيحه في هذا البحث ، بالمقدار الذي يسمح لنا به المجال ، والوقت فنقول :

الغدير والإمامة :

إن من يراجع كتب الحديث والتاريخ ، يجدها طافحة بالنصوص والآثار الثابتة ، والصحيحة ، الدالة على إمامة علي أمير المؤمنين «عليه الصلاة والسلام» ، ولسوف لا يبقى لديه أدنى شك في أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وسلم لم يأل جهدا ، ولم يدخر وسعا في تأكيد هذا الأمر ، وتثبيته ، وقطع دابر مختلف التعلّلات والمعاذير فيه ، في كل زمان ومكان ، وفي مختلف الظروف والأحوال ، على مر العصور والدهور.

وقد استخدم في سبيل تحقيق هذا الهدف مختلف الطرق والأساليب التعبيرية ، وشتى المضامين البيانية : فعلا وقولا ، تصريحا ، وتلويحا ، إثباتا لجانب ونفيا لجانب آخر ، وترغيبا وترهيبا ، إلى غير ذلك مما يكاد لا يمكن حصره ، في تنوعه ، وفي مناسباته.

وقد توجت جميع تلك الجهود المضنية ، والمتواصلة باحتفال جماهيري عام نصب فيه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» رسميا عليا «عليه‌السلام» بعد انتهائه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من حجة الوداع في مكان يقال له : «غدير خم». وأخذ البيعة له فعلا من عشرات الألوف من المسلمين ، الذين يرون نبيهم للمرة الأخيرة.

١٢٤

وهدفنا هنا هو الإلماح إلى حدث حصل في نفس حجة الوداع التي هي حجته الوحيدة وذلك في يوم عرفة ومنى.

لأن التعرف على هذا الحدث الذي سبق قضية الغدير لسوف يمكننا من أن نستوضح جانبا من المغزى العميق الذي يمكن في قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (١). ولكننا قبل ذلك ، لا بد لنا من إثارة بعض النقاط المفيدة في هذا المجال فنقول :

الحدث الخالد :

إن من طبيعة الزمن في حركته نحو المستقبل ، وابتعاده عن قضايا الماضي ، هو أن يؤثر في التقليل من أهمية الأحداث الكبيرة ، التي يمر بها ، وتمر به ، ويساهم في أفولها شيئا فشيئا ، حتى تصبح على حد الشبح البعيد البعيد ، ثم قد ينتهي بها الأمر إلى أن تختفي عن مسرح الذكر والذاكرة ، حتى كأن شيئا لم يكن.

ولا تحتاج كبريات الحوادث في قطعها لشوط كبير في هذا الاتجاه إلى أكثر من بضعة عقود من الزمن ، مشحونة بالتغيرات والمفاجآت.

وحتى لو احتفظت بعض معالمها ـ لسبب أو لآخر ـ بشيء من الوضوح ، ونالت قسطا من الاهتمام ، فلا يرجع ذلك إلى أن لها دورا يذكر في حياة الإنسان وفي حركته ، وإنما قد يرجع إلى أنها أصبحت تاريخا مجيدا ، يبعث الزهو والخيلاء لدى بعض الناس ، الذين يرون في ذلك شيئا يشبه

__________________

(١) الآية ٦٧ من سورة المائدة.

١٢٥

القيمة ، أو يعطيهم بعضا من الاعتبار والمجد بنظرهم ، وربما يكون ثمة أسباب أخرى أيضا.

ولكن قضية الغدير ، رغم مرور الدهور والأحقاب ، وبعد ألف وأربع مائة سنة زاخرة بالتقلبات العجيبة ، وبالقضايا الغريبة ، ومشحونة بالحروب والكوارث ، وبالعجيب من القضايا والحوادث.

ورغم المحاولات الجادة ، والمتتابعة للتعتيم عليها ، وإرهاقها بالتعليلات والتعللات غير المعقولة ، باردة كانت أو ساخنة ، بهدف حرفها عن خطها القويم ، وعن الاتجاه الصحيح والسليم.

وكذلك رغم ما عاناه ويعانيه المهتمون بها من اضطهاد وغربة ، وتشريد ومحنة ، وما يصب على رؤوسهم من بلايا ومصائب ، وكوارث ونوائب.

نعم ، رغم ذلك كله وسواه ، فإن هذه الحادثة بما تمثله من قضية كبرى للإيمان وللإنسان ، قد بقيت ولسوف تبقى القضية الأكثر حساسية وأهمية ، لأنها الأكثر صلة بالإيمان وبالإنسان ، والأعمق تأثيرا في حياة هذا الكائن ، وفي بنية شخصيته من الداخل ، وعلى علاقاته بكل من وما يحيط به ، أو يمت إليه بأدنى صلة أو رابطة من الخارج.

وهي كذلك القضية الأكثر مساسا وارتباطا بمستقبل هذا الإنسان ، وبمصيره ، إن في الدنيا ، وإن في الآخرة.

وهذا بالذات هو السر في احتفاظ هذه القضية بكل حيويتها ، وحساسيتها بالنسبة إليه ، على مر الدهور ، وتعاقب العصور ، ولسوف تبقى كذلك كما سيتضح فيما يأتي.

١٢٦

مفتاح الحل :

وإذا كان الأمر كذلك فلا مجال للإصغاء لما قد يثيره البعض ، من أنه : سواء أكان الحق في ذلك لعلي «عليه‌السلام» ، وقد اغتصب منه ، وأقصي عن منصب هو له ، أم لم يكن الأمر كذلك ، فإن هذه القضية قد تجاوزتها الأحداث ، وأصبحت تاريخا يحكيه البعض ، وينساه آخرون ، كأي حدث تاريخي آخر.

فلم يعد الوقوف عندها والاهتمام بها مجديا ، ولا مفيدا ، إن لم نقل : إن فيه ما يوجب الفرقة ، ويرسخ التباعد ، بما يثيره من كوامن وضغائن.

نعم .. لا مجال لهذا القول ؛ فإن قضية الغدير ، لا تزال ولسوف تبقى هي القضية الأساسية والرئيسة بالنسبة للمسلمين بل للناس جميعا ، وهي المفتاح للباب الذي لا بد من الدخول منه لحل المشاكل المستعصية الكبرى ، وبعث الإسلام العزيز من جديد ، وبناء قوته ، وبث الحياة والحيوية في أبنائه.

وبدون ذلك ، فإن على الجميع أن يستعدوا لمواجهة المزيد من المصائب ، وأن يقبلوا ـ شاؤوا أم أبوا ـ باستمرار حالة الضعف والتقهقر ، بل وانهيار بناء الإسلام الشامخ.

خلافة أم إمامة :

وما ذلك إلا لأن القضية لا تقتصر على أن تكون مجرد قضية خلافة وحكم وسلطة في الحياة الدنيا ، ولا هي قضية : أن يحكم هذا ، أو يحكم ذاك ، لسنوات معدودة ، وينتهي الأمر .. وإن كان ربما يقال : إن الذين تصدوا للحكم ، واستأثروا به لأنفسهم قد قصدوا ذلك.

١٢٧

ولكننا نجد شواهد كثيرة قد لا تساعد على هذا الفهم الساذج للأمور.

وإنما هو يتجاوزه لما هو أهم وأخطر ، وأدهى وأعظم ، فقد عمل الحكام الأمويون على تكريس مفهوم الإمامة والخلافة الإلهية في كل شخصية تصدت للحكم. وذلك في نطاق تقديم العديد من الضوابط والمعايير ، المستندة إلى مبررات ذات طابع عقائدي في ظاهر الأمر ، يتم على أساسها اضطهاد الفكر والاعتقاد المخالف ، والتخلص من رجالاته بطريقة أو بأخرى.

وقد سرت تلك المفاهيم المخترعة في الناس ، وأصبحت أمرا واقعا ، لا مفر منه ولا مهرب ، ولا ملجأ منه ولا منجى. وتفرقت الفرق ، وتحزبت الأحزاب ، رغم أن غير الشيعة من أرباب الفرق والمذاهب الإسلامية يدّعون شيئا ، ويمارسون شيئا آخر ، فهم يعتقدون بالخلفاء أكثر مما يعتقده الشيعة في أئمتهم ، ويمارسون ذلك عملا ، ولكنهم ينكرون ذلك ، ولا يعترفون به قولا ، بل هم ينكرون على الشيعة اعتقادهم في أئمتهم ما هو أخف من ذلك وأيسر.

دور الإمامة في بناء الإنسان والحياة :

وليس من الغريب القول بأن معرفة قضية الإمامة وتحديد الموقف منها هو الذي يحدد مسار الإنسان واتجاهه في هذه الحياة. وعلى أساس هذا التحديد ، والمعرفة والاعتراف يتحدد مصيره ، ويرسم مستقبله ، وبذلك تقوم حياته ، فيكون سعيدا أو شقيا ، في خط الإسلام وهداه ، أو في متاهات

١٢٨

الجاهلية وظلماتها ، كما أشير إليه في الحديث الشريف : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» أو ما بمعناه (١).

فعلى أساس الإعتقاد بالإمامة وطريقة التعامل معها يجسد الإنسان على صعيد الواقع ، والعمل ، مفهوم الأسوة والقدوة ، الذي هو حالة طبيعية ، يقوم عليها ـ من حيث يشعر أو لا يشعر ـ بناء وجوده وتكوين شخصيته ، منذ طفولته.

كما أن لذلك تأثيره الكبير في تكوينه النفسي ، والروحي ، والتربوي ، وفي حصوله على خصائصه الإنسانية ، وفي حفاظه على ما لديه منها.

وعلى أساس هذا الإعتقاد ، وذلك الموقف ـ أيضا ـ يختار أهدافه ، ويختار السبل التي يرى أنها توصله إليها.

والإمامة هي التي تبين له الحق من الباطل ، والحسن من القبيح ، والضار من النافع.

__________________

(١) راجع : الغدير ج ١ ص ٣٩٠ عن التفتازاني في شرح المقاصد ج ٢ ص ٢٧٥ وكنز الكراجكي ص ١٥١ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٢١٧ ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٢٢٤ و ٢٢٥ و ٢١٩ و ٢١٨ ومسند أحمد ج ٤ ص ٩٦ والبحار ج ٢٣ ص ٩٢ و ٨٨ و ٨٩ وج ٢٩ ص ٣٨ وج ٣٢ ص ٣٣١ وفي هوامشه عن : الإختصاص ص ٢٦٩ وعن إكمال الدين ص ٢٣٠ و ٢٣١ وعن عيون أخبار الرضا «عليه‌السلام» ص ٢١٩ ومنتخب الأثر ص ١٥ عن الجمع بين الصحيحين والحاكم. وراجع : الرسائل العشر للشيخ الطوسي ص ٣١٧ والصراط المستقيم ج ١ ص ١١١ والثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص ٤٩٥.

١٢٩

وعلى أساس الإلتزام بخطها يرتبط بهذا الإنسان أو بذاك ، ويتعاون معه ، ويتكامل ، أو لا يفعل ذلك.

كما أنها هي التي تقدم للإنسان المعايير والنظم ، والمنطلقات التي لا بد أن يلتزم بها ، وينطلق منها ، ويتعامل ويتخذ المواقف ـ إحجاما أو إقداما ـ على أساسها.

أضف إلى ذلك : أنها تتدخل في حياته الخاصة ، وفي ثقافته ، وفي أسلوبه وفي كيفية تفكيره.

ومن الإمام يأخذ معالم الدين ، وتفسير القرآن ، وخصائص العقائد ، ودقائق المعارف. وهذا بالذات هو السر في اختلاف الناس في ذلك كله ، واختلفوا في تحديد من يأخذون عنه دينهم ، وفي من يتخذونه أسوة وقدوة.

إذن .. فموضوع الغدير ، ونصب الإمام للناس ، وتعريفهم به ، لا يمكن أن يكون على حد تنصيب خليفة ، أو حاكم ، أو ما إلى ذلك ، بل الأمر أكبر وأخطر من ذلك .. كما أنه ليس حدثا عابرا فرضته بعض الظروف ، لا يلبث أن ينتهي ويتلاشى تبعا لتلاشي وانتهاء الظروف التي فرضته أو أوجدته ، وليصبح في جملة ما يحتضنه التاريخ من أحداث كبيرة ، وصغيرة ، لا يختلف عنها في شيء ، ولا أثر له في الحياة الحاضرة إلا بمقدار ما يبعثه من زهو ، واعتزاز ، أو يتركه من مرارة وألم على مستوى المشاعر والانفعالات لا أكثر.

بل أمر الإمامة ، يمس في الصميم حقيقة هذا الإنسان ، ومصيره ومستقبله ، ودنياه وآخرته ، ويؤثر في مختلف جهات وجوده وحياته.

ومعنى ذلك : هو أنه لا بد من حسم الموقف في هذا الأمر ، ليكون

١٣٠

الإنسان على بصيرة من أمره ، فلا يموت ميتة جاهلية. كما تقدم عن الرسول الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

واشتراط الحديث الشريف تحصيل معرفة الإمام في النجاة من الهلكة ، وذلك في صيغة عامة تشمل كل إنسان ، حتى ولو لم يكن يعتنق الإسلام ، حيث قال : «من مات ولم يعرف إمام زمانه ..» ، ولم يقل : إذا مات المسلم ولم يعرف .. الخ ..

إن هذا الإشتراط يوضح لنا : أن تجاهل قضية الإمامة ، وعدم حسم الأمر في موضوع الأسوة والقدوة يساوي رفضها ، وإبعادها عن محيط الحياة والإنسان في كونه يوجب الميتة الجاهلية ، ويترك آثاره السلبية المهلكة والمبيدة ، على مجمل حياة هذا الكائن وعلى مستقبله ومصيره ، في الدنيا والآخرة.

ومما يدل على ذلك ، ويثبته ويؤكده : أنه تعالى قد اعتبر عدم إبلاغ أمر الإمامة إلى الناس ، يساوي عدم إبلاغ الرسالة نفسها من الأساس ، وذلك يعني : أنه لا يمكن التسامح فيها ولا المحاباة ، كما أنه لا مجال لإبعادها وتعطيلها ، لأن ذلك يعني إبعاد الدين وتعطيله ، ومنعه من أن يكون هو سيد الموقف ، وصاحب القرار في حياة الإنسان ، وفي مجمل مواقفه وفي مستقبله.

الإمامة .. تعدل الرسالة كلها :

لا شك في أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد بلّغ هذا الدين في عقائده وشرائعه ، ومفاهيمه ، وقيمه ، وسياساته ، وغير ذلك طيلة ثلاث وعشرين

١٣١

سنة ، لكن ذلك كله لكي يكون مقبولا عند الله سبحانه ، ومحققا للأهداف ، وموصلا للغايات المتوخاة منه ـ يحتاج ـ إلى ولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، ولذلك قال تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (١) فقرر أن تبليغ أي حكم ، أو اعتقاد ، أو مفهوم يبقى ناقصا ، إذا لم يصاحبه الاعتقاد بالولاية والإمامة لأهلها ، فالتوحيد الذي لا ولاية معه ليس هو التوحيد الذي أراد الله تعالى ، والاعتقاد بالمعاد بدون الاعتقاد بالولاية ليس هو المطلوب له تعالى ، والصلاة أيضا ، والحج ، والجهاد ، والتسبيح ، والتوبة ، و .. و .. الخ .. كل ذلك إذا لم تصاحبه ولاية علي «عليه‌السلام» فهو ناقص ، ولا يحقق الأهداف ، ولا يوصل إلى الغايات الإلهية ، وليس هو ما يريده الله عزوجل ..

فإذا كان النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد بلّغ جميع أحكام الدين ، ولم يبلّغ الولاية ، فإنه يكون قد بلّغ الرسالة ، وإذا أردنا توضيح ذلك بالمثال ، نقول : لو أن جسدا ملقى له عين وقلب ، ويد ، ورجل ، ولسان ، وأذن ، و ..

و .. الخ .. فإذا كان فاقدا للروح ، فوجود اليد والرجل واللسان ، وسائر الأعضاء يكون كعدمه ، فإن العين لا ترى ، واليد لا تتحرك ، والأذن لا تسمع ، واللسان لا يتكلم ، وليس له عقل ، ولا مشاعر ، ولا قوة ، ولا غريزة جنسية ، ولا ، ولا الخ ..

فإذا نفخت فيه الروح ، فإن ذلك كله يبدأ بالعمل ، فالعين تبصر ،

__________________

(١) الآية ٦٧ من سورة المائدة.

١٣٢

والقلب ينبض ، واليد تمتلئ قوة ، ويصير يحب ويبغض ، ويحس ويتألم ، ويلتذ ، وتبدأ سائر قواه بالتنامي الخ ..

وولاية أمير المؤمنين «عليه‌السلام» بالنسبة للأعمال من هذا القبيل ، ولذلك ورد أنها شرط لقبولها ، والمثوبة عليها ، وبدون هذه الولاية لا يكون لكل تلك الأعمال الجوارحية والجوانحية فائدة ولا أثر ، بل يكون وجودها كعدمه ..

سر السعادة ورمز البقاء :

نعود لنقول :

إن تبليغ وحفظ دين الله تعالى هو أهم قضية بالنسبة للبشر ؛ فهو سر سعادتهم ونجاتهم ، وهو رمز بقائهم ، وبه تتبلور حقيقتهم الإنسانية ، وعلى أساسه لا بد أن يكون تعاملهم. ومن خلال تعاليمه ، ومفاهيمه ، لابد أن يتم بناء شخصيتهم الإنسانية.

كما أن كل حكم ، وكل حقيقة في هذا الدين على ارتباط وثيق بأمر الولاية والإمامة ، حتى إنه إذا لم يتم تبليغها فإن الدين نفسه يصبح كأن لم يكن أصلا ..

ونتيجة ذلك كله هو : أن تصبح هذه الولاية ضرورة للبشرية ، وليس فوقها ضرورة على الإطلاق.

فعدم تبليغها يجعل الدين والرسالة بلا مضمون وبلا فائدة ، ويكون وجوده كعدمه تماما كما صرحت به الآية الكريمة : (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ).

١٣٣

المعارضون :

ثم إننا إذا رجعنا إلى القرآن الكريم ، فسنجد أنه قد أفصح لنا عن وجود فئات من الناس ، كانت تقف في وجه الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مباشرة ، وتسعى لعرقلة حركته ، وتمنعه من بيان أمر الإمامة ، وإقامة الحجة فيها ، حتى احتاج «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى طلب العصمة من الله سبحانه ، ليتمكن من مواجهة هؤلاء ، وكبح جماحهم.

فمن هم هؤلاء الأشرار الأفّاكون ، والعتاة المجرمون؟!. الذين يجترئون على مقام النبوة الأقدس ، ويقفون في وجه إبلاغ أوامر الله ، وأحكامه؟!.

الجواب :

إن كتب التاريخ والحديث ، والسيرة زاخرة بالشواهد والدلائل القاطعة ، والبراهين الساطعة ، التي تكشف لنا القناع عن وجه هؤلاء ، وتظهر مدى تصميمهم على رفض هذا الأمر ، ومحاربته ، وطمسه ومنابذته ، بكل ما أوتوا من حول وقوة ..

ونحن في مقام التعريف بهم ، والدلالة عليهم نبادر إلى القول : إنهم ـ للأسف ـ قوم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وقريش ، بالذات .. قريش ، التي حاربت الإسلام في بدء ظهوره ، وحاربته وهو غضّ طري العود ، ثم حاربته بعد أن ضرب بجرانه ، وعملت على زعزعة أركانه ، حينما أرادت حرمانه من العنصر الضروري والأهم للحياة وللإستمرار ، والبقاء .. وأعني به عنصر الإمامة والقيادة. والنصوص التالية خير شاهد على سياسات قريش هذه. فلنقرأها بتمعن ، وصبر ، وأناة.

١٣٤

النصوص الصريحة :

قال عثمان بن عفان لابن عباس : «لقد علمت : أن الأمر لكم ، ولكن قومكم دفعوكم عنه».

ثم تذكر الرواية له كلاما آخر ، وجواب ابن عباس له ، فكان مما قال :

«فأما صرف قومنا عنا الأمر ، فعن حسد ـ قد والله ـ عرفته ، وبغي ـ والله ـ علمته بيننا وبين قومنا» (١).

وحين ظهرت نتائج الشورى التي عينها عمر بن الخطاب ، قال رجل من بني مخزوم لعمار ـ هشام بن الوليد بن المغيرة ـ : «ما أنت وتأمير قريش لأنفسها»؟! (٢).

ثم تستمر الرواية إلى أن تذكر :

أن المقداد قال : «تالله ، ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت. وا عجبا لقريش ، لقد تركت رجلا ، ما أقول ، ولا أعلم أحدا أقضى بالعدل ..

__________________

(١) قاموس الرجال ج ٦ ص ٣٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ٩ ص ٩ والبحار ج ٣١ ص ٤٥٥ والموفقيات ص ٦٠٦ والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص ١٣١.

(٢) تاريخ المدينة لابن شبة ج ٣ ص ٩٣٠ وتاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٢٩٧ والكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٣ ص ٧١ والبحار ج ٣١ ص ٤٠٢ والغدير ج ٩ ص ١١٥ والدرجات الرفيعة ص ٢٦١ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٤٨٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٩٤ وج ٩ ص ٥٨ وج ١٢ ص ٢٦٥ والسقيفة وفدك للجوهري ص ٩٢ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٢٠ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٣ ص ١٠٩.

١٣٥

الخ ..» (١).

وخطب أبو الهيثم بن التيهان بين يدي أمير المؤمنين علي «عليه‌السلام» ، فقال :

«إن حسد قريش إياك على وجهين :

أما خيارهم فتمنوا أن يكونوا مثلك منافسة في الملأ ، وارتفاع الدرجة.

وأما شرارهم فحسدوك حسدا أنغل القلوب ، وأحبط الأعمال.

وذلك أنهم رأوا عليك نعمة قدّمك إليها الحظ ، وأخّرهم عنها الحرمان ، فلم يرضوا أن يلحقوك حتى طلبوا أن يسبقوك. فبعدت ـ والله ـ عليهم الغاية ، وأسقط المضمار.

فلما تقدمتهم بالسبق ، وعجزوا عن اللحاق بك بلغوا منك ما رأيت ، وكنت والله أحق قريش بشكر قريش» (٢).

__________________

(١) الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٣ ص ٧١ وقاموس الرجال ج ٦ ص ٣٨٤ ـ ٣٨٥ والبحار ج ٣١ ص ٤٠٣ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٣٤٨ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٣ ص ١١٠ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٩٤ وج ٩ ص ٥٧ و ٥٨ وج ١٢ ص ٢٦٦ والأمالي للشيخ الطوسي ص ١٩١ وفي كلمات المقداد «رحمه‌الله» عبارات أخرى صريحة في ذلك ، فلتراجع.

(٢) الأمالي للشيخ المفيد ص ١٥٥ وإقبال الأعمال للسيد ابن طاووس ج ٢ ص ٢٥٣ والبحار ج ٢٩ ص ٤٩٢ و ٥٨٠ والأوائل ج ١ ص ٣١٦ ـ ٣١٧ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٣ ص ٧٤ ج ٥ ص ٣٥ وج ٨ ص ٣٠٠ والشيعة في الميزان للشيخ محمد جواد مغنية ص ٢٣.

١٣٦

وعمرو بن عثمان بن عفان أيضا قال : «ما سمعت كاليوم إن بقي من بني عبد المطلب على وجه الأرض أحد بعد قتل الخليفة عثمان».

إلى أن قال : «فيا ذلاه ، أن يكون حسن وسائر بني عبد المطلب ـ قتلة عثمان ـ أحياء يمشون على مناكب الأرض ..» (١).

إنهم يقولون هذا مع أنهم يعلمون : أن الحسن «عليه‌السلام» كان يدافع عن عثمان وهو محاصر في داره.

وعن علي بن الحسين «عليه‌السلام» ، أنه قال : «ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا» (٢).

ودخل العباس على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : «يا رسول الله. إنا لنخرج فنرى قريشا تحدّث ؛ فإذا رأونا سكتوا».

فغضب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ودرّ عرق بين عينيه (٣).

__________________

(١) الإحتجاج ج ١ ص ٤٠٣ والبحار ج ٤٤ ص ٧١.

(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ٤ ص ١٠٤ والبحار ج ٣٤ ص ٢٩٧ وج ٤٦ ص ١٤٣ و (ط حجرية) ج ٨ ص ٦٧٦ و ٧٣٠ ومستدرك سفينة البحار ج ٨ ص ٥٧٩ وراجع : الغارات ج ٢ ص ٥٧٣ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٩٨.

(٣) مسند أحمد ج ١ ص ٢٠٧ وج ٤ ص ١٦٥ وراجع ص ٢١٠ وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٥٠ وحياة الصحابة ج ٢ ص ٤٨٧ و ٤٨٨ و ٤٣١ وج ٣ ص ٣٣٣ والإصابة ج ٢ ص ٢٧١ ونزل الأبرار : ص ٣٤ ـ ٣٥ وراجع : تاريخ المدينة ج ٢ ص ٦٣٩ و ٦٤٠ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٣٣٣ وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة ، ومنحة المعبود ج ٢ ص ١٤٧ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٢٦٩ والجامع الصحيح للترمذي ج ٥ ص ٦٥٢ وصححه ، وأسد الغابة ج ٣ ص ١١٠ و ٣٣١ وكنز ـ

١٣٧

وقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعلي «عليه‌السلام» : «يا على ، إنك ستلقى بعدي من قريش شدة ، من تظاهرهم عليك ، وظلمهم لك» (١).

وسئل الإمام السجاد «عليه‌السلام» ـ وابن عباس أيضا : ما أشد بغض قريش لأبيك؟!.

قال : «لأنه أورد أولهم النار ، وألزم آخرهم العار» (٢).

__________________

العمال ج ١٣ ص ٩٠ و ٨٨ ـ ٨٩ و ٨٣ وج ١٦ ص ٢٥٤ و ١٣٥ و ١٢٨ وج ٤ ص ١٦٥ عن عدد من المصادر ونقله بعض الأعلام عن الكامل لابن عدي ج ٦ ص ١٨٨٥ وعن المصنف لابن أبي شيبة ج ١٢ ص ١٠٨ وعن المعرفة والتاريخ ج ١ ص ٤٩٧ و ٤٩٩. والبحار (ط حجرية) ج ٨ ص ١٥١. وراجع : تفسير القرآن العظيم ج ٤ ص ١٢٢ والدر المنثور ج ٦ ص ٧ وتفسير الآلوسي ج ٢٥ ص ٣٢ وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج ٢ ص ١١٠ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٦ ص ٣٠٠ وذخائر العقبى للطبري ص ٩ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٢٤ ص ٣٠٤ وج ٣٣ ص ١١١.

(١) كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص ١٣٤ والبحار ج ٢٨ ص ٥٤ و ٥٥ و ٧١ عن إكمال الدين ، وكتاب سليم ، والغيبة للنعماني. وراجع : موسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» ج ١١ ص ٨٢ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ١٨٠ وج ٢ ص ٧٤ وتفسير كنز الدقائق للمشهدي ج ١ ص ٤٥٨ ونفس الرحمن في فضائل سلمان للميرزا حسين النوري الطبرسي ص ٤٢٨ وإكمال الدين ص ٢٦٤.

(٢) نثر الدر للآبي ج ١ ص ٣٠٤ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٢٢٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٢٩٠ وكشف الغمة ج ٢ ص ٣١٩ والإحتجاج للطبرسي ج ١ ص ١٢٩ والبحار ج ٢٩ ص ١٤٣ وج ٧٥ ص ١٥٩ و (ط الحجرية) ج ٨

١٣٨

وعن ابن عباس : قال عثمان لعلي «عليه‌السلام» :

«ما ذنبي إذا لم تحبك قريش ، وقد قتلت منهم سبعين رجلا ، كأن وجوههم سيوف الذهب» (١).

وقريب منه ما روي أن ابن عمر ، قد قاله لعلي أمير المؤمنين «عليه‌السلام» أيضا (٢).

وروي أن العباس قال لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إن قريشا ، جلسوا ، فتذاكروا أحسابهم ، فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض ، فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم الخ ..» (٣).

__________________

ص ١٥١ ومستدرك سفينة البحار ج ٨ ص ٤٩٩ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ١١ ص ٢٤٥ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٢٨ ص ١٢٩ وج ٣٣ ص ٧٨٠.

(١) معرفة الصحابة لأبي نعيم (مخطوط في مكتبة طوب قپوسراي) الورق ٢٢ رقم ١ ص ٤٩٧ ـ أ ، والجمل ص ٩٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ٩ ص ٢٣ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج ١١ ص ٢٤٦.

(٢) المناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٢١ والبحار ج ٢٩ ص ٤٨٢ وراجع : المسترشد للطبري ص ٣٨٤.

(٣) مكاتيب الرسول ج ١ ص ٥٨٢ وقال في هامشه : الترمذي ج ٥ ص ٥٨٤ [و (ط دار الفكر) ج ٥ ص ٢٤٤] ولسان العرب في «كبا» وراجع : مجمع الزوائد ج ٨ ص ٢١٦ وراجع النهاية لابن الأثير ، والفائق للزمخشري في «كبا». وراجع : الكامل لابن عدي ج ٢ ص ٦٦٥ وج ٦ ص ٢٢٠٧ ودلائل النبوة ج ١ ص ١٣١ و ١٣٣ وفي الكامل : أن القائل هو أبو سفيان.

وراجع : تحفة الأحوذي ج ١٠ ص ٥٤ والفايق في غريب الحديث ج ٣ ص ١٣٨

١٣٩

وحسب نص آخر : أن ناسا من الأنصار جاؤوا إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فقالوا : إنا لنسمع من قومك ، حتى يقول القائل منهم :

«إنما مثل محمد مثل نخلة في كباة» (١).

أي أن النبي فقط هو الإنسان المقبول في بني هاشم ، وهو كنخلة. وهم بمثابة المزبلة التي نبتت تلك النخلة فيها.

وقال أبو سفيان : مثل محمد في بني هاشم مثل ريحانة وسط النتن (٢).

ويقولون أيضا : قد كان هوى قريش كافة ما عدا بني هاشم في عثمان (٣).

__________________

والبداية والنهاية ج ٢ ص ٣١٥ والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج ٤ ص ١٤٦ ولسان العرب ج ١٥ ص ٢١٣.

(١) راجع مسند أحمد ج ٤ ص ١٦٦ ولسان العرب ج ١٥ ص ٢١٣ والنهاية في اللغة ج ٤ ص ١٤٦ وفي الكامل لابن عدي ج ٢ ص ٦٦٥ وج ٦ ص ٢٢٠٧ وكذا في ذكر أخبار إصبهان ج ٢ ص ١٣٣ : أن القائل هو أبو سفيان ، وفي البحار ج ٣٦ ص ٢٧٨ و ٢٩٤ وج ٣٠ ص ٣١٠ ـ ٣١٤ : أن القائل هو عمر بن الخطاب.

والكبا : الكناسة ، والتراب الذي يكنس ، وراجع : ذخائر العقبى ص ١٤ وينابيع المودة ص ١٨٩ ومجمع الزوائد ج ٨ ص ٢١٦ و ٢١٥ وراجع : دلائل النبوة ج ١ ص ١٣١ و ١٣٣ والجامع الصحيح للترمذي ج ٥ ص ٥٨٤. وراجع : كتاب الغيبة للنعماني ص ٨٥.

(٢) الكامل لابن عدي ج ٢ ص ٦٦٥ و (ط دار الفكر) ج ٢ ص ٢٤٨ وراجع : البحار ج ٣٦ ص ٩٨ و ٢٧٨ و ٢٩٤ وكنوز الحقائق (مطبوع بهامش الجامع الصغير) ج ٢ ص ٨٨ وراجع : ذكر أخبار إصبهان ج ٢ ص ١٣٤.

(٣) شرح النهج للمعتزلي ج ٩ ص ٥٢ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢١٤ والسقيفة وفدك للجوهري ص ٨٦.

١٤٠