الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٠

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٠

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-202-1
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥١

الشمس ، وفاتتهم صلاة الصبح ..

ونحن لا نريد أن نتحدث عن عصمة النبي «صلى الله عليه وآله» عن السهو والخطأ والنسيان.

ولا عن شدة اهتمامه بصلاته ، ومراقبته لأوقاتها.

ولا عن أن الله تعالى قد أمره بقيام الليل ، وأوجبه عليه ، فلا يعقل أن يصلي صلاة الليل التي يكون أفضل أوقاتها وقت السحر القريب من الفجر ، ثم ينام بعدها لتفوته صلاة الصبح ..

إلى غير ذلك من ملاحظات سجلناها فيما سبق من هذا الكتاب على روايات تحدثت عن حدوث هذا الأمر في العديد من الموارد ..

ولكننا نريد أن نسأل :

لماذا لم يكن هناك إلا ثلاثة أشخاص؟! وأين ذهب ، أو أين ضاع الجيش المؤلف من ثلاثين ألفا؟! ولماذا لم يسأل أحد منهم عن مكان وجود رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟! ولماذا تأخر أولئك الثلاثة أيضا عن سائر الجيش؟!

وإذا كان الجيش موجودا ، فلما ذا لم يوقظ أحد منهم هؤلاء الخمسة للصلاة؟!.

والحقيقة هي : أن الجيش كان قد تقدم عليه ، كما صرحت به الرواية ، حيث قالت : «فركب رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فلحق بالجيش عند زوال الشمس».

وهذا معناه : أن المسافة ، بين النبي «صلى الله عليه وآله» وبين جيشه كانت شاسعة جدا ، احتاجت إلى ساعات كثيرة قد تزيد على ست ساعات

١٢١

من السير الحثيث لقطعها ، فإن غزوة تبوك كانت في أيام قيظ شديد ..

فكيف يترك هذا الجيش نبيّه في قلب الصحراء ، مع أربعة أشخاص فقط ، بل مع شخص واحد ، ألا يخشون على النبي الأعظم والأكرم «صلى الله عليه وآله» من عدو ، أو من حيوان مفترس ، أو من أن يضل الطريق .. ويموت جوعا وعطشا؟!

لا سبيل للشيطان على الأنبياء عليهم السّلام :

وقد أمعنت هذه الرواية في جرأتها على رسول الله «صلى الله عليه وآله» حين زعمت : أن النبي «صلى الله عليه وآله» يعترف بأن الشيطان هو الذي تسبب بنومه عن صلاة الصبح ، وذلك حين زعمت : أنه «صلى الله عليه وآله» قال : «لنغيظن الشيطان كما غاظنا» (١) ..

وهذا يتناقض مع حكم العقل ، ومع قوله تعالى : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)(٢) .. وآيات كثيرة أخرى ..

لو أطاعوا أبا بكر وعمر لرشدوا :

بالنسبة لما زعم : من أن ثلاثين ألفا من الناس رفضوا النزول على الماء ،

__________________

(١) تهذيب الكمال للمزي ج ٢١ ص ٨١ وميزان الإعتدال للذهبي ج ٣ ص ١٤٨ وتهذيب التهذيب ج ٧ ص ٣٢٢ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٧٢ وج ٩ ص ٩٨ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١١٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٤.

(٢) الآية ٩٩ من سورة النحل.

١٢٢

وواصلوا مسيرهم حتى اضطروا للنزول على غير ماء بفلاة من الأرض ، نقول :

أولا : لماذا لم يتدخل النبي «صلى الله عليه وآله» ، فيأمر جيشه بالنزول على الماء؟ وكيف جاز له أن يجاريهم ويفرط بثلاثين ألفا ، ويعرضهم لخطر الموت عطشا في تلك الفلاة؟

ثانيا : كيف لم ينتبه أحد من الثلاثين ألفا إلى صحة مشورة أبي بكر وعمر ، وهم يعرفون أن حياتهم مرهونة بالماء ، وخصوصا في تلك الصحراء القاحلة؟!

ثالثا : إن هذا الجيش نفسه قد سلك هذا الطريق ، وعرف مواضع الماء فيه ، وميزها عن غيرها ، حين قدم إلى تبوك قبل أيام ، فما معنى أن يرفض ثلاثون ألفا أن ينزلوا على الماء ، وأن يفضلوا عليه النزول في الفلاة ، رغم تذكير أبي بكر وعمر لهم؟!.

فهل اختاروا الإنتحار على الإستمرار في الحياة؟!.

المنفرون برسول الله صلّى الله عليه وآله ليلة العقبة :

عن أبي الطفيل ، وحذيفة ، وجبير بن مطعم ، والضحاك : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما كان ببعض الطريق مكر به ناس من المنافقين ، وائتمروا بينهم أن يطرحوه من عقبة في الطريق.

وكانوا قد أجمعوا أن يقتلوه ، فجعلوا يلتمسون غرته ، فلما أراد رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يسلك العقبة أرادوا أن يسلكوها معه.

وقالوا : إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي ، فأخبر الله

١٢٣

تعالى رسوله بمكرهم.

فلما بلغ رسول الله «صلى الله عليه وآله» تلك العقبة نادى مناديه للناس : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أخذ العقبة فلا يأخذها أحد ، واسلكوا بطن الوادي ، فإنه أسهل لكم وأوسع : فسلك الناس بطن الوادي إلا النفر الذين مكروا برسول الله «صلى الله عليه وآله» لما سمعوا ذلك استعدوا وتلثموا.

وسلك رسول الله «صلى الله عليه وآله» العقبة ، وأمر عمار بن ياسر أن يأخذ بزمام الناقة ويقودها ، وأمر حذيفة بن اليمان أن يسوق من خلفه.

فبينا رسول الله «صلى الله عليه وآله» يسير من العقبة إذ سمع حسّ القوم قد غشوه ، فنفروا ناقة رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى سقط بعض متاعه.

وكان حمزة بن عمرو الأسلمي لحق برسول الله «صلى الله عليه وآله» بالعقبة ، وكانت ليلة مظلمة ، قال حمزة : فنوّر لي في أصابعي الخمس ، فأضاءت حتى جمعت ما سقط من السوط والحبل وأشباههما.

فغضب رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأمر حذيفة أن يردهم ، فرجع حذيفة إليهم ، وقد رأى غضب رسول الله «صلى الله عليه وآله» ومعه محجن ، يضرب وجوه رواحلهم وقال : إليكم إليكم يا أعداء الله تعالى.

فعلم القوم أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد اطلع على مكرهم ، فانحطوا من العقبة مسرعين حتى خالطوا الناس.

وأقبل حذيفة حتى أتى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال : اضرب الراحلة يا حذيفة ، وامش أنت يا عمار ، فأسرعوا حتى استوى بأعلاها ،

١٢٤

وخرج رسول الله «صلى الله عليه وآله» من العقبة ينتظر الناس ، وقال لحذيفة : هل عرفت أحدا من الركب ، الذين رددتهم؟

قال : يا رسول الله ، قد عرفت رواحلهم ، وكان القوم متلثمين فلم أبصرهم من أجل ظلمة الليل.

قال : «هل علمتم ما كان من شأنهم وما أرادوا»؟

قالوا : لا والله يا رسول الله.

قال : «فإنهم مكروا ليسيروا معي ، فإذا طلعت العقبة زحموني فطرحوني منها ، وإن الله تعالى قد أخبرني بأسمائهم ، وأسماء آبائهم ، وسأخبركم بهم إن شاء الله تعالى».

قالوا : أفلا تأمر بهم يا رسول الله إذا جاء الناس أن تضرب أعناقهم؟

قال : «أكره أن يتحدث الناس ويقولوا : إن محمدا قد وضع يده في أصحابه» ، فسماهم لهما ، ثم قال : «اكتماهم» ؛ فانطلق إذا أصبحت ، فاجمعهم لي.

فلما أصبح رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال له أسيد بن الحضير : يا رسول الله ، ما منعك البارحة من سلوك الوادي؟ فقد كان أسهل من العقبة؟

فقال : «أتدري يا أبا يحيى ، أتدري ما أراد بي المنافقون ، وما هموا به؟

قالوا : نتبعه من العقبة ، فإذا أظلم عليه الليل قطعوا أنساع راحلتي ، ونخسوها حتى يطرحوني عن راحلتي».

فقال أسيد : يا رسول الله ، قد اجتمع الناس ونزلوا ، فمر كل بطن أن يقتل الرجل الذي همّ بهذا ، فيكون الرجل من عشيرته هو الذي يقتله ، وإن أحببت ـ والذي بعثك بالحق ـ فنبئني بأسمائهم ، فلا أبرح حتى آتيك برؤوسهم.

١٢٥

قال : «يا أسيد ، إني أكره أن يقول الناس : إن محمدا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله تعالى بهم أقبل عليهم يقتلهم».

وفي رواية : «إني لأكره أن يقول الناس : إن محمدا «صلى الله عليه وآله» لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه».

فقال : يا رسول الله ، فهؤلاء ليسوا بأصحاب.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «أليس يظهرون شهادة أن لا إله إلا الله»؟

قال : بلى [ولا شهادة لهم].

قال : «أليس يظهرون أني رسول الله»؟

قال : بلى. ولا شهادة لهم.

قال : «فقد نهيت عن قتل أولئك» (١).

وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير : فلما أصبح رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال لحذيفة : «ادع عبد الله» أبي سعد.

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٦ و ٤٦٧ عن أحمد ، والبيهقي ، وابن سعد ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، ومحمد بن إسحاق ، والواقدي ، وقال في هامشه : أخرجه البيهقي في الدلائل ج ٥ ص ٢٥٧ وانظر المغازي للواقدي ج ٣ ص ١٠٤٣ و ١٠٤٤ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٥٩ عن ابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، والبيهقي في الدلائل ، وابن كثير في البداية ج ٥ ص ١٩ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٩ ص ٣٠ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٧٥ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١٢١ والصوارم المهرقة للتستري ص ٧ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٣٥ والبحار ج ٢١ ص ٢٤٧ وإعلام الورى ج ١ ص ٢٤٥.

١٢٦

(قال البيهقي : أظن ابن سعد بن أبي سرح.

وفي الأصل : عبد الله بن أبي سعد بن أبي سرح ، لم يعرف له إسلام كما نبه إليه في زاد المعاد).

قال ابن إسحاق : وأبا حاضر الأعرابي ، وعامرا ، وأبا عمر ، والجلاس بن سويد بن الصامت ، وهو الذي قال : لا ننتهي حتى نرمي محمدا من العقبة ، ولئن كان محمد وأصحابه خيرا منا إنا إذا لغنم وهو الراعي ، ولا عقل لنا وهو العاقل.

وأمره أن يدعو مجمع بن جارية ، وفليح التيمي وهو الذي سرق طيب الكعبة (١) وارتد عن الإسلام ، وانطلق هاربا في الأرض فلا يدرى أين ذهب.

وأمره أن يدعو حصين بن نمير ، الذي أغار على تمر الصدقة فسرقه (٢) ، فقال له رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «ويحك ، ما حملك على هذا»؟

قال : حملني عليه أني ظننت أن الله تعالى لم يطلعك عليه ، أما إذا أطلعك عليه ، فإنى أشهد اليوم أنك لرسول الله ، فإني لم أؤمن بك قط قبل الساعة ، فأقاله رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وعفا عنه بقوله الذي قاله.

وأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» حذيفة أن يأتيه بطعمة بن أبيرق ، وعبد الله بن عيينة ، وهو الذي قال لأصحابه : اشهدوا هذه الليلة تسلموا

__________________

(١) المعارف لابن قتيبة ص ٣٤٣ والبداية والنهاية ج ٢ ص ٣٦٧ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٧٦ وعيون الأثر ج ١ ص ٧٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ١ ص ٢٧٥.

(٢) المعارف لابن قتيبة ص ٣٤٣ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٧٦ والإصابة (ط دار الكتب العلمية) ج ٢ ص ٨٠.

١٢٧

الدهر كله ، فو الله ما لكم أمر دون أن تقتلوا هذا الرجل ، فدعاه رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال : «ويحك ، ما كان ينفعك من قتلي لو أني قتلت يا عدو الله»؟

فقال عدو الله : يا نبي الله ، والله ما تزال بخير ما أعطاك الله تعالى النصر على عدوك ، فإنما نحن بالله وبك ، فتركه رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وقال لحذيفة : «ادع مرة بن الربيع» ، وهو الذي ضرب بيده على عاتق عبد الله بن أبي ثم قال : تمطى ، أو قال : تمططي والنعيم كائن لنا بعده ، نقتل الواحد المفرد ، فيكون الناس عامة بقتله مطمئنين.

فدعاه رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال : «ويحك ، ما حملك على أن تقول الذي قلت؟

فقال : يا رسول الله ، إن كنت قلت شيئا من ذلك فإنك العالم به ، وما قلت شيئا من ذلك (١).

فجمعهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهم اثنا عشر رجلا الذين حاربوا الله تعالى ورسوله ، وأرادوا قتله (٢) ، فأخبرهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» بقولهم ، ومنطقهم ، وسرهم وعلانيتهم ، وأطلع الله نبيه «صلى الله عليه وآله» على ذلك ، وذلك قوله عز وجل : (وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا)(٣).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٧ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٥ ص ٢٥٨ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ٣٤٥.

(٢) سبل الهدى والرشاد ٥ ص ٤٦٨ ومجمع البيان ج ٥ ص ٩١ ، وتفسير القرآن للصنعاني ج ٢ ص ٣٧٢ و ٣٧٣ والبداية والنهاية ج ٥ ص ١٩.

(٣) الآية ٧٤ من سورة التوبة.

١٢٨

ومات الاثنا عشر منافقين محاربين الله تعالى ورسوله.

قال حذيفة كما رواه البيهقي : ودعا عليهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال : «اللهم ارمهم بالدبيلة».

قلنا : يا رسول الله ، وما الدبيلة؟

قال : «شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك» (١).

وعن حذيفة : «في أصحابي اثنا عشر رجلا منافقا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ، ثمانية يكفيهم الدبيلة : سراج من نار يظهر بين أكتافهم حتى ينجم من صدورهم» (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٧ و ٤٦٨ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٥ ص ٢٥٨ وراجع : العمدة لابن البطريق ص ٣٤١ والصراط المستقيم ج ٣ ص ٤٥ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٣٧ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٩ ص ٣٠ والمعجم الأوسط ج ٨ ص ١٠٢ وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج ٢ ص ٨٤ وتفسير البغوي ج ٢ ص ٣٠٧ والجامع لأحكام القرآن ج ٨ ص ٢٠٧ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٣٨٧ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٦٠ وتفسير الآلوسي ج ١٠ ص ١٣٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦٤٨ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٣٦ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٢١.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٨ عن مسلم وقال في هامشه : أخرجه مسلم في صفات المنافقين (٩) وأحمد ج ٥ ص ٣٩٠ والبيهقي في الدلائل ج ٥ ص ٢٦١ وفي السنن الكبرى ج ٨ ص ١٩٨ وانظر البداية ج ٥ ص ٢٠.

وراجع : العمدة لابن البطريق ص ٣٣٢ و ٣٣٤ و ٣٣٧ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ١٣٦ وص ١٣٨ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٠٦ وصحيح مسلم ج ٨ ص ١٢٢ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ١٩٨ وشرح مسلم للنووي ج ١٧

١٢٩

قال البيهقي : وروينا عن حذيفة أنهم كانوا أربعة عشر (١) أو خمسة عشر (٢).

ونقول :

إنه لا بد لنا من التعرض لأسماء هؤلاء المجرمين أولا ، ثم نعطف الكلام إلى أمور أخرى ، ربما يكون تسليط الضوء عليها مفيدا سديدا ، فنقول :

__________________

ص ١٢٥ والديباج على مسلم ج ٦ ص ١٣٧ والآحاد والمثاني ج ٢ ص ٤٦٦ والجامع الصغير ج ٢ ص ٢٢٥ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٣٨٧ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦٤٩ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٣٧ وتقوية الإيمان لمحمد بن عقيل ص ٧٩. وراجع : المحلى لابن حزم ج ١١ ص ٢٢٠ والعمدة لابن البطريق ص ٣٣٣ وصحيح مسلم النيسابوري ج ٨ ص ١٢٣ والديباج على مسلم لجلال الدين السيوطي ج ٦ ص ١٣٧.

(١) دلائل النبوة للبيهقي ج ٥ ص ٢٥٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٨ عنه ، وعن السيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج ٢ ص ٣٧٥ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٣٧ وراجع : الخصال ص ٣٩٨ والمسترشد للطبري ص ٥٩٥ والبحار ج ٣١ ص ٥٢٢.

(٢) دلائل النبوة للبيهقي ج ٥ ص ٢٥٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٨ والمغازي للواقدي ج ٣ ص ١٠٤٢ و ١٠٤٤ وعن السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٦٢ ومجمع البيان ج ٥ ص ٥١ والبداية والنهاية ج ٥ ص ١٩ و ٢٦ وعن السيرة النبوية (بهامش الحلبية) ج ٢ ص ٣٧٥ والصراط المستقيم ج ٣ ص ٤٤ والخصال ج ٢ ص ٤٩٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٣٧ وراجع : المسترشد للطبري ص ٥٩٥.

١٣٠

المجرمون .. من أي القبائل؟! :

قد ذكرت النصوص المتقدمة : أسماء جماعة زعموا : أنهم هم الذين اشتركوا في المؤامرة على حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله» ..

غير أننا نشك كثيرا في صحة هذه الأسماء ، لأن النصوص المختلفة تبين أن ثمة تزويرا متعمدا في هذا المجال .. وأن ثمة مساعي لإخفاء الأسماء الحقيقية ، وطرح أسماء بديلة عنها.

والذي يبدو لنا هو أن هذا التلاعب قد جاء لمصلحة القرشيين منهم ، وإبعاد الشبهة عمن شارك منهم في هذه الفعلة الشنعاء ، والفضيحة الصلعاء ، حتى لقد قيل : «ليس فيهم قرشي ، وكلهم من الأنصار» (١).

لكن يكذّب هذا الإدعاء ما روي عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر «عليهما السلام» : أنهم «ثمانية من قريش ، وأربعة من العرب» (٢).

وقيل : ستة أو سبعة من قريش ، والباقي من أفناء الناس (٣).

وقيل : إثنا عشر من بني أمية ، وخمسة من سائر الناس (٤).

__________________

(١) الدر المنثور ج ٣ ص ٢٦٠ عن ابن سعد ، والمنار ج ١٠ ص ٥٥٣ وراجع : مكاتيب الرسول ج ١ ص ٥٩٩ وتفسير الآلوسي ج ١٠ ص ١٣٩ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٢ ص ٢٧٧ وتهذيب الكمال ج ٥ ص ٥٠٥ وإمتاع الأسماع ج ٩ ص ٣٢٨.

(٢) راجع : جمع الجوامع ج ٢ ص ٧٠ ومجمع البيان ج ٥ ص ٥١ والبرهان (تفسير) ٢ ص ٥٤٠ و ٢٤٥ والتبيان ج ٥ ص ٣٠٣ والصراط المستقيم ج ١ ص ٣١٦ وروح المعاني ج ١٠ ص ١٣٩ والبحار ج ١٧ ص ١٨٤.

(٣) البحار ج ٢١ ص ٢٣٣ و ٢٤٨ وج ٣١ ص ٦٣١ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٥٩٩.

(٤) الخصال ص ٣٩٨ والبحار ج ٢١ ص ٢٢٢ وج ٣١ ص ٥٢٢ عن الخصال.

١٣١

وقيل : تسعة من قريش ، وخمسة من سائر الناس (١).

الأسماء التي يدعونها :

تقدمت لائحة بأسماء أشخاص زعموا أنهم هم المنفّرون برسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وهم على ما ذكره الطبراني :

١ ـ معتب بن قشير بن مليل ، من بني عمرو بن عوف.

٢ ـ وديعة بن ثابت بن عمرو بن عوف.

٣ ـ جدّ بن عبد الله بن نبيل (نبتل) بن الحارث من بني عمرو بن عوف.

٤ ـ الحارث بن يزيد الطائي.

٥ ـ أوس بن قيظى ، من بني حارثة.

٦ ـ الحارث بن سويد.

٧ ـ سعد بن زرارة من بني مالك بن ماتت.

٨ ـ قيس بن قهد من بني مالك بن ماتت.

٩ ـ سويد من بني بلحبلى.

١٠ ـ داعس من بني بلحبلى.

١١ ـ قيس بن عمرو بن سهل.

١٢ ـ زيد بن اللصيت.

١٣ ـ سلامة بن الحمام. (وهما من بني قينقاع) (٢).

__________________

(١) البحار ج ٢٨ ص ١٠٠ والدرجات الرفيعة للسيد على خان ص ٢٩٩ والفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج ٢ ص ١٧٥ وطرائف المقال ج ٢ ص ٢٠٧.

(٢) مكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٠٠ عن المنار ج ١٠ ص ٥٥٥ عن الطبراني ، وراجع :

١٣٢

لكن ابن القيّم ، والسيوطي ، والصالحي الشامي ، قد ذكروا قائمة أخرى ، هي التالية :

١ ـ عبد الله بن أبي (سعد).

٢ ـ سعد بن أبي سرح.

٣ ـ أبو خاطر (حاضر) الأعرابي.

٤ ـ عامر.

٥ ـ أبو عامر (أبو عمر).

٦ ـ الجلاس بن سويد بن الصامت.

٧ ـ مجمع بن حارثة (جارية).

٨ ـ فليح (مليح) التيمي.

٩ ـ طعمة بن أبيرق.

١٠ ـ عبد الله بن عيينة.

١١ ـ مرة بن الربيع.

١٢ ـ حصين بن النمير (١).

واللافت هنا : أن ابن قيّم الجوزية نفسه لا يرتضي صحة هذه القائمة الثانية ، بل أورد عليها بما يلي :

أولا : إن «سعد بن أبي سرح» لم يعرف له إسلام ..

__________________

تفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٣٨٧ والمعجم الكبير للطبراني ج ٣ ص ١٦٦ ـ ١٦٧.

(١) راجع : مكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٠٠ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٦٠ وسبل الهدى والرشاد ج ١٠ ص ٢٦٢.

١٣٣

ونقول :

إن الصالحي الشامي ذكر «عبد الله بن سعد بن أبي سرح» (١).

ثانيا : إن عبد الله بن أبي (٢) ، وكذلك الجلاس بن سويد (٣) ، كانا قد تخلفا عن غزوة تبوك ، فما معنى ذكرهما في جملة المشاركين في قضية العقبة؟!.

كما أن أبا عامر لم يحضر غزوة تبوك أيضا ، لأنه خرج إلى مكة ، ثم إلى الطائف ، ثم إلى الشام ، فمات طريدا (٤).

ثالثا : إن النبي «صلى الله عليه وآله» أسرّ أسماء المنفّرين به إلى حذيفة ، وكانوا لا يعرفون. وكان عمر لا يصلي على من لم يصل عليه حذيفة (٥).

كما أن ثمة إشكالات على القائمة الأولى ، أعني قائمة الطبراني :

فأولا : إن هذه القائمة كانت سرا عند حذيفة.

ثانيا : إن أوس بن قيظى ، كان من المتخلفين عن تبوك (٦).

ثالثا : إن الذين أرادوا قتل النبي «صلى الله عليه وآله» كانوا يطمعون بالحصول على الدنيا ، وكانت لهم مكانة تؤهلهم بنظر الناس إلى طلب هذا الأمر. وكانوا مرهوبي الجانب حتى لقد أخفى حذيفة أسماءهم خوفا منهم ،

__________________

(١) زاد المعاد ج ٣ ص ٨ و ٩ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٥٩ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٧.

(٢) الحديث عن أنه قد عاد مع جماعته إلى المدينة.

(٣) أسد الغابة ج ١ ص ٢٩٢.

(٤) تقدم ذلك في بداية الحديث عن غزوة تبوك.

(٥) راجع فيما تقدم : زاد المعاد ج ٣ ص ٨ و ٩ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٠٠.

(٦) الدر المنثور ج ٣ ص ٢٤٧ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٠١ عنه.

١٣٤

ورهبة منه لجانبهم.

والذين وردت أسماؤهم في القائمة لا يملكون أية موقعية تخولهم ترشيح أنفسهم لهذا الأمر.

سبب إخفاء الأسماء :

ولم يذكروا لنا سبب تعمّد إخفاء النبي «صلى الله عليه وآله» لأسمائهم إلا عن بعض أصحابه ، فلعله لأجل أنه كان لا يريد أن تنشأ عن ذلك مشكلة في حياته ، حيث يصبح ذلك ذريعة لهم لمحاولة التأثير على من يتصل بهم ، لإخراجه عن دائرة الإيمان ، بالإضافة إلى أنه قد يتسبب بمشاحنات ، ومشكلات ، وانقسامات عميقة بينهم وبين أقوامهم ، وربما يتخذ ذلك أهل الأهواء ذريعة لإثارة الفتن ، والعبث بالبنية الإجتماعية ، والإخلال بتماسكها وبانضباطها ..

أما بعد استشهاد رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فرغم معرفة حذيفة وغيره بأسمائهم ، فإنه لم يجرء أحد على التفوه والإعلان بها. ولا شك في أن هذا التكتم قد كان خوفا من بطش السلطة بمن يفشي هذا السر ، حيث قد يلحق إفشاؤه أضرارا جسيمة بالإسلام وأهله ، لأن ظواهر الأمور تعطي أن مرتكبي هذه الجريمة لم يكونوا من الناس العاديين ، بل كانت لهم مكانتهم المرموقة ، ولهم قوتهم وشوكتهم التي لا مجال لأحد لمواجهتها.

إلا أن بعض الأسماء الحقيقية قد أفلتت من بين تلك الأسماء ، ربما لأنها كانت هي الأضعف من بين تلك المجموعة ..

١٣٥

إفلات اسم أبي موسى الأشعري :

وممن أفلت اسمهم أبو موسى الأشعري ، فقد ورد اسمه في المصادر التي ألفها الفريق الذي لا يدين بالولاء للحكام كما سيأتي.

لكن المصادر الموالية لهم لم تستطع الإفصاح عن اسمه سوى ما روي عن أبي يحيى حكيم ، قال : كنت جالسا مع عمار ، فجاءه أبو موسى ، فقال (يعني عمار) : مالي ولك؟.

قال : ألست أخاك؟

قال : ما أدري غير أنني سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يلعنك ليلة الحملق.

قال : إنه استغفر لي.

قال عمار : قد شهدت اللعن ، ولم أشهد الإستغفار (١).

ونقول :

١ ـ حملق ـ كما في كتب اللغة ـ : فتح عينيه ونظر شديدا (٢) ، فإن لم يكن المقصود بها الكناية عن ليلة العقبة ، باعتبار أن الحملقة قد وقعت فيها لكشف حقيقة المعتدين على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فهي تصحيف

__________________

(١) الكامل لابن عدي ج ٢ ص ٧٧٢ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٠٤ وكنز العمال ج ١٣ ص ٦٠٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٢ ص ٩٣.

(٢) راجع : أقرب الموارد ج ١ ص ٢٣٣ ومستدرك سفينة البحار ج ٨ ص ٢١١ وكتاب العين للفراهيدي ج ٣ ص ٣٢٢ والصحاح للجوهري ج ٤ ص ١٤٦٥ ومعجم مقاييس اللغة ج ٢ ص ١٤٧ ولسان العرب ج ١٠ ص ٦٩ والقاموس المحيط ج ٣ ص ٢٢٤ وتاج العروس ج ١٣ ص ٩٩.

١٣٦

لكلمة العقبة ، عمدا ، أو سهوا.

ويشير إلى ذلك :

١ ـ أن الوارد في بعض المصادر هو : «الجمل» أو «الجبل» ، وذلك بملاحظة : أنهم أرادوا تنفير الناقة به «صلى الله عليه وآله» في الجبل (العقبة) ، أو بملاحظة إرادتهم إلقاء النبي «صلى الله عليه وآله» عن ظهر الجمل من العقبة إلى الوادي (١).

٢ ـ روى الشيخ المفيد «رحمه الله» هذه الرواية ، وفيها : أن عمارا قال لأبي موسى : «سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يلعنك ليلة العقبة ، وقد هممت مع القوم بما هممت ، الخ ..» (٢).

٣ ـ أن أبا موسى كان متّهما بالنفاق على نطاق واسع ، قال أبو عمر بن عبد البر : «وكان لحذيفة قبل ذلك ـ أي قبل ما ظهر منه ـ فيه كلام» (٣).

لائحة المجرمين لدى آخرين :

وقد ذكرت لائحة أخرى بأسماء المجرمين ، في مصادر أخرى لجماعة لا

__________________

(١) راجع : كنز العمال ج ١٣ ص ٦٠٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣٢ ص ٩٣ ولسان الميزان ج ٥ ص ٢٩٠ وتنزيه الشريعة المرفوعة ج ٢ ص ٩ واللآلي المصنوعة ج ١ ص ٣٩١.

(٢) الأمالي للشيخ الطوسي ص ١٨٤ (١٨٢) والبحار ج ٣٣ ص ٣٠٥ و ٣٠٦ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٠٥.

(٣) الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٤ ص ١٧٥ و (ط دار الجيل) ج ٤ ص ١٧٦٤ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٠٣.

١٣٧

تهتم برضا رموز السلطة ، التي حكمت الناس من دون نص من رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، ولا تخشى من الجهر بالنقد لمن يستحق النقد ، سواء أكان في السلطة ، أم في خارجها ..

وقد ذكرت الأسماء في تلك المصادر على النحو التالي :

قال حذيفة فيهم :

١ ـ أبو بكر.

٢ ـ عمر.

٣ ـ عثمان.

٤ ـ طلحة.

٥ ـ الزبير.

٦ ـ أبو سفيان.

٧ ـ معاوية.

٨ ـ عتبة بن أبي سفيان.

٩ ـ أبو الأعور السلمي.

١٠ ـ المغيرة بن شعبة.

١١ ـ أبو موسى الأشعري.

١٢ ـ أبو قتادة.

١٣ ـ عمرو بن العاص.

١٤ ـ سعد بن أبي وقاص (١).

__________________

(١) البحار ج ٨٢ ص ٢٦٧ وج ٢٨ ص ١٠٠.

١٣٨

وفي نص آخر : الثمانية من قريش هم : (سعد بن أبي وقاص ، معاوية ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة). بالإضافة إلى :

١٥ ـ عبد الرحمن بن عوف.

١٦ ـ أبو عبيد بن الجراح.

والذين هم من غير قريش :

١٧ ـ أوس بن الحدثان.

١٨ ـ أبو هريرة.

١٩ ـ أبو طلحة الأنصاري.

٢٠ ـ أبو موسى الأشعري (١).

وذكر ابن جرير بن رستم الطبري : أن النبي «صلى الله عليه وآله» أمر حذيفة أن لا يخبرنا باسم الشيخين الجليلين (٢).

وذكر أبو الصلاح الحلبي : عثمان ، وطلحة ، والزبير ، وسعدا ، وعبد الرحمن بن عوف (٣).

وقد ذكرت مصادر أخرى منها ما ينتمي للفريق المحامي عن السلطة والحاكم ، ومنها ما ينتمي إلى الفريق الآخر أسماء اتخذت صفة الكناية عن الأسماء الحقيقية.

__________________

(١) البحار ج ٢٨ ص ١٠٠ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ١٠٢ عن الصراط المستقيم ج ٣ ص ٤٤ وطرائف المقال ج ٢ ص ٢٠٧.

(٢) المسترشد ص ٥٩١ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٠٦ عنه.

(٣) تقريب المعارف ص ٣٥٧ والبحار ج ٣١ ص ٣١١ وج ٣٢ ص ٢١٨ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٠١.

١٣٩

فمن ذلك نذكر :

١ ـ ما روي عن الإمام الباقر «عليه السلام» أنه عدّ منهم : أبا الشرور ، وأبا الدواهي ، وأبا المعازف ، وابن عوف ، وسعدا ، وأبا سفيان ، وابنه ، وفعل ، وفعيل ، والمغيرة بن شعبة ، وأبا الأعور السلمي ، وأبا قتادة الأنصاري (١).

وزاد في نص آخر : بعد أن ذكر عددا من الأسماء المتقدمة عن أكثر من مصدر :

٢١ ـ سالم مولى أبي حذيفة.

٢٢ ـ خالد بن الوليد.

وذكر فيه أيضا : أبا المعازف.

٢٣ ـ وأباه (٢).

وذكر نص آخر بالإضافة إلى بعض الأسماء المتقدمة : صاحبي البصرة (يعني : طلحة والزبير).

٢٤ ـ وأبا مسعود (٣).

ويلاحظ هنا : أن العدد قد انتهى إلى أربعة وعشرين ، وقد جمعناه من الروايات المختلفة.

وهو ما صرحت به بعض الروايات حيث ذكرت : أنهم كانوا أربعة

__________________

(١) مكاتيب الرسول ج ١ ص ٦٠٢ والصراط المستقيم ج ٣ ص ٤٤ عن مسند الأنصار.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٤٩٩ والبحار ج ٢١ ص ٢٢٣.

(٣) المسترشد للطبري ص ٥٩٦.

١٤٠