الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٠

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٣٠

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-202-1
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥١

قال : إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، إنما قال هذا في قوم كانوا يكونون في الثغور في نحر العدو ، فيقع الطاعون ، فيخلون أماكنهم ويفرون منها ، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» ذلك فيهم (١) ..

٣ ـ وروي : أنه إذا وقع الطاعون في أهل مسجد ، فليس لهم أن يفروا منه إلى غيره (٢) ..

٤ ـ وعن علي بن جعفر : أنه سأل أخاه موسى الكاظم «عليه السلام» : عن الوباء ، يقع في الأرض ، هل يصلح للرجل أن يهرب منه؟!.

قال : يهرب منه ما لم يقع في مسجده الذي يصلي فيه ، فإذا وقع في مسجده الذي يصلي فيه ، فلا يصلح الهرب منه (٣).

٥ ـ وعن الإمام الصادق «عليه السلام» : أن النبي «صلى الله عليه وآله» كره أن يكلم الرجل مجذوما إلا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع ، وقال : فر من المجذوم فرارك من الأسد (٤).

__________________

(١) البحار ج ٧٨ ص ١٢١ و ١٢٢ وج ١٠٨ ص ٨٢ عن معاني الأخبار ص ٧٤ و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص ٢٥٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ١٧١.

(٢) البحار ج ٦ ص ١٢٢ وج ٧٨ ص ١٢٢ عن معاني الأخبار ص ٧٤ وو (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص ٢٥٥ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٢ ص ٤٣١ و (ط دار الإسلامية) ج ٢ ص ٦٤٦ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ١٧١.

(٣) البحار ج ٦ ص ١٢٢ وج ١٠ ص ٢٥٥ ومسائل علي بن جعفر ص ١١٧ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٢ ص ٤٣١ و (ط دار الإسلامية) ج ٢ ص ٦٤٦.

(٤) البحار ج ٧٢ ص ١٤ وج ٦٢ ص ٨٢ وج ٧٣ ص ٣٣٨ وج ٧٤ ص ٥٠ والأمالي للصدوق ص ١٨١ و (ط مؤسسة البعثة) ص ٣٧٨ والخصال ج ٢ ص ١٠٢

١٠١

٦ ـ وعنه «صلى الله عليه وآله» : خمسة يجتنبون على كل حال : المجذوم ، والأبرص ، والمجنون ، وولد الزنا ، والأعرابي (١).

٧ ـ وعنه «صلى الله عليه وآله» : لا يورد ذو عاهة على مصح (٢).

٨ ـ وروي : أنه «صلى الله عليه وآله» أتاه مجذوم ليبايعه ، فلم يمد يده إليه ، بل قال : أمسك يدك فقد بايعتك (٣).

٩ ـ وروي عنه «صلى الله عليه وآله» أنه قال : لا تديموا النظر إلى المجذومين (٤).

__________________

و (ط منشورات جماعة المدرسين) ص ٥٢٠ ومن لا يحضره الفقيه ج ٤ ص ٢٥٨ و (منشورات جماعة المدرسين) ج ٣ ص ٥٥٧ وج ٤ ص ٢٥٧ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٢ ص ٤٩ وج ١٥ ص ٣٤٥ و (ط دار الإسلامية) ج ٨ ص ٤٣١ وج ١١ ص ٢٧٤ ومكارم الأخلاق للطبرسي ص ٢٣٥ و ٤٣٦.

(١) البحار ج ٧٢ ص ١٥ والخصال ص ٢٨٧ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٢ ص ٥٠ و (ط دار الإسلامية) ج ٨ ص ٤٣٢.

(٢) البحار ج ٢٧ ص ٢٧٧ وج ٦١ ص ٨٥ وج ٦٢ ص ٨٢ والأمالي ج ٢ ص ٤٤ والطب النبوي لابن القيم ص ١١٨ و ١١٩.

(٣) البحار ج ٦٢ ص ٨٢ وراجع : مسند ابن الجعد ص ٣١١ وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص ٩٦ والطب النبوي لابن القيم ص ١١٨.

(٤) التاريخ الصغير للبخاري ج ٢ ص ٧٦ ـ ٧٧ ، وسنن ابن ماجة ج ٢ ص ١١٧٢ ح ٣٥٤٣ ، والسنن الكبرى للبيهقي ج ٧ ص ٢١٨ ، ومجمع الزوائد ج ٥ ص ١٠١ ، وفتح الباري ج ١٠ ص ١٣٣ و ١٣٤ و ١٣٦ ، ومسند أبي داود الطيالسي ص ٣٣٩ ، والمصنف لابن أبي شيبة ج ٥ ص ٥٦٩ وج ٦ ص ٢٢٦ ،

١٠٢

ونستطيع أن نستخلص مما تقدم ما يلي :

١ ـ إن التحرز من المجذوم والمصاب بالطاعون مطلوب.

٢ ـ إنه لا يورد ذو عاهة على مصح.

٣ ـ إن ما شاع من أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد عاب الذين فروا من الطاعون : إنما هو لفرارهم من مواقعهم الدفاعية المتقدمة في ثغورهم ..

٤ ـ يجوز لمن يكون في منطقة الطاعون أن يتحول عنها ، إلى غيرها ما دام سليما ..

٥ ـ إذا بلغ الطاعون إلى أهل مسجد ، فليس لهم أن يفروا منه إلى غيره ، (ربما لأن ذلك يقرّب احتمال أن يكونوا مصابين بالمرض ، وإن لم تظهر عليهم أعراضه ، فيوجب ذلك انتقال المرض إلى مناطق أخرى) ..

وهذا لا ينافي جواز التحول من البلد التي وقع فيها الطاعون .. فإن وقوع الطاعون في بعض أحيائها لا يبرر منع سائر الناس من التحول عنها ،

__________________

والذرية الطاهرة النبوية ص ١٢٩ ، والمعجم الأوسط ج ٩ ص ١٠٧ ، وناسخ الحديث ومنسوخه لابن شاهين ص ٥١٧ ح ٥٢٦ ، والجامع الصغير ج ٢ ص ٧٣١ ح ٩٧٥٤ وص ٧٣٢ ح ٩٧٦٣ ، وكنز العمال ج ١٠ ص ٥٤ ح ٢٨٣٣٠ وص ٥٥ ح ٢٨٣٣٩ ، وفيض القدير ج ٦ ص ٥٠٨ ح ٩٧٥٤ وص ٥١١ ح ٩٧٦٣ ، والكامل لابن عدي ج ٦ ص ٢١٨ ، وتاريخ مدينة دمشق ج ٥٣ ص ٣٨٠ ، وإمتاع الأسماع ج ٨ ص ٢٧ ، وسبل الهدى والرشاد ج ١٢ ص ١٧١ ، والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٢٤٢ ، والنهاية في غريب الحديث ج ١ ص ٢٥٢ ، والطب النبوي لابن القيم ص ١١٦ ، ولسان العرب ج ١٢ ص ٨٨. وفي متون بعضها : لا تحدّوا ..

١٠٣

فإن احتمال ابتلائهم بالمرض يبدو ضعيفا ، بخلاف ما لو وصل المرض إلى بعض من في المسجد الواحد ، فإن احتمال ابتلاء سائر من فيه به يكون قويا ، زيزجب الإحتياط ..

قتال الملائكة في تبوك :

روي : أن النبي «صلى الله عليه وآله» لما غزا تبوك استخلف عليا «عليه السلام» على المدينة ، فلما نصر الله رسوله «صلى الله عليه وآله» ، وأغنم المسلمين أموال المشركين ورقابهم ، جلس رسول الله «صلى الله عليه وآله» في المسجد ، وجعل يقسم السهام على المسلمين ، فدفع إلى كل رجل سهما سهما ، ودفع إلى علي سهمين.

فقام زائدة بن الأكوع فقال : يا رسول الله ، أوحي نزل من السماء أو أمر من نفسك؟ تدفع إلى المسلمين سهما سهما ، وتدفع إلى علي سهمين.

فقال النبي «صلى الله عليه وآله» : أنشدكم الله ، هل رأيتم في ميمنة عسكركم صاحب الفرس الأغر المحجل ، والعمامة الخضراء ، لها ذؤابتان مرخاتان على كتفه ، بيده حربة ، وحمل على الميمنة فأزالها ، وحمل على القلب فأزاله؟

قالوا : نعم يا رسول الله لقد رأينا ذلك.

قال : ذلك جبريل ، وإنه أمرني أن أدفع سهمه إلى علي بن أبي طالب.

قال : فجلس زائدة مع أصحابه وقال قائلهم شعرا :

١٠٤

علي حوى سهمين من غير أن غزا

غزاة تبوك حبذا سهم مسهم (١)

ونقول :

قد دلت هذه الرواية على أنه قد جرى في تبوك قتال ، وحصل المسلمون على غنائم ، قسمها رسول الله «صلى الله عليه وآله» بين المسلمين ، ويؤيد ذلك حديث مناشدة علي «عليه السلام» لأهل الشورى ، حيث قال لهم : «أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر ، وسهم في الغائب»؟.

قالوا : لا (٢).

__________________

(١) راجع المصادر التالية : السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٤٢ عن الزمخشري في فضائل العشرة ، وشرح إحقاق الحق ج ٢٣ ص ٢٨٢ عن غاية المرام (نسخة جستربيتي) ص ٧٣ وج ٣١ ص ٥٦٥ ، وتفسير آية المودة للحنفي المصري ص ٧٤ عنه ، وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٢٣ ص ٢٨١ ، وعمدة القاري ج ١٦ ص ٢١٥ وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» لابن الدمشقي ج ١ ص ٧٨ وقال محقق الكتاب : والحديث رواه الحلواني في الباب الثالث من كتاب المقصد الراغب ، كما رواه أيضا الخفاجي في الثالثة عشرة من خصائص علي «عليه السلام» من خاتمة تفسير آية المودة الورق ٧٤ / ب /.

ورواه قبلهم جميعا الحافظ السروي في عنوان : «محبة الملائكة إياه» من كتابه مناقب آل أبي طالب (ط بيروت) ج ٢ ص ٢٣٨.

(٢) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» من تاريخ مدينة دمشق ج ٣ ص ٩٣ ، واللآلي المصنوعة ج ١ ص ٣٦٢ والضعفاء الكبير للعقيلي ج ١ ص ٢١١ و ٢١٢ وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج ٤٢ ص ٤٣٥ ، ومناقب علي بن أبي طالب «عليه السلام» وما نزل من القرآن في علي «عليه السلام» لأبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني ص ١٣١ وفيه بدل (الحاضر) و (الغائب):

١٠٥

وقال ابن العرندس المتوفى في حدود سنة ٨٤٠ ه‍ :

وتبوك نازل شوسها فأبادهم

ضربا بصارم عزمة لن يفللا (١)

ولكن المؤرخين لا يعترفون بحدوث قتال في تبوك ، فكيف نوفق بين هذا ، وذاك؟!.

ويمكن أن يجاب :

١ ـ بأن من الجائز أن تكون غنائم دومة الجندل ، التي أخذت في تبوك ، بقيت إلى حين عودة النبي «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة ، فقسمها رسول الله «صلى الله عليه وآله» في المسجد ، وأعطى أمير المؤمنين «عليه السلام» منها ..

٢ ـ لا ندري ، فلعل بعض جماعات أهل الشرك قد احتكت بالمسلمين في غزوة تبوك ، فنصر الله المسلمين عليها ، وغنّمهم أموالها ..

ثم إن المؤرخين أغمضوا النظر عن ذكر ذلك ، لما فيه من التنويه بأمير المؤمنين «عليه السلام» ، وإشاعة لفضائله ، فأراحوا أنفسهم ، ومن هم على شاكلتهم من عناء التماس المخارج ، والتأويلات ، حين يواجههم شيعة أمير المؤمنين «عليه السلام» بالحقيقة ..

والله هو العالم بالحقائق ..

__________________

(الخاص) و (العام) ، وكنز العمال ج ٥ ص ٧٢٥ ، والموضوعات لابن الجوزي ج ١ ص ٣٧٩ ، ومسند فاطمة «عليها السلام» للسيوطي ص ٢١ عنه ، وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٣١ ص ٣٢٣ ، والمناقب للخوارزمي ص ٣١٥.

(١) الغدير ج ٧ ص ٨ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج ٩ ص ٧٦.

١٠٦

الفصل العاشر :

في طريق العودة

١٠٧
١٠٨

قبل المسير :

عن أبي هريرة ، وعمر بن الخطاب وغيرهما : لما أجمع رسول الله «صلى الله عليه وآله» السير من تبوك أرمل الناس (١) إرمالا ، فشخص على ذلك من الحال.

قال أبو هريرة : فقالوا : يا رسول الله ، لو أذنت لنا فننحر نواضحنا فأكلنا وادّهنا؟

قال شيوخ محمد بن عمر : فلقيهم عمر بن الخطاب ، وهم على نحرها فأمرهم أن يمسكوا عن نحرها ، ثم دخل على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في خيمة له ، ثم اتفقوا ، فقال : يا رسول الله ، أأذنت للناس في نحر حمولتهم يأكلونها؟

قال شيوخ محمد : فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «شكوا إليّ ما بلغ منهم الجوع ، فأذنت لهم ، بنحر الرّفقة (٢) البعير والبعيرين ، ويتعاقبون فيما فضل منهم ، فإنهم قافلون إلى أهليهم».

__________________

(١) أي : فقد زادهم وافتقروا.

(٢) أي : الناقة التي ورم ضرعها ، والتي تقرّح إحليلها أو انسد فإذا كان ذلك قيل بها رفق أو ناقة رفقة.

١٠٩

فقال عمر : يا رسول الله لا تفعل ، فإن يك في الناس فضل من الظهر يكن خيرا ، فالظهر اليوم رقاق. ولكن يا رسول الله ادع بفضل أزوادهم ، ثم اجمعها ، وادع الله تعالى فيها بالبركة ، لعل الله تعالى أن يجعل فيها البركة.

كما فعلت في منصرفنا من الحديبية حين أرملنا ، فإن الله تعالى مستجيب لك.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «نعم».

فدعا بنطع فبسط ونادى منادي رسول الله «صلى الله عليه وآله» : من كان عنده فضل من زاد فليأت به.

فجعل الرجل يأتي بكف ذرة ، ويجيء الآخر بكف تمر ، ويجيء الآخر بكسرة. فيوضع كل صنف من ذلك على حدة ، وكل ذلك قليل ، وكان جميع ما جاؤوا به من السويق والدقيق والتمر ثلاثة أفراق حزرا ـ والفرق ثلثة آصع (١).

قال : فجزأنا ما جاؤوا به فوجدوه سبعة وعشرين صاعا. ثم قام رسول الله «صلى الله عليه وآله» فتوضأ وصلى ركعتين ، ثم دعا الله تعالى أن يبارك فيه ، ثم قال : «أيها الناس ، خذوا ولا تنتهبوا».

فأخذوه في الجرب والغرائر ، حتى جعل الرجل يعقد قميصه فيأخذ فيه.

قال أبو هريرة : وما تركوا في العسكر وعاء إلا ملأوه ، وأكلوا حتى شبعوا ، وفضلت فضلة.

قال بعض من الصحابة : لقد طرحت كسرة يومئذ من خبز ، وقبضة

__________________

(١) كذا في المصدر وهو جمع صاع كما في مجمع البحرين.

١١٠

من تمر ، ولقد رأيت الأنطاع تفيض ، وجئت بجرابين ، فملأت أحدهما سويقا ، والآخر خبزا ، وأخذت في ثوبي دقيقا كفاني إلى المدينة. قال : فأخذوا حتى صدروا.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «أشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، لا يأتي بها عبد غير شاك فيحجب عن الجنة».

وفي لفظ : «لا يأتي بها عبد محق إلا وقاه الله حر النار» (١).

وقال جابر بن عبد الله كما رواه ابن سعد أقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» بتبوك عشرين ليلة يقصر الصلاة (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٢ و ٤٦٣ عن مسلم وإسحاق بن راهويه ، وأبي يعلى ، وأبي نعيم ، وابن عساكر ، والواقدي ، والمغازي للواقدي ج ٣ ص ١٠٨٣ وراجع : إمتاع الأسماع ج ٢ ص ٧٠ و ٧١ وج ٥ ص ١٥١ و ١٥٢ وج ٩ ص ٢٦٤ و ٢٦٥.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٣ وج ٨ ص ٢٣٣ عن ابن سعد ، وابن حزم ، والواقدي وغيرهم ، وراجع : تذكرة الفقهاء (ط. ج) ج ٤ ص ٣٨٨ و (ط. ق) ج ١ ص ١٩٠ وفتح العزيز للرافعي ج ٤ ص ٤٥٠ والمجموع للنووي ج ٤ ص ٣٦١ والمبسوط للسرخسي ج ١ ص ٢٣٧ وج ١٠ ص ٧٥ والجوهر النقي ج ٣ ص ١٥٠ وكشاف القناع للبهوتي ج ١ ص ٦٢٧ والمحلى لابن حزم ج ٥ ص ٢٥ وج ٧ ص ١٤٩ وتلخيص الحبير ج ٤ ص ٤٥٠ وسبل السلام ج ٢ ص ٤٠ ونيل الأوطار ج ٣ ص ٢٥٦ ومسند أحمد ج ٣ ص ٢٩٥ وسنن أبي داود ج ١ ص ٢٧٦ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ١٥٢ ومجمع الزوائد ج ٢ ص ١٥٨ والمصنف للصنعاني ج ٢ ص ٥٣٢ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٢ ص ٣٤٢ ومنتخب مسند عبد بن حميد ص ٣٤٥ وصحيح ابن حبان ج ٦ ص ٤٥٦ و ٤٥٩ والمعجم الأوسط ج ٤

١١١

وقيل : بضع عشرة ليلة (١) ..

بعد بدء المسير :

وعن فضالة بن عبيد : أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» غزا غزوة تبوك ، فجهد الظهر جهدا شديدا ، فشكوا ذلك إليه ، ورآهم يزجون ظهرهم ، فوقف في مضيق والناس يمرون فيه ، فنفخ فيها وقال : «اللهم احمل عليها في سبيلك فإنك تحمل على القوي والضعيف ، والرطب واليابس ، في البر والبحر».

فاستمرت فما دخلنا المدينة إلا وهي تنازعنا أزمتها (٢).

__________________

ص ١٨٥ ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج ٢ ص ٤٣٥ وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج ١ ص ٢٧٢ ونصب الراية ج ٢ ص ٢٢٣ وموارد الظمآن ج ٢ ص ٢٦٥ والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج ١ ص ٢١٢ وكنز العمال ج ٨ ص ٢٣٦ وأضواء البيان للشنقيطي ج ١ ص ٢٧٦ وشرح السير الكبير للسرخسي ج ١ ص ٢٤١ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦٤٣ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٥٠ وإمتاع الأسماع للمقريزي ج ٢ ص ٧٠.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٤ عن ابن إسحاق ، وابن عقبة ، وراجع : السنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ١٥٢ وأضواء البيان للشنقيطي ج ١ ص ٢٧٧ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ٩٨ وإمتاع الأسماع ج ٥ ص ١١٣ وراجع : السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٥ وج ٣ ص ١١٩ والدرر لابن عبد البر ص ٢٤٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٧٣ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٨١ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ١ ص ٢٢٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٥٣ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٦٠.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٥ وفي هامشه عن : الطبراني في الكبير ج ١١

١١٢

ونقول :

إننا بالنسبة لما تقدم نذكر ما يلي :

نبي يحتاج إلى مرشد! :

قد أظهر النص المتقدم : أن نبي الإسلام «صلى الله عليه وآله» ، الذي صنعه الله على عينه ، كما صنع موسى «عليه السلام» ، وهو عقل الكل ، وإمام الكل ، ومدبر الكل ، وهو أكمل الخلق وأفضلهم ، أظهر أنه ـ والعياذ بالله ـ ضعيف الإدراك ، قاصر النظر ، يصدر لأصحابه تعليمات خاطئة ، من شأنها أن تودي بحياة ألوف من الناس .. حتى احتاج إلى رجل من أتباعه ليعلمه كيف يتصرف ، ويسدده ويرشده على ما يصنع ، رغم أن هذا المعلم لم يمنعه عقله من اعتقاد الشرك ، ومن عبادة الأحجار والأصنام ، طيلة عشرات السنين ، كما أنه قد عاش في جاهلية ، لم يعرف فيها شيئا من العلوم ، ولا اطلع على شيء من المعارف.

__________________

ص ٣٠١ وابن حبان ، وذكره الهيثمي في الموارد (١٧٠٦) وانظر المجمع ج ٦ ص ١٩٣ والبيهقي في الدلائل ج ٦ ص ١٥٥ وابن كثير في البداية ج ٦ ص ١٨٦ وراجع : مناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج ١ ص ٩٢ ومسند أحمد ج ٦ ص ٢٠ والآحاد والمثاني ج ٤ ص ١٣٢ وصحيح ابن حبان ج ١٠ ص ٥٣٥ والمعجم الكبير ج ١٨ ص ٣٠١ وكتاب الدعاء للطبراني ص ٢٦٥ ومسند الشاميين للطبراني ج ٢ ص ٦٨ وموارد الظمآن ج ٥ ص ٣٥١ وراجع : كنز العمال ج ٩ ص ٧٠ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٥٣ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١٢٤.

١١٣

على أن التعليل الذي قدمه عمر لم يتضمن ما يقنع سوى أنه ذكر هزال الإبل ، وهذا ليس تعليلا يستحق الوقوف عنده ، لأن حاجة الناس إلى الطعام هي المشكلة ، وهم يعرفون ويرون هزال تلك النواضح ، فيصبح هذا التعليل بلا معنى ، ويصبح المطلوب هو تنفيذ أوامر عمر ، الذي يريد التسويق لقرار اتخذه ، وأمر أصدره ، فقد قال : «إن يك في الناس فضل من ظهر يكن خيرا ، فالظهر اليوم رقاق» (١).

غير أننا لا نمنع أن يكون الناس قد نحروا من الإبل بعضها ، بعد أخذهم الإجازة من رسول الله «صلى الله عليه وآله» ..

ولعل هذا التطفل على رسول الله «صلى الله عليه وآله» محاولة لإظهار أنه قد أخطأ في إجازته للناس بنحر الظهر. ولم يؤد إلى نتيجة ، ولعله «صلى الله عليه وآله» لم يستجب لطلب عمر بإلغاء الإذن ..

واما حديث جمع الأزواد ، والدعاء بالبركة فيها ، فلعله كان في يوم جديد احتاجوا فيه للطعام ، فبادر «صلى الله عليه وآله» إلى صنع هذه الكرامة لهم ، من دون أن يكون هناك ارتباط بين الأمرين ..

صلاة الصبح تفوت النبي صلّى الله عليه وآله مرة أخرى :

عن أبي قتادة قال : بينا نحن نسير مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» في الجيش ليلا ، وهو قافل وأنا معه ، إذ خفق خفقة ، وهو على راحلته ، فمال على شقه ، فدنوت منه فدعمته فانتبه ، فقال : «من هذا»؟

__________________

(١) إمتاع الأسماع ج ٥ ص ١٥١ وج ٩ ص ٢٦٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٣ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٤١٧ و ٤٢٥ وج ٣ ص ١٠٣٨.

١١٤

فقلت : أبو قتادة يا رسول الله ، خفت أن تسقط فدعمتك.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «حفظك الله كما حفظت رسوله».

ثم سار غير كثير ، ثم فعل مثل ذلك ، فدعمته ، فانتبه ، فقال : «يا أبا قتادة ، هل لك في التعريس»؟

فقلت : ما شئت يا رسول الله.

فقال : «انظر من خلفك».

فنظرت ، فإذا رجلان أو ثلاثة ، فقال : «ادعهم».

فقلت : أجيبوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فجاؤوا ، فعرسنا ـ ونحن خمسة ـ برسول الله «صلى الله عليه وآله» ومعي إداوة فيها ماء وركوة لي أشرب فيها ، فنمنا فما انتبهنا إلا بحر الشمس ، فقلنا : إنا لله فاتنا الصبح.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «لنغيظن الشيطان كما غاظنا».

فتوضأ من ماء الإداوة ، ففضل فضلة فقال : «يا أبا قتادة ، احتفظ بما في الإداوة والركوة ، فإن لهما شأنا».

وصلى «صلى الله عليه وآله» بنا الفجر بعد طلوع الشمس ، فقرأ بالمائدة ، فلما انصرف من الصلاة قال : «أما إنهم لو أطاعوا أبا بكر وعمر لرشدوا».

وذلك أن أبا بكر وعمر أرادا أن ينزلا بالجيش على الماء ، فأبوا ذلك عليهما ، فنزلوا على غير ماء بفلاة من الأرض.

فركب رسول الله «صلى الله عليه وآله» فلحق الجيش عند زوال الشمس ونحن معه. وقد كادت أعناق الخيل والرجال والركاب تقطع عطشا ، فدعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالركوة ، فأفرغ ما في الإداوة فيها. ووضع أصابعه عليها ، فنبع الماء من بين أصابعه.

١١٥

وأقبل الناس فاستقوا وفاض الماء حتى رووا ، ورووا خيلهم ، وركابهم ، وكان في العسكر اثنا عشر ألف بعير ، والناس ثلاثون ألفا ، والخيل اثنا عشر ألف فرس ، فذلك قول رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «احتفظ بالركوة والإداوة» (١).

النبي صلّى الله عليه وآله يلعن أربعة سبقوه إلى الماء :

قال ابن إسحاق ، ومحمد بن عمر : وأقبل رسول الله «صلى الله عليه وآله» قافلا حتى إذا كان بين تبوك وواد يقال له : وادي الناقة ـ وقال ابن إسحاق : يقال له : وادي المشقق ـ وكان فيه وشل ، يخرج منه في أسفله قدر ما يروي الراكبين أو الثلاثة ، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «من سبقنا إلى ذلك الوشل فلا يستقين منه شيئا حتى نأتيه».

فسبقه إليه أربعة من المنافقين : معتب بن قشير ، والحارث بن يزيد الطائي حليف في بني عمرو بن عوف ، ووديعة بن ثابت ، وزيد بن اللصيت.

فلما أتاه رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقف عليه فلم ير فيه شيئا.

فقال : «من سبقنا إلى هذا الماء»؟

فقيل : يا رسول الله ، فلان وفلان.

فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «ألم أنهكم»؟

فلعنهم ، ودعا عليهم ، ثم نزل ووضع يده تحت الوشل ، ثم مسحه

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد جص ٤٦٤ عن الواقدي ، وأبي نعيم والمغازي للواقدي ج ٣ ص ١٠٤٠ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١١٢ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٧٢ وج ٥ ص ٩٨.

١١٦

بإصبعيه حتى اجتمع منه في كفه ماء قليل ، ثم نضحه به ، ثم مسحه بيده ، ثم دعا بما شاء الله أن يدعو ، فانخرق منه الماء ـ قال معاذ بن جبل : والذي نفسي بيده لقد سمعت له من شدة انخراقه مثل الصواعق.

فشرب الناس ما شاؤوا ، واستقوا ما شاؤوا ، ثم قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» للناس : «لئن بقيتم. أو من بقي منكم» ـ لتسمعن بهذا الوادي وهو أخصب مما بين يديه ومما خلفه (١).

قال سلمة بن سلامة بن وقش : قلت لوديعة بن ثابت : ويلك أبعد ما ترى شيء؟ أما تعتبر؟

قال : قد كان يفعل بهذا مثل هذا قبل هذا.

ثم سار رسول الله «صلى الله عليه وآله» (٢).

النبي صلّى الله عليه وآله يسقي الجيش من قربة واحدة :

وعن جماعة من أهل المغازي قالوا : بينا رسول الله «صلى الله عليه وآله» يسير منحدرا إلى المدينة ، وهو في قيظ شديد ، عطش العسكر بعد المرتين الأوليين عطشا شديدا ، حتى لا يوجد للشفة ماء قليل ولا كثير ، فشكوا

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٤ و ٤٦٥ عن الواقدي وابن اسحاق والمغازي للواقدي ج ٣ ص ١٠٣٩ ومعجم البلدان ج ٥ ص ١٣٥ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٧٣ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٢٣ وإمتاع الأسماع ج ٥ ص ١١٣ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٦٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٣٢.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٥ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٧٢ وج ٥ ص ١١٤ وراجع : البحار ج ٢١ ص ٢٥٠.

١١٧

ذلك لرسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فأرسل أسيد بن الحضير في يوم صائف ، وهو متلثم ، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «عسى أن تجد لنا ماء».

فخرج أسيد وهو فيما بين تبوك والحجر في كل وجه ، فيجد راوية من ماء مع امرأة من بلي ، فكلمها أسيد ، وأخبرها خبر رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فقالت : فهذا الماء ، فانطلق به إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقد وصفت له الماء وبينه وبين الطريق هنيهة.

فلما جاء أسيد بالماء دعا فيه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ودعا فيه بالبركة ، ثم قال : «هلم أسقيتكم». فلم يبق معهم سقاء إلا ملأوه ، ثم دعا بركابهم وخيولهم ، فسقوها حتى نهلت.

ويقال : إنه «صلى الله عليه وآله» أمر بما جاء به أسيد فصبه في قعب عظيم من عساس أهل البادية ، فأدخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيه يده ، وغسل وجهه ، ويديه ، ورجليه ، ثم صلى ركعتين ، ثم رفع يديه مدا ، ثم انصرف وإن القعب ليفور ، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» للناس : «ردوا».

فاتسع الماء ، وانبسط الناس حتى يصف عليه المائة والمائتان فارتووا ، وإن القعب ليجيش بالرواء ، ثم راح رسول الله «صلى الله عليه وآله» مبردا مترويا (١) ..

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٦٥ عن أبي نعيم والواقدي ، وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٧٣ وج ٥ ص ١٠٧.

١١٨

ونقول :

لا حاجة إلى الإعادة :

إن عددا من القضايا والمزاعم التي تضمنتها النصوص المتقدمة قد تم بحثها في ثنايا هذا الكتاب ، ولعل بعضها قد بحث أكثر من مرة أيضا ، فلا حاجة إلى الإعادة هنا.

ومن الأمور التي بحثت سابقا :

١ ـ حديث نومه «صلى الله عليه وآله» عن صلاة الصبح.

٢ ـ حديث سقي الناس الماء الذي نبع من بين أصابعه «صلى الله عليه وآله».

٣ ـ حديث الذين خالفوا نهي رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن الإستقساء من عين كانت على الطريق ، فخالفه بعضهم ، فلعنهم «صلى الله عليه وآله» ودعا عليهم.

غير أننا نحاول أن نثير هنا بعض التساؤلات ، أو نعرض عن بعض البيانات الأخرى ، فنقول :

النبي صلّى الله عليه وآله مال إلى شقه فأسنده :

ذكر في ما تقدم : أن النبي «صلى الله عليه وآله» ، خفق خفقة ، فمال إلى شقه فدعمه أبو قتادة ..

ونقول :

ألف : إن المتوقع لمن ينام على راحلته أن يسقط عنها ، لا مجرد أن يميل على شقه ، لأن المفروض : أنه لم يربط عليها ، بحبل ، ولا بغيره ..

١١٩

ب : وزعم أبو قتادة : أنه قد دعم رسول الله «صلى الله عليه وآله» لكي لا يقع. والسؤال هو : كيف دعمه؟!

هل كان أبو قتادة راكبا على راحلة ، أو كان ماشيا؟! فإن كان على راحلته فكيف استطاع أن يصل إليه لكي يدعمه؟ إلا إذا كانت ذراع أبي قتادة بطول مترين أو أكثر ..

وإن كان ماشيا على قدميه ، فهل كان أبو قتادة طويل القامة بحيث يوازي ارتفاع الراحلة ، أو أكثر من ذلك؟!

ج : ما ذا لو أن أبا قتادة لم يلتفت إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، ووقع عن ظهر الراحلة؟! ألا يعد ركوبه الراحلة ، وهو يغالب النوم مخاطرة لا يحسن أن تصدر من مثله «صلى الله عليه وآله»؟!.

د : ولماذا لم يبادر إلى التعريس من المرة الأولى ، بل بقي على ظهر راحلته حتى عرض نفسه للخطر مرة أخرى؟!

ه : قد صرحت النصوص : أن النبي «صلى الله عليه وآله» إنما تنام عيناه ولا ينام قلبه ..

وفي نصوص أخرى : أنه «صلى الله عليه وآله» يعرف ما يجري حوله.

وقد تقدم طرف منها في هذا الكتاب ، فراجع.

أين الجيش؟ :

وقد زعمت رواية نوم النبي «صلى الله عليه وآله» عن صلاته : أنه «صلى الله عليه وآله» طلب من أبي قتادة أن ينظر خلفه ، فنظر ، فلم يجد سوى ثلاثة فعرسوا وهم خمسة فقط ، ثم ناموا ، فلم ينتبهوا إلا بحر

١٢٠