الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٩

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٩

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-201-3
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٣٥

الركائز والمنطلقات الفكرية والعقائدية للناس ، فأسس المهدي ـ والظاهر أن هذه هي فكرة أبيه المنصور من قبل ـ فرقة تدّعي : أن الإمام بعد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو العباس بن عبد المطلب ، ثم ولده عبد الله ، ثم ولده .. وهكذا .. إلى أن ينتهي الأمر إلى العباسيين.

ولكنهم أجازوا بيعة علي «عليه‌السلام» ، لأن العباس نفسه كان قد أجازها .. وادّعوا : أن الإرث للعم دون البنت ، ولذلك فإن حق الخلافة لا يصل إلى الحسن والحسين «عليهما‌السلام» ، عن طريق فاطمة صلوات الله وسلامه عليها.

واهتموا في إظهار هذا الأمر وتثبيته كثيرا ، حتى قال شاعرهم :

أنى يكون وليس ذاك بكائن

لبني البنات وراثة الأعمام

فنال على هذا البيت مالا عظيما.

وهذا موضوع واسع ومتشعب ، وقد تحدثنا عنه وأوردنا له بعض الشواهد في كتابنا : «الحياة السياسية للإمام الرضا «عليه‌السلام» ص ٧٨ ـ ٨١ فليراجعه من أراد.

الخطة .. ومواجهتها :

ولكن هذا الخط السياسي ، وإن حظي بكثير من الدعم والإصرار من قبل الحكام ، وكل أعوانهم .. وقد جندوا كل طاقاتهم المعنوية والمادية من أجل تأكيده وتثبيته .. إلا أنه قد كان ثمة عقبة كؤود تواجههم ، وتعترض سبيل نجاحهم في تشويه الحقيقة ، وتزوير التاريخ ، وهي وجود أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، الذين يملكون أقوى الحجج ، وأعظم

٤١

الدلائل والشواهد من القرآن ، ومن الحديث المتواتر ، ومن المواقف النبوية المتضافرة ، التي يعرفها ورآها وسمعها عدد هائل من صحابة الرسول الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وسمعها منهم التابعون ، ثم من بعدهم ..

وكان من جملة تلك الحجج الدامغة «آية المباهلة» بالذات .. وكم رأينا من مواقف للأمويين وللعباسيين على حد سواء يصرون فيها على نفي بنوة الحسنين «عليهما‌السلام» له «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. فكانت تواجه من قبل أهل البيت «عليهم‌السلام» وشيعتهم ، والمنصفين من غيرهم بالإحتجاجات القوية والفاصلة .. الأمر الذي جعل «السحر ينقلب على الساحر» ..

وسرعان ما أدركوا : أن أسلوب الحجاج والمنطق ، من شأنه أن يظهر الحق الذي يجهدون في إخفائه ، وتشويهه .. فكانوا يعملون على عزل الأئمة وشيعتهم عن الساحة ، وإبعادهم عن الأنظار ، عن طريق الإرهاب والإضطهاد والتنكيل ، حتى إذا وجدوا أن ذلك لا يجدي ، تصدوا لتصفيتهم جسديا .. بالسم تارة ، وبالسيف أخرى ..

أمثلة تاريخية هامة :

ونستطيع أن نذكر هنا بعض ما يتضمن محاولتهم نفي بنوة الحسنين «عليهما‌السلام» له «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، واحتجاجات الأئمة وغيرهم عليهم في ذلك .. وبعضه يتضمن الإستدلال بآية المباهلة .. وذلك في ضمن النقاط التالية :

١ ـ عن ذكوان ، مولى معاوية ، قال : «قال معاوية : لا أعلمنّ أحدا

٤٢

سمى هذين الغلامين (١) ابني رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله». ولكن قولوا : ابني علي «عليه‌السلام».

قال ذكوان : فلما كان بعد ذلك ، أمرني أن أكتب بنيه في الشرف.

قال : فكتبت بنيه وبني بنيه ، وتركت بني بناته .. ثم أتيته بالكتاب ، فنظر فيه ، فقال : ويحك ، لقد أغفلت كبر بنيّ!

فقلت : من؟

فقال : أما بنو فلانة ـ لابنته ـ بنيّ؟. أما بنو فلانة ـ لابنته ـ بنيّ؟.

قال : قلت : الله!! أيكون بنو بناتك بنيك ، ولا يكون بنو فاطمة بني رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟!

قال : ما لك؟ قاتلك الله! لا يسمعنّ هذا أحد منك؟! ..» (٢).

٢ ـ جاء عن الإمام الحسن «عليهما‌السلام» محتجا على معاوية قوله :

«فأخرج رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من الأنفس معه أبي ، ومن البنين أنا وأخي ، ومن النساء فاطمة أمي ، من الناس جميعا ، فنحن أهله ، ولحمه ودمه ، ونفسه ، ونحن منه وهو منا» (٣).

٣ ـ قال الرازي في تفسير قوله تعالى : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ

__________________

(١) الغلام : الكهل. والطار الشارب ، فهو من الأضداد ، راجع : أقرب الموارد ج ٢ ص ٤٨٤ ، والبحار ج ٣٣ ص ٢٥٨ وكشف الغمة للإربلي ج ٢ ص ١٧٢.

(٢) كشف الغمة للأربلي ج ٢ ص ١٧٦ والبحار ج ٣٣ ص ٢٥٨.

(٣) ينابيع المودة ص ٤٧٩ عن الزرندي المدني ، وص ٤٨٢ و ٥٢ وتفسير البرهان ج ٢ ص ٢٨٦ وأمالي الطوسي ج ٢ ص ١٧٢ وفي (ط دار الثقافة قم) ص ٥٦٤ والبحار ج ١٠ ص ١٤١ وج ٦٩ ص ١٥٤ وكتاب الولاية لابن عقدة ص ١٨٦.

٤٣

وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ ..) إلى قوله : (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى) (١) ـ بعد أن ذكر دلالة الآية على بنوة الحسنين «عليه‌السلام» للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ـ قال ـ : «ويقال : إن أبا جعفر الباقر استدل بهذه الآية عند الحجاج بن يوسف» (٢).

٤ ـ إحتج أمير المؤمنين علي «عليه‌السلام» يوم الشورى على المجتمعين ، بأن الله ، تعالى جعله نفس النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وجعل ابنيه ابنيه ، ونساءه نساءه (٣).

٥ ـ عن الشعبي ، قال : كنت عند الحجاج ، فأتي بيحيى بن يعمر ، فقيه خراسان ، من بلخ ، مكبلا بالحديد فقال له الحجاج : أنت زعمت : أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟

فقال : بلى.

فقال الحجاج : لتأتيني بها واضحة بيّنة من كتاب الله (!!) ، أو لأقطعنّك عضوا عضوا.

فقال : آتيك بها بيّنة واضحة من كتاب الله يا حجاج.

قال : فتعجبت من جرأته بقوله : يا حجاج.

__________________

(١) الآيتان ٨٤ و ٨٥ من سورة الأنعام.

(٢) تفسير الرازي ج ١٣ ص ٦٦ وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج ١ ص ٢٤١ عنه.

(٣) ينابيع المودة ص ٢٦٦ عن الدارقطني ، والصواعق المحرقة ص ١٥٤ وفضائل الخمسة ج ١ ص ٢٥٠ وحياة أمير المؤمنين «عليه‌السلام» للسيد محمد صادق الصدر ص ٢٠٥ عن الصواعق ، والبحار ج ٣٥ ص ٢٦٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٤٣٢ وكشف الغمة للإربلي ج ١ ص ٣٨٥ وكتاب الولاية لابن عقدة ص ١٧٧.

٤٤

فقال له : ولا تأتني بهذه الآية : (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ).

فقال : آتيك بها بيّنة واضحة من كتاب الله ، وهو قوله : (وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ ..) إلى قوله : (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى) (١). فمن كان أبو عيسى ، وقد ألحق بذرية نوح؟!.

قال : فأطرق الحجاج مليا ، ثم رفع رأسه فقال : كأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله حلّوا وثاقه الخ ..» (٢).

وفي نور القبس : أنّ الحجاج طلب منه أن لا يعود لذكر ذلك ، ونشره.

٦ ـ لسعيد بن جبير قصة مع الحجاج شبيهة بقصة يحيى بن يعمر ، فلا نطيل بذكرها (٣).

٧ ـ سأل هارون الرشيد الإمام الكاظم «عليه‌السلام» ، فقال له : كيف قلتم : إنّا ذرية النبي ، والنبي لم يعقب ، وإنما العقب للذكر لا للأنثى ، وأنتم ولد البنت ، ولا يكون له عقب؟

فسأله «عليه‌السلام» أن يعفيه ، فلم يقبل ، فاحتج «عليه‌السلام» بأن

__________________

(١) الآيتان ٨٤ و ٨٥ من سورة الأنعام.

(٢) تفسير الرازي ج ٢ ص ١٩٤ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٦٤ وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج ٢ ص ٢٤٧ و ٢٤٨ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٨ عن ابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، والحاكم ، والبيهقي ، والغدير ج ٧ ص ١٢٣ عن تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٢ ص ١٥٥ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٨٩ ، وراجع : العقد الفريد ج ٥ ص ٢٠ ونور القبس ص ٢١ و ٢٢ والكنى والألقاب ج ١ ص ١٢.

(٣) مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٨٩ و ٩٠ والبحار الأنوار ج ٤٣ ص ٢٢٩ والخصائص الفاطمية للكجوري ج ٢ ص ٥٥٨.

٤٥

القرآن قد اعتبر عيسى من ذرية إبراهيم في آية سورة الأنعام ، مع أنه ينتسب إليه عن طريق الأم. ثم احتج عليه بآية المباهلة ، حيث قال الله تعالى فيها : (أَبْناءَنا) (١).

٨ ـ إن عمرو بن العاص أرسل إلى أمير المؤمنين «عليه‌السلام» يعيبه بأشياء ، منها : أنه يسمي حسنا وحسينا ولدي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

فقال لرسوله : «قل للشانيء ابن الشانيء : لو لم يكونا ولديه لكان أبتر ، كما زعم أبوك» (٢).

٩ ـ قال الحسين صلوات الله وسلامه عليه في كربلاء : «اللهم إنّا أهل بيت نبيك ، وذريته وقرابته ، فاقصم من ظلمنا ، وغصبنا حقنا ، إنك سميع قريب».

فقال محمد بن الأشعث : أي قرابة بينك وبين محمد؟!.

فقال الحسين «عليه‌السلام» : «اللهم إن محمد بن الأشعث يقول : ليس بيني وبين محمد قرابة ، اللهم أرني فيه في هذا اليوم ذلا عاجلا ، فاستجاب الله دعاءه الخ ..» (٣).

__________________

(١) نور الأبصار ص ١٤٨ و ١٤٩ وعيون أخبار الرضا ج ١ ص ٨٤ و ٨٥ تفسير نور الثقلين ج ١ ص ٢٨٩ و ٢٩٠ وتفسير الميزان ج ٣ ص ٢٣٠ وتفسير البرهان ج ١ ص ٢٨٩ وذخيرة المعاد (ط. ق) للسبزواري ج ١ ق ٣ ص ٤٨٧ وجواهر الكلام ج ١٦ ص ٩٥ وعيون أخبار الرضا «عليه‌السلام» ج ٢ ص ٨٠ والإحتجاج ج ٢ ص ١٦٤ والبحار ج ٤٨ ص ١٢٨ وج ٩٣ ص ٢٤٠.

(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ٢٠ ص ٣٣٤.

(٣) مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٢٤٩ ومقتل الحسين للمقرم ص ٢٧٨ عنه ، والمناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٢١٥ والبحار ج ٤٥ ص ٣٠٢.

٤٦

١٠ ـ وقد أوضح الباقر «عليه‌السلام» لنا : أنه قد كانت سياسات الآخرين تقضي بنفي بنوة الحسنين «عليهما‌السلام» للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فراجع ما قاله «عليه‌السلام» في ذلك (١).

هذا ولهم «عليهم‌السلام» احتجاجات أخرى بآية المباهلة على خلافة أمير المؤمنين ، وعلى أفضليته «عليه‌السلام» ، وغير ذلك ، لا مجال لذكرها هنا (٢).

مفارقة :

وبعد أن اتضح : أن السياسة الأموية كانت تقضي بأن يستبعد اسم علي «عليه‌السلام» من جملة من باهل بهم النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ثم الإصرار على نفي بنوة الحسنين «عليهما‌السلام» لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

فإننا نجدهم يصرون على خؤولة معاوية للمؤمنين ، ويجعلون ذلك ذريعة للإنكار على من ذكر معاوية بسوء ، ولكنهم إذا ذكر محمد بن أبي بكر

__________________

(١) راجع : تفسير القمي ج ١ ص ٢٠٩ والحدائق الناضرة للبحراني ج ١٢ ص ٣٩٨ وج ٢٢ ص ٢٤٤ وجواهر الكلام ج ١٦ ص ٩٣ والكافي ج ٨ ص ٣١٧ والبحار ج ٤٣ ص ٢٣٢ وج ٩٣ ص ٢٣٩ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٣٤٨ وتفسير الميزان ج ٧ ص ٢٦٣ والعدد القوية للحلي ص ٤٠.

(٢) لا بأس بمراجعة البحار ج ٣٥ ص ٢٥٧ وج ٤٩ ص ١٨٨ وتفسير الميزان ج ٢ ص ٢٣٠ و ٣٢٩ وتفسير البرهان ج ١ ص ٢٨٦ و ٢٨٧ والفصول المختارة للشريف المرتضى ص ٣٨ وغير ذلك.

٤٧

بسوء رضوا أو أمسكوا ، ومالوا مع ذاكره ، وخؤولته ـ حسب منطقهم ـ ظاهرة بائنة.

وقد نفرت قلوبهم من علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» ، لأنه حارب معاوية وقاتله ، وسكنت قلوبهم عند قتل عمار ومحمد بن أبي بكر ، وله حرمة الخؤولة ، وهو أفضل من معاوية ، وأبوه خير من أبي معاوية ، وما ذلك إلا خديعة أو جهالة ، وإلا فلماذا لا يستنكرون قتل محمد بن أبي بكر ولا يذكرون خؤولته للمؤمنين؟! (١).

من مواقف الإمام الحسن عليه‌السلام :

نعم .. ولم يقتصر الأئمة في تصديهم للمغرضين والحاقدين ، والوقوف في وجه سياساتهم تلك بحزم وصلابة ـ على مواقف الحجاج هذه ، بل تعدّوا ذلك إلى المناسبات الأخرى ، واستمروا يعلنون بهذا الأمر على الملأ ، ويؤكدون عليه في كثير من المناسبات والمواقف الحساسة ، وكشفوا زيف تلك الدعاوى بشكل لا يدع مجالا لأي شك أو ريب ..

وقد صدع الإمام الحسن «عليه‌السلام» بهذا الأمر أيضا في أكثر من مناسبة ، وأكثر من موقف ..

ولم يكن يكتفي بإظهار وإثبات بنوّته لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وحسب .. وإنما كان يهتم بالتأكيد على أن حق الإمامة والخلافة له وحده ، ولا تصل النوبة إلى معاوية وأضرابه ، لأن معاوية ليس فقط يفقد

__________________

(١) مقتبس من كتاب : المعيار والموازنة ص ٢١.

٤٨

المواصفات الضرورية لهذا الأمر ، وإنما هو يتصف بالصفات التي تنافيها وتنقضها بصورة أساسية .. وكمثال على كل ذلك نذكر :

١ ـ أنه «عليه‌السلام» يخطب فور وفاة أبيه أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، فيقول : «أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني ، فأنا الحسن بن علي ، وأنا ابن النبي ، وأنا ابن الوصي» (١).

لاحظ كلمة : «الوصي» في هذه العبارة الأخيرة.

وفي نص آخر أنه قال : «فأنا الحسن بن محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله(٢).

__________________

(١) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٧٢ وذخائر العقبى ص ١٣٨ عن الدولابي ، وكشف الغمة للأربلي ج ٢ ص ١٧٣ عن الجنابذي على ما يظهر ، ومسائل علي بن جعفر ص ٣٢٩ وأمالي الصدوق ص ٢٤٤ وتحف العقول ص ٢٣٢ ومقاتل الطالبيين ص ٣٣ وأمالي الطوسي ص ٢٧٠ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ١٧٨ وذخائر العقبى للطبري ص ١٣٨ و ١٤٠ والبحار ج ٢٥ ص ٢١٤ وج ٤٣ ص ٣٣١ و ٣٥٥ وج ٤٤ ص ٤١.

(٢) راجع : الفصول المهمة للمالكي ص ١٤٦ وتفسير فرات ص ٧٠ و ٧٢ وكشف الغمة للأربلي ج ٢ ص ١٥٩ وينابيع المودة ص ٢٢٥ و ٣٠٢ و ٢٧٠ و ٤٧٩ و ٤٨٢ عن أبي سعد في شرف النبوة ، والطبراني في الكبير ، والبزار ، والزرندي المدني ، وغيرهم ، وإرشاد المفيد ص ٢٠٧ وفرائد السمطين ج ٢ ص ١٢٠ ومستدرك الحكام ج ٣ ص ١٧٢ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٤٦ وحياة الصحابة ج ٣ ص ٥٢٦ وذخائر العقبى ص ١٣٨ و ١٤٠ وعن الدولابي في الذرية الطاهرة ، ونزهة المجالس ج ٢ ص ١٨٦ والمحاسن والمساوي ج ١ ص ١٣٢ و ١٣٣ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ١١ و ١٢ والإحتجاج ج ١ ص ٤١٩ والبحار ج ٤٤ وأمالي الشيخ الطوسي ج ١ ص ١٢ وإعلام الورى ص ٢٠٨ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٦ ص ٣٠.

٤٩

وقال حينئذ أيضا : «أنا ابن البشير النذير ، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، أنا ابن السراج المنير ، أنا ابن من أذهب الله عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا ، أنا من أهل بيت افترض الله طاعتهم في كتابه الخ ..».

ثم قام ابن عباس ، فقال : «هذا ابن بنت نبيكم ، ووصي إمامكم فبايعوه» (١).

وفي نص آخر : أنه «عليه‌السلام» قال حينئذ أيضا : «وعنده نحتسب عزاءنا في خير الآباء رسول الله الخ ..» (٢).

٢ ـ وفي مناسبة أخرى في الشام ، طلب منه معاوية ـ بمشورة عمرو بن العاص ـ أن يصعد المنبر ، ويخطب ـ رجاء أن يحصر ـ فصعد المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم أورد خطبة هامة ، تضمنت ما تقدم ، وسواه الشيء الكثير ، قال الراوي : «ولم يزل به حتى أظلمت الدنيا على معاوية ، وعرف الحسن من لم يكن عرفه من أهل الشام وغيرهم ، ثم نزل.

فقال له معاوية : أما إنك يا حسن قد كنت ترجو أن تكون خليفة ، ولست هناك!

فقال الحسن «عليه‌السلام» : أما الخليفة فمن سار بسيرة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وعمل بطاعة الله عزوجل. وليس الخليفة من سار بالجور ، وعطل السنن ، واتخذ الدنيا أما وأبا ، وعباد الله خولا ، وماله دولا ، ولكن ذلك أمر ملك أصاب ملكا ، فتمتع منه قليلا ، كأن قد انقطع عنه ..»

__________________

(١) الفصول المهمة لابن الصباغ ج ٢ ص ٧١٧ والإرشاد للمفيد ج ٢ ص ٨ والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) للحلي ص ١٤٥ والبحار ج ٤٣ ص ٣٦٢ وإعلام الورى ج ١ ص ٤٠٧ وكشف الغمة للإربلي ج ٢ ص ١٥٦ و ١٦١.

(٢) البحار ج ٤٣ ص ٣٦٣ وكفاية الأثر للقمي ص ١٦١.

٥٠

إلى آخر كلامه عليه‌السلام (١).

ونفس هذه القضية تذكر له مع معاوية ، حينما جرى الصلح بينهما في الكوفة (٢).

وهذا يؤيد ما ذكره البعض : من أن معاوية قد دس السم الى الإمام الحسن «عليه‌السلام» ، لأنه كان يقدم عليه إلى الشام (٣).

٣ ـ وفي نص آخر : أن معاوية طلب من الإمام الحسن «عليه‌السلام» : أن يصعد على المنبر ، ويخطب .. فصعد المنبر وخطب ، وصار يقول : أنا ابن ، أنا ابن .. إلى أن قال : «لو طلبتم ابنا لنبيكم ما بين لابتيها لم تجدوا غيري وغير أخي» (٤). ومن أراد الرواية بطولها فليراجع المصادر.

٤ ـ وفي نص آخر : أن معاوية طلب منه : أن يصعد المنبر وينتسب ،

__________________

(١) الإحتجاج ج ١ ص ٤١٩ والخرائج والجرائح ص ٢١٨ ومقاتل الطالبيين ص ٤٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٦ ص ٤٩ والكلام الأخير موجود أيضا في مصادر أخرى فراجع الهامش التالي.

(٢) ذخائر العقبى ص ١٤٠ عن أبي سعد ، وراجع : مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٢٦ لكن فيه : أن ذلك كان بالمدينة ، والبحار ج ٤٤ ص ١٢٢ والمحاسن والمساوي ج ١ ص ١٣٣ وراجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٦ ص ٤٩ ومقاتل الطالبيين ص ٧٣ والإمام الحسن لآل يس ص ١١٠ ـ ١١٤ وتحف العقول ص ١٦٤.

(٣) الغدير ج ١١ ص ٨ عن طبقات ابن سعد.

(٤) المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ١٢ عن العقد الفريد والمدائني والمناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ١٧٨ وليراجع : مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٢٦ والبحار ج ١٠ ص ١٤٣ وج ٤٣ ص ٣٥٥ و ٣٥٦ وعيون الأخبار لابن قتيبة ج ٢ ص ١٧٢ والإحتجاج ج ١ ص ٤٢٠ وكتاب الولاية لابن عقدة ص ١٨٨.

٥١

فصعد ، وصار يقول : بلدتي مكة ومنى ، وأنا ابن المروة والصفا ، وانا ابن النبي المصطفى ..

إلى أن قال : فأذن المؤذن ، فقال : أشهد أن محمدا رسول الله ، فالتفت إلى معاوية ، فقال : أمحمد أبي؟ أم أبوك؟! فإن قلت : ليس بأبي ، كفرت ، وإن قلت : نعم ، فقد أقررت ..

ثم قال : أصبحت العجم تعرف حق العرب بأنّ محمدا منها ، يطلبون حقنا ، ولا يردون إلينا حقنا» (١).

٥ ـ وفي مناسبة أخرى ، طلب منه معاوية أن يخطب ويعظهم ، فخطب وصار يقول : أنا ابن رسول الله ، أنا ابن صاحب الفضايل ، أنا ابن صاحب المعجزات والدلايل ، أنا ابن أمير المؤمنين ، أنا المدفوع عن حقي .. إلى أن قال : أنا إمام خلق الله ، وابن محمد رسول الله ، فخشي معاوية أن يتكلم بما يفتن به الناس ، فقال : إنزل ، فقد كفى ما جرى ، فنزل» (٢).

٦ ـ بل لقد رأينا معاوية يعترف له بهذا الأمر ، فيقول له مرة في كلام له :

«ولا سيما أنت يا أبا محمد ، فإنك ابن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وسيد شباب أهل الجنة» (٣).

__________________

(١) المناقب لابن شهرآشوب ج ٤ ص ١٢ وفي (ط مطبعة الحيدرية النجف) ج ٣ ص ١٧٨ والبحار ج ٤٣ ص ٣٥٦ وراجع ج ٤٤ ص ١٢١ و ١٢٢ وتحف العقول ص ٢٣٢ والخرايج والجرايح ص ٢١٧ و ٢١٨.

(٢) أمالي الصدوق ص ١٥٨ والخرائج والجرائح للراوندي ج ١ ص ٢٣٧ والبحار ج ٤٣ ص ٣٣٢ وج ٤٤ ص ٨٩.

(٣) المحاسن والمساوي ج ١ ص ١٢٢.

٥٢

ويدخل في هذا المجال أيضا : قول الإمام الحسن «عليه‌السلام» لأبي بكر ، وقول الإمام الحسين «عليه‌السلام» لعمر : انزل عن منبر أبي ، حسبما سيأتي ، إن كان المقصود بأبي : هو النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، كما يظهر من اعترافهما لهما. وإن كان المقصود به أباهما أمير المؤمنين ـ كما احتمله بعض المحققين (١) ـ فيدخل في مجال احتجاجاتهما «عليهما‌السلام» على أحقيتهم بالأمر ، دون كل أحد سواهم .. ويكونان قد انتزعا منهما اعترافا صريحا وهاما في هذا المجال.

والإمام الحسين عليه‌السلام أيضا :

وبعد ذلك ، فإنا نجد الإمام الحسين «عليه‌السلام» يخطب الناس ، ويقول : «أقررتم بالطاعة ، وآمنتم بالرسول محمد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ثم إنكم زحفتم إلى ذريته وعترته ، تريدون قتلهم ..

إلى أن قال : ألست أنا ابن بنت نبيكم ، وابن وصيه ، وابن عمه» (٢).

ويقول في موضع آخر ، حينما اشتد به الحال : «ونحن عترة نبيك ، وولد نبيك ، محمد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، الذي اصطفيته بالرسالة الخ ..» (٣).

__________________

(١) هو المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني «رحمه‌الله».

(٢) مقتل الحسين للمقرم ص ٢٧٤ عن مقتل محمد بن أبي طالب الحايري والبحار ج ٤٥ ص ٦.

(٣) المصدر السابق عن الإقبال ، ومصباح المتهجد ، وعنهما في مزار البحار ص ١٠٧ باب زيارته يوم ولادته ، ومصباح المتهجد للطوسي ص ٨٢٧ والمزار للمشهدي ص ٣٩٩ وإقبال الأعمال لابن طاووس ج ٣ ص ٣٠٤ والبحار ج ٩٨ ص ٣٤٨.

٥٣

ويقول في وصف جيش يزيد ، في يوم عاشوراء : «فإنما أنتم طواغيت الأمة.

إلى أن قال : وقتلة أولاد الأنبياء ، ومبيري عترة الأوصياء» (١).

وقد اعترفوا له بذلك حينما ناشدهم ، فقال : أنشدكم الله ، هل تعرفوني؟

قالوا : نعم ، أنت ابن رسول الله وسبطه» (٢).

الإمام السجاد ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وللإمام السجاد «عليه‌السلام» موقف هام في الشام ، حينما ألقى خطبته الرائعة ، فقال : «أيها الناس ، أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا ..

إلى أن قال : أنا ابن من حمل على البراق ، وبلغ به جبرئيل سدرة المنتهى ..».

إلى آخر الخطبة التي كان من نتيجتها : أن «ضجّ الناس بالبكاء ، وخشي يزيد الفتنة ، فأمر المؤذن أن يؤذن للصلاة» .. ولكنه «عليه‌السلام» تابع خطبته ، واحتجاجاته الدامغة على يزيد ، وتفرق الناس ، ولم ينتظم لهم صلاة في ذلك اليوم (٣).

__________________

(١) مقتل الحسين للخوارزمي ج ٢ ص ٧ والبحار ج ٤٥ ص ٨ وراجع : مقتل الحسين للمقرم ص ٢٨٢ للإطلاع على مصادر أخرى.

(٢) أمالي الصدوق ص ١٤٠ واللهوف لابن طاووس ص ٥٢.

(٣) راجع : مقتل الحسين للخوارزمي ج ٢ ص ٦٩ و ٧٠ ومقتل الحسين للمقرم ص ٤٤٢ و ٤٤٣ عنه ، وعن نفس المهموم ص ٢٤٢.

٥٤

خطبة زينب وسواها :

وبعد ذلك .. فإننا نجد العقيلة زينب تقف في وجه يزيد لتقول له :

«أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائرك وإمائك ، وسوقك بنات رسول الله سبايا؟ ..».

وفيها : «واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دماء ذرية رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..».

إلى أن قالت : «ولتردنّ على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بما تحملت من سفك دماء ذريته ، وانتهكت من حرمته ولحمته» (١).

وفي خطبة لها لأهل الكوفة : «الحمد لله ، والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار».

وفي نص آخر : «والصلاة عن أبي رسول الله» (٢).

وتقول فاطمة بنت الحسين في خطبة لها في الكوفة أيضا : «.. وأنّ محمدا عبده ورسوله ، وأنّ أولاده ذبحوا بشط الفرات» (٣).

وتتبع كلمات الأئمة وأبناءهم في هذا السياق يحتاج إلى جهد مستقل ووقت طويل ، وفيما ذكرناه كفاية لمن أراد الرشد والهداية.

__________________

(١) بلاغات النساء (ط دار النهضة) ص ٣٥ و ٣٦ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ٢ ص ٦٤ و ٦٥ ومقتل الحسين للمقرم ص ٤٥٠ و ٤٥١ والبحار ج ٤٥ ص ١٣٤.

(٢) راجع : الأمالي للشيخ الطوسي ج ١ ص ٩٠ ومقتل الحسين للمقرم ص ٣٨٥ عنه وعن أمالي ابنه ، وعن اللهوف ، وابن نما ، وابن شهرآشوب ، والإحتجاج.

(٣) مقتل الحسين للمقرم ص ٣٩٠ والإحتجاج ج ٢ ص ٢٧ واللهوف لابن طاووس ص ٨٨.

٥٥

على خطى النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وبعد .. فإنّ ذلك كله لم يكن منهم «عليهم‌السلام» إلا تأسيا بالنبي محمد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، الذي كان ينظر إلى الغيب من ستر رقيق ، وقد ورد عنه الكثير مما يدل على إصراره «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على تركيز قضية بنوة الحسنين «عليهما‌السلام» له «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في ضمير الأمة ووجدانها ، بشكل لا يبقى معه أي مجال للشبهة ، أو الشك والترديد ..

وكنموذج على ذلك نشير إلى ما يلي :

١ ـ قال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «هذان ابناي ، من أحبهما فقد أحبني» (١).

وفي نص آخر : «هذان ابناي ، وابنا ابنتي ، اللهم إني أحبهما ، وأحب من يحبهما (٢).

__________________

(١) ذخائر العقبى ص ١٢٤ وصفة الصفوة ج ١ ص ٧٦٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤ ص ٢٠٦ وفي (ط دار الفكر) ج ١٣ ص ١٩٩ وكنز العمال (ط ٢) ج ٦ ص ٢٢١ والغدير ج ٧ ص ١٢٤ عن مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٦٦ ونقل عن الترمذي رقم (٣٧٧٢) ، وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٥٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٥ ص ٩٥ والبداية والنهاية ج ٨ ص ٣٩ وتنبيه الغافلين لابن كرامة ص ٤٢ وترجمة الإمام الحسن «عليه‌السلام» لابن عساكر ص ٥٩ وترجمة الإمام الحسين «عليه‌السلام» لابن عساكر ص ١٢١ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٥٧.

(٢) ينابيع المودة ص ١٦٥ عن الترمذي ، وتاريخ الخلفاء ص ١٨٩ والمعجم الصغير للطبراني ج ١ ص ٢٠٠ وخصائص الإمام علي للنسائي ص ١٢٤ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٨٠ وراجع : مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٦٦ و ١٧١ وذخائر العقبى ص ١٢٤ وفي هامش الخصائص للنسائي عن كفاية الطالب ص ٢٠٠ وكنز العمال ج ٦ ص ٢٢٠ وعن الترمذي ج ٢ ص ٢٤٠ وغيرهم.

٥٦

وفي رواية أخرى عن عائشة : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان يأخذ حسنا ، فيضمه إليه ، ثم يقول : «اللهم إن هذا ابني ، وأنا أحبه ، فأحببه ، وأحب من يحبه» (١).

٢ ـ إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بمجرد ولادة أحدهما : الحسن والحسين «عليهما‌السلام» ، يقول لأسماء : هلمي ابني ، كما تقدم.

٣ ـ ويقول : إن ابني هذا سيد (٢).

٤ ـ إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يجلس في المسجد ، ويقول : ادعوا لي ابني ، قال : فأتى الحسن يشتد ..

إلى أن قال : وجعل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يفتح فمه في فمه ، ويقول : «اللهم إني أحبه ، فأحبّه ، وأحبّ من يحبه ، ثلاث مرات» (٣).

٥ ـ وعنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إنه قال : كل ابن آدم ينتسبون إلى عصبة أبيهم ، إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم ، وأنا عصبتهم» (٤).

__________________

(١) كنز العمال ج ١٦ ص ٢٦٢ (ط ٢) وفي (ط مؤسسة الرسالة) ج ١٣ ص ٦٥٢ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٧٦ وترجمة الإمام الحسن بن علي «عليهما‌السلام» لابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ص ٥٦ وفي هامشه عن المعجم الكبير للطبراني (ط ١) ج ١ ص ٢٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٣ ص ١٩٧.

(٢) مصادر ذلك كثيرة ، لا يكاد يخلو منها كتاب ، ولذا فلا حاجة لتعدادها.

(٣) ذخائر العقبى ص ١٢٢ عن الحافظ السلفي ونظم درر السمطين ص ١٩٨.

(٤) الصواعق المحرقة ص ١٥٤ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٦٤ وتاريخ بغداد ج ١١ ص ٢٨٥ وينابيع المودة ص ٢٦١ وفرائد السمطين ج ٢ ص ٦٩ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٦٨ وإحقاق الحق ج ٩ ص ٦٤٤ ـ ٦٥٥ عن مصادر كثيرة ، ـ

٥٧

ومن أراد المزيد من النصوص الدالة على بنوة الحسنين «عليهما‌السلام» لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فليراجع المصادر المذكورة في الهامش (١).

__________________

وذخائر العقبى ص ١٢١ وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج ٣ ص ١٤٩ وعن كنز العمال ج ٦ ص ٢١٦ و ٢١٥ وعن مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٧٢.

(١) الغدير ج ٧ ص ١٢٤ ـ ١٢٩ وراجع : ينابيع المودة ص ٢٥٩ و ١٣٨ و ١٤٦ و ٢١٤ و ١٨٣ و ١٨٢ و ٢٥٥ و ١٣٦ و ٢٢١ و ٢٥٨ و ٢٢٢ و ٣٣١ و ٢٥٠ وإسعاف الراغبين ص ١٣٢ و ١٣٣ وكفاية الطالب ص ٢٣٥ و ٢٣٧ والفصول المهمة لابن الصباغ ص ١٥٨ و ١٥٩ وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٢٦ وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج ٤ ص ١٥٢ و ٢٠٣ و ٢٠٤.

٥٨

الباب التاسع

... إلى حجة الوداع

غزوة تبوك في القرآن الكريم

الفصل الأول : الإعداد والإستعداد

الفصل الثاني : تجهيز جيش العسرة

الفصل الثالث : النفير العام

الفصل الرابع : المتخلفون والمعذرون والبكاؤون واللاحقون

الفصل الخامس : الثلاثة الذين خلفوا .. وحديث كعب بن مالك

الفصل السادس : هكذا يكيدون عليا عليه‌السلام

الفصل السابع : أحداث جرت في الطريق إلي تبوك

الفصل الثامن : جيش الإسلام في تبوك

الفصل التاسع : رسائل وأجوبتها

الفصل العاشر : في طريق العودة

الفصل الحادي عشر : أصح الروايات عن تبوك .. أو زبدة المخض

الفصل الثاني عشر : النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة بعد تبوك

٥٩
٦٠