السيد جعفر مرتضى العاملي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-201-3
ISBN الدورة:
الصفحات: ٣٣٥
علي عليهالسلام خليفة النبي صلىاللهعليهوآله في أهله :
وزعمت بعض الروايات : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» إنما خلف عليا «عليهالسلام» في أهله ، وأنه لم يستخلفه على المدينة كلها ، فلاحظ قولهم :
وخلف رسول الله «صلىاللهعليهوآله» علي بن أبي طالب «عليهالسلام» على أهله ، وأمره بالإقامة فيهم ، فأرجف به المنافقون وقالوا : ما خلفه إلا استثقالا له ، وتخففا منه.
فلما قالوا ذلك أخذ علي «عليهالسلام» سلاحه ، وخرج حتى لحق برسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وهو نازل بالجرف ، فأخبره بما قالوا.
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «كذبوا ، ولكني خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي»؟!
فرجع علي «عليهالسلام» إلى المدينة.
وهذا الحديث رواه الشيخان ، وله طرق (١).
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤١ عن ابن إسحاق ، والبخاري ، ومسلم. وقال في الهامش : أخرجه البخاري ج ٧ ص ٧١ (٣٧٠٦) ومسلم ج ٤ ص ١٨٧٠ (٣٠ / ٢٤٠٤). وراجع : البحار ج ٣٧ ص ٢٦٧ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ـ
وإمعانا منهم في حبك أكذوبتهم المتمثلة في نفي استخلاف علي «عليهالسلام» على المدينة ، زعموا : أنه «صلىاللهعليهوآله» استخلف على المدينة محمد بن مسلمة (١) ، وهذا هو الثابت عند الواقدي ، وقال : لم يتخلف عنه في غزوة غيرها (٢).
وقيل : استخلف سباع بن عرفطة (٣).
وقيل : ابن أم مكتوم (٤).
__________________
ص ١٢٥ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٧ والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز الأدبية) ج ٢ ص ٥١٩ وراجع الثقات لابن حبان (ط الهند) ج ٢ ص ٩٣ فما بعدها ، والرحيق المختوم للمباركفوري ص ٣٩٨.
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤٢ عن ابن إسحاق ، والواقدي ، والرحيق المختوم للمباركفوري ص ٣٩٨ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ١٢٥ عن الدمياطي ، والبداية والنهاية ج ٥ ص ٧ والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص ٥١٩. وراجع : الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٦٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ٣٥ والعثمانية للجاحظ ص ١٥٣ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٥٠.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤٢ عن الواقدي.
(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤٢ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٧ والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص ٥١٩ والثقات لابن حبان (ط الهند) ج ٢ ص ٩٣ فما بعدها ، والرحيق المختوم للمباركفوري ص ٣٩٨ وراجع :
تاريخ الخميس ج ٢ ص ١٢٥ عن المنتقى ، وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ٣٥ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٥٠.
(٤) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤٢ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٧ والسيرة النبوية ـ
وقيل : علي بن أبي طالب «عليهالسلام». قال أبو عمر وتبعه ابن دحية : وهو الأثبت.
ورواه عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص ، ولفظه : أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لما خرج إلى تبوك استخلف على المدينة علي بن أبي طالب ، وذكر الحديث (١).
حديث المنزلة كما روي :
قد روي حديث : أنت مني بمنزلة هارون من موسى عن جماعة كثيرة ، منهم : أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، وزيد بن أرقم ، وأم سلمة ، وأسماء بنت عميس ، وابن عباس ، وجابر بن عبد الله ، وأبو سعيد الخدري ، وعمرو بن ميمون ، وحذيفة ، ومحدوج الذهلي ، وأنس ، وجشي بن جنادة ، وعمر ، وجابر بن سمرة ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبو الطفيل ، وقيس ، وسعيد بن المسيب ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وسعد بن مالك ، وإبراهيم ، والحارث
__________________
لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص ٥١٩ والثقات لابن حبان (ط الهند) ج ٢ ص ٩٣ فما بعدها ، والرحيق المختوم للمباركفوري ص ٣٩٨ وراجع :
تاريخ الخميس ج ٢ ص ١٢٥ عن المنتقى ، وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ٣٥ والعثمانية للجاحظ ص ١٥٣.
(١) المصنف للصنعاني ج ٥ ص ٤٠٦ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤٢ والفصول في سيرة الرسول لابن كثير ص ٩٢ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١٢٥. وراجع :
مناقب الإمام أمير المؤمنين «عليهالسلام» للكوفي ج ١ ص ٥٢٧ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج ٧ ص ٤٢٨.
بن مالك ، وخالد بن عرفطة ، وآخرون كثر ، فراجع ما ذكره آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين «رحمهالله» حول رواة هذا الحديث الشريف وأسمائهم.
وسيأتي : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد قال ذلك لعلي «عليهالسلام» في مواضع كثيرة ، وقد أوردته طائفة من المصادر من دون تحديد ، فراجع (١).
__________________
(١) راجع على سبيل المثال : مسند فاطمة للسيوطي (ط سنة ١٤٠٦) ص ٣٤ و ٤٣ والحلي بتخريج فضائل علي ص ٦٢ عن البزار ١٨٥ ـ ١٨٦ / ٣ وتهذيب خصائص الإمام علي للنسائي ص ٦٤ و ٦١ وموضح أوهام الجمع والتفريق ج ٢ ص ٥٨٣ وج ١ ص ٢٩٧ وج ٣ ص ٧٢ وكتاب المعجم لابن المثنى التميمي ص ٩٤ و ٩١ ومختصر تاريخ دمشق ج ١٧ ص ٣٤٤ و ٣٤٦ و ٣٤٧ و ٣٤٥ و ٣٣٤ و ٣٣٥ وتهذيب الكمال ج ٣٥ ص ٢٦٣ وج ٢٥ ص ٤٢٢ وج ١٦ ص ٣٤٦ والفرائد المنتقاة ، والغرائب الحسان لابن الصوري ص ١٤ و ٢٢ و ٥٤ والعلل المتناهية ج ١ ص ٢٢٨ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ٦٢٦ وحلية الأولياء ج ٣ ص ٣٤٥ والتنكيت والإفادة ص ٤٦ و ٤٤ وتثبيت الإمامة ص ٥٧ وأعلام الحديث ج ٣ ص ١٦٣٧ والمعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي ج ١٦ ص ٥٠ ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي ج ٢٤٠ والمغازي النبوية للزهري ص ١١١ والأسرار المرفوعة ص ٢٧٢ والسيرة النبوية لأبي حاتم البستي ص ٣٦٧ ورياض النفوس ج ١ ص ٥٨ ومعتقد أبي إسحاق الشيرازي ص ١٠٦ والدر الملتقط ص ٤٩ وسلوك المالك ص ١٩٣ وعلم الحديث لابن تيمية ص ٢٦٦ والثقات ج ١ ص ١٤١ واللآلي ليموت بن المزرع (مطبوع في نوادر الرسائل) ص ١٠٠ ومختصر سيرة الرسول لمحمد بن عبد الوهاب ص ١٥٤ وفضائل الصحابة للنسائي ص ١٤ و ١٣ والفصول في سيرة الرسول لابن كثير
ما جرى في غزوة تبوك :
ومن النصوص التي ذكرت هذا الحديث الشريف وحددت حصوله في غزوة تبوك نشير ـ على سبيل المثال ـ إلى ما يلي :
١ ـ خرج الناس في غزوة تبوك ، فقال علي «عليهالسلام» للنبي «صلىاللهعليهوآله» : أخرج معك؟
فقال له النبي «صلىاللهعليهوآله» : لا.
فبكى علي «عليهالسلام» ، فقال له النبي «صلىاللهعليهوآله» : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي؟!.
إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي (١).
٢ ـ وقالوا : لما خرج رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في غزوة تبوك ،
__________________
ص ٩٢ والمعجم الكبير للطبراني ج ١٩ ص ٢٩١ والوسيلة للموصلي ص ١٦١ والمسند للحميدي ج ١ ص ٣٨ والجوهر الثمين ج ١ ص ٥٩ والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج ٨ ص ٢٢١ وج ٩ ص ٤١ والتبر المذاب ص ٣٩ والزبرجد على مسند أحمد ج ٢ ص ١٦٧ والمجالسة ص ٤٧٤ والحدائق لابن الجوزي ج ١ ص ٤٠٨.
(١) المعجم الكبير (مطبعة الأمة في بغداد) ج ١١ ص ٩٨ و (ط دار إحياء التراث العربي) ج ١٢ ص ٧٨ وراجع : مختصر تاريخ دمشق ج ١٧ ص ٣٢٩ والعمدة لابن البطريق ص ٨٦ و ٢٣٩ وذخائر العقبى ص ٨٧ والبحار ج ٣٨ ص ٢٤٢ وج ٤٠ ص ٥١ والمراجعات للسيد شرف الدين ص ١٩٧ و ١٩٨ و ٣٩٦ ومسند أحمد ج ١ ص ٣٣١ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ١٣٣ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٢٠ وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص ٥٥٢ وخصائص أمير المؤمنين «عليهالسلام» للنسائي ص ٦٤ وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص ١١.
استخلف علي بن أبي طالب «عليهالسلام» على المدينة ، فماج المنافقون في المدينة ، وفي عسكر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وقالوا : كره قربه وساء فيه رأيه ، فاشتد ذلك على علي «عليهالسلام» ، فقال : يا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» تخلفني مع النساء والصبيان؟! أنا عائذ بالله من سخط الله وسخط رسوله.
فقال : رضي الله برضائي عنك فإن الله عنك راض ، إنما منزلك مني بمنزلة هارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي.
فقال علي «عليهالسلام» : رضيت ، رضيت (١).
٣ ـ وفي رواية سعد بن أبي وقاص : خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي «عليهالسلام» : أتخلفني مع النساء والصبيان؟!
فقال له «صلىاللهعليهوآله» : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ (٢).
__________________
(١) مختصر تاريخ دمشق ج ١٧ ص ٣٤٧ وراجع مسند أبي يعلى ج ٢ ص ٦٦ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ١٨١.
(٢) مختصر تاريخ دمشق ج ١٧ ص ٣٣٢ والإعتقاد على مذهب السلف لأحمد بن الحسين البيهقي ص ٢٠٥ ومسند أبي يعلى ج ١ ص ٢٨٦ ومعارج القبول ج ٢ ص ٤٧١ ومسند فاطمة للسيوطي ص ٦٢ والمعجم لابن المثنى التميمي ص ٢٣٠ وتحفة الأحوذي ج ١٠ ص ٢٢٩ وتلخيص المتشابه في الرسم ج ٢ ص ٦٤٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ٦٢٧ وتاريخ الأحمدي ص ٩٩ وفضائل الصحابة للنسائي ص ١٤ والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (ط بيروت) ج ٩ ص ٤١ والحدائق لابن الجوزي ج ١ ص ٣٨٧ عن البخاري ، ومسلم ، والبداية والنهاية ج ٥ ص ٧.
زاد في نص آخر قوله : قال : بلى يا رسول الله.
قال : فأدبر علي «عليهالسلام» فكأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع (١).
٤ ـ وفي نص آخر : عند ما خلف عليا «عليهالسلام» في المدينة ، قال الناس : ملّه وكره صحبته.
فتبع علي النبي «صلىاللهعليهوآله» ، حتى لحقه في بعض الطريق ، فقال : يا رسول الله ، خلفتني في المدينة مع النساء والذراري ، حتى قال الناس ملّه وكره صحبته؟!.
فقال له النبي «صلىاللهعليهوآله» : يا علي إني خلّفتك على أهلي ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟ (٢).
٥ ـ وفي نص آخر : أنه تبعه إلى ثنية الوداع وهو يبكي ويقول : يا رسول الله ، تخلفني مع الخوالف؟!.
__________________
(١) مسند أبي يعلى ج ٢ ص ٥٧ ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليهالسلام» للكوفي ج ١ ص ٥١٣ و ٥٢٣ و ٥٣٣ والعمدة لابن البطريق ص ١٢٨ والبحار ج ٣٧ ص ٢٦٢ ومسند أحمد ج ١ ص ١٧٣ ومسند سعد بن أبي وقاص للدورقي ص ١٧٧ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ ص ٢٤.
(٢) مناقب أمير المؤمنين «عليهالسلام» ج ١ ص ٥٣١ و ٥٣٢ وفضائل الصحابة ص ١٣ ومسند سعد بن أبي وقاص ص ١٧٤ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٤٤ و ١٢٠ و ٢٤٠ وخصائص أمير المؤمنين «عليهالسلام» للنسائي ص ٧٦ ومسند أبي يعلى ج ٢ ص ٨٦ والكامل ج ٢ ص ٤١٧ وعن تاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ١٥١ و ١٥٢ ومختصر تاريخ دمشق ج ١٧ ص ٣٤٤.
فقال : ألا ترضى أن تكون مني الخ .. (١).
٦ ـ عن زيد بن أرقم قال : لما عهد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لجيش العسرة ، قال لعلي «عليهالسلام» : إنه لا بد من أن تقيم أو أقيم.
قال : فخلّف عليا وسار. فقال ناس : ما خلفه إلا لشيء يكرهه منه.
فبلغ ذلك عليا «عليهالسلام» ، فاتبع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، حتى انتهى إليه ، فقال : ما جاء بك يا علي؟!.
فقال : يا رسول الله ، إني سمعت ناسا يزعمون أنك خلّفتني لشيء كرهته مني.
قال : فتضاحك إليه وقال : ألا ترضى أن تكون مني كهارون من موسى ، غير أنك لست بنبي؟!.
قال : بلى يا رسول الله.
قال : فإنه كذلك (٢).
٧ ـ وعن أبي سعيد : أنه «صلىاللهعليهوآله» قال لعلي «عليهالسلام» في غزوة تبوك : اخلفني في أهلي.
فقال علي «عليهالسلام» : يا رسول الله ، إني أكره أن يقول العرب ، خذل ابن عمه ، وتخلف عنه.
__________________
(١) مختصر تاريخ دمشق ج ١٧ ص ٣٤٤ وتهذيب خصائص الإمام علي «عليهالسلام» ص ٥٨.
(٢) مختصر تاريخ دمشق ج ١٧ ص ٣٤٧ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ ص ٢٤ وتثبيت الإمامة ص ٥٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ١٨٦ وراجع : مجمع الزوائد ج ٩ ص ١١١ والمعجم الكبير ج ٥ ص ٢٠٣.
فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟!.
قال : بلى.
قال : فاخلفني (١).
ونقول :
إن لنا مع هذا الحديث وقفات عديدة ، قد ذكرنا فيما سبق بعضا منها ، ونذكر هنا بعضا آخر ، ونصرف النظر عن باقيها توخيا للأختصار ..
الإستثناء منقطع :
قال علماؤنا الأبرار رضوان الله تعالى عليهم : إن حديث المنزلة يدل على : أن لأمير المؤمنين «عليهالسلام» جميع منازل هارون من موسى إلا منزلة النبوة ، واستثناء النبوة دليل العموم لجميع المنازل ..
ومع غض النظر عن إفادة الإستثناء لذلك ، فإن نفس إطلاق قوله : أنت مني بمنزلة فلان ، لا بد أن يراد به أظهر منازله ، وأقربها إلى فهم الناس بملاحظة حالة ذينك الشخصين مع بعضهما البعض ، فإن كان قائل هذه الكلمة والدا أو ابنا ، أو أخا ، حملت هذه الكلمة على هذه المعاني ، أي أنه بمنزلة ولده ، وأبيه ، وأخيه.
وإن كان ذلك الشخص معلما ، فكذلك ، وإن كان وزيرا وحاملا لمسؤوليات التدبير ، والرعاية ، كانت له منزلته من هذه الناحية ..
__________________
(١) مختصر تاريخ دمشق ج ١٧ ص ٣٤٧ والبحار ج ٢١ ص ٢٣٢ وج ٣٧ ص ٢٥٥ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٩ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ١٧٣ وفضائل أمير المؤمنين «عليهالسلام» لابن عقدة ص ٥٧.
ومن الواضح : أن أظهر خصوصية كانت بين هارون وموسى هي أخوته له ، وشد أزره ، ووجوب طاعته ، ووزارته ، وشراكته في أمره وكونه أولى الناس به حيا وميتا ، حسبما أشارت إليه الآية الكريمة : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (١).
فلا بد أن يراد بكونه بمنزلته هو هذه الخصوصيات ، ولا سيما هاتان الخصوصيتان.
أما خصوصية النبوة ، فهي غير مرادة قطعا ، لأنها خصوصية لا تعني موسى «عليهالسلام» وإنما تعني الناس الآخرين ، فاستثناؤها من المنازل من قبيل الإستثناء المنقطع ، الذي جيء به إمعانا في التوضيح ، واستقصاء في دفع الشبهة.
وليس هذا من الإستثناء المتصل ، فإن إشراك هارون في أمر موسى ليس من جهة جعل النبوة مناصفة بينهما ، فإن ذلك مما لا يصح توهمه ، إلا من جاهل. بل من جهة معونته له ، ووجوب طاعته ، وهو في موقع الأخ والوزير ، حسبما أوضحته الآيات الكريمة ..
هل حديث المنزلة خاص بأهل النبي صلىاللهعليهوآله؟! :
وزعموا : أن حديث المنزلة خاص بأهل بيت رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ولا يعم الناس جميعا ، حيث إن بعض نصوصه تقول : فارجع ، فاخلفني في أهلي وأهلك .. كما تقدم.
__________________
(١) الآيات ٢٩ ـ ٣٢ من سورة طه.
ونجيب :
أولا : إن معظم نصوص غزوة تبوك لم تخص حديث المنزلة في استخلاف النبي «صلىاللهعليهوآله» لعلي «عليهالسلام» على أهله «صلىاللهعليهوآله» ، بل أطلقت الخلافة.
فمن أين جاءت هذه الإضافة المشبوهة؟!.
ثانيا : إن حديث المنزلة بإطلاقه قد قاله رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في مواقف كثيرة كانت تبوك واحدة منها. فقد قاله في :
١ ـ يوم المؤاخاة الأولى (١).
٢ ـ يوم المؤاخاة الثانية (٢).
٣ ـ يوم تسمية الحسن والحسين «عليهماالسلام» (٣).
٤ ـ في حجة الوداع (٤).
__________________
(١) راجع : البحار ج ٣٨ ص ٣٣٤ وج ٨ ص ٣٣٠ وإثبات الهداة ج ٣ باب ١٠ ح ٦١٩ و ٧٦١ وعن كنز العمال ج ١٥ ص ٩٢ وج ٦ ص ٣٩٠ وتذكرة الخواص ص ٢٣ وفرائد السمطين ج ١ ص ١١٥ و ١٢١ وترجمة الإمام علي «عليهالسلام» من تاريخ ابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج ١ ص ١٠٧ وينابيع المودة ص ٦٥ و ٥٧.
(٢) راجع : المناقب للخوارزمي ص ٧ وتذكرة الخواص ص ٢٠ والفصول المهمة لابن الصباغ ص ٢١ ومنتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج ٥ ص ٣١.
(٣) علل الشرائع ص ١٣٧ و ١٣٨ وينابيع المودة ص ٢٢٠ وفرائد السمطين ج ٢ ص ١٠٣ ـ ١٠٥.
(٤) البحار ج ٣٧ ص ٢٥٦ ودعائم الإسلام ج ١ ص ١٦ والأمالي للطوسي ص ٥٢١ والغدير ج ١ ص ٢٦٨ ووفيات الأعيان لابن خلكان ج ٥ ص ٢٣١.
٥ ـ في منى (١).
٦ ـ يوم غدير خم (٢).
٧ ـ يوم المباهلة (٣).
٨ ـ غزوة تبوك.
٩ ـ عند الرجوع بغنائم خيبر (٤).
١٠ ـ يوم كان يمشي مع النبي «صلىاللهعليهوآله» (٥).
١١ ـ في حديث لحمه لحمي ، حين خاطب «صلىاللهعليهوآله» أم سلمة بهذا القول (٦).
__________________
(١) البحار ج ٣٧ ص ٢٦٠ ومستدرك سفينة البحار ج ١٠ ص ٢٩ والدر النظيم ص ٢٨٤.
(٢) البحار ج ٣٧ ص ٢٠٦ وتفسير العياشي ج ١ ص ٣٣٢ والإحتجاج للطبرسي ج ١ ص ٧٣ واليقين لابن طاووس ص ٣٤٨ والتفسير الصافي ج ٢ ص ٤٥.
(٣) البحار ج ٢١ ص ٣٤٣ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ١٤٢ والمناقب للخوارزمي ص ١٠٨ وعن الطرائف ج ١ ص ١٤٨ ـ ١٤٩ ح ٢٢٤ عن مناقب ابن المغازلي ، وعن العمدة لابن البطريق ص ٤٦.
(٤) الأمالي للصدوق ص ٨٥ وإثبات الهداة ج ٣ باب ١٠ ح ٢٤٣ والمناقب للخوارزمي ص ٧٦ و ٩٦ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ٤٥ وكفاية الطالب ص ٢٦٤ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٣١ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٤٤٩ وينابيع المودة ص ١٣٠ وكنز الفوائد للكراجكي ص ٢٨١ والمسترشد للطبري ص ٦٣٤ وروضة الواعظين ص ١١٢.
(٥) وإثبات الهداة ج ٣ ص باب ١٠ ح ١٠٨.
(٦) البحار ج ٣٢ ص ٣٤٨ وج ٣٧ ص ٢٥٤ و ٣٣٧ وج ٣٨ ص ١٢٢ و ١٣٢ ـ
١٢ ـ يوم سد الأبواب (١).
١٣ ـ يوم بدر (٢).
١٤ ـ يوم نام الصحابة في المسجد (٣).
١٥ ـ في قضية الإختصام في ابنة حمزة «عليهالسلام» (٤).
١٦ ـ يوم كان أبو بكر ، وعمر ، وأبو عبيدة في حضرة النبي «صلى الله
__________________
و ٣٤١ وج ٤٠ ص ١٤ والأمالي للطوسي ج ١ ص ٤٩ وعن كنز العمال ج ٦ ص ١٥٤ الحديث رقم (٢٥٥٤) ومنتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج ٥ ص ٣١ وترجمة الإمام علي «عليهالسلام» من تاريخ مدينة دمشق (بتحقيق المحمودي) ج ١ ص ٧٨ والمناقب للخوارزمي ص ٨٦ وينابيع المودة ص ٥٠ و ٥٥ و ١٢٩ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١١١ وكفاية الطالب ص ١٦٨ (ط الحيدرية) وميزان الإعتدال ج ٢ ص ٣ وفرائد السمطين ج ١ ص ١٥٠ وشرح الأخبار ج ٢ ص ٥٤٤ وعلل الشرائع ج ١ ص ٦٦ والتحصين لابن طاووس ص ٥٦٦ واليقين لابن طاووس ص ١٦١ و ١٧٣ و ٣٣٤ و ٤١٥.
(١) ينابيع المودة ص ٨٨ ومناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ٢٥٥ وترجمة الإمام علي بن أبي طالب لابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج ١ ص ٢٦٦.
(٢) المناقب للخوارزمي ص ٨٤.
(٣) كفاية الطالب ص ٢٨٤ والبحار ج ٣٧ ص ٢٦٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ١٣٩ والمناقب للخوارزمي ص ١٠٩ وكشف اليقين للعلامة الحلي ص ٢٨٢ وينابيع المودة ج ١ ص ١٦٠.
(٤) الخصائص للنسائي (ط الحيدرية) ص ١٨ وترجمة الإمام علي بن أبي طالب «عليهالسلام» لابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج ١ ص ٣٣٨.
عليه وآله» ، والنبي «صلىاللهعليهوآله» متكئ على علي «عليهالسلام» (١).
وذلك كله يشير إلى أن عليا «عليهالسلام» شبيه بهارون في جميع مزاياه ، وأظهرها وأشهرها شراكته في الأمر ، ووزارته ، وشد أزره ، وإمامته للناس في غياب أخيه موسى «عليهالسلام».
ثالثا : إنه لو كانت خلافة أمير المؤمنين «عليهالسلام» لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» منحصرة في أهله «صلىاللهعليهوآله» لوقعت المنافات بين صدر الرواية وذيلها ، فإن صدرها يقول : إنه يستخلفه في أهله ، وذيلها يجعله منه كهارون من موسى ، مع أن هارون إنما خلف موسى في قومه ، لا في أهله.
وصرحت الآية : بأن موسى قد طلب من الله أن يجعل له هارون أخا ، وشريكا له في الأمر الذي هو إمامة الناس وقيادتهم ..
لما ذا خلّف عليا عليهالسلام في المدينة؟! :
قال الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه ، ونعم ما قال :
«وقال : يا علي ، إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك.
وذلك أنه «صلىاللهعليهوآله» علم خبث نيات الأعراب ، وكثير من أهل مكة ومن حولها ، ممن غزاهم ، وسفك دماءهم ، فأشفق أن يطلبوا
__________________
(١) راجع : كنز العمال (ط ٢) ج ١٥ ص ١٠٩ و ١٠٨ والمناقب للخوارزمي ص ١٩ وينابيع المودة ص ٢٠٢ وترجمة الإمام علي «عليهالسلام» من تاريخ ابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج ١ ص ٣٢١ والفصول المهمة لابن الصباغ ص ١١٠ والرياض النضرة (ط ٢) ج ٢ ص ٢٠٧ و ٢١٥.
المدينة عند نأيه عنها ، وحصوله ببلاد الروم ، فمتى لم يكن فيها من يقوم مقامه لم يؤمن من معرّتهم ، وإيقاع الفساد في دار هجرته ، والتخطي إلى ما يشين أهله ، ومخلفيه ..
وعلم أنه لا يقوم مقامه في إرهاب العدو ، وحراسة دار الهجرة ، وحياطة من فيها إلا أمير المؤمنين «عليهالسلام» ، فاستخلفه استخلافا ظاهرا ، ونص عليه بالإمامة من بعده نصا جليا ، وذلك فيما تظاهرت به الرواية أن أهل النفاق لما علموا باستخلاف رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على المدينة حسدوه لذلك ، وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروجه ، وعلموا أنها تتحرس به ، ولا يكون فيها للعدو مطمع ، فساءهم ذلك ..
وكانوا يؤثرون خروجه معه ، لما يرجونه من وقوع الفساد والإختلاط عند نأي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عن المدينة ، وخلوها من مرهوب مخوف يحرسها ..
وغبطوه «عليهالسلام» على الرفاهية والدعة بمقامه في أهله ، وتكلف من خرج منهم المشاق بالسفر والخطر ، فأرجفوا وقالوا : لم يستخلفه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إكراما له ، وإجلالا ومودة ، وإنما خلفه استثقالا له».
إلى أن قال : فلما بلغ أمير المؤمنين «عليهالسلام» إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم ، وإظهار فضيحتهم ، فلحق بالنبي «صلىاللهعليهوآله» فقال : يا رسول الله ، إن المنافقين يزعمون : أنك خلفتني استثقالا ومقتا؟!.
فقال النبي «صلىاللهعليهوآله» : إرجع يا أخي إلى مكانك ، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك. فأنت خليفتي في أهل بيتي ، ودار هجرتي وقومي ،
ألا ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟! الخ .. (١).
هل الرواية خاصة بتبوك؟ :
وزعم بعضهم أن حديث المنزلة خاص بغزوة تبوك ، ولا ربط له بما بعد وفاة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وإليك نص كلامه :
«هارون لم يكن خليفة موسى ، لأنه مات قبل موسى ، بل المراد استخلافه بالمدينة حين ذهابه إلى تبوك ، كما استخلف موسى هارون عند ذهابه إلى الطور ، لقوله تعالى : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (٢).
ونجيب :
أولا : إن ذلك يؤدي إلى أن يكون «صلىاللهعليهوآله» قد أورد كلاما متناقضا ، فإنه إذا كان المقصود هو الحديث عن خلافته في حال حياته لم يكن معنى لأن يقول : إلا أنه لا نبي بعدي ، بل كان الأحرى أن يقول : إلا أنه لا نبي معي ..
ثانيا : لو كان المراد الخلافة في خصوص تبوك ، فلا حاجة إلى تنزيله منزلة هارون من موسى وإلا ، فقد كان النبي «صلىاللهعليهوآله» استخلف الكثيرين على المدينة في غزواته المختلفة ، كغزوة الفتح ، وبدر ، وقريظة ، وخيبر .. و.. الخ .. فلما ذا لم يجعل لهم منه منزلة هارون من موسى؟!
__________________
(١) البحار ج ٢١ ص ٢٠٧ و ٢٠٨ والإرشاد ج ١ ص ١٥٦ إضافة إلى مصادر كثيرة ذكرناها في موارد سبقت.
(٢) الآية ١٤٢ من سورة الأعراف.
ثالثا : إن العبرة إنما هي بعموم اللفظ ، لا بخصوص المورد ، فكيف إذا تضمن الكلام الإشارة إلى استمرار المنزلة المجعوله لأمير المؤمنين «عليهالسلام» إلى ما بعد وفاة النبي «صلىاللهعليهوآله» حسبما ألمحنا إليه ..
فاستخلاف موسى لهارون في قومه حين ذهب إلى الطور ، لا يعني أن تكون منزلة أمير المؤمنين «عليهالسلام» من النبي «صلىاللهعليهوآله» خاصة بحياة النبي «صلىاللهعليهوآله» ..
ويشير إلى ذلك : أن إطلاق المنزلة المجعولة يستدعي أن يكون أمير المؤمنين «عليهالسلام» بمنزلته هارون من موسى في شراكته معه في الأمر أيضا ، والشريك في الأمر هو الأولى بمتابعة أمور شريكه في حياته ، وبعد وفاته ، فلو أن موسى مات قبل هارون ، فإن هارون سيكون أولى بأخيه من جميع بني إسرائيل ، وسيقوم مقامه في كل شيء .. وذلك ظاهر ..
ويشهد لذلك : أن أجدا لا يدّعي أن آية : (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) (١) خاصة بحياة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وقد انقطع ذلك بعد وفاته ..
قريش هي البلاء :
وقد صرحت بعض روايات غزوة تبوك : أن عليا «عليهالسلام» قال للنبي «صلىاللهعليهوآله» : «زعمت قريش أنك خلفتني استثقالا لي» (٢).
__________________
(١) الآية ٣٨ من سورة الشورى.
(٢) المسترشد ص ١٢٩ و ٤٤٤ والإرشاد ج ١ ص ١٥٦ وذخائر العقبى ص ٦٣ والمستجاد من الإرشاد ص ٩٥ و ٩٦ والصراط المستقيم ج ١ ص ٣١٦ والبحار ج ٢١ ص ٢٠٨ و ٢٤٥ وج ٣٧ ص ٢٦٧ والغدير ج ٣ ص ١٩٨ والمناظرات في ـ
وقد ورد في الجزء الثالث والعشرين ما يؤيد هذا الزعم فراجع (١).
ومن الواضح : أن قريشا كانت تتقصد أمير المؤمنين «عليهالسلام» بالأذى ، حتى شكاها علي «عليهالسلام» مرات ومرات ، ودعا عليها أيضا فقال : «اللهم عليك بقريش ، فإنهم قطعوا رحمي ، وأكفأوا إنائي ، وصغروا عظيم منزلتي» (٢) ..
وقد كانت قريش كلها مع بني أمية على خلاف مع أمير المؤمنين «عليه
__________________
الإمامة ص ٢١٤ والثقات ج ٢ ص ٩٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ٣١ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٦٨ وعن البداية والنهاية ج ٥ ص ١١ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٤٦ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٢٧ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ٢٥٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ١٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤١ ونشأة التشيع والشيعة ص ١٠٩ وكتاب السنة ص ٥٨٦ وإعلام الورى ج ١ ص ٢٤٤ وقصص الأنبياء للراوندي ص ٣٤٩ وشرح الأخبار ج ٢ ص ١٩٥ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٨٣ وتفسير نور الثقلين ج ٣ ص ٣٧٨ والثقات ج ٢ ص ٩٣ وكشف اليقين للعلامة الحلي ص ١٤٥.
(١) راجع الفصل الرابع : «حديث العترة هو القصص الحق».
(٢) راجع : راجع : نهج البلاغة (بشرح عبده) الرسالة رقم ٣٦ ، وقسم الخطب رقم (٢١٢) و (٣٢) و (١٣٧) وشرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٩٦ وج ٢ ص ١١٩ والغارات ج ١ ص ٣٠٩ وج ٢ ص ٤٥٤ و ٤٢٩ و ٤٣٠ وأنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج ٢ ص ٧٤ فما بعدها ، والبحار (ط قديم) ج ٨ ص ٦٢١ والإمامة والسياسة ج ١ ص ١٥٥. وراجع كتابنا : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام ج ١ ص ١٧٥ و ١٧٦ للإطلاع على مصادر أخرى.
السلام» (١).
وقد أجمعت قريش على حربه بعد النبي «صلىاللهعليهوآله» ، كما أجمعت على حرب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، كما قاله «عليهالسلام» في رسالته لأخيه عقيل.
وإن كانت بعض المصادر بدلت كلمة «قريش» بكلمة «العرب» (٢).
__________________
(١) الغارات ج ٢ ص ٥٦٩ وراجع ص ٤٥٤.
(٢) راجع النص المذكور ، سواء فيه كلمة «قريش» أو كلمة «العرب» في المصادر التالية : المعيار والموازنة ص ١٨٠ وراجع : الغارات للثقفي ج ٢ ص ٤٢٩ ـ ٤٣٠ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ١١٨ ـ ١١٩ وأنساب الأشراف (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٢ ص ٧٤ ـ ٧٥ والأغاني (ط ساسي) ج ١٥ ص ٤٦ والبحار (ط حجري) ج ٨ ص ٦٢١ و ٦٧٣ وجمهرة رسائل العرب ج ١ ص ٥٩٥ ونهج السعادة ج ٥ ص ٣٠٠ وسفينة البحار ج ٢ ص ٢١٥ وأشار إليها في العقد الفريد (ط دار الكتاب) ج ٢ ص ٣٥٦ وج ٣ ص ٥٠٤ ، وذكرها أيضا في الدرجات الرفيعة ص ١٥٥ ـ ١٥٧.
وفي الإمامة والسياسة (ط سنة ١٩٦٧ م) ج ١ ص ٥٣ ـ ٥٤ وقاموس الرجال ج ٦ ص ٣٢٣ عنه أن عقيلا قد التقى بعائشة ، وطلحة ، والزبير ، أيضا .. وهذا كذب لأن طلحة والزبير كانا قتلا قبل غارة الضحاك بسنوات!! ولا يخفى سر زيادة ذلك في رسالة عقيل ..
ولكنه قال : إن العرب أجمعت على حربه الخ ..