الآداب الطبّيّة في الإسلام

السيد جعفر مرتضى العاملي

الآداب الطبّيّة في الإسلام

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٧٩

أمكن ان لا يتداوى الانسان كلما كان ذلك اصلح له ... وذلك مثل ماروى عن ابي عبد الله عليه‌السلام : من ظهرت صحته على سقمه ، فيعالج نفسه فمات ، فأنا الى الله منه بريء (١).

وكتلك الروايات التي تؤكد على عدم تناول الدواء ما احتمل البدن الداء او مع عدم الحاجة الى الدواء (٢).

وكذلك الروايات التي تنهى عن الاضطجاع مع وجود القدرة على القيام (٣).

والتي تقول : امش بدائك ما مشى بك (٤).

والتي تقول : انه ما من دواء الا ويهيج داء (٥).

وعن الكاظم عليه‌السلام : ادفعوا معالجة الاطباء ما اندفع الداء عنكم فانه بمنزلة البناء قليله يجر الى كثيره (٦).

____________

(١) الخصال ص ٢٦ ج ١ والفصول المهمة ص ٤٠٤. وسفينة البحار ج ٢ ص ٧٨ والوسائل ج ٢ ص ٦٢٩ وطب الائمة ص ٦١ والبحار ج ٨١ ص ٢٠٧ وج ٦٢ ص ٦٤ و ٦٥ عن الخصال وعن علل الشرايع ج ٢ ص ١٥١ و ١٥٠.

(٢) الكافي ج ٦ ص ٣٨٢ ، والمحاسن للبرقي ص ٥٧١ ، ومستدرك الوسائل ج ١ ص ٨٢ والفصول المهمة ص ٤٠٤ و ٤٤٢ ، وطب الامام الصادق ص ٧٥ عنه ، وسفينة البحار ج ٢ ص ٧٨ ، والوسائل ج ٢ ص ٦٣٠ وج ١٧ ص ١٩٠ ، عن العلل ومكارم الاخلاق وغيرهما ، ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٨٦ عن الطبراني ، والبحار ج ٨١ ص ٢٠٧ و ٢١١ وج ٦٢ ص ٦٣ و ٦٤ و ٦٥ و ٦٦ و ٢٦٠ و ٢٦٩ و ٢٨٧ وج ٦٦ ص ٤٥٦ وفي هامشه عن كثير ممن تقدم وعن الدعوات للرواندي ، ومكارم الاخلاق ص ٤١٨ وعن فقه الرضا ص ٤٦ وعن الشهيد رحمه‌الله وغير ذلك.

(٣) البحار ج ٨١ ص ٢٠٤ ومستدرك الوسائل ج ١ ص ٨٢ عن المنهج.

(٤) نهج البلاغة قسم الحكم رقم ٢٦ والوسائل ج ٢ ص ٦٣٠ و ٦٢٩ عنه والبحار ج ٦٢ ص ٤٨ و ج ٨١ والفصول المهمة ص ٤٠٤ وسفينة البحار ج ٢ ص ٧٨.

(٥) روضة الكافي ص ٢٧٣ والبحار ج ٦٢ عنه والوسائل ج ٢ ص ٦٢٩ ، وسفينة البحار ج ٢ ص ٧٨ ، ومقدمة طب الائمة للخرسان ص ٤.

(٦) البحار ج ٨١ ص ٢٠٧ وفي هامشه عن علل الشرايع ج ٢ ص ١٥١ و ١٥٠.

١٢١

والتي تقول : لا يتداوى المسلم حتى يغلب مرضه على صحته (١).

والتي تقول : شرب الدواء للجسد كالصابون للثوب ، ينقيه ، ولكن يخلقه (٢).

واما شرب الدواء من غير علة ، فلا ريب في انه غير صالح ، وانه يعقب مكروها كما ورد في بعض النصوص ، فعن الصادق عليه‌السلام : « ثلاثة تعقب مكروها : حملة البطل في الحرب في غير فرصة ، وان رزق الظفر ، وشرب الدواء من غير علة ، وان سلم منه ... الخ (٣) » ، كما انه قد ورد عنه عليه‌السلام قوله : « ثلاثة لا ينبغي للمرء الحازم ان يقدم عليها : شرب السم للتجربة ، وان نجا منه وافشاء السر الى القرابة ... الخ (٤) ».

لا اسراف في الدواء :

ومن الجهة الاخرى ، فان على الطبيب : ان لا يحاذر في اعطاء الدواء للمريض من ان ذلك قد يعد اسرافا ، اذا وجد للدواء موضعا ، كما ورد في بعض النصوص (٥) مهما كان ذلك الدواء كثيرا ، او ثمنه غاليا ، فان صحة الانسان وسلامته اغلى من ذلك مهما بلغ ... اما اذا لم يجد للدواء موضعا فان عليه ان يمسك ، ليس لاجل ان ذلك يخلق البدن ، ولانه يهيج داء فقط ... وانما

__________________

(١) راجع : طب الامام الصادق عليه‌السلام ص ٧٥ عن الفصول المهمة ، ومستدرك الوسائل ج ١ ص ٨٢ والوسائل ج ١٧ ص ١٧ وفي هامشه عن الخصال ج ٢ ص ١٥٣ فصاعدا والبحار ج ٦٢ ص ٧٠ وج ٨١ ص ٢٠٣ عن الخصال ايضا ص ١٦١ ، وتحف العقول ص ٧٣ ح ٤٠٠.

(٢) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ٢٠ ص ٣٠٠ وقصار الجمل ج ١ ص ٢٠٩ عنه.

(٣) تحف العقول ص ٢٣٧ والبحار ج ٧٨ ص ٢٣٤ عنه.

(٤) تحف العقول ص ٢٣٧ / ٢٣٨ ، والبحار ج ٧٨ ص ٢٣٥ عنه ، وغرر الحكم ج ١ ص ٣٦٥.

(٥) روضة الكافي ص ٣٤٥ ، والوسائل ج ١١ ص ٤٠١ وج ٢ ص ٦٢٩ والبحار ج ٨٢ ص ٥٣ ، وقصار الجمل ج ٢ ص ٦٣.

١٢٢

لاجل ان ذلك يعد اسرافا ايضا ... وقد جاء في بعض النصوص :

« ليس فيما اصلح البدن اسراف ، انما الاسراف فيما اتلف المال واضر البدن (١) ».

وذلك واضح ولا يحتاج الى مزيد بيان.

عدم اطالة فترة العلاج :

واما بالنسبة لاطالة فترة العلاج وعدمها ، فيمكن ان يستفاد من النصوص المتقدمة الامرة بعدم العلاج لمن ظهرت صحته على سقمه ، ومن قوله (ع) : ما من دواء الا ويهيج داء ، ومن قوله : ان الدواء يخلق الجسم ، وغير ذلك مما تقدم تحت عنوان : « الدواء ... والعلاج » ، يمكن ان يستفاد منه : ان الشارع يرغب في الاسراع بالتخلص من هذا الوضع الاستثنائي وفي عدم الاستسلام له.

كما ويستفاد ذلك بوضوح من قول امير المؤمنين عليه‌السلام المتقدم ، الامر للطبيب بالاجتهاد في العلاج.

ومما تقدم من ان التارك شفاء المجروح من جرحه شريك جارحه لا محالة وذلك ان الجارح اراد فساد المجروح ، والتارك لاشفائه لم يشأ صلاحه ... الخ.

وواضح : ان اطالة فترة المعالجة من قبل الطبيب تنافي الاجتهاد فيه ، كما انها نوع من ترك شفاء المريض ، ومن عدم النصح له.

وبعد ... فقد تقدم في نصائح الاهوازي قوله : « على الطبيب ان يجد في معالجة المرضى ، وحسن تدبيرهم ، ومعالجتهم ... الخ ».

ومن ذلك الذي لا يجب ان يتخلص من الالم والمرض بسرعة ، لينصرف

__________________

(١) المحاسن للبرقي ص ٣١٢ ، وطب الامام الصادق ص ٧٧ عن الفصول المهمة والبحار ج ٧٥ ص ٣٠٤ و ٣٠٣ وج ٧٦ ص ٧٥ و ٨١ و ٨٢ عن كامل الزيارة ، وعن المحاسن ، ومكارم الاخلاق ص ٥٧ و ٥٧ ، والتهذيب للشيخ ج ٧ ص ٣٧٦ ، والكافي ج ٦ ص ٤٩٩ ، ومن لا يحضره الفقيه ج ١ ص ٦٨ ، والوسائل ج ١ ص ٣٩٧ و ٣٩٨.

١٢٣

الى تدبير اموره ، والنظر في شؤون معاشه ومعاده؟!

ولماذا لا يحاول الطبيب مساعدته في هذا الامر الذي يرغب فيه ، ويخلصه من الالام التي يعاني منها؟! ، وهل اطالة فترة المعالجة الا منافية لما يحكم به العقل ، والشرع والوجدان؟!

فلسفة الدواء للمريض :

وان مما يزيد في ثقة المريض بالطبيب ، وبمعرفته بالعلاج الذي يقدم على تجويزه له ، وبالدواء الذي يفترض في المريض ان يتجرعه ، ويساعد بالتالي على نجاح العلاج له ... هو ان يفلسف الطبيب له ـ بنحو ما ـ سر تجويزه هذا الدواء له ، ويبين له بعض منافعه ليطمئن الى ان هذا الدواء ان لم ينفع في دفع المرض عنه ، فانه لن يضره جزما ، مع قوة احتمال نفعه من الجهة او الجهات الاخرى ... ولقد رأينا النبي (ص) والائمة المعصومين عليهم‌السلام من بعده يذكرون منافع الادوية التي يوصون مراجعيهم بتناولها في موارد كثيرة جدا ، لا تكاد تحصر (١).

وقد قال علي (ع) : من لم يعرف مضرة الشيء لم يقدر على الامتناع منه (٢).

كما ان للاعتقاد دور هام في تأثير الدواء ، ودفعه للمرض ... ولاجل ذلك نجد الامام الصادق عليه‌السلام حينما يروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دواء لوجع الجوف ، ويعترض عليه البعض : بأنهم قد بلغهم ذلك ففعلوه ، فلم ينفع ـ نجده عليه‌السلام ـ يغضب ويقول :

« انما ينفع الله بهذا اهل الايمان به ، والتصديق لرسوله ، ولا ينفع به اهل النفاق ، ومن اخذه على غير تصديق منه للرسول (٣) ».

__________________

(١) راجع على سبيل المثال : الوسائل ج ١٧ ص ٧٦ و ١٣٥ و ١٣٦ وهوامشها والبحار ، والفصول المهمة ، وطب النبي « ص » وطب الائمة ، وغير ذلك كثير جدا.

(٢) غرر الحكم ج ٢ ص ٧٠٣.

(٣) البحار ج ٦٢ ص ٧٣ عن دعائم الاسلام.

١٢٤

اطعام المريض عند اشتهائه :

وبعد ... فقد جاء في فقه الرضا (ع) وغيره ، في حديث قوله :

« ... فاذا اشتهى الطعام ، فأطعموه ، فلربما فيه الشفاء (١) ».

ولعل مرد ذلك الى ان الجسد ربما يكون قد بدأ يشعر بما يحتاج اليه ويحاول التعويض عن النقص الذي يعاني منه ، ومعنى ذلك هو : ان مقتضيات الصحة والعافية قد بدأت تتغلب على عوامل المرض فيه ... واذن ... فلا بد من تلبية حاجة الجسد هذه ، وعدم منعه عما يتطلبه.

ولعل الى هذا يشير ما روى عنهم عليهم‌السلام : اذا جعت فكل ، واذا عطشت فاشرب ، واذا هاج بك البول فبل ، ولا تجامع الا من حاجة ، واذا نعست فنم (٢).

فاذا لم يكن لدى المريض اشتهاء الى الطعام ، فان اكراهه عليه لن يكون مفيدا كثيرا ، ان لم نقل : انه لربما يؤدي الى مضاعفات غير حميدة : نفسيا ، وجسديا. ولاجل ذلك نجد بعض النصوص تقول :

عنه (ص) : « لا تكرهوا مرضاكم على الطعام ، فان الله يطعمهم ويسقيهم (٣) ».

__________________

(١) مستدرك الوسائل ج ١ ص ٩٦ ، والبحار ج ٦٢ ص ٢٦١ عن فقه الرضا ص ٤٦ وراجع : كنز العمال ج ١٠ ص ٧ و ٤٦ عن ابن ماجة عن ابن عباس ، وعن ابن ابي الدنيا وعبد الرزاق عن عمر ، وراجع البحار ج ٨١ ص ٢٢٤ ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٩٧ عن الطبراني ، وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٤٦٣ ، والطب النبوي لابن القيم ص ٨٤.

(٢) مستدرك الوسائل ج ٣ ص ١٢٨.

(٣) البحار ج ٦٢ ص ١٤٢ عن الدعائم وص ٢٧٣ عن السرائر ، ابواب الاطعمة والاشربة ، ولم ينسبه له (ص) ، وطب الصادق ص ١٦ عن الدعائم ، ومستدك الحاكم ، ج ١ ص ٣٥٠ و ٤١٠ ، وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة ، وكنز العمال ج ١٠ ص ٢٧ عنه وعن الترمذي ، وسنن البيهقي ج ٩ ص ٣٤٧ ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٨٦ عن البزار والطبراني في الاوسط ، ونوادر الاصول ص ٦٦ ومستدرك الوسائل ج ٣ ص ١٢٧ ، والطب النبوي لابن القيم ص ٧١ والترمذي ج ٤ ص ٣٨٤ ومصابيح السنة ج ٢ ص ٩٥.

١٢٥

ولعل المراد بأن الله يطعمهم ويسقيهم : انه تعالى يلطف بهم ، ويكيف اجسادهم بحيث تقل حاجتها الى الطعام والشراب ، الذي ربما لا يستطيع الجسد ان يتكيف معه ، بملاحظة مضاعفات المرض التي تلم به ... وليس ذلك على الله تعالى ببعيد.

لا يكلف المريض المشي :

وقد روى عن ابي عبد الله عليه‌السلام : ان « المشي للمريض نكس » (١).

ولعل ذلك بملاحظة : ان الطاقة التي يفترض ان يصرفها البدن في التغلب على المرض ... يصرفها في تكلف المشي ، ان لم يصرف تكلفه هذا ازيد من المعتاد ، بملاحظة الحالة الخاصة التي يعاني منها ... ومعنى ذلك : ان ينتكس المريض ، ويعطى الفرصة للمرض ليتغلب عليه ، ويفتك فيه من جديد.

حمل الادوية في السفر :

والذي يلاحظ الروايات الواردة في مجال الطب العام يجد انها لم تهمل ايا من الحالات التي يتعرض لها الانسان عادة ، ومن جملتها حالة السفر ، حيث امرت الرواية باستصحاب الادوية التي ربما يحتاج اليه للعوارض التي تترافق مع السفر عادة ، والتي تنتج عن المتغيرات التي يتعرض لها الانسان في مواجهة المناخات والاجواء المختلفة ، او عن استخدامه لوسائل النقل المختلفة ، هذا عدا عن ان بعض الامراض لربما تظهر في بعض البلاد دون بعض.

نعم ... ولاجل هذا نجد لقمان ينصح ولده ـ اذا اراد السفر ـ فيقول : « تزود معك الادوية فتنتفع بها انت ومن معك (٢) ».

__________________

(١) راجع : الوسائل ج ٢ ص ٦٣٢ وروضة الكافي ص ٢٩١ ، والبحار ج ٦٢ ص ٢٦٦ عنه ، وطب الصادق ص ٧٦ ؛ وسفينة البحار ج ٢ ص ٧٨.

(٢) المحاسن للبرقي ص ٣٦٠ والبحار ج ٧٦ ص ٢٧٥ و ٢٧٣ و ٢٧٠ عنه وعن دعوات الراوندي ومكارم الاخلاق ص ٢٥٤ والوسائل ج ٨ ص ٣١١ والكافي ج ٨ ص ٣٠٣ ومن لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ١٨٥.

١٢٦

العلاج بما يخاف ضرره :

وبعد كل ما تقدم ... فانه اذا كان الطبيب يرى ان الدواء الفلاني يفيد في دفع المرض واستئصاله لكنه يعلم ان له مضاعفات سيئة على المريض فان كانت هذه المضاعفات مما لا يتسامح العرف ولا الشرع بالاقدام عليها لم يجز له ذلك ، والاّ جاز. وكذا الحال بالنسبة للمريض نفسه ، فانه يجوز له تناول الدواء وان كان يحتمل ضرره احتمالا لا يعتد به العرف والعقلاء ... ويشير الى هذا ما عن الدعائم ، عن جعفر بن محمد عليه‌السلام : انه رخص في الكي فيما لا يتخوف فيه الهلاك ولا يكون فيه تشويه (١) ».

وعن يونس بن يعقوب قال : سألت ابا عبد الله عليه‌السلام عن الرجل يشرب الدوء وربما قتل ، وربما سلم ، وما يسلم منه اكثر ، قال : فقال : انزل الله الدواء ، وانزل الشفاء ، وما خلق الله داء الا وجعل له دواء ، فاشرب وسم الله تعالى (٢).

وعن يونس بن يعقوب ، قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام : الرجل يشرب الدواء ، ويقطع العرق ، وربما انتفع به ، وربما قتله ، قال يقطع ويشرب (٣).

وفي هذا المعنى روايات اخرى ايضا (٤).

حفظ الاسرار الطبية :

سيأتي في بحث عيادة المريض : البحث في انه هل ينبغي للمريض كتمان مرضه ام لا؟ والذي نريد : ان نشير اليه هنا هو كتمان الطبيب للاسرار الطبية ، ولابد

__________________

(١) البحار ج ٦٢ ص ٧٤.

(٢) الوسائل ج ١٧ ص ١٧٨ / ١٧٩ وطب الائمة ص ٦٣.

(٣) الوسائل ج ١٧ ص ١٧٧ ـ ١٧٨ وروضة الكافي ص ١٩٤.

(٤) الوسائل ج ١٧ ص ١٧٦ ـ ١٧٩ وفي هامشه مصادر اخرى.

١٢٧

من التكلم في ذلك من ناحيتين :

الاولى : انه لابد وان يحفظ الطبيب سر المريض فلا يبوح به لاحد .. وقد ورد في الشريعة المطهرة الحث على كتمان سر المؤمن. ووعد الله ان يجعل من يكتم سر اخيه المؤمن يستظل بظل عرش الله يوم القيامة ، يوم لاظل الا ظله (١).

وعن عبدالله بن سنان قال : قلت له : عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ قال نعم ، قلت : سفلته؟ قال : ليس حيث يذهب ، انما هو اذاعة سره (٢).

كما انه اذا اطمأن المريض الى ان سره محفوظ ؛ فان يصير اكثر شجاعة على البوح للطبيب بكثير من الامور التي قد يكون لها اكبر الاثر ، او الاثر الكبير في معرفة حقيقة الداء ، الامر الذي يسهل على الطبيب وصف المناسب والناجع من الدواء .. كما انه يمكن ان تصدر من المريض الكثير من الامور التي يحب ان لا يعلمها منه احد. وهذا امر طبيعي وواضح ..

نعم .. وقد امر الشارع المريض بان لا يكتم الطبيب مرضه ، لان كتمانه اياه يجعل الطبيب غير قادر على فهم حقيقة ما يعاني منه مريضه من جهة ..

هذا ان لم يكن ذلك سببا في ان يفهم غير ما هو الواقع ؛ فيصف له ليس فقط ما لا يجدي ، بل وما قد يضر بحالته ويكون له مضاعفات خطيرة جداً عليه من جهة اخرى .. وورد ان عليا (ع) اشار الى الجهة الاولى بقوله : من كتم مكنون دائه عجز طبيبه عن شفائه (٣). وعنه (ع) : لاشفاء لمن كتم طبيبه داءه (٤).

واشار الى الجهة الثانية فقال (ع) فيما روى عنه : من كتم الاطباء مرضه

__________________

(١) قصار الجمل ج ٢ ص ١٧٩ عن الوسائل كتاب النكاح باب ١٢ حديث ٣.

(٢) اصول الكافي ج ٢ ص ٢٦٧ ط المكتبة الاسلامية والمحاسن ص ١٠٤ والوسائل ج ٨ ص ٦٠٨ وج ٢ ص ٣٦٨ وراجع هامشها.

(٣) غرر الحكم ج ٢ ص ٦٦٧.

(٤) غرر الحكم ج ٢ ص ٨٣٣.

١٢٨

خان بدنه (١).

ولقد جاء في القسم المنسوب الى ابقراط : « ... واما الاشياء التي اعانيها في اوقات علاج المرضى ، واسمعها في غير أوقات علاجهم في تصرف الناس في الاشياء ، التي لا ينطق بها خارجا ، فامسك عنها ، وارى ان امثالها لاينطق به .. » (٢).

وجاء في الوصية المنسوبة لابقراط ايضا ان الطبيب : « ينبغي ان يكون مشاركا للعليل مشفقا عليه ، حافظا للاسرار ، لان كثيرا من المرضى يوقفونا على امراض بهم لا يحبون ان يقف عليها غيرهم » (٣).

وقال علي بن العباس : « يجب على الطبيب ان يحفظ اسرار المريض ، ولا يفشيها ، لا لاقاربه ولا لغيرهم ممن يتصل به ، لان كثيرا من المرضى يكتمون ما بهم عن اقرب الناس اليهم ، حتى والديهم ، ويبوحون به للطبيب كاوجاع الرحم والبواسير ... فعلى الطبيب ان يحافظ على سر المريض اكثر من المريض نفسه (٤) » ..

الثانية : كتمان اسرار الطب عمن يمكن ان يسيء استعمالها .. وقد روى عن الصادق عليه‌السلام أن : « لكل شيء زكاة ، وزكاة العلم ان يعلمه اهله » (٥) وفي معناه غيره.

وعن علي (ع) : « شكر العالم على علمه ان يبذله لمن يستحقه » (٦).

__________________

(١) غرر الحكم ج ٢ ص ٦٦٣.

(٢) عيون الانباء ص ٤٥.

(٣) عيون الانباء ص ٤٦ / ٤٧.

(٤) تاريخ طب در ايران ج ٢ ص ٤٥٧ عن كتاب كامل الصناعة الطبية الملكي.

(٥) البحار ج ٢ ص ٢٥ وقصار الجمل ج ٢ ص ٥٦ وراجع اصول الكافي ج ١ باب سؤال العلم وتذاكره.

(٦) البحار ج ٢ ص ٨١ عن كنز الكراجكي وقصار الجمل ج ٢ ص ٦٠.

١٢٩

وفي البحار ج ٢ روايات متعددة يستفاد منها هذا المعنى.

وواضح ان من يسيىء استعمال العلم ليس ممن يستحق العلم ، ولا هو من اهله ولعل من اظهر مصاديق هؤلاء العدو الغاشم ، فلا بد من الاحتياط منه وعدم اطلاعه لا على الادوية ولا على اسرارها ؛ فعن علي (ع) : ثلاثة لا يستحى من الختم عليها : المال لنفي التهمة ، والجوهر لنفاسته ، والدواء للاحتياط من العدو (١).

واما بالنسبة لغير العدو فقد قال علي بن العباس : ان على الطبيب ان « لا يجوز لهم الدواء الخطر ، ولا يصفه لهم ، ولايدل المريض على ادوية كهذه ، ولا يتكلم عنها امامه ، ولا يجوز لهم الادوية المسقطة للجنين ، ولا يدل عليها احدا (٢) ».

وما ذلك الا لان الطب لم يكن الا لخدمة الانسانية ، والتخفيف من آلامها ، فاذا اسيىء استعماله ، وكان مضرا بالانسان وبالانسانية ، فان الانسانية تكون في غنى عنه ، وليست بحاجة اليه.

وقد جاء في القسم المنسوب الى ابقراط : « واما الاشياء التي تضر بهم ، وتدنى منهم بالجور عليهم فأمنع منها بحسب رأيي ، ولا اعطى اذا طلب مني دواء قتالا ، ولا اشير ايضا بمثل هذه المشورة. وكذلك ايضا لا ارى ان ادنى من النسوة فرزجة تسقط الجنين (٣) ».

تحري الدقة في اجراء الفحوصات :

وبعد .. فان على الطبيب ان يتحرى الدقة التامة في مجال اجرائه الفحوصات للمريض ، فان ذلك بالاضافة الى انه من مقتضيات الامانة ؛ فانه مما تفرضه المشاعر الانسانية النبيلة بالنسبة لهذا الانسان الذي سلم امره اليه ، وعلق الكثير من آماله عليه .. وقد اشار امير المؤمنين علي (ع) الى ذلك حينما قال ـ فيما روى عنه ـ : « لاتقاس عين في يوم غيم » (٤). وقد تقدم ما فيه اشارة الى ذلك ايضا.

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٢٨٩.

(٢) تاريخ طب در ايران ج ٢ ص ٤٥٧ عن كتاب : كامل الصناعة الطبية الملكي.

(٣) عيون الانباء ص ٤٥. والفرزجة : شيء يتداوى به النساء ...

(٤) الوسائل ج ١٩ ص ٢٨٠ والتهذيب ج ١٠ ص ٢٦٨ والفقيه ج ٤ ص ١٠١.

١٣٠

من مواصفات الطبيب الحاذق :

واخيرا ... فقد ذكر البعض بعض المواصفات التي يفترض بالطبيب الحاذق ان يراعيها ويهتم بها ... وقد تقدم بعض ما يشير الى نقاط منها ... وبقى ان نشير منها الى ما يلي :

١ ـ ان يعرف نوع المرض.

٢ ـ ان يعرف سببه.

٣ ـ معرفة المزاج الطبيعي للبدن.

٤ ـ معرفة المزاج الحادث على غير المجرى الطبيعي.

٥ ـ سن المريض.

٦ ـ عادات المريض.

٧ ـ ملاحظة حالة الجو الحاضرة وما ينسجم معها.

٨ ـ ملاحظة كونه في اي فصل من فصول السنة.

٩ ـ النظر في امكان المعالجة لتلك العلة ، او تخفيفها ، ام لا يمكن.

١٠ ـ ملاحظة بلد المريض وتربته.

١١ ـ النظر في امكان المعالجة بغير الدواء ، كالحمية والغذاء والهواء ، ثم بالادوية البسيطة ، ثم المركب ... وهكذا ...

١٢ ـ النظر في الدواء المضاد لتلك العلة ، ثم الموازنة بين قوته وقوة ذلك المرض ، بالاضافة الى قوة المريض نفسه.

١٣ ـ ان يربط المريض بالله ، واعتباره القادر على شفائه ، وتوجيهه نحو تصفية النفس ، والاخلاص له تعالى ... (١).

انتهى ما اردناه من كلامه ، مع تصرف ، وزيادة ، وحذف ... وبعضه يمكن استخلاصه مما تقدم ومن غيره من روايات اهل البيت عليهم‌السلام ، او يدخل في قواعد عامة صدرت عنهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ...

__________________

(١) الطب النبوي لابن القيم ص ١١٢ ـ ١١٤.

١٣١

معالجة غير المسلم للمسلمين :

ولم يمنع الاسلام من مداواة اليهودي والنصراني للمسلم ، فقد روى عن ابي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن الرجل يداويه النصراني واليهودي ، ويتخذ له الادوية ، فقال : لا بأس بذلك ، انما الشفاء بيد الله (١).

وعن عبد الرحمان بن الحجاج قال : قلت لموسى بن جعفر (ع) : اني احتجت الى طبيب نصراني ، اسلم عليه ، وادعو له ، قال : نعم ، انه لا ينفعه دعاؤك (٢).

وقد داوى رجل يهودي بعض الناس على عهد النبي (ص) ، واخرج من بطنه رجراجاً ، كما تقدم (٣) كما ان الحارث بن كلدة قد عالج بعض الصحابة بأمر من النبي ـ كما يقولون ـ مع انهم يقولون : انه لا يصح ان الحارث قد اسلم ، فراجع كتب تراجم الصحابة ، والمصادر المتقدمة في الفصل الاول من الكتاب.

وقال الشهيد في الدروس : يجوز المعالجة بالطبيب الكتابي ، وقدح العين عند نزول الماء (٤).

وذلك يدل بوضوح على ان الاسلام يهتم بالكفاءات اينما وجدت ، ولان ذلك لا يؤثر على عقيدة الانسان المسلم ، ولا في سلوكه ، بل هو يساهم في اعادة السلامة والمعافاة له ... الامر الذي يمكنه من العودة الى مجال الحياة والنشاط فيها ، وخدمة نفسه ومجتمعه على مختلف الاصعدة.

الا اذا كان ذلك يوجب مودة لليهود والنصارى ، ومحبة لهم ، تكون سببا في الانحراف عن الجادة المستقيمة ، والوقوع في مهاوي الجهل والحيرة والضياع ..

__________________

(١) الوسائل ج ١٧ ص ١٨١ ، والبحار ج ٦٢ ص ٧٣ و ٦٥ والفصول المهمة ص ٤٣٩ وقصار الجمل ج ١ ص ٢٠٩.

(٢) الفصول المهمة ص ٤٤٠ ، والوسائل ج ٨ ص ٤٥٧ وقال في هامشه : « الاصول ص ٦١٥ : اخرجه عنه ؛ وعن كتب اخرى في كتب اخرى في ج ٢ في ١ / ٤٦ من الدعاء » انتهى. وقرب الاسناد ص ١٢٩ والبحار ج ٧٥ ص ٣٨٩.

(٣) تقدمت المصادر لذلك.

(٤) البحار ٦٢ ص ٦٥ و ٢٨٨.

١٣٢

الفصل الرابع :

التمريض

و

المستشفى

١٣٣
١٣٤

بداية :

وبعد .. فقد حان الوقت لاعطاء لمحة سريعة عن المواصفات التي ينبغي توفرها في المستشفى من وجهة نظر اسلامية.

ثم الاشارة الى علاقة الممرض بالطبيب وبالمريض ..

وبعد ذلك محاولة التعرف على رأي الاسلام الصريح في تمريض وتطبيب الرجل للمرأة وعكسه ، وكذلك في تشريح الموتى ، مع مراعاة الاختصار مهما امكن .. فان كل ذلك مما تمس اليه الحاجة بالفعل .. فـ :

الى ما يلي من صفحات ...

١٣٥

المستشفيات النموذجية :

وبعد .. فانه اذا كانت خدمة المريض ، والقيام بشؤونه يوجبان الاجر الجميل ، والثواب الجزيل ، حيث كان قريبا من الله ، مستجاب الدعاء ؛ فلا بد وان يكون في محيط يتناسب مع حالته المتميزة هذه ..

ومن الجهة الاخرى .. فانه اذا كان المرض يجعل لدى المريض قابلية التفاعل ببعض التلوثات ، والاجواء الموبوءة ، الامر الذي يحمل معه احتمالات مضاعفات غير مرغوب فيها في هذا المجال .. فان من المحتم ـ والحالة هذه ـ ان يكون المريض في محيط يتوفر فيه عنصر الوقاية الصحية ؛ والابتعاد عن كل مامن شأنه ان يؤثر عكسيا ، بشكل مباشر ، او غير مباشر على المستوى الصحي له ..

واذا كان بحث الوقاية الصحية يعتبر من الموضوعات الاسلامية المتنوعة ، والمتعددة الابعاد ، وليست الاحاطة بها بالامر السهل اليسير ، وتحتاج الى دراسة معمقة ، وشاملة .. فاننا لا يسعنا في هذه العجالة الا ان نكتفي هنا بالاشارة الى بعض النقاط التي ترتبط بالحالة العامة في المستشفيات ، وشؤونها واوضاعها المختلفة ، وبعض مواصفاتها ، بشكل موجز ومحدود ؛ فنقول : ...

مواصفات المستشفى الاسلامي :

لقد ورد عن النبي الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكر لكثير من المواصفات

١٣٦

المطلوب توفرها في محل السكنى والمنازل .. ونستطيع ان نفهم من التأمل في الحكمة في اعتبارها ومطلوبيتها : ان توفرها في المستشفى الذي يعالج فيه المرضى اكثر ضرورة والحاحا .. كما سنرى ..

ويمكن ان نجمل هذه المواصفات التي يمكن استخلاصها من الروايات على النحو التالي :

الف : ما يرتبط بموقع المستشفى ..

١ ـ ان تكون بقعته حسنة اللون جيدة الموضع (١) ..

٢ ـ ان يكون الهواء طبيا (٢) ..

٣ ـ ان يكون ثمة ماء غزير عذب ، بحيث يقع النظر عليه (٣) ..

٤ ـ ان يكون في بقعة ، تربتها لينة رخوة (٤) في مقابل الصلبة.

__________________

(١) راجع : مكارم الاخلاق ص ١٢٥ / ١٢٦ و ٢٥٣ والبحار ج ٧٦ ص ٢٦٥ عن المزار الكبير وص ١٥٤ ومن لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ١٩٥ والوسائل ج ٨ ص ٣٢٤ والكافي ج ٨ ص ٣٤٩ والمحاسن ص ٣٧٥.

(٢) راجع : تحف العقول ص ٢٣٧ والبحار ج ٧٨ ص ٢٣٤.

(٣) راجع تحف العقول ص ٢٣٧ و ٣٠٦ والبحار ج ٧٨ ص ٢٣٤ و ج ٦٢ ص ١٤٤ وج ٧٨ ص ٣٢٠ وج ١٠ ص ٣٦٨ والمحاسن ص ٦٢٢ والخصال ج ١ ص ٩٢ والوسائل ج ٣ ص ٥٨٩ وج ١٤ ص ٣٨ وقصار الجمل ج ٢ ص ٢٨٧ و ٣٢٨.

(٤) تحف العقول ص ٢٣٧ والبحار ج ٧٨ ص ٢٣٤ وج ٧٦ ص ٢٦٥ عنه وعن المزار الكبير ومكارم الاخلاق ص ٢٥٣ ومن لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ١٩٥ والوسائل ج ٨ ص ٣٢٤ والكافي ج ٨ ص ٣٤٩ والمحاسن ص ٣٧٥.

١٣٧

٥ ـ ان يكون كثير العشب والاشجار ، بحيث لا يقع النظر فيه الا على الخضرة (١) ..

٦ ـ ان لا يكون في منخفض من الارض ، كواد ، ونحوه (٢).

٧ ـ ان يكون في المدينة (٣).

٨ ـ ان يكون بعيدا عن اماكن الضوضاء والضجة ، كالشوارع المزدحمة ونحوها (٤).

٩ ـ جودة المنظر الطبيعي العام الذي يشرف عليه (٥).

١٠ ـ هذا ... بالاضافة الى لزوم كون المحيط نقيا وسالما ، فلا يكون في مرعى وبي ، ولا في مشرب دوي ، اي فيه داء ، كما عن امير المؤمنين عليه‌السلام (٦).

__________________

(١) الكافي ج ٨ ص ٣٤٩ ، والمحاسن للبرقي ص ٣٧٥ و ١٤ و ٦٢٢ وعيون اخبار الرضا ج ٢ ص ٤٠ ، ومن لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ١٩٥ والوسائل ج ٨ ص ٣٢٤ وج ٣ ص ٥٨٩ وج ١٤ ص ٣٨ وقصار الجمل ج ٢ ص ٢٨٧ ومكارم الاخلاق ص ٢٥٣ ، وتحف العقول ص ٣٠٦ والخصال ج ١ ص ٩٢ وج ٢ ص ٥٨ ، والبحار ج ٧٦ ص ٢٦٥ و ١٤١ و ٣٢٢ وج ٦٢ ص ٤٤ ، وج ٧٨ ص ٣٢٠ عن المزار الكبير وغيره.

(٢) من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ١٩٣ ومكارم الاخلاق ص ٢٦٧ و ٢٦٥ والبحار ج ٧٦ ص ٢٦٥ عن المزار الكبير والوسائل ج ٨ ص ٣١٦ و ٣١٧ عن المحاسن للبرقي ص ٣٦٤ وقصار الجمل ج ١ ص ٣١٦.

(٣) البحار ج ٧٦ ص ٢٧٧ عن دعوات الراوندي.

(٤) سيأتي بعض ما يدل على ذلك ...

(٥) فقد روى عن علي عليه‌السلام قوله : واعوذ بك من .. وسوء المنظر في الاهل والمال. راجع نهج البلاغة بشرح عبده ج ١ ص ٩٢ ، ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٦ و ٢٧ وراجع : البحار ج ٧٦ ص ٢٩٣ و ٢٣٦ و ٢٣٧ و ٢٤٢ وفي هامشه عن امان الاخطار ص ٣٠ وغيره.

(٦) البحار ج ٦٦ ص ٤١٢ عن النهاية ...

١٣٨

باء : ما يرتبط بهندسة البناء بصورة عامة ؛ ونشير الى :

١ ـ ان يكون البناء حسنا (١).

٢ ـ ان تكون الهندسة جيدة ، بحيث تقل العيوب فيه بصورة عامة (٢).

٣ ـ ان تكون الغرف واسعة ، وكذلك الدار ـ الساحة ـ (٣).

٤ ـ ان لا يكون ثمة تماثيل وصور لذوات الارواح ، حتى ولو في السقوف (٤).

٥ ـ ان يكون مريحا وهنيئا (٥).

٦ ـ ان يكون منظر كل شيء فيه مريح ومقبول (٦) ، لان ذلك

__________________

(١) البحار ج ٧٦ ص ١٤١ و ١٧٦ وج ٧٩ ص ٣٠٠ وراجع امالي الطوسي ج ١ ص ٢٨١.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٠٠ ومعاني الاخبار ص ١٤٩ والبحار ج ٧٦ ص ١٥٠ وفي هامشه عن امالي الصدوق ص ١٤٥.

(٣) الكافي ج ٦ ص ٥٢٦ و ٥٢٥ ومكارم الاخلاق ص ١٢٥ و ١٢٦ و ٤٣٨ والمحاسن ص ٦١٠ و ٦١١ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ٢٠ ص ٣٤١ و ٢٧٦ وقرب الاسناد ص ٣٧ ومعاني الاخبار ص ١٤٩ ، والخصال ج ١ ص ١٠٠ و ١٢٦ و ١٥٩ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٥٠ والوسائل ج ٣ ص ٥٥٧ ـ ٥٦٠ وج ١٤ ص ٢٤ والبحار ج ٧٦ ص ١٥٤ و ٢٨٨ و ١٤٨ حتى ص ١٥٥ ، وج ٧٩ ص ٣٠٣ و ٢٨٩ وج ٧٧ ص ٤٦ و ٥٣ عن نوادر الراوندي وعن امالي الصدوق ص ٤٥ وفقه الرضا ص ٤٨. واولين دانشكاه ج ٢ ص ١٨٦ والتراتيب الادارية ج ١ ص ٢٨٢ و ٢٩١ وقصار الجمل ج ١ ص ١٩٤ و ٢٣٨.

(٤) البحار ج ٧٦ ص ١٥٩ والمحاسن ص ٦١٢ حتى ص ٦٢١ والكافي ج ٦ ص ٥٢٦ ـ ٥٢٨ والوسائل ج ٣ ص ٥٦٠ ـ ٥٦٣ ومصابيح السنة ج ٢ ص ٩٣ و ٩٤.

(٥) راجع المصادر التي قبل الحاشية الاخيرة ...

(٦) راجع كثيرا من المصادر التي سبقت لتعوذه عليه‌السلام حين سفره من سوء المنظر في الاهل والمال ... والمصنف ج ١١ ص ٤٣٣ وج ٥ ص ١٥٤ و ١٥٥ و ١٥٩ وفي هوامشه عن مصادر كثيرة جدا ونهج البلاغة ج ١ ص ٩٢.

١٣٩

يبعث البهجة والارتياح في النفس.

٧ ـ ان يكون فيه مسجد (١) ، وان تكون بقعة المسجد سهلة الموطىء ، طيبة الموقع (٢).

٨ ـ ان يكون فيه حمام ـ شرط ان يكون في اكناف الدار (٣).

٩ ـ ان يكون فيه بيت خلاء بشرط :

الف : ان يكون في استر موضع من البناء (٤).

باء : ان لا يكون في مقابل الشمس والقمر ، بحيث يستقبلهما المتخلى بفرجه (٥).

جيم : ان لا يكون الى جهة القبلة (٦).

١٠ ـ ان تتسع الغرف لأكثر من سرير واحد (٧).

__________________

(١) المحاسن ص ٦١٢ والبحار ج ٧٦ ص ١٦١ و ١٦٢ والتراتيب الادارية ج ١ ص ٨٧ عن سنن ابي داود ..

(٢) المصنف لعبد الرزاق ج ١ ص ٥٠٩ / ٥١٠ عن علي عليه‌السلام وبهامشه عن ابن ابي شيبة ١ / ١٤٧ مخطوط.

(٣) الكافي ج ٦ ص ٥٢٩ والوسائل ج ٣ ص ٥٦٦ والمحاسن ص ٦٠٩ والبحار ج ٧٦ ص ١٥١ ومكارم الاخلاق ص ١٢٨.

(٤) توحيد المفضل ، المطبوع مع امالي الامام الصادق ج ١ ص ٢٠٥ والبحار ج ٣ ص ٧٦ وج ٨٠ ص ١٩٤.

(٥) البحار ج ٨٠ ص ١٦٩ عن امالي الصدوق ص ٢٥٣ و ٢٥٤.

(٦) المصادر لهذا كثيرة ؛ فراجع اي كتاب حديثي شئت.

(٧) حيث قد ورد النهي عن نوم الانسان وحده ؛ فراجع : مشكاة الانوار ص ٣١٩ والكافي ج ٦ ص ٥٣٣ و ٥٣٤ ، والمحاسن ص ٣٩٨ والوسائل ج ١ ص ٢٣٢ وج ٣ ص ٥٨١ ـ ٥٨٤ وج ١٦ ص ٥٢٨ ومكارم الاخلاق ص ٤٣٧ و ٤٣٦ والبحار ج ٧٤ ص ٢١ وج ٧٦ ص ٣٣٨ و ١٨٧ ص ٥١ و ٤٦ وج ٨٠ ص ١٧٠ و ١٨٢ و ١٧٣ والخصال ج ١ص ١٢٥ و ٩٣. ط سنة ١٣٨٩ ونقل عن ج ٢ ص ١٠٢ في طبعة اخرى وقصار الجمل ج ١ ص ٨٣ و ١٩ وج ٢ ص ١٢٠ وفقه الرضا ص ٤٨ عن الفقيه ج ٢ ص ٣٣٦.

١٤٠