تراثنا ـ العدد [ 9 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 9 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣٩

ويوم عمرو بن عبد ود وقد

وافى كليث الشرى وقسوته

يؤم (٣١) جيشا عرمرما لجبا

قد طبق الأرض عظم وطأته

وقد ـ كما قال ربنا ـ زاغت

الأبصار عبا من فرط خيفته

وبلغت منهم القلوب إذا

حناجر القوم عند رويته

وأحفر الخندق النبي له

مذ قيل : يأتي ، من هول روعته (٦٥)

فحين وافي يختال ملتمسا

مبارزا كلا شموخ غرته

وظن كل أن لا محيص وقد

أهم كلا عظيم محنته

والناس صنفان (٣٢) مؤمن ترح

أو فرح كافر لشقوته

وبان منهم عنه له فشل

إذ لم يجيبوا نداء دعوته

تاه غرورا وظل مرتجزا

يهزأ لكن بجوف لحيته (٣٣) (٧٠)

فابتدر المرتضى أبو الحسن

الطهر علي إلى إجابته

مخترطا ذا لفقار مرتجزا

غضبان لله لا لجزيته

واصطرعا ساعة وعاجله

بضربة آذنت بصرعته

كبر جبريل ثم صاح بأعلى

صوته مسمعا بصيحته

لا سيف إلا ذو الفقار ولا

سوى علي فتى ونخوته (٧٥)

فكبر المصطفى وقال لهم

كبر جبريل من مسرته

فكبروا كبرت إذا عصت ال

إسلام بشرا بنصر دولته

وابتدر المسلمون وانهزم

الأحزاب كل ولى لوجهته

فكان نصر النبي إذ ذاك

والإسلام من بأسه وضربته (٣٤)

وليلة الغار حين فر رسول الله خوفا من أهل مكته (٨٠)

__________________

المحمودي في هوامش هذه الصفحات.

والسيد المرعشي في إحقاق الحق (الملحقات) ٨ / ٣٨٣ ـ ٣٩٦ و ٣ / ٤٩٧

(٣١) في الأصل «ويوم» والصواب ما أثبتناه

(٣٢) في الأصل «صنفين» والصوب ما أثبتناه

(٣٣) «يهزأ بجوف لحيته» أي يهزأ ولكن هزءه راجع عليه

(٣٤) أنظر الهامش ٢٦.

١٦١

فبات فوق الفراش يخلفه

ليفتدي نفسه بقتلته

فمذ أتته قريش اقتحموا

صاح عليهم بهول زعقته

منتدبا يالغالب انا جحجاح

أبي طالب وأسرته

فانهزم الجمع ناكصين على

أعقابهم من عظيم هيبته

(٨٥) وظل في مكة يراسله

يثنيهم الرعب عن مساءته

حتى أتاه بما أراد إلى

يثرب من رحله ونسوته

فهل يضاهى هذا بذي نسب

أو سبب قط في مزيته (٣٥)

مولى رقا منكب النبي وألقى

هبلا عن علي كعبته (٣٦)

ومن أتاه جبريل بالسطل

والمنديل فامتاز في طهارته (٣٧)

(٩٠) والنجم في داره هوى

كانشقاق البدر للمصطفى وهالته (٣٨)

وافتتح الله بابه بحمى

المسجد كالمصطفى ونسبته

إذ سد بالوحي كل باب إلى

المسجد من صحبه وعترته (٣٩)

ويوم أعطى النبي صاحبه

براءة وانبرى بسورته

يسعى إلى مكة ليقرأها

بموسم الحج في نيابته

(٩٥) أوحى إلى المصطفى وقد

بلغ الرحاء في السير من مسافته

أن لا يودي عني سواك فتى

أو رجل منك أصل نبعته

فابتعث المصطفى الوصي وقال

: ارجع به وامض في رسالته

فالله قد شاء أن تكون لها

مبلغا عنه يا ابن بجدته

فليث شعري لم كان مبعث ذا

وذاك لم رد بعد بعثته (٤٠)

__________________

(٣٥) أنظر في هذه الفضيلة العظيمة ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من دمشق ١ / ١٣٥ ـ ١٥٥

(٣٦) نقل هذه الفضيلة الجليلة صاحب كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستة ٢ / ٣٧٩ ـ ٣٨١ عن الخصائص للنسائي والمستدرك للحاكم والكشاف للزمخشري.

(٣٧) أنظر ينابيع المودة ١٤٠

(٣٨) أنظر إحقاق الحق وملحقاته ٣ / ٣٣٦ ـ ٣٤٠

(٣٩) أنظر ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تاريخ ابن عساكر ١ / ٢٧٥ ـ ٣٠٥

(٤٠) فضائل الخمسة من الصحاح الستة ٢ / ٣٨٢ ـ ٣٨٦ عن صحيح الترمذي وخصائص النسائي ، وتفسير الطبري ، والمستدرك للحاكم ، ومسند أحمد والدر المنثور للسيوطي.

١٦٢

ويوم وافي جبريل بالطائر

المشوي والمصطفي بعقوته (١٠٠)

فقال : رب أئتني يشاركني

في أكله وانتهاز لذته

أحب كل الورى إليك

فوافاه علي شقيق فطرته

فهو أحب الورى إلى الله إذ

كان هو المجتبى بشركته (٤١)

ويوم أعطى الفقير خاتمه

وهو يصلي من دون رفقته

فأنزلت إنما وليكم (٤٢)

بعد إله الورى وخيرته (١٠٥)

هو المقيم الصلاة لله والمؤتي

زكاة في حال ركعته (٤٣)

ويوم آخى بين الصحاب فلم

يرتض منهم سوا أخوته (٤٤)

ويوم بدر إذا قال قائلهم

أطال نجواه عند خلوته

قال لهم : ما انتجيته إنما

الله انتجاه بسر حكمته (٤٥)

فالحمد لله إنني رجل

قد صيغ قلبي على ولايته (١١٠)

معتقدا أنه هو النبأ

الأعظم لله في خليقته (٤٦)

__________________

(٤١) أسهب محدث الشام ابن عساكر في تخريج أحاديثه بأسانيده الخاصة ، في ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٢ / ١٠٥ ـ ١٥٩

وتسع محققه الشيخ المحمودي في هوامشه فأربي على الغاية

وقد دخل الحديث لشهرته في نظم الشعراء فتغنوا بهذه الفضيلة العلوية من أيام السيد الحميري رحمه الله إلى يوم الناس هذا. أنظر بعض الأشعار في ذلك آخر هوامش المحمودي.

(٤٢) هي الآية ٥٥ من سورة المائدة ونصها الكريم : «إنما وليكم الله ورسول والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون»

(٤٣) في الأصل «رفعته» وأثبتنا «ركعته» اتباعا للآية الكريمة.

أنظر في هذه الفضيلة الباهرة الحجة القاهرة : إحقاق الحق ٢ / ٣٩٩ فما بعد.

وانظر : في فضائل الخمسة من الصحاح الستة ٢ / ١٩.

وانظر : تفاسير القرآن الكريم عند تفسير الآية الكريمة.

وخصائص الوحي المبين ٣٥ ـ ٥٢ ، وقد أورد فيه عشرين حديثا.

وشواهد التنزيل ١ / ١٦١ ـ ١٨٤.

(٤٤) أخرجه صاحب فضائل الخمسة من الصحاح الستة ١ / ٣٦٥ ـ ٣٧٩ عن الترمذي وابن ماجة والمستدرك للحاكم ومسند أحمد وطبقات ابن سعد والدر المنثور للسيوطي وكنز العمال وغيرها.

وانظر : ينابيع المودة ص ٥٦

(٤٥) حديث المناجاة مشهور ، وهو في المصادر يوم الطائف لا كما قال الشاعر يوم بدر. وممن أخرجه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٢ / ٣٠٧ ـ ٣١١.

(٤٦) أنظر شواهد التنزيل ٢ / ٣١٧ ـ ٣١٨

١٦٣

وهو الإمام الذي له فرض الله

على الخلق حسن طاعته

في يوم خم إذ بلغ المصطفى

ما قرار الوحي من إمامته

نادى وفي كفه الشريف على

المنبر كف الوصي صفوته

(١١٥) ألست أولى منكم بأنفسكم

قالوا : بلى ، قال في عبارته

هذا علي مولى لمن كنت

مولاه بوحي في نص آيته

فعاد يا رب من يعاديه وانصر

ناصريه في وقت شدته

يا رب بلغت ما أمرت به

فاشهد على جمعهم بصحته

فهنئوه بما حباه إله العرش

جودا من فضل نعمته (٤٧)

(١٢٠) العالم العامل المحقق

والمخلص لله في زهادته

الصابر الصادق المجاهد

والحاكم بالعدل في قضيته

المؤثر المطعم الطعام على

حبه لله عند حاجته

فأنزلت فيه هل أتى هل

أتى في غيره مثلها بمدحته (٤٨)

مخاطب الذئب منطق الميت

إذ لبى عظام رمته (٤٩)

__________________

(٤٧) حديث الغدير هو الذي جاوز حد التواتر ـ بأي تعريف عرف هذا التواتر ـ فقد حضره من الصحابة أكثر من مئة ألف رجل سمعوه من النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم نقلوه إلى أهليهم عند رجوعهم إليهم من حجة الوداع.

وقد ألفت فيه الكتب من قديم ، فهذا الطبري يجمع مجلدين من طرق حديث الغدير ... وغيره كثيرون

وهذا ابن عساكر يرويه بطرق كثيرة جدا في ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٢ / ٥ ـ ٩٠.

وانظر : كتاب «الغدير» للشيخ الأميني رحمه‌الله وقد طبع منه عشر جزءا.

وانظر : كتاب «عبقات الأنوار» فقد أفرد منه مؤلفه رحمه‌الله مجلدين لهذا الحديث الشريف وأفاض وفي بحثه سندا ودلالة.

(٤٨) شواهد التنزيل ٢ / ٢٩٩ ـ ٣١٥.

فضائل الخمسة ١ / ٣٠١ ـ ٣٠٥

وانظر تفاسير القرآن الكريم عند تفسير السورة

(٤٩) لكلامه عليه‌السلام مع الذئب ، نقل السيد هاشم البحراني في «مدينة المعاجز» معجزتين : إحداهما أيام النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله تجدها في ص ٤٢ رقم ٧٤ منه والثانية بعد انتقال الرسول الأعظم صلى عليه وآله إلى الرفيق الأعلى تجدها في ص ٤٤ رقم ٧٦ منه.

١٦٤

ومطلع الشمس بعد ما غربت

صلى أداءا ماضي فريضته (٥٠) (١٢٥)

منقذ سلمان قبل مولده

من أسد ضل من فريسته (٥١)

إذ كان مع سائر النبيين

سرا ومع المصطفى بجهرته (٥٢)

مفيض ماء الفرات حين طفى

وعاد يجري على استقامته (٥٣)

وقالع صخرة القليب وقد

أعيت جموعا بجذب راحته

وأنبع الماء فارتوى الجيش

من عذب زلال بقهرمنته (٥٤) (١٣٠)

ورد كف القصاب والعين

حتى عاد كل لبدء خلفته (٥٥)

ونبأته بحالها الناقة

العجماء نطقا على جليته (٥٦)

وسار من يثرب المدينة إذ

ناداه سلمان عند موتته

غسله بالعراق ثم أتى

منزله في تمام ليلته (٥٧)

ومر بالنحل وهو مرتكم

أومى إليه بكم بردته (١٣٥)

فضل يسري بسيره وكذا

ينزل من سيره لنزلته

فجاء أربابه وقد شهدوا

حجته من هدى محجته

بعد ثلاث فأسلموا وحظوا

بدعوة الحق في استجابته

فحيث عادوا أومى إلى

النحل فما إن ونى برجعته

وسار فوق البساط تحمله

الريح إلى الكهف نحو فتيته (١٤٠)

فحين وافى مسلما أظهروا

التعظيم في الرد عن تحيته (٥٨)

__________________

ولإنطاقه عليه‌السلام الموتى ، نقل السيد المذكور عدة معاجز ، أنظر منها في ص ٣٦ رقم ٥٣ و ٥٤ وفي ص ٣٧ رقم ٥٧ و ٥٨ و ٥٩ وغيرها كثير.

(٥٠) أنظر : هامش ١٨

(٥١) نفس الرحمان ٢٧ ، وقد نقله عن مشارق أنوار اليقين ٢١٦.

(٥٢) مشارق أنوار اليقين ٨٥.

(٥٣) مدينة المعاجز ص ١١١ رقم ٢٩٩

(٥٤) هذه المعجزة وقعت عدة مرات ، رواها السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز في مواضع في الصفحات ٨٠ ـ ٨٣ تحت الأرقام ٢٠٢ و ٢٠٣ و ٢٠٤ و ٢٠٥ و ٢٠٦ و ٢٠٧.

(٥٥) مدينة المعاجز ص ١٩١ رقم ٥٢٦

(٥٦) مدينة المعاجز ص ٩٥ رقم ٢٤١

(٥٧) مدينة العاجز ص ١٦٠ رقم ٤٤٣

(٥٨) مدينة المعاجز ص ٢٧ رقم ٤١

١٦٥

ومعجز الحق إذ تكنفه الثعبان كاف في شرح قصته

وهو مجيب الثعبان أيضا على المنبر إذ نق عن مقالته (٥٩)

وهو الذي في غد يكون لوا

الحمد من قسمه وحصته

(١٤٥) الأنبياء المكرمون ومن

دونهم تحت ظل شقته (٦٠)

وابناه سادات كل شبان أهل

الجنة الخلد في قيامته (٦١)

أبو الهداة المطهرين من

الرجس نجوم الهدى وقادته

ومنهم القائم الإمام الذي

ينزل عيسى لنصر كرته (٦٢)

فيملأ الأرض بعد ما ملئت

بالجور عدلا شريف شيمته (٦٣)

(١٥٠) محلل المشكلات إن أبهم

الأمر بإيضاح ألمعيته

ليس الإمام الذي يخطأ في

أحكامه عارفا بزلته

لكن إمام الهدى الذي يرجع

الناس جميعا إلى هدايته

كما قرأتم في حقه أفمن

يهدي إلى الحق في دلالته (٦٤)

أحق بالاتباع أم من إذا

لم يهد لم يهد في إمارته

(١٥٥) فما لكم كيف تحكمون لقد

جرتم عن الحق في إصابته

وفي الصحيحين جاء في النقل

والمسند ما صح في روايته

لا يدخل الجنة امرؤ أبدا

لم يأت بالإذن في بطاقته (٥٦)

يمكن حصر الحصى ولا يمكن

الحصر لبعض من بعض غايته (٦٦)

__________________

(٥٩) مدينة المعاجز ص ٢٠ رقم ٢١ و ٢٢ و ٢٣

(٦٠) فضائل الخمسة من الصحاح الستة ٣ / ١٢٢ ـ ١٢٤.

(٦١) فضائل الخمسة من الصحاح الستة ٣ / ٢٥٩ ـ ٢٦٤

(٦٢) أنظر في الأحاديث الشريفة الناصة على الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام وكون المهدي عليه‌السلام منهم : إحقاق الحق (الملحقات) ١٣ / ١ ـ ٧٤

وانظر في نزول عيسى عليه‌السلام لنصرة المهدي عليه‌السلام إحقاق الحق (الملحقات) ١٣ / ١٩٥ ـ ٢١١.

(٦٣) أنظر في ملء المهدي عليه‌السلام الأرض قسطا وعدلا : إحقاق الحق (الملحقات) ١٣ / ١٣٢ ـ ١٩٤

(٦٤) هذا البيت البيتان بعده إشارة إلى الآية الكريمة (يونس ٣٥)

(٦٥) فضائل الخمسة من الصحاح الستة ٣ / ١٣١

(٦٦) قال أحمد بن حنبل : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ـ صلى عليه وآله الفضائل أكثر مما جاء لعلي بن أبي طالب شواهد التنزيل ١ / ١٨

١٦٦

فخر تعالى على وجل فلا

يبلغ ذو الوصف كنه عزته

وما عسى أن يقال في رجل

ضل كثيرون في عبادته (١٦٠)

من هول ما أدركت بصائرهم

وشاهدوا من عظيم حالته

ثم ودع كل ما مضى فإلى الآن

ثرى قبره وتربته

يبصر العمي ثم يسرع

بالزمنى قياما بسر آيته (٦٧)

ثم وفي معبر الحديثة سرا

يذهل العقل عند عبرته

مزية خصه الإله

من دون كل الورى بجملته (٦٨) (١٦٥)

فاستجلها أيها الوليله

ممن رأي الحق في عقيدته

وإنها إن علت وإن عظمت

أصغر من قدره ورفعته

أنا ن علوان بالولاء له

مشتهر من رؤوس شيعته

أبذل روحي فيه وما ملكت

يدي وللمرء وسع طاقته

أرجو من الله أن أكون غدا

في الحشر من حزبه وزمرته (١٧٠)

عدتها مائة وسبعون بيتا ، تمت بحمد الله وعونه.

__________________

(٦٧) المعاجز التي صدرت عن الضريح المطهر من يوم معرفة الناس به إلى اليوم أكثر من أن تحصى وقد حفلت بها الكتب ، أنظر مثلا : فرحة الغري ١٣٦ ـ ١٦٠ وغيره من كتب الفضائل.

(٦٨) مدينة المعاجز ٧٠ رقم ١٧٦.

١٦٧

المصادر

١ ـ إحقاق الحق ، للقاضي نور الله ـ حققه وتوسع في تخريجه السيد المرعشي النجفي ـ طبع قم.

٢ ـ بحار الأنوار ، لمحمد باقر المجلسي ـ الطبعة الحديثة ذات ال (١١٠) أجزاء

٣ ـ ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام من تأريخ دمشق لابن عساكر ، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ـ الطبعة الأولى ١٣٩٥ ه بيروت لبنان

٤ ـ الخصائص الكبرى أو كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب ، تأليف أبي الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي المتوفى ٩١١ ه طبع حيدرآباد الدكن ـ الهند ـ ١٣٢٠ ه

٥ ـ دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة ، تأليف أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى ٤٥٨ ه. وثق أصوله وخرج حديثه وعلق عليه الدكتور عبد المعطي قلعچي ـ طبع دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان الطبعة الأولى ١٤٠٥ ه

٦ ـ شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، تأليف الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني ـ تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي الطبعة الأولى ١٣٩٣ ه ـ بيروت لبنان.

٧ ـ طبقات ابن سعد ، لمحمد بن سعد ـ تحقيق ادوارد سخو ـ طبع ليدن ١٣٢٢ ه

٨ ـ فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين الأئمة من ذريتهم عليهم‌السلام ، للمحدث الكبير إبراهيم بن محمد الجويني ، المتوفى سنة ٧٣٠ ه تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي ـ الطبعة الأولى ١٤٠٠ بيروت ـ لبنان.

٩ ـ فضائل الخمسة من الصحاح الستة ، للسيد مرتضى الحسني الفيروزآبادي ـ طبع الأعلمي ـ بيروت ١٤٠٢ ه.

١٠ ـ مدينة المعاجز ، للسيد هاشم البحراني ـ طبع حجر ـ إيران

١١ ـ مشارق أنوار اليقين ، للحافظ رجب البرسي ـ طبع الأعلمي ـ بيروت ـ لبنان ـ بلا تأريخ.

١٢ ـ المغازي ، محمد بن عمر الواقدي ـ تحقيق الدكتور مارسدن جونس مطبعة اكسفورد ـ لندن ١٩٦٦ م.

١٣ ـ نفس الرحمان ، في فضائل سلمان رضي الله ، لمحمد حسين النوري الطبرسي ـ طبع

١٦٨

حجر ـ إيران

١٤ ـ ينابيع المودة ، تأليف الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، المتوفى ١٢٩٤ ه طبعة استانبول سنة ١٣٠٢ ه.

١٦٩
١٧٠

اللمعة الجلية في معرفة النية

عبد الحسين الحسون

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

ماهية النية

الحمد لله الذي هدى كل شئ بالخلقة ، وغرز الأحياء بالفطرة ، وطبع بعضها بالفطنة ، وجبل الإنسان بالبصيرة ، وأكمل له دينه ، وأمره بالعبادة ، وجعل مفتاحها النية وصلى الله على محمد سيد رسله ، وعلى آله العترة الطاهرة.

أما بعد : فقد يعتاد الإنسان على شئ ولكن لم يدرك كنهه ، ويتعبد لله عادة ولم يحط بها معرفة ، ويشرع بالنية للعبادة ، ولكن يجهل ماهية النية فما هي النية؟ أهي العزم ، أم الإرادة أم انبعاث نفسي ، أو فعل القلب؟ اختلف الفقهاء وأهل اللغة في تفسيرها ، والوصول إلى حقيقتها حتى قال بعضهم : «وكيف كان لا نعرف لها معنى جديدا شرعيا» (١)

وهذه بعض الأقوال في معني النية :

ذكر الشيخ في الخلاف : «إنما النية سميت النية نية لمقارنتها للفعل وحلولها في القلب» (٢)

__________________

(١) جواهر الكلام ٢ : ٧٥

(٢) الخلاف ١ : ١٠٣ مسألة ٥٦ ـ.

١٧١

والمحقق في الشرائع «النية إرادة تفعل بالقلب» (٣)

وفي قواعد العلامة : «إرادة إيجاد الفعل على الوجه المأمور به شرعا» (٤)

وفي المنتهي : «النية عبارة عن القصد» (٥)

وفي إيضاح الفوائد لفخر المحققين : «النية حقيقة في الإرادة المقارنة ومجاز في القصد أعني الإرادة مطلقا» (٦)

وفي القواعد والفوائد للشهيد : «تعتبر مقارنة النية الأول العمل فما سبق منه لا يعتد به ، وإن سبقت سميت عزما» (٧)

وفي التنقيح للسيوري : «وفرقوا بين النية والعزم أن العزم لا بد وأن يكون مسبوقا بتردد بخلاف النية فإنه لا يشترط فيها ذلك» (٨)

وفي الحدائق الناصرة للبحراني : «إنما هي عبارة عن انبعاث النفس وميلها وتوجهها إلى ما فيه غرضها ومطلبها عاجلا أو آجلا» (٩)

وفي جواهر الكلام : «إنها من الأفعال القلبية» (١٠)

أما عند أهل اللغة ، ففي الصحاح للجوهري : «نويت نية ونواة أي عزمت» (١١)

وفي لسان العرب لابن منظور : «والنوى : الوجه الذي تقصده ... فالنية عمل القلب» (١٢)

وفي القاموس للفيروز آبادي : «نوى الشئ ينويه ـ ويخفف ـ قصده» (١٣)

__________________

(٣) شرائع الإسلام ١ : ٢٠ (٤) قواعد الأحكام ١ : ٩

(٥) منتهى المطلب ١ : ٥٥

(٦) إيضاح الفوائد ١ : ١٠١ (٧) القواعد والفوائد ١ : ١١٤

(٨) التنقيح الرائع ١ : ٧٤

(٩) الحدائق الناضرة ٢ : ١٧٦

(١٠) جواهر الكلام ٢ : ٧٥

(١١) الصحاح ٦ : ٢٥١٦

(١٢) لسان العرب ١٥ : ٣٤٧ ـ نوى ـ

(١٣) القاموس ٤ : ٤٠٠.

١٧٢

وفي مصباح المنير للفيومي : «النية في غالب الاستعمال بعزم القلب على أمر من الأمور والنية : الأمر والوجه الذي تنويه» (١٤).

وفي مفردات الراغب : «والنية تكون مصدرا واسما من نويت وهي توجه القلب نحو العمل وليس من ذلك بشئ (١٥)

وفي مجمع البحرين للطريحي :» النية هي القصد والعزم على الفعل ، اسم من نويت نية ونواة أي قصدت وعزمت والتخفيف لغة ، ثم خصت في غالب الاستعمال بعزم القلب على أمر من الأمور «(١٦)

وهناك اعتراضات وإجابات حول المعاني أعلاه يطول شرحها في هذا المقام ، ولا بأس أن نذكر أحدها كما ذكرها صاحب جواهر الكلام :» ومن هنا اعتراض على المصنف باستدراك قوله تفعل بالقلب بعد ذكره إنها إرادة

وربما أجيب عنه أنه جئ به لإخراج إرادة الله عن مسمى النية لمكان كونها لا تفعل بالقلب ، فيقال : أراد الله ، ولا يقال : نوى الله

ولعله بخصوص لفظ النية دون نحو نوى ، وإلا فقد قال العلامة في المنتهى : إنه يقال : نواك الله بخير أي : قصدك ، وفي الصحاح نواك الله أي : صحبك في سفرك وحفظك ، قال الشاعر :

يا عمرو أحسن نواك الله بالرشد

واقرأ سلاما على الذلفاء بالثمد» (١٧)

وقد وردت روايات كثيرة عن الأئمة عليهم‌السلام بخصوص النية (١٨) :

فعن علي بن الحسين عليهما‌السلام في حسنة أبي حمزة : «لا عمل إلا بنية» (١٩)

وابن عيينة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : «ألا وإن النية هي العمل» (٢٠)

__________________

(١٤) مصباح المنير ٦٣٢

(١٥) المفردات في غريب القرآن ٥١٠.

(١٦) مجمع البحرين ١ : ٤٢٣.

(١٧) جواهر الكلام ٢ : ٧٥

(١٨) أصول الكافي ٢ : ٨٤ وسائل الشيعة ١ : ٣٣ ب ٥ و ٦ و ٧ و ـ مقدمة العبادات

(١٩) أصول الكافي ٢ : ٨٤ وسائل الشيعة ١ : ٣٣ مقدمة العبادات.

(٢٠) أصول الكافي ٢ : ١٦ ، وسائل الشيعة ١ : ٣٦ ـ ح ٥ ـ مقدمة العبادات

١٧٣

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى ، فمن غزا ابتغاء ما عند الله فقد وقع أجره على الله عزوجل ، ومن غزا يريد عرض الدنيا أو نوى عقالا لم يكن له إلا ما نوى» (٢١)

وعن أبي عثمان العبدي ، عن جعفر عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا قول إلا بعمل ، ولا قول ولا عمل إلا بنية ، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة» (٢٢)

ومن هنا قال بعضهم : إنه لو كلفنا الله الفعل بغير نية لكان تكليفا بالمحال (٢٣) فلا يتحقق فعل إلا مع القصد ، فلو أن إنسانا سقط في بركة من ماء بدون اختياره لا يقال له : إنه اغتسل ، أو أقام حركة رياضية فيقال له : إنه صلى ، فلا غسل ولا وضوء ولا صلاة إلا بقصد ونية امتثالا لأمر الله عزوجل.

والنية قد تكون في غاية السهولة من حيث قصد الفعل من العاقل المختار دون السهو والنسيان ، وفي غاية الصعوبة من حيث خلوص النية من الرياء والسمعة (٢٣) ولها ٣١ بحثا ذكرها الشهيد في كتابه القواعد والفوائد (٢٤)

وأجود ما قال الشيخ أحمد بن محمد بن فهد الحلي في رسالته اللمعة الجلية لمعرفة النية ونحن بصدد تحقيق رسالته الآن حين قال عن النية : «وحقيقتها القصد إلى إيقاع الفعل ، على وجه متقربا أداء أو قضاء ، إن وضع له الوقتان وإلا سقط القيدان ، ولم يضع لها الشارع لفظا معينا فيتبع ، وإنما ذكرها علما ينافي المقدمات والعقائد ، على سبيل التعليم والتفهم» (٢٥)

وهذه نبذة مختصرة عن الكتاب :

اللمعة الجلية في معرفة النية : للشيخ أحمد بن محمد بن فهد الحلي نسخة

__________________

(٢١) وسائل الشيعة ١ : ٣٤ / ١٠ ـ مقدمة العبادات

(٢٢) المقنعة ٤٨ ، المحاسن ٢٢٢ ، مجالس الشيخ : ٢١٥ ، وسائل الشيعة ١ : ص ٣٣ / ١.

(٢٣) جواهر الكلام ٢ : ٧٥

(٢٤) القواعد والفوائد ١ : ٧٤

(٢٥) اللمعة الجلية في معرفة النية ١٨٣

١٧٤

عزيزة في المخطوطات ، ونادرة من ذخائر التراث ، على جميع النيات مرتبة على أبواب في العبادات ، تقع ٣٧ صفحة ، بأسطر مختلفة.

والنسخة المميزة المعتمدة هي نسخة مكتبة الروضة الرضوية المقدسة ـ مشهد ، المرقمة ٦٢٠٧ ، بخط الناسخ علي بن جابر المعروف بابن الرقطاوي مع حاشية مختصرة

ذكرها آغا بزرك الطهراني في كتابه الذريعة ، فقال : «اللمعة الجلية في معرفة النية للشيخ جمال الدين أبي العباس أحمد ابن الشيخ شمس الدين محمد بن فهد الحلي المتوفى ٨٤١ مرتب على مقدمة في بيان وجوب النية وحقيقتها ، وأبواب تسعة بعدد أبواب العبادات ، أولها باب الطهارة إلى آخر الأبواب وتاسعها باب الأمر بالمعروف. أوله : «الحمد لله مبدع الصور ومنشئ البشر وخالق الشمس والقمر الذي بالجود والاحسان اشتهر ...» وعليه حاشية للشيخ يحيى بن الحسين البحراني اليزدي ، الذي كان تلميذ المحقق الكركي (٢٦).

حياة المؤلف :

عند مطالعة كتبه وخاصة اللمعة في النية وعدة الداعي يظهر من عبارات المؤلف بأن علائم العرفان والزهد والعبادة ظاهرة في حياته كما شهد له الموثقون من الرجال وقال في حقه كثير من العلماء وعندما نقرأ تأريخ حياته وشهادة الموثقين له في مدحه نشعر بخاصية تقواه وورعه. فقد قال الشيخ عباس القمي عنه : «الشيخ الأجل الثقة الفقيه الزاهد العالم العابد الصالح الورع التقي صاحب المقامات العالية والمصنفات الفائقة» (٢٧)

وقال الخونساري عنه : «له من الاشتهار بالفضل والاتقان ، والذوق والعرفان والزهد والأخلاق ، والخوف والاشفاق ، وغير أولئك من جميل السياق ما يكفينا مؤنة التعريف ، ويغنينا عن مرارة التوصيف ، وقد جمع بين المعقول والمنقول والفروع والأصول ، والقشر واللب ، واللفظ والمعنى ، والظاهر والباطن ،

__________________

(٢٦) الذريعة ١٨ : ٣٥٠ / رقم ٤٣٧

(٢٧) الكنى والألقاب ١ : ٣٦٨

١٧٥

والعلم والعمل ، بأحسن ما كان يجمع ويكمل» (٢٨)

وقال الدزفولي الكاظمي عنه :» الشيخ الأفخر الأجل الأوحد الأكمل الأسعد ضياء المسلمين برهان المؤمنين قدوة الموحدين فارس مضمار المناظرة مع المخالفين والمعاندين أسوة العابدين نادرة العارفين والزاهدين (٢٩)

وقال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين ـ عنه السيد الخوئي في معجم رجاله ـ : «فاضل ، عالم ، ثقة ، صالح ، زاهد ، عابد ، ورع ، جليل القدر ، له كتب» (٣٠)

ولعل الرؤيا التي يذكرها المؤرخون عنه ومشاهدته أمير المؤمنين عليه‌السلام في المنام ومخاطبة السيد المرتضى له توضح علو شأنه ورفعة قدره ، ولا بأس بذكرها هنا : «حكي أنه رأى في الطيف أمير المؤمنين عليه‌السلام ، آخذا بيد السيد المرتضى  ـ رضي‌الله‌عنه ـ يتماشيان في الروضة المطهرة الغروية وثيابهما من الحرير الأخضر فتقدم الشيخ أحمد بن فهد وسلم عليهما ، فأجاباه فقال السيد له : أهلا بناصرنا أهل البيت ، ثم سأله السيد عن أسماء تصانيفه فلما ذكرها له ، قال السيد : صنف كتابا مشتملا على تحرير المسائل وتسهيل الطرق والدلائل واجعل مفتتح ذلك بسم الله الرحمن الرحيم : الحمد لله المقدس بكماله عن مشابهة المخلوقات ، فلما انتبه الشيخ شرع في تصنيف كتابه التحرير وافتتحه بما ذكره السيد رحمه‌الله» (٣١)

وكان المترجم له كثير المناقشة مع أبناء العامة ويحاججهم ويغلبهم فلقد «ناظر أهل السنة في زمان الميرزا اسبند التركمان في الإمامة ـ وكان واليا على عراق العرب ـ فتصدى لإثبات مذهبه وإبطال مذاهب أهل السنة ، وغلب على جميع علماء أهل العراق ، فغير الميرزا مذهبه وخطب باسم أمير المؤمنين وأولاده الأئمة عليهم‌السلام» (٣٢)

__________________

(٢٨) روضات الجنات ٧١ / رقم ١٧

(٢٩) مقابس الأنوار : ١٤

(٣٠) معجم رجال الحديث ٢ : ١٨٩ / رقم ٧٥٤

(٣١) الكنى والألقاب ١ : ٣٦٨

(٣٢) روضات الجنات ١ : ٧١ / رقم ١٧

١٧٦

مصنفاته :

وجد له من المصنفات ما يقارب ٢٢ كتاب وهي

١ ـ اللمعة الجلية في معرفة النية

٢ ـ عدة الداعي ونجاح الساعي

٣ ـ كتاب التحرير

٤ ـ المهذب البارع في شرح المختصر النافع

٥ ـ الموجز

٦ ـ المقتصر

٧ شرح الارشاد

٨ ـ مصباح المبتدي وهداية المهتدي

٩ ـ المحرر

١٠ ـ فقه الصلاة

١١ ـ شرح الألفية

١٢ ـ منافيات نية الحج

١٣ ـ كفاية المحتاج في مسائل الحاج

١٤ ـ أسرار الصلاة

١٥ ـ التحصين في صفات العارفين

١٦ ـ الفصول في الدعوات

١٧ ـ رسالة في العبادات الخمس

١٨ ـ رسالة في التعقيبات

١٩ ـ المسائل الشاميات

٢٠ ـ المسائل البحريات

٢١ ـ الدر النضيد

٢٢ ـ الهداية في فقه الصلاة

١٧٧

مشايخه :

الشيخ مقداد السيوري مؤلف كتاب «التنقيح الرائع».

وعلي بن خان الحائري ، وابن المتوج البحراني ، وأبي القاسم علي بن عبد الحميد النيلي النسابة صاحب كتاب «الأنوار الإلهية» وغيرهم.

وله الرواية بالقراءة والإجازة عن جملة من تلامذة الشهيد الأول وفخر المحققين (٣٣)

تلامذته :

الشيخ علي بن هلال الجزائري شيخ الشيخ علي بن عبد العالي الكركي والعالم الفقيه عز الدين حسن بن علي بن أحمد بن يوسف الشهير بابن العشرة الكرواني العاملي.

والشيخ عبد السميع بن فياض الأسدي الحلي صاحب كتاب تحفة الطالبين والسيد محمد بن فلاح بن محمد الموسوي (٣٤)

مولده ووفاته :

ولد في عام ٧٥٧ ه فيكون ثمان وخمسين ، وسكن الحلة السيفية ثم انتقل إلى كربلاء وتوفي فيها سنة ٨٤١ ه فيكون عمره أربعا وثمانين سنة

وقبره ـ رحمه‌الله معروف بكربلاء المشرفة وسط بستان بجنب المخيم الطاهر.

ومن جملة من رثاه في مصيبته هو الشيخ أبو القاسم علي بن جمال الدين محمد بن طي العاملي صاحب كتاب المسائل الذي يدعى «مسائل ابن طي» (٣٥) وأصبح قبره الآن ضمن مدرسة علمية دينية ، وكان صاحب الرياض يتبرك مزاره

__________________

(٣٣) روضات الجنات ١ : ٧١ / رقم ١٧

(٣٤) روضات الجنات ١ : ٧١ / رقم ١٧ (٣٥) روضات الجنات ١ : ٧١ / رقم ١٧

١٧٨

كثيرا ويكثر الورد ود عليه (٣٦)

ومما تجدر الإشارة إليه أن هذا الشيخ الكبير غير الشيخ العلامة النحرير شهاب الدين أحمد بن فهد بن حسن بن إدريس الأحسائي وإن اتفق توافقهما في العصر والاسم والنسبة إلى فهد الذي هو جد في الأول وأب في الثاني وكذا في روايتهما جميعا عن الشيخ أحمد بن المتوج البحراني المتقدم ، وغير ذلك من المشتركات حتى أنه نقل من غريب الاتفاق أن بعض أصحابنا قال بعد ذكره لهذا الرجل : إنه وابن فهد الأسدي متعاصران ولكل منهما شرح على إرشاد العلامة ، وقد يتحد بعض مشايخهما أيضا (٣٧)

وإليك متن رسالة اللمعة الجلية معرفة النية

عبد الحسين الحسون

٢٨ جمادي الثانية ١٤٠٧

مؤسسة آل البيت / فرع مشهد

__________________

(٣٦) عدة الداعي : ٥

(٣٧) روضات الجنات ١ : ٧١ / رقم ١٧

١٧٩

١٨٠