تراثنا ـ العدد [ 6 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 6 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣١

من ذخائر التراث (١٠)

تخميس لاميّة العجم في رثاء الحسين عليه السلام

أسد مولوي

توطئة

لاميّة العجم : إحدى مشهورات قصائد الحكمة في الشعر العربي.

ناظمها : الاُستاذ مؤيّد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمّد بن عبد الصمد الأصفهاني ، المعروف بالطغرائي ، نسبة إلى من يكتب الطغراء ، وهي الطرّة التي تكتب في أعلى المناشير السلطانية فوق البسملة بالقلم الجلي ، تتضمّن اسم الملك وألقابه.

كان الشاعر آية في الكتابة والشعر ، وَلِيَ وزارة الموصل لسلطانها مسعود بن محمد السلجوقي ، ثمّ اختلف السلطان وأخوه محمود ، فظفر محمود وقبض على رجال أخيه وفي جملتهم الطغرائي.

ولمّا كان الطغرائي مشهوراً بالعلم والفضل خاف السلطان محمود عاقبة قتله ، فأوعز إلى من أشاع اتّهامه بالإلحاد والزندقة ، واتّخذها حجّة فقتله.

له ديوان شعر ، وأشهر قصائده لاميّة العجم هذه.

ولد سنة ٤٥٣ هـ ، وقتل سنة ٥١٥ هـ.

وقد ترجم له ياقوت في « معجم الاُدباء » ترجمة مفصّلة في ج ١٠ / ٥٦ ـ ٧٩ ، ونقل اللاميّة برمتها.

اُنظر في ترجمته :

« الأعلام » للزركلي ، الطبعة السادسة ٢ / ٢٤٦ ومصادره ، « معجم المؤلفين »

٢٠١

لعمر رضا كحالة ٤ / ٣٦ ومصادره.

الشاعر المُخَمِّس

عماد الدين أبو جعفر وأبو الفضل محمد بن علي بن محمد بن علوان بن علي بن حمدون بن علوان بن المرزبان بن طارق بن يزيد بن قيس بن جندب بن عمرو بن يحيى ابن مرّة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة ، الشيباني السورائي ، الفقيه الشاعر المقریء.

هكذا عنونه ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب ج ٤ ق ٢ ص ٨٣١ رقم ١٢١٨ وقال في ترجمته :

كان أديباً فاضلاً وفقيهاً شاعراً ، حسن الشعر ، طيّب الإنشاد ، فصيح الإيراد ، كريم الأخلاق والشيم ، ممتع المحاضرة والمذاكرة ، كثير المحفوظ ، حسن المحاورة ، كتبت عنه ، وكان يُنعم ويشرّفني إلى منزلي ، وكتب لي الإجازة نظماً ... وتوفّي ثالث عشر رجب سنة ٧٠٦ ودفن بمشهد علي.

وترجم له أيضاً في نفس الجزء ص ٨٣٧ برقم ١٢٢٦ وكنّاه أبا عبد الله فقال :

عماد الدين أبو عبدالله محمد بن علي بن محمد بن علوان الشيباني الحلّي الفقيه المقریء الأديب.

يعرف بـ ( ابن الرفاعي ) من أكابر العلماء وأفاضل الاُدباء والفقهاء ، كتبت شعره في ( أشعار أهل العصر ) وممّا أنشدني وهو متوجّه إلى زيارة أمير المؤمنين عليه السلام ...

وأورد له ابن الشهرزوري الموصلي في مجموعته المخطوطة ـ في الورقة ١١٤ وما بعدها ـ قصيدة غديرية في مدح أمير المؤمنين عليه السلام ، وعبّر عنه بـ ( نصير الحقّ والدين ابن علوان ).

كما أورد له في نفس المجموعة ـ في الورقة ١٤٦ ـ قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام صاغها تخميساً للاميّة العجم المعروفة.

ووصفه بـ ( ابن علوان الرفاعي الربعي البغدادي ).

هذا ما استفدناه من المجموعة المخطوطة التي جمعها العلّامة السيد عبد العزيز الطباطبائي في تراجم المنسيّين والمغمورين من السابقين ، وهي مجموعة ضخمة قوامها

٢٠٢

أضابير عديدة ، وفّقه الله لتبييضها وطبعها فإنّ فيها فائدة للباحثين كبيرة.

وقد تفضّل مشكوراً بإعارتنا مصوّرته من مجموعة ابن الشهرزوري التي ننقل عنها هذا التخميس.

كيفيّة التصحيح

النسخة التي عندنا تختلف في بعض الألفاظ مع رواية ياقوت للاميّة العجم ، وقد صحّحنا قسماً منها على رواية ياقوت بعد أن وضعنا الكلمة الصحيحة بين عضادتين وأشرنا إلى ذلك في الهامش. وكذلك فعلنا في الألفاظ التي استظهرنا خطأها وصحّحناها. وتركنا ما له وجه من الصحّة على حاله.

٢٠٣

قال الشيخ الإمام العالم الأديب الفاضل عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن علوان الرفاعي الربعي البغدادي ـ رحمه الله تعالى ـ يرثي مولانا وسيّدنا الإمام السبط الشهيد أباعبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، ممّا وشّح به لاميّة الطغرائي رحمه الله :

لولا إبائي بنفسي عن ذوي البُخُلِ

وصون مدحي عن الأنذالِ والسفلِ

ما كنتُ اُنْشِدُ والآفاقُ تشهدُ لي

( أصالَةُ الرأيِ صانتني عن الخَطَلِ

وَحِلْيَةُ الفضلِ زانتني لدى العَطَلِ ) ١

صبراً فليس لِما قد فات مُرتَجَعُ

فالصبرُ ينفعُ إذ لا يَنفعُ الجزعُ

والدهرُ يخِفضُ أقواماً وإن رفعوا

( مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَرَعُ

والشمس رَأْدَ الضحى كالشمسِ في الطَفَلِ ) ٢

لواعجُ الشوقِ تطويني وتنشرُني

إلى بلادي [ و ] من خَلَّفْتُ في وطني

وا طولَ شوقي ! وواوجدي ! وواحزني !

( فيم الإقامة بالزوراءِ ، لاسكني

بها ، ولا ناقتي فيها ولا جَمَلي ؟ ) ٣

مثل الحُسينِ بأرضِ الطَّفِّ حين غدا

لهفي عليه ، وحيداً بينَ جمعِ عِدا

لا يرقبون لديه ذِمّةً أبدا

( ناءٍ على الأهلِ صِفْرُ الكفِّ منفرد[ا]

كالسيفِ عُرِّيَ مَتْناهُ عن الخِلَلِ ) ٤

____________________________

(٢) شَرَع : سواء.

رأد الضحى : ارتفاعه.

الطَّفَل : قرب الغروب.

(٣) الواو بين المعقوفتين يقتضيها السياق

الزوراء : بغداد

(٤) في المخطوط ( منفرد ) والألف تقتضيها القافية.

٢٠٤

يشكو إلى الله مايلقى من المِحَنِ

ويحتمي بظُبا الهنديّ واللدنِ

يقول : هل ناصرٌ لله ينصرني ؟

( فلا صديقٌ إليه مُشتكى حَزَني

ولا أنيسٌ لديه مُنتهى جَذَلي ) ٥

ماذا أردتم ـ لُعِنتم ـ من مكاتبتي

أبعدتُمونيَ عن جَدّي ومنزلتي

برحلةٍ قَتَلَتْ أهلي وقاطِبتي

( طال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي

ورحلُها وقَرا العَسّالةِ الذُّبُلِ ) ٦

كم قد سفكتم لأبناءِ النبيّ دَما

وكم أبحتم له في كربلا حُرَما

قتلتمونا على بُعْدٍ وعُظْمِ ظَما

( وَضَجَّ مِن لَغَبٍ نضوي ، وَعَجّ لِما

يلقی رِكابي ، وَلَجَّ الركْبُ في عَذَلي ) ٧

أما نَهى عن بني الزهراءِ نورُ نُهى

بقتلِهِم قد ملأتُمْ قلبَها وَلَها

أتيتُ أطلبُ حقّاً ليس مشتبِها

( اُريد بسطة كفٍّ أستعينُ بِها

على قضاءِ حقوقٍ للعُلا قِبَلي ) ٨

____________________________

الخِلَل : جمع خِلَّة ، وهي بطائن كانت تغشی بها أجفان السيوف منقوشة بالذهب وغيره.

(٥) الظُّبا : جمع ظُبَة ، والظُبَة : حدّ السيف أو السِّنان ونحوه.

اللدن : الرمح ، سُمّي به للين عوده واهتزازه.

الجذل : الفرح ، وفي المخطوط ( جدلي ) بالدال المهملة ، وهو تصحيف صحّته في معجم الاُدباء.

(٦) القَرا : الظهر.

العَسّالة الذبل : صفتان للرماح مأخوذتان من اهتزازها ودقّتها.

(٧) الحُرَم : جمع حُرْمة ، وهي مالا يحلّ انتهاكه.

اللَّغَب : أشدّ التعب ، والإعياء.

النِّضْو : المهزول من الإبل وغيرها.

(٨) النُّهى : جمع نُهْيَة ، وهي العقول لانها تنهى عن القبيح.

الوَلَه : شدّة الحزن.

٢٠٥

خرجتُ للأمرِ بالمعروفِ من وطني

والنهي عنِ منكَرٍ والله يُأمرني

فجاء يخذلُني من كان ينصرُني

( والدهرُ يعكس آمالي ويُقْنِعُني

من الغنيمةِ بعدَ الكَدِّ بالقَفَلِ ) ٩

إن تظلموني فجَدِّي خاتمُ الرسلِ

غريمُكم وأميرُ المؤمنين عَلي

ولي تَأَسٍّ بيحيى وهو خير [ وَلِيْ ]

( وذي شَطاط كعقدِ الرمحِ مُعْتَقِلٍ

لمثلِهِ غيرَ هيّاب ولا وَكَلِ ) ١٠

شقيقيَ الحسنُ المسمومُ من فُرجتْ

لفقدِهِ الأرضُ والأفلاكُ وانزعجتْ

والنفسُ بعدَ أخي ـ العبّاسِ ـ ما ابتهجت

( حلو الفكاهةِ مرّ الجِدِّ قد مُزجتْ

بقسوةِ البأسِ منه رقةُ الغَزَلِ ) ١١

فجعتُمُ المصطفى الهادي بعترتِهِ

قتلى وأسرى لكمْ ، يا شَرّ اُمّتِهِ

وابني عليٌّ فلولا عُظْم مرضتِهِ

( طردتُ سَرْحَ الكَرى عن وردِ مقلتِهِ

و [ الليلُ ] يغري سَوامَ النومِ بالمُقَلِ ) ١٢

____________________________

(٩) القفل : الرجوع

(١٠) في المخطوط ( نبي ) والقافية تأباها ، وما أثبتناه ملائم للقافية.

الشَّطاط : اعتدال القامة.

اعتقل رمحه : إذا وضعه بين ساقه وركابه.

رجل وَكَلٌ : عاجز يكل أمره إلى غيره.

(١٢) في المخطوط ( النوم ) وما أثبتناه من معجم الاُدباء.

سرح الكرى وسوام النوم : تشبيه للكرى والنوم بالإبل السائمة التي تنتشر في مرعاها.

٢٠٦

غادرتم اللهَ والمختارَ في غضبٍ

والأنبياءَ وأهلَ الحقِّ في حَرَبٍ

أتقتلونا بلا ذنبٍ ولا سبب !؟

( والركبُ مِيلٌ على الأكوارِ من طربٍ

صاحٍ وآخَرُ من خمرِ الهوى ثَمِلِ ) ١٣

أدعو الشقيَّ ابنَ سعدٍ كي يساعدَني

وقد جرى الدمُ من رأسي ومن بدني

دعوتُ نذلاً لئيماً لا يجاوبني

( فقلتُ : أدعوك للجُلّى لتنصرَني

وأنت تخذُلُني في الحادثِ الجَلَلِ ) ١٤

جيوشكم بإلٰهِ العرشِ كافِرةٌ

دُنيا طلبتم ففاتَتكمْ وآخِرةٌ

لَتندمَنَّ إذا ضَمَّتْكَ ساهِرةٌ

( تنامُ عنّي وعينُ النجمِ ساهِرةٌ

وتستحيلُ وصِبغُ الليلِ لم يَحُلِ ) ١٥

فقال كلُّ امریءٍ منهم لصاحبِهِ

هذا الحسينُ أتانا في أقارِبِهِ

وعزمُنا الفتكُ فيه مع حبائبِهِ

( فهل تعينُ على غَيٍّ هممتُ بِهِ

والغيُّ يصرف أحياناً عن الفَشَلِ ) ١٦

____________________________

(١٣) الحَرَب : أشدّ الغضب.

ميل : جمع أميل ، وهو الذي لا يستوي على السرج.

(١٤) ابن سعد ، هو عمر بن سعد بن أبي وقّاص ، ولي إمرة معسكر الخارجين إلى قتال الإمام الحسين ( عليه السلام ) طمعاً في ولاية الريّ ( طهران الحالية ) ، وتحمّل عظم الذنب ولم يفِ له طواغيته بإمرة الريّ ، وهلك مغضوباً عليه على يد المختار الثقفي رحمه الله.

(١٥) في المخطوط ( عنّي ) وفي معجم الاُدباء ( عيني ) وكلّ منهما في سياقه مقبول.

حال اللون : تغيّر.

(١٦) في المخطوط ( شيء ) وفي معجم الاُدباء ( غيّ ).

٢٠٧

فَجَرّدُوا كلَّ عَضْبٍ صارمٍ خَذِمِ

وأقبلوا نحو خيرِ العُرْبِ والعَجَمِ

ماذا تريدُ ؟ فقال السبطُ ذو الكرمِ :

( إنّي اُريدُ طُروقَ الجِزْعِ من إضَمِ

وقد حمتْهُ حُماةُ الحَيِّ من ثُعَلِ ) ١٧

قلتُمْ لنا : الدينُ أضحى من جوانِبِهِ

قد هُدَّ ، والكفرُ في أعلى مراتِبِهِ

وجئتُمُ بابنِ سعدٍ في كتائبِهِ

( يحمون بالبيضِ والسمرِ اللّدانِ بِهِ

سودَ الغدائرِ حُمْرَ الحَلْيِ والحُلَلِ ) ١٨

أجبتُكُمْ برسولِ اللهِ مُقتدياً

والعدلَ والفضلَ والمعروفَ مرتدياً

وقلتُ للصحبِ : عادَ الدينُ مبتدياً

(فَسِرْ بنا في ظلامِ الليلِ مُهتدياً

فنفحةُ الطيبِ تَهدينا إلى الحِلَلِ ) ١٩

فجاءتِ الخيلُ منكمْ وَهْيَ راكضةٌ

والعهدَ والدينَ والأَيْمانَ ناقضةٌ

وفي دِما خيرِ خلقِ الله خائضةٌ

( فالحِبُّ حيث الردى والاُسْدُ رابضةٌ

حولَ الكِناسِ لها غابٌ من الأسَلِ ) ٢٠

____________________________

(١٧) سيف خذم : سيف قاطع.

الجِزْع : منتهى الوادي أو جانبه أو منعطفه.

إضَم : وادٍ دون اليمامة.

ثُعَل : أبو حيّ من طيء ، معروفون بجودة رمي السهام.

(٢٠) الحِبّ ـ بالكسر ـ : المحبوب.

الكِناس : مأوى الظباء.

الأسل : الرماح.

٢٠٨

لَبِئْسَ ما شاهَدتْ عيني وما لَقِيَتْ

مِنكمْ ومِن بعدِكُمْ يا ليتَ لا بَقِيَتْ

يا قومِ جدّوا فإنّ النفسَ قد شَقِيَتْ

( نَؤُمُّ ناشئةً بالجِزْعِ قد سُقِيَتْ

نصالُها بمياهِ الغنْجِ والكَحَلِ ) ٢١

جنّاتُ عَدْنٍ كساها الله ثُوبَ بَها

عَدُّونا لجحيمٍ والوَليُّ بِها

بها تَوَلّهَ أربابُ الصفا وَلَها

( قد زاد طيبَ أحاديثِ الكرامِ بها

ما بالكرائمِ من جبْنٍ ومن بَخَلِ ) ٢٢

عُوجوا عليها ولا تَلْووا على أحدٍ

فالعيشُ في نَغَصٍ والدهرُ في نَكَدٍ

ولا تميلوا على حيٍّ ولا بَلَدٍ

( تَبيتُ نارُ الهوى منهنّ في كَبِدٍ

حَرّى ونارُ القِرى منهم على القُلَلِ ) ٢٣

أمرُ الغَرامِ مُطاعٌ في تَقَلُّبِها

فلا يفيدُ نُهىً عن حبِّ تلكَ بها

بها اُسودُ شرىً غُلْبٌ وَفَتْكُ مَها

( يَقْتُلْنَ أنضاءَ حُبٍّ لا حَراكَ بها

وينحرون كرامَ الخيلِ والإبلِ ) ٢٤

____________________________

(٢١) الغنج : بضمّ الغين : الحُسْن ، وبفتحها : الدلال.

الكَحَل : سواد رموش العين من غير اكتحال.

(٢٢) بَها : بَهاء مقصورة.

الوَلَه : ذهاب العقل.

وقوله : « ما بالكرائم من جبن ومن بخل » إشارة إلى كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي : « محاسنهنّ مساویء الرجل : الزهوّ ، والبخل ، والجُبن ».

(٢٣) قوله : « ونار القرى منهم على القلل » ، كناية عن كرمهم ، فقد كان من عاداتهم إيقاد نيران على قلل الجبال ليهتدي بها الضيفان إلى بيوتهم.

(٢٤) في الشطر الثاني من التخميس وردت عبارة ( تلك بها ) وهي واضحة في المخطوط ، ولعلّ صحّتها ( ذات بَها ) أي ذات بهاء.

مَها : جمع مَهاة ، وهي البقرة الوحشية.

أنضاء : جمع نضو ، وهو الحسير التعبان.

٢٠٩

نأيتُ عنهم وقلبي في رُبوعِهمُ

مقيّدٌ مغرمٌ صَبٌّ بحبِّهمُ

وما لدائي دواءٌ غيرُ وَصْلِهمُ

( يُشفى لديغُ العوالي في بيوتِهمُ

بنهلةٍ من غديرِ الخمرِ والعَسلِ ) ٢٥

تَرَقبُوا دولةَ المهديِّ دانيةً

تجلو قلوباً لأهلِ الحقِّ صاديةً

لا تأيسوا هذه الآياتُ باديةً

( لعلّ إلمامةً بالجِزْعِ ثانيةً

يدبُّ منها نسيمُ البُرْءِ في عللي ) ٢٦

إنّي إذا بدتِ الآياتُ ، وارتفعتْ

أنوارُها تملأُ الآفاقَ إذ لمعتْ

وأدبرتْ دولةُ الكفّارِ وانقشعتْ

( لاأكرهُ الطعنةَ النجلاءَ قد شُفِعَتْ

برشقةٍ من نبالِ الأعينِ النُّجُلِ ) ٢٧

وآخذ الثأرَ من ضدٍّ يعاندُني

في حُبِّ آلِ الحُسينِ الطُّهْرِ وَالحَسَنِ

وأصطلي الحربَ بالهنديِّ واللدنِ

( ولا أهابُ الصِّفاحَ البيضَ تُسْعِدُني

باللّمْحِ من صَفحاتِ البيضِ في الكلَلِ ) ٢٨

ولا أحولُ إذا ما حال بي زمني

لكنْ أصُولُ ولو اُدرجتُ في كفني

ولا اُبَقّي على اُسْدٍ تنازلُني

( ولا اُخِلُّ بغزلانٍ تغازلُني

ولو دهتْني اُسودُ الغِيْلِ بالغِيَلِ ) ٢٩

____________________________

(٢٥) العوالي : الرماح.

(٢٦) أَيِس لغة في يَئِس.

(٢٨) صفحات البيض : خدودهنّ.

الكلل : جمع الكلة ، وهي الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقّى فيه من البقّ.

(٢٩) لا أحول : لا أتغيّر.

الغِيْل : الأجمة وموضع الاُسود.

الغِيَل : جمع الغِيلة ، وهي الإغتيال.

٢١٠

أتقتلونَ حُسيناً مَعْ مناقبِهِ !

واحسرتاه مذوداً عن مشاربِهِ

لهفي له حين يدعو مَعْ مصاحبِهِ

( حُبُّ السلامةِ يَثني عزمَ صاحبِهِ

عن المعالي ويُغري المرءَ بالكَسَلِ ) ٣٠

صبراً ولا تنكلوا جُبناً ولا فَرقَا

ضرباً يقدُّ الظُّبا والبيضَ والدَّرَقا

فكيف أطلبُ في دارِ الفناءِ بَقا

( وإنْ جَنَحْتَ إليها فاتّخِذْ نَفَقا

في الأرض أو سُلَّماً في الجوّ واعتزِلِ ) ٣١

سابِقْ إلى قَصَباتِ السَّبْقِ واسمُ عُلا

فالطعنُ في أعينٍ والضربُ فوقَ طُلى

وإنْ عدلتَ بنفسٍ في البِلى بِبَلا

( وَدَعْ سبيلَ العُلا للمقدمين عَلى

ركوبِها واقتنعْ منهن بالبَلَلِ ) ٣٢

تهوى العُلا وسبيلُ المجدِ تبغضُهُ

كمبتنٍ لبناءٍ وهو ينقضُهُ

لا ترضَ بالدونِ من دُنياك تقبضُهُ

( يرضى الذليلُ بخَفْضِ العيشِ يحفظُهُ

والعِزُّ عند رسيمِ الأيْنُقِ الذُّلُل ) ٣٣

لا تتركِ النفسَ في الأهواءِ غافلةً

وخذْ لدينِكَ من دنياك نافلةً

وَحَثْحِثِ العيسَ نحوَ العِزِّ قافلةً

( وادرأْ بها في نُحورِ البيدِ جافلةً

معارضاتٍ مَثاني اللُّجْمِ بالجُدُلِ ) ٣٤

____________________________

(٣١) الفَرَق : الخوف.

الظُّبا والبيض : السيوف.

الدرق : جمع الدرقة ، وهي ما يستتر به المحارب من ضربات قِرنه.

(٣٢) الطُّلى : الأعناق.

(٣٣) الرسيم : ضرب من سير الإبل.

(٣٤) جافلة : مسرعة.

الجُدُل : جمع الجديل وهو الزمام.

٢١١

واعلم بأنّ ذُرى العلياءِ رائقةٌ

بحبِّها أنفسُ العُشّاقِ وامِقةٌ

ولا تَعُقْكَ عن الإدلاجِ عائقةٌ

( إنّ العُلا حدّثتني ـ وهي صادقةٌ

فيما تحدّثُ ـ أنّ العِزَّ في النُّقَلِ ) ٣٥

فَخُذْ لنفسِكَ عن دارِ الفَنا وطنا

فكيف تظفرُ في دار الفنا بِهَنا

ولا تَقُلْ مَسكناً فارقتُ أو سَكَنا

( لو كان في شرفِ المأوى بلوغَ مُنى

لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ ) ٣٦

فالحظُّ والفضلُ في دنياك ما جُمعا

لواحدٍ من جميعِ العالمين معا

ولو أجابا جواباً أو لَوِ انخدعا

( أهَبْتُ بالحظِّ لو ناديتُ مستمعا

والحظُّ عَنِّيَ بالجُهّالِ في شُغُلِ ) ٣٧

أنا الحُسينُ بِجَدّي الطهرِ فُقْتُهُمُ

والعدلُ والصدقُ والمعروفُ حُزْتُهُمُ

والدهرُ حربٌ لأمثالي وسِلْمُهُمُ

( لعلّه إنْ بدا فضلي ونَقْصُهُمُ

لعينهِ نامَ عنهم أو تَنَبَّهَ لي ) ٣٨

كواهلي بعدَ خَفِّ الحَمْلِ مُثقَلةٌ

وحالتي عندَ أهلِ الجهلِ مُهملَةٌ

فإن تَوَلّتْ حياتي وهي مُرقِلَةٌ

( لم أرضَ بالعيشِ والأيّامُ مُقبلَةٌ

فكيف أرضى وقد وَلّتْ على عَجَلِ ) ٣٩

صَفَتْ مواردُ شتّى كنتُ أشربُها

عِزّاً ، ولستُ بذُلِّ النفسِ أقْرَبُها

رجاءَ نعمةِ ربّي منه أطلبُها

( اُعلّلُ النفسَ بالآمالِ أرقُبُها

ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحةُ الأَمَلِ ) ٤٠

____________________________

(٣٦) الحَمَل : برج من بروج السماء ، وهو أول البروج.

(٣٩) الخف ـ بالكسر ـ : الخفيف.

مرقلة : مسرعة.

٢١٢

أبي عليٌّ ونفسي جَلَّ شيمتُها

كلُّ المحامدِ من أبعاضِ قيمتِها

أضحَتْ ترى القتلَ من أسنى مراتبِها

( غالى بنفسيَ عرفاني بقيمتِها

فصُنْتُها عن رخيصِ القدرِ مُبْتَذَلِ ) ٤١

فلا اُطيع يزيداً في تكبّرِهِ

إذ ساءَ في وِرْدِهِ قِدْماً ومَصدرِهِ

أنا ابنُ من ليس في الدنيا كمفخرِهِ

( وعادةُ النصلِ أنْ يُزهى بجوهرِهِ

وليس يعملُ إلّا في يدِ البَطَلِ ) ٤٢

خلافةُ الله إرثي من أخي الحسنِ

عن والدي ثمّ جَدّي ، أنتمُ بمنِ ؟

يزيدُ يحكمُ في مالي وفي بدني !

( ما كنتُ اُوثرُ أن يمتدّ بي زمني

حتى أرى دولةَ الأوباشِ والسَفَلِ ) ٤٣

لاخيرَ في العيشِ مَعْ قومٍ عقولُهُمُ

كدينِهِمْ في البرايا ناقصٌ وَهُمُ

أنا ابنُ مَن عَمَّ خَلْقَ اللهِ فضلُهُمُ

( تقدمتْني رجالٌ كان شوطُهُمُ

وراءَ خطويَ إذْ أمشي على مَهَلِ ) ٤٤

عن نصرِنا إذ دخلنا مِصْرَهم خرجوا

فليس لي في حياتي مَعْهُمُ فَرَجُ

فإنْ أمُتْ منهمُ غُبناً فلا حَرَجُ

( هذا جزاءُ امریءٍ إخوانُه دَرَجوا

من قبلِهِ وتمنّى فُسْحَةَ الأجَلِ ) ٤٥

نفوسُنا بالظُبا والسمرِ تُسْتَلَبُ

نساؤنا كسبايا الرومِ تُنْتَهَبُ

فابكوا علينا دماً يا قومُ وانتحبوا

( وإنْ علانيَ مَن دوني فلا عَجَبُ

لي اُسوةٌ بانحطاطِ الشمسِ عن زُحَلِ ) ٤٦

____________________________

(٤٥) في المخطوط : ( رحلوا ) ، و ( درجوا ) في معجم الاُدباء وهي المناسبة لقافية المخمّس.

(٤٦) زُحَل : أحد النجوم البعيدة.

٢١٣

فإنْ نَصِرْ في البرايا عِبْرَةَ العِبَرِ

كما بدا سيعودُ الدينُ فاعتبرِ

بنا ومنّا وفينا سيّدُ البشرِ

( فاصبرْ لها غيرَ محتالٍ ولا ضَجِرِ

في حادثِ الدهرِ مايُغني عن الحِيَلِ ) ٤٧

وليس في أمرنا شيء بمشتبِهِ

فيما مضى والذي لم يأتِ فانتبِهِ

ولا تصاحبْ رفيقاً إنْ وَلِعْتَ بِهِ

( أعدى عدوِّك أدنى مَن وثقتَ بِهِ

فحاذرِ الناسَ واصحبْهُمْ على دَخَلِ ) ٤٨

كُتْبٌ مطوّلةٌ جاءت وموجزةٌ

أنْ سِرْ إلينا فإنّ الأرضَ مُحْرَزَةٌ

وَحَسِّنِ الظنّ فالأيّامُ منجِزَةٌ

( وحُسْنُ ظَنِّكَ بالأيّامِ مَعْجَزَةٌ

فَظُنَّ شَرّاً وكنْ منها على وَجَلِ ) ٤٩

وَثِقْ بربٍّ به لانتْ جلامدُها

للعارفين وقد هانت شدائدُها

تَنَلْكَ في جنةِ المأوى فوائدُها

( فإنّما رجلُ الدنيا وواحدُها

من لا يعوِّلُ في الدنيا على رَجُلِ ) ٥٠

فجئتُ إذ شَدَّتِ الكفّارُ وابتهجتْ

إلى قتالي وبابَ الغدرِ قد ولجتْ

فقلتُ : أيْمانُكُمْ ما بالها فُلِجَتْ ؟

( غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ وانفرجتْ

مسافةُ الخُلْفِ بينَ القولِ والعَمَلِ ) ٥١

____________________________

(٤٨) الدخل : الإرتياب والحذر.

(٤٩) المَعْجَزة : العجز والتقصير.

٢١٤

أجابني الحُرُّ : إنّ القومَ رَبُّهُمُ

عليهمُ ساخطٌ إذ جلَّ ذنبُهُمُ

بدا لهم بغضُكُمْ والضدُّ حبُّهُمُ

( وشانَ صدقَكَ عندَ الناسِ كذبُهُمُ

وهل يطابَقُ مُعْوَجٌّ بمعتدِلِ ) ٥٢

فاقتلْ لمن يَتَعدّى من طغاتِهُمُ

ولا تُبَقِّ بِحال من بُغاتِهُمُ

فلستَ ترجو سروراً من سَراتِهُمُ

( إن كان يَنْجَعُ شيءٌ في ثباتِهُمُ

على العهودِ فسَبْقُ السيفِ للعَذَلِ ) ٥٣

قُل لابنِ سعدٍ : لحاك اللهُ ياعمرُ

قتلتَ قوماً بهم جبريلُ يفتخرُ

حَصَلْتَ في شرِّ نارٍ كلُّها شَرَرُ

( ياوارداً سؤرَ عيشٍ كلُّهُ كَدَرُ

أنفقتَ عمرَكَ في أيّامِكَ الاُوَلِ ) ٥٤

أتسخطُ اللهَ والمختارَ تغضِبُهُ

بقتلِ أبنائِهِ طُرّاً تحاربُهُ

والآلُ والمالُ تسبيهِ وتنهبُهُ

( فيم اعتراضُكَ لُجَّ البحرِ تركبُهُ

وأنتَ يكفيكَ منه مَصَّةُ الوَشَلِ ) ٥٥

غادرتَ سبطَ رسولِ اللهِ منجدِلا

طلبتَ مُلْكاً كساكَ الله ثُوبَ بَلا

ولو قنعتَ لزادَ اللهُ فيك عُلا

( ملكُ القناعةِ لا يُخشى عليهِ ولا

يُحتاجُ فيه إلى الأنصارِ والخَوَلِ ) ٥٦

____________________________

(٥٢) الحُرّ ، هو ابن يزيد الرياحيّ ، من الّذين أدركتهم العناية الإلٰهيّة ، فترك معسكر الكفر إلى معسكر الإمام الحسين ( عليه السلام ) فكان من الشهداء بين يدي أبي عبدَالله ( عليه السلام ).

(٥٥) الوشل : الماء القليل الباقي في الإناء أو الحوض.

(٥٦) البلا : هو البلاء مقصوراً.

في المخطوط : ( تلك القناعة ) وما أثبتناه من معجم الاُدباء.

٢١٥

ويلٌ لمن حاربَ ابنَ المصطفى ولَها

عن نصرِهِ وتعدّى أمرَهُ وَلَها

يا بائعَ الدينِ بالدنيا وأخذِ لُها

( ترجو البقاءَ بدارٍ لا بقاءَ لها

فهل سمعتَ بظلٍّ غيرِ منتقِلِ ) ٥٧

كنْ مسلماً صانَ عهدَ المصطفى ورعى

في آلهِ وبنيهِ وٱدَّخِرْ وَرَعا

ولبِّ عبدَ بني الديّانِ حين دعا

( ويا خبيراً على الأسرارِ مطَّلِعا

اُصْمُتْ ففي الصمتِ مَنجاةٌ من الزَلَلِ ) ٥٨

أدِمْ مُفَصَّلَ حَمْدٍ ثمّ مُجْمَلَهُ

لمن لخلقِكَ بالإيمانِ حَمَّلَهُ

ثمّ الصلاةُ لمن بالحقِّ أرسلَهُ

( قد رشَّحوكَ لأمرٍ إنْ فطنتَ لَهُ

فارْبَأْ بنفسِكَ أن ترعى مع الهَمَلِ ) ٥٩

____________________________

(٥٧) اللُّها : جمع لُهْوَة وهي العطيّة.

(٥٨) أشار الشاعر بقوله : « عبد بني الديّان » إلى نفسه ، حيث عدّ نفسه عبداً للعترة الطاهرة ، الّذين هم بنو الديّان ، ويعني بالديّان الرسول الأعظم صلّی الله عليه وآله وسلّم الذي جاء بالدين الحقّ.

(٥٩) الهَمَل : الإبل المهملة التي ترعى بلا راع.

٢١٦

من أنباء التراث

كتب ترى النور لأول مرّة

* رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس

تأليف : الحاكم الجشمي ، أبي سعيد المحسن بن محمد بن كرامة البيهقي الجشمي البروغني المعتزلي ، المقتول سنة ٤٩٤ هـ.

تحقيق : البروفسور السيد حسين الطباطبائي المدرّسي القمّي ـ اُستاذ جامعة برنستون في أمريكا ـ على مخطوطة في مكتبة البرلمان الإيراني السابق ، رقم ١٠٧٢٧ ، كتبت سنة ٧٣٢ هـ.

طبعت الرسالة في قم سنة ١٤٠٦ هـ.

وقد ردّ الحاكم الجشمي فيه على الأشاعرة ، وضعه على لسان إبليس ، ويسمّى « رسالة أبي مُرّة إلى إخوانه المجبرة » أو « الدُرّة على لسان أبي مرّة » وهو من الكتب الكلامية لمعتزلة القرن الخامس ، وهذا الكتاب هو الذي سبّب قتل صاحبه !

وللمؤلف كتب كثيرة تبلغ ٤٢ كتاباً ، أكبرها وأشهرها وأحسنها تفسيره المسمّى بـ

« التهذيب » في عدّة مجلّدات.

وقد ألف عدنان زرزور كتاباً مفرداً عن حياة المؤلف طبع باسم «الحاكم الجسمي ومنهجه في التفسير».

* تكملة أمل الآمل

تأليف : العلّامة السيد حسن صدر الدين الصدر الكاظمي ، المتوفّى سنة ١٣٥٤ هـ.

تحقيق : السيد أحمد الحسيني.

نشر : مكتبة آية الله المرعشي العامة ـ قم.

وكتاب « أمل الآمل في تراجم علماء جبل عامل » من مؤلفات الشيخ الجليل محمد بن الحسن الحرّ العاملي ، المتوفّى سنة ١١٠٤ هـ ، وهو مؤلف « وسائل الشيعة » و « إثبات الهداة » وغيرها ، وكان قد جعله قسمين ؛ الأول يخصّ أعلام جبل عامل ، والثاني للأعلام غير العامليّين ، وسمّاه « تذكرة المتبحّرين ».

وقد ألّف غير واحد تكملة له وتتميماً ،

٢١٧

وأحسنها وأجمعها هو « تكملة أمل الآمل » هذا ، وقد رتّبه كالأصل على قسمين ؛ الأول في الأعلام العامليّين ممّن تأخّر عن الحرّ العاملي ـ من القرن الحادي عشر الهجري إلى عصره رحمه الله ـ.

كما أنّ للكتاب مجلّدان آخران للأعلام غير العامليّين ، بقيا في مكتبة المؤلف ـ رحمه الله ـ المجمّدة في مدينة الكاظمية التي كانت عند اُسرته ولم يعلم مصيرها.

* كتاب صلاة المسافر

تأليف : الفقيه المحقّق الشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني ، المتوفى سنة ١٣٦١ هـ ، وكان من أبرز الأعلام المحقّقين في النجف الأشرف وأشهرهم بعمق التفكير.

طبع الكتاب مؤخّراً ـ لأول مرّة ـ في النجف الأشرف عن نسخة الأصل بخطّ المؤلف ـ رحمه الله ـ المحفوظة في مكتبة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام العامة في النجف الأشرف ، وقد منعت رقابة البعثيّين من كتابة كلمة « الأصفهاني » على الغلاف فاُبدلت بكلمة « النجفي » !

* كتاب في صلاة الجماعة

تأليف : الفقيه المحقّق الشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني ، المتوفى سنة ١٣٦١ هـ.

طبع لأول مرّة في النجف الأشرف عن نسخة الأصل بخطّ المؤلف ـ رحمه الله ـ المحفوظة في مكتبة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام العامة في

النجف الأشرف.

* كتاب الدعوات

تأليف : الفقيه المحدّث قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ، المتوفى سنة ٥٧٣ هـ.

تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي عليه السلام ـ قم

* المهذّب في الفقه

تأليف : ابن البرّاج ، القاضي سعدالدين عزّالمؤمنين عبدالعزيز بن نحرير بن عبدالعزيز بن البرّاج الشامي ، قاضي طرابلس ، المتوفّى بها سنة ٤٨١ هـ ، فقيه الإمامية ، ووجه الأصحاب ، كان تلميذ الشريف المرتضى والشيخ الطوسي ـ رحمهم الله جميعاً ـ.

تحقيق : مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام ـ قم.

نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ـ قم.

وقد صدر الكتاب في مجلّدين ، وهو من اُمّهات المتون الفقيهة ، وقد سبق التعريف به وبمؤلفه في « تراثنا » في العدد الثاني ص ١٥ ، والعدد الثالث ص ١٤.

* جواهر العقدين في فضل الشرفين

فضل النسب الجليّ والعلم العليّ ، في فضائل أهل البيت عليهم السلام.

٢١٨

تأليف : نورالدين علي بن عبدالله الشافعي المدني السمهودي ( ٨٤٤ ـ ٩١١ هـ ).

تحقيق : الدكتور موسى بنائي العليلي.

نشر : وزارة الأوقاف العراقية ـ بغداد ، في مجلّدين.

وقد تم التعريف بالكتاب في « تراثنا » ، العدد الثالث ، ص ٥٣ ، ت ١٣٩.

* شرح الإلٰهيّات من كتاب الشفاء لابن سينا

تأليف : المحقّق النراقي ، المولى محمد مهدي بن أبي ذرّ النراقي الكاشاني ، المتوفّى سنة ١٢٠٩ هـ.

تحقيق : الدكتور مهدي محقّق ، اُستاذ جامعة « مك جيل » في كندا ، مع مقدمة في ترجمة حياة المؤلف كتبها حفيده الاُستاذ حسن النراقي.

نشر : معهد الدراسات الإسلامية بجامعة « مك جيل » فرع طهران ، سنة ١٤٠٧ ه.

* التمهيد في علم الاُصول

تأليف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ، المتوفّى سنة ٤٦٠ هـ.

كتاب كلاميّ كبير قيّم في القمّة ، شرح فيه قسم الكلام من كتاب « جمل العلم والعمل » لاُستاذه الشريف المرتضى علم الهدى علي بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي ، المتوفّى سنة ٤٣٦ هـ.

تحقيق : الدكتور عبدالمحسن مشكاة الديني.

نشر : جامعة طهران.

كما قام الدكتور مشكاة الديني بترجمته إلى اللغة الفارسية ، وطبعت الترجمة ضمن منشورات جامعة طهران.

* بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية.

تأليف : السيد ابن طاووس ، وهو السيد جمال الدين أبوالفضائل احمد بن موسى بن طاووس الحسني الحلّي ، المتوفّى سنة ٦٧٣ هـ.

ردّ فيه على الجاحظ في رسالته « العثمانية ».

تحقيق : الدكتور إبراهيم السامرائي.

نشر : دار الفكر ـ عمّان / الاردن ، في مجلّدين.

وقد حقّقه أيضاً السيد علي العدناني ـ كما نشرنا عنه في « تراثنا » ، العدد الثاني ، ص ١١٢ ـ وسيقدّمه إلى الطبع قريباً بإذن الله تعالى.

* مطالع الأنوار المقتبسة منآثار الأئمّة الأطهار

في الفقه.

تأليف : السيد محمد باقر بن محمد نقي الشفتي ، المتوفّى سنة ١٢٦٠ هـ ، زعيم أصفهان وأحد كبار فقهاء عصره ، كان له نفوذ تام وجاه عريض وشوكة وجلال ، وبسط يده في تنفيذ الأحكام الشرعية وإجراء الحدود الإلٰهيّة ، وكتابه هذا شرح على كتاب « شرائع الإسلام » للمحقّق الحلّي ، المتوفّى سنة ٦٧٢ هـ ، وهو من أطول شروحه وأكبرها ، وهو في خمسة مجلّدات كبار انتهى فيها إلى آخر صلاة الأموات.

٢١٩

صدر منه أربعة مجلّدات ، والخامس تحت الطبع.

كتب صدرت محقّقة

* الفقه

المنسوب خطأ إلى الإمام علي الرضا ـ عليه السلام ـ ، راجع مقدّمة الطبعة المحقّقة.

تحقيق : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

نشر : المؤتمر العالمي للإمام الرضا ـ عليه السلام ـ المنعقد في مدينة مشهد في ١١ ذي القعدة سنة ١٤٠٦ هـ.

وكان الكتاب ـ قبل الآن ـ قد طبع على الحجر في إيران.

* قاعدة لاضرر ولاضرار

تأليف : العلّامة الفقيه الشيخ فتح الله بن محمد جواد النمازي الشيرازي ، المعروف بـ « شيخ الشريعة الأصفهاني » ( ١٢٦٦ ـ ١٣٣٩ هـ ).

تحقيق : مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

نشر : دار الأضواء ـ بيروت.

كما قامت مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم ، بإعادة طبعها مع رسالة « إفاضة القدير في حكم العصير » للمؤلف رحمه الله بطريقة الاُفست على طبعتهما الاُولى في مجلّد واحد.

* نهاية الإحكام في معرفة الأحكام

في الفقه.

تأليف : العلّامة الحلّي ، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ، المتوفّى سنة ٧٢٦ هـ.

تحقيق : السيد مهدي الرجائي ، من قبل مؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث ، في قم.

نشر : دار الأضواء ـ بيروت.

صدر الكتاب في مجلّدين سنة ١٤٠٦ هـ ، وكان مطبوعاً في السابق على الحجر.

* نهج الحقّ وكشف الصدق

تأليف : العلّامة الحلّي ، وهو جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي ، المتوفّى سنة ٧٢٦ هـ.

تحقيق : الشيخ عين الله الحسني الاُرومي ، بإشراف سماحة السيد رضا الصدر.

نشر وتقديم : دار الكتاب اللبناني ـ بيروت.

وهو كتاب قيّم يتناول المباحث الكلامية والعقائدية واُصول الدين ، ثمّ مباحث اُصول الفقه ، ثمّ الفقه ، وأثبت في كل المراحل ما يذهب إليه هو وطائفته ، وناقش ما يخالف ذلك باُسلوب رصين ونقاش سلمي نزيه ، ممّا ساعد على شهرته وانتشاره منذ ظهوره ، وبالرغم من ذلك لم يرتضه القاضي روزبهان ، فألّف كتاباً وهاجمه بلسان بذيء وسمّاه « إبطال الباطل ».

فانبرى له القاضي نورالله المرعشي

٢٢٠