تراثنا ـ العدد [ 6 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 6 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣١

والعلوم ، كاللغوية وإن كثرت ، والتفسيرية وإن قلّت ، أو ما تداولته طائفة من العلماء بالهيئة أو الكيمياء أو علم الأعداد والحروف وغيرها ، بل غاية جهدنا كان في حلّ الرموز الفقهيّة والحديثيّة والرجاليّة وما تعارف عليه النسّاخ عند النسخ ، أو العلماء عند الإملاء.

ولا يخفى أنّا ارتأينا أن يكون البحث مبوّباً على فصلين :

أولهما : الرموز ، وهي الإختصارات التي سبق الحديث عنها.

ثانيهما : الإشارات ، ونعني بها ذكر بعض الأعلام الشيعية الذين عرفوا باسم ، أو كنية ، أو لقب ، أو شهرة معينة ، وقد يذكرون بغيرها ، أو ينسبون إلى مصنّفاتهم أو إلى بلدانهم أو إلى مشايخهم وأساتذتهم ، أو غير ذلك ، وغالباً ما يغفل عن ذلك الباحث ، مما حدا بنا إلى ذكرهم مرتباً على حروف المعجم ، وبشكل مختصر جداً.

ومما تجدر الإشارة إليه اختلاف أنظار جمهور العلماء في الرموز والإشارات قديماً وحديثاً ، سلباً وإيجاباً ، استحباباً وكراهة. فقد حبّذه القدماء جداً ، وعملوا به طراً لدواعٍ يمكن إجمال أهمها بما يلي :

أولاً : اختزال الوقت كتابة وقراءة.

ثانياً : الإقتصاد في الورق الغالي ـ آنذاك ـ والنادر.

ثالثاً : عدم وجود الطباعة وانحصار نشر الكتب وبثّها في النسخ والإملاء.

ولا شك أن الرمز يسهّل عملية الكتابة وسرعتها ، وقد حكى الدكتور المنجّد في حاشية قواعد التحقيق : ٢١ ، عن ابن عساكر في مقدمة كتابه « معجم النبل » ـ مخطوط ـ قوله : « وجعلت لكل واحد من هؤلاء حرفاً يدلّ عليه تخفيفاً على الكاتب العجل ـ ثم قال ـ لأن الأجزاء تنوب عن الجمل » ، وقول ابن داود في رجاله : ص ٣ : « .. وضمّنته رموزاً تغني عن التطويل ، وتنوب عن الكثير بالقليل ».

ومن هنا انصبت الرموز والإختصارات على الكتب والكلمات التي يكثر دورانها ويتكرّر ذكرها ، بل قد ترد في النصوص ألفاظ وجمل تعاد كثيراً كمثل الصلاة على النبي ـ صلوات الله عليه وعلى آله ـ ، والسلام على الأئمة ـ عليهم السلام ـ ، والترحّم والترضي بعد ذكر الرواة والعلماء ، وألفاظ التحديث والاخبار والانباء في الروايات وأسانيد الأحاديث ، تشتدّ الدواعي عند الأقدمين بل وحتى المتأخّرين

١٦١

وبعض المستشرقين أيضاً على اختصار كل لفظ يكثر دورانه ويعاد ذكره ، وكذا الحال في اختصار أسماء المصادر التي يرجع إليها في الحواشي والهوامش.

وقد كره قوم آخرون الرموز لا للزوم اللبس والتشويش فيها ، بل من جهة قلّة الأجر عليها لنقص في الكتابة ، نظير ما قاله العراقي في ألفيّته ، وتبعه السخاوي في شرحها : ٢ / ١٥٧ ، من قول الأخير : « .. قال شيخنا : والذي يظهر أنه بعد أن شاع وعرف إنّما هو من جهة نقص الأجر لنقص الكتابة وإلّا فلا خرق في معرفة الإصطلاح بين الرمز وغيره » ، وقول المصنّف : « وهو ـ أي الإتيان به بكماله ـ أولى وأدفع للإلتباس»  ، قد يوجّه بكون اصطلاحه في الرمز قد تسقط به الورقة أو المجلّد فيتحيّر الواقف عليه من مبتدیء ونحوه.

ولا يخفى ما في كلامه ، واستحساناته.

ثم ان جلّ المتأخّرين من العلماء أعرضوا عن هذه الرموز غالباً ، ولم يحبذوها دائماً ، بل نهى جمع غفير منهم عنها ، وذلك لما يقع فيها من لبس وتشويش للقاریء والناسخ كما مرّ ، ونعم ما فعلوا.

ولقد أجاد الشيخ المامقاني ـ قدّس سرّه ـ في فوائده الرجاليه : ١٩١ ، المطبوع في أول المجلد الأول من تنقيح المقال حيث قال : « إنّ الإنصاف أن هذا الذي تداولوه في كتب الرجال والأخبار من التعبير بالرموز مرجوع غايته لوجهين :

أحدهما : إنّ من لم يكن ممارساً لها غاية الممارسة على وجه لا يفترق الحال عند مبين الرمز والمرموز عنه إذا أراد مراجعة حال راوٍ في كتب الرجال تعسّر عليه الأمر لاستلزامه مراجعة أول الكتاب في كل رمز رمز حتى يستفيد المطلب ، وذلك مشوش لفكره ، ولا كذلك لو كتب المرموز عنه من غير رمز ، فإنّه يستفيد المطلب من نفس العبارة ، وكذا الحال إذا أراد مراجعة رواية في البحار أو نقلها فإنّه يحتاج إلى مراجعة الرموز حتى يطلع على ان المرموز عنه أي كتاب هو ، بخلاف ما لو كتب اسم الكتاب من غير رمز ، وكذا الحال في اصطلاحات الوافي فإنّه كلّما رأى المطالع في أول السند كلمة الإثنين أو الثلاثة أو الأربعة .. وهكذا يلزمه مراجعة المقدمة الثالثة من أول الكتاب أو الفهرست الذي صنعه ولد صاحب الوافي حتى يفهم المراد بالكلمة ، وذلك يؤدّي إلى تشويش الفكر وتعسر الأمر ، ولا مصلحة في الرمز إلّا الإختصار ، ومصلحته

١٦٢

لا تقابل المفسدة المزبورة ، ومن يكتب كتاباً كبيراً مثل البحار لا وجه لطلبه الإختصار المترتّب عليه المفسدة المزبورة ».

وأقول : ثمة فرق بين البحار والوافي في كون اصطلاحاتهما خاصة وعامة ، وطلب الإختصار في الكتب الكبيرة أوجه ، لانعدام الطبع وقلّة النشر وسرعة الإستنساخ وغير ذلك.

ثم قال : « وثانيهما : إنّ الرموز كثيراً ما تتشابه فيشتبه الكاتب أو المطالع فيبدل واحدة باُخرى ، وهذا المحذور منتفٍ في كتابة المرموز بغير رمز ... وقد كثر في كلماتهم إبدال ري بدي ، فترى الرجل رمز ري ، مريداً به العسكري عليه السلام واشتبه المستنسخ فأبدله بدي ، الذي هو رمز الهادي عليه السلام ».

وفي ما ذكره الكفاية (١).

هذا ، وإنّ عملنا في هذا البحث أولي يحتاج إلى كثير من التمحيص والتكميل ، ونؤمن بلزوم تتبع فيه أكثر ووقت أوسع ، خصوصاً وانه لم يطرق من قبل ، لذا نأمل من السادة الأفاضل والباحثين تزويدنا بما يستجدّ عندهم أو يرون من نقود أو قصور في الإستقراء. شاكرين لهم إرشاداتهم وتوجيهاتهم سلفاً ، والله من وراء القصد ، وهو نعم المولى ونعم الوكيل.

____________________________

(١) ذكر الدكتور عوّاد معروف في حاشية في مقدمته على الإكمال لابن ماكولا ١ / ١٤٩ : كتاباً للمستشرق روزنتال باسم « مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي » عن ظهور هذه الرموز والعلامات وتصوّرها عند العلماء.

١٦٣

فوائد

الاُولى : تعورف وضع خط صغير على الحرف أو الكلمة الرامزة ، علامة كونها مختصرة.

الثانية : قد يجمع بين حرفين أو ثلاثة للإيماء إلى أحوال عديدة ومصادر متعدّدة ، كما هو ديدن ابن داود في رجاله ، وغيره في غيره.

الثالثة : قيل ؛ أول من رمز لأصحاب الأئمة عليهم السلام هو الشيخ الطوسي في رجاله ، وتبعه من تأخّر عنه. وليس بشيء ، إذ أنّ الشيخ ابن داود بعد أن جعل رجال الشيخ محطّ نظره ابتكر رموزاً واصطلح على ما فيه وتبعه من عقبه.

الرابعة : اصطلحوا برموز اُريد بها التصحيح أو التضبيب أو التمريض في مقام كتابة الحديث.

فالتصحيح : كتابة لفظ ( صح ) صغيرة على كلام صحّ رواية ومعنى ، ولكنّه عرضة للشك أو الخلاف أو الوهم.

والتضبيب ـ ويسمّى التمريض أيضاً أو التشكيك ـ : وهو أن يمدّ خط أوله كرأس الصاد ولا يلزق بالممدود عليه ، يمدّ على ثابت نقلاً فاسد لفظاً أو معنى أو ضعيف ، أو فيه نقص ، بل عدّ من الناقص موضع الإرسال والإنقطاع. وربّما اقتصر البعض على الصاد في علامة التصحيح ، فأشبهت الضبة ، واستعمله المتأخّرون قليلاً.

والمتعارف عليه اليوم في تصحيح المتون وضع لفظ ( كذا ) بين قوسين علامة أنه كذا وجده أو كذا ثبت عنده ، وهو نوع تمريض للمتن وقدح فيه. وتسمّى في اصطلاح المحقّقين بـ ( التكذية ) مصدراً جعلياً من ( كذا ) ، قال في وصول الأخيار : ١٩٧ : « والمستعمل بين المتأخّرين في عصر الشهيد وما قاربه التضبيب بباء هندية هكذا (٢) فوق الكلمة ثم يكتبون باء هندية اُخرى مثلها بإزائها على الحاشية يسهل تصحيحه إذا اُريد ، وهو في غاية الحسن ، وعليه عملنا في كتب الأحاديث وغيرها ، وبعضهم ينقط ثلاث نقط عليه ثم على الحاشيه بإزائه ».

الخامسة : الملاحظ كثيراً أن بعض الرموز مشتركة بين أكثر من معنى واحد ،

١٦٤

مثل ع : لأربعة عشر أمراً ، وم : لستة عشر أمراً ، وق : لاثني عشر أمراً ، وهكذا كما سترى.

فمثلاً ، مل : مشترك بين كتاب كامل الزيارات وأمل الآمل ، أو ئر : لكتاب بصائر الدرجات والسرائر ... وأمثال ذلك.

فهذه تتميّز غالباً بالمنقول والموضوع المرموز له ، فإن كان في الحديث فمن الكامل أو البصائر ، وإن كان في أحوال الرجال فمن أمل الآمل ، وإن كان من الفقه فمن السرائر ... وهكذا.

وعلى كل فغالباً ما يعرف أمثال هذا بالقرائن الحالية والسياق ويعتمد على فطنة الممارس وحدسه.

السادسة : كثيراً ما نجد بعض العلماء يخرج عن المشهور برموز خاصة ـ كما ذكرنا ـ فابن داود رمز لأصحاب الإمام موسى بن جعفر عليه السلام من رجال الشيخ بـ : م ، مع أنّ المشهور هو : ظم ، وبالنسبة إلى أصحاب الإمام الجواد عليه السلام : د ، والمتعارف : ج ، وهكذا.

وقد ذكرنا أمثال هذه فيما لو نقلت رموزهم بعينها في مصنّفات الآخرين.

السابعة : إنّ ما يوجد في حواشٍ على بعض التعليقات أو الشروح المطبوعة على الحجر أو المخطوطة المستقلة بالطبع من وجود خط (_____) فوقه وتحته رقم كما لو قيل :  ، فإنّ المراد من الرقم الفوقاني الصفحة الخامسة ، ومن الرقم التحتي السطر الثاني عشر من الكتاب المتن من النسخة المنظورة عند المعلّق أو المحشّي ، كما في نهاية الدراية في شرح الكفاية للشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني وغيره.

الثامنة : ذكر بعض الأعلام أنّه كلّما ارتسم على الراوي صورة الإثنين (٢) فهي إشارة إلى تكرّر وقوع ذلك الرواي في السند ، واستند فيه إلى ما نبّه عليه العلّامة المجلسي في بعض حواشيه على البحار.

أقول : يحتمل كونه إشارة إلى تعدّد الطريق إلى الراوي لو لم يكن تصريح بخلافه ، فتدبر !

التاسعة : ذكر العلماء في باب آداب كتابة الحديث وغيره ، انه ينبغي عدم الإخلال بالصلاة والسلام بعد اسم النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ـ وأميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ وفاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ وسائر الأئمة المعصومين

١٦٥

ـ عليهم آلاف التحية والسلام ـ ، وليكن ذلك صريحاً من غير الرمز له بأمثال ـ ص ـ و ـ ع ـ ، ولا يسأم من تكرّره ولو في سطر واحد ، ومن غفل عنه أو تكره حرم حظاً عظيماً ، بذا قامت سيرة الأقدمين والأواسط من أهل الحديث والأساطين ، وهذه السيرة جارية في اسم الله تعالى أيضاً ، فينبغي انه إذا كتب اسمه سبحانه أتبعه بما هو لائق بشأنه من التعظيم والتمجيد ، وهذا مما يساعد عليه العقل وصريح بعض النصوص ، كما لا يخفى ، وكذا ينبغي الترحّم والترضي بعد ذكر الصحابة الأخيار والعلماء الأبرار رحمة الله عليهم ورضوانه.

هذا ، وقد ذكروا كراهة الرمز بالصلاة والترضي في الكتابة كما يفعله غير أهل الحديث غالباً ، وهو متعارف في زماننا عامة ، بل صرح جمع بكراهة الإقتصار على الصلاة بدون التسليم ، وتشتدّ الكراهة في الصلاة البتراء وتسليمها ، بأن لا يذكر آل الرسول ـ صلى الله عليه وعليهم ـ كما تعورف عند العامة مع ما عندهم من النصوص الصريحة في النهي عن ذلك وذمّه.

وقد فصّلنا الكلام في تعليقنا على المقباس ، باب آداب كتابة الحديث ، فلاحظ !

العاشرة : إذا كان للحديث إسنادان أو أكثر تامّان أو ناقصان كتبوا عند الإنتقال من إسناد إلى إسناد : ح ، ويقال لها « حاء الحيلولة » أو « علامة التحويل » من إسناد إلى آخر ، فيقرأ القاریء حاء تامّة ليدل على التحويل ، قال ابن الصلاح في المقدّمة ص ٣٢١ : « ولم يأتنا عن أحد ممّن يُعتمد بيان لأمرها » ، وكتب جمع من الحفّاظ بدلاً منها : صح ، ومنع منها آخرون ، لإشعارها بكونها رمزاً للتصحيح.

وقيل : الحاء رمز للتحول من إسناد إلى إسناد آخر.

وقيل : لانها تحول بين الإسنادين فلا تكون من الحديث فلا يلفظ عندها بشيء.

وقيل : هي رمز لقولنا : الحديث.

وقيل : إنّ الحاء رمز عن ( صح ) ، لئلا يتوهم أن في متن الحديث سقط ، ولئلا يركب الإسناد الثاني على الإسناد الأول فيجعلهما واحداً.

وجمع من مشايخ محدّثينا رضوان الله عليهم كالكليني والشيخ يكتفون بحرف

١٦٦

العطف ، سواء كان السند الثاني تاماً أم ناقصاً.

وكثيراً ما نجد في الفهارس والمعاجم قولهم « بالإسناد الأول » وهذا يفيد فائدة حاء الحيلولة.

الحادية عشره : قد ذكر جمع غفير أنه قد غلب على كتّاب الأحاديث الإقتصار على الرمز في حدّثنا وأخبرنا ، وشاع بحيث لا يخفى على أحد منهم فيكتبون في حدّثنا : ثناء ، أو : نا ، أو : دنا. وفي أخبرنا : أنا ، أو : أنبا ، أو : بنا. وفصّلناه في المعجم.

وأما كتابة ( ح ) في حدّثنا و ( أخ ) في أخبرنا فهو مما أحدثه بعض العجم ، وليس من اصطلاح أهل الحديث ، كما صرّح به الدربندي في درايته : ٣٣ ـ خطّي ـ وغيره.

وهذا واضح لمن تتبع صحاح العامة ومسانيدهم والنسخ المقروءة علی المشايخ ، وليس الأمر في كتبنا علی نمط ما ذكروه إلّا في بعض النسخ القديمة.

نعم ، ما فعله عامّة محدّثينا كابن بابويه والشيخ الطوسي ـ رحمهما الله تعالى ـ وأمثالهما من ذكر الرجل فقط من غير « حدثنا » ، ولا « أنبأنا » ولا الرمز له ، فإنّما يفعلونه في الأكثر في أعالي السند إذا حذفوا أوله للعلم به ، فيكون المعني عن محمد بن يحيى مثلاً :

فيحذفون « عن » أيضاً اختصاراً ، كما أفاده الشيخ حسين العاملي في درايته : ١٩٩.

الثانية عشرة : تعارف العلماء انه إذا كان المستتر في قال أو يقول عائداً إلى المعصوم عليه السلام فهم يمدّون اللام. بل يضاف له رمز التصلية والتسليم غالباً.

الثالثة عشرة : يوجد في بعض الاُصول القديمة في الإسناد الجامع جماعة معطوف بعضهم على بعض ، علامة تشبه الضبة بين أسمائهم وليست ضبة ، وكأنّها علامة اتصال ، وهذا متداول في النسخ الخطية عند العامة غالباً.

الرابعة عشرة : كما تضبط الحروف المعجمة بالنقط ، كذلك جرى النسّاخ والعلماء الأقدمون من القرن الثالث حتى السادس ـ كما قيل ـ على ضبط المهمَلات غير المعجمة على وضع بعض الإشارات على الحروف لئلّا يقع الإلتباس فيها ، وتكون علامات الإهمال دالّة على عدم إعجامها. وقد اختُلِف في كيفيّة ضبطها على أقوال ذكرها شيخنا الجدّ ـ قدّس سرّه ـ في « مقباس الهداية » وعلّقنا عليه بمصادرها كمقدّمة

١٦٧

ابن الصلاح : ٣٠٥ ، وفتح المغيث : ٢ / ١٤٥ ، وتدريب الراوي : ٢ / ٦٨ وغيرها ، ونذكرها مجملاً وتفصيلها في المصنّفات المختصّة بتاريخ الخطّ والكتابة.

منها : قلب النقط ، بجعل النقط التي هي فوق المعجمات تحت ما يشاكلها من المهمَلات فتكون العين هكذا : (ع) أو (ع).

ثمّ إنّهم اختلفوا في النقط التي تحت حرف السين ، فقيل : كصورة النقط من فوق فتكون هكذا : Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUETurathona-part006imagesimage005.gif ؛ وقيل : لا ، بل تجعل من تحت مبسوطة صفّاً ، هكذا : Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUETurathona-part006imagesimage006.gif ، وقال في المقدّمة : والتي فوق الشين المعجمة تكون كالأثافي ، والأثافي : مأخوذة من الأحجار الثلاث التي توضع تحت القدر.

ومنها : وضع هلال كقلامة الظفر مضجعة على قفاها على المهمَلات ، هكذا : س.

ومنها : جعلُ حاءٍ مفردةٍ صغيرةٍ : (حـح) تحت الحاء المهمَلة لئلّا تُقرأ خاءً ، أو صادٍ كي لا تقرأ ضاداً ، أو سينٍ على السين كي لا تقرأ شيناً .. وهكذا سائر الحروف المهمَلة الملتبسة. قيل : وعليه عمل أهل المشرق والأندلس.

ومنها : ما وجد في بعض الكتب القديمة من جعل خطّ صغير كفتحة ، هكذا : سَ ، وقيل : كهمزة ، وفي بعض النسخ تحتها همزة.

ثمّ إنّهم اختلفوا في الكاف واللام ، فالكاف إذا لم تُكتب مبسوطة تُكتب في بطنها كاف صغيرة أو همزة ، هكذا : ك ، ككـ. واللام تكتب في بطنها لامٌ ، أي هذه الكلمة بحروفها الثلاثة : للام

ثمّ إنّ الهاء ـ آخر الكلمة ـ تكتب عليها هاء مشقوقة هكذا : ( الرحمةه ) حتى تتميّز عن هاء التأنيث التي في الصفات ونحوها .. وغير ذلك من مصطلحات الكتابة آنذاك ، مع ما في غالب العلوم من آداب خاصّة بها لكتابتها كالحديث والرجال ، راجعها في مظانّها.

الخامسة عشرة : إذا كثرت نسخ الكتاب وتشابه بعضها ببعض تشابهاً كثيراً من جهة الزيادة والنقيصة والهوامش والأخطاء والتصحيف والتحريف وغير ذلك ، فيحتمل أن تكون هذه النسخ منقولة عن أصل واحد ، عند ذلك تجعل النسخ المتشابهة فئات ويرمز لكل فئة بحرف ، ويتّخذ من كل فئة نسخة تمثّلها عند اختلاف النسخ ،

١٦٨

ويصطلح عليها بـ : فئة.

السادسة عشرة : إستعاض القدماء بدل الترقيم وضع أول كلمة من الصفحة اليسرى في الزاوية اليسرى من الصفحة اليمنى أو في أسفل تلك الصفحة للدلالة على أنّها بداية الصفحة التالية ، وقد تذكر أول كلمة من الصفحة البعدية في ذيل الصفحة اليسرى.

السابعة عشرة : تعارف المحقّقون على الرمز إلى كل نسخة من النسخ المخطوطة بحرف يؤخذ غالباً من اسم صاحبها أو كاتبها ، أو اسم المكتبة التي وجدت فيها ، أو اسم البلدة التي فيها المكتبة ، أو غير ذلك ، ويشار إلى ذلك في أول الكتاب ، وغالباً ما تستقطع الرموز من نفس الأسماء المرموز لها ، وندر أن تكون غريبة عنها ، ويستعان بهذا عند الإشتباه.

الثامنة عشرة : غالباً ما يكتفى في بعض أسماء الكتب المركبة كـ « نهاية الأحكام » أو « روض الجنان » بالرمز للكلمة الاُولى من الإسم فيقال : « ية » و « ض » مثلاً ، وقد يضاف هذا الرمز للكلمة الثانية فيقال : « ية الأحكام » أو « ض الجنان » ، أو « إيضاح فع » ، إيضاح النافع ، للشيخ ابراهيم القطيفي ، ولم نتعرّض لمثل هذه الرموز التركيبية لندرتها ووضوحها.

التاسعة عشرة : قد يدخل حرف الجر أو الضمير أو الألف واللام أو غيرها من الزوائد على بعض الرموز فيظن أنه رمز جديد ، نظير « بقه » : بقوله ، « ليظه » : ليظهر ، « فظه » : فظاهر ، « في . ل » : في الحديث المرسل ، « كقه » : كقوله ، « بمط » : بمطلق ، « لمط » : لمطلق ، « ليضه » : ليظهر ، « للمطه » : للمطلوب ، « للظه » : للظاهر ، و « الغن » : للغنية ، ومعرفة هذا تعتمد على خبرة القاریء وممارسته ، وقد أشرنا للمهم منها.

العشرون : قد اصطلح العلماء والنسّاخ وجرت عادتهم على حذف اُمور من الكتابة دون القراءة وهي كثيرة مشهورة ولا تخفى ، نذكر منها حذف « قال » بين رجال السند ، ومنها قولهم : « وبالإسناد المذكور » ، أو : « به » ، وذلك عند كتابة الأجزاء المشتملة على أحاديث بإسناد واحد.

ومنها : حذف ألف الوصل من « بسم الله » فقط.

١٦٩

ومنها : حذف ألف الحارث ومالك وخالد ونحو ذلك.

ومنها : حذف همزة أبي فلان عند النداء ، نحو ياباسعيد ، وغير ذلك.

كما أنه تعارف عندهم إثبات أشياء في الكتابة دون القراءة مثل كتابة الواو « عمرو » ليفرق عن عمر ، ومثل كتابة ألف بعد واو الجمع ... وغير ذلك مما هو مقرّر في فنّ النسخ والخط.

الحادية والعشرون : أجمع العلماء على أنّه لا ينبغي لكاتب الحديث وغيره أن يصطلح مع نفسه كتابة رمز لا يعرفه الناس ، فيوقع غيره في حيرة فهم مراده ، ومثّل له في المقدّمة ـ ص ٣٠٥ ـ بقوله : كفعل من يجمع في كتابه بين روايات مختلفة ، ويرمز إلى رواية كلّ راوِ بحرف واحد من اسمه أو حرفين وما أشبه ذلك ، فإن بَيَّن في أول كتابه أو آخره مراده بتلك العلامات والرموز فلا بأس ـ ثمّ قال ـ : ومع ذلك فالأوْلى أن يتجنّب الرمز ، ويكتب عند كلّ رواية اسم راويها بكماله مختصراً ، ولا يقتصر على العلامة ببعض.

اُنظر : مقباس الهداية للمامقاني : ٣ / ١٠٥ ذيل تنقيح المقال ، وصول الأخيار : ١٩٠ ، تدريب الراوي : ٢ / ٩٢ وغيرها.

الثانية والعشرون : تعدّ الدوالي ـ أعني : النقط في آخر الجمل ، والفواصل في آخر العبارات ، والخطوط ، والشارحات ، وعلامات التعجّب ، والاستفهام ، والأقواس ، والمعقوفات ، والقويسات ، وغير ذلك ـ من الرموز التي يوضّح بها المعنى.

الثالثة والعشرون : يرى متصدّو تحقيق التراث الالتزام بقواعد رسم الكتابة المتّفق عليها قديماً إلّا في أشياء درج عليها المعاصرون ، مثل رسم (مئة) و (الحارث) و (إسحاق) ، ونقطتي الياء المتطرّفة للتفريق بينها وبين المقصورة ، والفصل في الأعداد المركّبة ، مثل : ثلاث مائة ، على أن يدوّن المحقّق في المقدّمة مادرج عليه كاتب النسخة من رسم الكتابة ، وأن يوضّح ذلك بأمثلة في جميع ماصنعه (١).

____________________________

(١) اُسس تحقيق التراث العربي ومناهجه ، التقرير الخاصّ : ١٧.

١٧٠

الرابعة والعشرون : الشروح المزجيّة مع المتون : ما كان بحروف أكبر يعدّ من المتن ، وإن كان الغالب في تلك الشروح وضع خطّ على المتن لتمييزه عن الشرح ، أو يقوّس بقوسين.

للبحث صلة ...

١٧١

الإجازات عند علماء الإمامية (١)

إجازتا الشيخ البهائي للتنكابني

الشيخ محمد السمامي الحائري

الإجازات من الوثائق التاريخية التي تكشف لنا عن كثير من الحقائق ، وتبيّن لنا كثيراً من الغوامض ، وهي وثائق علمية عظيمة الفائدة في تراجم العلماء ، وفي طرق التدريس ، وفي الكتب التي سادت في مدارسنا الإسلامية.

هذه الإجازات أنواع كثيرة تكفّلت بها كتب دراية الحديث الشريف.

ومنها إجازات مطوّلة مفصّلة هي في الحقيقة كتب لها قيمتها عند الباحثين ككتاب « لؤلؤة البحرين » وغيره.

ومنها إجازات قصيرة كتبت على ظهور الكتب ، فيها من خطوط العلماء وأسماء كتب الدرس ، نوادر جمّة.

وهي تعيننا على معرفة شخصية المجاز العلمية والإجتماعية ومكانته في عصره.

وفيما يلي إجازتان من العلّامة الشيخ البهائي قدّس سرّه ، لتلميذه الشيخ محمد كاظم التنكابني رحمه الله.

المجيز : الشيخ البهائي ، هو الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبدالصمد الحارثي العاملي الهمداني ، من أكبر علماء القرن الحادي عشر وأشهرهم ، ولد سنة ٩٥٣ هـ ببعلبك ، وانتقل به والده إلى إيران فنزل اصفهان ، وولّاه الشاه عبّاس الصفوي رئاسة العلماء ، فأقام مدّة ثمّ سافر إلى مصر وزار المقدس ودمشق وحلب ، وعاد إلى اصفهان.

زار قبر الإمام الرضا عليه السلام عدّة مرّات.

١٧٢

توفّي بإصفهان سنة ١٠٣١ هـ ، وحمل جثمانه إلى طوس ودفن في حرم الإمام الرضا عليه السلام.

له مؤلفات عديدة في فنون شتّى ، في الفقه والاُصول والتفسير والحساب والهيئة وغير ذلك ، تصل إلى نحو خمسين كتاباً ورسالة.

ترجمته في كثير من الكتب منها : خلاصة الأثر ٣ / ٤٤ ، روضات الجنّات ٧ / ٥٦ ، آداب اللغة العربية ٣ / ٣٢٨ ، الذريعة (في عدّة أماكن) ، طبقات أعلام الشيعة ( القرن الحادي عشر ) وغير ذلك.

المجاز : هو الفاضل العالم الحكيم المحقّق الاُصولي الشيخ محمد كاظم بن عبدالعلي التنكابني (الملقّب بعبد الكاظم).

ولد في تنكابن ، ودرس في اصفهان على كبار العلماء ، واختصّ بالشيخ البهائي ودرس عليه بعض الكتب ( كما سيأتي في الإجازتين ).

له مباحثات علمية مع السيد مير الداماد ، ذكرها بعض المؤلفين.

زار العتبات المقدّسة قبل سنة ١٠٠٨ هـ ، ثمّ سكن مشهد الرضا عليه السلام وتوفّي بعد ١٠٣٣ هـ.

له من المؤلفات :

١ ـ اللوح المحفوظ لأسرار كتاب الله الملفوظ ـ في الكلام.

٢ ـ إثنا عشرية ـ في معضلات العلوم.

٣ ـ العشرة الكاملة.

٤ ـ قانون الإدراك أو برهان الإدراك في شرح تشريح الأفلاك.

٥ ـ الحاشية على كتاب المحصول لفخر الدين الرازي.

٦ ـ شرح تذكرة نظام الدين.

٧ ـ شبه الطفرة.

٨ ـ حاشية على تفسير فخر الدين الرازي.

٩ ـ رسالة في حقائق سورة الفتح.

١٠ ـ رسالة في اُصول الدين.

له ترجمة في : رياض العلماء ٣ / ١٦١ ، أعيان الشيعة ٨ / ٣٢ و ٩ / ٣٨١ ، أعلام

١٧٣

الشيعة (القرن الحادي عشر) ، الذريعة (في عدّة أماكن) ، دانشمندان گيلان ، بزرگان تنكابن.

الإجازتان

كتب له اُستاذه العلّامة الشيخ البهائي ـ قدّس سرّه ـ في نهاية « رسالة في اُصول الدين » و « رسالة في حقائق سورة الفتح » إجازتين : الاُولى مؤرّخة في سنة ١٠٠٨ هـ ، والثانية في ١٠١٠ هـ ، وحرّرت الرسالتان في مشهد الرضا عليه السلام.

والنسخة في مكتبة آية الله السيد المرعشي العامّة في قم المقدّسة ، مذكورة في فهرسها ١١ / ٢٤٨ ضمن مجموعة برقم ٤٢٥٠.

١٧٤

(١)

بسم الله الرحمٰن الرحيم

أمّا بعد الحمد والصلاة ، فقد قرأ عليَّ الأخ الأعزّ الأفضل الأمجد ، الذكيّ الزكيّ الألمعيّ اللوذعيّ ، سماء الإفادة والاُخوّة والدين ، مولانا محمد كاظم ، وفّقه الله سبحانه لارتقاء أرفع معارج الكمال ، شرح دراية الحديث من تأليفات شيخنا الأجلّ الأكمل ، أفضل المتأخّرين واُنموذج المتقدّمين ، الجامع في معارج السعادتين رتبة العلم ودرجة الشهادة ، زين الملّة والدين ، أعلى الله تعالى مقامه في أعلى علّيّين.

وقد أجزت له ـ وفّقه الله تعالى ـ أن يرويه عنّي ، عن والدي واُستاذي ومن إليه في النقليّات استنادي قدّس الله تربته ورفع في الخلد رتبته ، عن المؤلف نوّر الله مرقده.

فليرو ذلك لمن شاء وأحبّ سالكاً جادّة الإحتياط الذي لا يضلّ سالكه ولا تظلم مسالكه.

حرّره الفقير إلى الله تعالى محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي تجاوز الله عن سيّئاته.

وذلك بالمشهد المقدّس والمقام الأقدس ، أعني مشهد سيّدي ومولاي ، إمام الأبرار ، وثامن الأئمّة الأطهار ، علي بن موسى الرضا عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيّات.

ووقع تحرير هذه الأحرف في ثالث شهر رجب المرجّب سنة ألف وثمان من الهجرة ، والحمد لله أولاً وآخراً وباطناً وظاهراً.

١٧٥

Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUETurathona-part006imagesimage007.gif

١٧٦

Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUETurathona-part006imagesimage008.gif

١٧٧

(٢)

بسم الله الرحمٰن الرحيم

الحمد لله الأحد المعين ، والصلاة على سيّدنا محمد وآله أجمعين.

وبعد : فإنّ الأخ الأجلّ الأفضل ، واسطة عقد الإخوان العظام ، وصدر جريدة الخلّان الكرام ، ذا الذهن الوقّاد والطبع النقّاد ، والتدقيقات الفائقة والتحقيقات الرائقة ، سماء الإفادة والإفاضة والاُخوّة والتقوى والدين ، مولانا محمد كاظم الجيلاني التنكابني ، أدام الله تعالى فضله وكثّر في علماء الزمان مثله ، بعد أن صحبني برهة مديدة وسنين عديدة ، وقرأ عليَّ جملة جميلة من العلوم العقلية والنقلية والفنون الشرعية والأدبية ، طلب منّي الإجازة كما هو دأب السلف الماضين وديدن الخلف الصالحين.

فأجزت له أن يروي عنّي جميع ما قرأه وسمعه لديّ من الكتب المعتبرة والزبر المبسوطة والمختصرة.

منها جملة وافية من تفسير البيضاوي مع تعليقاتي عليه.

ومنها شرذمة من تفسيري الموسوم بالعروة الوثقى.

ومنها قطعة من تهذيب الحديث ، وكتاب من لا يحضره الفقيه ، وكتاب الحبل المتين ـ تأليف الفقير ـ ، وجميع كتاب الأربعين حديثاً ـ من تأليفاتي أيضاً ـ.

ومنها نبذة كافية من الفقهيّات كبعض القواعد والإرشاد وغيرهما.

ومنها جملة وافية من الأدبيّات كالمطوّل من حاشية المختصر.

ومنها كتب ورسائل عديدة من الرياضيّات كشرح التذكرة للمحقّق النيسابوري ، وجانب من تحرير اقليدس ، وجميع خلاصة الحساب ـ تأليف الفقير ـ ، وتمام تشريح الأفلاك مع حواشيه ـ من تأليفاتي أيضاً ـ ، ورسالة الإسطرلاب كذلك.

ومنها طائفة من الكلام واُصول الفقه كجواهر الشرح الجديد للتجريد مع ما يتعلّق بها من الحواشي الجلالية ، وبعض من شرح مختصر الاُصول مع ما يرتبط به من شرح الشرح.

١٧٨

ومنها جمل من علم الدراية والرجال ، كشرح دراية الحديث لشيخنا الأعظم زين الملّة والدين ـ قدّس الله روحه ـ ، وخلاصة الأقوال وغيرهما.

وقد قرأ عليَّ وسمع لديّ سوى هذه المذكورات ممّا لا يحضرني الآن تفصيله.

وقد أجزت له ، وفّقه لله تعالى لارتقاء أرفع معارج الكمال في العلوم والأعمال أن يروي عنّي جميع ما تضمّنته الإجازة الطويلة (١) التي أجازها شيخنا الأعظم المشار إليه لوالدي واُستاذي ومن إليه في أكثر العلوم استنادي ، الحسين بن عبدالصمد قدّس الله تربته ورفع في الخلد رتبته.

فليرو جميع ذلك لمن شاء وأحبّ ممّن له أهليّة الإنخراط في سلك الرواة ، مراعياً شرائط الرواية المقرّرة عند أهل الدراية.

والملتمس منه إجرائي على خاطره الشريف في مظانّ الإجابة ومحالّ الإنابة ، بصوالح سوانح الدعوات سيما في أدبار الصلوات.

والله سبحانه يوفّقه وإيّانا لصرف ما بقي من العمر في الطاعات وتدارك ما سلف وفات.

ونسأله تعالى أن يجمع بيننا في دار المقامة ، وأن يلبسنا حلل الكرامة يوم القيامة ، إنّه القادر على ما يشاء وبيده أزمّة الأشياء.

وكتب هذه الأحرف بيده الفانية الجانية أحوج العباد إلى رحمة الله الغنيّ محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي وفّقه الله للعمل في يومه لغده قبل أن يخرج الأمر من يده.

وذلك في المشهد الأقدس الأطهر الأشرف الرضوي ، على من شرّفه أفضل التحيّة والسلام.

في أوائل شهر شوّال خُتم بالخير والإقبال ، سنة ألف وعشر من هجرة سيّد المرسلين صلّی الله عليه وآله الطاهرين.

____________________________

(١) و ... تلك الإجازة الطويلة .......... بعد دراية الحديث ، ولقد فصّل المجيز قدّس سرّه العزيز جميع الفنون وأوصل كل فنّ الى صاحبه.

كاظم [ المجاز رحمه الله ]

١٧٩

والحمد لله أولاً وآخراً وباطناً وظاهراً.

الختم المبارك ( الخادم محمد بهاء الدين )

١٨٠