إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

محمّد بن عبدالله الأكراوي القلشقندي الشافعي

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

المؤلف:

محمّد بن عبدالله الأكراوي القلشقندي الشافعي


المحقق: محمّد كاظم الموسوي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام
المطبعة: نگار
الطبعة: ١
ISBN: 964-8889-64-3
الصفحات: ١٥٠

«يا فاطمة بنت رسول الله ، اعملي لله خيرا فإنّي لا أغني عنك من الله شيئا يوم القيامة» (١).

رواه البزّار.

الحديث الثلاثون :

عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«يا فاطمة ، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين؟» (٢).

رواه الحاكم.

__________________

(١) مختصر زوائد مسند البزّار ١ : ٧١ رقم ١٦ ، وراجع كنز العمّال ١٦ : ١٩ رقم ٤٣٧٥٣.

(٢) مستدرك الحاكم ٣ : ١٧٠ بلفظ : «ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء هذه الأمة ، وسيدة نساء المؤمنين؟» وقال : هذا إسناد صحيح ولم يخرّجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : صحيح. ورواه في السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٤٦ رقم ٨٥١٦ بلفظ «...... نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين» وقريب منه برقم ٨٥١٧ ، كنز العمّال ١٢ : ١١٠ رقم ٣٤٢٣٢ بزيادة : «وسيدة نساء هذه الأمة».

ولا يخفى أنّ هذا الوصف لفاطمة ب «سيدة نساء المؤمنين» و «سيدة نساء العالمين» و «سيدة نساء أمتي» و «سيدة نساء أهل الجنّة» و «سيدة نساء هذه الأمة» ورد كثيرا في الروايات ، وبطرق عديدة وصحيحة ، وبعض الروايات جمعت بين وصفين أو أكثر.

ما ورد بعنوان : «أنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة» رواه كلّ من : صحيح البخاري ٣ : ١٣٦٠ باب : قرابة الرسول و ٣ : ١٣٧٤ باب : مناقب فاطمة ، مسند أحمد ٣ : ٨٠ و ٥ : ٣٩١ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ٨١ و ٩٥ و ٤٥ ، كنز العمّال ١٢ : ٩٦ و ١٣ : ٦٤٠ ، نظم درر السمطين ١٧٨ ، تهذيب الكمال ٢٦ : ٣٩١ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٤ و ١٦٨ و ٤ : ٤٧ ، الآحاد والمثاني ٥ : ٣٦٥ ، تاريخ دمشق ١٢ : ٢٦٩ و ١٣ : ٢٠٧ و ١٤ : ١٣٤ و ٤٧ : ٤٨٢ ، سبل الهدى ١٠ : ٤٧ ، ينابيع المودّة ٢ : ٣٦.

وما ورد بعنوان : «سيدة نساء المؤمنين» رواه كلّ من : صحيح البخاري ٥ : ٢٣١٧ كتاب الاستئذان ، صحيح مسلم ٧ : ١٤٣ باب : فضائل فاطمة و ١٤٤ من نفس الباب ، سنن ابن ماجة ١ : ٥١٨ ، مسند أحمد ٦ : ٢٨٢ ، السنن الكبرى للنسائي ٤ : ٢٥٢ و ٥ : ١٤٦ ، رياض الصالحين للنووي : ٣٤٥ ، سبل الهدى ١١ : ٤٦ ، المعجم الكبير ١١ : ٢٩٤.

٨١

الحديث الحادي والثلاثون :

عن علي عليه‌السلام :

«إذا كان يوم القيامة نادى منادي من وراء الحجب : يا أهل الجمع ، غضّوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمّد حتّى تمرّ» (١).

رواه الحاكم وتمام وغيرهما.

الحديث الثاني والثلاثون :

عن أبي هريرة مرفوعا :

إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان (٢) العرش : أيّها الناس ، غضّوا

__________________

وما ورد بعنوان : «سيدة نساء العالمين» رواه كلّ من : السنن الكبرى للنسائي ٤ : ٢٥٢ و ٥ : ١٤٦ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ : ٥٢٧ باب : مناقب فاطمة ، مسند الطيالسي : ١٩٧ من حديث أسامة بن شريك ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٧٠.

وما ورد بعنوان : «سيدة نساء هذه الأمة» رواه كلّ من : صحيح البخاري ٥ : ٢٣١٧ كتاب الاستئذان ، صحيح مسلم ٧ : ١٤٣ و ١٤٤ باب : فضائل فاطمة ، سنن ابن ماجة ١ : ٥١٨ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٤٦ ، مسند الطيالسي : ١٩٧ من حديث أسامة بن شريك ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٧٠ ، مسند أحمد ٦ : ٢٨٢.

وما ورد بعنوان : «سيدة نساء أمتي» رواه كلّ من : المعجم الكبير ٢٢ : ٤٠٣ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٤٦ ، التاريخ الكبير ١ : ٢٢٢ ترجمة محمّد بن مروان الذهلي.

هذا مع ملاحظة أنّنا لم نتابع أغلب كتب الحديث ، وإلّا فهذه الأحاديث مذكورة في معظم كتب الحديث والرجال والتاريخ والأنساب واللغة والتفسير والمناقب ، بطرق صحيحة ومتعدّدة ، ولا يبعد القول ببلوغها حدّ التواتر ، كما يشعر به كلام العلّامة الكتّاني في نظم المتناثر في الحديث المتواتر : ٢٠٧ رقم ٢٣٤.

(١) مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٦ رقم ٤٧٢٨ قال : «حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرّجاه» ، وراجع كنز العمّال ١٢ : ١٠٨ رقم ٣٤٢١٩ ، كشف الخفاء ١ : ٨٥ رقم ٢٦٣ قال : «رواه الحاكم عن علي ، ورواه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات عن أبي هريرة بلفظ : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ...» ، ورواه في نظم درر السمطين : ١٨٢ ، فيض القدير ١ : ٤٢٩ رقم ٨٢٢ ، أسد الغابة ٧ : ٢٢٠ ، ينابيع المودّة ٢ : ٨٨ رقم ١٨٤ و ١٣٧ رقم ٣٨٦ قال : «أخرجه ابن بشران عن عائشة».

(٢) بطنان العرش : وسطه ، وقيل : أصله ، وقيل : البطنان جمع بطن ، وهو الغامض من الأرض ، يريد من دواخل العرش.

٨٢

أبصاركم حتّى تجوز فاطمة إلى الجنّة (١).

الحديث الثالث والثلاثون :

عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا :

إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : يا أهل الجمع ، نكّسوا رءوسكم وغضّوا أبصاركم حتّى تمرّ فاطمة بنت محمّد على الصراط. فتمرّ مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمرّ البرق (٢).

رواه أبو بكر الشافعي أيضا.

الحديث الرابع والثلاثون :

عن عائشة مرفوعا :

إذا كان يوم القيامة نادى مناد : معشر الخلائق ، طأطئوا (٣) رءوسكم حتّى تجوز فاطمة بنت محمّد ، فتمرّ عليها ريطتان (٤) خضراوان (٥).

رواه الطبراني والحاكم وأبو نعيم.

__________________

راجع النهاية ١ : ١٣٧ ، ولسان العرب ١٣ : ٥٥ ، وفي مجمع البحرين ١ : ٢١٣ : بطنان العرش بالضم ، وسطه وداخله.

(١) كنز العمّال ١٢ : ١٠٦ رقم ٣٤٢١٠ قال : «رواه أبو بكر في الغيلانيات عن أبي أيوب» ورقم ٣٤٢١١ قال : «رواه أبو بكر في الغيلانيات عن أبي هريرة» ، ينابيع المودّة ٢ : ٤٧٨ رقم ٣٣٩ قال : «عن أبي هريرة» ، فيض القدير ١ :

٥٣٩ وقال : «والمراد هو إظهار شرف بنت خاتم الأنبياء على رءوس الأشهاد بإسماعهم ذلك وإن كانوا في شغل شاغل عن النظر. وهذا كلام لطيف من العلّامة المناوي» ، تاج العروس ٥ : ١٧٤.

(٢) كنز العمّال ١٢ : ١٠٥ رقم ٣٤٢٠٩ قال : «رواه أبو بكر في الغيلانيات عن أبي أيوب» ، ورواه في ينابيع المودّة ٢ :

١٣٦ رقم ٣٨٥ قال : «أخرجه الحافظ أبو سعيد في شرف النبوّة ، وأخرجه محمّد بن علي بن عمر النقاش في فوائد العراقيين» ، سبل الهدى ١١ : ٥٠.

(٣) طأطأ : نكس وخفض.

(٤) الريطة : هي كلّ ملاءة إذا كانت قطعة واحدة ، والجمع : رياط. (مجمع البحرين ٢ : ٢٥٩) وقال الزبيدي : «الريطة :

كلّ ملاءة ذات قطعة واحدة أو كلّ ثوب ليّن رقيق». (تاج العروس ٥ : ١٤٥). والملاءة هي الإزار كما في النهاية لابن الأثير ٤ : ٣٥٢.

(٥) الظاهر أنّ المصنف جمع بين حديثين ، الأول : عن علي عليه‌السلام وليس فيه : «طأطئوا» ، والثاني : عن عائشة ،

٨٣

الحديث الخامس والثلاثون :

عن علي عليه‌السلام قال : أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«أنّ أوّل من يدخل الجنّة : أنا وفاطمة» (١).

رواه ابن سعد.

الحديث السادس والثلاثون :

عن ابن عباس مرفوعا :

«أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم».

رواه أحمد والترمذي بإسناد صحيح (٢).

__________________

وليس فيه : «ريطتان». وقد نبّهنا على ذلك في تخريجات الحديث راجع المعجم الكبير ١ : ١٠٨ رقم ١٨٠ و ٢٢ :

٤٠٠ رقم ٩٩٩ عن علي ، وليس فيهما : «طأطئوا» ، المعجم الأوسط ٣ : ١٩٧ رقم ٢٤٠٧ عن علي وليس فيه :

«طأطئوا» أيضا ، سبل الهدى ١٠ : ٣٨٦ عن عليّ وليس فيه : «طأطئوا» أيضا ، وأخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال ١ : ٥٤٨ رقم ٢٠٥٨ في ترجمة الحسين بن معاذ ، وليس فيه : «ريطتان». وكذا في لسان الميزان ، و ٢ : ٥٣٨ رقم ٤٧٦٥ ترجمة عبد الحميد بن بحر ، وكذا في لسان الميزان ، وليس فيهما : «طأطئوا» ، وكذا في كنز العمّال ١٢ : ١٠٩ رقم ٣٤٢٢٩ قال : «رواه أبو الحسن ابن بشران عن عائشة». وليس فيه : ريطتان.

تاريخ بغداد ٨ : ١٣٦ في ترجمة الحسين بن معاذ رقم ٤٢٣٤. وليس فيه : ريطتان.

(١) كنز العمّال ١٣ : ٦٣٩ رقم ٣٧٦١٤ وزاد في آخره : «والحسن والحسين ، فقلت : يا رسول الله ، فمحبّونا؟ قال :

من ورائكم» ، و ١٢ : ٩٨ رقم ٣٤١٦٦ ، ينابيع المودّة ٢ : ٢٠٢ رقم ٥٨٣ قال : «أخرجه أبو سعد في شرف النبوّة».

(٢) مسند أحمد ١ : ٣٩٢ ، وراجع مجمع الزوائد ٩ : ٣٥٧ رقم ١٥٢٦٨ وقال : «رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ، ورجالهم رجال الصحيح» ، صحيح ابن حبّان ١٥ : ٤٧٠ رقم ٧٠١٠ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٧٤ رقم ٤٧٥٤ وقال :

«حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه» ، ووافقه الذهبي في التلخيص ، و ٣ : ٢٠٥ رقم ٤٨٥٢ وقال : «صحيح

٨٤

قال الحافظ ابن حجر : هذا نصّ صريح قاطع للنزاع في تفضيل خديجة على عائشة لا يحتمل التأويل (١).

الحديث السابع والثلاثون :

عن أبي ثعلبة الحسيني (٢) قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلّى ركعتين ، ثمّ ثنّى بفاطمة ، ثمّ يأتي أزواجه. فقدم من سفر فصلّى ركعتين ، ثمّ أتى فاطمة فتلقّته على باب القبّة ، فجعلت تلثم (٣) فاه وعينيه وتبكي ، قال : ما يبكيك؟ قالت : أراك شعثا تعبا قد اخلولقت ثيابك (٤) ، فقال لها : لا تبكي ، فإنّ الله عزوجل بعث أباك بأمر لا يبقى على ظهر الأرض

__________________

الإسناد ولم يخرّجاه». وقال الذهبي : صحيح. المعجم الكبير ١١ : ٢٦٦ رقم ١١٩٢٨ ، و ٢٢ : ٤٠٧ رقم ١٠١٩ باب : مناقب فاطمة ، و ٢٣ : ٧ رقم ١ باب : مناقب خديجة ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ٩٣ رقم ٨٣٥٥ و ٨٣٥٧ و ٨٣٦٤ ، الآحاد والمثاني ٥ : ٣٦٤ رقم ٢٩٦٢ ، كنز العمّال ١٢ : ١٤٣ رقم ٣٤٤٠٢ ، سبل الهدى ١٠ : ٣٢٧ وقال :

«وهو يقتضي تفضيل فاطمة على جميع نساء العالم ، ومنهنّ خديجة وعائشة وبقيّة بنات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، و ١١ :

١٢٦ ذكره في فضائل خديجة ، فتح القدير ٥ : ٢٥٧ ذكره في تفسير آخر آية من سورة التحريم ، الجامع الصغير ١ : ١٥٤ رقم ١٣٢١ ، فيض القدير ٢ : ٥٣ رقم ١٣٠٧ وقال : «الأولى والثانية أفضل من الثالثة والرابعة ، أي خديجة وفاطمة أفضل من مريم وآسية ، ورجّح بعضهم تفضيل فاطمة ؛ نظرا لما فيها من البضعة الشريفة» ، الاستيعاب ٤ : ٤٥٠.

(١) فتح الباري ٧ : ٥١٤ باب : تزويج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خديجة ، وقال : «استدلّ بهذا الحديث على أنّ خديجة أفضل». ونقله العلّامة المناوي في فيض القدير ٢ : ٥٣ في شرح الحديث رقم ١٣٠٧ و ٤ : ١٢٤ في شرح الحديث رقم ٤٧٥٩.

وقد نقلنا في الباب الأول كلمات كثير من الأعلام ممّن قالوا بأفضلية خديجة على عائشة ، والظاهر عدم الخلاف عندهم في ذلك ، فراجع.

(٢) الصحيح هو : أبو ثعلبة الخشني ، كما في كتب الحديث ، ترجم له الرازي في الجرح والتعديل ٢ : ٥٤٣ رقم ٢٢٥٧ وقال : «اسمه جرثوم بن عمرو ، له صحبة».

(٣) في النسخة (م) : تلتهم.

(٤) اخلولق الثوب : إذا بلي.

٨٥

نبت ولا مدر ولا حجر ، ولا وبر ولا شعر ، إلّا أدخل الله به عزّا أو ذلّا.

رواه الطبراني وأبو نعيم. (١)

الحديث الثامن والثلاثون :

عن ثوبان :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا سافر آخر عهده إتيان فاطمة ، وأوّل من يدخل عليه إذا قدم فاطمة (٢).

رواه أحمد والبيهقي.

الحديث التاسع والثلاثون :

عن ابن عباس عنه عليه الصلاة والسلام أنّه قال :

«أنا ميزان العلم ، وعلي كفّتاه ، والحسن والحسين خيوطه ، والائمة من أمتي عموده ، وفاطمة علاقته ، توزن فيه أعمال المحبّين لنا والمبغضين لنا» (٣).

رواه الديلمي.

__________________

(١) المعجم الكبير ٢٢ : ٢٢٥ رقم ٥٩٥ ، وقريب منه رقم ٥٩٦ ، ورواه في مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٩ رقم ٤٧٣٧ وقال :

«حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرّجاه» ، مسند الشاميين ١ : ٢٩٩ رقم ٥٢٣ ، فيض القدير ٥ : ١٥٥ ذكره في شرح الحديث رقم ٦٧٧١ ، الجامع الصغير ٢ : ٧٥٢ رقم ٦٧٩٦ ذكر طرفا من الحديث ، إلى قوله : «ثمّ يأتي أزواجه» ، نظم درر السمطين : ١٧٧.

(٢) مسند أحمد ٥ : ٢٧٥ ، السنن الكبرى للبيهقي ١ : ٢٦ باب : المنع من الادهان ، ورواه في تهذيب الكمال ١٢ : ١١٢ ترجمة رقم ٢٥٧٧ وقال : «رواه أبو داود عن مسدّد عن عبد الوارث نحوه فوقع لنا عاليا ، ورواه ابن ماجة عن أزهر بن مروان ، فوافقناه فيه بعلو ، وقد كتبناه في ترجمة حميد الشامي من وجه آخر عن مسدّد».

(٣) كشف الخفاء ١ : ١٨٥ رقم ٦١٨ ذكره في ضمن الكلام عن حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها» ، ينابيع المودّة ٢ : ٢٤٢ رقم ٦٧٩ وقال : «رواه صاحب الفردوس» ، و ٢ : ٢٦٨ رقم ٧٦٢.

٨٦

الحديث الأربعون :

عن ابن عباس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

«ليلة عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على باب الجنّة بالذهب : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، علي حبيب الله ، الحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة أمة الله» (١).

رواه الديلمي.

الحديث الحادي والأربعون :

عن ابن عباس قال : سألت المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه ، فقال :

«سأل بحقّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين» (٢).

الحديث الثاني والأربعون :

عن عمران بن حصين :

أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عاد فاطمة وهي مريضة ، فقال لها : كيف تجدينك يا بنيّة؟

أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، قالت : فأين مريم بنت

__________________

(١) تاريخ بغداد ١ : ٢٥٨ رقم ٨٨ ذكره في ترجمة محمّد بن إسحاق بن مهران ، وزاد في آخره : «على باغضهم لعنة الله» ، مناقب الخوارزمي : ٣٢٠ رقم ٢٩٧ وزاد في آخره : «وعلى مبغضيهم لعنة الله» ، لسان الميزان ٥ : ٧٠٣ في ترجمة محمّد بن إسحاق بن مهران ، ميزان الاعتدال ٣ : ٤٧٨ رقم ٧٢١٢ في ترجمة محمّد بن إسحاق ، وزاد في آخره : «وعلى باغضهم لعنة الله».

(٢) الدرّ المنثور ١ : ١٤٧ في تفسير الآية : ٣٧ من سورة البقرة ، وقال : «أخرجه ابن النجّار عن ابن عباس» ، وزاد في آخره : «ألا تبت عليّ ، فتاب عليه» ، ينابيع المودّة ١ : ٢٨٨ رقم ٤ الباب ٢٤ وقال : «رواه ابن المغازلي بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس» ، مناقب ابن المغازلي : ١٠٥ رقم ٨٩.

٨٧

عمران؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمك ، والله لقد زوّجتك سيدا في الدنيا والآخرة (١).

رواه الحاكم عن عائشة.

الحديث الثالث والأربعون :

عن علي عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«خير نسائها مريم ، وخير نسائها فاطمة» (٢).

رواه الترمذي (٣).

الحديث الرابع والأربعون :

عن عروة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«مريم خير نساء عالمها ، وفاطمة خير نساء عالمها» (٤)

رواه الحارث بن أسامة.

الحديث الخامس والأربعون :

عن أبي سعيد : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) تاريخ دمشق ٤٢ : ١٣٤ وزاد في آخره : «فلا يحبّه إلّا مؤمن ولا يبغضه إلّا منافق» ، المعتصر من المختصر ٢ : ٢٤٧ وزاد في آخره : «ولا يبغضه إلّا منافق» ، الاستيعاب ٤ : ٤٤٩ ، نظم درر السمطين : ١٧٩ ، ذخائر العقبى :

٨٨ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ١٢٦ ، ينابيع المودّة ٢ : ١٣٤ وزاد في آخره : «ولا يبغضه إلّا منافق».

(٢) سبل الهدى ١٠ : ٣٢٨ وقال : «رواه الترمذي عن علي» ، و ١١ : ١٦٢ وقال : «أخرجه الترمذي موصولا من حديث علي».

(٣) الموجود في سنن الترمذي ٥ : ٣٦٧ رقم ٣٩٨٠ : «خير نسائها خديجة بنت خويلد ، وخير نسائها مريم بنت عمران».

(٤) الديباج ٥ : ٤٠١ وقال : «أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده» ، سبل الهدى ١٠ : ٣٢٨ و ١١ : ١٦٢ وقال :

«في مسند الحارث بن أسامة» ، وفي الجامع الصغير ١ : ٤٤٨ رقم ٣٨٩٨ زاد في أوّله : «خديجة خير نساء عالمها» ، ومثله في فيض القدير ٣ : ٤٣٢ رقم ٣٨٨٣.

٨٨

«فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة ، إلّا ما كان من مريم بنت عمران».

رواه أبو نعيم (١).

الحديث السادس والأربعون :

عن ابن عباس : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

«سيدات أهل الجنّة بعد مريم بنت عمران : فاطمة وخديجة ثمّ بنت مزاحم» (٢).

رواه الطبراني في الكبير والأوسط بسند رجاله رجال الصحيح (٣).

الحديث السابع والأربعون :

عن عائشة قالت :

__________________

(١) مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٨ رقم ٤٧٣٣ قال : حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه ، إنّما تفرّد مسلم بإخراج حديث أبي موسى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خير نساء العالمين أربع ...». وقال الذهبي في التلخيص : «صحيح» ، سبل الهدى ١٠ : ٣٢٨.

وقد روي هذا الحديث من دون «إلّا ما كان من مريم» في أكثر كتب الحديث ، رواه البخاري في الصحيح ٣ : ١٣٧٤ باب : مناقب فاطمة ، وأورده أيضا في باب : مناقب قرابة الرسول ، والحاكم في المستدرك ٣ : ١٦٤ رقم ٤٧٢١ و ٤٧٢٢ وقال : «حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه» ، والنسائي في السنن الكبرى ٥ : ٨١ رقم ٨٢٩٨ في مناقب أصحاب الرسول ، وابن أبي شيبة في المصنّف ٧ : ٥٢٧ رقم ٣ باب : فضل فاطمة وابن حجر العسقلاني في مختصر زوائد البزّار ٢ : ٣٤٣ رقم ١٩٨٨ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ : ٣٢٤ رقم ١٥١٩١ وقال :

«رجاله رجال الصحيح» ، وفي كشف الأستار عن زوائد البزّار ٣ : ٢٣٤ رقم ٢٦٥٠ بلفظ «ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنّة» ، والعلّامة المباركفوري في تحفة الأحوذي ١٠ : ٢٦٥ رقم ٣٧٩٠ وقال : «أخرجه أحمد والنسائي في فضائل الصحابة وابن خزيمة» ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٥ : ٣٦٦ رقم ٢٩٦٦.

(٢) المعجم الكبير ١١ : ٣٢٨ رقم ١٢١٧٩ ، المعجم الأوسط ٢ : ٦٥ رقم ١١١١. ورواه في كنز العمّال ١٢ : ١٤٥ رقم ٣٤٤٠٩ بلفظ «سيدات نساء أهل الجنّة أربع : مريم وفاطمة وخديجة وآسية» عن عائشة ، كما في مستدرك الحاكم ٣ : ٢٠٥ رقم ٤٨٥٣. ورواه في الكنز أيضا ١٢ : ١٤٤ رقم ٣٤٤٠٦ ، وفي الجامع الصغير ٢ : ٥٤٠ رقم ٤٧٨٤ قال : «صحيح» ، فيض القدير ٤ : ١٢٤ رقم ٤٧٥٩.

(٣) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ : ٣٢٤ رقم ١٥١٩٠ : «رواه الطبراني في الأوسط والكبير ، ورجال الكبير رجال الصحيح».

٨٩

اجتمعت نساء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجاءت فاطمة تمشي ، ما تخطىء مشيتها مشيت أبيها ، فقال : مرحبا بابنتي ، فأقعدها عن يمينه ، فسارّها بشيء فبكت ، ثمّ سارّها فضحكت ، فقلت لها : أخبريني بما سارّك ، قالت : ما كنت لأفشي عليه سرّا.

فلمّا توفّي ، قالت لها : أسألك بما لي عليك من الحقّ ، لما أخبرتني بما سارّك ، قالت : أمّا الآن نعم ، سارّني قال : إنّ جبريل يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرّة ، وأنّه عارضني العام مرّتين ، ولا أرى ذلك إلّا اقتراب أجلي ، فاتّقي الله واصبري ، فنعم السلف أنا لك ، فبكيت ، ثمّ سارّني وقال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ، فضحكت (١).

رواه الشيخان.

الحديث الثامن والأربعون :

عن أمّ سلمة قالت :

دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة عام الفتح ، فناجاها فبكت ، ثمّ حدّثها فضحكت ، فلمّا توفّي سألتها ، قالت : أخبرني أنّه يموت فبكيت ، ثمّ أخبرني أنّي سيدة نساء أهل الجنّة إلّا مريم بنت عمران ، فضحكت (٢).

الحديث التاسع والأربعون :

عن عائشة : حدّثتني فاطمة قالت :

__________________

(١) صحيح البخاري ٥ : ٢٣١٧ رقم ٥٩٢٨ كتاب الاستئذان الباب ٤٣ ، صحيح مسلم بشرح النووي ١٦ : ٢٢٥ رقم ٦٢٦٤ باب : فضائل فاطمة ، ورواه النسائي في السنن الكبرى ٥ : ٩٦ رقم ٨٣٦٨ ومثله في : ١٤٦ رقم ٨٥١٦.

(٢) المعجم الكبير ٢٢ : ٤٢٢ رقم ١٠٣٩ ، كنز العمّال ١٣ : ٦٧٧ رقم ٣٧٧٣٤ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٤٥ رقم ٨٥١٣ وليس فيه : «عام الفتح» ، ينابيع المودّة ٢ : ٥٤ رقم ٢٨ قال : «رواه الترمذي».

٩٠

أسرّ إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّ جبريل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرة ، وأنّه عارضني العام مرّتين ، ولا أراه إلّا قد حضر أجلي ، وإنّك أوّل أهل بيتي لحوقا بي ، ونعم السلف أنا لك. قالت : فبكيت ، وقال : إلّا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة ، أو نساء المؤمنين ، فضحكت (١).

رواه الشعبي عن مسروق.

الحديث الخمسون :

عن عائشة قالت :

ما رأيت أحدا أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من فاطمة ، كانت إذا دخلت قام إليها فقبّلها ، ورحّب بها ، وأخذ بيديها وأجلسها في مجلسه ، وكانت هي إذا دخل عليها قامت إليه فقبّلته ، وأخذت بيده وأجلسته مكانها.

فدخلت عليه في مرضه الّذي توفّي فيه ، فأسرّ إليها فبكت ، ثمّ أسرّ إليها فضحكت ، فقلت : كنت أحسب لهذه المرأة فضلا على النساء ، فإذا هي امرأة منهنّ ، بينما هي تبكي إذ هي تضحك. فلمّا توفّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سألتها عن ذلك ، قالت : أسرّ لي أنّه ميّت فبكيت ، ثمّ أسرّ لي أنّي أوّل أهله لحوقا به فضحكت (٢).

رواه ابن حبّان.

__________________

(١) السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٤٦ رقم ٨٥١٦ ، سبل الهدى ١٠ : ٣٢٧ ، الآحاد والمثاني ٥ : ٣٦٧ رقم ٢٩٦٧ ، ونقل طرفا منه ابن ماجة في السنن ١ : ٥١٨ رقم ١٦٢١.

(٢) صحيح ابن حبّان ١٥ : ٤٠٣ رقم ٦٩٥٣ ، ورواه في سنن أبي داود : ٧٨٥ رقم ٥٢١٧ باب ما جاء في القيام ، والسنن الكبرى للنسائي ٥ : ٩٦ رقم ٨٣٦٩ ، والجامع الصحيح للترمذي ٥ : ٧٠٠ رقم ٣٨٧٢ بتفاوت يسير.

٩١

ولا تنافي بين هذا الحديث وما قبله من الأخبار ، فلعلّه تعدّد صدور ذلك منه لها ، وبكاؤها وضحكها لم يكن لمجموع الخبرين ، وإلّا لما استقلّ به أحدهما كما استقلّ به حديث عائشة ، فهو دليل على أنّه لموته فقط لا لكلّ واحد منهما ، وإلّا لما ضحكت للثاني.

٩٢

الباب الرابع

في خصائصها ومزاياها على غيرها

٩٣
٩٤

في خصائصها ومزاياها

وهي كثيرة :

الأولى : أنّها أفضل هذه الأمة ، كما يصرّح به ما مرّ (١).

روى أحمد والحاكم والطبراني عن أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح مرفوعا :

«فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة ، إلّا مريم» (٢).

__________________

(١) تقدّمت الأحاديث الدالّة على أنّها سيدة نساء هذه الأمة ، وسيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء المؤمنين ، في الباب الثالث مفصّلا. ومنها : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا فاطمة ، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء هذه الأمة ، وسيدة نساء المؤمنين» مستدرك الحاكم ٣ : ١٧٠ رقم ٤٧٤٠ وقال : «هذا إسناد صحيح ولم يخرّجاه».

وقوله : «يا فاطمة ، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ، أو سيدة نساء هذه الأمة» صحيح البخاري ٥ :

٢٣١٧ كتاب الاستئذان رقم ٥٩٢٨ ، وصحيح مسلم بشرح النووي ١٦ : ٢٢٥ رقم ٦٢٦٣ و ٦٢٦٤ ، وللمزيد راجع الهوامش في الباب الثالث.

(٢) فيض القدير ٤ : ٤٢١ رقم ٥٨٣٥ وقال : «فعلم أنّها أفضل من عائشة ؛ لكونها بضعة منه» ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٤٥ رقم ٨٥١٢ عن عائشة ، الآحاد والمثاني ٥ : ٣٦٥ رقم ٢٩٦٣.

وروي هذا الحديث من دون عبارة «إلّا مريم» ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة» رواه البخاري في باب : مناقب فاطمة ٣ : ١٣٧٤ ، والحاكم في المستدرك ٣ : ١٦٤ رقم ٤٧٢١ و ٤٧٢٢ وقال : «حديث

٩٥

وفي رواية صحيحة :

«إلّا ما كان من مريم بنت عمران» (١).

فعلم أنّها أفضل من أمّها خديجة. وما وقع في الأخبار ممّا يوهم أفضليتها عليها (٢) ، فإنّما هو من حيث الأمومة فقط (٣).

__________________

صحيح الإسناد ولم يخرّجاه» ، وابن حجر في مختصر زوائد البزّار ٢ : ٣٤٣ رقم ١٩٨٨ ، والأحوذي في التحفة ١٠ : ٢٦٥ رقم ٣٧٩٠ وقال : «أخرجه أحمد والنسائي في فضائل الصحابة وابن خزيمة» ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ : ٣٢٤ رقم ١٥١٩١ وقال : «رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح» ورواه أيضا في كشف الأستار عن زوائد البزّار ٣ : ٢٣٤ رقم ٢٦٥٠ ، والنسائي في السنن الكبرى ٥ : ٨١ رقم ٨٢٩٨ باب : مناقب أصحاب الرسول ، وابن أبي شيبة في المصنّف ٧ : ٥٢٧ باب : فضل فاطمة ، حديث ٣ ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٥ : ٣٦٦ رقم ٢٩٦٦.

(١) رواه في مستدرك الحاكم ٣ : ١٦٨ رقم ٤٧٣٣ من حديث أبي سعيد الخدري وقال في آخره : «حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه» ، وسبل الهدى ١٠ : ٣٢٨ ، وقريب منه في السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١٤٥ رقم ٨٥١٤.

(٢) أي : أفضلية خديجة على فاطمة ، من قبيل رواية عمّار بن ياسر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لقد فضّلت خديجة على نساء أمتي كما فضّلت مريم على نساء العالمين» أخرجها ابن حجر في فتح الباري ٧ : ٥١٤ باب : تزويج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خديجة ، وقال : «حديث حسن الإسناد ..» ، وفي مختصر زوائد البزّار ٢ : ٣٥٠ رقم ١٩٩٨.

هذه الرواية تقتضي أفضليتها على جميع نساء الأمة مطلقا ، ومنهنّ زوجات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولمّا كانت توهم الأفضلية على فاطمة ، نبّه المصنّف على ذلك ، لأنّ أفضلية فاطمة على نساء الأمة ، ونساء العالمين ، ثبت بالنصوص المستفيضة الصريحة والصحيحة ، فلا بدّ وأن يحمل هذا الحديث على معنى لا يتعارض مع تلك النصوص المستفيضة ، فحمله المصنّف على معنى الأفضلية من جهة الأمومة ، وكما حمله على ذلك العلّامة الصالحي الشامي في سبل الهدى ١١ : ١٦١.

(٣) للعلماء هنا كلام لطيف مضافا لما تقدّم ، وهو أنّ فاطمة الزهراء عليها‌السلام يجب أن لا تذكر في مسألة المفاضلة ؛ لأنّها أفضل نساء العالم. قال القطب الخضري : «ينبغي أن يستثنى من إطلاق التفضيل سيدتنا فاطمة ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهي أفضل نساء العالم» (سبل الهدى ١١ : ١٦٢).

وقال الزركشي : «ويستثنى من الخلاف سيدتنا فاطمة ، فهي أفضل نساء العالم ؛ لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فاطمة بضعة منّي» ولا يعدل ببضعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحد» (سبل الهدى ١١ : ١٦٣) وغير ذلك ، وسيأتي تفصيله عند كلام المصنّف في تفضيل فاطمة على مريم بنت عمران.

فعلى هذا ، لا نحتاج إلى حمل الحديث «فضّلت خديجة على نساء أمتي» على الأفضلية من جهة الأمومة ، وذلك لأنّ الزهراء مستثناة من إطلاق أحاديث التفضيل ، لأنّها أفضل نساء العالم ، وبضعة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا يعدل ببضعة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحد.

٩٦

قال السبكي (١) : الّذي نختاره وندين الله به : أنّ فاطمة أفضل ، ثمّ خديجة ، ثمّ عائشة. قال : ولم يخف عنّا الخلاف في ذلك ، ولكن إذا جاء نهر الله بطل نهر العقل (٢).

قال الشيخ شهاب الدين بن حجر الهيتمي (٣) : ولوضوح ما قاله السبكي ، تبعه عليه المحقّقون (٤).

وممّن تبعه عليه : الحافظ أبو الفضل ابن حجر (٥) فقال في موضع : هي مقدّمة على غيرها من نساء عصرها ومن بعدهنّ مطلقا (٦).

__________________

(١) السبكي : تقي الدين علي بن عبد الكافي المعروف بالسبكي الكبير ، محدّث ، مفسّر ، أصولي ، متكلّم ، أديب ، شاعر ولد في سبك بمصر سنة ٦٨٣ ه‍ ، انتقل إلى الشام وتولّى القضاء بها سنة ٧٣٩ ه‍ ، ثمّ عاد إلى القاهرة وتوفّي بها سنة ٧٥٦ ه‍ ، له مصنّفات كثيرة ، منها : شفاء السقام في زيارة خير الأنام ، والمسائل الحلبية في فقه الشافعية ، والابتهاج في شرح المنهاج ، ترجم له ولده التاج السبكي صاحب طبقات الشافعية ترجمة مفصّلة في الطبقات ١٠ : ١٣٩.

(٢) نقله العلّامة الصالحي الشامي في سبل الهدى ١١ : ١٦٠ وقال : «هو في ضمن المسائل الّتي ذكرها السبكي في كتابه «الفتاوى الحلبيات» وهي مسائل سألها شيخ حلب شهاب الدين الأذرعي» ، ونقله أيضا العلّامة المناوي في فيض القدير ٤ : ٤٢١ في شرح الحديث رقم ٥٨٣٥ ، والعلّامة المباركفوري في تحفة الأحوذي ١٠ : ٣٤٩ في شرح الحديث رقم ٣٨٨٧ وزاد في آخره «ولكن الحقّ أحقّ أن يتّبع» ، وابن حجر في فتح الباري ٧ : ٥١٩ باب :

تزويج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خديجة ، والصالحي في موضع آخر من سبل الهدى ١١ : ١٦١ وعقّب عليه : «قال شيخنا :

الصواب هو القطع بتفضيل فاطمة ، وبه جزم ابن المغربي في روضته».

(٣) أحمد بن محمّد بن حجر الهيتمي ؛ شهاب الدين المكّي الشافعي ، ولد سنة ٨٩٩ ه‍ بمحلة أبي الهيتم بمصر وإليها ينسب ، ولذا غلط من قال : الهيثمي بالثاء. تتلمذ عند السمهودي وابن النجّار الحنبلي وغيرهم ، ارتحل إلى مكّة سنة ٩٤٠ ه‍ وبقي بها إلى أن توفّي سنة ٩٧٣ ه‍ ودفن بالمعلّاة في مقبرة الطبريين. وكان شديد التشنيع على ابن تيمية ، له مصنّفات كثيرة ، منها : الصواعق المحرقة ، والقول المختصر في علامات المهدي المنتظر ، وشرح مشكاة المصابيح.

(٤) حكى كلامه العلّامة المناوي في فيض القدير ٤ : ٤٢٢ في شرح الحديث رقم ٥٨٣٥.

(٥) الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المصري الشافعي ، ولد سنة ٧٧٣ ه‍ ، تتلمذ عند الزين العراقي وابن الملقّن وغيرهم ، أصبح قاضي القضاة بمصر على عهد الملك الأشرف برسباي ، له أكثر من مائة مصنّف ، أهمّها : فتح الباري شرح صحيح البخاري ، الإصابة في تمييز الصحابة ، تهذيب التهذيب ، لسان الميزان ، توفّي سنة ٨٥٢ ه‍ ودفن بين قبر الشافعي وقبر الليث بن سعد.

(٦) فتح الباري ٧ : ٤٧٧ باب : مناقب فاطمة. وذكر مثله أيضا في : ٥١٩ باب : تزويج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خديجة عند نقله

٩٧

مناقشة قول ابن القيّم (١)

وأمّا قول ابن القيّم : إن أريد بالتفضيل كثرة الثواب عند الله ، فذلك أمر لا يطّلع عليه ، فإنّ عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح (٢). وإن أريد كثرة العلم فعائشة (٣) ،

__________________

كلام السبكي الكبير.

(١) ابن قيّم الجوزية ، ويطلق عليه اختصارا ابن القيّم ، هو محمّد بن أبي بكر الحنبلي الدمشقي ، ولد في دمشق سنة ٦٩١ ه‍ ، وتوفي بها سنة ٧٥١ ه‍ ، ودفن في سفح جبل قاسيون ، قال ابن حجر في الدرر الكامنة : غلب عليه حبّ ابن تيمية ، فكان لا يخرج عن أقواله ، وسجن معه ، ولم يطلق سراحه إلّا بعد أن توفّي ابن تيمية ، له مصنّفات منها :

زاد المعاد ، وأعلام الموقعين ، وتهذيب سنن أبي داود.

(٢) هذا الكلام وإن كان في حدّ نفسه صحيحا ، إلّا أنّه في المقام وفي أمثاله ليس صحيحا ، وذلك لأنّ الشارع المقدّس كشف لنا أنّ فاطمة أكثر الناس ثوابا بقوله : «إنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة» ، فهي أفضل نساء أهل الجنّة ، ولازمه أنّها الأفضل من حيث كثرة الثواب ، بل من حيث الكمالات ، بل ليس هناك من هو أكثر ثوابا وكمالا منها ، لأنّ التفاضل في الآخرة في الجنّة ودرجاتها إنّما هو بكثرة الثواب والعمل الصالح والاعتقادات الحقّة ، ولو لم تكن هي الأكثر والأوفر والأفضل لما وصفها الشارع بأنّها سيدة نساء أهل الجنّة ، ولوصف غيرها بذلك ، فلمّا لم يصف غيرها ، علمنا بحكم الشارع أنّها أكثر الناس ثوابا ، وأكثرهم عملا صالحا وهذا الكلام ينطبق على العلم أيضا ، باعتبار أنّ العلم كمال من الكمالات ، فهي سيدة النساء من هذه الجهة أيضا ، وهكذا بقية الكمالات.

(٣) اتّضح الجواب عنها بما تقدّم ، من أنّ «سيدة نساء أهل الجنّة» يقتضي أنّها سيدتهنّ في كلّ فضل وكمال ، كمّا وكيفا ، والعلم من الكمال ، بل هو أشرف الكمالات ، فلا بد أن تكون سيدة نساء أهل الجنّة حائزة على كلّ الكمالات ، أعلاها وأشرفها. فنصّ الشارع كاشف عن الأفضلية المطلقة من جميع الجهات.

ثمّ إنّه إن أراد بكثرة العلم كثرة السماع من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد اتّفق المؤرّخون على أنّ عائشة عاشت مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله تسع سنين ، وأمّا خديجة فقد عاشت مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خمسا وعشرين سنة ، وعلى حدّ قول ابن عبد البرّ : أربعا وعشرين سنة وأربعة أشهر ، وهذا يقتضي أنّها أكثر سماعا من عائشة ، بل سمعت من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ضعفي ما سمعته عائشة ونصف ، فهي أكثر علما منها من هذه الجهة ، بل أكثر من ذلك : أنّ عائشة عاشت مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله تسع سنين مع تسع زوجات ، فكان لها يوم واحد من كلّ تسعة أيام! ومعناه : أنّها عاشت مع النبيّ سنة واحدة بحساب الأيام ، وعليه فخديجة سمعت من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خمسا وعشرين مرّة بقدر ما سمعته عائشة أو بقية زوجاته رضي‌الله‌عنهنّ.

وإن أراد بكثرة العلم لزوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مدلول خبر «خذوا شطر دينكم عن الحميراء» أو «ثلثي دينكم» ففيه كلام. حيث قال العجلوني : «رأيت في الأجوبة على الاسئلة الطرابلسية لابن القيّم الجوزية : أنّ هذا الحديث

٩٨

وإن أريد شرف الأصل ففاطمة لا محالة ، وهي فضيلة لا يشاركها فيها غير أخواتها. وإن أريد شرف السيادة فقد ثبت النصّ لفاطمة وحدها (١).

وما امتازت به عائشة من فضل العلم ، لخديجة ما يقابله وأعظم ، وهي أنّها أوّل من أجاب إلى الإسلام ودعا إليه (٢) ، وأعان على إبلاغ الرسالة بالنفس والمال والتوجّه ، فلها مثل أجر من جاء بعدها إلى يوم القيامة (٣).

__________________

كذب مختلق» (كشف الخفاء ١ : ٣٣٣ رقم ١١٩٦) ، وقال الألباني : «إنّ الحديث موضوع ، مكذوب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. (إرواء الغليل ١ : ١٠).

وقال العجلوني أيضا : «قال الحافظ عماد الدين : هو حديث غريب جدا ، بل هو منكر ، سألت عنه شيخنا المزي فلم يعرفه ، وقال : لم أقف له على سند إلى الآن ، وقال شيخنا الذهبي : هو من الأحاديث الواهية الّتي لا يعرف لها سند». (كشف الخفاء ١ : ٣٣٢ رقم ١١٩٦).

وقال ابن كثير : «فأمّا ما يلهج به كثير من الفقهاء وعلماء الأصول من إيراد حديث «خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء» فإنّه ليس له أصل ، ولا هو مثبت في شيء من أصول الإسلام» (البداية والنهاية ٨ : ١٠٠) ، وقال العلّامة المباركفوري : «وأمّا حديث «خذوا شطر دينكم عن الحميراء» يعني : عائشة ، فقال الحافظ ابن حجر العسقلاني : لا أعرف له إسنادا ولا رواية في شيء من كتب الحديث ، وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير أنّه سأل المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه ، وقال السيوطي : لم أقف عليه». (تحفة الأحوذي ١٠ : ٣٥٤ باب : فضل عائشة) ، وذكر العلّامة الفتني في الموضوعات : ١٠٠ مثله ، كما ذكره الملّا علي القاري في الأخبار الموضوعة : ١٩٨ رقم ١٨٥ في حرف الخاء ، ونقل نصّ كلام ابن حجر وابن كثير. وذكره في كتابه الآخر ، الموضوع : ٩٨ رقم ١٢١ وقال : «لا يعرف له أصل».

(١) حكاه العلّامة المباركفوري في تحفة الأحوذي ١٠ : ٣٤٩ باب : فضل خديجة.

(٢) عن أبي رافع قال : «أوّل من أسلم من الرجال علي ، وأوّل من أسلم من النساء خديجة» ، قال الشيخ : رجاله رجال الصحيح. أخرجه في مختصر زوائد البزّار ٢ : ٣٥٠ رقم ١٩٩٧ ، وكشف الأستار ٣ : ٢٣٦ رقم ٢٦٥٤.

هذا وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمّد». أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ : ٢٠٣ رقم ٤٨٤٦. وعن ابن شهاب : «كانت خديجة أوّل من آمن بالله وحده ورسوله قبل أن تفرض الصلاة». (مستدرك الحاكم ٣ : ٢٠٣ رقم ٤٨٤٥).

(٣) هذا الكلام لابن حجر العسقلاني ، تعقّب به على كلام ابن القيّم بأنّ العلم لعائشة. قاله المناوي في فيض القدير ٤ : ٢٩٧ رقم ٥٣٦٠ ، والمباركفوري في تحفة الأحوذي ١٠ : ٣٤٩.

ولابن حجر كلام آخر في فتح الباري ٧ : ٥١٧ باب : تزويج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خديجة يجدر نقله هنا ، قال : «وممّا

٩٩

قال الحافظ ابن حجر : وقيل : انعقد الإجماع على أفضلية فاطمة ، فأين ما عدا مريم؟ (١)

أمّا مريم أفضل منها إن قيل ـ بما عليه القرطبي في طائفة ـ من أنّها نبيّة (٢).

وبقصده (٣) استثناءها ـ أعني : مريم ـ في عدّة أحاديث مرّ بعضها.

بل روى ابن عبد البرّ ، عن ابن عباس مرفوعا : «سيدة نساء العالمين مريم ، ثم فاطمة ، ثمّ خديجة ، ثمّ آسية» (٤).

قال القرطبي : وهذا حديث حسن ، يرفع الإشكال من أصله ، انتهى (٥).

وقول الحافظ ابن حجر : «إنّه غير ثابت» (٦). إن أراد به نفي الصحة

__________________

اختصّت به : سبقها نساء هذه الأمة إلى الإيمان ، فسنّت ذلك لكلّ من آمنت بعدها ، فيكون لها مثل أجرهنّ ، لما ثبت أنّ من سنّ سنّة حسنة ...».

(١) حكاه المباركفوري في تحفة الأحوذي ١٠ : ٣٤٩.

(٢) تفسير القرطبي ٤ : ٨٣ في تفسير قوله : (وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ).

وحكاه عنه ابن حجر في فتح الباري ٧ : ١٤٠ رقم ٣٤٣٢ قال : «قال القرطبي : الصحيح أنّ مريم نبيّة» ، وقال عياض : «الجمهور على خلافه ، ونقل النووي في الأذكار أنّ إمام الحرمين نقل الإجماع على أنّ مريم ليست بنبيّة ، وعن الحسن : ليس في النساء نبيّة ولا في الجنّ». «فتح الباري ٧ : ١٤٠ رقم ٣٤٣٢).

هذا ونقل ابن حجر الإجماع على عدم نبوّة النساء في موضع آخر في فتح الباري ٦ : ١١١ كتاب أحاديث الأنبياء عند قوله : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ).

وفي شرح المواهب اللدنية للزرقاني ٢ : ٣٥٧ : «والصحيح أنّ مريم ليست نبيّة ، بل حكي الإجماع على أنّه لم تنبأ امرأة» ولهذا قال ابن حجر : «أمّا من قال : ليست نبيّة ، فيحمله على عالمي زمانها ، ويحتمل أن يراد نساء بني إسرائيل ، أو نساء تلك الأمة» (فتح الباري ٧ : ١٤١ شرح حديث رقم ٣٤٣٢).

(٣) في نسخة (ز) : ويعضده. أي : ويعضد كلام القرطبي أنّها نبيّة استثناء مريم من بعض أحاديث التفضيل ؛ لأنّ الكلام في التفضيل هو في ما دون الأنبياء عندهم.

(٤) الاستيعاب ٤ : ٤٤٩.

(٥) تفسير القرطبي ٤ : ٨٣ عند تفسير قوله : (وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ) ، ونقله عنه في فتح الباري ٧ : ٥١٤ باب : تزويج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خديجة ، حديث رقم ٣٨٢١.

(٦) قال في فتح الباري ٧ : ٥١٤ : «الحديث الثاني الدالّ على الترتيب ليس بثابت» ثمّ بيّن وجه ذلك ، وهو أنّ أصل الحديث عند أبي داود والحاكم بغير صيغة الترتيب ، أي بدون «ثم».

وكلام ابن حجر في محلّه تماما ، والحديث روي بصيغ كثيرة لا تدلّ على الترتيب ، بل في بعضها تقديم فاطمة

١٠٠