الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٦

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٦

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-198-X
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٧٢

١
٢

٣
٤

الباب السادس

أحداث وسرايا .. إلى تبوك ..

الفصل الأول : إبراهيم ابن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وربيبته زينب

الفصل الثاني : النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يعتزل نساءه أو يطلقهن

الفصل الثالث : أحداث وقضايا

الفصل الرابع : من سرايا السنة الثامنة

الفصل الخامس : عينية وبنو تميم

الفصل السادس : ترقيع الدلاء بكتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

الفصل السابع : علي عليه‌السلام في اليمن

الفصل الثامن : عودة علي عليه‌السلام إلى اليمن

الفصل التاسع : علي عليه‌السلام في بني زبيد

الفصل العاشر : معاذ وأبو موسى في اليمن

الفصل الحادي عشر : صنم طيء .. وآل حاتم

الفصل الثاني عشر : السرايا ما قبل الأخيرة

٥
٦

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ..

وبعد ..

نتابع حديثنا عن هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الإسلام ، والتي انتهت بسقوط عنفوان الشرك ، في المنطقة بأسرها .. لتكون الهيمنة المطلقة للإسلام وللمسلمين ، باعتراف صريح من رموز الشرك ، وعتاته ، وفراعنته ، وجباريه.

وتتمثل نهايات هذه المرحلة بحسم الأمر بالنسبة لقبيلة هوازن في حنين وأوطاس .. وسقوط ثقيف وخثعم في الطائف ..

ثم تبع هذه المرحلة تداعيات طبيعية ، تمثلت بانثيال وفود قبائل العرب على المدينة ، ليعلنوا ولاءهم ، وتأييدهم ، وقبولهم بالإسلام دينا ، واعترافهم بمحمد نبيا ..

والذي يعنينا الحديث عنه في هذا الباب وفصوله هو عرض ما جرى في حنين ، وأوطاس ، والطائف ..

وأما الحديث عن الوفود ، وعن سائر الأحداث الهامة ، فنأمل أن نوفق للتعرض له فيما سوى ذلك من أبواب إن شاء الله تعالى ..

فنقول .. ونتوكل على خير مأمول ومسؤول :

٧
٨

الفصل الأول :

ابراهيم ابن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وربيبته زينب

٩
١٠

وفاة زينب ربيبة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله :

قال الصالحي الشامي : روى الطبراني مرسلا برجال الصحيح ، عن ابن الزبير : أن رجلا أقبل بزينب بنت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فلحقه رجلان من قريش ، فقاتلاه حتى غلباه عليها ، فدفعاها ، فوقعت على صخرة ، فأسقطت وهريقت دما ، فذهبوا بها إلى أبي سفيان ، فجاءته نساء بني هاشم ، فدفعها إليهن.

ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة ، فلم تزل وجعة حتى ماتت من ذلك الوجع ، فكانوا يرون أنها شهيدة (١).

وكانت وفاتها في أول سنة ثمان من الهجرة ، فغسلتها أم أيمن ، وسودة بنت زمعة ، وأم سلمة.

وصلّى عليها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ونزل في قبرها ، ومعه أبو العاص. وكان جعل لها نعش ، فكانت أول من اتخذ لها ذلك (٢).

__________________

(١) مجمع الزوائد ج ٩ ص ٢١٦ والمعجم الكبير للطبراني ج ٢٢ ص ٤٣٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣ ص ١٤٨ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٣١ عن الطبراني.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٣١ عن الطبراني وفي وفاتها راجع : البحار ج ٢١ ص ١٨٣ عن الكازروني ، والمعجم الأوسط ج ٦ ص ٦٦ والطبقات الكبرى ـ

١١

ونقول :

إن لنا على هذا النص ملاحظات عديدة ، نذكر منها :

١ ـ قد ذكر : أن زينب زوجة أبي العاص بن الربيع هي بنت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، والحال أننا قد ذكرنا في أوائل هذا الكتاب : أن الدلائل والشواهد تشير إلى أنها لم تكن بنتا للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على الحقيقة ، وإنما كانت تنسب إليه ، لأنها تربت عنده في بيته.

ولم نستبعد أن يكون لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بنات أخريات باسم : زينب ، ورقية ، وأم كلثوم أيضا ، ولكنهن متن في حال الصغر ، فراجع.

٢ ـ لا ندري لماذا لا يصرح ابن الزبير باسم الرجلين اللذين أدركا زينب في الطريق ، وروعاها ، مع أن التاريخ لم يبخل علينا بهذا الأمر ، فإن هبّار بن الأسود هو الذي سبق إليها وروعها بالرمح ، وأسقطها على الصخرة ، فطرحت ذا بطنها .. وقد أهدر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» دمه في فتح مكة ، وتقدمت قصته.

٣ ـ أما الرجل الذي أقبل بزينب ليسلمها إلى زيد بن حارثة ، الذي أرسله النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لاستلامها ، فهو نفس زوجها العاص بن الربيع ، فلحقه رجال من قريش فيهم : أبو سفيان ، وهبّار بن الأسود ، فسبق

__________________

ـ لابن سعد ج ٨ ص ٣٤ و ٤٥٥ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٥٠ والإصابة ج ٨ ص ١٥٢ وأعيان الشيعة ج ٣ ص ٤٨٢ وبشارة المصطفى ص ٤١٩ ونيل الأوطار للشوكاني ج ٤ ص ١٤٩ ومسند أحمد ج ٥ ص ٨٥ وصحيح مسلم ج ٣ ص ٤٨ وفتح الباري ج ٣ ص ١٠٣ وعمدة القاري ج ٨ ص ٣٩ و ٤٦ وتحفة الأحوذي ج ٤ ص ٧٥ والمصنف لابن أبي شيبة.

١٢

إليها هبّار ، فكان ما كان حسبما أو ضحناه (١).

٤ ـ ما زعمه : من أنهم أخذوا زينب من زوجها قهرا ، فذهبوا بها إلى أبي سفيان ، غير دقيق ، فإن الروايات أيضاّ قد صرحت : بأن أبا سفيان كان حاضرا حين أسقطوها على الصخرة ، فألقت ذا بطنها ، فبرك حموها كنانة بن الربيع ونثل كنانته بين يديه ، وتهددهم ، فتكر كر الناس.

ففاوضه أبو سفيان ، وأقنعه : بأن ترجع إلى مكة. يسلّها سرا ، حتى لا يظن الناس أن إخراجها جهارا كان عن ذل أصابهم ، ودليل وهن وضعف منهم.

فأرجعها إلى مكة ، فبقيت عند هند بنت عتبة ، ثم انسلت إلى زيد بن حارثة ، فقدم بها على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢).

__________________

(١) مستدرك الحاكم ج ٤ ص ٤٢ و ٤٤ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٢١٦ عن الطبراني وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٢٦٦ و ٢٦٧ وراجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ١٩٢ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٥١ وج ٧ ص ١٤١ والبحار ج ١٩ ص ٣٥١ والبداية والنهاية ج ٣ ص ٣٩٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ٥١٦ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ١٦٥ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ٤٨٠ والمنتخب من ذيل المذيل ص ٢ والإستيعاب ج ٤ ص ١٥٣٦ و ١٨٥٣ و ١٨٥٤ وقاموس الرجال ج ١٢ ص ٢٦٦ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٩٦ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٩ وأسد الغابة ج ٥ ص ٥٣ والوافي بالوفيات ج ٢٧ ص ١٣٢ ومناقب أهل البيت للشيرواني ص ٤٤٤ وتخريج الأحاديث والآثار ج ٣ ص ٤٥٣ والوافي بالوفيات ج ٢٧ ص ١٣٢.

(٢) ذخائر العقبى ص ١٥٧ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٢١٥ وراجع : شرح النهج ج ١٤ ص ١٩٢ و ١٩٣ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ١٩٣ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٣ والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٤٢ و (ط دار الكتب العلمية) ص ٤٥ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٥١ والبحار ج ١٩ ص ٣٥١.

١٣

٥ ـ وقد ذكرت رواية الطبراني : أنها حين توفيت جعل لها نعش ، فكانت أول من اتّخذ لها ذلك.

ولكننا قد ذكرنا حين الكلام عن زواج النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بزينب بنت جحش : أنهم يقولون عن زينب أيضا : أنها حين ماتت صنعوا لها نعشا ، وأنها كانت أول من اتخذ لها ذلك.

وقلنا هناك : إن الصحيح ، هو : أن أول من صنع لها نعش هي فاطمة الزهراء «عليها‌السلام».

٦ ـ قد ذكرنا في باب «ما بين بدر وأحد» ، فصل : «شخصيات وأحداث» كلام النقيب أبي جعفر مع ابن أبي الحديد المعتزلي حول موقف النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من إسقاط زينب لجنينها ، وما يتوقعه من موقف له «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

وأشرنا هناك إلى موضوع إسقاط الزهراء «عليه‌السلام» للمحسن ، بسبب العدوان عليها في يوم وفاة أبيها «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، بالإضافة إلى أمور أخرى قد يكون الرجوع إليها مفيدا أيضا.

مهلا يا عمر ، دعهن يبكين :

وقالوا : لما ماتت زينب بنت (ربيبة) رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : ألحقوها بسلفنا الخيّر ، عثمان بن مظعون ، فبكت النساء ، فجعل عمر يضربهن بسوطه ، فأخذ رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يده وقال : مهلا يا عمر ، دعهن يبكين ، وإياكن ونعيق الشيطان.

١٤

إلى أن قال : وقعد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على شفير القبر ، وفاطمة «عليها‌السلام» تبكي ، فجعل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يمسح عين فاطمة بثوبه رحمة لها (١).

ونقول :

١ ـ قد رويت هذه الحادثة في مناسبة وفاة رقية أختها (٢).

والروايات تؤكد على : أن هذا الفعل قد تكرر من عمر أمام رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وكان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ينهاه ويزجره في كل مرة ، وبقي يفعل ذلك بعد وفاة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولكنه سمح لعائشة بالبكاء على أبيها ، وظل يضرب سائر النساء من أجل ذلك.

وقد ذكر العلامة الأميني «عليه الرحمة والرضوان» طائفة من هذه

__________________

(١) راجع : مسند أحمد ج ١ ص ٢٣٧ ومجمع الزوائد ج ٣ ص ١٧ وتحفة الأحوذي ج ٤ ص ٧٥ والغدير ج ٦ ص ١٥٩ ونيل الأوطار ج ٤ ص ١٤٩ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ١٩٠ والإستيعاب ج ٣ ص ١٠٦٥.

(٢) ميزان الإعتدال (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ١٢٩ و (ط دار الكتب العلمية) ج ٥ ص ١٧٥ والفصول المهمة للسيد شرف الدين ص ٩١ والمجالس الفاخرة للسيد شرف الدين ص ٢٧ ومسند أحمد ج ١ ص ٣٣٥ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٤٦٧ والنص والإجتهاد ص ٢٩٨ وجامع أحاديث الشيعة ج ٣ ص ٤٧٣ ومسند أبي داود الطيالسي ص ٣٥١ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ ص ٣٩٨ وج ٨ ص ٣٧ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٥١ والإصابة ج ٨ ص ١٣٨ وتاريخ المدينة لابن شبة ج ١ ص ١٠٢ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٢٢٥ وسبل الهدى والرشاد ج ٨ ص ٣٥٧ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ٣٠٢ والمعجم الكبير للطبراني ج ٩ ص ٣٧.

١٥

الموارد في كتابه القيم : «الغدير» ج ٦ ص ١٦٠ ـ ١٦٦ فراجعه ..

٢ ـ وعن موقف النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من فاطمة «عليها‌السلام» نقول :

ليت النبي الأكرم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان حاضرا يوم هجموا على بيتها ، وأسقطوا جنينها ، وأحرقوا بابها ، وكشفوا بيتها ، وتسببوا باستشهادها مظلومة مكلومة ، ليكون «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو الذي يبلسم جراحها ، ويكفكف دموعها ، ويدافع عنها ..

إبراهيم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وفي شهر ذي الحجة من سنة ثمان ولد إبراهيم ابن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من مارية في موضع يقال له : العالية في المدينة ، وكانت قابلتها سلمى زوجة أبي رافع ، فأخبر زوجها أبو رافع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بولادته ، فوهب له عبدا.

وسماه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إبراهيم ، وعق عنه يوم سابعه بشاة ، وحلق رأسه ، فتصدق بزنة شعره فضة على المساكين ، وأمر بشعره فدفن في الأرض.

وتنافست فيه نساء الأنصار أيتهن ترضعه ، فدفعه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى أم بردة بنت المنذر بن زيد ، وزوجها البراء بن أوس.

وكان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يأتي أم بردة فيقيل عندها ، ويؤتى بإبراهيم.

١٦

ويقال : دفعه إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة ، يقال له : أبو سيف (١).

وغارت نساء رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، واشتد عليهن حين رزق منها الولد.

ولما ولدته جاء جبرئيل «عليه‌السلام» إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : «السلام عليك يا أبا إبراهيم» (٢).

ونقول :

إن هناك جزئيات وتفاصيل كثيرة ترتبط بنحو أو بآخر بإبراهيم ابن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولكن ربما يكون التعرض لذلك كله بالتحقيق والتحليل غير ممكن ، من حيث إنه يستغرق وقتا طويلا وجهدا ، ومعاناة قد يرى البعض أن يكون صرفهما في أمور أكثر حساسية وأهمية

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ١٨٣ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٤ ص ٦٩ وج ٦ ص ١٢٧ وفتح الباري ج ٣ ص ١٣٩ وعمدة القاري ج ٨ ص ١٠٢ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ٢٦٧ ومسند أبي يعلى ج ٦ ص ٤٢ وصحيح ابن حبان ج ٧ ص ١٦٢ والإستيعاب ج ١ ص ٥٤ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ ص ١٣٦ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٨ وج ٧ ص ١٦٦ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦٩٩ والوافي بالوفيات ج ٦ ص ٦٧ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٢.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢١ و ٢٢ عن ابن سعد ، وعن البخاري ، ومسلم ، والبحار ج ٢١ ص ١٨٣ عن المنتقى للكازروني ، وراجع : البداية والنهاية ج ٤ ص ٤٣١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٧١٠ وأنساب الأشراف ج ١ ص ٤٤٨ ـ ٤٥٠ ومجمع الزوائد ج ٤ ص ٣٢٩ وعمدة القاري ج ١٦ ص ١٠٠ ، وأي كتاب تاريخي أو حديثي يتحدث عن السيرة النبوية الشريفة.

١٧

أولى وأوجب ، ولعل بعضها له مساس قريب بما يهم الناس التعرف عليه ، وتمييز الصحيح منه عن غيره ..

ولذلك ، فنحن نقتصر هنا على التذكير ببضع نقاط ، رأينا أنه لا ضير في التعرض لها هنا.

فنقول :

عائشة : إبراهيم لا يشبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

ذكرت الروايات : أنه أتي النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بإبراهيم يوما وهو عند عائشة ، فقال : انظري إلى شبهه.

فقالت : ما أرى شبها.

فقال : ألا ترين إلى بياضه ولحمه؟!

فقالت : من قصرت عليه اللقاح ، وسقي ألبان الضأن سمن وابيض (١).

وكانت عائشة تقول : «ما غرت على امرأة غيرتي على مارية ، وذلك لأنها كانت جميلة ، جعدة الشعر ، وكان النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» معجبا بها ، ورزق

__________________

(١) أنساب الأشراف ج ١ ص ٤٥٠ والبداية والنهاية ج ٨ ص ٧٠ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ٣٧ و (ط ليدن) ج ١ ق ١ ص ٨٨ والدر المنثور ج ٦ ص ٢٤٠ عن ابن مردويه ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٠٩ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٨٧ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٣٩ وتلخيصه للذهبي بهامشه ، وقاموس الرجال ج ١٢ ص ٣٠٢ وإمتاع الأسماع ج ٥ ص ٣٣٦ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ ص ١٣٧ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٨٧.

١٨

منها الولد وحرمناه» (١).

وعن الإمام الباقر «عليه‌السلام» : «أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حجب مارية ، وكانت قد ثقلت على نساء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وغرن عليها ، ولا مثل عائشة» (٢).

وعنه أيضا : أن إبراهيم لما هلك ، وحزن عليه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، قالت له عائشة : ما الذي يحزنك عليه؟ فما هو إلا ابن جريج.

فبعث النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عليا «عليه‌السلام» ، وأمره بقتله ..

ثم تذكر الرواية : أنه وجده ما له ما للرجال ، ولا ما للنساء.

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «الحمد لله الذي صرف عنّا أهل البيت السوء» (٣).

__________________

(١) أنساب الأشراف ج ١ ص ٤٥٠ ووفاء الوفاء ج ٣ ص ٨٢٦ والإصابة ج ٤ ص ٤٠٥ و (ط دار الكتب العلمية) ج ٨ ص ٣١١ وقاموس الرجال ج ١٢ ص ٣٤٣ عن أنساب الأشراف ج ١ ص ٤٤٨ و ٤٥٠ وراجع : البداية والنهاية ج ٣ ص ٣٠٣ و ٣٠٤ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٥٣ و (ط دار صادر) ص ٢١٢ وإمتاع الأسماع ج ٥ ص ٣٣٦ وج ٦ ص ١٣٠ ورسالة مارية للشيخ المفيد ص ٢٦ والمنتخب من كتاب أزواج النبي ج ١ ص ٥٧.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٠٩ والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج ١ ق ١ ص ٨٦ و (ط دار صادر) ج ١ ص ١٣٥ والإصابة ج ٤ ص ٤٠٥ والمنتظم ج ٣ ص ٣٤٥ ورسالة مارية للشيخ المفيد ص ٢٦.

(٣) تفسير القمي ج ٢ ص ٩٩ و ١٠٠ وص ٣١٨ و ٣١٩ والبرهان (تفسير) ج ٣ ص ١٢٦ و ١٢٧ وج ٤ ص ٢٠٥ ونور الثقلين ج ٣ ص ٥٨١ و ٥٨٢ وراجع :

البحار ج ٢٢ ص ١٥٥ و ١٥٤ و ٢٤٢ والتفسير الصافي ج ٣ ص ٤٢٤ وتفسير نور الثقلين ج ٣ ص ٥٨١ وتفسير الميزان ج ٥ ص ١٠٣ و ١٠٤ وراجع : علل ـ

١٩

وحديث الخصي ، واتهام بعض الناس لمارية به ، مذكور في كثير من المصادر (١).

جبرئيل يبرئ مارية :

عن أنس قال : لما ولد إبراهيم لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» جاء جبرئيل «عليه‌السلام» إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فقال : «السلام

__________________

ـ الشرائع ج ٢ ص ٢٦٧ وعن الخصال ج ٢ ص ١٢٠ ـ ١٢٦ وراجع : قاموس الرجال (ط أولى) ج ٣ ص ٢٧٩ و (ط مركز النشر الإسلامي) ج ١٢ ص ٣٠٢ و ٣٤٢ ومجمع البحرين ج ١ ص ٨٢ وجامع الشتات ص ٣٦.

(١) أنساب الأشراف ج ١ ص ٤٥٠ والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج ٤ ص ٤١١ ٤١٢ والإصابة ج ٣ ص ٣٣٤ وج ٤ ص ٤١١ و ٤١٢ وصحيح مسلم ج ٨ ص ١١٩ ومستدرك الحاكم ج ٤ ص ٣٩ و ٤٠ وتلخيص مستدرك الحاكم للذهبي ، نفس الجزء والصفحة ، والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٧٣ وج ٣ ص ٣٠٤ عن أحمد والمحلى ج ١١ ص ٤١٣ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٠٩ و ٣١٢ وأسد الغابة ج ٥ ص ٥٤٢ و ٥٤٤ وج ٤ ص ٢٦٨ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣١٣ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٥٤ و ١٥٥ و (ط ليدن) ج ١ ق ١ ص ٨٨ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٦١ وج ٤ ص ٣٢٩ عن الطبراني في الأوسط ، والأمالي للمرتضى ج ١ ص ٧٧ و (ط منشورات مكتبة المرعشي) ص ٥٤ وصفة الصفوة ج ٢ ص ٧٨ و ٧٩ وكشف الأستار عن مسند البزار ج ٢ ص ١٨٨ و ١٨٩ والبحار ج ٢٢ ص ٥٣ و ١٦٧ و ١٦٨ وعن أحمد ، والضياء في المختارة والفائق ج ١ ص ٢٨٧ والدر المنثور ج ٦ ص ٢٤٠ وكنز العمال ج ٥ ص ٤٥٤ وأضواء على السنة المحمدية ص ٤٥ وتفسير مجمع البيان ج ٩ ص ٢٢٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٣ ص ٢٣٦ وسيرة ابن إسحاق ج ٥ ص ٢٥٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ٦٠٢ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢١٩ وجامع الشتات ص ٣٦.

٢٠