الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٥

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٥

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-198-X
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٥

الفصل الثالث :

قسمة الغنائم وعتب الأنصار

٢٦١
٢٦٢

الأنصار يعتبون .. والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يسترضيهم :

عن أنس بن مالك ، وعبد الله بن يزيد بن عاصم ، وأبي سعيد الخدري : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أصاب غنائم حنين ، وقسم للمتألفين من قريش وسائر العرب ما قسم.

وفي رواية : طفق يعطي رجلا المائة من الإبل ، ولم يكن في الأنصار منها شيء قليل ولا كثير.

(وقيل : جعل للأنصار شيئا يسيرا ، وأعطى الجمهور للمنافقين ، فغضب قوم من الأنصار) (١).

فوجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم ، حتى كثر فيهم القالة حتى قال قائلهم : يغفر الله تعالى لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، إن هذا لهو العجب يعطي قريشا ـ وفي لفظ : الطلقاء والمهاجرين ـ ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم!! إذا كانت شديدة فنحن ندعي ، ويعطى الغنيمة غيرنا!

وددنا أنّا نعلم ممن كان هذا ، فإن كان من أمر الله تعالى صبرنا ، وإن كان

__________________

(١) راجع : إعلام الورى ص ١٢٤ و ١٢٥ و (ط آل البيت لإحياء التراث) ج ١ ص ٢٣٦ والبحار ج ٢١ ص ١٥٩ و ١٦٩ و ١٧٠ والإرشاد للمفيد ص ١٤٥ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣١١.

٢٦٣

من رأي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» استعتبناه (١).

وفي حديث أبي سعيد : فقال رجل من الأنصار لأصحابه : لقد كنت أحدثكم أن لو استقامت الأمور لقد آثر عليكم. فردوا عليه ردا عنيفا.

وقال أبو سعيد : فمشى سعد بن عبادة إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : يا رسول الله ، إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم.

قال : «فيم»؟

قال : فيما كان من قسمك هذه الغنائم في قومك وفي سائر العرب ، ولم يكن فيهم من ذلك شيء.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «فأين أنت من ذلك يا سعد»؟

قال : ما أنا إلا امرؤ من قومي.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠٢ عن ابن إسحاق ، وأحمد ، ومسلم ، والبخاري ، والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٩٠ وراجع : صحيح البخاري ج ٥ ص ١٠٦ وفتح الباري ج ٨ ص ٤٠ وراجع : عمدة القاري ج ١٧ ص ٣١١ وصحيح ابن حبان ج ١١ ص ٨٨ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٣٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦٠٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٧٦.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠٢ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٩٠ وراجع : مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٢٩ والدرر لابن عبد البر ص ٢٣٥ وتفسير مجمع البيان ج ٥ ص ٣٦ وتفسير الميزان ج ٩ ص ٢٣٢ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ٨٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤١١ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٣٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٢١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٧٨.

٢٦٤

وقال أنس : فأرسل إلى الأنصار ، فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع غيرهم ، فجاء رجال من المهاجرين فأذن لهم فيهم ، فدخلوا ، وجاء آخرون فردهم ، حتى إذا لم يبق أحد من الأنصار إلا اجتمع له. أتاه ، فقال : يا رسول الله ، قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم.

فخرج رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : «هل منكم أحد من غيركم»؟

قالوا : لا يا رسول الله إلا ابن أختنا.

قال : «ابن أخت القوم منهم».

فقام رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : «يا معشر الأنصار ، ألم آتكم ضلالا فهداكم الله تعالى؟! وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف بين قلوبكم؟!

وفي رواية : متفرقين فألفكم الله؟

قالوا : بلى يا رسول الله ، الله ورسوله أمن وأفضل (١).

وفصل ذلك في نص آخر ، فقال : .. وبلغ رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عنهم مقال سخطه ، فنادى فيهم ، فاجتمعوا ، ثم قال لهم : «اجلسوا ، ولا يقعد

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠٢ و ٤٠٣ وراجع : مسند أحمد ج ٣ ص ٧٦ والدرر لابن عبد البر ص ٢٣٥ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٦١ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٧١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤١٠ و ٤١١ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٣٤ و ٣٥ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٣٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٢١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٧٨ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٩١ وراجع : مسند الشاميين ج ٢ ص ٦٦.

٢٦٥

معكم أحد من غيركم».

فلما قعدوا جاء النبي «عليه‌السلام» يتبعه أمير المؤمنين «عليه‌السلام» حتى جلس وسطهم ، فقال لهم : «إني سائلكم عن أمر فأجيبوني عنه».

فقالوا : قل يا رسول الله.

قال : «ألستم كنتم ضالين فهداكم الله بي»؟

قالوا : بلى ، فلله المنة ولرسوله.

قال : «ألم تكونوا على شفا حفرة من النار ، فأنقذكم الله بي»؟

قالوا : بلى ، فلله المنة ولرسوله.

قال : «ألم تكونوا قليلا فكثركم الله بي»؟

قالوا : بلى ، فلله المنة ولرسوله.

قال : «ألم تكونوا أعداء فألف الله بين قلوبكم بي»؟!

قالوا : بلى ، فلله المنة ولرسوله.

ثم سكت النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هنيهة ، ثم قال : «ألا تجيبوني بما عندكم»؟

قالوا : بم نجيبك؟ فداك آباؤنا وأمهاتنا؟! قد أجبناك بأن لك الفضل والمن والطول علينا!!

قال : «أم لو شئتم لقلتم : وأنت قد كنت جئتنا طريدا فآويناك ، وجئتنا خائفا فآمناك (ومخذولا فنصرناك) ، وجئتنا مكذبا فصدقناك».

فارتفعت أصواتهم بالبكاء وقام شيوخهم وساداتهم إليه ، فقبلوا يديه ورجليه ، ثم قالوا : رضينا بالله وعنه ، وبرسوله وعنه ، وهذه أموالنا بين يديك ، فإن شئت فاقسمها على قومك ، وإنما قال من قال منا على غير وغر صدر ،

٢٦٦

وغل في قلب ، ولكنهم ظنوا سخطا عليهم ، وتقصيرا بهم. وقد استغفروا الله من ذنوبهم ، فاستغفر لهم يا رسول الله.

فقال النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «اللهم اغفر للأنصار ، ولأبناء الأنصار ، ولأبناء أبناء الأنصار. يا معشر الأنصار ، أما ترضون أن يرجع غيركم بالشاة والنعم ، وترجعون أنتم وفي سهمكم رسول الله»؟

قالوا : بلى رضينا.

فقال النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «الأنصار كرشي وعيبتي ، لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا ، لسلكت شعب الأنصار ، اللهم اغفر للأنصار» (١).

وفي نص آخر : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعد قوله لهم : لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم ، جئتنا طريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك ، وخائفا فآمناك ، ومخذولا فنصرناك ، ومكذبا فصدقناك».

فقالوا : المن لله تعالى ورسوله.

فقال : «وما حديث بلغني عنكم»؟ فسكنوا.

فقال : «ما حديث بلغني عنكم»؟

فقال فقهاء الأنصار : أما رؤساؤنا فلم يقولوا شيئا ، وأما أناس منا حديثة أسنانهم ، قالوا : يغفر الله تعالى لرسوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يعطي قريشا ويتركنا ، وسيوفنا تقطر من دمائهم!!

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : إني لأعطي رجالا حديثي عهد

__________________

(١) الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٤٥ و ١٤٦ وإعلام الورى ص ١٢٥ و ١٢٦ والبحار ج ٢١ ص ١٥٩ و ١٧١ و ١٧٢ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣١١ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٢٣.

٢٦٧

بكفر لأتألفهم بذلك» (١).

وفي رواية : «إن قريشا حديثو عهد بجاهلية ومصيبة ، وإني أردت أن أجبرهم وأتالفهم ، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا ، ووكلتكم إلى ما قسم الله تعالى لكم من الإسلام؟!

أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى رحالكم! تحوزونه إلى بيوتكم؟! فو الله ، لمن تنقلبون به خير مما ينقلبون به ، فو الذي نفسي بيده ، لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠٣ وقال في هامشه : أخرجه البخاري (٣١٤٦ ، ٣١٤٧ ، ٣٥٢٨ ، ٣٧٧٨ ، ٣٧٩٣ ، ٤٣٣١ ، ٤٣٣٢ ، ٤٣٣٣ ، ٤٣٣٤) وراجع : مسند أحمد ج ٣ ص ١٦٦ وصحيح مسلم ج ٣ ص ١٠٥ وفتح الباري ج ٨ ص ٤٠ و ٤١ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٩١ وفضائل الصحابة ص ٦٨ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦٠١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٧٤ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٦ ص ٣٣٧ وج ٧ ص ١٨ وعمدة القاري ج ١٧ ص ٣٠٩ وتحفة الأحوذي ج ١٠ ص ٢٧٥ والمصنف للصنعاني ج ١١ ص ٦٠ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٨٩ ومسند أبي يعلى ج ٦ ص ٢٨٣ وراجع : مسند الشاميين ج ٤ ص ١٥٣.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠٣ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤١٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٧٦ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٩١ ومسند أحمد ج ٣ ص ١٧٢ وصحيح البخاري ج ٥ ص ١٠٥ وصحيح مسلم ج ٣ ص ١٠٦ وسنن الترمذي ج ٥ ص ٣٧١ وعمدة القاري ج ١٧ ص ٣١٠ ومسند أبي يعلى ج ٥ ص ٣٥٦ وكنز العمال ج ١٢ ص ٤.

٢٦٨

وفي رواية : لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا وأخذ الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار ، أنتم الشعار ، والناس دثار ، الأنصار كرشي وعيبتي ، ولو لا أنها الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار (١).

فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا : رضينا بالله ورسوله حظا وقسما (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠٣ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٥٤ والثقات ج ٢ ص ٨١ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٣٥ والإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٤٦ والبحار ج ٢١ ص ١٦٠ و ١٧٢ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣١١ ومستدرك سفينة البحار ج ١٠ ص ٧٠ ومسند أحمد ج ٣ ص ١٥٦ وج ٣ ص ٢٤٦ وفضائل الصحابة ص ٦٦ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ٥٤١ وج ٨ ص ٥٥٣ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٨٧ وصحيح ابن حبان ج ١٦ ص ٢٥٨ والفايق في غريب الحديث ج ٣ ص ١٤٨ وكنز العمال ج ١٢ ص ١٦ و ١٧ وج ١٤ ص ٦٢ والدر المنثور ج ٣ ص ٢٧٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤١٠ وإعلام الورى ج ١ ص ٢٣٩ والسيرة النبوية ج ٣ ص ٦٧٧ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٩٢.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠٣ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٥٤ والثقات ج ٢ ص ٨١ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٣٥ ومسند أحمد ج ٣ ص ٧٧ وفتح الباري ج ٨ ص ٤٢ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٨ ص ٥٥٤ والدرر لابن عبذ البر ص ٢٣٦ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٧٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤١١ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٣٥ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٢١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٧٩ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٩٢.

٢٦٩

وذكر محمد بن عمر : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أراد حين إذ دعاهم أن يكتب بالبحرين لهم خاصة بعده دون الناس ، وهي يومئذ أفضل ما فتح عليه من الأرض.

فقالوا : لا حاجة لنا بالدنيا بعدك.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» (١).

وكان حسان بن ثابت قال قبل جمع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الأنصار :

اد الهموم فماء العين منحدر

سحا إذا حفلته عبرة درر

وجدا بشماء إذ شماء بهكنة

هيفاء لا دنس فيها ولا خور

دع عنك شماء إذ كانت مودتها

نزرا وشر وصال الواصل النزر

وائت الرسول فقل يا خير مؤتمن

للمؤمنين إذا ما عدد البشر

علام تدعى سليم وهي نازحة

قدام قوم هموا آووا وهم نصروا

سماهم الله أنصارا بنصرهم

دين الهدى وعوان الحرب تستعر

وسارعوا في سبيل الله واعترضوا

للنائبات وما خانوا وما ضجروا

والناس إلب علينا فيك ليس لنا

إلا السيوف وأطراف القنا وزر

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠٣ وراجع : صحيح البخاري ج ٤ ص ٦٠ وفضائل الصحابة ص ٦٩ والسنن الكبرى ج ٦ ص ٣٣٧ وفتح الباري ج ١٣ ص ٣٦١ ومسند أحمد ج ٣ ص ١٦٦ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٨٩ ومسند أبي يعلى ج ٦ ص ٢٨٣ ومسند الشاميين ج ٤ ص ١٣٢.

٢٧٠

نجالد الناس لا نبقي على أحد

ولا نضيّع ما توحي به السور

ولا تهر جناة الحرب نادينا

ونحن حين تلظى نارها سعر

كما رددنا ببدر دون ما طلبوا

أهل النفاق ففينا ينزل الظفر

ونحن جندك يوم النعف من أحد

إذ حزّبت بطرا أحزابها مضر

فما ونينا وما خمنا وما خبروا

منا عثارا وكل الناس قد عثروا (١)

ولخص اليعقوبي ذلك ، فقال : «وسألته الأنصار ، ودخلها غضاضة ، فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : إني أعطي قوما تألفا ، وأكلكم إلى إيمانكم.

وتكلم بعضهم ، فقال : قاتل بنا محمد حتى إذا ظهر أمره وظفر أتى قومه وتركنا.

فأسقط الله سهمهم ، وأثبت للمؤلفة قلوبهم سهما في الصدقات (٢).

وروي بسند صحيح عن أبي جعفر الباقر «عليه‌السلام» : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يوم حنين تألف رؤساء العرب من قريش وسائر مضر ، منهم أبو سفيان بن حرب ، وعيينة بن حصين الفزاري ، وأشباههم من الناس ، فغضبت الأنصار ، واجتمعت إلى سعد بن عبادة.

فانطلق بهم إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالجعرانة ، فقال : يا رسول الله ، أتاذن لي في الكلام؟

فقال : نعم.

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٣٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٨٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤١٥.

(٢) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٦٣ و ٦٤.

٢٧١

فقال : إن كان هذا الأمر من هذه الأموال التي قسمت بين قومك شيئا أنزله الله رضينا ، وإن كان غير ذلك لم نرض.

قال زرارة : وسمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : يا معشر الأنصار أكلّكم على قول سيدكم سعد؟

فقالوا : سيدنا الله ورسوله.

ثم قالوا في الثالثة : نحن على مثل قوله ورأيه.

قال زرارة : فسمعت أبا جعفر «عليه‌السلام» يقول : فحط الله نورهم. وفرض الله للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن (١).

ما أقبح هذا المنطق :

ونقول :

إن مقالة سعد بن عبادة في محضر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كانت في غاية القبح والسقوط ، من جهتين :

إحداهما : أن يكون سعد ، ومن معه يعتقدون بأن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد يأتي بالأمر من الله ، وقد يأتي به من عند نفسه ، فيجوز لهم

__________________

(١) الكافي ج ٢ ص ٤١١ وشرح أصول الكافي ج ١٠ ص ١٢٣ والبحار ج ٢١ ص ١٧٧ وج ٩٣ ص ٥٨ وتفسير نور الثقلين ج ٢ ص ٢٣٢ وتفسير العياشي ج ٢ ص ٩١ و ٩٢ وراجع : الحدائق الناضرة ج ١٢ ص ١٧٦ وجواهر الكلام ج ١٥ ص ٣٤٠ ومصباح الفقيه ج ٣ ص ٩٥ وجامع المدارك ج ٢ ص ٦٥ وغنائم الأيام للميرزا القمي ج ٤ ص ١٣٧ وجامع أحاديث الشيعة ج ٨ ص ١٧٥ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيخ هادي النجفي ج ٧ ص ١٩١.

٢٧٢

النكول عن طاعته حين يكون أمر من النوع الثاني حتى لو كان مصيبا فيه.

وهذا توهم باطل ، وخيال زائف ، فإنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مسدد بالوحي ، (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (١) ، وتجب طاعته في كل أمر يأمر به ، وينهى عنه ، قال تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ) (٢).

الثانية : أنه أعلن : أن هذا الأمر إن كان مما لم ينزله ، فإنهم لا يرضون به ، مع أن الإنسان المؤمن يتوخى كل ما يرضي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويبادر إلى العمل به ، ويبذل كل جهد من أجل تحصيل هذا الرضى .. فالمتوقع من سعد ، ومن معه أن يقولوا له «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : إن هذا الأمر يرضيك ، فنحن لا نتردد في بذله ، وبذل كل ما نملك من أجل الفوز برضاك.

وأما إن كانوا يعتقدون : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يخطئ في قراراته التي لا تنزل من عند الله ، فالأمر أشنع وأقبح ، وهو يشير إلى خلل اعتقادي خطير لدى الأنصار ، رغم مرور سنوات كثيرة على إسلامهم. طول عشرتهم معه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

إلا أن يقال : لعلهم ظنوا : أن ثمة من يحاول فرض هذا القرار على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، على غير رضا منه ، فأرادوا أن تكون هذه المبادرة عونا لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لمواجهة تلك الضغوط.

ولكن هذا الإحتمال يبقى تائها ، وعاجزا عن حل الإشكال ، لأسباب عديدة.

__________________

(١) الآيتان ٣ و ٤ من سورة النجم.

(٢) الآية ٣١ من سورة آل عمران ، والآية ٥٨ من سورة النساء والآية ٩١ من سورة المائدة ، والآية ٥٣ من سورة النور ، والآية ٣٢ من سورة النور ، والآية ١١ من سورة المنافقون.

٢٧٣

منها : أن الشواهد تشير إلى أنه كان هو صاحب القرار ، ولم يكن لدى الآخرين أي حول أو قوة تخولهم فرض أي أمر ، مهما كان عاديا أو غير ذي أهمية ..

ومنها ـ وهو الأهم ـ : أن الروايات الأخرى قد صرحت بما دل على جرأتهم ، وأنهم قالوا : وإن كان من رأي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» استعتبناه ، أو نحو ذلك.

من أجل ذلك وسواه نقول :

لعل هذه الطريقة التي تكلم بها سعد لم تكن مما اتفق عليه مع الأنصار ، بل هم فوضوا إليه الكلام ، فوقع هو في هذه الزلة التي لم يظهر أنهم يوافقونه عليها.

وربما يشير إلى ذلك عدم رضاهم بسيادة سعد عليهم كما سيتضح فيما يلي :

أدب الأنصار :

وقد يمكن اعتبار إجابة الأنصار ـ ثلاث مرات ـ بقولهم : سيدنا الله ورسوله ، حين سألهم النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أكلكم على قول سيدكم سعد؟! ـ يمكن اعتبارها ـ أدب من الأنصار ، ومراعاة منهم لجانب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

كما أنها يمكن أن تكون تعبيرا عن امتعاضهم من طريقة سعد بن عبادة في عرض القضية أمام رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

وقد يعكر على الأخذ بهذا الإحتمال ويقوي الإحتمال الأول ، قولهم أخيرا : «نحن على مثل قوله ورأيه».

٢٧٤

إلا أن يكون المقصود هو : أنهم على مثل قوله ورأيه في عدم رضاهم بتقسيم الأموال على المؤلفة قلوبهم ، والذين لا يزالون يقاتلونهم على الإسلام إلى ذلك الوقت. حسبما صرحوا به .. وليسوا على مثل رأيه فيما يرتبط بطاعة الرسول ، أو في تخطئته فيما يراه كما ورد في أقواله.

فحط الله نورهم :

ولعل حط نورهم ، وإنزال سهم المؤلفة في القرآن قد جاء عقوبة لهم على هذه الجرأة على مقام الرسالة ، والرسول حتى لو لم يكونوا على مثل رأي سعد فيما يتضمن جرأة على مقام رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. فإن المفروض هو : التسليم المطلق ، حتى لو كانت الأموال لهم على الحقيقة ، فإنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فكيف إذا كانت الأموال له .. ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك ..

لا يجرؤ الأنصار على ادّعاء حق لهم :

ونلاحظ : أن النصوص المتقدمة التي ذكرت كلام الأنصار وعتبهم ، سواء أكان ذلك على لسان سادتهم وذوي البصائر منهم ، أو على لسان شبابهم وجهالهم قد خلت من رأي إشارة إلى أنهم يطالبون بحق لهم ، منحهم الله إياه من خلال نصر أحرزوه ، أو جهد بذلوه .. رغم كثرة القالة فيهم ، بل رغم جرأتهم على شخص رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

ولو أن شيئا من ذلك كان قد حصل بالفعل ، لبادروا إلى عرض هذه الحجة ، فإنها أشد وقعا ، وأبعد اثرا ، وأكثر إلزاما ..

٢٧٥

الرد العنيف على المشككين :

وقد مر معنا آنفا : أن بعض المشككين من أصحاب الأهواء ، حاول الطعن والتشكيك بشخص النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، واعتبار ما حصل شاهدا على انطواء الشخصية النبوية على درجة من العصبية للقوم والعشيرة ، تدعوه إلى نقض تعهداته ، أو التقصير في الوفاء بما يتوقّع من أهل الوفاء .. حيث قال أحدهم لأصحابه : لقد كنت أحدثكم أن لو استقامت الأمور قد آثر عليكم.

ولكن رد الأنصار قد جاء حاسما وعنيفا. وهذا هو المتوقع منهم ، فإنهم يعرفون رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حق المعرفة ، ولا يظنون به إلا أنه قد قصد بفعله هذا غاية إصلاحية واستصلاحية لا تبلغ حد إلزامهم بالتخلي عما ظنوا أن لهم الحق في المطالبة به .. فبادروا إلى الطلب ، فعرفهم النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ما ينبغي لهم أن يعرفوه.

أين أنت من ذلك يا سعد؟! :

واللافت هنا : أنه حين أخبر سعد النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بوجد الأنصار ، كان أول ما سأل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عنه سعدا هو : أن يفصح سعد عن نفسه ، فيحدد موقعه من هذا الأمر بالنسبة إلى قومه.

وإذ به يسمع منه إجابة مخيبة للآمال ، حيث قال له سعد : ما أنا إلا امرؤ من قومي.

وقد أظهرت هذه الإجابة : أن القضية ليست أمرا عابرا ، صنعته يد الجهالة والطيش من شباب أغرار ، لا تجربة لهم ، بل هي قناعة استقرت في

٢٧٦

وعي كثير من عقلاء القوم ورؤسائهم ، حتى لدى سعد بن عبادة زعيم الخزرج ، فكيف بسائر الناس.

وهذا يحتم المبادرة إلى علاج القضية بما يتناسب مع حجمها ، مع عقليات مختلفة ، وأهواء متباينة ، ومستويات لا تلتقي فيما بينها ..

ولأجل ذلك كلف «صلى‌الله‌عليه‌وآله» سعدا نفسه بجمع قومه ، ولا يكون أحد من غيرهم معهم ، لأنه يريد أن يحسم الأمر قبل أن يقف أصحاب الأهواء على دقائقه وتفاصيله ، فإن ذلك ربما يعطيهم الأهواء ، لبث سمومهم ، بطريقة خبيثة ومؤذية ، وهكذا كان.

حوار الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله مع الأنصار :

وعن حوار الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مع الأنصار نقول :

١ ـ إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يشر إلى أي شيء يمكن أن يفسّر على أنه إقرار منه لهم : بأن لهم حقا من الغنائم قد أخذه منهم. بل هو قد ذكّرهم بما جنوه من فوائد ، بسبب قبولهم الهداية الإلهية ، وعدّد ذلك عليهم ، حتى جعلهم يشعرون أن مطالبتهم هذه ذنب يجب عليهم الاستغفار منه .. وقد أكد لهم على صحة هذا الأمر ، حين بادر إلى الإستغفار لهم ، ولأبنائهم ، ولأبناء أبنائهم.

٢ ـ إنه أراد بتذكيره لهم بهداية الله تعالى له ، وبسائر النعم ، أن يعالج مشكلة الخطأ لديهم في المعايير ، وفي تحديد الأهداف ، ومحط الطموحات والآمال ، ومحاور التفكير فيما يريد الإنسان أن يفكر فيه ، ويخطط للوصول إليه والحصول عليه ..

٢٧٧

فنقلهم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من دائرة التفكير في المصالح الفردية الضيقة ، واللذة الآنية الزائلة ، ليصلهم بمصدر الفيوضات والهدايات ، وباللامتناهي ، وبالغني القوي ، والمدبر ، والخالق ، والرازق ، والمهيمن ، والباقي .. و.. و..

٣ ـ ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل هو افهمهم أنه يعرف ما يدور بخلدهم تجاهه ، حيث يرون أن لهم فضلا ومنة عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بإيوائهم ونصرهم له ، وبتصديقهم إياه ، فدفعهم إلى المقارنة بين ما يرون لأنفسهم فضلا فيه ، وبين ما منّ الله ورسوله به عليهم ، ليدركوا مدى الإسفاف الذي وقعوا فيه.

ولذلك ارتفعت أصواتهم بالبكاء ، وقام شيوخهم وساداتهم فقبّلوا يدي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ورجليه ، وقالوا : رضينا بالله وعنه ، وبرسوله وعنه.

وعرفوا : أنهم في وهم كبير ، وأمام أمر خطير يودي بهم إلى المهالك ، لو لا أن تداركهم الله برحمة منه ، واعترفوا بذنبهم ، وطلبوا من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يستغفر لهم.

الإستغفار للأنصار ، ولأبنائهم :

وقد استغفر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» للأنصار ، ولأبنائهم ، ولأبناء أبنائهم. مع أن الأنصار لم يطلبوا منه إلا أن يستغفر لهم ، ولم يذكروا أبنائهم ، ولا أبناء أبنائهم.

ولعله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أراد أن يشير إلى : أن هذا التراجع من الأنصار كان صادقا ، ولم يكن قبولا على مضض ، ولا كانت تشوبه أية شائبة

٢٧٨

من الإحساس بالغبن ، ولا صاحبه أي وغر في الصدور ، أو غل في القلوب.

كما أن هذا الإستغفار للأبناء ، ولأبناء الأبناء ، يعطي : أن التوفيق الذي يناله الإنسان بعمله ، إذا كان صادقا قد لا يقتصر عليه ، بل يشمل ذريته من أبنائه ، وأبناء أبنائه أيضا. وكذلك الحال بالنسبة للذنوب والآثام ، فإنها تترك آثارها على الأبناء وأبناء الأبناء.

وإدراك هذه الحقيقة من شأنه أن يزيد من اندفاع الناس إلى الطاعات ، وعمل الخير ، ونيل التوفيقات ، والإبتعاد عن المآثم.

الأنصار كرشي وعيبتي :

وقد ألمحت كلماته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن الأنصار إلى أنهم لم تكن لهم سياسة خاصة بهم ، بحيث تؤثر في طبيعة تعاملهم مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وفي مستوى هذا التعامل ، وحدوده.

بل كانوا مجرد جماعة من الناس ، يتلقون من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويستفيدون منه ، بمقدار ما تتسع له أفهامهم ، وتنفتح له عقولهم ، وتنفعل به قلوبهم ومشاعرهم ..

وهذا هو السر في التعبير النبوي عنهم ب «كرشي وعيبتي» ، حيث يتسع الكرش والعيبة لوضع ما يراد حفظه. وبذلك يكون الأنصار صادقين في الإنقياد والتسليم لله ولرسوله ..

أما غير الأنصار فلعل لهم مشاريع تفرض عليهم أن يتعاملوا حتى مع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ضمن حدود وقيود ، قد تتعارض مع ما أمرهم الله تعالى به من الطاعة والتسليم لرسوله ، بحيث لا يكون في أنفسهم حرج

٢٧٩

مما يقضي به «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لهم أو عليهم.

لماذا أعطى؟ ولماذا منع؟! :

عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي : أن قائلا قال لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من أصحابه ـ قال محمد بن عمر : هو سعد بن أبي وقاص ـ : يا رسول الله ، أعطيت عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس مائة (وأضاف في نص آخر : أبا سفيان ، وسهيل بن عمرو) ، وتركت جعيل بن سراقة الضمري؟!

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «أما والذي نفس محمد بيده ، لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم (الصحيح : كلها) مثل عيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس ، ولكني تألفتهما ليسلما ، ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه» (١).

وروى البخاري عن سعد بن أبي وقاص ، قال : أعطى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» رهطا وأنا جالس ، فترك منهم رجلا هو أعجبهم إلي ، فقمت

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٠١ عن ابن إسحاق ، والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ص ٢٣٧ و ٢٣٨ و (ط دار الجيل) ج ١ ص ٢٤٦ والإصابة ج ١ ص ٢٣٩ و (ط دار الكتب العلمية) ص ٥٦٩ وراجع : شرح الأخبار ج ١ ص ٣١٧ والدرر لابن عبد البر ص ٢٣٦ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٤ ص ٢٤٦ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٥٩ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٣٠ وج ٩ ص ٣٠٠ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٣٣ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٨٥ وتفسير الآلوسي ج ٢٦ ص ١٤٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤١٤.

٢٨٠