الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٥

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٥

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-198-X
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٥٥

السبي حتى تضع ، ولا غير ذات حمل حتى تحيض» (١).

ونقول :

أولا : قد تقدم : أن ثمة ريبا كبيرا في أن يكون السبايا قد قسمن على المسلمين ، بل نحن نطمئن إلى أن ذلك لم يحصل ، فإن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بقي ينتظر بهم قدوم وفد هوازن ، فلما قدم الوفد خيرهم بين الأموال وبين السبي ، فاختاروا السبي ، وهذا لا ينسجم مع قولهم : إن السبي كانوا قد قسموا على الناس ..

ثانيا : إن كان لهذا الكلام نصيب من الصحة ، فلا بد أن يكون ذلك بالنسبة لموارد يسيرة جدا ، حيث يبدو من بعض الروايات : أن أفرادا من النساء قد سبين في سرية أوطاس ، عندما أرسلهم النبي «صلى الله عليه

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٣٨ وقال في هامشه : أخرجه أبو داود (٢١٥٧) وأحمد ج ٣ ص ٦٢ والحاكم ج ٢ ص ٩٥ والبيهقي في السنن الكبرى ج ٥ ص ٣٥٩ وج ٧ ص ٤٤٩ وج ٩ ص ١٢٤ والدارمي ج ٢ ص ١٧١ وانظر نصب الراية ج ٣ ص ٢٣٣. وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ١٠٨ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٠ والمجموع للنووي ج ١٩ ص ٣٢٨ وفتح الوهاب ج ٢ ص ١٩٠ والإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ج ٢ ص ١٣٤ وج ٣ ص ٤٠٨ وإعانة الطالبين ج ٤ ص ٦٣ و ٦٨ والجوهر النقي ج ٧ ص ٤٢٦ والمغني لابن قدامة ج ٧ ص ٥٠٧ وكشف القناع ج ١ ص ٢٣٧ والمحلى لابن حزم ج ١٠ ص ٣١٩ وتلخيص الحبير ج ٢ ص ٥٧٦ وسبل السلام ج ٣ ص ٢٠٥ و ٢٠٧ و ٢٠٩ والمعجم الأوسط ج ٢ ص ٢٦٧ وسنن الدارقطني ج ٤ ص ٦٣ ومعرفة السنن والآثار ج ٧ ص ٧٦ والإستذكار ج ٥ ص ٤٥٦ والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج ٢ ص ٧٢ و ٢٣٠ وأحكام القرآن للجصاص ج ٢ ص ١٧٤.

٢٢١

وآله» إليها ، فلقوا عدوا لهم ، فسبوا بعض النساء ، أو سبوهم من بعض أحياء العرب كما رواه أبو سعيد الخدري (١).

وعن الشعبي في الآية : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) (٢) قال : نزلت يوم أوطاس (٣).

__________________

(١) الدر المنثور ج ٢ ص ١٣٧ و ١٣٨ عن الطيالسي ، وعبد الرزاق ، والفريابي ، وابن أبي شيبة ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، وأبي داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابي يعلى ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطحاوي ، وابن حبان ، والبيهقي في سننه. وراجع : الجامع الصحيح للترمذي ج ٣ ص ٤٣٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٤٣ و ٦٤٤ وراجع : نيل الأوطار ج ٦ ص ١٦٥ وتفسير المراغي ج ٥ ص ٦ وسنن النسائي (بشرح السيوطي) ، وحاشية السندي ج ٦ ص ١١٠ وسنن أبي داود ط سنة ١٣٧١ ج ١ ص ٤٩٧ وصحيح مسلم ج ٤ ص ١٧٠ و ١٧١ وتفسير عبد الرزاق ج ١ ص ١٥٣ وجامع البان ج ٥ ص ٤ و ٧ والمصنف ج ٦ ص ١٨٢ وج ٧ ص ١٩٢ و ١٩٣ وروح المعاني ج ٥ ص ٣ ونور الثقلين ج ١ ص ٤٦٦ وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ١ ص ٤٧٣ عن بعض من تقدم ، وعن ابن ماجة.

(٢) الآية ٢٤ من سورة النساء.

(٣) الدر المنثور ج ٢ ص ١٣٨ عن ابن أبي شيبة ، وراجع : المبسوط للسرخسي ج ٥ ص ٥٢ والمغني لابن قدامة ج ١٠ ص ٤٧٣ والشرح الكبير ج ١٠ ص ٤١٣ وجامع أحاديث الشيعة ج ٢١ ص ٧٤ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٣ ص ٣٧٢ والتمهيد لابن عبد البر ج ٣ ص ١٤٤ والتبيان للطوسي ج ٣ ص ١٦٢ وتفسير مجمع البيان ج ٣ ص ٥٩ ونور الثقلين ج ١ ص ٤٦٦ وجامع البيان للطبري ج ٥ ص ٤ و ٥ و ١٣ وتفسير الثعلبي ج ٣ ص ٢٨٤ و ٢٨٥ وتفسير البغوي ج ١ ـ

٢٢٢

فلعل بعض الناس قد حاول التحرش بهن ، مستغلا وحدتهن وقلتهن ، معتبرا أنهن ملك لمن سباهن ولهن أزواج ، فعولجت هذه القضية بالصورة المناسبة.

ثالثا : عن أنس : إن الآية نزلت في سبايا خيبر ، وذكر مثل حديث أبي سعيد (١). إلا إذا كانت كلمة خيبر تصحيفا لكلمة حنين. كما هو غير بعيد.

وفي نص آخر عن أبي سعيد الخدري : أن الآية نزلت في سبي أوطاس ، حيث أصاب المسلمون نساء المشركين ، وكانت لهن أزواج في دار الحرب ، فلما نزلت نادى منادي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : ألا لا توطأ الحبالى حتى يضعن ، ولا غير الحبالى حتى يستبر أن (٢).

رابعا : قال في الأحكام : المروي : أنه لما كان يوم أوطاس لحقت الرجال

__________________

ـ ص ٤١٣ والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج ٢ ص ٣٤ والجامع لأحكام القرآن ج ٥ ص ١٢١ وتفسير البحر المحيط ج ٣ ص ٢٢٢ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٨٤ والعجاب في بيان الأسباب لابن حجر ج ٢ ص ٨٥٥ وعلل الدارقطني ج ١١ ص ٣٥١.

(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ١ ص ٤٧٣ وأضواء البيان للشنقيطي ج ١ ص ٢٣٤ والمعجم الأوسط ج ٤ ص ٢٩٨ ومجمع الزوائد ج ٧ ص ٣ والمعجم الكبير ج ١٢ ص ٩٠.

(٢) مواهب الرحمن ج ٨ ص ٢٣ عن مسلم ، وأحمد ، والدر المنثور ، وراجع : سنن أبي داود ج ١ ص ٤٩٧ وكتاب الأم ج ٧ ص ٣٦٦ والبحر الرائق ج ١ ص ٣٧٨ وحاشية رد المختار ج ٦ ص ٦٩١ ومجمع البيان ج ٥ ص ٣٧ وتفسير الميزان ج ٤ ص ٢٦٧ وج ٩ ص ٢٣٣.

٢٢٣

بالجبال وأخذت النساء ، فقال المسلمون : كيف نصنع ولهن أزواج ، فأنزل الله تعالى الآية ، وكذا في حنين (١).

فقوله : وكذا في حنين دليل على أن هؤلاء غير أولئك.

خامسا : عن عكرمة : إن آية (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) قد نزلت في امرأة ، يقال لها : معاذة.

وكانت تحت شيخ من بني سدوس يقال له : شجاع بن الحرث ، وكان معها ضرة لها ، قد ولدت لشجاع أولادا رجالا. وأن شجاعا انطلق يمير أهله من هجر ، فمر بمعاذة ابن عم لها ، فقالت له : احملني إلى أهلي ، فإنه ليس عند هذا الشيخ خير.

فاحتملها فانطلق بها ، فوافق ذلك جيئة الشيخ ؛ فانطلق إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال :

يا رسول الله وأفضل العرب ، إني خرجت أبغيها الطعام في رجب ، فتولت والطّت بالذنب. وهي شر غالب لمن غلب. رامت غلاما واركا على قتب. لها وله أرب.

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : عليّ عليّ. فإن كان الرجل كشف بها ثوبا ، فارجموها ، وإلا ، فردوا على الشيخ امرأته.

فانطلق مالك بن شجاع ، وابن ضرتها ، فطلبها ، وجاء بها ، ونزلت

__________________

(١) روح المعاني ج ٥ ص ٣ وأحكام القرآن للجصاص ج ٢ ص ١٧٣ وتفسير الآلوسي ج ٥ ص ٣.

٢٢٤

بيتها (١).

فقولهم : إن هذه الآية قد نزلت في حنين ، باعتبار أن الناس قد تحرجوا من وطء النساء السبايا ذوات الأزواج ، لا يمكن تأكيده ، ولا الجزم به.

سادسا : إن سبي أوطاس كانوا عبدة أوثان ، ولم يدخلوا في الإسلام ، ولا يحل نكاح الوثنية بالمسلم (٢).

وحمل خبر أبي سعيد على أن ذلك قد حصل بعد إسلامهن (٣) لا يصح.

فإنهن لم يسلمن بمجرد السبي ، ولو كنّ قد أسلمن لم يرجعهن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى قومهن حيث أزواجهن ، الذين كانوا لا يزالون على شركهم ، إذ لا يجوز تمكينهم منهن.

اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة!! :

قالوا : صلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الظهر يوما بحنين ، ثم تنحى إلى شجرة ، فجلس إليها ، فقام إليه عيينة بن حصن يطلب بدم عامر

__________________

(١) الدر المنثور ج ٢ ص ١٣٩ عن عبد بن حميد ، وراجع : العجاب في بيان الأسباب للعسقلاني ج ٢ ص ٨٥٦ والإصابة ج ٣ ص ٢٥٥ وتفسير الميزان ج ٤ ص ٢٨٧.

(٢) التبيان ج ٣ ص ١٦٢ ونور الثقلين ج ١ ص ٤٦٦ ومجمع البيان ج ٥ ص ٧٠ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٣ ص ٥٩ وجامع البيان ج ٥ ص ٧ و (ط دار الفكر) ص ١٣ وراجع : المغني لابن قدامة ج ٧ ص ٥٠٧ وجامع أحاديث الشيعة ج ٢١ ص ٧٤.

(٣) راجع : مجمع البيان ج ٥ ص ٧٠ ونور الثقلين ج ١ ص ٤٦٦ ونور الثقلين ج ١ ص ٤٦٦ ومجمع البيان ج ٥ ص ٧٠ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج ٣ ص ٥٩ وجامع أحاديث الشيعة ج ٢١ ص ٧٤.

٢٢٥

بن الأضبط الأشجعي ، وهو يومئذ سيد قيس ، ومعه الأقرع بن حابس ، يدفع عن محلم بن جثامة ، لمكانه من خندف ، فاختصما بين يدي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وعيينة يقول : يا رسول الله ، والله لا أدعه حتى أدخل على نسائه من الحرب والحزن ما أدخل على نسائي.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «تأخذ الدية»؟

فأبى عيينة حتى ارتفعت الأصوات وكثر اللغط ، إلى أن قام رجل من بني ليث يقال له : مكيتل ، قصير مجتمع ، عليه شكة كاملة ، ودرقة في يده ، فقال : يا رسول الله ، إني لم أجد لما فعل هذا شبها في غرة الإسلام إلا غنما وردت ، فرمي أولها فنفر آخرها. فاسنن اليوم وغيّره غدا.

فرفع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يده وقال : «تقبلون الدية خمسين في فورنا هذا ، وخمسين إذا رجعنا إلى المدينة».

فلم يزل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالقوم حتى قبلوا الدية.

وفي رواية : فقام الأقرع بن حابس ، فقال : يا معشر قريش ، سألكم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قتيلا تتركونه ليصلح به بين الناس فمنعتموه إياه؟ أفامنتم أن يغضب عليكم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فيغضب الله تعالى عليكم لغضبه؟ أو يلعنكم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فيلعنكم الله تعالى بلعنته؟

والله ، لتسلمنه إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أو لآتين بخمسين من بني ليث كلهم يشهدون أن القتيل كافر ما صلى قط ، فلا يطلبن (قال ابن هشام : فلا طلبن) دمه.

فلما قال ذلك قبلوها.

٢٢٦

ومحلم القاتل في طرف الناس ، فلم يزالوا يؤزونه ، ويقولون : إئت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يستغفر لك.

فقام محلم وهو رجل ضرب طويل آدم. محمر بالحناء ، عليه حلة قد كان تهيأ فيها للقتل للقصاص ، فجلس بين يدي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وعيناه تدمعان ، فقال : يا رسول الله ، قد كان من الأمر الذي بلغك ، وإني أتوب إلى الله ، فاستغفر لي.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «ما اسمك»؟

قال : أنا محلم بن جثامة.

فقال : «أقتلته بسلاحك في غرة الإسلام؟ اللهم لا تغفر لمحلم» بصوت عال ينفذ به الناس.

قال : فعاد محلم ، فقال : يا رسول الله ، قد كان الذي بلغك ، وإني أتوب إلى الله فاستغفر لي.

فعاد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لمقالته بصوت عال ، ينفذ به الناس : «اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة».

حتى كانت الثالثة. فعاد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لمقالته ، ثم قال له رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «قم من بين يدي».

فقام من بين يدي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه.

فكان ضمرة السلمي يحدث ـ وقد كان حضر ذلك اليوم ـ قال : كنا نتحدث فيما بيننا أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حرك شفتيه بالإستغفار

٢٢٧

له ، ولكنه أراد أن يعلم الناس قدر الدم عند الله تعالى (١).

ونقول :

أولا : قد تقدم هذا الحديث أو ما يقرب منه في أكثر من مناسبة ، ونسب إلى أكثر من شخص ، ومنهم أسامة بن زيد ، لكنهم حافظوا على ماء وجه أسامة ، فزعموا : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد رضي عنه ، ولم يمت ، فدفن ، فلفظته الأرض كما جرى لمحلم بن جثامة. فراجع ما ذكرناه حول هذا الموضوع في جزء سابق من هذا الكتاب.

ثانيا : لماذا لا يقبل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» توبة ابن جثامة ، مع أن الآيات القرآنية صريحة بأن الله يقبل التوبة عن عباده ، وقد قال تعالى :

(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (٢).

وقد جاءه محلم بن جثامة ، وطلب منه أن يستغفر له ، بعد أن استغفر هو نفسه ، فلما ذا يحرمه الرسول من رحمة الله ، وهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين؟! ولماذا لم يجد الله توابا رحيما ، كما هو صريح الآية؟!

ثالثا : لماذا هذه القسوة من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على محلم بن جثامة ، مع أنهم يقولون : إنه إنما قتله بتوهم : أنه قد أسلم متعوذا؟!

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٣٩ و ٣٤٠ عن ابن إسحاق ، والواقدي ، والمغازي للواقدي ج ٣ ص ٩٢٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٦ وراجع : البداية والنهاية ج ٤ ص ١٥٦ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٤٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٢٥.

(٢) الآية ٦٤ من سورة النساء.

٢٢٨

ولا يصح أن يعد مثل هذا من موارد قتل المؤمن عمدا ، ليطرده النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ويعاقبه بهذه الطريقة القاسية.

رابعا : إن كان قد تعمد قتله ، فإن ذلك يوجب الإقتصاص منه ، فلما ذا لم يقتص منه؟!

ولا يصح أن يطلب من الله تعالى أن لا يغفر له ، خصوصا بعد أن تاب من ذنبه ، لو كان ذلك يعد ذنبا.

خامسا : قيل : أن محلما لم يقتل عامر بن الأضبط ، بل قتله شخص آخر (١).

سادسا : ادّعوا : أن محلما مات في زمن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وبعد سبع ليال لفظته الأرض مرة أخرى (٢).

مع أنه قد قيل : إن محلما نزل حمص ، ومات بها أيام ابن الزبير. وجزم به ابن السكن (٣).

سابعا : لماذا سكت عيينة بن حصن عن المطالبة بدم عامر بن الأضبط

__________________

(١) الإصابة ج ٣ ص ٣٦٩ و (ط دار الكتب العلمية) ج ٥ ص ٥٨٤ والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٣ ص ٤٩٧.

(٢) الإصابة ج ٣ ص ٣٦٩ و (ط دار الكتب العلمية) ج ٥ ص ٥٨٤ والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٣ ص ٤٩٦ و ٤٩٧ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٦ وأحكام القرآن للجصاص ج ٢ ص ٣٠٩ وفتح الباري ج ١٢ ص ١٧٢ والتبيان ج ٣ ص ٢٩٨ والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج ٢ ص ٩٦ وتفسير الثعالبي ج ٢ ص ٢٨١.

(٣) الإصابة ج ٣ ص ٣٦٩ والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٣ ص ٤٩٧ و (ط دار الجيل) ج ٤ ص ١٤٦٢ والجرح والتعديل للرازي ج ٨ ص ٤٢٧.

٢٢٩

إلى هذا الوقت؟! مع أنه هو وإياه كانا مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في غزوة الفتح ، وحنين ، والطائف .. ومع أنه كان يمكنه أن يطالب بدمه فور لقائه بالنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. لأنه كان قد قتل في سرية أبي قتادة إلى بطن إضم (١). وهم قد لحقوا النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في الطريق ، ورافقوه إلى مكة وحنين و.. و..

ثامنا : لماذا سكت النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن هذه الجريمة؟ ولماذا لم يستحضر محلم بن جثامة قبل هذا الوقت ويؤنبه ، ويدعو عليه و.. و.. الخ ..؟!

مع أنهم قد أخبروا النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالأمر بمجرد رجوعهم من سرية بطن إضم ، وقد أنزل الله تعالى عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قرآنا يتلى في ذلك؟!

__________________

(١) الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٣ ص ٣٩٦ وأسد الغابة ج ٣ ص ٧٧ و ١٤١ وج ٤ ص ٣٠٩ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٥٥ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣١٨ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٤٥٤ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٠ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٠٤٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٢٣ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ١١٥ ومجمع الزوائد ج ٧ ص ٨ وفتح الباري ج ٨ ص ١٩٤ وعمدة القاري ج ١٨ ص ١٨٤ والمنتقى من السنن المسندة ص ١٩٦ وجامع البيان ج ٥ ص ٣٠٢ وأسباب النزول للواحدي ص ١١٦ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٥٥٢ والدر المنثور ج ٢ ص ١٩٩ ولباب النقول (ط دار إحياء التراث) ص ٧٧ و (ط دار الكتب العلمية) ص ٦٦ وفتح القدير ج ١ ص ٥٠٢ وتفسير الآلوسي ج ٥ ص ١٢٠ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٤ ص ٢٨٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٧ ص ٣٣٣ و ٣٣٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٩٠ و ٢٣٤.

٢٣٠

تاسعا : قالوا : إن الآية التي نزلت في مناسبة قتل عامر بن الأضبط هي قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) (١).

وهي تدل على : أن المطلوب هو مجرد التبين ، ولم تتضمن إدانة صريحة للقاتل؟!

بل قد يقال : إنها تدل على براءة ابن جثامة ، وعلى أنه لا يستحق المؤاخذة بهذا المقدار ، ولا بما هو أخف من ذلك.

عاشرا : إن هذه الآية قد ألمحت إلى : أنه لو كان القتل لأجل هدف دنيوي ، فإن الله تعالى خبير بالنوايا ، واقف على حقيقة أعمال العباد ..

والمفروض : أن ابن جثامة لم يعترف بأنه قتل ابن الأضبط لأجل الدنيا ، بل ادّعى : أن الأمر اشتبه عليه ، فلما ذا يدان بأمر كتمه الله تعالى عليه ، ولم يعترف هو به؟! فإذا كانت الحجة على ابن جثامة هي : أنه لم يشق عن قلب ابن الأضبط ، ليعرف إن كان صادقا أو متعوذا ..

فإن له أن يحتج بنفس هذه الحجة أيضا ، فيقول : إنكم لم تشقوا عن قلبي ، لتعرفوا إن كنت قتلته خطأ ، أو قتله لأجل الدنيا.

حادي عشر : قال ابن عبد البر : والإختلاف في المراد من هذه الآية مضطرب فيه جدا.

قيل : نزلت في المقداد (٢).

__________________

(١) الآية ٩٤ من سورة النساء.

(٢) راجع : الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٤ ص ٤٦٧ و ٤٩٨ وإمتاع الأسماع ـ

٢٣١

وقيل : نزلت في أسامة بن زيد (١).

وقيل : نزلت في محلم بن جثامة (٢).

__________________

ـ ج ١ ص ٣٤٨ وعمدة القاري ج ١٨ ص ١٨٤ و ١٨٥ وأسد الغابة ج ٤ ص ٣٠٩ ومجمع الزوائد ج ٧ ص ٨ وفتح الباري ج ١٢ ص ١٦٨ وجامع البيان ج ٥ ص ٣٠٥ وزاد المسير ج ٢ ص ١٧٤ وتفسير البحر المحيط ج ٣ ص ٣٤١ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٥٥٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٣٣ والجامع لأحكام القرآن ج ٥ ص ٣٣٧.

(١) راجع : الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٤ ص ٤٦٧ و ٤٩٨ و (ط دار الجيل) ج ٣ ص ١٣٨٦ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٤٨ وعمدة القاري ج ١٨ ص ١٨٥ وأسد الغابة ج ٤ ص ٣٠٩ وجامع البيان ج ٥ ص ٣٠٤ والبحار ج ٢١ ص ١١ وج ٢٢ ص ٩٢ وج ٦٥ ص ٢٣٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٩ ص ٥٢٤ وتفسير القمي ج ١ ص ١٤٨ والتفسير الأصفى ج ١ ص ٢٣١ والتفسير الصافي ج ١ ص ٤٨٥ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٥٣٥ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٥٨٠ وتفسير مقاتل بن سليمان ج ١ ص ٢٥٠ وتفسير ابن أبي حاتم ج ٣ ص ١٠٤١ وتفسير السمرقندي ج ١ ص ٣٥٤ وأسباب النزول للواحدي ص ١١٦ وتفسير الواحدي ج ١ ص ٢٨٢ وتفسير السمعاني ج ١ ص ٤٦٦ والتسهيل لعلوم التنزيل ج ١ ص ١٥٣ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٠٢ وأعيان الشيعة ج ٣ ص ٢٤٩ والجامع لأحكام القرآن ج ٥ ص ٣٣٧ وتفسير البحر المحيط ج ٣ ص ٣٤٢.

(٢) راجع : الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٤ ص ٤٦٧ و ٤٩٨ و (ط دار الجيل) ج ٤ ص ١٤٦٢ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٤٨ وج ١٣ ص ٣٥٢ وعمدة القاري ج ١٨ ص ١٨٤ و ١٨٥ وأسد الغابة ج ٣ ص ١٤١ وج ٤ ص ٣٠٩ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٧٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٢٦ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ١١٥ ومجمع الزوائد ج ٧ ص ٨ وجامع البيان ج ٥ ص ٣٠٢ وأحكام ـ

٢٣٢

وقال ابن عباس : نزلت في سرية ، ولم يسم أحدا (١).

وقيل : نزلت في غالب الليثي (٢).

وقيل : نزلت في رجل من بني ليث يقال له : فليت ، كان على السرية (٣).

__________________

ـ القرآن للجصاص ج ٢ ص ٣٠٩ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٠٠ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٤ ص ٢٨٢ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٤٥٤ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٥٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٩٠ و ٢٣٤ وتفسير مجمع البيان ج ٣ ص ١٦٤ وتفسير البحر المحيط ج ٣ ص ٣٤٢.

(١) راجع : الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٤ ص ٤٦٧ و ٤٩٨ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٤٨ وعمدة القاري ج ١٨ ص ١٨٥ وأسد الغابة ج ٤ ص ٣٠٩ والمستدرك للحاكم ج ٢ ص ٢٣٥ ومسند أحمد ج ١ ص ٢٧٢ وسنن الترمذي ج ٤ ص ٣٠٧ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ١١٥ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٦ ص ٥٧٧ وج ٧ ص ٦٥٢ وصحيح ابن حبان ج ١١ ص ٥٩ والمعجم الكبير ج ١١ ص ٢٢٢ وموارد الظمآن ج ١ ص ١١١ وجامع البيان ج ٥ ص ٣٠٢ وأسباب نزول الآيات للواحدي ص ١١٥ وتفسير البغوي ج ١ ص ٤٦٦ وزاد المسير ج ٢ ص ١٧٤.

(٢) راجع : الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٤ ص ٤٦٧ و ٤٩٨ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٤٨ وعمدة القاري ج ١٨ ص ١٨٥ وأسد الغابة ج ٤ ص ٣٠٩ وراجع : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج ٢ ٩٦ والجامع لأحكام القرآن ج ٥ ص ٣٣٧ وجامع البيان ج ٥ ص ٣٠٣ وتفسير البغوي ج ١ ص ٤٦٦ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٠٠ وتاريخ المدينة لابن شبة ج ٢ ص ٤٥١ وتفسير ابن زمنين ج ١ ص ٣٩٧ وتفسير البحر المحيط ج ٣ ص ٣٤٢.

(٣) راجع : الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٤ ص ٤٦٧ و ٤٩٨ و (ط دار الجيل) ج ٤ ص ١٤٦٢ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٤٨ وعمدة القاري ج ١٨ ص ١٨٥.

٢٣٣

وقيل : نزلت في أبي الدرداء (١).

وهذا اضطراب شديد جدا (٢).

__________________

(١) راجع : الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٤ ص ٤٦٧ و ٤٩٨ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٤٨ وعمدة القاري ج ١٨ ص ١٨٥ وأسد الغابة ج ٤ ص ٣٠٩ وجامع البيان ج ٥ ص ٣٠٥ والبحار ج ١٩ ص ١٤٨ والمحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز ج ٢ ص ٩٦ والجامع لأحكام القرآن ج ٥ ص ٣٣٧ وتفسير البحر المحيط ج ٣ ص ٣٤٢.

(٢) راجع : الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ٤ ص ٤٦٧ و ٤٩٨ و (ط دار الجيل) ج ٤ ص ١٤٦٢ وعمدة القاري ج ١٨ ص ١٨٥ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٤٨.

٢٣٤

الفصل الثاني :

قبل قسمة الغنائم

٢٣٥
٢٣٦

روايات ونصوص :

قالوا : وجمعت الغنائم بين يدي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فجاءه أبو سفيان بن حرب ، وقال : يا رسول الله أصبحت أكثر قريش مالا ، فتسبم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

وعن جبير بن مطعم ، وابن عمر : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لما فرغ من رد سبايا هوازن ، ركب بعيره وتبعه الناس ، يقولون (أو علقت الأعراب برسول الله يسألونه) : يا رسول الله ، اقسم علينا فيئنا.

حتى اضطروه إلى شجرة ، فانتزعت رداءه ، فقال : «يا أيها الناس ، ردوا علي ردائي ، فو الذي نفسي بيده لو كان لكم عندي عدد شجر تهامة (أو عدو هذه العظاه) نعما لقسمته عليكم ، ثم ما ألفيتموني بخيلا ولا كذابا (ولا جبانا)» (٢).

ثم قام رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى جنب بعيره ، فأخذ من سنامه

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٩٦ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٨ وج ٩ ص ٢٩٧.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٩٥ و ٣٣٨ عن البخاري ، وعبد الرزاق ، وفي هامشه : عن أحمد ج ٤ ص ٨٢ والبخاري (٢٨٢١) والمعجم الكبير للطبراني ج ٢ ص ١٣٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٥٤ وراجع المصادر في الهامش التالي.

٢٣٧

وبرة ، فجعلها بين إصبعيه ، فقال : «أيها الناس ، والله ، ما لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس ، والخمس مردود عليكم ، فأدوا الخياط والمخيط. وإياكم والغلول ، فإن الغلول عار ، (ونار) ، وشنار على أهله يوم القيامة».

فجاء رجل من الأنصار بكبة خيط من خيوط شعر ، فقال : يا رسول الله ، أخذت هذه الوبرة لأخيط بها برذعة بعير لي دبر.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «أما حقي منها فهو لك».

فقال الرجل : أما إذ بلغ الأمر فيها هذا فلا حاجة لي بها ، فرمى بها من يده (١).

__________________

(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٩٥ و ٣٣٨ عن ابن إسحاق ، وعن الحاكم بسند صحيح ، وراجع : إعلام الورى ص ١٢٨ و (ط مؤسسة آل البيت لإحياء التراث) ج ١ ص ٢٤٢ والبحار ج ٢١ ص ١٧٤ ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ٤٩ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٦ ص ٣٠٣ وموارد الظمآن رقم (١٦٩٣) عن ابن حبان ، وراجع : كتاب الموطأ ج ٢ ص ٤٥٧ ومسند أحمد ج ٢ ص ١٨٤ وج ٤ ص ٨٤ وسنن النسائي ج ٦ ص ٢٦٤ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٦ ص ٣٣٧ وج ٧ ص ١٧ ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٣٣٨ وج ٦ ص ١٨٨ والمصنف للصنعاني ج ٥ ص ٢٤٣ وج ١١ ص ١٠٦ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٨ ص ٥٣٠ ومكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص ١١٥ والسنن الكبرى للنسائي ج ٤ ص ١٢٠ وصحيح ابن حبان ج ١١ ص ١٤٩ والمعجم الأوسط ج ٢ ص ٢٤٢ وج ٧ ص ٢٣٦ والمعجم الكبير ج ٢ ص ١٣٠ ومعرفة السنن والآثار ج ٧ ص ٤٣ والإستذكار لابن عبد البر ج ٥ ص ٧٦ وج ٢٠ ص ٣٧ و ٤٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ١١٦ ونظم درر السمطين ص ٦٢ وكنز العمال ج ٤ ص ٣٧٢ وج ١٠ ص ٥٣٧ وأسد الغابة ج ٤ ص ١٣٢ وتاريخ المدينة لابن شبة ج ١ ـ

٢٣٨

عن أنس قال : كنت أمشي مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجذبه جذبة شديدة ، ثم قال : مر لي من مال الله الذي عندك.

فالتفت إليه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وهو يضحك ، ثم أمر له بعطاء ورداء (١).

وروي : أن عقيل بن أبي طالب دخل يوم حنين على امرأته فاطمة بنت شيبة ، وسيفه ملطخ دما ، فقالت : إني علمت أنك قاتلت اليوم المشركين ، فماذا أصبت من غنائمهم؟

فقال : دونك هذه الإبرة ، تخيطين بها ثيابك. فدفعها إليها.

__________________

ـ ص ٢١٦ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٥٨ والكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٢ ص ٢٦٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦٠٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٠٥ و ٤٠٧ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢١١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦٩ و ٦٧٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٩٥.

(١) مكارم الأخلاق للطبرسي ص ١٧ وحلية الأبرار ج ١ ص ٣٠٧ والبحار ج ١٦ ص ٢٣٠ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» ج ١ ص ١٣٧ وصحيح البخاري ج ٤ ص ٦٠ وج ٧ ص ٤٠ و ٩٤ وصحيح مسلم ج ٣ ص ١٠٣ وشرح مسلم للنووي ج ٧ ص ١٤٧ وعمدة القاري ج ١٥ ص ٧٣ وج ٢١ ص ٣١١ وج ٢٢ ص ١٥٠ ورياض الصالحين للنووي ص ٣٢٩ ونظم درر السمطين ص ٥٩ وتفسير البغوي ج ٤ ص ٣٧٦ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ ص ٤٥٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤١٣ وج ٦ ص ٤٣ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٠٣ وج ٦ ص ٣٨٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٨٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٩٦ وج ٧ ص ١٠.

٢٣٩

فسمع منادي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : من أخذ شيئا ، فليرده حتى الخياط والمخيط ، فرجع عقيل وقال : ما أجد إبرتك إلا ذهبت منك ، فأخذها فألقاها في المغنم (١).

وعن عبادة بن الصامت قال : صلى بنا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يوم حنين إلى جنب بعير من المغانم ، فلما سلم تناول وبرة بين أنملتين.

وفي رواية : فجعلها بين إصبعيه. ثم قال : «أيها الناس ، إن هذه من مغانمكم ، وليس لي فيها إلا نصيبي معكم ، الخمس ، والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط ، وأكثر من ذلك وأصغر ، ولا تغلوا فإنه عار ونار وشنار على أهله في الدنيا والآخرة».

وأتى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الناس يوم حنين في قبائلهم يدعوهم ، وترك قبيلة من القبائل وجدوا في برذعة رجل منهم عقدا من جزع غلولا.

فأتاهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فكبر عليهم كما يكبر على

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٩٥ و ٣٣٨ عن عبد الرزاق ، وعن مسند أحمد ج ٢ ص ١٨٤ و ٢١٨ ، وعن النسائي ، والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٣٥ و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج ٤ ص ٩٢٩ وأنساب الأشراف (ط الأعلمي) ج ٢ ص ٧١ وأسد الغابة ج ٥ ص ٥٢٥ والإصابة ج ٤ ص ٣٨٢ والطبقات لابن سعد ج ٤ ص ٤٣ و ٤٤ ولم يصرح بحنين ، وراجع : شرح الأخبار ج ١ ص ٣١٦ وكنز العمال ج ٤ ص ٥٤٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٩٥ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٨٦ وعقيل بن أبي طالب ص ٩٧.

٢٤٠